لقد تبين لي بأن الانسان الاول هو نفسه الانسان الحالي. أماته الله وأنشأه من جديد. وكان الله قادرا على ان يبقيه على الارض دون ان يفنيه ويعيد خلقه. ولله الحكمة في كل شيئ.
40.11- قالوا ربنا ((
أمتنا )) فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل
لم أجد في القاموس معنى آخر للموت غير الموت المعروف. والحياة تسبق الموت، ولا موت إلا بعد حياة.
ونجد في سورة البقرة الاية التاليه:
2.28- كيف تكفرون بالله ((وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم)) ثم اليه ترجعون
في الاية أعلاه الخطاب لجميع سكان الارض. مما يعني ان جميع من على الارض قد ماتوا مرة واحدة ثم أحياهم الله من جديد، ثم سيميتهم مرة أخرى. وهذه أماتتين وإحياء واحد. ثم سيحييهم الله يوم القيامه.
وفي سورة الحج أيضا نفس المعنى:
22.66- وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ان الانسان لكفور
طبقا للاثار والهياكل المكتشفة لم أجد أي إشارة الى تطور طرأ على هيكل البشر. إنسان النيندرتال مطابق في هيكله هيكل الانسان المكتشف في كينيا والذي عاش قبل مليون و 600 ألف سنة. وفي الرابط أدناه تجد معلومات عن اكتشاف طبعة أقدام الانسان يعود تاريخها الى (3,5 مليون سنة)، لشخصين كبار وطفل. وجدوها في تنزانيا. مات الشخصين والطفل في حمم بركانيه. والرماد الذي خلفته الحمم أحاطت بأقدامهم وتحجرت مع الزمن. هذه الاقدام مشابهة لدرجة التطابق أقدام الانسان الحالي. لا فرق على الاطلاق. وعلى هذا يصبح من السخف الافتراض ان قدم الانسان بقت كما هي، بينما الاجزاء الاخرى تطورت!
http://www.kirjasto.sci.fi/leakey.htm
عندما نرجع الى قبل عصر النيندرتال، نجد أيضا ان الانسان قد طور أشياء مشابهة للتي طورها رجل النيندرتال. فمثلا نجد في الرابط أدناه عن اكتشاف أدوات صنعت من الحجر يعود تاريخها الى 800 الى 900 ألف سنة، وأدوات أخرى يعود تاريخها الى مليونين سنة. وأكتشاف ما يشبه الكوخ الصغير يعود تاريخه تقريبا الى 500 ألف سنة.
http://www.tiscali.co.uk/reference/encyclo...n/m0006821.html
وقد لوحظ ان بعض أناس النيندرتال كانوا يدفنون موتاهم بإتجاه مشرق الشمس، مما قد يشير الى وجود معتقدات دينية عندهم.
اثبتت الاكتشافات ان هؤلاء الناس الذين عاشوا قبلنا لم يكونوا كما يريد أنصار نظرية التطور ان يصوروهم. لم يكونوا مقلدين كالقرود. وإنما كان لديهم نوعا من الذكاء الذي يميزهم عن البهائم. ولو ان ذكاءهم كان محدودا بالمقارنة مع الانسان الحالي. وعلى ضوء الاثار المكتشفة لايبدو ان قدرات الانسان الاول الذهنية قد تغيرت أو تطورت. نستنتج من ذلك ان الانسان الاول لم ينقرض إلا مرة واحدة، وذلك عند مجيئ الانسان الحالي، من نسل آدم، الذي خلقه الله من تراب. الفروق الطفيفة في هيكل الانسان الاول جعلها الله كذلك لكي يرينا الفرق الملموس في تركيبة ذلك الانسان، لكي ندرك ان الله على كل شيئ قدير. "اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله يسير" (العنكبوت). إعاد الخلق ليس بالامر العسير على الله، وإنما هو أمر يسير، بسيط جدا وتافه. ولن يحتاج الله الى ملايين السنين لكي يشكّل الهيكل البشري، ثم يحافظ عليه حتى لا يخرب.
الناس الصالحين ممّن كانوا قبلنا بقوا أموات، ويستثني الله من يشاء. والسيئين الذين يفسدون في الارض ويسفكون الدماء أعادهم الله جميعا للحياة ليعطيهم فرصة أخيره. لذا قالت الملائكة "اتجعل فيها ((من)) يفسد فيها ويسفك الدماء". مما يعني، انك لم تجد سوى هؤلاء المفسدين لكي يخلفوا الناس الصالحين في الارض. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أي نحن أفضل وسنقوم مقامهم. الملائكة لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ولكن من هول الصدمه تقدموا بهذا الاقتراح. بعد ذلك أوضح الله للملائكة بأن هؤلاء المفسدين ستطرأ عليهم تغيرات جذريه، وسيعطيهم الله العلم الذي كانوا يفتقدونه. وبواسطة هذا العلم سيتمكنون من معرفة الله بشكل أفضل. ولكي يبرهن لهم ذلك، أمر آدم بأن ينبأ الملائكة بالاسماء (ولا نعرف اسماء ماذا). "وعلم آدم الاسماء كلها". ربما في هذا إشارة الى ان القوم الذين سبقوا آدم على الارض لم يكونوا يستخدمون الاسماء في التخاطب!
خلق الله جسد آدم من تراب، ولكن روحه لم تخلق من تراب. والروح لايعلم حقيقتها إلا الله، "قل الروح من أمر ربي". الجسد بدون روح لايساوي شيئ، والكائن الحي هو الروح التي تحرك الجسد. أرواحنا وأشكالنا كانت موجودة قبل آدم. "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم..." (الاعراف 11). يفهم من هذه الاية ان الله خلقنا أولا بدون صورة، ثم بعد فترة خلق الصور، أي الاشكال. "في اي صورة ماشاء ركّبك" (الانفطار 7). هذه الارواح مع الصور هي الانسان، يعني شبح. أرواحنا ليست كالملائكه، وليست كالجن والشياطين. نحن لانعرف حقيقة الروح، ولكن يبدو انها لاتستطيع فعل أي شيئ من غير الجسد. فهي في حاجة الى عامل ثالث لكي تمارس وظيفتها. ولا تستطيع الخروج من الجسد ما دامت فيه. يموت الانسان عندما تفارقه الروح. والروح لاتموت ولا تحيا، وانما تخلق مرة واحدة فقط. عندما تقول الايه "أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين" المقصود هو موت الجسد وإحيائه مرتين. وهذا لايعني أبدا هو نفس الجسد الذي يموت، وإنما ينشأ الله جسدا جديدا ويشكّله على نفس الصورة التي خلقها قبل خلق جسد آدم.
56.62- ولقد ((علمتم)) النشأة الاولى فلولا تَذَكَّرُونَ
عندما يقول الله "رأيتم"، "علمتم"، وما شابه هذه الكلمات، ذلك يشير الى ان في الاية معلومة سيدرك حقيقتها الانسان. النشأة الاولى هي نشأة الناس الذين سبقونا. وكانت بعدها الموتة الاولى. أي موت أجسادهم. ثم الله ينشئ النشأة الاخرة. وبهذا يكتمل العد، أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين.