{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ابن العرب
عضو رائد
المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
|
هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟
عزيزي كمبيوترجي،
لك جزيل الشكر على مشاركتك إيانا هذا المقال الجميل للدكتور أحمد الجابري الذي ذاع صيته بفضل المقالات الصريحة بشأن بعض الأمور الحساسة في العقيدة الإسلامية.
واليوم نراه يواجه موضوعاً حساساً في العقيدة المسيحية يستحق بدوره النقاش بانفتاح وعقلانية.
سأكتفي حالياً بالافتتاحية التي انطلق منها دكتور الجابري لمعالجة موضوع الثالوث اعتماداً على فهمه لمقالة البابا التي سبق وقلت أنها في غاية التعقيد والتشابك. إذ أنني أعتقد أن الذي يريد فهمها يجب أن يكون ضليعاً في الفكر الأوروبي والفكر اليوناني، وعلى معرفة بالفلسفة وخاصة على دراية بالنزعة الحديثة في أوروبا التي تسعى إلى عزل الفكر المسيحي عن الفكر الإغريقي.
وهذه أمور في مجملها عصية علينا بعيدة عنا لا يمكننا فهمها وولوج مكنوناتها دون الاستعانة بالخبراء.
وإلى حين الاستعانة بالخبراء، أكتفي - كما أسلفت- بمعالجة نقطة بسيطة وردت فيما يلي:
اقتباس: كمبيوترجي كتب/
"بعد أن نسب البابا بينيدكت السادس عشر إلى ابن حزم ذلك الخطأ الذي كان موضوع الحلقة السابقة، يعلق من عنده بما يلي، قال: "وبقدر ما يتعلق الأمر بفهم ألوهية الإله وبالتالي الممارسة المشخصة للدين، فإننا نجد أنفسنا هنا أمام مفارقة مثيرة للحيرة، تطرح نفسها علينا اليوم. يتعلق الأمر بالمشكلة التالية: هل الاعتقاد في أن مما يتناقض مع طبيعة الله إتيان الإنسان لأفعاله على خلاف ما يقتضيه العقل، هو اعتقاد صادق في نفسه دوماً، أم أنه مجرد فكرة قررها العقل الإغريقي لا غير؟". يجيب البابا: "أعتقد أننا نستطيع هنا أن نتبين الانسجام التام بين ما هو إغريقي، بالمعنى الأفضل للكلمة، وبين العقيدة الإنجيلية". ومن هذه النقطة يعمل البابا على تأسيس الأطروحة المركزية التي يدافع عنها في خطابه، الأطروحة التي يردّ فيها على الداعين، من علماء اللاهوت المسيحي قديماً وحديثاً، إلى نزع الصبغة الإغريقية عن المسيحية. والمقصود بالصبغة الإغريقية هنا هو الاعتقاد في التثليث. وإذا كان البابا لا يصرح بـ"التثليث"، فإن دفاعه عن "الصبغة الإغريقية" في المسيحية ضداً على المنادين بتحريرها منها والعودة إلى المسيحية الأولى (أو الأصلية)، لا يعني شيئاً آخر غير الدفاع عن "التثليث".
وأنا في الحقيقة، لا أعرف كيف وصل د. الجابري إلى القناعة بأن الأمر يدور تحديداً حول التثليث الذي لم يذكره البابا ولا أشار إليه لا من قريب ولا من بعيد.
فالبابا قال:
«هل القناعة بأن التصرف ضد العقل يتناقض مع طبيعة الله هي مجرد فكرة يونانية أم أنها فكرة صالحة دوماً وفي حد ذاتها؟! أنا أعتقد أنه في هذه النقطة بالذات يظهر جلياً التوافق الكامل بين كل ما هو يوناني -في المعنى الأفضل- وبين الإيمان بالله على أساس الكتاب المقدس».
لا أدري كيف انتقل د. الجابري إلى الثالوث من هذه الكلمات!!!
فالبابا يتحدث في عمق طبيعة الله وعلاقتها بالعقل والمنطق والعنف وذلك دوماً ضمن الإطار الأعم والأشمل للمحاضرة كلها والذي يقوم على تبيان "العلاقة بين الله والعنف وبين العقل والإيمان".
فهو يقول قبل ذلك:
«الفكرة المحورية في المقالة ضد "الإيمان باستخدام العنف" هي: أن عدم التصرف بحسب العقل يتعارض مع طبيعة الله. ويعلق على ذلك الكاتب ثيودور خوري بقوله: بالنسبة للامبراطور البيزنطي المتشبع بتعاليم الفلسفة الإغريقية فقد وجد هذا التصريح واضحاً للغاية. أما بالنسبة للتعاليم الإسلامية فإن الله متعالٍ للغاية .... حتى وصل الأمر بابن حزم أن يعلن أن الله لا يمكن أن يلتزم حتى بكلماته هو وأن شيئا لا يلزم الله على كشف الحقيقة لنا. ولو شاء الله لجعل الإنسان يمارس عبادة الأوثان».
إذن، الحديث المحوري لا علاقة له بالثالوث بتاتاً، ولا علاقة له بأيٍ من العقائد المسيحية، اللهمَّ إلا تلك التي تتعلق بمحور الديانة المسيحية والقائمة على "وصية المحبة".
إذن، ودون قراءة بقية مقالة الجابري، أنا أرى أن د. الجابري أخطأ في فهم محور القضية هنا، وعوض الحديث عن العقل والإيمان والعلاقة بين الإيمان والسيف وبين الإيمان عن قناعة، فإن د. الجابري -مثله مثل أسلافه من المسلمين- عجز عن استيعاب النقطة المحورية في الفلسفة اليونانية والقائلة بأن:
[SIZE=5] التصرف ضد العقل يتناقض مع طبيعة الله
تحياتي القلبية
|
|
12-05-2006, 12:18 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ابن العرب
عضو رائد
المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
|
هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟
اقتباس: كمبيوترجي كتب/
وسكوت البابا عن ريادة يهود الإسكندرية في مجال الجمع والتوفيق بين الفلسفة الإغريقية والتوراة، لا يمكن أن يكون بريئاً خصوصاً وهو يمنح هذه الريادة للحواري يوحنا الإنجيلي (المتوفى سنة 101 بعد الميلاد) الذي قال عنه في خطابه، مباشرة بعد الفقرة السابقة أعلاه: "لقد اقتبس يوحنا Jean الآية الأولى من سفر التكوين -وهي أول آية في التوراة كلها- فاستهل بها مقدمة إنجيله فقال: "في البدء كانت الكلمة ("اللوغوس logos). إنه بالضبط اللفظ الذي استعمله الإمبراطور: "الله يفعل باللوغوس. واللوغوس يعني: العقل، كما يعني في ذات الوقت الكلمة، أي أنه خالق وقادر على التعبير والتواصل، وبالتحديد هو يفعل ذاك بوصفه عقلاً". ويضيف البابا: "هكذا قدم يوحنا القول الفصل المعبر عن المفهوم الإنجيلي لـ"الله"، القول الذي تجد فيه جميع معارج العقيدة الإنجيلية، المتشعبة الشاقة في معظم الحالات، التركيب الذي يجمعها. في البدء كان اللوغوس، واللوغوس هو الله. ذلك: ما قاله (يوحنا) الإنجيلي".
لا أدري هل فعلاً سكت البابا عن ريادة يهود الإسكندرية في مجال التوفيق بين الفلسفة الإغريقية والتوراة؟!
فهو الذي قال في خطابه:
حقيقة، فإن إعادة التواصل هذه تتم منذ فترة. الاسم الغامض للإله، الذي تجلى من شجيرة محترقة، اسم يفصل هذا الإله عن كل الألوهيات الأخرى بأسمائها الكثيرة، و يصرح ببساطة "أنا أكون"، يقدم سلفاً تحدياً لمفهوم الأسطورة، الذي تقف محاولة سقراط، لقهر الأسطورة و الصعود عليها، في محاكاة قريبة [لهذا الاسم]. في العهد القديم، تصل العملية التي بدأت بالشجيرة المحترقة إلى النضج في زمن النفي، عندما تم إعلان إله إسرائيل ـ إسرائيل منزوعة الأرض و العبادة في حينها ـ إله السماء و الأرض، و وُصف بمعادلة بسيطة تتعكس الكلمات المنطوقة وقت احتراق الشجيرة: "أنا أكون". هذا الفهم الجديد للإله [جاء] مصحوباً بنوع من التنوير، و هو ما يجد تعبيراً واضحاً في سخرية الآلهة التي لا تجاوز كونها صنيعة يدي الإنسان (راجع: مزمور 115). هكذا، و رغم التصادم المرير بهؤلاء الحكام الهيللينيستيين الذين سعوا لتكييفه بالقوة و العادات و الديانة الصنمية [الخاصة] بالإغريق، واجهت العقيدة الإنجيلية ـ في الحقبة الهيللينيستية ـ أفضل الأفكار الإغريقية على مستوى عميق، منتجة إثراءً متبادلاً يظهر بشكل خاص في أدب الحكمة اللاحق. اليوم نعرف أن الترجمة اليونانية للعهد القديم التي تمت في الأسكندرية - السبعينية - هي ترجمة أكثر من بسيطة (و بنفس المنطق أقل بكثير حقاً من أن تكون كافية) للنص العبري: إنه شاهد نصي مستقل و خطوة مميزة و هامة في تاريخ الرؤيا، و هو الذي أحدث هذه المواجهة بشكل كان حاسماً لميلاد و نشر المسيحية. مواجهة عميقة للإيمان و العقل تأخذ رحاها هنا، مواجهة بين التنوير الأصيل و الدين. من كل قلب العقيدة المسيحية، و في نفس الوقت قلب الفكر الإغريقي المنضم الآن إلى الإيمان، كان لـ مانويل الثاني أن يقول: ألا تتصرف بالـ"لوغوس" [هو أمر] يتناقض و طبيعة الإله.
ففي هذه الفقرة البابا يتحدث بالتحديد عن تطور الفكر الحكمي - الفلسفي في كتب التوراة وكيف نشأت أسفار الحكمة من العهد القديم في ظل الفلسفة الإغريقية.
فهل نجد هنا تخبطً لدى د. الجابري، ام أنه مجرد عجز العقل الإسلامي المكبل بقيود "التنزيل والحرف" عن استيعاب المفاهيم الفلسفية الحرة والعقل والمنطق فيما يتعلق بالإلهي وتدخل الله في حياتنا؟!
تحياتي القلبية
|
|
12-05-2006, 12:59 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}