فايز
عضو فعّال
المشاركات: 99
الانضمام: Dec 2004
|
ما الذي جاء به الاسلام
يقولون :هذا الإسلام شريعة تناسب الجمل والناقة أما عصر الطائرة والباخرة فلا تناسبه هذه الشريعة ! أولاً هذا كلام لا يتكلم به إلا كافر ، ثم الدليل : لو كان هذا المجتمع يحتاج الى شريعة جديدة لما بخل الله سبحانه وتعالى على عباده برسول جديد وهو على كل شيء قدير ، هذا الشرع الذي أنزله الله يحرّم الخمر فمثلاً : راكب الناقة اذا سكِر فمِن الممكن أن يتصرف تصرفاً يضر بنفسه او بناقته لكن سائق الطائرة او الباخرة اذا سكِر فإلى أي شيء يؤدي ؟ يؤدي الى تلف كبير... ربما يقضي على أرواح كثيرة , فالله سبحانه وتعالى حرم الظلم عندما انزل الإسلام فهل يليق الظلم براكب الطائرة ولا يليق براكب الناقة ؟! هل تليق الرشوة براكب الطائرة ولا تليق براكب الناقة ؟! هل يليق قتل النفس بغير حق لمن يركب الطائرة ولا يليق بمن يركب البعير ؟! هذه الأوامر الثابتة تليق في كل عصر , حتى الذي يلاحظ الفرق بين التوراة والقرءان يلاحظ ان الفرق إنما هو في الزيادات التي أُدخلت على التوراة وإلا فكثير من المحرمات الموجودة في التوراة موجودة في القرءان وليس معنى هذا ان القرءان اخذ عن التوراة . هل ينبغي ان يحرّم الله الظلم في عصر نبي ويبيحه في عصر نبي آخر او يبيح الفواحش في عصر نبي ويحرّمها في عصر نبي آخر لِيدلّك على ان هذا نبي جديد ؟ بالعكس , توافق الرسالات دليل على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم , هذه الأوامر القرءانية الموجودة لا تليق في عصر دون عصر , فالإسلام الذي أنزله الله لا يتعامل مع الآلة وانما يتعامل مع النفس البشرية ومع العقلية البشرية ومع السلوك الإنساني تجاه الله وتجاه نفسه وتجاه المجتمع , فهذه صفات ثابتة في الإنسان والنظام الذي نزل يعالجها ويوجهها .. نظام ثابت , من حيث الصورة : الإنسان السابق له يدان وفي كل يد خمسة أصابع والإنسان الحاضر نفس الشيء فما الذي اختلف على الصورة الإنسانية ؟ اضرب لك مثالا : انظر الى المجتمع الذي كان في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام , المجتمع الجاهلي كيف قلَبَه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لم يطرأ على الانسان أي تطور او يحدث فيه غرائز جديدة ولا حاجات عضوية جديدة , ولم يُخلق لـه أصابع جديدة , ما بين بداية الرسالة الى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم , ثلاثة وعشرون سنة لم يطرأ على الانسان شيء . لكنْ تصَور كيف انقلب المجتمع من شرير إلى مجتمع صالح , وذلك أن الإسلام جاء ليخاطب العقول ويردها عن التقليد الأعمى وعن الطرق الوراثية المعوَجّة وعن المفاهيم المخطوءة , الذي جاء به الإسلام هو انه لم يصنع طائرة ولا سيارة ولا احضر لهم مدافع يهددهم بها , الذي جاء به الإسلام هو مفاهيم هو تغيير مفاهيم الناس من الخطأ الى الصواب ولذلك انظر الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه امسك بابنته وارداها من على التلة , قالت : خلعت عنقي يا أبتاه , فلم يرجف قلبه ولم يشعر بالرقة لها ولا بالرحمة , فلما صقله الاسلام صقل هذه النفس البشرية صقلا تاما واصبح عمر بن الخطاب والي المسلمين ... خليفة المسلمين قال : والله لو عثرت بغلة في الفرات لخشيت ان يسأل الله عنها عمر , فمن الذي حوله من ذلك الإنسان القاسي الى هذا الإنسان الرحيم ! بهذين المثالين العجيبين كان مثال القسوة في الجاهلية واصبح مثال الرقة والرحمة في الإسلام , ما الذي طرأ عليه ؟ لم يزدد عضوا ولم ينقص عضوا , ولا تغيرت صورته النفسية وانما تغيرت مفاهيمه فاستجابت النفس للمفاهيم , وبهذا فان الذين يقولون بان الإسلام يناسب عصر الناقة ولا يناسب عصر الطائرة هؤلاء جماعة لا يجدون لهم حجة غير هذه الحجج الممجوجة التي لا تستقيم أمام أي نقاش منطقي .
والحمد لله رب العالمين
|
|
05-18-2005, 01:53 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}