حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أســـطورة العشق - للكاتبة الايرانية زهـراء زواريـان
الحر غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #1
أســـطورة العشق - للكاتبة الايرانية زهـراء زواريـان


حين قرأ القاضي الحكم، نهضت عن كرسيها وصرخت: "غير ممكن"، وركضت نحو طاولة رئيس المحكمة.‏

نظر إليها القاضي غاضباً. قال محامي الدفاع بابتسامة خفيفة ووجه هادئ القسمات: "اهدئي يا سيدة".‏

"ليس ممكناً ففؤاد لا يمكن أن يوقّع".‏

قال محامي الدفاع ببرود: "تعالي هنا أنا أريك".‏

نظرت إلى محامي الدفاع بتردد وسألت بلهجة غير مصدقة:‏

"هل وقّع فؤاد؟"‏

قال القاضي: "نعم يا سيدتي لقد وقّع".‏

"ذلك غير ممكن، إنكم تكذبون".‏

نهض الأب من مكانه وقال: "كوني عاقلة يا ابنتي".‏

أخذ محامي الدفاع وثيقة الزواج عن الطاولة واتجه نحوها: "لا تحدثي ضجة يا سيدة أفسانه، هذا أيضاً إمضاء السيد فؤاد".‏

ضربت الوثيقة، أحسّت سقف المحكمة الآجري العالي يدور حول رأسها، أحست كل شيء أسود اللون في ناظريها.‏

-"ليس هذا معقولاً".‏

كبتت غضبها وفرّت من مبنى المحكمة، كان صوت أقدامها في وسط سكوت المحكمة يحدث صوتاً مسموعاً.‏

كانت روائح السجائر الحادة تفوح في فضاء المحكمة.‏

صرخ الوالد: "أين تذهبين يا أفسانه؟" وركض خلفها قال محامي الدفاع بصوت مرتفع "اتركها.. دعها وحدها للحظة".‏

قالت الأم: "سوف تصيبني هذه البنت بالجنون في النهاية".. وبكت.‏

قال رئيس المحكمة: "سوف يحصل خير يا سيدتي! عندما تقطع الأمل.."‏

عاد الأب لاهثاً إلى بناء المحكمة:‏

"لقد غابت.. قطعة من النار" وجلس على الكرسي.‏

نهضت الأم مضطربة: "قد تفعل بنفسها شيئاً لا قدر الله".‏

قال وكيل الدفاع: "ليست طفلة يا سيدتي!"‏

تنهّد الأب بشدة وقال: "كنت كل العمر أنظر إليها وهي تكبر.. كم عقدت آمالاً.. كلها ذهبت أدراج الرياح".‏

قال القاضي: "لم يحصل شيء.. المهم أن الحكم قد نفذ والحمد لله قد رضي السيد فؤاد.. بعد ذلك ليس لديكم مشكلة".‏

قال محامي الدفاع: "سوف تصبح دكتورة بعد ثلاث سنوات".‏

قالت الأم: "كان حولها عدة أشخاص مرموقين".‏

قال محامي الدفاع: "إذن لماذا أنت منزعجة"؟‏

قالت الأم: "إنها عنيدة.. أخاف" ذعرت والتفتت نحو الأب وقالت: "أين ذهبت؟ ربما.."‏

قال الأب: "لا أعرف، فتشت عنها لم أجدها" وبلل شفتيه الجافتين بلسانه..‏

قال كاتب المحكمة: "أحضروا الشاي"‏

سأل محامي الدفاع: "ماذا سيحصل للسيد فؤاد؟"‏

قال الأب: "من المقرّر أن يأتوا من المصحّة ليأخذوه"‏

مكث قليلاً وقال: "سوف أدفع نفقاته بنفسي"‏

أحضر صبي ذو شعر أشعث وأيدٍ سوداء عدة كؤوس من الشاي، وضعها على الطاولة وذهب..‏

سألت الأم: "في أي ساعة سيأتون؟ لا نريد أن يبقى السيد فؤاد وحده طويلاً"‏

قال الأب بلهجة آمرة: "من المقرّر أن يرتبوا الأمر في هذه الساعة التي عقدت فيها جلسة المحكمة، لا أريد أن تراه أفسانة ثانية".‏

قالت الأم بانزعاج: "مسكينة أفسانه! قلبها عند السيد فؤاد".‏

قال القاضي: "إن القلب كل يوم يتغيّر، فلا تقلقي يا سيدتي"‏

قال محامي الدفاع "ستكون الأيام الأولى صعبة بالنسبة لها اشغلوها بشيء آخر بسرعة".‏

قال الأب: "هي بنت عنيدة"‏

قالت الأم: "كم زجرها والدها عند زواجها بالسيد فؤاد"‏

سأل محامي الدفاع: "ألم تكونوا راضين؟"‏

قال الأب: "لا ياسيدي! أين نحن وأين السيد فؤاد! ليس لديه أسرة عريقة ولا مال، لم يكن لديه سوى عدة كتب، حتى هذا البيت كنت قد اشتريته لهم لحفظ ماء الوجه".‏

قرع جرس المحكمة ودخلت جماعة كبيرة، وقّع الرئيس الوثيقة وختمها وسلّمها للوالد: "مبارك إن شاء الله".‏

قال الأب بوجه عابس منقبض: "أتبارك لنا على الطلاق؟"‏

قال رئيس المحكمة بحرج: "كان توفيقاً بالنسبة لكم، لقد سعيتم سنتين من أجله يا سيدي".‏

لفّ الأب الوثيقة بقماشة وقال: "هو كذلك" وودّعهم جرى صبي وراءه: "إنعام يا سيدي".‏

عندما اندفعت من المحكمة كانت تبكي بكل وجودها، كانت بنتاً محجوبة، لم تعتد أبداً الكلام بصوت عال. ولم يكن أحد أيضاً قد رأى بكاءها، كل ما كان كان في داخلها ووحدها، ورغم علاقتها القوية والقريبة بفؤاد ما كانت تظهر نفسها لـه أبداً، كان فؤاد يقول لها: "إنك بنت محافظة".‏

كانت الأوراق الصفراء تخشخش تحت قدميها، وكان نعيب الغربان يزعجها أكثر من صوت الضجيج وأبواق السيارات، كانت تمسك بعباءتها على وجهها وتركض "لماذا سلّم فؤاد؟"‏

كانت قد مشّطت شعرها ليلة الأمس، زينت وجهها بعض الشيء، وقفت مقابل المرآة ووضعت القرطين اللذين أهداها فؤاد إياهما ليلة العقد في أذنيها، وكانت قد اشترت لفؤاد باقة ورد مريم مع أعشاب صحراوية وحشية، وضعتها داخل مزهرية مقابل سرير فؤاد، كان طائر العشق يغرّد في القفص، وضعت كأسين من البوظة في الصينية، وجلست جانب فؤاد، على حافة سريره، كان فؤاد مقطب الجبين، لم يكن يضحك وضعت ملعقة من البوظة داخل فم فؤاد، كان ساكتاً وينظر من النافذة إلى الخارج، كانت السماء غائمة، قالت أفسانة: "ألا تنظر‏

إليّ"‏

كان فؤاد ساكتاً "أحصل شيء ما؟"‏

-"لا!"‏

برقت السماء واهتزّ الزجاج‏

سألت ثانية: "أحصل شيء؟"‏

دفع فؤاد ملعقة البوظة إلى الخلف وقال"كان والدك هنا".‏

-"حسناً!"‏

-"غداً يوم الجلسة في المحكمة"‏

-"أعلم"‏

نظر إليها بتعجب: "تعلمين!"‏

-"أعلم"‏

-"لماذا لم تخبريني بشيء"‏

-أردت أن أخبرك الليلة"‏

سكت كلاهما، حدّقت أفسانه بأزهار مريم، وفؤاد يحدق بالمطر الذي كان ينزلق على الزجاج، سألت: "ماذا قال أبي".‏

كان فؤاد ساكتاً.‏

-"بالتأكيد مرة أخرى من أجل الطلاق"‏

هزّ فؤاد رأسه.‏

"حسناً، أنت ماذا قلت؟"‏

لم يجب بشيء، نظرت إليه أفسانه بحيرة، قال: "من المقرر أن يأتيا غداً صباحاً هنا من أجل التوقيع".‏

قالت أفسانه باضطراب "أنت لن توقّع؟"‏

-"إذا أجبرت"‏

نظر إليها فؤاد "كان والدك منزعجاً جداً"‏

-"ليكن"‏

-"ليس مهماً بالنسبة إليك؟"‏

-"لا"‏

-"إنه والدك"‏

-"وإن كان والدي، فسوف يرجح رغبتي على رغبته"‏

-إنه يريد صالحك"‏

-"مصلحتي في كوني معك"‏

سكت فؤاد طأطأت أفسانة رأسها إلى الأسفل.. ابتلت‏

عيناها.. قالت: "إنهم يؤذونني منذ سنتين".‏

قال فؤاد: "عندهم حق".‏

اضطربت أفسانه: "أنت أيضاً؟"‏

نظر فؤاد إليها بحنان: "كوني منطقيّة!".‏

-"العشق لا يعرف المنطق".‏

حدّق فؤاد بأزهار مريم، قالت أفسانه: "هل وصلت أنت إلى اليوم بالمنطق؟".‏

-"القضية تختلف".‏

-"لا تختلف أبداً، العشق لا يعرف المصلحة".‏

ثم سحبت يدها على يدي فؤاد وقدميه.‏

-"ألم تكن هاتان القدمان تجريان؟، ألم تكن هاتان اليدان تكتبان؟، إذن لم وصلنا إلى هذا اليوم؟".‏

-"كان عليّ أن أذهب!".‏

-"وأنا أيضاً يجب أن أبقى!".‏

-"حرام من أجلك".‏

-"ألم يكن ذاك حرام أيضاً من أجلك".‏

اضطرب فؤاد: "لا تجادليني".‏

"لقد أصبتني بالاضطراب يا فؤاد".‏

سمّر فؤاد نظره بالمطر الذي يهطل، قال: "إنك تستطيعين أن تكوني أماً".‏

"أنت أيضاً كان بإمكانك أن تكون أباً".‏

"بعد يومين ستحصلين على الدكتوراه، ستصبحين شخصية مرموقة، ماذا تفعلين بزوج عليل، غضبت أفسانه: "ليتك تفهم أنت أيضاً!".‏

ضربت الباب وخرجت من الغرفة، كان قلبها مضطرباً، كانت تعرف رجولة فؤاد، وكانت تخاف.‏

-"يا سيد فؤاد: إن كنت تريد سعادة أفسانه فطلقها".‏

توقفت سيارة أمام قدميها.‏

- "يا سيدة! إن كنت لا ترحمين نفسك لا أقلّ ارحمينا نحن..."‏

-لم تقل شيئاً، طأطأت رأسها واستدارت بسرعة.‏

كان الطريق ساعة من المحكمة إلى البيت، كانت قد استجمعت كل طاقتها وصارت تجري، أدخلت يدها في حقيبتها، أخذت المفتاح، إنها تذكر أن والدها قبل مدة كان يتحدث عن مصحّ خصوصي وحديث، زادت من سرعة جريها: "قد يأخذوه!".‏

عندما وصلت إلى رأس الشارع، لفتت نظرها سيارة المصحّ.‏

جرت بتمام وجودها، كانت تركض كطفل ضائع يجري خلف أمه.‏

كان رجلان بلباس أبيض يرفعان سريراً عن الدرج، دفعتهما إلى الخلف وصعدت إلى الدرج.‏

"بالتأكيد قد أعطاهم والدها المفتاح".‏

كان باب الممّر مفتوحاً، فزعت، ركضت داخل الغرفة كان ممرضان يجمعان أشياء فؤاد، كانا قد وضعا كتبه داخل صندوق من الكارتون ولباسه في حقيبة وفؤاد ملقى على السرير.‏

كظمت غيظها وصرخت: "لن أدعكم تأخذوه، محال! هنا بيتي، اذهبوا خارجاً".‏

نظر إليها الممرضون بغضب.‏

قال فؤاد: "لا تصرخي كالأطفال يا أفسانه! كل شيء قد انتهى".‏

-"إنك بلا رحمة".‏

-"إنني أريد صالحك".‏

-"أنت لا تفهم، أبي لا يفهم، لا أحد يفهم".‏

اندفعت من الغرفة، غسلت وجهها حاولت أن تكون هادئة، كان معها شيء من النقود في الحقيبة عادت إلى الغرفة.‏

قال فؤاد: "لا تتصرفي كالأطفال يا أفسانه".‏

حاورت الممرضين وأوضحت لهم واعتذرت وأعطتهم مالاً مقابل أتعابهم وودعتهم إلى الباب، أحكمت إغلاق الباب خلفهم وأقفلته.‏

جلست في ذاك المكان، على أول درجة، كانت تلهث، كانت تركض منذ الصباح باستمرار "كم كان يوماً مرّاً!".‏

وضعت رأسها على ركبتها، كانت تحس أنّها كمرآة انكسرت وتبعثرت كل قطعة منها في جهة، لم تكن تصدق أن فؤاداً سيوقِّع، كانا قد بارزا كل المصاعب لمدة سنتين، لكنها لم تكن منكسرة كاليوم "إنني أريد صالحك".‏

إنك لا تعرف معنى المصلحة، لا في ذاك اليوم الذي كانت قد تشاجرت فيه مع والدها من أجل فؤاد ولا اليوم حيث أرادوا فصلها عن فؤاد، مسحت دموعها وصعدت الدرج بهدوء، حاولت أن تضبط نفسها، كانت تتمنى لو تبكي بصوت عال، لكن هدّأت من توترها، دخلت الصالة، وقفت خلف باب الغرفة، لم تستطع الدخول، كان إحساس مبهم يشدها إلى الخلف.‏

"هل فؤاد يحبها أيضاً؟".‏

كان ترديداً مرّاً أصاب رأسها بالدوار، لم تتردد في حب فؤاد كل هذه المدة، كان دفء محبة فؤاد مرهماً لآلمها ومصاعبها خلال سنتين.‏

"لماذا سلّم فؤاد للظروف فجأة؟".‏

ناداها فؤاد: "أفسانه".‏

هزّت نبرة صوته وجودها.‏

دخلت الغرفة مترددة، اتكأت إلى الجدار وطأطأت رأسها إلى الأسفل كانت تعرف أن هناك حاجزاً بينها وبين فؤاد، كانت تحس بالخجل نفسه الذي كانت تحس به عند كلامها مع رجل غريب، تصبب وجهها عرقاً، قال فؤاد بثبات: "ماذا تريدين أن تفعلي؟".‏

لم تجبه، قال فؤاد: "انتهى كل شيء، لا توقعي نفسك في الحرام".‏

أجابت بخجل وبهدوء: "أحبك يا فؤاد".‏

"أنا لا أفيدك بشيء.. حرام من أجلك.. تستطيعين أن تكوني سعيدة، أن تكوني أماً لأطفال، أن تركضي، أن تجلسي، أن تدرسي، تستطيعين فعل أي شيء.. أما أنا! ماذا يمكنني أن أفعل! عالة، محتاج، لا أنفع لشيء، لم تريدين أن تظلمي نفسك من أجلي، إن ممرضة يمكنها القيام بعملك، اذهبي.. اذهبي من عندي.. في ذاك اليوم الذي تزوجنا فيه لم أفكّر في يوم كهذا.. في ذاك اليوم الذي كنت أتمنى أن أكون أفضل زوج لك، وعدت والدك برجولة أن أجبر كل النقصان.. أبوك على حق، صرف عمره يرعاك، وعقد عليك آلاف الآمال والأحلام.‏

كيف سيتحمل أن تضع ابنته المتعلمة الطشت تحت قدمي رجل مقعد وترفعه! كيف يحتمل رؤية ابنته تعيش مع رجل لا يستطيع حتى أن يضع طعامه في فمه، اذهبي يا أفسانه أبوك على حق، القاضي على حق، محامي الدفاع على حق، اذهبي، لا تخربي حياتك".‏

صرخت أفسانه: "يكفي هذا!".‏

"دعيني أقول ما عندي، كنت ألاحظ لمدة سنتين، كنت أتجرع دماء قلبي، كنت أرى وجهك الجميل النضر وأتألم، كنت تمشطين شعرك الطويل الشفاف أمامي وحتى لم أستطع ملامسته، سنتان، من الصباح إلى المساء كنت تركضين وأنا فقط أنظر. لا تعذبيني أكثر من هذا يا أفسانه، إن كنت تفهمين العشق، أنا أيضاً أفهمه، إن كنت تحبيني، أنا أيضاً أحبك، لا أستطيع أن أرى تحطّمك، إنك شابة، جميلة، نضرة، انظري هذه الزهرة، إن لم ترويها بالماء ستذبل، تجف، تموت، أنت أيضاً مثل هذه الزهور تحتاجين الماء، تحتاجين النور، ماذا أستطيع أن أعطيك غير التعب...".‏

صرخت أفسانه ثانية: "يكفي هذا".‏

"لا تفكري بي.. الله كبير، من يعلم، ربما يكون المصح أفضل لي، ربما أتعرف هناك على أصدقاء جدد، ربما يكون الممرضون جيدين...".‏

-"أتستعيض عني بممّرضة؟".‏

"لم لا تفهميني؟ إنني لا أستبدل شعرة منك بكل الدنيا!‏

لكن لا أستطيع أن أرى عذابك أكثر من هذا!"‏

-"أي عذاب! لقد وجدت أفضل نضج لي إلى جانبك!"‏

"لا تطلقي شعارات يا أفسانه!"‏

"إنني لا أطلق شعارات! أقول حقيقة! لقد كنت لي أفضل صديق، في ذاك اليوم الذي تزوجتك فيه، راقني قدّك وطولك، أأتركك اليوم من أجله، دع كل عشاق الدنيا يقولون ويكتبون عن جمال وحسن وجوه معشوقيهم، لكني أرى الجمال ليس في جسمك بل في سمة روحك! لا أحد يفهم، أنت تفهم، لا أحد يعلم، أنت تعلم، أنت تعيش بالعشق، لقد وصلت إلى يوم كهذا نتيجة العشق، إن العشق يكسر كل المعادلات والقواعد المألوفة، ربما‏

ما يقولـه أبي حقيقة، لكن هذا المعنى صحيح ما دام يخضع لأساس وقاعدة وقانون.‏

إن ما يجري في داخلي أوسع من هذه المعادلات، أوسع من فكر المصلحة هذا، ليس هناك طلب منفعي في العشق".‏

وضبطت نفسها، حدّقت بأزهار مريم وقالت:‏

"أتذكر كيف كنت تقول لي دوماً إنه حتى الموت لن يسلبك مني!".‏

أدار فؤاد وجهه إلى الجدار، وانكسر غضبه في حنجرته، تمتمت أفسانه: "إن ذهب قلبي خلف الحسان فهو معذور... إن فيه مرضاً فماذا يفعل...".‏

وكسر صوت ما كلامها، قطعه صوت ممتد ومتواصل.. كان طائرا العشق يغرّدان في القفص.‏

هذه القصة اعجبتني وارجوا من الجميع الرد على سؤالي : هل ستواصل الحياه مع شريكك / شريكتك لو اصيب بالشلل التام ؟
02-22-2007, 06:29 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الرواية الجديدة للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي .. * حصيلة الأيام * ali alik 0 858 07-04-2010, 03:02 PM
آخر رد: ali alik
  قراءة لـ كتاب <<العشق والكتابة>> لرجاء بن سلامة يجعله عامر 17 2,910 10-06-2008, 11:24 PM
آخر رد: الأغلبي
  الشاعرة الايرانية فروغ فرخزاد - تشرق الشمس الواد روقه 5 1,189 07-01-2008, 11:48 PM
آخر رد: الحر
  الكتاب الذي فضح الثورة الايرانية - كشف الاسرار . ابن نجد 2 1,255 03-29-2007, 04:47 AM
آخر رد: ابن نجد
  "كيف تفكر المرأة" عن كتاب (غرائز المرأة)للكاتبة الوجودية سيمون دي بوفوار. عبد التواب اسماعيل 4 10,055 09-18-2006, 07:33 PM
آخر رد: عبد التواب اسماعيل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS