عزيزي الكندي،
اقتباس: الكندي كتب
اقتباس: ابن العرب كتب/كتبت
الصليبيين هبوا أولا لنجدة امبراطور القسطنطينية.
من أين جئت بهذا الكلام يا ابن العرب؟ على العكس، امبراطور القسطنطينية جاء لنجدة الحملة الأولى وكان جزاءه وجزاء عاصمته جزاء سنمار. الحملة الأولى نتجت عن مجمع كليرمون عام (1095) الهادف لإنقاذ الكنسية الغربية ذاتها. راجع "غيبون، انحدار وتآكل الإمبراطورية المقدسة).
ثم تأتي أيضا فتحدثنا عن طباع المسيح وأفعاله وممارساته وكأن هذه الأمور موثوقة تاريخيا!
بخصوص تاريخية المسيح، أعتقد أنه سيكون من الأفضل فعلاً إفراد موضوع خاص لها كما اقترحتَ في مداخلتك الثانية، وأنا متأكد أنها ستحظى بالاهتمام اللازم من ذوي الاطلاع -والعلماني تفضل مشكوراً بالاستجابة كما يبدو من مداخلته- لنقاش مثل هذا الموضوع.
أما بخصوص الحروب الصليبية، إليك التطور التاريخي:
أولا كان هناك احتلال القدس عام 638، وكانت هذه البداية للكثير من الاعتداءات على المسيحيين، إليك بعض الأمثلة
في بداية القرن الثامن: تم صلب حوالي 60 حاجاً مسيحيا من أموريوم
وفي الوقت ذاته تقريبا، قام حاكم قيصرية المسلم بإعدام مجموعة حجاج مدينة إيكونيوم بتهمة الجاسوسية ولم ينجُ منهم إلا نفر قليل اعتنق الإسلام
فرض المسلمون الضريبة على الحجاج مهددين بإحراق الكنيسة إن لم يدفعوا
في النصف الثاني من القرن الثامن، منع الحاكم المسلم عرض الصليب في القدس وزاد قيمة الجزية ومنع المسيحيين من التبشير بالمسيحية وأيضا من نشر تعاليمها بين أطفالهم.
عام 772، أمر الخليفة المنصور بأن تُمَغ أيدي المسيحيين واليهود بختم مميز.
عام 789 قطع المسلمون رأس راهب ترك الإسلام واعتنق المسيحية وأصبح راهبا، ثم هاجموا دير القديس ثيودوسيوس وقتلوا الكثير من الرهبان فيه. وكان ذلك مصير أديرة أخرى في المنطقة.
في بداية القرن التاسع ازداد الاضطهاد للمسيحية حتى إن الكثير من المسيحيين لجأوا إلى القسطنطينية ومدن مسيحية أخرى.
عام 937 باشر السملمون في أحد الشعانين هجمة عنيفة على الكنائس ودمروا كنيسة الجلجلة والقيامة. (راجع موسى جيل: تاريخح فلسطين 634-1099) المقتبس في كتاب: دليل غير صحيح سياسيا للإسلام والحروب الصليبية، روبرت سبنسر.
في 960 تحول البيزنطيون من سياسة الدفاع إلى سياسة الهجوم وشنوا حملة على المسلمين فنجحوا في استعادة كريت وقبرص وصقلية وبعض أجزاء من سوريا. عام 969 نجحوا في استعادة أنطاكية المسيحية.
الحرب الشيعية-السنية حالت دون أي رد قوي للمسلمين وفي النهاية تم عقد هدنة لمدة عشر سنوات بين الامبراطور البيزنطي باسيل الثاني والخليفة الفاطمي الشيعي عام 1001.
عام 1004، الخليفة الفاطمي "أبو علي المنصور الحاكم" باشر حملة شرسة ضد ديانة أمه وأخواله (منهم اثنين من البطاركة) وأمر بهدم الكنائس وحرق الصلبان والاستيلاء على أملاك الكنيسة. وكان نصيب اليهود مماثل للمسيحيين. خلال السنوات العشر التالية، 30 ألف كنيسة دمرتن واعتنق الإسلام عدد لا يحصى من المسيحيين وذلك لكي يتجنبوا القتل.
عام 1009 أصدر الحاكم بأمر الله قراره التاريخي بهدم كنيسة القيامة في القدس مع عدد آخر من الكنائس. وفرض على المسيحيين حمل صليب ثقيل حول رقابهم وغيرها من الفرائض والأحكام كان آخرها اعتناق الإسلام أو الرحيل عن البلاد.
عام 1021 اختفى الحاكم بظروف غامضة. تم إعادة ممتلكات كنسية للمسيحيين وسمح للبيزنطيين بإعادة بناء الكنيسة عام 1027.
عام 1056، طرد السملمون 300 مسيحي من القدس ومنعوا المسيحيين الأوروبيين من دخول كنيسة القيامة.
عندما اجتاح السلاجقة الأتراك البلاد فرضوا الكثير من الأحكام الإسلامية الأمر الذي جعل الحياة لغير السملمين جحيماً لا تطاق.
عام 1071 سحقوا البيزنطيين وأسروا الإمبراطور رومانوس الرابع ديونيسيوس، وفتحت أمامهم أبواب آسيا الصغرى. عام 1076 احتلوا سوريا وعام 1077 القدس. وعد الأمير السلجوقي "أتسيز بن أواق" بعدم المس بالمسيحيين، لكن ما أن دخل جنوده المدينة حتى أعدموا 3000 شخص. ثم أنشأ السلاجقة سلطنة الروم (نسبة إلى روما الجديدة، أي القسطنطينية) وذلك على مشارف القسطينطينية وراحوا يهددون البيزنطيين ويضطهدون المسيحيين. باتت نهاية القسطنطينية وشيكة.
حتى الساعة، منعت كرامة البيزنطيين المنفصلين عن روما وإباءهم، أي توجه بطلب المساعدة من روما.
لكن الإمبراطور أليكسيوس الأول (1081-1118) وضع الإإباء جانبا وأرسل في طلب المساعدة.
عقد البابا أوربان الثاني مجمع بياشنسا عام 1094 لمعالجة عدة قضايا تتعلق بالسلام والإصلاح. بعد أن انتهى من معالجتها، تحدث أخيرا في أمر الصليبية وحفز إليها الحاضرون الذي ن أعلنوا موافقتهم على المشاركة. لكن شيئا عمليا لم ينتج من هذا المجمع.
عام 1095، دعا البابا أوربان الثاني إلى المجمع الأشهر في زمنه، مجمع كليرمون. وحضر المجمع 13 أسقفا و225 مطراناً. ومن ثم استمر البابا في تجواله ودعوته لنصرة الشرق المسيحي ونجدة كنيسة القيامة. وبدأت الحملة الصليبية.
إذن، الحملة الصليبية هي استجابة لطلب استغاثة. وأرجو أن أكمل بحثي في هذا الموضوع باستفاضة خلال الشهرين القادمين حيث سأفرد له مقالاً خاصاً.
تحياتي القلبية