الزميل بهجت

انت مخطىء يا صاحبي ليس الموقف موقف تخوين من يقف ضد الشيعة
قلت من البداية ان ما يفعله بعض شيعة العراق من التزامات هو موقف مهين وخائن وسيجر البلد الى حروب طائفية


عد بالذاكرة الى وقت تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر
وقارن بين مواقف العقلاء القدماء والعقلاء الجدد
وبالتحديد موقف المملكة السعودية وموقف حلف بغداد بلسان نوري السعيد الذي طالب باستمرار العدوان على مصر حتى يتم القضاء على عبد الناصر
لم يكن حينها وجود للشيعة او ايران على مسرح الاحداث

وعادة ما تكون المواقف من اي حدث (اي حدث دون تحديد) انعكاس اعراض للموقف من جوهر الحدث نفسه
وجوهر الحدث ليس حسن نصرالله ولا الشيعة أوتخوين من يخالفهم
وليس ايران ولا (طوالستان)على رأي غوار
جوهر الحدث هو مشكلتنا المتجددة مع كيان صهيوني زرع غصبا في نسيج منطقتنا واتوا له بسكان من جميع (بلاليع العالم الحر)

وما تكتبه حضرتك او غيرك من اصحاب الرأي السكوني الذي يتلون بالف لون سياسي وثقافي ويتبدل بطريقة تثير العجب يدخل حقيقة في جوهره من الموقف من اسرائيل نفسها
لهذا تتساوى نظرية التبشير بالحرية والديمقراطية المحمولة الى المنطقة على حاملات الطائرات وبين نظرية المؤامرة القادمة من طهران
لهذا انتم موقفكم حقيقة هو الموقف من قبول اسرائيل بعدوانها المستمر على هذه الامة التعيسة وليس انتصارا للحرية ولا الديمقراطية ولا التعددية التي تنادون بها لانها مجرد الوان وحاجة عرضية لخدمة موقفكم الحقيقي

[quote] بهجت كتب/كتبت
لا يا كندي الدونية ليست هي التعبير الصحيح .
دعني أحدثك قليلا عن الدونية .
الدونية أن نرى أن افتقاد العقل و الحكمة قدر بلادنا دون بلاد العالم كله .
هي أن تقبل ضرب القنابل بلا مقابل سوى الأشعار الركيكة و الهذيان الثوري الذي حسبناه قد انقرض مع الديناصورات .
أن يكون فرض الرأي بالقوة و البلطجة و إلإرهاب هو المقياس الوحيد للوطنية .
الدونية هي تبرير الحماقة دون أن ندري أن ذلك نوعا مبتكرا من الحماقة .
الدونية هي أن نرضى لبلادنا الأصلية بما لا نرضى به لأنفسنا وبلادنا المتبناة .
الدونية هي أن نثرثر عن الديمقراطية بينما نرفض حكم الأغلبية في العراق و في لبنان .
أن تكون التحيزات و المشاعر السلبية العمياء هي وحدها نافذتنا على الأحداث و على العالم .
أن يكون الإنسان غير قابل للتطور ،و أن يعيش في أتون الحضارة دون ان ينصهر فيها .
أن يكون عقله جامدا لا يرد على الرأي الآخر سوى بالعنف اللفظي ( لن أقول اشيء آخر مؤقتا ) .
تلك هي الدونية و غيرها من الأمراض المستعصية التي نحملها داخلنا أينما ذهبنا ،وهي التي يجب ان نبحث لها عن مسمى و سبب إذا لم تكن الدونية المطلقة الصريحة .

عزيزي بهجت،

حدثتنا عن أشياء كثيرة لكنك لم تحدثنا عن "الدونية". ألدونية - إذا صح التعبير - هي العنصرية تجاه الذات .. أو الإحساس بأننا دون باقي الناس من حيث الحقوق أو الواجبات أو الآمال.

عزيزي، ليس لدي الكثير من الوقت لأطيل الحديث. هي آرائك أحترم حقك فيها من أحترامي لشخصك وحريتك المقدسة في الرأي والتعبير. لكنني لا أحترم مضمونها لأنني ارى ببطلانها.

من يريد تنفيذ إرادته بالقوة والبلطجة معروف .. والموقف "الليبراليى العربي" (بين قوصين لأنه لا علاقة له بالليبرالية) يعرف هذا الأمر جيدا، بل أن النظرة "الليبرالية العربية" كلها مبنية على واقع العجز العربي الذي لا يقدر تغيير الأمور للصالح العربي بالقوة. هذا الموقف هو موقف مبني تعريفا على واقع الدونية العربية وليس على واقع المبدأ وحق العربي بتقرير مصيره.

نعم، قد يكون الموقف الممانع للمخطط الصهيوأمريكي موقف يفتقد الى عقلانية الموقف الموالي له. لكنه ليس موقفا دونيا، ولا هو موقف أحمق لأنه يرتكز فعلا على الإرادة الشعبية.

ماذا تفعل النخبة المثقفة بشعوب غبية؟ تفرض عليها نظم يراد لها أن تكون "ديمقراطية" طالما أنها تختار الخيارات "الصحيحة". أما إذا اختارت الخيار الخطأ كما فعل الفسطينيون في غزة، فالحصار والتجويع والقتل والضرب والعقاب الجماعي هو النتيجة حتى تتعلم هذه الشعوب الحمقاء كيف تحسن الإختيار. وهذا أيضا ما يحصل الآن في لبنان .. الى أن يختار اللبنانيون نزع سلاح حزب الله.

الموالاة والممانعة .. أحدهم ذكي فهم واقع العصا الغليظة المرفوعة فوق رأسه وأستسلم لها. والآخر لا يمتلك من الحكمة والذكاء أن يفهم أن عليه أن يستسلم لأنه "دون عدوه" ولا سبيل له في الحياة الا إذا قبل ما هو مفروض عليه.

تحياتي

الأخ رحمة .(f)
إن آخر ما أفكر فيه الخوض في تراشق طائفي مع وضد حسن نصرالله ،إن الواقع اليوم تجاوز هذا كله فهناك عدوان إسرائيلي ضد لبنان يتحول إلى معارك إبادة و تقويض للدولة اللبنانية ، هذا يحتم ضرورة اصطفاف العرب خلف الأمة اللبنانية و حكومتها ، كل هذا يحتم علينا كشف الأخطاء التي وقع فيها حزب الله مما أعطى المبرر للوحش الإسرائيلي لتدمير لبنان و ذلك لتحاشيها مستقبلا عندما يأتي هذا المستقبل .
السيد رحمة .
ما زلت تطرح تصورا من خيالك ثم تدحضه في خلط بين أطياف متعددة لا تستطيع تميزها بعين لا ترى سوى الأبيض و الأسود كأي عين أيديولوجية أخرى ، بداية دعني أصحح لك معلوماتك التاريخية الملتبسة منتهيا بتصوراتك الآن الملتبسة أيضا .
أثناء العدوان الثلاثي على مصر كانت السعودية حليفا لمصر في مواجهة حلف عراقي أردني تركي ، فقط كان نوري السعيد معاديا للنظام المصري ، بل و حتى عام 1967 وفي ذروة الصراع المصري السعودي ساندت السعودية مصر ضد إسرائيل ، أقول هذا رغم ما هو معروف من موقفي ضد الوهابية و النفوذ السعودي ، لأن تلك شهادة حق .
حسنا لنتحدث عن الموقف من قرار سياسي مثل تأميم القناة ، هناك الكثير من المصريين الذين عارضوا قرار عبد الناصر وقتها و اليوم هناك العديد من المؤرخين الذين يرون قرار التأميم قرارا عاطفيا متعجلا ، هؤلاء رأوا أن القرار خاطئ سياسيا لأن خسائره أكبر من فوائده ، لم يفهم عاقل أنهم يشككون في ملكية مصر للقناة ، و لم يتهمهم سوى الجهلاء بأنهم خونة و أنهم عملاء للغرب يظهرون غير ما يبطنون ، فتلك هي الديماجوجية التي تمارسها الأحزاب الطائفية الشمولية و ليس المثقفين الجديرين بهذه التسمية ، فعلى أي أساس تريدنا الآن ألا ننتقد حسن نصرالله ؟.
يا رحمة .. للسياسة دائما مقياس وحيد هو مقياس المكسب و الخسارة ، أما إجترار الشعارات فتلك مراهقة فكرية .
انت متحمس وهذا شيء طيب و لكن لماذا لا تتحرى الدقة أيضا ؟.. هناك خلاف كبير بين موقف عبد الناصر الرئيس المنتخب لكل المصريين و الذي اتخذ قرارا سياديا في نطاق سلطاته و مسؤولياته الدستورية و بين حسن نصر الله رئيس أحد حزبين للشيعة اللبنانين ولا يعبر سوى عن نفسه و حزبه ،أن يقود عبد الناصر بلاده حتى للخراب فهذه مسؤولية المصريين الذين انتخبوه ، أما أن يفعلها حسن نصرالله فهذه مسؤوليته – وحزبه - وحده كمغتصب لقرار الحرب ضد إرادة الحكومة المنتخبةو قد أعلنت الحكومة ذلك بالفعل ، أخيرا هناك فارق كبير جدا فعبد الناصر لم يبايع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيراني بيعة كاملة دينية و سياسية مما يجعل قراره مرتهنا بأوامر و توجيهات المرشد و هيئة مكتبه ، حسن نصر الله لبناني و مثل هذه البيعة تجعل ولائه لإيران و ليس لوطنه وهذه تسمى في السياسية عمالة أو وكالة ، لا أعتقد أنه من الواقعية إنكار علاقة حزب الله بالقيادة الإيرانية و تصريح خامنئي برفض تسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني مازال ملئ السمع ، فقط أريد ان أسألك سؤالا مباشرا ألا يحق لنا بعد كل ذلك أن نشك أن قرار حزب الله تابع للقرار الإيراني ، خاصة لو كان تصعيدا فجائيا في العمليات ضد إسرائيل بعد 6 سنوات من الهدوء ،و لسبب لا يقنع احد فسمير قنطار كان هناك دائما بينما جرى تبادل للأسرى أكثر من مرة مع استثنائه ؟.هل لو خشينا أن تصبح البلاد العربية مرتهنة بالصراع الإيراني الغربي نصبح خونة مباشرة ، هل الإبتزاز الطائفي القبيح غير ذلك .
يا سيدي و الله كل قاموس التخوين ضمن مناهج الأصوليين الدراسية لا تهز شعرة واحدة في مفرقي و كن واثقا من ذلك ، و رحمة الحاجة و النبي و الولي .. لست رئيسا ولا حتى سياسيا حتى يكون لي موقف حقيقي و موقف معلن ، كل آرائي بسيطة و صريحة أعبر عنها مباشرة ،و إلا ما هو مبرري لمساندة موقف ياسر عرفات رغم تدني شعبيته أو مساندة الشيعة في العراق متحمسا عن الشيعة أنفسهم و بإعتراف كثير منهم ، ما هو مبرري لرفض العدوان الأمريكي على العراق بأقوى مما فعل البعثيون أنفسهم ، وما هو مبرري اليوم لرفض مغامرة حسن نصرالله الإيرانية ؟، إنني مواطن بسيط جدا آتي لتمضية الوقت و البحث عن عقليات متميزة للتحاور معها و الثرثرة ثم أمضي ، إنني أنتقد حسن نصرالله ببساطة كما نفعل مع أي سياسي آخر خاصة لو كان طائفيا ، أنت تراه بطلا و نحن نراه وكيلا إيرانيا و جزءا من مشروع شيعي أصولي ، لن نرتهن مصالحنا العربية عند حسن نصرالله و خامنئي و نجاد كما لن نرتهنها عند يهود أولمرت و بوش على حد السواء ، نحن نرفض المشروع الصهيوني لذا حاربناه دائما و نرفض المشروع الإيراني الشيعي الطائفي أيضا و سنحاربه ، كلاهما لن يمر ، هذه أرض عربية و لإيران أرض أخرى .
أنت مخطأ أني و غيري نخفي موقفنا عن السلام ..
عن السلام مع إسرائيل .. نعم على أن يكون عادلا .. كل السلام في مقابل كل الأرض وكل الحقوق ، فالخراب لا يصنع مستقبلا وكل الصراعات إلى حلول هذا هو الموقف العملي الوحيد وغير ذلك مزايدات و لعب بالعقول .
بالمناسبة فوجئت و أعجبت برفضك موقف الأحزاب الشيعة العراقية رغم مساندة السيستاني لها ، فهذا يدل على غلبة انتمائك العربي على الإنتماء المذهبي . برافو . :9:

الزميل بهجت
دعنا نبسط كلامك بدون تلاوين واعراض لا تنطلي على عاقل
ما يقوم به حزب الله إنما هو خوض حرب بالوكالة عن إيران وانه لا أصالة ولا مصالح لبنانية في هذه المواجهة المغامرة هذا الكلام التلوني بالتالي هو موقف جوهري وحقيقي لضمان أمن اسرائيل المزروعة في بيئة غير بيئتها والتي تحمل مهمة يصعب تحقيقها تحت مسميات السلام وعدم المغامرة وحسابات الربح والخسارة .. الى اخره

انت مع المشروع الاسرائيلي او تتماهى معه على الاقل وان كان ذلك بعدم شعورك

لانك تنسى او تتناسى يا صاحبي أن إيران الإسلامية هي في الواقع والأساس لم تكن إلا واحدا من إفرازات الممانعة الاصيلة التي كانت تبديها مصر ايام عبد الناصر ضد التمدد الاسرائيلي وعدوانه المستمر
على المنطقة
ومع احترامي لمعلوماتك واللبس الحاصل في كلامي اعلاه لاني قصدت ان المملكة السعودية بشخص سعود بن عبد العزيز ابان العدوان الثلاثي على مصر كانت تفاوض الامريكي على احلاله مكان الانكليز في المنطقة وهذا كان سبب اساسي لتفجر الازمات بعدها بين مصر والسعودية فضلا عن حرب اليمن
اعرف انه كان هناك معاهدة دفاع مشترك كتلك الموجودة في ميثاق الجامعة العربية واعرف ان السعودية ادانت مصر عشرة ملايين دولار بعد تأميم القناة

المهم
حزب الله ليس بحاجة لشهادة احد لاظهار حركته بانها حركة ممانعة موجودة بالاصالة في الامة ورأيها العام
وليس بحاجة لشهادة احد بان الطائفة الشيعية في لبنان قد انتخبته بطوع ارادتها كونه منها وهي منه
وليس بحاجة لشهادة احد بانه العقبة الكأداء في وجه المشروع الاسرائيلي في المنطقة وانه حاجة طبيعية لحماية لبنان وشعبه من العدوان الاسرائيلي المستمر
ولسنا بحاجة الى شهادة احد بان وجود الطائفة الشيعية في لبنان كان ولا يزال معرضاً للتصفية بسبب موقف الممانعة الاصيل من المشروع الاسرائيلي هي وكل القوى المحلية المتحالفة والمترابطة مع المقاومة تحت تلاوين وشعارات متنوعة تماهت تماما مع الموقف الاسرائيلي
ومن طبيعة ترابط الأمور في المذهب الشيعي ان تكون البيعة الدينية لمرجع التقليد
اف على هالتهمة
ليس ذلك من صنف ظاهرات التبعية والعمالة والحروب بالوكالة
بل هو حكي سخيف كما قال السيد نصرالله
وكأن اسرائيل بلا مشرع ارهابي ومعتدى عليها !

ومع احترامي لمحاولة تشويشك الغير بريئة على موقف السيد السيستاني في العراق وتقولي ما لم اقل لان السيد لم يقبل بالاحتلال الامريكي ابتداءا ولا تعاون معه ولا حتى اعطى غطاءا للعملاء الذين اتوا مع الامريكي وعلى ظهر دباباته
كل ما في الامر ان السيد السيستاني ايد العملية الانتخابية حتى تخرج البلاد من حال الفتنة والمطالبة بعد ذلك بخروج الاحتلال
لكن الذي عقد الامور هو حلف مصر الاردن السعودية و(نظرية الهلال الشيعي والولاء لايران )

عن اي مصالح عربية تحدثني
مصالحكم العربية لم تعد مرتهنة للاسرائيلي بل اصبحت رهينة لديه من زمان

عزيز رحمة
في اوقات كثيرة عندما قرأ بعض المداخلات لمن اسميتهم, تهذيبا ربما, بالمثقفين تحضرني قصيدة التحالف لشاعر احمد فؤاد نجم و غناها الراحل الشيخ امام و فيها مقطعا يقول

يعيش المثقف على مقهى ريش
يعيش يعيش يعيش
محفلط مزفلط كتير كلام
عديم الممارسه
عدو الزحام
بكام كلمة فاضيه
وكام اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
يعيش المثقف
يعيش يعيش يعيش
يعيش أهل بلدي

و للعلم الاثنان يساريان شيوعيان و قد يحلو للبعض نزع الواو ليبرر دعمهما للمقاومة

كامل محبتي