- المنتحر : هرباً من الندم الذي يلاحقني على خطيئتي.
- الملاك : وماذا فعلت ؟
- المنتحر : قبلت ابنة الجيران البارحة.
- الملاك : وهل أنت نادم على فعلتك إلى هذا الحد ؟
- المنتحر : الأن لم أعد نادماً على فعلتي، ولكنني نادمٌ على الانتحار...
- الملاك : لأن الانتحار خطيئة...
- المنتحر : لا، ولكنني بعد أن رميت نفسي من الدور العاشر، نظرت إلى الدور التاسع فرأيت متكرشاً يدخن الغليون ويطرد موظفاُ فقيراً من شركته،
ورأيت في الدور الثامن رجل أعمال يتحرش بموظفته المسكينة،
ولمحت في الدور السابع محامياً يتفق مع المجرم على الكيد لضحيته،
وسمعت في الدور السادس قهقهة رجلين احتالا على ثالثٍ بمبلغ مرقوم،
وتلقفت من الدور الخامس كيس قمامة ملأته أطعمة المترفين يكاد يكفي حيّنا بأكمله،
وأدركت في الدور الرابع طبيباً يتاجر بصحة البشر ويتمتع بسرقة نقودهم،
والدور الثالث كان مليئاً بالمراجعين المساكين لموظف داثرةٍ حكومية نائم قد أقفل على نفسه الباب،
والدور الثاني ملأه شباب عاطلون عن العمل يبحثون عن أملٍ في شركة تسويق وهمية تنوي سرقة نقودهم وأمالهم،
وهأنت تنتظرني على الأرض لتعذبني لكبر جريمتي وعظمها ؟!
اذهب وعذب أولئك، واصعد وعاقب هؤلاء...
- الملاك : انتظر حتى يصدر قانون الإصلاحات الجديدة...
03-06-2006, 05:33 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
بحث سنين وسنين عن الحقيقة.
في المساجد والكنائس، في صوامع النساك، وفي أديرة الرهبان.
في متون الكتب، في البوادي والقفار.
فوق رؤوس الجبال وفي بطون الوديان.
اعتزل الناس والكون يبحث عن الحقيقة فلم يجدها.
أنفق ماله وعمره في سبيلها وفي سبيل إرضاء فضوله وقناعته وفي النهاية لم يجدها.
فعاد يحمل ذيول فشله وخيبته إلى حيث وُلد وتربى.
عاد يمشي في شوارع مدينته التي هجرها منذ أمدٍ طويل.
فإذا الحقيقة متربعة هناك، على قارعة الطريق تطارد المتسولين والباعة الجوالين، وتجري مع سيارات المترفين.
تتمايل على أرداف الراقصات، وترتمي في أحضان الغانيات.
تحكم المظلوم في النهار، وتبكي المهموم في الليل.
تحرم الرجل الكرامة، وتحرم الطفل الطفولة، وتحرم المرأة أنوثتها.
وجدها هناك فوق الجبل المطل على مدينته، آذانها مشرعة، وبندقياتها مسلطة، تنتظر أوامرها من حماقة الحقيقة.
تحيي من أرادت وتميت من أرادت.
03-16-2006, 05:22 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
عندما تُعصر القلوب والحجارة،
عندما تنهار النجوم والأساطير،
عندما تنزل السماء لتصبح قطعة من الأرض،
عندما تعجز كل المفاتيح عند أصغر الأبواب وأحقرها،
عندما تؤلم شوكةٌ هزيلةٌ أقسى الجلود وأمرسها،
عندما يهوي المنطق وتُشلّ العقول والكلمات،
عندما يزول الفرق بين الإنسان وبين دودة الأرض،
عندها تبكي الرجال،
وعندها تبكي كل الكائنات حزناً على دموع الرجال.
04-27-2006, 12:29 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
أمر ملك الغابة السعيدة، خوفاً من رعيته وحفاظاً على سلامته من الغدر،
باقتلاع أنياب السباع،
وخلع أظفار الذئاب،
ونزع قرون الثيران،
وبرد حوافر الدواب والبهائم،
ولم يسلم أحد من أوامره،
فحتى الطيور قصت أجنحتها كيلا تتجسس عليه،
وحتى النمل والحلازين جردت من قواقعها ومجساتها كيلا تستطيع شيئاً ضده،
والبوم والخلد انتزعت أدمغتها كيلا تطاله حكمتها،
والببغاوات قصت ألسنتها كيلا يهجوه شعرها،
وخففت كمية الطعام عن الجميع كيلا يقوى أحدٌ عليه.
فسمعت بذلك ضباع الجبال، فأغارت على الغابة السعيدة.
ولم يوجد نابٌ أو مخلبٌ أو لسانٌ للدفاع عنها.
فشردت أهلها وهجرتهم،
وقتلت ملكها ومثلت به،
ومن وقتها صارت الغابة السعيدة تعرف باسم مستوطنة الضباع.
05-03-2006, 04:48 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
علمني أبي وأمي وإخوتي وأصدقائي وأساتذتي وكل من حولي الخوف.
الخوف من الكلام،
والخوف من الظلام،
والخوف من السياسة،
والخوف من الشرطة،
والخوف من المدعومين وأقرباء المسؤولين،
والخوف من المخابرات،
والخوف من المحتالين،
والخوف من حضور المسرحيات،
والخوف من نقد أخطاء الآخرين...
فخفت وخفت وخفت، حتى صرت أخاف من السكوت،
ومن الخروج من المنزل، ومن عبور الطرقات،
ومن تسلق المرتفعات، ومن تجاوز الجسور،
ومن صعود السلالم وهبوطها،
ومن القطط والكلاب والصراصير،
ومن الجدران التي لها آذان أو ليس لها آذان،
ومن قراءة الكتب ومطالعة الصحف،
ومن دخول السينما،
ومن دراسة العلم، ومن ممارسة الرياضة،
ومن حب الفتيات،
ومن الخوض في تاريخنا، ومن الأمل في مستقبلنا،
ومن تحية جيراننا، ومن النظر من النافذة،
ومن تشغيل التلفزيون،
ومن السفر إلى الخارج، ومن العودة إلى الوطن.
من كل شيئ في كل لحظة وكل مناسبة.
ومع ذلك، فإنني فخورٌ بهذا الخوف، وأعتز به اعتزازاً شديداً، إذ أنني
أخاف ألا أفخر وأعتز به...
:frown:
05-09-2006, 03:14 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
خرج السلطان وحاشيته للصيد في أملاكه التي لا تحصى، وخيراته التي لا تنضب.
فهبط عليهم الليل وهم في غمرة الصيد، فالتجؤوا إلى كوخٍ قريب ليؤويهم سواد الليل.
وكان أن أمر السلطان حاشيته ورفاق صيده ألا يخبروا صاحب الكوخ الفقير من يكون، كي يتصرف على طبيعته ولا يرتبك في ضيافته.
فقدم لهم صاحب الكوخ تمرتين وكأس حليبٍ ولم يزد على ذلك.
عجب الجميع لذلك، وحين أتى الصباح واستيقظوا، سأل السلطان صاحب الكوخ عن قصته، فأجاب :
" أنا رجلٌ فقير، أعمل حطاباً لحساب السلطان قبل الظهر، وطباخاً بعد الظهر، ونجاراً قبيل المغيب، ودهاناً بعيد العشاء،
وسائقاً في العطلة الأسبوعية، وحمالاً في العطل السنوية، وبائعاً في الأعياد الوطنية، ومهندساً في الأعياد الدينية،
وأهتم بأسرتي وأولادي، وأنفق على أمي وأبي وإخوتي،
وكانت التمرتان وكأس الحليب عشائي وعشاء أولادي، فحرمتهم منها لأقوم بحق ضيافتكم.
فأعجبت السلطان قصته، وضحك لها وضحكت حاشيته، وأمر له بمائة درهم لفطنته وفصاحة لسانه. ثم مضى إلى صيده.
05-18-2006, 07:27 PM
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
- الكاتب : ليس أنا، إنما قلمي هو الذي كتب !
- القلم : لست أنا، إنما صديق الكاتب هو الذي أهداني إليه.
- الصديق : أنا ؟! بل مناسبة عيد الكاتب هي التي جعلتني أهديه القلم.
- عيد الكاتب : وما ذنبي أنا إن أنجبته أمه في هذا اليوم ؟
- الأم : وكيف كنت سأنجبه لو لم يتزوجني أبوه ؟!
- الوالد : لعنت الساعة التي تزوجت بها وأنجبته.
- الساعة : وما دخلي في الموضوع ؟ كل الأمور يحكمها االقدر ولا شيئ سواه.
- القدر : لم أعد أتدخل في شؤون العرب منذ خروج الحكم العثماني.
- الحكم العثماني : وأنا أخرجني الاستعمار الفرنسي من بلادكم منذ مائة عام.
- الاستعمار الفرنسي : أنتم تضعون كل ذنب في رقبة الاستعمار، وتنسون حكوماتكم التي جاءت بعدي وخربت كل شيئ.
- الحكومات : يبدو أن هذا المحقق بدأ يتدخل فيما لا يعنيه...
- المحقق : اخرج أيها الكاتب، ولا ترني وجهك ثانيةً...