ماهو الذنب الذي اقترفه الإنسان في ظهر الغيب حتى يحكم عليه بعقوبة الخلق ؟!
لم نكن إلا سطورا لم تكتب .. ذرة في ظهر آدم ، نطفة في ظهور آبائنا .. علقة في أرحام أمهاتنا ... فما الذنب الذي اقترفناه بحق الإله أو بحق الكون حتى نخلق كدرا على كدر ؟!

" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
وهل الإله بحاجة إلى عبادة مخلوقات من طين ولديه أجسام نورانية أكرم وأنقى وأطهر منا ؟؟
ملائكة تحمل العرش .. وملائكة تحف به .. وملائكة تطوف به .. وملائكة تقف لا تركع ، وأخرى تركع لا تسجد ، وأخرى تسجد لا تقف .. وملايين الملايين من المخلوقات النورانية المتفرغة للعبادة .. لا تأكل ، لا تشرب ، لا تزني ، لا تسرق ، لا تقتل ، لا تسأل ، لا تعترض ، لا تلحد ، لا تفكر ، لا.. لا .. لا .. ولا تتوالد من ظهر لا منذ الأزل إلى النهايات السرمدية !!.
أما نحن .. فنحن ، و نحن.. نحن لا نساوي عند الله جناح بعوضة لا بيقيننا ولا بكفرنا !!

خلقنا من ماء مهين ..
جمعت مادتنا الأولية من أديم الأرض
ومن جمع مادتنا ؟؟ الشيطان نفسه !!
الشيطان هو من جمعنا من الأديم ، وهو من رفعنا إلى السماء ، وهو من تجول في هيكل أبونا آدم حين كان تمثالا فارغا ، وهو من وسوس للملائكة أن تسأل الإله عن سر هذا الخلق ، وهو من رفض السجود لآدم عندما كان ملكا محظيا عند الإله ، وهو من أخرجنا من الجنة عندما أخرجه الله من رحمته ... وهو من سيدخلنا النار وهو أول الداخلين!!
هذا الرفيق .. رفيق درب الخلق الطويل .. رفيق البداية والنهاية .. أولم يكن يدرك أننا كنا عصمته من النار .. وهل عوقب بنا فانتهى، أم عوقبنا به فابتدأنا ؟؟!!
لماذا رفض السجود لآدم وهو يعلم العواقب إلى درجة اليقين ؟!
هل رفض السجود للجسد .. أم الروح .. أم كليهما ؟!

قتل الإنسان ما أكفره ..
حواء أخرجته من الجنة في السماء..
وحواء كانت السبب الأول للخيانة والقتل على الأرض ...
وبسببها سن قابيل سنة القتل وحمل وزرها إلى يوم يبعثون ... وتلك كانت أولى خطوات الإنسان على الأرض : الخيانة والقتل !!.
ثم .. لم يمض على الإنسان حين من الدهر ، حتى أعلن تمرده على الإله ، وقُتل وقَتل وشقي .. وضربت عليه الذلة والمسكنة والحروب والكوارث والقتل والأمراض والفقر والحكام وبدائل الآلهة والظلم والتشرد والجوع والشقاء والخوف وأمريكا وإسرائيل والحرس القديم والنظام الجديد ...إلى يوم يبعثون ..
ويوم يبعثون .. سوف لن يكون أفضل من يوم يولدون ..
أهوال تشيب لها الولدان
أنجم تتهاوى وشمس تدنو وبحار تتفجر نارا !!
انتظاروترقب ... وتوسل للأنبياء والصالحين .. وميزان وحساب .. وسراط – كحد السيف - مستقيم .. وكلاليب تسحب الأجساد العارية * إلى ويل وسقر .. وزبانية .. وملائكة غلاظ شداد .. وحجارة من سجيل .. وناروعذاب ... و من الجنة والنعيم .. القليل القليل .. وسوف لن ندخلها بعملنا ، بل برحمة الإله !!

ماذا فعلنا ؟؟
وبأي ذنب خلقنا ؟؟
لم نكن إلا حلما .. أو خلسة المختلس !!
ما كفرنا بظهر الغيب ..ما ظلمنا ..ما زنينا ..ما سكرنا ولا شربنا حتى كأسا من الماء القراح !!
ما الذنب العظيم الذي اقترفناه حتى نخلق كدرا على كدر .. ونعيش كدرا على كدر على كدر .. ونبعث لنصلى سقر ؟؟!!

فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر ..
ومن شاء ..
وهل نحن نمتلك المشيئة ؟؟
هل قدِّر علينا مرغمين .. أم اخترنا الوجود طائعين ؟؟!!
ولو قدر لنا الإختيار .. هل كنا سنختار؟؟
نعم ؟؟؟
إذن .. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون


المعري .. حسان .. فحتى هذا الإسم لم يكن لي شرف اختياره !!
أو ربما كان يمكن أن أكون ... شارون ستون أو انتصار الشراح " مع فارق التعري و الجمال والصواعد والنوازل" ..!!


تصبحون على .. تعري وصواعد ونوازل ... واختيار !!.

* لمن فاته في الدنيا رؤية أليسا من غير الشرشف ... فلينتظر !!!

اسئلة وجودية انبثقت في لحظة غضب أو يأس أو ربما تجلي... تبقى مسألة الايمان بالخالق وبالتالي الغاية من خلق بشر مسألة ايمانية بالدرجة الأولى.. فلو كان هناك دليل علمي قاطع مانع على وجود البشر لما وجدت كافرا واحدا على وجه البسيطة .. ولو كان ثمة دليل علمي على وجود الخالق ايضا لما وجدنا احد يسبح بحمد الله..

مع خالص المودة والمحبة لفكرك النير معري (f)

تساؤلاتك هذه يا عزيزي حسان هي طريق للزندقة


أو ليس الخيام بلسان رامي هو الذي قال :-

...


لبست ثوب العيش لم أستشر

وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنضو الثوب عني ولم

أدرك لماذا جئت أين المفر

......


الثابت الوحيد لغاية الان

اننا جئنا من العدم ، وذاهبون الي العدم ، مالم يأتي أحد يثبت عكس ذلك

والي ذلك الحين خذ بنصيحة القائل أعلاه حلاً لهذه المعضلة :-


لا توحش النفس بخوف الظنون

وإغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تساوى في الثرى راحل

غدا وماض من ألوف السنين

..............


تحياتي يا عزيزي

ولد الهدى

شعر: أحمد شوقي




ولد الهدى فالكائنات ضياء

وفم الزمان تبسم وسناء

الروح والملأ الملائك حوله

للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي

والمنتهى والسدرة العصماء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل

واللوح والقلم البديع رواء

يا خير من جاء الوجود تحية

من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا

بك بشر الله السماء فزينت

وتوضعت مسكا بك الغبراء

يوم يتيه على الزمان صباحه

ومساؤه بمحمد وضاء

يوحي إليك الفوز في ظلمائه

متتابعا تجلى به الظلماء

والآي تترى والخوارق جمة

جبريل رواح بها غداء

دين يشيد آية في آية

لبنائه السورات والأضواء

الحق فيه هو الأساس وكيف لا

والله جل جلاله البناء

بك يا ابن عبدالله قامت سمحة

بالحق من ملل الهدى غراء

بنيت على التوحيد وهو حقيقة

نادى بها سقراط والقدماء

ومشى على وجه الزمان بنورها

كهان وادي النيل والعرفاء

الله فوق الخلق فيها وحده

والناس تحت لوائها أكفاء

والدين يسر والخلافة بيعة

والأمر شورى والحقوق قضاء

الاشتراكيون أنت أمامهم

لولا دعاوي القوم والغلواء

داويت متئدا وداووا طفرة

وأخف من بعض الدواء الداء

الحرب في حق لديك شريعة

ومن السموم الناقعات دواء

والبر عندك ذمة وفريضة

لا منة ممنوحة وجباء

جاءت فوحدت الزكاة سبيله

حتى إلتقى الكرماء والبخلاء

انصفت أهل الفقر من أهل الغنى

فالكل في حق الحياة سواء

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا

منها وما يتعشق الكبراء

زانتك في الخلق العظيم شمائل

يغرى بهن ويولع الكرماء

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى

وفعلت ما لا تفعل الأنواء

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا

لا يستهين بعفوك الجهلاء

وإذا رحمت فأنت أم أو أب

هذان في الدنيا هما الرحماء

وإذا خطبت فللمنابر هزة

تعرو الندى وللقلوب بكاء

وإذا أخذت العهد أو أعطيته

فجميع عهدك ذمة ووفاء

يامن له عز الشفاعة وحده

وهو المنزه ماله شفعاء

لي في مديحك يا رسول عرائس

تيمن فيك وشاقهن جلاء

هن الحسان فإن قبلت تكرما

فمهورهن شفاعة حسناء

ما جئت بابك مادحا بل داعيا

ومن المديح تضرع ودعاء

أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة

في مثلها يلقى عليك رجاء

قرأت الموضوع مرتين يا حسان.
و أعجبت بصياغته الأدبية المثيرة.
يذكرني بهذا المقطع للشاعر الفرنسي بودلير:
"القديس بطرس أنكر المسيح
خير ما فعل"
من قصيدة :إنكار القديس بطرس.
هناك نوعاً من الحنان , و المعاناة في هذه الكلمات يا صاح.

ربما القديس ينكر الله, لأنه يطلب منك ما لا يفترض به المطالبة.
فلماذا يطالب المسيح بكل هذه المعاناة.
لماذا يطالب الله بكل هذا ؟
ربما لأنه ليس هو الله, أو لأن من يقول لك بأنه يطالب بهذا , يكذب عليك.

تذكرني أيضاً , و من أول سطر في موضوعك برواية المحاكمة لكافكا, فالإنسان يحاكم بتهمة "الخلق" . متهم حتى تثبت براءته.
أنت الآن تثبت أنك المعري , بجدارة.

محبتي لك
ابن الإنسان.

بديهي جداً أن نُخلق ، عزيزي المعري :)
و إذا لم يكن ذلك ، فكيف كان لنا أن نوجد؟

إن الشقاء في الحياة هي ما يجعلنا أحراراً ؛ الشقاء يأتي من الاختيار ، و القلق من عواقبه ... لو أن الحياة "قوالب" لما كانت لتكون حياةً!

لماذا خلقنا؟

سؤال جيد ... للأسف ، لم أعمل من قبل في منصب "إله" ، و لا هناك من عبدني من قبل على ما أذكر ، لذلك فمهما كانت الأسباب التي يمكنني سياقها فلن تكون صحيحة على الإطلاق!
جرّب أنت .. هات قطعة جبن لافاش كي ري ، و حاول أن تدخلها عبر حد ورقة .. لن تنجح ؛ فالورقة أقرب إلى أن تكون ثنائية الأبعاد ، بينما الجبنة ثلاثية .. فما بالك إذن بمحاولة إسقاط النظرة الإلهية ذات الأبعاد الخمسة على قالب إنساني بأبعاد أربعة؟!

لقد خلقنا .. برافو! ثم؟ فلنعش! و إلا فأخبرنا ، عزيزي ، ماذا نفعل غير ذلك؟

أنا لا أتحدث عن "إله" بعينه .. كلنا في ذات المركب ، الوحدانيون و الإنثيون و التعدديون و الطبيعيون و الداروينيون إلخ إلخ!

صحيح ، معري ، شو دخلها لأليسا بالموضوع :)

الأصدقاء لست أنا وجعفر علي والميداني وابن سوريا ..
أشكر مروركم الكريم ، ولي عودة قريبة ..
الصديق/يقة .. لخبطة " شو اسمك؟ " ...
شكرا للمرور الكريم أيضا .. أما أليسا .. فلكل " أليسا " دولة ورجال

تحياتي لكم

:wr:

يقول المعري :

///* لمن فاته في الدنيا رؤية أليسا من غير الشرشف ... فلينتظر !!! ///


بعد ان تسائل لماذا نحن هنا لماذا الحياة لماذا الاله .


فنعود اليه با السؤال ونقول من ذقنه سقيلو

اليست رؤية آليسا من غير شرشف امر يشكر الانسان خالقه عليه . او يشكر امه التي انجبته . //و هذا الاخير من منظار الملحدين يعني //

بمعني آخر يا ابو الحساسين لو لم تكن مخلوق لما تثنت اليك تلك الرؤيه .

اشكر ربك او اشكر من تريد علي وجودك :lol:

علي فكره ابو الحساسين انا سعيد جدا بوجودي فهل انت مثلي ؟؟

بعدين السؤال الاخر و هذا فيه تجاوز للتقليد الاسلامي

انا اعتقد انني خلقت الله //بكسر الخاء// و لا مشكله لي في ذلك سواء هو فعلا من خلقني كما انا اعتقد او لم يكن هو من خلقني . لان الاهم من كل هذا انني , انا موجود و هذا بكفيني ياابو الحساسين .

تلك هي حياتي التي قد تمتد الي 70 او حتي 100 سنه

و لكن الاهم من الاجابه علي هذا السؤال , انني سوف اجعل منها عرسا مدته مدي حياتي . :lol:


ابو الحساسين كي اعقد امورك اكثر شوي .

و هذا ايضا خارج عن ادب الاسلام التي انا اعتنقها .سوف اسمح لنفسي بالقاء السؤال التالي


نحن خلقت الله و هذا ما اؤمن به شخصيا ,,, و لكن من خلق الله

و هنا نذكر سورة الخلق " قل هو الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد " صدق الله العظيم


و لكن لغاية تعقيدك يا ابو الحساسين اسألك

من اين جاء الله ؟؟

سبحانك رب العزة عن ما يصفون و سلام علي المرسلين و الحمد لله رب العالمين .

الله صاحبي ...و صديقي انا احبه و هو يحبني ..هو راضي عني و انا راضي به .




(f) (f) (f)

الميداني

:cool: للرفع حتى عودتي*











* :emb:أحاول استذكار دروسي