اقتباس: السرياني كتب/كتبت
عزيزي الصفي ،
لاوضوح في الآيات القرآنية ، جوابك هو اجتهاد شخصي لتفسير آيات القرآن لاغير ...
انت تصنع بشارتين بينما الله بشر بغلام واحد هو اسحق ... والبشارة جاءت لتعلن استجابته لصلوات ابراهيم واعطاءه نسل من سارة العاقر ...
اولا اشكرك لانك اوصلتني الى درجة المجتهد و هو ليس كذلك فانا في هذه متبع تماما و قد فاتك ان تقرا في اول مداخلة لي ما اوردته عن ابن كثير في من هو الذبيح:
-------------------------
و لابن كثير كلام واضح في من هو الذبيح:
وهذا الغلام هو إسماعيل عليه السلام فإنه أول ولد بشر به إبراهيم عليه السلام وهو أكبر من إسحاق باتفاق المسلمين وأهل الكتاب بل في نص كتابهم أن إسماعيل عليه السلام ولد ولإبراهيم عليه السلام ست وثمانون سنة وولد إسحاق وعمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام تسع وتسعون سنة وعندهم أن الله تبارك وتعالى أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده وفي نسخة أخرى بكره فأقحموا ههنا كذبا وبهتانا إسحاق ولا يجوز هذا لأنه مخالف لنص كتابهم وإنما أقحموا إسحاق لأنه أبوهم وإسماعيل أبو العرب فحسدوهم فزادوا ذلك وحرفوا وحيدك بمعنى الذي ليس عندك غيره فإن إسماعيل كان ذهب به وبأمه إلى مكة وهو تأويل وتحريف باطل فإنه لا يقال وحيدك إلا لمن ليس له غيره وأيضا فإن أول ولد له معزة ما ليس لمن بعده من الأولاد فالأمر بذبحه أبلغ في الابتلاء والاختبار وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق وحكي ذلك عن طائفة من السلف حتى نقل عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أيضا وليس ذلك في كتاب ولا سنة وما أظن ذلك تلقي إلا عن أحبار أهل الكتاب وأخذ ذلك مسلما من غير حجة وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل فإنه ذكر البشارة بغلام حليم وذكر أنه الذبيح ثم قال بعد ذلك " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا " إنا نبشرك بغلام عليم " . وقال تعالى " فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " أي يولد له في حياتهما ولد يسمى يعقوب فيكون من ذريته عقب ونسل وقد قدمنا هناك أنه لا يجوز بعد هذا أن يؤمر بذبحه وهو صغير لأن الله تعالى قد وعدهما بأنه سيعقب ويكون له نسل فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيرا وإسماعيل وصف ههنا بالحليم لأنه مناسب لهذا المقام .
------------------------
و قولك بانني اصنع بشارتين من واحدة هو رايك انت فقط فالقران اورد بشارة في الاية 101 من الصافات و بشارة في الاية 112 من نفس السورة فكيف تكون البشارة باسحق مرتين. و واضح ان تخلط بين امرين:
الاول: البشارة من الله لابراهيم بالذرية و تشمل ذريته اسماعيل و اسحق.
الثاني: بركة النبوة في الذرية, و هي في القران بعكس العهد القديم تجعل النبوة في ذرية نوح و ابراهيم . و ليس في ذرية اسحق و يعقوب فقط.
اقتباس:الحديث عن البشارة بنسل ابراهيم يأتي في معظم الآيات القرآنية مرتبط بحرفية الاسم " اسحق " ، ولن ترى حضرتك ، بحسب ظني وان اخطأت صوبني ، آية قرآنية واحدة تتحدث عن البشارة باسماعيل بذات الوضوح الذي تتحدث به عن اسحق ...
ولايعقل انك تجد آية لاتذكر اسحاق بالاسم فتنسبها الى اسماعيل !!
اسماعيل لايرقى بأي حال من الاحوال بحسب القرآن الى مرتبة اسحق ، لافي البنوة ولافي النبوة ...
وعليه يمكننا استنتاج خلاف ماستنتجته انت من الصافات ، فنقول ان المبشر به غلام واحد حليم وعليم هو اسحق ...
تعبير نسل لا يستخدم في القران بل هو مصطلح كتابي.. و بالنسبة لموضوع النبوة فيجب ان تفرق بين:
1) نبوة كل من اسماعيل و اسحق.
2) نبوة ذريتهما.
اولا: نبوة اسماعيل:
و هنا اسمح لي ان اصوبك حسب طلبك بان اسماعيل نبي شهد له القران بذلك شهادة واضحة:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِسْمَاعِيلَ } (54) سورة مريم
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (84) سورة آل عمران
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (163) سورة النساء
ثانيا: نبوة ذريتهما:
لا يغالط احد بان الله تعالى فضل بني اسرائيل ( يعقوب) على العالمين:
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (47) سورة البقرة
و ان الله تعالى بارك في اسحق :
} وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ {الصافات/112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ {الصافات/113}
و لم يقل ابدا بان النبوة في نسل اسحق فقط و لكنه عندما تحدث عن النبوة ربطها بذرية نوح و ابراهيم عليهما السلام:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (26) سورة الحديد
و بالتالي فان اسماعيل يدخل في النبوة.
و و عد الله تعالى لبني اسرائيل مشروط بشروط:
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ
بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (40) سورة البقرة
هو الايفاء بعهد الله تعالى و لكن بني اسرائيل نقضوا عهد الله :
{الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (27) سورة البقرة
و بين القران طبيعة من خلف انبياءه عليهم الصلاة و السلام من بني اسرائيل:
} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {الأعراف/169}
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا {مريم/58} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم/59}
و قد طلب ابراهيم عليه السلام اين تدخل جميع ذريته في عهد الله تعالى و لكن الله تعالى اجابه بان الطالمين لن يدخلوا في هذا العهد و لا تحتاج ان احدثك عن ظلمهم فهو مما لا يخطئه احد:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) سورة البقرة