{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نظرة متعمقة في الماركسية
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #1
نظرة متعمقة في الماركسية
مقدمة لابد منها
لقد قرأت كثيراً وفي أكثر من منتدى حوارات وسجالات ساخنة بين أتباع الأديان وأتباع الفكر الماركسي... والحقيقة أن معظم هذه الحوارات والمناقشات تدور حول الحقيقة دون الوصول إليها... ومعظمها مبني على قناعات وتحيزات مسبقة لا تساهم في تقديم نقاش عقلاني حيادي... ولهذا السبب أحببت أن أشارككم بهذه الدراسة العميقة الفاحصة للماركسية...

إنه من الضروري أن يُفرد لماركس حديث خاص وعقلاني بصفته أبرز الفلاسفة الملحدين في القرن التاسع عشر... ولا يمكن لذي عقل مهما اختلف مع هذه الفلسفة أن ينكر أنها اكتسبت مكاناً سوف يظل دائماً محل احترام عدد كبير من الناس في أنحاء العالم...

لقد كان إنكار وجود الله في الفلسفة الماركسية محصلة متكاملة لفلسفته التي لا تتوافق مطلقاً مع الدين ولم يكن إنكار وجود الله أمراً عارضاً...
لقد اعتبر ماركس أن الناس مثل العناصر التي تتفاعل مع بعضها البعض، بتأثير قوانين اجتماعية واقتصادية تحكمهم... ولذلك فمن الواجب أن يتحرروا من سلطان تدخل الدين الذي يعرقل المسيرة الطبيعية للتقدم... وبالنسبة لماركس لا يوجد للوحي والإلهام مكان في معجم ألفاظ فلسفته...
لقد كان ماركس هو أول من جرّب إعطاء الإنسان حياة جديدة تقوم فقط على قدرة التفكير لديه... ومع أن هذا كان مسلكاً علمانياً خالصاً في أول الأمر... إلا أنه ما لبث أن استحوذ على تقدير من المجتمع... فقد ولد نوع من الديانة السياسية والاقتصادية كانت من خلق الإنسان قامت على إنكار وجود الله... ولم يستغرق الأمر طويلاً إلا وقد تحولت هذه الفلسفة المادية إلى مذهب حياتيّ وصار ماركس هو الرسول الأعظم لهذه الديانة اللاإلهية وكان وسيطها أيضاً... ولهذا فمن الواجب اللجوء إلى ماركس إذا ما أردنا أن ندرس هذه الفلسفة دراسة متعمقة... فقد كان من المقدر أن يتغير وجه العالم بسبب القوة المذهلة لفكرته هذه... وليس لمجرد آليات المادية الجدلية...

وعلى مقياس الصراع بين الأفكار والمعتقدات الإنسانية... نجد أن الدين بما يؤكده على دور الوحي الإلهي باعتباره أكثر الوسائل فعالية في الهداية يقف على الطرف الأقصى للمقياس... بينما تقف الماركسية بإنكارها التام للحقيقة الموحى بها على أقصى الطرف الآخر... وبين هذين الطرفين تقع مختلف الفلسفات التي يقترب بعضها من أحد الطرفين بينما يقترب البعض من الطرف الآخر... ولكن نفي جميع ما يمثله الدين نفياً تاماً ومطلقاً لم يوجد في أية فلسفة من الفلسفات كما هو موجود في فلسفة المادية الجدلية والاشتراكية العلمية...

ويبدو أن من بين جميع فلاسفة أوربا.. كان ماركس هو الأكثر ذكاء وواقعية.. ومع ذلك فقد كان مثالياً بغير أن يعترف بمثاليته... شديد المكر في استراتيجية فلسفته ضد الله تعالى وضد الدين... وعنده لا يعني الله ولا الوحي شيئاً... وكذلك أيضاً لا مكان للإلهام في فلسفته... وهو لا يتفق مع مثالية (هيجل) التي تسبق الحقائق الموضوعية وتساهم في فعاليتها...
ففي فلسفة (هيجل) تولد الفكرة أولاً... ثم تتحقق التغييرات المادية فيما بعد تحت تأثيرها... وعلى ذلك حين تنمو الفكرة إلى مرحلة معينة من النضج وتصير حبلى بأفكار جديدة تخضع هذه الأفكار بدورها لاختبارات التحقيق... وهكذا تنتقل موجات هذه الأفكار موجة إثر أخرى وهي تحول الوقائع غير الموضوعية إلى حقائق موضوعية مشهودة يمكن إثباتها...

يتبع
سلام
04-06-2007, 01:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طنطاوي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,711
الانضمام: Jun 2003
مشاركة: #2
نظرة متعمقة في الماركسية
اولا تحية لك علي الموضوع الجميل(f)

ثانيا
كيف يمكر "ماركس" ضد شئ لا يعني عنده شيئا
(شديد المكر في استراتيجية فلسفته ضد الله تعالى وضد الدين... وعنده لا يعني الله ولا الوحي شيئاً)؟؟؟؟؟؟

04-06-2007, 01:44 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #3
نظرة متعمقة في الماركسية
Array
اولا تحية لك علي الموضوع الجميل(f)
ثانيا
كيف يمكر "ماركس" ضد شئ لا يعني عنده شيئا
(شديد المكر في استراتيجية فلسفته ضد الله تعالى وضد الدين... وعنده لا يعني الله ولا الوحي شيئاً)؟؟؟؟؟؟
[/quote]

شكراً...(f)

بالنسبة لسؤالك عن مكر ماركس فأقول لك بأن ماركس كان من الذكاء والمكر بمكان حيث أنه استطاع أن يتوقع البلاء قبل وقوعه... فإذا كانت الأفكار غير الموضوعية تتحول إلى وقائع موضوعية بحسب فلسفة (هيجل) فينبغي أن تكون الأفكار غير الموضوعية قد سبقت في وجودها الحقائق الموضوعية... مما يخلق سلسلة خطيرة من الأسباب والمسببات... إذ أن وجود الأفكار يقتضي أن يسبقه وجود الوعي الذي لا يمكن تصور وجوده بغير وجود الحياة... الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى الله تعالى... باعتباره المؤثر والحرك الأعظم الذي يمكن أن يحقق التغييرات الموضوعية بواسطة آليات الفكرة... ولهذا السبب لم يؤيد ماركس علناً المثالية (الهيجلية)...بينما من خلال تحوير وتحريف دقيق في تتابع الأسباب والمسببات جعل ماركس من الفلسفة (الهيجلية) فلسفة خاصة به حيث أنه وضع المادة قبل الفكرة، وعلى ذلك لم يبدأ الصراع الجدلي عنده بالأفكار وإنما يبدأ بالمادة المحكومة بالقوانين الطبيعية التلقائية... وبهذا الأسلوب الماكر فلا بد للمادية الجدلية أن تصل لنتيجتها المنطقية بمساعدة من الأفكار أو بغير مساعدتها... إن هذه الفلسفة تتصور سلفاً عدم وجود الله تعالى الذي كان من المحتم ازاحته عن كرسي قيادة شؤون الإنسان... لأن الإنسان وحده هو الذي من حقه أن يتولى زمام أمور نفسه بمسؤولية كاملة...
تحياتي
04-06-2007, 02:16 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #4
نظرة متعمقة في الماركسية
لقد كان اعتماد ماركس على العقل والمنطق اعتماداً كاملاً مثلما كان رفضه لله تعالى والوحي الإلهي رفضاً كاملاً أيضاً... إن مسألة المثالية المطلقة في مقابل المادية الجدلية ليست سوى مسألة ترتيب... وقضية أي منهما سبق الآخر ليست سوى قضية تنتظر البت فيها...
وعلى هذا فليس في الماركسية من مكان لوحي من السماء.. وبالتالي لا مبادئ أخلاقية مستمدة من ذلك الوحي... لقد كان من الضروري بالنسبة لماركس إبعاد الأخلاقيات عن مجال الشؤون الإنسانية بسبب أنها تتضمن الاحتمال بأن تفضي إلى الله تعالى...

لكن هذا يؤدي بنا إلى سؤال هام... وحين نجيب عليه سوف نتمكن من فهم أفضل لنوايا ماركس الخفية... كيف استطاع ماركس أن يتخّيل سلامة وفعالية أي نظام يمكن أن يستمر بغير خلل مع غياب الأخلاقيات؟؟؟ لقد كان من الذكاء بمكان حتى إنه من المستحيل أن تكون هذه النقطة قد غابت عنه... لقد كان لديه من الذكاء ما جعله يدرك حلقة الاتصال بين الأخلاقيات وبين الله تعالى...إن الإنسان بطبيعته ليس حيواناً أخلاقياً... بل على النقيض... إنه الحيوان الأكثر فساداً تحت قبة السماء... وكل المحاولات لجعل الإنسان أخلاقياً انبثقت جميعها من الإيمان بالله تعالى... ولكن ماركس كان يعلم جيداً أن الإيمان بالله لم يكن متوافقاً مع فلسفته... وكل ما يقود إلى الله تعالى أو ما يمكن أن يقود إليه فهو محظور تماماً... وبناءً على ما سبق فقد كان عليه الاختيار بين أمرين: إما أن يشجع الأخلاقيات في نطاق الشيوعية حمايةً لمصالحها وبذلك يتعرض لخطر إعادة العالم الشيوعي إلى الله تعالى... أو يتجنب المخاطرة ويقبل عنها إمكانية وقوع ما يهدد النظام نفسه... ولعله كان يأمل أن يكون رعب العقوبة المتوقعة كافياً لتعويض غياب التربية الأخلاقية لدى القائمين على شؤون الحكم الشيوعي...
إلا أنه كان مخطئاً في هذا... فالإنسان حيوان فاسد فساداً يتجاوز بطش العقوبة القاسية لنظام شمولي يعمل على تقويمه... إن الفلسفة الماركسية للمادية الجدلية لا تترك مكاناً لله تعالى... ولأجل هذا السبب بالذات شن (لينين) حملة شرسة على أولئك الذين بلغت بهم الجرأة أن يكونوا دعاة للفضيلة... حتى وإن كان ذلك ضمن نطاق الإطار الشيوعي...

وبالإضافة لما سبق فهناك سبب قوي آخر يتعلق بالغرض الذي ربما من أجله نبذ ماركس الأخلاقيات... وهو الخوف من أن تقف الأخلاقيات في الطريق لتكبح من جماح ثورة البروليتاريا... لقد كانت البروليتاريا مرتبطة بالسادة من البرجوازية باسم الالتزام الأخلاقي... وكان من الضروري تحطيم تلك الروابط وإطلاق الحرية للجماهير لتفعل كل ما تراه ممكناً للثورة ضد طغيان واستبداد الطبقة المغتصبة... لقد كان من الضروري عدم السماح بأي التزام أخلاقي أن يقف في الطريق... بل كان من الضروري أن تكون لهم الحرية الكاملة في القتل والاغتيال والنهب والحرق والتدمير حتى يمكن إبادة النظام الاقتصادي والسياسي البرجوازي... ولهذا فقد رأى ماركس في الأخلاقيات العدو اللدود لنظامه اللاإلهي...

ورغم واقعية وذكاء ماركس إلا أنه ظل مليئاً بالمتناقضات... لقد وضع لأفكاره المقترحة أساساً سليماً راسخاً يقوم على تفكير طويل وتحليل عميق... الأمر الذي يصعب معه تصور اتصافه بالتناقضات المتأصلة في شخصيته... ومع هذا فإن التناقضات كانت متفشية بعمق في الفكر الماركسي... وكانت إحدى هذه التناقضات هي النبذ الكامل للأخلاقيات من ناحية... وتنظيم حركة ثورية تقوم أساساً على ظاهرة أخلاقية هي التعاطف مع المظلومين من ناحية أخرى...

غير أن هذا لم يكن كل التناقض... إن التعاطف مع قضية البؤساء إذا ترك له الحبل على الغارب بغير أية ضوابط من العدل والإنصاف... فإنه يؤدي إلى اقتراف أعمال وحشية ضد الآخرين... وهنا يبدو التناقض أشد سطوعاً ووضوحاً... فإن لم تكن هناك عدالة في الشؤون الإنسانية ثم قمت بحركة باسم العدالة من أجل إعادة توطيدها... فإنك لا تستطيع أن تنتهك حرمة نفس المبادئ التي تؤسس عليها الحركة التي تقوم بها... إذ أنك بهذا تقطع نفس فرع الشجرة الذي تتعلق به للنجاة من السقوط....

يتبع
سلام
04-06-2007, 03:44 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #5
نظرة متعمقة في الماركسية
وعودة مرة أخرى لتناقضات ماركس...
إن الذي ينشئ نظاماً لا يعترف بأية قيم أو اعتبارات أخلاقية يكون في تناقض مع نفسه حين يتوقع طاعة وولاء كاملين لنظام هو في جوهرة لاأخلاقي... كذلك هناك تناقض آخر في ماركس يتعلق ببرنامجه الذي خطط له أحسن تخطيط وحسب له ألف حساب لكي يتمكن من مساعدة البروليتاريا على الإطاحة بطغيان البرجوازية المستبدة... فمهما كان اسم هذه الفلسفة سواءً كانت تسمى الاشتراكية العلمية أو المادية الجدلية... إذا كانت هذه الفلسفة صحيحة بالفعل فإنها ليست بحاجة إلى مساعدة خارجية من أناس يعالجونها ويقودون خطواتها...

إلا أن الأمر الذي يستحق الوقوف عنده ومناقشته هو أن المادية الجدلية لماركس كانت متأثرة تأثراً شديداً بالمؤلف الضخم لداروين: أصل الأجناس (The Origin of Species)... وفي الواقع فإننا إذا ما درسنا هذا الأمر دراسة عميقة سنكتشف أن المادية الجدلية ليست سوى اسم آخر لنظرية داروين: صراع البقاء... بعد أن تم توسيعها لتشمل الشؤون الإنسانية...

إن عوامل البقاء من حصول على الطعام وتوفير وسائل المعيشة هي الشغل الشاغل في حياة الإنسان... تماماً كما كانت هي نفسها العوامل المتسلطة على الأنواع الحيوانية الأولى من قبل أن يوجد الإنسان... إن قانون البقاء للأصلح ما زال يعمل ويؤثر الآن تماماً كما كان يعمل في السابق... بلا أي اختيار للحياة في أن تنتهج نهجاً يختلف عما يفضي به هذا القانون... وهذه حقيقة علمية... فإذا كانت الفلسفة الماركسية لا تتسم بهذه الدقة والحتمية فلا يمكن لعقيدة ماركس أن توصف بأنها علمية... وبالتالي فإن المادية الجدلية تفقد قيمتها كظاهرة طبيعية حتمية...

إن التطور والارتقاء عند داروين يختلف عن المادية الجدلية لماركس... فالنظرية الدارونية تسود وتهيمن على كل ما عداها في صياغة شكل الحياة وشق طريقها... وهي ليست في حاجة إلى برنامج أيديولجي للدفاع عنها... كما أنها لا تفتقد المساعدة الخارجية لتوطيد أركانها... بل على العكس من هذا إن لها القدرة على تدمير وإحباط أية محاولة تعترض مسيرتها... وإن لم يكن داروين قد ولد وإن لم يكن أحد قد كشف أسرار الارتقاء والتطور لظلت حقيقة التطور بلا أي تغيير... ولما تسبب غياب داروين في حدوث نتفة من تغيير في حتمية هذه الحقيقة... فقوانين الطبيعة لا تعتمد في عملها على الفهم الإنساني... وليس لإدراك الإنسان أي دور في حقيقة وجود هذه القوانين.. وسوف تظل عجلة القوانين الطبيعية تدور سواءً فهمها الإنسان أم لم يفهمها...

إلا أن الأمر يختلف تماماً في حالة المادية الجدلية... فلو لم يولد ماركس ولينين لما كان من الممكن أن تقع ثورة شيوعية لا في روسيا ولا في أي مكان آخر من العالم.. لقد كانت روسيا في تلك المرحلة في حالة استعداد تام للثورة بقيادة لينين أو بغيره... لقد كان الفرق الوحيد هو أن لينين استطاع أن يركب موجة الثورة حين تعالت تلك الموجة فاستغلها لمصلحة الاشتراكية العلمية... وأما في حالة المنظور الدارويني للارتقاء... لم تكن هناك حاجة بتاتاً إلى مدافع لحماية مصالح القوانين الطبيعية ولا منظم يساعد في تنظيم عمليات التاريخ الطبيعي...

وإذا ما عدنا لمقارنة فلسفة (هيجل) مع فلسفة ماركس سنجد أن السؤال الهام الذي يقفز إلى الأذهان هو: هل الأفكار تسبق التغييرات الموضوعية في العالم المادي؟؟ أم أن التغييرات الموضوعية نفسها هي التي أوجدت الأفكار عند تواردها؟؟ فإن كان ماركس على حق لم تكن به حاجة إلى القيام بحملة فكرية ومثالية حتى يحقق ثورة شيوعية... إذ ما كان ليحدث أي شيء يعارض حتمية النتيجة العلمية...

ولو كانت الشيوعية بالفعل قانوناً في ذاتها كمثل قانون الارتقاء لكان من المستحيل لأية أفكار معارضة مهما كان من قوة تأثيرها أن تعوق توطيد وتقدم الشيوعية... حتى لو اتفقت وتواطأت تلك الأفكار على ذلك... وهذا مثال آخر على وجود التناقض في ماركس... فمن الواضح أنه يرى أن المادية الجدلية كانت تسبق الفكرة... ولكنه كان يستند تماماً إلى قوة الفكرة لتحقيق ماديته الجدلية...
يتبع
سلام
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-06-2007, 03:51 PM بواسطة غالي.)
04-06-2007, 02:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #6
نظرة متعمقة في الماركسية
لو كانت أحلام ماركس تقوم على أسس علمية سليمة لكان من المنطقي أن يتحقق ما يبتغيه من نقل القوة الاقتصادية والسياسية من أيدي القلة إلى أيدي الكثرة... ولكن لم تكن هناك حتمية في حدوث الظروف التي خلقت ماركس والتي خلقت لينين.. إن مجرد مولد ماركس بمواهب معينة لم يكن أبداً نتاجاً طبيعياً للمادية الجدلية..
وأيضاً كان فشل ماركس في تحقيق الثورة في ألمانيا التي كانت بحسب فلسفته حلبة صراع مثالي بكل العوامل الموجودة فيها لتحقيق ثورة بروليتارية... إنما هو برهان قاطع على أن المادية الجدلية في حد ذاتها لم تكن كافية لتحقيق وجه العالم السياسي والاقتصادي... ومن ناحية أخرى فإن نجاح لينين في روسياوهي بلد يقل كثيراً في قاعدته الصناعية عن ألمانيا إنما هو برهان آخر يؤيد المقولة التي تؤكد على أن الثورة الروسية كانت مجرد مصادفة ولم تكن نتيجة مباشرة للماركسية... لقد كان من سوء حظ روسيا وتاريخها أن لينين كان موجوداً في تلك المرحلة الحرجة التي أتاحت اللحظة الواتية للينين للانقضاض نتيجة لرد الفعل ضد طغيات وفساد وأنانية حكم القيصر المستبد مقروناً بشعور الإحباط والخيبة بعد الهزيمة في الحرب العلمية الأولى...
على أية حال كانت روسيا مستعدة تماماً للثورة... ولو لم تكن الثورة الشيوعية قد اندلعت لاشتعلت ثورة أخرى... فكل ما كان مطلوباً هو وجود قائد في منزلة لينين.. وكان من الصدفة البحتة أن روسيا وجدت في لينين القائد الذي تصادف أن يكون تلميذاً لماركس في الاشتراكية العلمية... وذلك الذي كان يدين الاستغلال بأقوى عبارات الاستهجان وأشد لهجات الاستنكار صار هو نفسه أسوأ المستغلين في تاريخ روسيا... فلم تكن الاشتراكية العلمية إذاً... بل كان لينين هو الذي فرض التاريخ على روسيا...

يتبع
سلام
04-06-2007, 04:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #7
نظرة متعمقة في الماركسية
ليتك ذكرت لنا ولو مرجعا واحدا فيم ذكرت من ادعاءات يا غالي

تحياتي



:Asmurf:

04-06-2007, 07:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #8
نظرة متعمقة في الماركسية
Array
ليتك ذكرت لنا ولو مرجعا واحدا فيم ذكرت من ادعاءات يا غالي
تحياتي

[/quote]
لم أفهم سؤالك جيداً...
لماذا تعتبر ما قدمته في هذا الموضوع ادعاءات؟؟
أليست هذه هي أفكار ماركس التي نحاول أن نتعمق في فهمها؟؟؟
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%...%B3%D9%8A%D8%A9

سلام
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-06-2007, 10:03 PM بواسطة غالي.)
04-06-2007, 09:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #9
نظرة متعمقة في الماركسية
الماركسية والعقل

فلنبتعد قليلاً عن تناقضات ماركس في ماديته الجدلية ولنتعمق في أمر آخر هام... فقد تجاهل ماركس في اشتراكيته العلمية عامل العقل...

إن العقل هو مركز الأفكار.. ويتميز العقل بشخصيته الخاصة منفرداً عن هوية المخ.. فالمخ هو المقر المادي للعقل.. ولكن العقل الذي يشغل المخ ويسكن فيه ليس مادياً.. وإذا شبهنا المخ بالكمبيوتر فيمكن تصور أن العقل هو المشغل لهذا الكمبيوتر.. وتتولد الفكرة الذكية حين يتعامل العقل مع المخ الكمبيوتري... وحتى لو افترضنا وجود تشابه وتطابق تام وكامل بين مخين فإن الأفكار الناتجة عن كل منهما لن تكون متطابقة إذا تعامل معها عقلان مختلفان...

إن التقدم الإنساني بمجمله.. العلمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي إنما يحدث تحت تأثير العقل... وتمارس دول العالم القوية سلطتها وسلطانها على الأمم الضعيفة بواسطة الخبرة المتراكمة لقوة العقل المتفوقة... وهذه هي نفس القوة المتفوقة لدى البرجوازية التي تجعل منها قوة هائلة في تملكها المطلق للسلطة.. غير أن المادية الجدلية لم تأخذ هذه القوى العظمى للعقل في الحسبان...

لقد أخطأ ماركس خطأً فاحشاً حينما تصور أن الثروة المتراكمة في النظام الرأسمالي هي المجموع الكلي لفائض قيمة العمل الذي يستغله الرأسماليون... فقد اعتقد أن قيمة طاقة هذا العمل تنتج عن المال غير المدفوع لقيمة العمل المستغل... مضافاً إلى ذلك قيمة الفوائد المتراكمة عن الأموال المعطلة والمودعة في البنوك.. وبهذا فتكون الغالبية البروليتارية تنتهب بواسطة الأقلية البرجوازية... ولكن مجرد العمل في ذاته لا يستطيع أن يتسبب في تراكم الثروة بغير أن يتزاوج العمل مع القوة المتفوقة للعقل...

وهذا ببساطة ما تجاهله ماركس.. فالاختراعات العلمية المتقدمة هي من نتاج العقل وهي وحدها التي أحدثت ثورة في النسبة بين المنصرف والعائد في قيمة العمل تجاه الانتاج...

إن العمال في العديد من دول العالم الثالث لا يزالون يكدحون ويعرقون.. ولكن نتاج عملهم لا يعتبر شيئاً بالمقارنة مع نتاج العمل في الدول المتقدمة صناعياً... فالآلات المتفوقة والوحدات الإنتاجية المُميكنة بدرجة عالية والتقنية الحديثة.. حينما تتزاوج كلها مع العمل يكون لها كل الأثر الهام الذي يعول عليه.. وهذه القدرات كلها تحققت بواسطة العقل الذي يرجع إليه الفضل في تحسين الإنتاج... وإلا فإن العمل هو العمل سواءً كان في بريطانيا أو في بنغلاديش.. في جزر الباسيفيك أو في الأدغال الأفريقية.. فلماذا يكون إذاً عائد العمل في مكان ما أعلى منه في مكان آخر؟؟؟ من الواضح أنه العقل الذي يلعب الدور الحاسم في الناتج غير العادل للعمل... غير أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار هنا أن قوة العقل هي عامل طبيعي يمكن أن يستخدم للخير أو للشر... اعتماداً على من يستعمله.. وبما أن العمل حين يجد العون من العقل يصير أكثر إنتاجاً فكذلك الحال أيضاً مع الرأسمالية... التي حين تجد العون السليم من العقل المتفوق تصير قوة هائلة.. ولا تنطلق قوة الرأسمالية هذه آلياً من تراكم الثروة في أيد قليلة، إن الثروة لا يمكن أن تتراكم في أيد قليلة إلا إذا كانت قوة العقل تقف في جانبها... وإذا كانت قوة العقل قوة آثمة فاسدة فإنها سوف تخلق مافيا... ولن تستطيع قوة كل البروليتاريا أن تنجح في الوقوف ضد هذه المافيا...
ومتى بدأ وجود هذه المافيات فإن عددها يظل يتضاعف لتمد سطوتها على كل مجال له علاقة بأية مصالح إنسانية .. ومع مرور الوقت تزداد قوتها وتفرض نفوذها على الكبير والصغير... وسواءً كان الأمر في المجال المالي.. في التجارة.. في السياسة .. في إدارة الأعمال.. في الصناعات الترفيهية.. في مجال الصحة والمرض.. في صناعة السياحة والسفر التي تتنامى باستمرار وفي مجالات الستعمال الكمبيوتر وصناعة الإلكترونيات.. في كل مكان وفي كل مجال.. فإن هذه المافيات تلقي بظلالها المشؤومة التي تتزايد حجماً وعمقاً وأثراً...

وبالتالي فإن قوة العقل حميدة كانت أو خبيثة هي التي في النهاية تتحكم في عالم المادة.. وليس لآلية المادية الجدلية دور مسيطر في صياغة قدر الإنسان...
ومع الأسف فإن النتيجة الحتمية لرفض وجود الله تعالى هي فساد العقل الذي كان من المقدر له أن يحكم وينظم أمور العالم...

بعض المراجع:
http://www.rezgar.com/lc/default.asp
http://www.marxists.org/arabic/archive/m...o/marx.htm
http://www.marxists.org/arabic/archive/mar...47/prin_com.htm
http://www.marxists.org/arabic/marxism/phi...knowledge.htm#8
http://kassioun.org/index.php?m=8

يتبع
سلام
04-07-2007, 12:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #10
نظرة متعمقة في الماركسية
عزيزي غالي :97: ستقرا بعض الملاحظات على اغلب ما كتبت في هذا الموضوع و هي من صلب الماركسية كما قراتها شخصيا و ليس كما قراتها عن الماركسية من قبل اشخاص، ربما لم يلموا بالفكر الماركسي :


Array
إن مسألة المثالية المطلقة في مقابل المادية الجدلية ليست سوى مسألة ترتيب... وقضية أي منهما سبق الآخر ليست سوى قضية تنتظر البت فيها...
---------------------------
بل تم بت هذه القضية ! اذ من المتعارف عليه لدى الشيوعيين ان الفلسفة اتخذت منذ اول التاريخ الانساني منحيين متوازيين هما : المنحى المثالي ( يتعلق بالفلسفة التي تتعامل مع الغيبيات والالوهيات وما يتعلق بها من مثل ) و المنحى المادي ( وهو يؤكد على ان لا دور للالهيات و الروحانيات و المثل القادمة من السماوات في تطور البشر ) و خلق الانسان !
---------------------------------------------------------------------
لقد كان من الضروري بالنسبة لماركس إبعاد الأخلاقيات عن مجال الشؤون الإنسانية بسبب أنها تتضمن الاحتمال بأن تفضي إلى الله تعالى...
------------------------
تعتقد الماركسية بان هناك بناءان يشكلان المجتمع ، وهما البناء التحتي و يشمل ادوات الانتاج و نمط الانتاج ، و البناء الفوقي و هو تعبير عما يفرزه البناء التحتي من انظمة و قوانين و قيم و ثقافات و فنون الخ . كما تعتقد بان البناء الفوقي يتغير بتغير نمط الانتاج . و بما ان القيم و المثل السائدة حاليا هي انعكاس لنمط الانتاج الحالي فانها ستتغير حتما مع التطور و تغير نمط الانتاج عندما يصبح اشتراكيا ! فعندها سيكون للمجتمع اخلاقياته المتميزة عن الاخلاقيات الحالية . اذا فكارل ماركس لم يبعد اية اخلاقيات بل انه لم يذكر اي من اخلاقيات المجتمع المقبل ( الاشتراكي ) و كل ما قاله بهذا الشأن عندما سؤل عن اخلاقيات ذلك المجتمع الشيوعي قال : " كل ما اعرفه هو انني لست شيوعيا " اي ،لا اعرف شيئا عن اخلاقيات مجتمع لم يقوم بعد !
-------------------------------------------------------------------
لكن هذا يؤدي بنا إلى سؤال هام... وحين نجيب عليه سوف نتمكن من فهم أفضل لنوايا ماركس الخفية... كيف استطاع ماركس أن يتخّيل سلامة وفعالية أي نظام يمكن أن يستمر بغير خلل مع غياب الأخلاقيات؟؟؟ لقد كان من الذكاء بمكان حتى إنه من المستحيل أن تكون هذه النقطة قد غابت عنه... لقد كان لديه من الذكاء ما جعله يدرك حلقة الاتصال بين الأخلاقيات وبين الله تعالى...إن الإنسان بطبيعته ليس حيواناً أخلاقياً... بل على النقيض... إنه الحيوان الأكثر فساداً تحت قبة السماء... وكل المحاولات لجعل الإنسان أخلاقياً انبثقت جميعها من الإيمان بالله تعالى... ولكن ماركس كان يعلم جيداً أن الإيمان بالله لم يكن متوافقاً مع فلسفته... وكل ما يقود إلى الله تعالى أو ما يمكن أن يقود إليه فهو محظور تماماً... وبناءً على ما سبق فقد كان عليه الاختيار بين أمرين: إما أن يشجع الأخلاقيات في نطاق الشيوعية حمايةً لمصالحها وبذلك يتعرض لخطر إعادة العالم الشيوعي إلى الله تعالى... أو يتجنب المخاطرة ويقبل عنها إمكانية وقوع ما يهدد النظام نفسه... ولعله كان يأمل أن يكون رعب العقوبة المتوقعة كافياً لتعويض غياب التربية الأخلاقية لدى القائمين على شؤون الحكم الشيوعي...
-----------------------------
سرد انشائي !
---------------------------------------------------------------

. لقد كانت البروليتاريا مرتبطة بالسادة من البرجوازية باسم الالتزام الأخلاقي...
------------------------------

وما هو هذا ( الالتزام الأخلاقي ) تجاه طبقة كانت تفعل كل ما بوسعها لادامة بؤس و شقاء و افساد الطبقة العاملة ؟
---------------------------------------------------------------
... بل كان من الضروري أن تكون لهم الحرية الكاملة في القتل والاغتيال والنهب والحرق والتدمير حتى يمكن إبادة النظام الاقتصادي والسياسي البرجوازي ..
---------------------------

ومن اين لك هذه المعلومة يا غالي ؟
كارل ماركس و صديقه انجلز كتبا البيان الشيوعي و طالابا العمال بان يتحدوا عبر تنظيم سياسي و ليس منظمة من طراز " القاعدة " يا عزيزي او من طراز حزب الله اللبناني ! و لم تظهر مقالة شيوعية واحدة تطلب من العمال القيام بعمليات قتل او نهب او ما شابه ذلك !
-----------------------------------------------------------------

وكانت إحدى هذه التناقضات هي النبذ الكامل للأخلاقيات من ناحية... وتنظيم حركة ثورية تقوم أساساً على ظاهرة أخلاقية هي التعاطف مع المظلومين من ناحية أخرى...
-------------------------------
تصور مغلوط ناتج عن فهم مغلوط يقوم على ان الماركسية ضد الاخلاق بشكل مطلق . قلنا ان الماركسيات وقفت ضد بعض اخلاقيات البرجوازية . ففي كتابه الاستعمار و المسيحية يقول ماركس:
" ان الاعمال الوحشية و الفضائع البشعة التي ارتكبتها ما تسمى بالعروق المسيحية ،ضد جميع الشعوب ، لا مثيل لها عند اي عرق آخر ، مهما بلغ من الوقاحة و القسوة ، في اي عصر من العصور " .
--------------------------------------------------------------

غير أن هذا لم يكن كل التناقض... إن التعاطف مع قضية البؤساء إذا ترك له الحبل على الغارب بغير أية ضوابط من العدل والإنصاف... فإنه يؤدي إلى اقتراف أعمال وحشية ضد الآخرين
------------------------------
جملة تحوي تناقضا بنيويا !
---------------------------------------------------------------
فمهما كان اسم هذه الفلسفة سواءً كانت تسمى الاشتراكية العلمية أو المادية الجدلية...
--------------------------------
باين عليك يا غالي انك لم تقرا كتابا واحدا في الشيوعية ، بل ربما انك قرات اكثر من كتاب حول الشيوعية من مصادر غير امينة ! فماركس لم يسمي الشيوعية بغير اسمها . و بما ان عنوان موضوعة حول الماركسية فلن نتطرق لمن تحدث عن المادية الجدلية او الاشتراكية العلمية !
-----------------------------------------------------------------
إلا أن الأمر الذي يستحق الوقوف عنده ومناقشته هو أن المادية الجدلية لماركس كانت متأثرة تأثراً شديداً بالمؤلف الضخم لداروين: أصل الأجناس (The Origin of Species)... وفي الواقع فإننا إذا ما درسنا هذا الأمر دراسة عميقة سنكتشف أن المادية الجدلية ليست سوى اسم آخر لنظرية داروين: صراع البقاء... بعد أن تم توسيعها لتشمل الشؤون الإنسانية...
----------------------------
الفكر الاشتراكي لدى ماركس استفاد من كل المعطيات الحضارية في عصره ولم يتوقف عن نظرية اصل الانواع او غيرها . كما ان ماركس كان استاذا للفلسفة في المانيا و مبحثه فلسفي و سياسي ، فلماذا تخلط الامور يا عزيزي !
--------------------------------------------------------------

إلا أن الأمر يختلف تماماً في حالة المادية الجدلية... فلو لم يولد ماركس ولينين لما كان من الممكن أن تقع ثورة شيوعية لا في روسيا ولا في أي مكان آخر من العالم..
------------------------------

خطا آخر تقع فيه ! فالتطور البشري الفكري لا يتوقف على شخص او ىخر ن ولو اطلعت على كتاب بليخانوف حول " دور الفرد في التاريخ " لعرفت بان مسيرة التاريخ يعبر عن نفسها من خلال افراد معينين ، بكلمات اخرى ، لو لم يظهر ماركس لظهر بدلا منه فلانا آخر يحمل الفكر نفسه ! فالمرحلة التاريخية تفرض ممثليها و ليس الافراد هم من يخلقون المرحلة التاريخية المناسبة . لان من صلب المرحلة لكي تتغير كما سبق ان قلنا يلزم ان يتم التغير عن طريق تغيرا في نمط الانتاج مما يؤدي الى تغير البناء الفوقي ، اي الثقافي و عندها تظهر الشخصيات المعبرة عن المرحلة . و لهذا فالثورة الاشتراكية كانت عبارة عن حتمية تاريخية املتها شروط موضوعية !
-----------------------------------------------------------------
ولو كانت الشيوعية بالفعل قانوناً في ذاتها كمثل قانون الارتقاء لكان من المستحيل لأية أفكار معارضة مهما كان من قوة تأثيرها أن تعوق توطيد وتقدم الشيوعية...
--------------------------------

اذا لم لم تقوم الشيوعية بعد ، الجواب ببساطة ، لان نمط الانتاج السائد حاليا هو النمط الراسمالي . فلا معارضة تغيره و لا وجود شخصيات عظيمة ، ولن يتم التغيير ما لم يتغير نمط الانتاج و تظهر الثقافة الجديدة المرافقة له !
---------------------------------------------------------------
إن مجرد مولد ماركس بمواهب معينة لم يكن أبداً نتاجاً طبيعياً للمادية الجدلية..
-----------------------------------
هذا الكلام مبنيا على عدم فهم الماركسية بسبب عدم الاطلاع عليها من الاصل من قبل الكاتب . فلا علاقة لمولد ماركس بالمادية الجدلية ! و مولد الماركسية سبق لنا ان تحدثنا عنه في اعلاه
----------------------------------------------------------------
وأيضاً كان فشل ماركس في تحقيق الثورة في ألمانيا التي كانت بحسب فلسفته حلبة صراع مثالي بكل العوامل الموجودة فيها لتحقيق ثورة بروليتارية.
----------------------------------

مثال آخر على عدم اطلاعك يا غالي على تاريخ الماركسية او ادبياتها ! لقد كان ماركس يبني فكرته عن اول قيام لثورة و نظام اجتماعي شيوعي في بريطانيا أي انجلترة و ليس المانيا ، و ذلك لتواجد شروط موضوعية للثورة تتمثل في تطور صناعي كبير قائم على وجود طبقة عمالية ممتدة واسعة !

-----------------------------------------------------------------
ومن ناحية أخرى فإن نجاح لينين في روسياوهي بلد يقل كثيراً في قاعدته الصناعية عن ألمانيا إنما هو برهان آخر يؤيد المقولة التي تؤكد على أن الثورة الروسية كانت مجرد مصادفة ولم تكن نتيجة مباشرة للماركسية
-------------------------------
ما حدث في روسيا كان عبارة عن انقلاب واسع ساعد على قيام ثورة ناقصة . و لقد كتب احدى منظري الشيوعية وهو اسحق دويتشر ، كتابا عن الثورة الروسية فسماها " الثورة التي لم تكتمل " . و لهذا تحولت تلك الثورة الى مجرد نظام سياسي بيروقراطي شمولي أدى الى سقوط الاتحاد السوفييتي فيما بعد ، و ذلك لعدم اكتمال الشروط الموضوعية لتلك الثورة . فقد كانت الطبقة العاملة تشكل في روسيا مجرد 5 % من مجمل سوق الانتاج . و حاول قادة السوفييت تصنيع طبقة عاملة عبر اضعاف الطبقة الفلاحية ن و بذلك حدثت تناقضات اساءت للثورة اعلاميا استغلتها الدول الراسمالية التي كانت في الىن نفسه تطور نفسها اجتماعيا عبر التخلص من كثير من موبقاتها الاجتماعية ، و ساهمت في اسقاطها ( السوفييتات ) بعد سبعين سنة من قيامها .
-----------------------------------------------------------------
إن العمال في العديد من دول العالم الثالث لا يزالون يكدحون ويعرقون.. ولكن نتاج عملهم لا يعتبر شيئاً بالمقارنة مع نتاج العمل في الدول المتقدمة صناعياً... فالآلات المتفوقة والوحدات الإنتاجية المُميكنة بدرجة عالية والتقنية الحديثة.. حينما تتزاوج كلها مع العمل يكون لها كل الأثر الهام الذي يعول عليه.. وهذه القدرات كلها تحققت بواسطة العقل الذي يرجع إليه الفضل في تحسين الإنتاج...
---------------------------------
انت تتحدث عن العقل هنا و كان هناك فلسفة في الدنيا لم تعط للعقل اهمية ! انك تتحدث بطريقة دينية يا صاحبي . فالعقل موجود دوما و ليس العقل هو ما يغير حركة التاريخ بل مجمل الانجازات البشرية عندما تثصل الى نقطة حرجة حسب قانون " تحول الكم الى كيف " يصبح سقف التطور فيها اضعف من يحتمل ، فتحدث قفزة نوعية للمجتمع من وضع الى وضع ارقى منه ... وهكذا دواليك !
-------------------------------------------------------------------
ولا تنطلق قوة الرأسمالية هذه آلياً من تراكم الثروة في أيد قليلة، إن الثروة لا يمكن أن تتراكم في أيد قليلة إلا إذا كانت قوة العقل تقف في جانبها.
-------------------------------------
في نقدهم لفكرة الماركسية حول فضل القيمة ذكر الناقدون الراسماليون فكرة جميلة ، لكنها لا تقوم على ( العقل ) بل تقوم على ( الفكرة الذكية ) حيث يدعون بان الاختراعات ، التي تقدمت و كثرت بشكل واسع بعد اكتشاف الكهرباء و تطور النظريات الفيزيائية ، ادت الى اعطاء قيم لم تكن معروفة ايام ماركس ، حيث بدات تظهر الاجور المرتفعة للفنيين و المخترعين و الفنانين و ذوي الخبرات ن تماما كما يحدث اليوم .
------------------------------------------------------------------
العمل حين يجد العون من العقل يصير أكثر إنتاجاً فكذلك الحال أيضاً مع الرأسمالية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
---------------------------
و هل هناك عمل بلا عقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يا صاح ، الناس تتحدث عن الديموقراطية التي تحرم الفاسدين من السيطرة الكاملة على المجتمع بالطريقة المافيوية في سوريا السورية او النازية ايام هتلر او الفاشية ايام موسوليني في ايطاليا ...الخ و انت تتحدث عن العقل بشكل مطلق و كاني بك احد شيوخ الدروز الذين يقدسون العقل و يطلقون عليه اسما معروفا " مولاي العقل " .
-------------------------------------------------------------------

اخيرا ، انصحك بان تقرا في الماركسية ، ليس لكي تصبح شيوعيا ، فانا لست شيوعيا اصلا ، و لكن لتشكل لنفسك معرفة و فهما صحيحا للتطور التاريخي الثقافي للفكر الشيوعي بدءا من الينابيع الثقافية مثل كارل ماركس ، فريدريك امجلز ، بليخانوف ، تروتسكي ، لينين ، غرامشي ، تولياتي و غيرهم كثيرين !
اليك هذا المرجع المتوفر على النت :

http://philo.6te.net/kitab.php?kitab=kit09#_ftnref4


تحياتي .


:Asmurf:





















[/quote]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-07-2007, 12:38 PM بواسطة Awarfie.)
04-07-2007, 12:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  نظرة جديدة للثورات العربية . بهجت 42 13,327 03-14-2012, 06:55 PM
آخر رد: بهجت
  سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر vodka 6 4,886 07-25-2011, 01:36 AM
آخر رد: بهجت
  نظرة عامة على المجتمع الإسلامى قطقط 0 951 10-22-2010, 05:26 PM
آخر رد: قطقط
  الياس مرقص وتعريب الماركسية أسامة مطر 2 1,641 02-05-2010, 10:38 PM
آخر رد: أسامة مطر
  18 و19 يناير 1977: نظرة أخرى مجدي نصر 1 1,723 01-23-2010, 12:57 AM
آخر رد: مجدي نصر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 8 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS