معالجات

إن الواقع الموصوف آنفا ليس بجانبه المضاء إنما بكثير من جوانبه تطغى عليه صورة الأزمة
ولعل أهم مقاييس الأزمة هو المردود الإنتاجي بأبعاده المختلفة و أهم بعد إنتاجي تأسيسي في الواقع العربي المعاصر هو مردود الانتماء فعندما تكون عوامل الانتماء متصدعة فلا بد لنا من الوقوف عندها وقفة متأنية لأن كل أشكال البناء إنما تبنى على أسس تأسيسية يأتي الانتماء في مقدمتها

و منطق التاريخ يعلمنا أن معالجات من مستوى البناء التأسيسي القومي والوطني لا تحملها برامج سياسية حملا مباشرا بل تحملها حالة نهوض عامة على كافة المستويات تعمل على تأمين دور لكل فرد أو فئة بما يساهم في عملية دمج وطني توحد الرؤى العامة وترسم أدوار إيجابية للجميع

لكن النهضة لا بد من أن يكون لها نخبة تقود حركتها وتوجه مساراتها بالتالي فالمعالجات المطلوبة في واقعنا لا بد أن تبدأ بالنخبة القادرة على خلق مقدمات نظرية قادرة على رسم خطوط عريضة لقضية هامة من مستوى الانتماء الوطني والقومي وتحديد موقع لكل فعالية فردية أو فئوية

في النخبة :

إن معيار النخبة المطلوبة في التأسيس لخطاب وطني أو قومي ليس من بديهيات مخلفات الواقع
فقبل دعوة النخبة لتسلم زمام ملفاتها لا بد من عوامل تعيد تصحيح نوعي في النخبة المفترضة
فمن مسلمات الأمور أن لا تعتمد مقدمات النهوض النظرية على النخبة الطائفية
فإذا كانت النخبة الطائفية قد ساهمت مساهمة هامة في خلق حالة من الشقاق و أودت بالعلاقة الوطنية القومية إلى مآزق صدامية ومسارات مسدودة فلا بد من البحث عن نخب جديدة لم تلوث طموحها مغريات التزعم الطائفي
بالتالي فلا بد لنا من الاستفادة من كل العوامل التي تتيح فرصا لتوسيع مساحة تداول الشأن العام بما يخدم في عملية إتاحة الفرصة لظهور هذه النخبة الموعودة
كما لا بد لنا من المراهنة على جملة المتغيرات الإقليمية والدولية مراهنة غير مباشرة فيما تخلقه من معطيات موضوعية تساهم في تصحيح حال النخبة المطلوبة
من هنا فإنني لا أجد عملية خلق معطيات وطنية أو نخبوية جديدة عملية ميكانيكية تعتمد على الاختيار المباشر أو تعتمد مقدسات متعارف عليها في أحقية النخبة ودورها
فالنخبة في جميع الأحوال تتشكل من الاحتياطي البشري الموجود وكل المطلوب هو إتاحة الفرصة أمام ظهورها
و من هنا أيضا فإنني أرى أن العوامل الموضوعية من إقليمية أو دولية كلها عوامل ستعمل من حيث لا تدري على إتاحة فرص قيام هذه النخبة الجديدة

رائع

تابع (f)

إن واقع النخبة في واقعنا إنما يعكس اتجاهات الأزمة التي نحن فيها بالتالي فإن التغيير في هذه النخبة إنما يقتضي تغييرا في أوليات الواقع
ومن الواضح أن غياب الهوية الطائفية عن ساحة المشروعية المقررة صار يستقطب هم وجهد النخبة الطائفية
ومن بديهيات الصراع أن الصراع الطائفي و إن كان قادرا على تعميم صورة من التكافؤ الطائفي فإنه لن يكون قادرا على حسم الصراع لصالح أي من الفرقاء الطائفيين
بالتالي فإن كل الحكمة تكون في السعي الواعي لحل مبدئي للقضية الطائفية يقوم على الاعتراف المتبادل بين الطوائف باعتبارها من مكونات الواقع الاجتماعي و تأمين الإطار الصالح الذي يؤمن مستوى من حرية التعبير والقبول لخصوصية كل فريق طائفي على قاعدة الوحدة الوطنية والقومية بأبعادها الموضوعية وليس على قاعدة القسر الوطني أو القومي
لكن المنظومة الطائفية أعجز من أن تكون قادرة على حمل مشروع نهضوي ما
بالتالي فإن الحلول المطروحة تندرج في سياق حل أزمة .. وتحييد عوامل الصراع الجانبي الذي يستنزف الجهد الرئيسي للنخبة الطائفية و لا يعول على تحول المنظومة الطائفية إلى منظومة عملياتية قادرة على اختراق الواقع الراهن
لكن الحكمة تقتضي أن نزيح المعوقات أولا و نبيح متسعا لظهور العوامل الإيجابية التي يمكنها حمل مهام الواقع والتصدي لمتطلباته

أعيد الترحيب بالزميل فضل

(f)


كما أرحب بالزميل

طارق

(f)

تحرير الانتماء:

إن واحدة من أهم الثغرات التي سمحت بتحول واقعنا إلى حالة من التوتر الطائفي هي عملية التمثيل الطائفي عبر أكثر القوى الطائفية تطرفا
ففي واقع تكون حرية التعبير فيه ممنوعة والتعبير يكون جولة محفوفة بالمخاطر فإن الخاصة الأكثر تنظيما واستعدادا تصبح الناطق الرسمي باسم الطائفة
على حين يختفي صوت الأغلبية الصامتة لتَشتُتْ قواها وفقدانها للهيئات المدنية التي تعلي صوتها فيكون الصوت المتطرف المغامر أكثر الأصوات بروزا وتعبيرا عن صوت الطائفة
إن هذه الحالة تجعل من الطائفة أسيرة للسان حال المتطرفين من أبناءها
فتتحول الطائفة من كيان اجتماعي يتشكل من عموم أبنائها وتمتلك حقوقا معلومة ويترتب عليها واجب معلوم في الإطار القومي أو الإقليمي إلى ولاية يحتلها المتطرفون الذين يستأثرون بتمثيلهم للطائفة من جهة ويمنعون العامة المسالمة من التعبير عن وجهة نظرها أو متابعة مصالحها في الإطار القومي

تحرير المشروع النهضوي


ما زال الفهم السياسي العربي يتخذ من الشعارات وإعداد العدة للمستقبل طريقا إجباريا للنهوض
وما زال النهوض العربي مفقود طرف خيطه
فكل المشاريع النهضوية التي بذرت بصرف الورق كانت نوع من التخيلات أو شوط من الأماني
والأخطر في المشاريع النهضوية أنها تبني مقدماتها على رؤى ونظريات خاصة جدا إلى درجة أنها تحتاج إلى فريق من المترجمين لا يقل عددا عن تعداد الأمة نفسها
فتأتي المشاريع النهضوية كلها متسخة بالرؤى الشمولية التي تتعامل مع خلق الله كأداة تنفيذية تسيًر ولا تخيًر
والمفارقة الأعظم في المشاريع النهضوية أنها بدل أن تراهن على التنمية البشرية والتحسين النوعي للمواطنة الذي يخلق أداة تنفيذ قادرة فإنها أي المشاريع النهضوية تعتمد على ( التقشف الفكري والمادي والطموح ) فتصور البشر كوقود نهضوي وليس موضوعا للنهوض وترى في النمذجة القطيعية سبيلا لتراص القوى وتغفل دور هذا التراص في قتل المواهب وخفض الإمكانيات الخلاقة إلى مستوى إمكانيات طارح المشروع
فما زال التصور العربي لمشاريع النهوض نوع من البرمجة المسبقة التي لم تفقد لمعانها على كل الصعد رغم أنها أفلست على مستوى عملي وعلى كل الصعد

بالملموس سنجد مشاريع النهضة العربية خلال القرن الماضي تراوح بين المشروع الليبرالي على قياس الليبرالية الغربية أو المشروع الاشتراكي على قياس الاشتراكية السوفييتية أو المشروع الإسلامي على قياس دولة الخلافة
أما الذي سيلبس المشروع فهو آخر من يؤخذ قياسه

إن وجهة نظري تقول بالمشروع النهضوي الذي يتيح مناخا ولا يفرض خيارا فتوفير المناخ هي التي ستجعل من الجهد العام المقرٍر وستكون النتيجة على قياس القدرة والمعرفة والعوامل المساعدة

تحرير الدولة

مقدمة في نشوء الدولة العربية


إن الدولة ( الإقليم ) العربية دولة حديثة العهد
ولعل طريقة نشوء الدولة العربية المعاصرة حمل في مساراته الكثير مما يمكن تشخيصه اليوم بأمراض النشأة و الصيرورة
إن أهم تلك الأمراض هي نشوء الدولة العربية في ظل الاحتلال الأجنبي من جهة وتحرر هذه الدولة نتيجة لضعف المستعمر واستبدال سلطة المستعمر بسلطة محلية عملت على إحكام سيطرتها على الدولة كذلك الإحكام من السيطرة الذي أحكمه المستعمر
من جهة أخرى كانت هذه العلاقة بين السلطة والدولة لها ما يماثلها قي تاريخ الدولة العربية خلال المرحلة الإسلامية
فباستثناء مرحلة حكم الخليفة عمر بن الخطاب فإن الدولة العربية في أدوارها التاريخية والمعاصرة كانت محتلة من قبل السلطة السياسية وسلطة الدولة مجمدة لصالح فعل السلطة السياسية

بالتالي فإننا سنجد أن مفهوم المواطنة كان اشتقاقا من واقع السلطة السياسية ولم يكن انتماءا إلى قوام الدولة ذاته
فجغرافيا الدولة كانت متحركة وفق قدرة السلطة السياسية ورغبتها كما أن علاقة المواطنة بالسلطة كانت تقوم على حاجة السلطة وما فرضته من وسائل جباية يمكن اختصارها بالقول أن السلطة السياسية كانت في مراحل قيام الدولة العربية عبئا ثقيلا على الدولة والمجتمع خلق نوع من التنافر بين السلطة والدولة بما حول دور السلطة إلى مغتصب للدولة وحول الدولة إلى خاصة سلطوية بدل أن تكون عنوانا للمواطنة

من سلطة الدولة إلى السلطة السياسية


هنا نحن أمام خطأ شائع يخلط بين سلطة الدولة ( من ثوابت وجود الدولة ) والسلطة السياسية بوصفها سلطة إدارة سياسية ولمرحلة تساوي عمر هذه السلطة السياسية

أما سلطة الدولة فهي على مستويات عدة
أولها مستوى موضوعي متشكل بتشكل الدولة ويشتمل على سلطة المجتمع بقواه كافة ومؤسساته المدنية إضافة للمفعول الاعتباري لقيام و وجود الدولة

وثانيها سلطة حقيقة تعتمد في حدها التشريعي على النظام الأساسي للدولة ( الدستور ) وفي حدها التنفيذي وجود جيش وقوى أمنية موظفة وفق النظام الأساسي للدولة

أما السلطة السياسية فهي تلك التي تتشكل من طرف سياسي أو تحالف أطراف عدة يخولها النظام الأساسي للدولة في مرحلة ما و وفق نظام تداول الدور الإداري المرحلي في أن تنفذ برامج سياسية لا تخالف النظام الأساسي للدولة

المعروف في واقع الدولة العربية هو أن السلطة السياسية أنهت استقلال سلطة الدولة بمستواها التنفيذي وقمعت سلطة الدولة بمستواها الموضوعي
بالتالي هي وظفت سلطات الدولة لتكون مأمورة من قبل السلطة السياسية وبذلك صارت سلطة الدولة امتدادا لسلطة الحكومة ( السلطة السياسية )
وقد انعكس هذا على مستوى الفرد والمؤسسة بأن صار مصيرهم في ظل الدولة مرتهن لإيجابية علاقتهم بالسلطة السياسية
وهنا نكون أمام نموذج له عنوان عريض شمولي ديكتاتوري مهما تغيرت اليافطة الأخرى من إسلامية إلى اشتراكية إلى ليبرالية عربية ( كالأنظمة العربية المتهمة ظلما بالليبرالية وهي منها براء )

تحليل جميل يا أحمد كامل ...

ولكن لو أجريت مسح شخصي على المنتديات لوجدت الناس على مذاهب أو ميول او إتجاهات ..

تجد هناك منتديات للتاريخ ومنتديات للدين ومنتديات للغزل ومنتديات للاغاني ومنتديات للتعارف والزواج ومنتديات للاخبار ومنتديات للفكر والثقافة ومنتديات للمدن ومنتديات للقبائل ومنتديات للنفس ومنتديات للسياسة بل تجد منتديات الدين وحدها تنقسم الى الوان شتى فمنها المسيحية القبطية ومنها الشيعية والسنية وهذه المنتديات السنية ايضا تتفرع الى منتديات كثيرة والمنتديات كثيرة بحيث لاحصر لها وسوف تزداد المنتديات ذلك ان الببلويشن اوف ذا ورلد إز ريزنق فري فاست أي ان سكان العالم ومن بينهم العرب يزدادون ومع زيادتهم تزداد الرغبة للاتجاه الى الكتابه والتعبير وهي كلها مؤشر جيد لعودة الحياة الى الكتابة بعد ان لاحظ الدكتور عبدالله الغذامي ان الصيغة المستقبلية في الاتصال هي الصورة لا الكتابة .


عموما المنتديات هي نموذج مصغّر للمجتمعات العربية والانسانية بعامه .