.........................
فاسس بهذا بدعة مذهب القرانيين اعداء السنة الشريفة ؟
.........................

سيدنا عمر لم يؤسس شيئًا من هذا. فعندما أقول لك نحتكم إلى كتاب الله فلا يعني ذلك إنكار السنة. إنما يعني أن نحتكم إلى الله في هذه المسألة التي نحن بصددها. كما احتكمت سيدتنا عائشة إلى كتاب الله في موضوع تعذيب الله للميت ببكاء أهله عليه.
من أسباب ظهور مذهب القرآنيين هو الدعاية الكاذبة لكتب الروايات. فعندما يؤمن الفرد منا أن كتاب فلان لا يمكن أن توجد به أخطاء البتة ويصر على هذا ردحًا من الزمن ثم يفاجأ بوجود أخطاء فربما أنكر هذه الكتب جملة وتفصيلًا. فينتقل من تطرف إلى تطرف، ومن إفراط إلى تفريط.
مرة زرت أحد أصدقائي وبمجرد أن فتحت زوجه لي الباب بادرتني قائلة: "أغثنا من زوجي صديقك!" فسألت عن السبب ودخلت فإذا به قد قرر أن يقذف بكتب التاريخ إلى المحرقة. والسبب هو وجود اختلافات كثيرة من أول التاريخ الإسلامي وحتى تاريخ العصر الحاضر لنا نحن المسلمين. وجلس الرجل معي وكله إصرار على ما نوى. ثم تجاذبنا أطراف الحديث وتطرقنا إلى قضية اغتيال جون كنيدي الرئيس الأمريكي الأسبق فإذا بالمراجع الأجنبية قد اختلفت في القضية. وبدأت أشرح له أن هذه هي طبيعة الأعمال البشرية في رواية الأحداث والوقائع بل حتى في النظريات العلمية. ولو أننا حكمنا على الكتب التي تحوي اختلافات بالإعدام لأعدمنا كل التراث البشري من تاريخ وعلوم مختلفة. ولكننا نمايز بين الأقوال ونرجح قولًا على قول ونستفيد ونطور حاضرنا ومستقبلنا دون أن نتنكر لماضينا الذي هو جزء منَّا وجزء لا يتجزأ من مسيرة الإنسان على سطح الأرض.
كذلك كتب الروايات التي تحوي روايات غاية في السمو والتي تحكم بمجرد قراءتها أنها لا يمكن أن تخرج إلا من فم نبي أو رِبِيِّ. لذلك أخطأ من أنكر هذه الكتب وأفلح علماؤنا الأجلاء الذين نادوا بنقدها للاستفادة منها ونادوا بعدم اعتبارها قرآنًا منزلًا يؤخذ بالحرف كما هو مكتوب لأن الرواة كانوا يروون بالمعنى لا كما خرجت الرواية من فم المصدر حرفيًّا. وعلينا أن لا ننسى أن الشيعة يأخذون ببعض رواياتنا نحن أهل السنة في المسائل الفرعية إذا لم يجدوا نصًّا عليها عندهم.

المهم:

أن ما نقلته يخالف النص الصريح للرواية. ربما أنك نقلت من:

"إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال في مرض موته: " ايتوني بدواة أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعدي أبدا" فقلت أنت أيّها الفاروق: "إنّ الرجل ليهجر، يكفينا كتاب اللّه" (الشيخ محمد تقي التستري. بهج الصباغة في نهج البلاغة. ج 2 ص 567)

لذلك أهيب بالمسلمين أن يأخذوا المعلومة من مصدرها. لنقرأ ما جاء في الأصل:

2932 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلِ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى قُلْتُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ مَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا مَا لَهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ فَقَالَ ذَرُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ فَأَمَرَهُمْ بِثَلَاثٍ قَالَ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ وَالثَّالِثَةُ خَيْرٌ إِمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا وَإِمَّا أَنْ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا قَالَ سُفْيَانُ هَذَا مِنْ قَوْلِ سُلَيْمَانَ. (البخاري)

أولًا:عندما ننظر لمتن الرواية نقرأ فيه: " فَقَالُوا " وهذا الفعل الجمع لا يثبت شيئًا. والرواية تقر وجود فريقين بدليل قوله " فَتَنَازَعُوا". ومن ثم لا تثبت البتة أن سيدنا عمر هو القائل. وعلينا أن لا نتهم أحدًا إلا بدليل قاصم وليس من خلال الاحتمالات والخيالات.

ثانيًا: هذه الرواية جاءت في جميع كتب الروايات من طريق ابن عباس فقط لا غير مع أنها تحكي مشهدًا مهمًا لا يمكن أن يغفل عنه الناس. ومن ثم هي رواية آحاد. وابن عباس كان صغير السن حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان عمره 10 سنوات. ولا يمكن أن يضبط الحدث في هذه السن. ولم يذكر ابن عباس أنه كان حاضرًا بينهم. فإن قلت لابد أنه سمع بعض الصحابة فهذا احتمال تفسده أخطاء ابن عباس في روايات كثيرة في الصحيحين باعتراف أولي العلم وقد أوردنا الكثير منها في هذا الشريط. ومثاله جزمه بزواج سيدنا محمد بالسيدة ميمونة وهو مُحْرِم. وقد ثبت خطأ ابن عباس. وخطأه في عدد ركعات صلاة الكسوف. كما ثبت الخطأ في النقل عنه في الصحيحين إذ نُقِلَ عنه أن عمر النبي حين توفي كان 63 سنة (البخاري) كما نُقِل عنه أن النبي كان عمره حين مات 65 سنة (مسلم). وقد أوردت كل هذا في موضعه في هذا الشريط. فلماذا لا يكون أخطأ هنا أو أُخْطِيء في النقل عنه أيضًا؟ ثم إن المشركين ظلوا في جزيرة العرب لفترة تاريخية طويلة. ولو كان النبي أمرهم بإخلاء المشركين لامتثلوا لأمره على الفور. لذلك فالرواية ليست حجة يُحْتَج بها.

بل إن الإمام علي كرم الله وجهه يشهد في نهج البلاغة بعلو وسمو مكانة سيدنا عمر:

"وذكرت أن الله تعالى اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام فكان أفضلهم زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة وخليفة الخليفة ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد. فرحمهما الله و جزاهما أحسن ما عملا. و ذكرت أن عثمان كان في الفضل تاليا فإن يك عثمان محسنا فسيجزيه الله بإحسانه و إن يك مسيئا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ولعمري إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ولرسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر." (شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد. ج 15 ص 76)

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا لكم مولانا الكريم
و بالفعل روايات ابن عباس فيها نظر , و تبقى رواية الرزية خبر احاد لا نقطع بصحته او ببطلانه
و عسى ان يفهم اهل السنة بطلان نظرية عدالة كل الصحابة , فقد جعلوا كل رواة الصحابة عدولا معصومين من الغلط و الخطا
و يتبين مما طرحتم ان جامع البخارى لا يتضمن فحسب روايات تطعن فى الرسول الاكرم ص بل و تطعن بعض رواياته ايضا فى الصحابة الكرام , و نرجو ان يحرر اخوتنا اهل السنة فكرهم و يتخلصوا من تقديس جامع البخارى , و يخضعواا رواياته للنقد
اما موقفنا من الشيخين فهو التوقف , ماتت الصديقة الشهيدة الزهراء غاضبة عليهما و نحن غاضبون لغضبها , و ان رضيت رضينا
و لا ننكر مع ذلك فضل الشيخين , و لا نشك ايضا فى انهما كانا من القرانيين لانهما منعا قطعا تدوين السنة الشريفة
راجع كتاب " تدوين السنة الشريفة " للسيد محمد رضا الجلالى
, اما الفتوحات فاعتقادنا ان القائد الفعلى للفتوحات فى زمن عمر هو على عليه السلام
و كان عمر يقول : لولا على لهلك عمر , لكنه للاسف اشرك مع مرجعية على مرجعية كعب الاحبار الذى كان عمر منبهرا به و قتله فى النهاية

و دمتم سالمين

Array
ما هي طبيعة الروايات الضعيفة في كل من البخاري ومسلم؟[/quote]
ليس هناك ثمة روايات ضعيفة أصلا لتكون لها طبيعة.

Array بداية أقول أن كل صاحب عمل يؤخذ منه ويرد عليه إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ومعروف في العلوم الإنسانية أن كل عمل بشري سواء كان نتاجًا ادبيًا أو علميًّا أو وثائقيًّا تاريخيًّا هو عرضة للنقد والتنقيح والتطوير على مر الزمن. [/quote]
كلمة حق يراد بها باطل، وذلك أنك لو أردت تطبيق كلامك هذا على الأحاديث الصحيحة التي ما صححت إلا بعد التمحيص والتدقيق للزمك أن تطعن في القرآن الكريم ذات نفسه، لأنه في النهاية منقول بواسطة البشر ولم يتنزل علينا في هذا الزمان بواسطة الوحي، وهو على مصطلحك عمل بشري، والعمل البشري على منهجك قابل للنقد والمراجعة مهما كان ومهما بلغ.

Array فبالنسبة لصحيح البخاري فقد عرضه هذا الإمام الكبير على جمع من علماء الحديث ليسطر بنفسه أن صحيحه هذا إنما هو critical أي قابل للنقد وإعادة النظر. [/quote]
هذا العرض كان قبل النشر لا قبله يا إنسان، وهذه طبيعة علمائنا الأجلاء حتى في هذا الزمان، يعرضون كتبهم على أصحابهم ومن هم في العلم أشهر منهم ليقدموا لكتبهم وينصحوهم بما يجدونه أسلم وأصوب.

Array يقول الإمام العُقَيلي :" لما ألف البخاري كتاب الصحيح، عَرَضَه على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعليّ بن المديني وغيرهم، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا في أربعة أحاديث". [/quote]
هذه الرواية لا تصح، ذلك أن إسنادها منقطع.

العجيب أنك تريد رد المسند بمنقطع وتدعي بعد ذاك الحياد!!

Array وكذلك فعل الإمام مسلم رحمه الله. يقول مكي بن عبدالله سمعت مسلم بن الحجاج يقول : "عرضتُ كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته." [/quote]
كلام جميل، وإن كنا لا نستطيع الجزم بصحته.

Array كانوا يعلمون أنهم ليسوا بمعصومين، وأن أعمالم أعمال بشرية صرفة بجهد بشري صرف، لا دخل للوحي ولا للإلهام فيها. لذلك كتب الدار قطني كتاباً سماه التتبعات ومعنى التتبعات معناه تتبع صحيح البخاري وصحيح مسلم حيث أنه أظهر من الكتابين أحاديث يرى أنها منتقدة. [/quote]
نقده كان لأسانيد التي عند الإمامين الجبلين، والتي وجد أن لها طرقا أخرى أقوى منها وأصح، لا نقدا لمتون الأحاديث عندهما، وإلا فهي صحيحة بالمئة مئة، لا شك في ذلك ولا ريب البتة.

Array ثم تواصلت عملية الـ criticism "النقد" لصحيحي البخاري ومسلم. يقول الحافظ بن حجر: "وليست كلها قادحة، بل أكثرها الجواب عنه ظاهر والقدح فيه مُندَفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسر منه في الجواب عنه تعسّف". (هدي الساري. ص 383) [/quote]
ويقول بعد هذا موضحا ومبينا: "وقبل الخوض فيه ينبغي لكل منصف أن يعلم أن هذه الأحاديث وإن كان أكثرها لا يقدح في أصل موضوع الكتاب فإن جميعها وارد من جهة أخرى" (هدي الساري. ص 346).

والمعنى: أن ابن حجر -وهذا رأيه- يرى أن هناك من الأحاديث الصحيحة أسانيدها قد انتقدت على البخاري، والصواب فيا مع البخاري لا مع غيره، لكن هناك من الأسانيد ما رد الكلام فيها يعد تعسفا، ولكنه ومع هذا يقطع بأنها جاءت من طرق أخرى، وهذا يكفي لرد ما ادعيت من كلامه وقوله، بجهل أو بتدليس قميء.

Array وهذا اعتراف من ابن حجر بوجود روايات ضعيفة من الصعب الدفاع عنها في كلا الصحيحين. [/quote]
اعتراف في خيالك لا أكثر ولا أقل.

Array وقد حررتها وحققتها وقسمتها وفصلتها، لا يظهر منها ما يؤثر في أصل موضوع الكتاب بحمد الله إلا النادر".(المصدر السابق. ص 348)
والمعنى أن هناك قليل من الروايات تؤثر في موضوع الكتاب. [/quote]
إن كنت تعني بالروايات طرق الحديث، فرأي ابن حجر أن هناك نعم ما يؤثر في أصل موضوعه، لكن إن كنت تعني ضعف المتون فلا لنقلنا ذاك السابق عن ابن حجر ذات نفسه.

المصيبة أنك في بحثك هذا لا تمت للعلم بصلة، بل أنت قمة التخصص في القص مع البتر واللصق الذي لا علاقة له بالأمانة أو الفهم مطلقا وعذرا.