الزملاء الاعزاء
شيخنا العزيز الصفى

تحياتي

الموضوع ببساطة

هل لابد ان يخضع فهم القران لقواعد اللغة العربية من نحو و بلاغة

ام جاء القران بقواعد جديدة و صار علي النحاة و اهل اللغة ان يخضعوا لما جاء في القران ؟


هل نعتبر المعنى اسبق علي قواعد اللغة في القران و عليه تبنى القاعدة

ام نعتبر القاعدة اسبق من المعنى و عليها يتحدد المعنى؟


اخيرا

هل حسم الخلاف بين البصريين و الكوفيين في مدارسهم اللغوية ام انهما بالفعل مدرستان قائمتان ؟

تحياتي

الزميل العزيز فانسي هني،

قبل الإجابة على سؤالك، هلم فلنضع القواعد الأصولية للموضوع، بما يحول بيننا وبين الخلاف في البديهيات مستقبلا.

اللغة: هي مجموعة من الألفاظ والتعابير اصطلح عليها قوم للدلالة على ما يريدون.
اللغة العربية هي مجموعة من الألفاظ والتعابير اصطلح عليها العرب للدلالة على ما يريدون.

العرب المقصودون هنا هم العرب الأقحاح، أي الذين لم تخالط لسانهم عجمة ولا لكنة غريبة، وهم العرب من أبناء القبائل السبع حتى القرن الثالث الهجري لأهل الحواضر، والرابع الهجري لأهل البادية.

اللغة العربية هي لغة مروية وليست موضوعة، فهي تروى كما تواضع عليها قائلوها، ولم يجتمع مجمع لغوي لوضع القواعد ثم نشرها بين القبائل.

قواعد اللغة العربية إنما هي قواعد مستنبطة ومستقرأة من واقع اللغة، وهي لاحق على اللغة وليست سابقة لها، واللغة وأهلها حجة على هذه القواعد وليس العكس، لذا قال أهل النحو: السماع مقدم على القياس.

القياس هو استنباط قاعدة من مجموعة منوعة من الألفاظ والتراكيب، ثم اتخاذها أصلا نقيس عليه المجموع.
السماع هو ورود تركيب أو لفظ بعينه من العرب الأقحاح، قد يكون هذا اللفظ قائم بذاته لا يشبهه لفظ غيره ولا يقاس عليه غيره.

القرآن الكريم، بغض النظر عن مصدره الإلهي، هو حجة على اللغة وليس العكس، لأن قائله لا يعدو أن يكون إما رب العالمين خالق كل شيء وعالم الغيب والشهادة، أو أنه محمد صلى الله عليه وآله والذي هو عربي، أو غيرهما من العرب. ثم إن العرب في زمنه تلقته بالقبول اللغوي، من مؤمنين به أو كفار.

القرآن الكريم، والحديث الشريف، ونثر العرب وشعرهم حتى القرن الرابع الهجري هو حجة على اللغة، ولا يلتفت إلى التعارض الظاهر بينهم وبين قواعد اللغة المعروفة إن كان قد تم تلقيه بالقبول اللغوي من العرب الأقحاح أهل زمانه، فهم أهل اللغة يصطلحون عليها كما يريدون، وما نحن إلا مستقريئين لقواعد لغتهم من أقوالهم.

استاذي العزيز خالد
تحية لك

لابد لي من الموافقة علي القواعد الاصولية التى وضعتها للموضوع مع بعض التساؤل و منه

1- لان قواعد اللغة مستقرأة ...فمتى يكون القياس (خاصة بالنسبة للقران) ؟ و هل كل ما جاء به القران كان من قبيل ( السماع)؟


2- كيف يمكن التاكد من مقولتك (ثم إن العرب في زمنه تلقته بالقبول اللغوي، من مؤمنين به أو كفار) ؟

احسب ان بعض التراث المخالف للاسلام لم ينقل لنا بتمامه
فمثلا قران مسيلمة

هذه نقطة فرعية و لكن القران لم يكن بالقصيدة او حتى من المعلقات الطويلة

بل كان اكبر من هذا بكثير
و بالتاكيد فان دراسته و نقده يحتاجان وقتا طويلا ان كان عملا قد اخذه احد العرب علي عاتقه

بل هل يروى لنا التاريخ الاسلامي ان احدهم كان يجلس في مجالس القران بغرض نقده ؟
قد نجد في اتهام العرب للقران بكونه ( كلام الاولين ) انصرافا منهم عن الاعتراف بكون القران ملفتا للنظر
او قد يكون تكبرا منهم لذا .... من اول من قال ان القران معجزة بلاغية ؟

و هل قران مسيلمة يعتبر معارضة للقران من منطلق التحدي القراني ؟

بل هل يمكن ان تفسيرات الزمخشري هي لون من الدفاع عن لغة القران ضد من انتقصها فعلا ؟

مثلا جاء فيه (( وبشر الذين آمنوا ) فقال الزمخشري فيه فإن قلت علام عطف هذا الأمر ولم يسبق أمر ولا نهي يصح عطفه عليه قلت....))

فهل يمكن ان تحمل ( ان قلت ) ان هناك فعلا من قال معترضا علي قبول القران خاصة و انه ليس بسائل بسيط بل يقول ( لم يسبق امر او نهي يصح ..)


3- اختم بقولك

اقتباس:القرآن الكريم، والحديث الشريف، ونثر العرب وشعرهم حتى القرن الرابع الهجري هو حجة على اللغة، ولا يلتفت إلى التعارض الظاهر بينهم وبين قواعد اللغة المعروفة إن كان قد تم تلقيه بالقبول اللغوي من العرب الأقحاح أهل زمانه، فهم أهل اللغة يصطلحون عليها كما يريدون، وما نحن إلا مستقريئين لقواعد لغتهم من أقوالهم.

و سؤالي - فلا اظن ابدا انني ساعترض علي اللغة و قواعدها التى قبلت من زمن - هل اتى القران بجديد في قواعد اللغة ؟
و هل مازال للمستقرئين ان يأتوا بجديد من القران ؟ او علي الاقل تفسير بعض لغويات القران تفسيرا مختلفا ؟


انقل مثالا بسيطا علي ذلك
و عودة مرة اخرى الي الزمخشري مع اختلاف بينه و بين السكاكي في لغة القران

وقال في سورة الصف ( وبشر المؤمنينلأنه بمعنى آمنوا

وذهب السكاكي إلى أنهما معطوفان على قل مرادا قبل يا أيها الناس ويا أيها الذين آمنوا


اقول
قد نجد حقا قبولا من العرب للقران علي تأويلات مختلفة
ففي قول الزمخشري السابق اعتراض مفاده
(المخاطبين في تؤمنون هم المؤمنين وفي بشر هو النبي عليه السلام ثم قوله تؤمنون بيان لما قبله على سبيل الاستئناف فكيف يصح عطف بشر المؤمنين عليه)

فذهب النقد الي العرض اللغوي للزمخشري لا الي القران اظن بسبب قدسيته

و هنا انا لا اخص بالذكر هذه النقطة بل اتكلم عن العموم

قبول العرب - المهزومين حربيا - للقران لغويا
ما الذي ترتب على ذلك ؟
تغيير في اللغة ام تفسير لغوي للقران ؟
و هل اختلف التفسير باختلاف المدارس اللغوية ؟


اطلت الكلام و للحديث بقية
بيد ان الاصول التى وضعها خالد احسبني اقبلها فورا الا ما عرضته للسؤال


تحياتي

العزيز فانسي هني،

كلام مسيلمة واراجيزه هي وإن كانت خرابيط في الدين إلا أنها حجة أيضا في اللغة، وذلك لأن مسيلمة الكذاب عربي من حنيفة ممن يعتد بلغتهم، إلا أننا نتعفف عن أراجيزه لوجود الوفرة في غيرها.

أما من يتقبل اللغة،

وردنا أن العرب تواضعت على مواسم ثلاثة في الأشهر الحرم تجتمع فيها وتتداول شؤونها وأشعارها وكلامها، وكانت في ذي المجنة وعكاظ وذي مجاز.

واعتاد العرب على تحكيم قريش لأنها أفصح القبائل السبعة، نظرا لمركزية موقعها وتنقيحها لسانها مما بان عيبه في لسان غيرها.

المشركون اعترضوا رسول الله من أول أمره، وهو تحداهم أيضا في أول أمره بالقرآن معجزة وحجة، فلو استطاعوا معارضته لعارضوه، وكان أولى أن يشنعوا عليه لحنه في أمة لا تحترم من يلحن ولو كان خليفة.

أما سمعت إبان ملك عبدالملك أنه قد قدم ابنه الوليد ليخطب في أهل المدينة كتقديم له كولي عهد، إذ كان الوسط السياسي المعارض في المدينة، ثم افتتح الوليد خطبته بقوله "يا أهلُ المدينة"، عوضا عن "يا أهلَ المدينة"، كيف سخر به أهل المدينة، وكتب في سيرة الوليد غفر الله له كان لحانا.

ثم إن قريش كانت تعترض حينا على عربية كلمات في القرآن، وكان يحكم بينهم وبين رسول الله شيوخ من قريش أو العرب.

"
أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفر من أهل قريش وقالوا " انك تأتينا في هذا القرآن بكلام لم نعتده في لغتنا – لا شعراً ولا نثراً " فسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم "مثل ماذا؟" فقالوا "مثل كبارا وعجاب وقسورة وسخريا" فطلب منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتوه بأعلمهم بلغة العرب فأتوا اليه بشيخ مسن. سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم "ما اسمك يا هذا؟" فرد عليه الشيخ "اسمي كذا وكذا". فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم " قف ، ما اسمك؟" فوقف الشيخ وأجاب ثم أمره النبي أن يجلس فجلس ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم "قم يا هذا ما اسمك؟" فوقف الشيخ وأجاب. ولما كررها النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمرة الثالثة لم يتمالك الشيخ نفسه من الغضب وقال "يا قسورة العرب أتتخذني سخريا وأنا رجل كبارا، إن هذا لأمر عجاب" فنطق الشيخ الذي أتوا به في جملة واحدة بجميع المفردات التي انتقدوا ورودها في القرآن الكريم.
"

نأتي إلى أسئلة الأصول:

1- القرآن ككلام عرب أقحاح لا يقاس فيه، وإنما يقاس منه. أنت تعربه كأي كلام عربي لكنه تعربه كأصل قياس وليس كفرع عنه.

2- القرآن قد نزل منجما، ولم ينزل دفعة واحدة. نزل مفرقا على الحوادث والمناسبات مدة 23 سنة، منها 13 سنة نزل فيها المكي وهو معظم القرآن، وكان حينئذ الإسلام مستضعفا.

3- العرب قبلوا لغة القرآن قبل النصر العسكري، ولم تسجل لنا محاولة واحدة من أرباب الفصاحة وحكام اللغة من قريش أنهم حاولوا محاكاة لغة القرآن، بل إنهم كان يتسللون لواذا متخفين ليسمعوا القرآن من بيت رسول الله، وشهادة الوليد بن المغيرة فيه أشهر من نار على علم.

القرآن لم يأت بقواعد جديدة فليس ثم قواعد، بل أتى على نسق كلام العرب بما يعرفونه أنه لغتهم، ثم وضعت القواعد بعد.

أما الزمخشري، فإنه قد وجد في زمنه من المولدين من النصارى أو الزنادقة أو اليهود ممن اعترض على لغة القرآن، وكان بالأحرى به أن لا يأبه بهم فهم ليسوا عربا.
والمولدين هم من ولدوا في العربية ولم تكن لسانهم الأم، وقد تكون أصولهم عربية وقد تكون أعجمية، إلا أنه بجميع الأحوال فلسانهم فاسد لا يستدل به في اللغة.
يعني حالهم كحالي وحالك!

نختم بسؤالك،
باب الاستقراء مفتوح لمن يريد أن يستقرء المزيد من القواعد، وإن كنت لا أرى أنه يوجد مزيد في النحو والصرف فقد أشبعا بحثا، لكننا لا نزال بحاجة لتقعيد أصول اللغة وفقهها، وهو علم جليل لم يستكمل بعد، وهو يبحث في كيف وضعت الألفاظ لما وضعت له. فإن وجد علماء يبحثون ويستقرؤون فيه فنعمّا هو.

استاذي العزيز خالد
لا ادرى لم نسيت ان اخبرك باننى اتشرف بالحديث معك
و اعود الي الموضوع

جاء كلامي عن مسيلمة في اطار عرضك لقبول العرب اللغوي للقران
فهى مجرد اشارة الي ان رفض العرب قد يبدو انه ما اخذ حقه
فما تواترت تفاصيل اعداء الاسلام بنفس دقة و جمال تواتر شهادة الوليد بن المغيرة


و لكن للتاريخ الاسلامي ان يشير الي اشارات
الاشارة الاولى جاءت في الاخبار التى تناقلت عن عائشة و عثمان بوجود لحن في القران

اخبار صدقت او كذبت الا ان اصلها قائم و هو اعتراض علي بعض ما جاء في لغة القران

و عند التأمل في القصة التى ذكرتها عن (كبارا وعجاب وقسورة وسخريا)
فوجدتها مثالية اكثر من اللازم و لي فيها بعض الملاحظات و لكن اتوقف قليلا

فارجو ان تخبرنى اين وردت, و هل صحت ؟

بخصوص قولك

اقتباس:1- القرآن ككلام عرب أقحاح لا يقاس فيه، وإنما يقاس منه. أنت تعربه كأي كلام عربي لكنه تعربه كأصل قياس وليس كفرع عنه

فهذا احد مرابط الفرس

واسمح لي ان اوضح لك بمثال ايضاوهو متعلق بسؤالي عن مدرستي البصرة و الكوفة

انقل هذا المثل

ذهب الكوفيون إلى الواو العاطفة أن تقع زائدة وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش وأبو العباس المبرد وأبو القاسم بن برهان من البصريين
وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا الدليل على أن الواو يجوز أن تقع زائدة أنه قد جاء ذلك كثيرا في كتاب الله تعالى وكلام العرب قال الله تعالى ( حتى إذا جاءوك وفتحت أبويها )فالواو زائدة لأن التقدير فيه فتحت أبوابها لأنه جواب لقوله ( حتى إذا جاءوها )كما قال تعالى في صفة سوق أهل النار إليها ( حتى إذا جاءوها فتحت أبواها )

انتهى

ثم كان رد البصريين علي ما اذكر بتغيير كلى في البناء و اعتبار ان جواب الشرط محذوف

فان كان القران حمال وجوه من حيث المعنى كما يقال و ينسب الي علي
فانه يبدو ان القران حمال وجوه من حيث القواعد اللغوية لان القران لم ينزل و ملحق به كتاب اعراب
فاحسب ان القران قيس فيه و قيس عليه

فصحح لي

اما قولك

اقتباس:3- العرب قبلوا لغة القرآن قبل النصر العسكري،

فنظرا الي قولى السابق و اضافة الي مداخلتى لسابقة

هل لو خرج احد سفهاء العرب بابيات شعر , كان العرب يفندون سقطاته ؟
اننى اشير مرة اخرى الي مركز القران في عقل العرب في الفترة الاولى

هل حقا لم يعارض القران و يستغل سقطاته ؟
من قتل من الشعراء هل كانت كل جرائمهم انهم يسبون الرسول ؟ ام انه يجوز ان تكون السنتهم قد امتدت الي كتاب الله ؟

احسبها كلها علامات استفهام من الصعب الخروج برد كاف لها

بخصوص ختامك فهو جميل و مازال متعلقا بسؤالي و مثاله في اهل البصرة و الكوفة

و قريبا اتى لك بمثال اخر سمعته و لا اذكر اين تحديدا و لكننى ساجده باذن الله

هو قول خالف فيه القران احد ابسط قواعد اللغة
و الحل ان هذه القاعدة يجوز مخالفتها

اظن انه حل سهل قوله و كن يبقى - كعادة مفسري القران - اثبات مخالفته من قبل القران في الشعر الجاهلي مثلا

و هذا يقودنا الي بيت القصيد

مثالك و قصتك كانت في ان ( الفاظ القران لم تكن بالجديدة)
و لكنك انت بنفسك ذهبت الي ان القران ككل هو ( فن جديد ) ليس من الشعر ولا من النثر

فيكون سؤالي بشكل اساسي
القران .... هل جدد في اللغة ؟ و الي اي مدى ؟ و القياسات التى قيمت علي القران للدفاع عنه - لنقل حتى ضد النصارى - هل هي حجة , ام ان الحجة هي القران ذاته ؟

و لكن لتعرف اصل الحوار بيني و بين شيخنا الصفى الذي جعلنى افت الموضوع
و قبل ان اعرض عليه مسالة لغوية في القران ( يشرفنى ان تشاركنا)
وجدت انه من الانسب ان ننظر في الاصل

انا انطلق في الموضوع الذي فتحته في اتجاه معين

هل نفهم معنى جملة في القران عن طريق ما عرفناه من البلاغة ؟
ام ان كان المعنى مخالفا لما نعرفه من البلاغة نعتبر ان ما جاء في القران ( قاعدة بلاغية جديدة)؟

ساوظف هذا الموضوع لخدمة هذه النقطة بيد ان فرصة وجودك هنا ثمينة
فانوى استغلالها و التعلم منك قدر الامكان لذا استطرد في الموضوع فاسمح لي و ارجو الا يزعجك ذلك

و لك شكرى و تحياتي

و لاستاذي خالد هذا بعض مما اتوقف فيه مع شيخنا الصفى
مع كل احترامى و تقديري لكليكما

هذا المضوع بخصوص تفسير الصفى للقلب لغويا ( بصفته طبيب فاحسبه يخرج حقبة لغوية كاملة من مفاهيم عصرها الي مفاهيم عصرنا)

http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...69065#pid369065

الي الان هذه هي نقطة التوقف


و هذا موضوع اخر
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...69047#pid369047

توقفنا هنا علي ان الصفى يرى ان الذبيح هو اسماعيل بشهادة ( بلاغة القران)
انا اختلف معه لاسباب عديدة ذكرتها مع المحافظة علي شرط ( بلاغة القران)
ثم وجدت انه من الانسب قبل ان نلخص ما عرضناه ان نتعرض الي اصل ( بلاغة القران) ذاتها , و ما علاقتها باللغة , و ايهما اسبق البلاغة ام المعنى ؟

فاظن انه من المناسب جدا انه ان صح الحديث الذي نناقشه في مسند احمد ان ( نثبت المعنى ) و بالنسبة للبلاغة فلا مانع من ان يكون هذا ترسيخ لقاعدة جديدة بلاغية نقيس عليها فيما بعد

فعندي المعنى يتقدم علي البلاغة خاصة في القران

و يسعدني ان نعرف رأيك ان سمح لك الوقت

و بالمناسبة اسمح لي ان اسألك اين كنت من ساحة حوار الاديان ؟
و لماذا غاب الكثير من اعضاء المنتدي القدامى الباقيين ان كنت تعرف ؟

تحياتي

بالنسبة لسؤالك الأول فالإجابة هي أن القرآن نزل باللغة العربية الفصحى التي كانت مستخدمة في ذلك العصر... والقرآن لم ينشأ نحواً جديداً بل كانت القواعد هي نفس القواعد التي فهمها أهل ذلك العصر...
لكن علم النحو لم يصبح علماً إلا على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه...

[CENTER]لما إنتشر الإسلام شرقًا وغربًا ، وفتح العرب البلاد العجمية وحكموها وتسيطروا عليها ، واختلط العجم بالعرب ، وتشابكت اللغات العجمية باللغة العربية ، وتعانقت الثقافات الأجنبية بالثقافة الإسلامية ، واتسعت دوائر التجارة والصفقات والمعاملات والمواصلات بين العرب والعجم ، قد كثر الخطأ والغلط في النطق والمكالمة، وكادت اللغة العربية أن تفسد عن لهجتها العريقة، وأن تنحرف عن طريقتها الأصيلة ، حتى تسرّب اللحن في قراءة القرآن الكريم ورواية الأحاديث النبوية الشريفة .

فبدأ الخلفاء والعلماء أن يفكروا في وضع قانون يعصم الكلام العربي عن اللحن والخطأ ، ولعل أول من فكر فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث علم أن اللحن يتسرب إلى تلاوة القرآن الكريم ، فاستدعى أبا الأسود الدؤلي وأمره أن يفكر في رسم القواعد النحوية ، ويدلّ على هذا ما روى أبو القاسم الأنباري في أماليه : عن أبي مليكة - رضي الله عنه - قال : قدم أعرابي في زمان عمر بن الخطاب، فقال: من يقرئني مما أنزل الله على محمد S فأقرأه رجل سورة البراءة فقال: إن الله برئ من المشركين ورسوله (بالجر) فقال أعرابي : أو قد برئ الله من رسوله ، إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه ، فبلغ عمر مقالة الأعرابي ، فدعاه فقال : يا أعرابي أتبرأ من رسول الله S ؟ قال : يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن ، فسألت من يقرئني ، فأقرئني هذا سورة براءة فقال إن الله برئ من المشركين ورسوله (بالجر) فقلت أو قد برئ الله من رسوله ، إن يكن الله قد برئ من رسوله فأنا أبرأ منه ، فقال عمر : ليس هكذا يا أعرابي ، قال : فكيف هي يا أمير المؤمنين ، فقال : إن الله برئ من المشركين ورسوله (بالرفع) فأمر عمر بن الخطاب : ألا يقرأ القرآن إلا عالم باللغة ، وأمر أبا الأسود فوضع النحو، أخرجه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق .

ثم لم يزل أبو الأسود الدؤلي يفكر في هذا الموضوع ، وتنبه واستمع إلى الأخطاء والألحان التي تقع في الكلام العربي ، ثم شاور مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في هذا الأمر واستشار ، فارشده علي رضي الله عنه إلى عدة أمور ، ووضع له بعض القواعد ، ويدل على ذلك الروايات التالية:

يقول أبو الأسود الدؤلي : إني دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فرأيته مطرقًا مفكرًا، فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال إني سمعت ببلدكم هذا لحنًا ، فاردت أن أضع كتابًا في أصول العربية ، فقلت : إن فعلت هذا أحييتنا ، وبقيت فينا هذه اللغة ، ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إليّ صحيفة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الكلام إسم وفعل وحرف ، فالاسم ما أنبأ عن المسمى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس بإسم ولا فعل ، ثم قال تتبعه وزِدْ فيه ما وقع لك ، واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وأنا نفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر، قال أبو الأسود فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه ، فكان من ذلك حروف النصب ، فذكرت منها : إن و أن وليت ولعل وكأن ، ولم أذكر لكن ، فقال لي لم تركتها فقلت لم أحسبها منها ، فقال : بل هي منها فزد فيها.

عن يحيى بن يعمر الليثي أن أبا الأسود الدؤلي - رضي الله عنه - دخل على ابنته في البصرة ، فقالت له، يا أبت ، ما أشدُّ الحر ، رفعت أشدّ ، فظنها تسأله وتستفهم منه أي زمان الحر أشد ، فقال لها شهر ناجر، (يريد شهر صفر ، الجاهلية كانت تسمى شهور السنة بهذه الأسماء) فقالت يا أبت ، أنا أخبرتك ولا أسئلك ، فأتي علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -، فقال : يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب لما خالطت العجم ، وتوشك أن تطاول عليها الزمان أن تضمحل ، فقال له : وما ذاك ؟ فأخبره خبر إبنته، فأمره فاشترى صفحًا بدرهم وأملى عليه : الكلام كله لا يخرج عن إسم وفعل وحرف جاء لمعنى ، ثم رسم أصول النحو كلها فنقلها النحويون وفرّعوها.

عن أبي حريب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه رحمه الله ، قيل لأبي الأسود الدؤلي من أين لك هذا العلم – يعنون النحو – قال أخذت حدوده عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

هذا وهناك روايات أخرى عديدة مضطربة مختلفة في وضع النحو ، ولكن على ما أسلفناه يكون واضع النحو أبو الأسود الدؤلي بل بعد توجيه وإشارة من علي بن أبي طالب وبعد أن أوضح له الطريق ورسم له القواعد النموذجية ، وقد خالف البعض في هذا الرأي ، وفي هذا يقول السيرافي : إختلف الناس في أول من رسم النحو فقال قائلون : أبو الأسود الدؤلي ، وقيل هو نصر ابن عاصم وقيل بل هو عبد الرحمن بن هرمز، وأكثر الناس على أنه أبو الأسود الدؤلي[/CENTER]

الشرف لي أنا بمحاورتك زميل فانسي هني، وهي انشغالات أبعدتني عن النادي ككل وليس فقط عن هذه الساحة، وأحيانا لا أجد ما يقال هنا بعد أن كرر امرؤ نفسه حتى ملته.

سأحضر مصدر قصة كبارا وقسورة قريبا، فقد نسيت من أين نقلتها بالأمس، وكان سهوا مني أن لم أوثق.

لم تذكر لي الروايات المنسوبة إلى أم المؤمنين عائشة سلام الله عليها أو أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه لنقيمها. على أن رواية الآحاد لا تعارض التواتر.

بالنسبة للمدرستين الكوفية والبصرية، ومن ثم البغدادية، فهن لم يضعن القواعد في اللغة، بل استقرؤوها من كلام العرب. ومما استقرؤوه أن الواو العاطفة قد تكون زائدة وقد لا تكون. ولكل حجته من كلام العرب بناء على الأصول المتباينة لديهم.

لا يحضرني مثال لغوي على الفرق في الأصول، لكنني سأستعين بمثال فقهيي ليقرب إلى الذهن المعنى.

في أصول الشافعي وأبو حنيفة فإن الظني لا يجوز أن يتعارض مع القطعي، فلو حصل التعارض أسقطنا الظني.
قال تعالى (فاقرؤوا ما تيسر منه) في معرض القراءة في الصلاة، وقال صلى الله عليه وآله وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب" قاصدا الفاتحة.
اعتبر أبو حنيفة الآية قطعية، والحديث ظني الثبوت معارض لأنه يرفع التيسير، قد يكون المرء غير حافظ لأم الكتاب، فأسقط الحديث لمعارضته الآية.
أما الشافعي فرأى الآية عامة، والعام ظني في الدلالة، فلا مانع أن يأتي حديث ظني الثبوت ليخصص العام، والفاتحة من الميسّر.

قياسا، فإن أصول النحو والصرف بين البصريين والكوفيين متباينة، وإن كنت أميل كل الميل إلى البصريين نتيجة العادة.
تشتق الأصول من كثرة متكاثرة من الأدلة في موضوعها، مثل قولك "الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي" أو "الحاكم على الأشياء والأفعال بالتحسين والتقبيح هو الشارع حصرا". وتشتق القواعد من الأصول، ويعد ما خالفها عند متبنيها شاذ سمع سماعا من العرب. ولا يقال فيه لحن وقد تلقته العرب بالقبول اللغوي.
وأفرد كل قوم من المدرستين بابا للبحث فيما شذ عن القواعد.
لا أستطيع أن أعتبر ما شذ عن قواعد القوم شاذا بمطلقه، بل شاذ نسبة لقواعدهم، وهو أصل نسبة لكلام العرب الأقحاح لكنه نادر وعلى لغة غير معتادة.
والشاذ عند القوم لا يقاس عليه، ولا يقبل من يتبع لهذه المدرسة أن يصوغ كلامه حسبه إلا رواية، لأننا لا نعرف على أي وجه ساقت العرب كلامها حين قالته.

"مكره أخاك لا بطل"
أخاك: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه من الأسماء الخمسة وعوضا عن الواو للحكاية سماعا عن العرب. مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
مثل مشهور بين العرب، يحكي فيه المبتدأ على صورة النصب، ولتفسيرها وجوه كثيرة.
قد يكون إسم لحرف مشبه بالفعل محذوف، وقد يكون صيغة الكلام تلاءمت مع حالة الرعب الدابة في قلب القائل مع الإكراه وما يقتضيه من إجبار على الفعل.
كل ذلك جائز، لكن لا أستطيع أن أقول أن في المثل لحنا، لأن من قاله عربي قح، ومن سمعوه عرب أقحاح. ولم يشر أحد منهم إلى اللحن.

نأتي إلى معارضة القرآن وقريش وسفهاء العرب،

اهتمت العرب بلغتها فوق العادة، وفصلت فيها وتشعبت مبكرا، وعقدت لها المجالس والمنتديات في الجاهلية. واتخذوا الحكام ولجنة اهتيار الحكام.
فكانت اللجنة التي تختار الحكام هي من فصحاء قريش، ذلك أن قريش بحكم موقعها واختلاف الناس إليها كل عام في موسم الحج والأشهر الحرم، وبحكم العادة المتحكمة في أباطحها بإرضاع بنيهم في البادية حتى لا يفسد لسانهم، بحكم ذلك كانت قريش أفصح القبائل السبعة.
وكان الحكام من الفحول الفطاحل في اللغة والشعر، واعترضوا على كبار الشعراء وعابوهم عيبا قبيحا، ولم يبالوا بما بلغه الشاعر من مجد وسؤدد قبلا.
نذكر نقد النابغة الذبياني لقصيدة حسان بن ثابت إذ قال حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ــــ وأسيافنا من نجدة يقطرن دما

فقال له النابغة:
انبغى أن تقول
لنا الجفان الغر يبرقن في الدجى ــــ وأسيافنا يجرين من غزوة دما
فالجفنات أقل من الجفان، وأن يلمعن في الضحى ليس بمكرمة فإنما تطهون لأنفسكم، أما قرى الليل فيكون طارئا في ليل أفضل منه في نهار، وأن تقطر السيوف من نجدة ليس بمكرمة، فذل من كان همه الدفاع عن نفسه. بل ينبغي أن تجري السيوف بالدم من الغزو.


ثم إن قريش ومنهم أقرب الأقرباء لرسول الله عمه أبي لهب قد عادوا رسول الله منذ أن صدع بالأمر، فقد تواتر قول أبي لهب "تبت يداك يا محمد"، ثم تواتر الطعن على رسول الله والطغيان عليه وعلى أتباعه. وقد عابوه بكل ما وجدوا، فرموه بالسحر والكهانة والشعر والجنون، ورموا أتباعه بتهمة الصبوء، أي عبادة الكواكب. ليتجنبوا نسبتهم إلى ملة أبيهم إبراهيم الحنيفية.

وسعوا للدعاية ضد رسول الله بكل وسيلة، وحذروا سائر القبائل الحاجة والمعتمرة منه، وتواتر هذا التحذير. بل كان التحذير سببا للفت نظر من نصره إليه.

ثم إنهم قد أجمعوا على بغضه وشنآنه، وسعوا لقتله، ثم حاصروه مع ناصريه من آل هاشم والمطلب في الشعب ثلاث سنين. وأغروا به سفهاءهم في الطائف.

وكان يكفي للخلاص من رسول الله مجرد إثبات أنه يقول لحنا وتخليطا، فما عيب رجل في العرب حينذاك بأشد من قولك له عيي فهيه لحان. وهي تهم لا يستطيع رجل أن يطلقها على عربي قرشي رضع في بني سعد، اشتهر هو وقومه بالفصاحة.
على أن قريشا لم تتهم محمدا بأنه أتى بالقرآن من عنده، فحديثه معهم معروف، وأسلوبه مألوف، وقد لبث فيهم عمرا يقول ويسمعون، فرأوا أن القرآن إنما يعلمه إياه بشر باللفظ والمعنى، واختلفوا في شخصية المعلم مذاهب شتى.

الزميل العزيز فانسي هني

البلاغة ليست علما واحدا بل ثلاثة،
أحدها يهتم بإحسان تركيب الجمل واسمه البيان
والثاني يهتم بإحسان تأليف المعاني على الألفاظ واسمه المعاني
والثالث يهتم بجمال التراكيب واسمه البديع.

لذا فإن المعاني جزء أصيل في البلاغة، لا تقوم إلا به.

بالنسبة للقصص القرآني، فالحجة أولا هي القرآن، ولا يلجأ للحديث اتفاقا، بل يلجأ إن كان الحديث شارحا وأمكن التوافق بينها، وإلا فإن الحديث يرد دراية إن تعارضت قصته مع قصة القرآن بشكل يمنع الجمع بينهما.
ذلك أن القصص هو أخبار، والأخبار تحتمل أنها حدثت على هذا الشكل أو ذاك، ولا تحتمل كلاهما معا. فإن عارض قصص الحديث قصص القرآن اعتبرنا الحديث كأنه لم يكن، سيما وأن الحديث ظني الثبوت والقرآن قطعي الثبوت.

استاذي العزيز خالد

تحياتي

اقتباس:لم تذكر لي الروايات المنسوبة إلى أم المؤمنين عائشة سلام الله عليها أو أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه لنقيمها. على أن رواية الآحاد لا تعارض التواتر.

بل هي في الغالب روايات غير صحيحة
وقد تجاهلت ايرادها لاننى لا اهتم بصحة نسبها و ظننت انك تعلم بها فكفانى وجودها في الاطار الذي اعرضه
و لان وجودها يدل علي وجود اتهام ما للقران بوجود اخطاء ( او هو شئ من عدم القبول اللغوى )
ووجودها في الطبرى كمثال انما يدل علي حدوثها في القرون الهجرية الثلاثة الاولى حتى و لو لم يكن مصدرها احد كبار الشخصيات الاسلامية



منها علي سبيل المثال الجزء الذي يقول علي لسان عثمان
أرى فيه شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنتها

و قد جاء او بمعناه عند
أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن
ابن أبي داود في كتاب المصاحف
الداني في كتابه المقنع
الباقلاني

و اخيرا فيما نقله السيوطي في الاتقان عن ابن أشتة

و لسنا هي في بحث صحة رجال اسانيد هذه المرويات
فافترض جدلا فسادها كلها ( الاسانيد)
بيد اننى استدل بوجود المتون علي وجود هذا النوع من النقد علي استحياء في كتب التأريخ

و ما يهمني ايضا هو قولك

اقتباس:ومما استقرؤوه أن الواو العاطفة قد تكون زائدة وقد لا تكون.

و لو راجعت اطار كلامى فستجد ان هذا هو ما ابحث عنه
او علي الاقل ما وصلني
ان القران كان هو السبب في هذا الجدل
ان القران هو الداعي الي القول بامكانية مجئ الواو زائدة و من قبل لم يكن هذا يشغل بال العرب
احسب ان جدلا مثل هذا لم ينشأ الا بادلة من القران فلم اجد في حجج الفريقين ادلة من الشعر او النثر الاسبق
و لم ينشأ بالطبع من قبل القران

وفي مثالك الفقهي
اقول ان ما ترتب علي عدم التيقن مما هو قطعى الدلالة قد يخرج صلاة احدهم بام الكتاب في حين تكون صلاة الاخر بغيرها
هذا هو الاختلاف الذي اتحدث عنه
فلو كان المعنى محددا في الاية ( و احسبها ستقدم علي الحديث ) في كونها من العموم او من قطعيات الدلالة لما حدث الخلاف الفقهي

اقول قياسا
لو كان المعنى واضحا في القران لما اختلف النحاة و اهل البلاغة

و سؤالي
امن الممكن في غياب صريح النص تحكيم البلاغة او النحو و قد تغيرا من بعد القران ؟

لذا و قبل ان اسأل هذا السؤال كان لابد ان اعرف هل بالفعل قد غير القران من النحو و البلاغة

احسب ان القران قد غير من قواعد عامة
وما اختلاف الفقهاء و النحاة الا في تحديد ( هل هذه تتبع للقاعدة العامة ام ان لها قاعدة خاصة بها )

و اقول ان المحدد هنا هو المعنى المقصود فان غاب هذا المعنى فلا سبيل للتحديد

انقل لك مثالا ايضا احسبه عنيفا من شيخنا الصفى

تجده هنا
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...79116#pid279116

للاسف يا ابن العرب لقد ارتكبت هنا خطا لغويا فادحا , فلم تطبق قاعدة ارجاع الضمائر للاسم الاقرب , فظننت ان
قوله تعالى ( فانزلنا به الماء ) ان الضمير في (به) يرجع الى ( سحاب ثقال) فوصلت الى نتيجة عجيبة هي
ان السحاب يستخدم لتمرير الماء.
ارجع الى قواعد اللغة العربية و لا تتجازها.
الضمير في (حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء ) يرجع ل( بلد) اذ هو اقرب الاسماء
ذكرا. عليه فان الجملة تعني ببساطة ان هذا الماء نزل ببلد ميت.
بينما الضمير في ( فاخرجنا به من كل الثمرات) يرجع الى اقرب المسميات ذكرا و هو الماء.


نستنتج من كلام الصفى انه من ثوابت القواعد ارجاع الضمير الي اقرب الاسماء
و ان مخالفة ذلك من افدح الاخطاء اللغوية
و لاننا من غير اهل القرون الاولى فلربما فات علي ابن العرب تصحيح او حتى التعليق علي هذا
فمن يقول بعد قول شيخنا الصفى ؟

بيد انه في هذا تجاهل فج و عنيف لهذه الاية

* { لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }

فعلى اقل تقدير تسبحوه تعود الي الاسم الابعد -الله - ان لم تعد كل الضمائر
و به قال معظم اهل التفسير

و هذه هي حالتنا مع شيخنا الصفى و التى جعلتنا نفتح هذا الشريط و اتشرف باللقاء معك
اننا نظن ان معنى القران مقدم علي كل اللغويات
و عليه فان اللغة ليست حجة علي فهم و تفسير القران ان بدا لنا معنى اوضح في القران بخلاف قواعد اللغة و بلاغتها

فما رايك ؟
بل ان حالتنا هذه - مع شيخنا الصفى - تذكرنا بقولك

اقتباس:وأحيانا لا أجد ما يقال هنا بعد أن كرر امرؤ نفسه حتى ملته.

فاسألك بشكل عام
ما دور مهارة المحاور و اخفاءه للحقائق في حسم الحوارات الخلافية ؟
و هل بالفعل قد قيل كل ما يجب ان يقال ام انه كما يقول احدهم ( لقد خدعني هؤلاء الافاقون ) ؟

اعود سريعا الي كتابتك و اعلق علي

اقتباس:والشاذ عند القوم لا يقاس عليه،

وقد يبدو هذا صحيحا في العادة
بيد انه في التعامل مع القران تضمر هذه القاعدة

ان طلبت منى ان اقسم لك بصحة شئ فقلت لك ( لا اقسم بصحة هذا الشئ )
فانا هنا اقيس علي القران ( لا اقسم بهذا البلد ) فيكون كلامي غير مقبول

و لكن العكس يقبل في القران
احسب ان هذه هي احدى النقاط التى نقلها( في الشعر الجاهلي ) لطه حسين

فلكي يستدل المفسرون بالماثور علي صحة بعض التركيبات اخترعوا - او لنقل جاءوا - بما يثبتها من اشعار العرب
و الاصح - و الذي احسبك انت تذهب اليه - و الذي ذهب اليه ايضا طه ان القران بذاته هو حجة علي البلاغة و تركيباتها فان لم يكن لاصله الرباني فلاصله العربي علي اقل تقدير

لذا اجد نفسى امام نقطتين
كيف نحدد الخاص من العام في القران ( اقصد بشكل اكبر التركيبات اللغوية و ليكن مثالنا هو رجوع الضمير الي اقرب الاسماء مثلا ) و انا افترض هنا غياب معنى محدد في القران
فلو رجع الضمير الي الله في ( سبحوه) لان التسبيح مما يليق بالله وحده ( غالبا ) فماذا اذا غاب المعنى
و ماذا ان وجد حديث يخالف صريح المعنى ؟ هل نعتبر المعنى موافقا للحديث و نؤول القاعدة اللغوية ؟ ام نرفض الحديث و نبقى المعنى علي ظاهره ؟


النقطة الثانية هي ما الجديد التى فعله القران في اللغة العربية ؟ و الى اي مدى اتيح للقران ان يجدد ؟ و هل هذه الاتاحة من الصواب ام انها كانت مجرد (ايمان اللغويين الاسلامي ) ؟

اعذرنى استاذي العزيز خالد علي الغياب فعادة اكتب من الاربعاء الي الجمعة نظرا لظروف الدراسة
و للحديث بقية فاترك لك المجال ان شئت الي ان اكمل

تحياتي