اقتباس:على فكرة كل الاسرار التي في صدر تيمور قالها الى باحث عراقي متخصص بجرائم البعث وعلى ما اظن نضدت في كتاب أسمة "القسوة والصمت" للباحث مكية .
على فكرة , اين هو الان كنعان مكية ؟؟
لماذا لايستقر في بلده العراق المحرر وهو المعجب باجراس الحرية التي قرعتها قنابل الطائرات الامريكية وقتلت بها المدنيين العراقيين ؟
لااسرار ولا شئ .. كنعان مكية معروف للقاصي والداني ومن هو كنعان مكية ..
هذا هو كنعان مكية الذي يعجب به محارب النور (f)
حان الوقت لتعرية الجميع يا محارب النور
قلّة قليلة من العراقيات والعراقيين يمكن أن ينسوا العبارة الرهيبة
التي كتبها كنعان مكية في المجلة الأسبوعية الأمريكية (نيو ريببلك)، حين كانت الطائرات الأمريكية تقصف العراق بوحشية بربرية، وتجهز على المدن والقرى والشوارع والمعالم التاريخية والسكان الأبرياء، دون أن تمسّ شعرة من رأس النظام أو رجاله الذين ظلوا وما يزالون على قيد الحياة حتى الساعة. آنذاك اعتبر مكية أن القذائف التي تتساقط على العراق تهبط على أذنه كالموسيقى، ثمّ خجل قليلاً من بشاعة التعبير فاستطرد يقول إنها أجراس الحرية
والذين يعرفون التاريخ المفصّل لعلاقة مكية بالعراق يتذكّرون ثلاث محطات أساسية ذات مغزى خاص
ـ أنه عمل مهندساً معمارياً في شركة المقاولات التي يملكها والده محمد مكية، والتي شيّدت
عدداً من قصور النظام، بينها قصر المؤتمرات الشهير
ـ وأنه ركب بعد ذلك موجة معارضة صدّام فكتب، بالإنكليزية وبإسم مستعار هو سمير الخليل، كتاباً باهتاً مصطنعاً تهويلياً بعنوان "جمهورية الخوف"، رفضته جميع دور النشر الأمريكية والبريطانية، إلى أن
تكفّل النظام نفسه بنشر الكتاب ـ للمفارقة، وحسب اعتراف مكية نفسه! ـ حين اجتاح الكويت وبات أي حديث عنه بضاعة رائجة
ـ وأخيراً، أنه جلس إلى يمين الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض، قبيل غزو العراق، حيث أسقط آخر أوراق التوت عن هيئة كانت أصلاً مكشوفة عارية. وكان ثمن الصعود في سلّم درجات القيمة عند أمثال دونالد رمسفيلد وبول ولفوفيتز وجاي غارنر وبول بريمر يقتضي المزيد من التعرّي، وتوجّب استطراداً أن يقول مكية إنّ بربرية قصف العراق هي الموسيقى، وهي أجراس الحرية
لكنّ الرياح أتت بما لم تشته سفن مكية أبداً، فتعرّض لإذلال شديد أجبره على لعق جراحه، بعد أن حاول المستحيل لتحسين وضعه، فمارس المزيد من التعرّي عن طريق كتابة المزيد من المقالات التي تطالب باستئصال عدد من العراقيين الوطنيين المعارضين العائدين من المنافي، لأنهم من كارهي الصهيونية ولا يليق بهم أن يستلموا أي منصب في "العراق الجديد". قبلها زار كنعان مكية إسرائيل وقبل شهادة دكتوراه فخرية في تل أبيب وكتب رواية تبرهن أنّ باني قبّة الصخرة هو يهودي
ومع ذلك، خابت جميع آماله... أقنعوا بريمر أنّ مكية هذا مجرّد بهلوان مستعدّ لنقل البندقية من كتف إلى كتف مئة مرّة في اليوم الواحد، وأن كتاباته إما سطحية استعراضية أو "ملطوشة" من أفكار برنارد لويس وفؤاد عجمي، وأنه ظلّ صامتاً عن النظام طيلة عقود، بل تعاون مع ممثّليه حين كان تروتسكياً ناشطاً في بيروت وعضواً بعد ذلك في "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، بل واشتغل مباشرة لصالح صدّام عن طريق شركة مقاولات أبيه محمد مكية
وهكذا اضطرّ كنعان مكية إلى الاكتفاء بتأسيس هيئة وهمية هي "مؤسسة الذاكرة العراقية
The-Iraq-Memory-Foundation، مع شريكه حسن منيمنة وشريكته ولادة الصرّاف (بعد أن صفقت الإيرانية أفسانة نجمبادي الباب خلفها وقطعت العلاقة مع مكية والشلّة بأكملها)، هي امتداد لمركز أبحاث العراق الذي قيل إن مكية أسسه في جامعة هارفرد الأمريكية، وهو الأصل الذي لا يقلّ وهمية عن الفرع! ثمّ التزم الصمت المطبق،
وكاد أن يختفي عن الانظار، ولم تعد مقالاته تظهر هنا وهناك. سكت عن جرائم الحرب في سجن "أبو غريب"، ولم يكتب كلمة واحدة ضدّ اجتياح النجف، وصمّ أذنيه عن اجتياح الفلوجة
لكنه اليوم مُطالب أن يكسر صمته "الفلسفي" الكاذب، وأن يحدّثنا عن "موسيقى" أخرى و"أجراس" أخرى تخصّ طبيعة عمله بالضبط، أي حفظ الذاكرة العراقية. الأخبار تتحدث اليوم عن تقرير أصدره المتحف البريطاني ويتهم القوّات الأمريكية التي تحتلّ العراق يإلحاق أضرار كبيرة بمدينة بابل الأثرية، التي تعتبر أحد أشهر الكنوز الأثرية في العالم، وهي مهد لحضارة عريقة ومقرّ للحدائق المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وذلك من خلال استخدام المدينة الأثرية كقاعدة عسكرية.
وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية قد اقتبست عن التقرير قوله إن العربات العسكرية الأميركية والبولندية سحقت ارصفة عمرها 2600 عام في المدينة. وأن شظايا أثرية استُخدمت لملء اكياس الرمل التي تستُعمل كمتاريس للقوات العسكرية، وأن مناطق شاسعة من الموقع غُطيت بالحصى الذي تمّ جلبه من الخارج والذي كان مركّزاً واحياناً معالجاً بشكل كيماوي، ليصبح مهبطاً للمروحيات ومواقف للسيارات!
جون كرتس، أمين إدارة الشرق القديم والأدنى بالمتحف البريطاني، أعلن أنه زار بابل ولاحظ وجود تصدعات وفراغات تسبب فيها أناس حاولوا على ما يبدو انتزاع الطوب الذي يزين ويشكل حيوانات التنين الشهيرة ببوابة عشتار في المدينة. وأضاف كيرتس ان هذا يعادل إقامة مخيم عسكري حول الهرم الأكبر في مصر. من جانبه قال اللورد ريديسديل، رئيس الجماعة الأثرية البرلمانية الحزبية البريطانية، أنه أصيب بالفزع مما رآه، وأن ماتفعله القوات الأمريكية لا يضرّ بآثار العراق فحسب، وإنما يضرّ بالتراث الثقافي للعالم كله بالفعل
وأمّا من جانبه، فإنّ فخامة رئيس "مؤسسة الذاكرة العراقية" كنعان مكية ما يزال يلتزم صمت القبور، وكأنّ ما يجري لا يعنيه، أو كأنّ الموسيقى خافتة هذه المرّة، والأجراس خرساء أو تكاد
منى زكي
جامعية ومترجمة عراقية تعيش في سانت لويس ـ أمريكا
هذا هو كنعان مكية لمن لايعرفه