اقتباس: ريفي كتب/كتبت
هناك صحفي شريف، ويطلق عليه مجازاً قلم شريف
وهناك صحفي مرتزق، ويطلق عليه مجازاً قلم مأجور
وحين تعمل لمصلحة جهة ما، فهذا يعني مجازاً بأنك أداة بيدها، وإلا فأنت قادر على أن لا تعمل لصالحها!
لا مشاحة في الإصطلاح..
إيران مواقفها إيجابية إزاء قضايا الأمة الإسلامية التي لا يؤمن الليبرالويون بها، وهي تحارب الإمبريالية وقوى الإستكبار إنطلاقا من أيديولوجا رافضة للظلم وتدعو للعدل
فيما أن أميركا تنطلق من أيديلوجيا ماديّة لا تعترف بأي قيمة للعدالة والإنسانوية، وإنما بالمصلحة الاميركية ولو كان ذلك على حساب اضطهاد الضعفاء وابتزازهم واستعبادهم كما هو موقفها إزاء كثير من دول العالم ومنها الدول العربية والإسلامية
وأما الكلام غير المتزن حول كون العمالة لأميركا هو انتماء للعالم الحر فهو كافتخار القواد على باب المومس بأنه ديمقراطي وحر..
ولا شيء شخصي بالمرة ...
أوكي, لا شيء شخصي طبعا
هل تعني أن العمالة لإيران جيدة و شريفة لأن مواقفها إيجابية من القضايا العربية بينما العمالة لأمريكا غير شريفة لأن امريكا ليست كذلك.
كنت أظن ان العمالة هي سلوك غير سريف في جميع الأحوال, لم أكن أعرف أن المسالة هي إختيارات بين لمن أصبح عميل ؟
و أي عميل أشرف من أي عميل ؟
إيران لها نظام أيدلوجي لا يهتم بمصلحة شعبه و بمصلحته القومية في مقابل الأيدلوجيا.
تلك الأيدلوجيا ليست رافضة للظلم و لا تدعو للعدل كما تتكلم.
ظلم ايه و عدل ايه ؟
ربما تتكلم بتلك الطريقة على أساس أن نظلمها إسلامي و الإيدلوجيا الحاكمة هي الإسلام الشيعي .. و ربما تكون شيعيا و لهذا تؤيد إيران حتى في حمقها.
لن أجادلك جدلا دينيا متحدثا عن الإسلام أو عن عقائد الشيعة التي تقول أنها ضد الظلم و المش عارف ايه.
لكنني أعرف جيدا أن توريط إيران للبنان في حرب تخصها من أجل إلهاء المجتمع الدولي عن مشروعها النووي ... هو سفالة إيرانية.
فلتحارب إيران حروبها و تترك الآخرين ليحيوا في سلام ..
و لا تحدثني عن إيران التي تحتل الجزر الإمارتية و التي تتآمر لإقامة نظام شيعي متعصب في العراق و التي و التي ..
حتى إيران الأيدلوجية تعمل لمصلحتها و حتى إيران الملالي تورط الآخرين و تستغلهم في صراعاتها الشخصية و من أجل مصلحتها.
أمريكا التي لا تعجبك ليس لها نظاما أيدلوجيا .. أمريكا الشركة تعمل لمصلحتها دائما كما قلت بنفسك.
أمريكا تفهم تبادل المصالح و تفهم التجارة و لا تفهم حديث الأيدلوجيا.
لو كنت تاجرا شاطرا تستطيع أن تكون حليفا لها و أن تكون تنازلاتك لها محسوبة و لها ثمنها.
و كله بثمنه .. تستطيع أن تطعم أطفالك و تحسن مستوى معيشتك و تحيا بدون خراب أو دمار او حروب لو سلكت أمورك معاها.
أمريكا تجري وراء مصالحها بالمشوار .. نعم.
طبعا.
و هذا لا يعيبها بالتأكيد ...
ما العيب في أن تسعى نحو حياة أفضل و أرقى لمواطنيها ؟
ما المشكلة في أن تسعى نحو قوة و نفوذ في العالم ؟
ما المشكلة في أن تجعل لنفسها هيبة و لمواطنها حصانة في كل دول العالم ؟
دولة قوية و ترعى مواطنيها و تعدل بينهم و بها الكثيرمن الفرص ؟
هل تطمع أمريكا في مصالح الآخرين ؟
إنها قواعد التجارة يا أخي ...
حين يبيعك أحد التجار بضاعة ثمنها مئة دولار بما يساوي خمسمائة فلا يكون لصا .. التجارة شطارة و انت الأحمق.
الدولة أساسا هي كيان مصلحي ... الهدف الطبيعي للدولة هو مصلحة مواطنيها حتى لو ظلمت دولة أخرى.
الدولة ليست مؤسسة خيرية تهدف لتوزيع الخيرات على العالم.
الدولة هي دولة مواطنيها و هذا طبيعي و عليك أن تتقبل ذلك.
من الطبيعي ألا تعمل أمريكا لمصلحتك و لا لمصلحة بلدك و عليك أن تتقبل ذلك لان هذا لا يجعلها شريرة بل يجعل من لا يطيق ذلك مغفلا.
و الدولة ليست جامعا كبيرا يهدف لإدخال مواطنية الجنة ... تلك حماقة أخرى.
الطبيعي أن تعمل دولتك من أجل مصلحتك و أن تعمل أمريكا من اجل مصلحتها .. ان تتفاوض حكومتك و حكومتها من أجل الوصول إلي تسويات و حلول وسط.
و من الطبيعي أن تحاول الضغط من أجل مصالحها, طبيعي جدا أن تستخدم قوتها الجبارة التاي بنتها في عقود طويلة لخدمة مصالحها.
أمال لزمتها ايه ؟
هي الدنيا كده و علينا فهم ذلك.
الكلام عن العدل و الظلم و الحق ليس له محل من الإعراب في السياسة أو الإقتصاد أو التجارة.
العدل و الظلم و الحق هو كلام في الأخلاق و ليس في السياسة بالتأكيد.
و أعتقد أن وعيك السياسي منقوص, تتكلم بحسن نية و ربما سذاجة عن العدل و الظلم.
إيران نفسها مع أنها دولة أيدلوجية حمقاء تعمل لمصلحتها.
هذا ليس عصرا للأيدلوجيات على كل حال و على كل كيان ان يعمل لمصلحته و إلا سيموت.
لو كنت ذكيا لتأكدت ان إيران لن تكون أقوى من الإتحاد السوفيتي بكل تأكيد.
الأيدلوجيا الشيوعية لها قوام أفضل و القوة العسكرية السوفيتية لم تكن هينة بل كانت تناطح أمريكا و إقتصادها كان يتيح لها الدخول في مشروعات فضاء و إعطاء المنح لدول العالم الثالث و الصرف على آلة عسكرية ضخمة.
كانت صديقة لدول العالم الثالث و كان لها مصالحها أيضا .. لا يمكن الإستغناء عن ذلك.
و في النهاية أنهكتها امريكا و قضت عليها.
صدقني أمريكا باقية .. لا توجد قوة عسكرية أو إقتصادية تستطيع إنهاكها الآن و بالتاكيد ليست إيران.
أمريكا تستطيع ان تصرف مليارات على نظام دفاع صاروخي رهيب .. أن يقتل جنود أمريكان في العراق لا يعني باي حال ان أمريكا ليست كيانا مهولا.
في كل الحالات الإصطدام معها ليس ذكاء بالتاكيد .. و الدولة المصطدمة معها عادة تكون دولة شمولية لا تهتم بمصلحة مواطنيها.
كلما زادت ديموقراطية النظام كلما حرص أكثر على مصلحة مواطنية كلما تحاشى الإصطدام مع هذا الكيان الضخم.
محبتي (f)