[SIZE=4]
الحلقة الثالثة ( 3 )
الحقيقة أن زكريا بطرس يركز على النسخ لسببين في رأيي المتواضع ..
1-
ظاهرة الإسقاط عند النصارى الأقباط:
الاسقاط في علم النفس هو إلقاء عيوب النفس - سواء يشعر بها صاحبها أم لا - على الاخرين .. فيقول المعيب بالعيب ( س ) مثلا : أنظر الى فلان هذا ؟ إنه كله ( سينات وليس س واحدة ) ولذلك فأنا أفضل منه وأنا أحسن من غيري !
وإذا كنت قد قلت في المداخلة الاخيرة في مبحث ( إطار النسخ )
أنه لايدخل في باب الاعتقادات المتصلة بالذات الالهية والملائكة والجنة والنار , ولاحتى في أصول الأخلاق والشرائع.. وأصبح هناك عهد جديد مليء بالتضحية الالهية , بعد عهد قديم مليء بالقسوة القبلية والنعرة الجاهلية التي تحصر أبواب الرحمة على قبائل اسرائيل ...
زكريا بطرس وجد في النسخ متنفسا عن عقدة متأصلة في العقيدة المسيحية هي : تطوّر الإله !
عدم الثبات ولا الاتفاق بيم مختلف الطوائف المسيحية في الذات الالهية , فلم يعرف التاريخ ديانة أختلفت في ربها وتخاصمت فيه مثلما حدث في النصرانية ..
فقد اقتتلوا عبر التاريخ وانشقوا بسبب اختلافهم في ربهم وهل هو ذو طبيعة واحدة أم طبيعتين ومشيئتين ! , وهل انبثق الروح القدس من الآب أم الإبن ! ( انبثق أي انفجر )
وللقس زكريا بطرس نفسه كتابا بعنوان ( موجز تاريخ انشقاق الكنائس ) !
وهذا مصداقا لقول الله تعالى :
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ
فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
ونحن طبعا نرى أن مبحث النسخ في القرآن يختلف تماما عن مبحثه في النصرانية جملة وتفصيلا ..
في الاسلام لمراعاة استكمال تطور الشريعة ومراعاة أحوال المعاصرين لذلك اللتطور ....
وفي النصرانية يدور الأمر حول شخصية الرب تعالى الله عن ذلك ..
فنحن نرى أن النسخ في الحالة الاولى عقلاني تماما وكمال مطلوب , وفي الحالة الثانية أحكم أنت بنفسك !
فهل أصاب زكريا بطرس في طرحه ؟ أم أنه كان يجد متنفسا فقط في هذا الطرح ويحارب في جبهة غير موجودة أصلا , ويقاتل في غير عدو ؟
2-
أخذه عن كتب ومواقع الشيعة :
الشيعة الذين غالوا في النسخ غلوا دفعهم إلى القول بالبداء كما قلت ..
ولم يدر بطرس أن الإمام عبد الرحمن السيوطي رحمه الله قد قرر في كتابه العظيم الموسوعي الأم ( الاتقان في علوم القرآن )
:
أن الايات التي لحقها النسخ لاتتعدى 21 إحدى وعشرون آية فقط لاغير ! بل تسعة عشر آية على خلاف في ايتين رجح الامام عدم نسخهما فصارت تسعة عشر آية فقط , يقول رحمه الله :
اقتباس:وبقي مما يصلح لذلك عدد يسير وقد افردته بادلته في تاليف لطيف وها انا اورده هنا محررًا.
( ثم ذكر التسعة عشر آية ) وقال : فهذه احدى وعشرون اية منسوخة على خلاف في بعضها لا يصح دعوى النسخ في غيرها والاصح في اية الاستئذان والقسمة الاحكام فصارت تسعة عشر.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.as...سخ-والمنسوخ#SR1
أقول :
ومع أن هذا الكتاب المشهور هو العمدة والمرجع في علوم القرآن : فلا ندري هل رجع اليه بطرس أم أنه اكتفى بالنقل عن سيد القمني ؟
هل رجع الى الاتقان أم إلى هبة الله بن سلامة الضرير ؟
هذا ماسوف نراه في المداخلة القادمة
:redrose: