حافظ الشيخ صالح

السيّد محمد خاتمي هو من المثقفين غير الكثيرين في الثورة الإسلامية، وهو مفكر غزير، من الطراز الممتاز، ومحاور جيد، وضليع في الفلسفة وفي العلوم الاجتماعية المعاصرة كما في العلوم الشرعية، وهو معدود في فئة «الإصلاحيين«، لا فئة «المحافظين«، ولذلك كله فهو خير سفير ترسله إيران إلى أمريكة في هذا الميقات، وفي كثافة الأزمة المستحكمة (أو غير المستحكمة) بين إيران وأمريكة بخاصة بشأن الملف النووي الإيراني وما تزعمه أمريكة عن دعم إيران لـ «الإرهاب«.

من مدخل «حوارات الحضارات« يدخل خاتمي على أمريكا، لمدة أسبوعين، ويحاضر في المعهد الأمريكي ــ الإسلامي وفي أرفع الجامعات الأمريكية، جامعة شيكاغو الليبرالية وجامعة هارفرد المحافظة، وفي جامعات ومحافل أخرى.

إنه بامتياز موفد الإمبريالية الإقليمية الإيرانية الصفوية إلى معاقل الإمبريالية العالمية الرأسمالية، يتحاور معها، ويأخذ ويعطي معها، ويطمئنها، ويقول لها: إنّ إيران صديقة أمريكة، ويطالب ببقاء قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، على أن تستلم إيران من الأمريكان والأوروبيين «الحوافز«، أو «رزمة الحوافز«، التي في غالبها ستكون من صلب لحمنا نحن العرب ومن عظمنا. خصوصاً في هذه الظروف فإنّ خاتمي لن تعوزه في حواراته ومقابلاته الطاقة الإقناعية، فهو لا يتكلم باسم الإمبريالية الإقليمية الإيرانية، وإنما يتكلم باسم «الإسلام«، مهما كان هو هنا تعريف الإسلام عنده، وهو يستعير أطروحة «حوار الحضارات«، النقيض هاهنا لـ «صراع الحضارات«، وهو في كل الأوقات سيكون المحاور الهادىء، والمناقش الصبور، في سبيل الوصول في استطرادات الشوط إلى المزيد من التفاهمات، على حساب العرب، بين الإمبرياليتين: الإقليمية الإيرانية والعالمية الأمريكية.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=178015&Sn=shkh