اقتباس: العلماني كتب/كتبت
ويعارض الرازي المقدس المتمثل في عقيدة إعجاز القرآن معارضة نقدية شديدة لاذعة ومتهكمة، مستخدماً البرهان العقلي والحجة المحسوسة على النحو التالي:"قد والله تعجبنا من قولكم القرآن مُعجز وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأولين – وهي خرافات ... إنكم تدعون أن المعجزة قائمة موجودة – وهي القرآن – وتقولون:" من أنكر ذلك فليأت بمثله". إن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أَطلَق منه ألفاظا، واشد اختصاراً في المعاني، وأبلغ أداء وعبارة وأشكل (أي أنضج) سجعاً؛ فإن لم ترضوا بذلك فإنا نطالبكم بالمثل الذي تطالبوننا به ... وأيم الله لو وجب أن يكون كتاب حجة، لكانت كتب الهندسة، والمجسطي الذي يؤدي إلى معرفة حركات الأفلاك والكواكب، ونحو كتب المنطق، وكتب الطب الذي فيه علوم مصلحة للأبدان أولى بالحجة مما لا يفيد نفعاً ولا ضراً ولا يكشف مستوراً ... ومن ذا يعجز عن تأويل الخرافات بلا بيان ولا برهان إلا دعاوي أن ذلك حجة؟ وهذا باب إذا دعا إليه الخصم سلمناه وتركناه وما قد حل به من سُكر الهوى والغفلة مع ما إنا نأتيه بأفضل منه من الشعر الجيد والخطب البليغة والرسائل البديعة مما هو أفصح وأطلق وأسجع منه. وهذه معاني تَفاضُل الكلام في ذاته. فأما تفاضل الكلام على الكتاب فلأمور كثيرة فيها منافع كثيرة، وليس في القرآن شيء من ذلك الفضل، غنما هو في باب الكلام، والقرآن خلو من هذه التي ذكرناها".
معروف كذلك أن كلاً من مسيلمة الكذاب وابن المقفع وابن الراوندي والمتنبي وأبي العلاء المعري ( على سبيل المثال لا الحصر) قد عارض القرآن أدبياً على طريقته الخاصة. أخذت معارضة مسيلمة شكل المحاكاة الفكاهية الساخرة للسجع القرآني كما في الأسجاع التالية التي حفظتها لنا بعض كتب التراث (...):
"لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، بين صفاق وحشى" و"والليل الأطحم، والذئب الأدلم، والجذع الأزلم، ما انتهكت أسيد من محرم" و"يا ضفدع نقي كم تنقين؛ نصفك في الماء ونصفك في الطين! لا الماء تدركين ولا الشارب تمنعين". و"إن بني تميم قوم طهر لقاح، لا مكروه عليهم ولا أتاوة، نجاورهم ما حيينا بإحسان، نمنعهم من كل إنسان، فإذا متنا فأمرهم إلى الرحمن". و " المبذرات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والباغي فناوئوه".
http://www.josor.net/article_details.php?t...d=1649&catid=36
قبل أن أبدأ موضوعي أحببت أولا أن أستشهد باقوال السابقين الاولين من باب التبرك و الإستفادة من تجاربهم من ناحية أخرى.
و ديه شهادة المستشرق المصري الحيادي و اللي لا من ديني و لا من دينكم.
لمن يحب مراجعة أقواله ..
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=33855&page=1
بداية أحب أن ألفت إنتباه الأخوة المسلمين في النادي إلي أنني متمسك الآن بلغة أكثر أدبا و لطفا .. و بالتالي فإن هذا الموضوع أرجو ألا يعتبروه تهجما شخصيا عليهم.
مع خالص أسفي لمن لا يعجبه كلامي ..
و لأنني سأحاول جاهدا إلتزام اللطف أثناء الكلام عن الإسلاميات (القرآن) ولأن كلامي لا ينسحب على شخوص الإخوة المسلمين فانا أتوقع الآن مجهودا مماثلا في إلتزام نفس الشئ منكم.
وفقنا الله فيما هو خير لكم و لنا و لكل الأمة الإسلامية و غير الإسلامية و لا حول و لا قوة بالله.
************************* ****************************
أتذكر أنني حين كنت تلميذا صغيرا أنني تصفحت كتاب كان زميل مسلم لي يدرسه بجانب كتاب الدين الإسلامي.
في البداية ظننته رواية إسلامية يمتحنونهم فيها .. و لكنه لم يكن كذلك.
كتاب صغير من تأليف الشيخ الجليل ذائع الصيت و نجم الإسلام في كل وسائل الإعلام / محمد متولي الشعراوي.
كانت بداية الكتاب تتكلم عن معجزة القرآن.
كان الشعراوي يقول ان كل كتاب أنزله الله على نبي من أنبياؤه الصالحين, أرسل الله مع الكتاب معجزة تثبت الكتاب و تعرف الناس ان الله هو صاحب الكتاب.
فلقد أنزل الله التوراة على موسى و جعل معجزته هي السحر لان اليهود في ذلك الوقت كانوا يعيشون في مصر حيث انهم برعوا في السحر و تفننوا فيها فكان لزاما أن تكون معجزة الله تختص فيما برع فيه هؤلاء الناس.
و لان اليهود وقت ان انزل الله الإنجيل على عيسى قد برعوا في الطب ايما براعة فلقد أنزل الله الإنجيل على عيسى و جعل معجزته الطب فكان يشفي المرضى و يقيم الموتى بإذن الله.
و لكن ..
لان تلك الكتب السماوية كانت تتعرض للتحريف كما حدث مع التوراة و الإنجيل فكان من إبداع الخالق و عظيم قدرته و حكمته ان أنزل كتابه على محمد خاتم الأنبياء و المرسلين و جعل معجزته في كتابه ..
فهو يقول في كتابه العزيز ان الجن و الإنس لو إجتمعوا لكي ياتوا بمثله ما إستطاعوا و تلك هي معجزة الإسلام الخالدة ألا و هي القرآن الكريم.
===========<< إنتهى كلام الشعراوي.
بداية فأنا ذهلت وقتها.
يعني كنت وقتها صغيرا في المرحلة الثانوية و لكنني اتذكر النظرية حتى الآن.
لم نكن في حصة الدين نسمع كلاما عن الإسلام او غيره بل أتذكر أنني كنت أدرس في الدين المسيحي درسا عن الخمر و ان الكتاب كان يقول أن الخمر لا يليق بالإنسان المسيحي.
كنت أشعر دائما ان مدرس الدين هو فزاعة متكلمة و لا تفقه شيئا و كنت أهوى أن أحرجه بان آتي إليه بآيات من الإنجيل صعبة التفسير فيظهر أمام الصف جاهلا ..
المهم أن كل معلوماتي البكر عن الإسلام كانت من كتب الرد على احمد ديدات و غيره وقتها من مكتبة أبي و لم يكن أيا من زملائي المسيحيين مهتمين بالدين عموما (أحسن برضه) و الإسلامي خصوصا.
لذا فقد كان وقع كلام الشعراوي غريبا جدا عندي فلم أكن أتصور ان يتعلم المسيحيين دينهم مطعما بالثوابت الإسلامية مثل مساوئ شرب الخمر ... بينما كان التلاميذ المسلمين يتعلمون تلك الأشياء.
ساعتها إغتظت فعلا ..
وقتها كتبت مقالة عن "الإختراق الإسلامي للمسيحية في مصر" ... ركيكة و لم يقرأها أحد.
و بدأت آتي بكتب مسيحية إلي المدرسة لاقرأها في الحصص الفاضية.
كان الأمر بالنسبة لي هو إثبات هوية.
و لكن لمدة وجيزة كنت أفكر بتلك النظرية الممتعة لإله لا يعرف كيف يتعامل مع رعيته فكلما انزل عليهم كتابا أفسدوه و حرفوه حتى لجأ في النهاية إلي تلك الصيغة الفذة و الفكرة العبقرية بان يجعل الكتاب منيعا بإعجاز لا يفارقه.
نظرية عرجاء فعلا ... و الله فيها عاجز لا يستطيع أن يفارق كرسيه المتحرك أو يحرك أقدامه العاجزة لكي يحمي كتبه المقدسه حتى تفتق ذهنه عن تلك الحيلة.
على العموم كانت تلك النظرية هي الحل الوحيد لتفسير "كيف فسدت الكتب المقدسة قبل القرآن و تحرفت؟"
ثم أنني لم افهم أبدا ما هو المعجز في القرآن.
يعني مادة اللغة العربية لم تكن تخلو من نص قرآني علينا حفظه و تفسيره.
و لم اكن افهم ما هو الفارق او المميز لمادة اللغة العربية عن مادة الدين الإسلامي بهذة الطريقة.
على أي حال كنت احفظ النصوص و أفسرها لكي أنجح و اتم دراستي, و لكن وقعها لم يكن بهذا الجمال على أذني أبدا.
كنت احصل على درجات جيدة في العربي و لم أكن أعدم حيلة في التعامل حتى مع النصوص التي لم أستذكرها جيدا ... يعني المصحح أكثر ما يريده هو :
تعبير جميل يوضح المعنى و يؤكده حيث يصور النص هنا مدى بشاعة (أو جمال)... (أيا كان) باسلوب بليغ و هو ما يبرز الروعة و العذوبة للألفاظ القرآنية.
و كنت أحصل على الدرجة .. هؤلاء الناس يسهل فعلا الضحك عليهم و إرضاءهم.
إن كان الكتابة عن إنبهاري بالقرآن سيعطيني الدرجة فهي مسالة سهلة ... أستطيع أن اتكلم عن إغماءي من فرط الإستمتاع بالتلاوة لو أرادوا.
الظريف الجميل أنني فهمت ان اللغة العربية تشهد للقرآن لان اللغة العربية تم تركيبها على القرآن.
عرفت بعد ذلك من قراءاتي صحة النظرية حيث أن اللغة العربية لم ترسو أركانها و لم يكتمل شكلها إلا بعد الإسلام بعدة قرون على يد سيباويه و غيره.
يعني كنت استغرب جدا في البلاغة حين يأتي مرة التنكير للتعظيم و للتحقير مرة أخرى.
لا توجد معايير ثابتة لكي يستذكرها المرء و ينتهي الموضوع .. فقط علي أن اعرف هل منهج الوزارة راضي و يريد مدح صاحب النص أم أنه من المغضوب عليهم و يجب علي شتمه في ورقة الإمتحان.
يعني مثلا : أسلوب ركيك و قد عاب عليه الشعراء إستعماله لألفاظ معرفش ايه.
و لكن القرآن لا ياتي منه اي عيب .. يعني أتذكر أنني و بعد ان حاولت أن أبدو أمام بعض زملاء فصلي المسيحيين "عبدو الفصيح" بأن ألفت إنتباههم لنص قرآني كان مقررا علينا حيث أن كان هناك غلطة ما وجدتها و عملت عليها حفلة في السر.
و كان من سخرية القدر و مجونه, أن اجد تلك الغلطة الشنيعة بلاغيا من وجهة نظري آتية في أحد الإختبارات ... ما الجمال البلاغي فيها ؟
ألا ألف لعنة على تلك اللغة ... و كيف لي أن أعرف ما هو الجميل فيما سخرت منه بالأمس ؟
طبعا كانت مدرسة اللغة عندنا تعطي دروسا في السر و من تعطيهم دروس هم فقط من إستطاعوا إجابة السؤال.
هو بوجه عام كانت اللغة العربية سهلة .. يعني النحو كانت له قواعد محددة و التعبير احصل فيه على درجات معقولة و النصوص كنت الهو بها.
و لكن القرآن كانت له معزة خاصة في قلبي .. اتصور لو أنني قد إخترعت جمالا ما و روعة ايا كان شكلها و عذوبة ألفاظ كيفما إتفق ساحصل على الدرجة كاملة و إلا كانوا من الكافرين.
و إن اللغة العربية لا تصح و لا تصير فصيحة إلا إذا إلتزمت بالقواعد القرآنية و ليس العكس طبعا.
(يتبع)