أليست "السخرية" نوعاً من أنواع "النقد"، فلماذا تُذم الأولى ويُحبذ الأخير؟

ولكن قبل كل هذا: ما هو النقد بالمقارنة مع السخرية؟ ما هي قواسمهما المشتركة وفروقهما ... أو بالأحرى، ما هي حدودهما بالضبط؟

(f)

واسلموا لي
العلماني

عندما يسخر مني شخص فهو يسخر مني أنا وبما أحمله من أفكار.. ودون اعتبار لمشاعري.

عندما تنقد فكرتي فأنت تحاول أن تفصل قدر الإمكان بين فكرتي وبين شخصي وتحرص على مشاعري..

في كلتا الحالتين، التجريح وارد ولكن نقد الفكرة يحمل جرح أخف وطأة من جرح السخرية وجاء في أمثال سليمان: "يوجد من يهذر مثل طعن السيف".

أعرف شاب يعتمد السخرية كسلاح لنقد الأديان وهو يظن أنه بهذا ينجح ولكن في الحقيقة ورغم دسامة ما يقول إلا أنه كان من الممكن أن يجد أسماع متجهة له أكثر لو أنه حرص على مشاعر السامع.

Arrayأليست "السخرية" نوعاً من أنواع "النقد"، فلماذا تُذم الأولى ويُحبذ الأخير؟ [/quote]
في هذه الايام كل انواع النقد تذم

الناقد هو جراح يحمل مبضعاً يشق فيه ليداوي...
أما الساخر فهو مغفل يحمل نفس المبضع ليجرح دون أن يداوي
تحياتي
سلام

Array
الناقد هو جراح يحمل مبضعاً يشق فيه ليداوي...
أما الساخر فهو مغفل يحمل نفس المبضع ليجرح دون أن يداوي
تحياتي
سلام
[/quote]
النقد هدفه التصحيح
والنقد بالسخرية هدفه التصحيح , فإن كان المنتقد لم يفهم السخرية , أو اثارته السخرية فهو المغفل

:)

السخرية نوعان
نوع محمود ونوع مذموم

السخرية من حالة مزرية يعيشها الجميع تعتبر أحدى الادوات التي تساعد على تحمل الحالة او المصائب
وربما تهيا الجو لعلاج تلك الحالة والتخلص منها ( وهي غير موجهة لاشخاص ماعدا الحكومات فالسخرية منها محمودة :9: ) .. هذا هو النوع المحمود

اما النوع المذموم .. فهي السخرية من اشخاص او اقوام

السبب الذي يدعو لهذه السخرية هو التنفيس عن الاحقاد , وعن عدم التمكن من النيل من ذلك الانسان الا بالسخرية
لجرحه والتلذذ برؤيته مجروحا ( هذا أن انجرح فعلا من السخرية ) , وهذه عادة الموتورين الذين لايتخلصون من الحقد السوداوي ويبقى ملازما لهم و السخرية صمام الامان لهم يستخدمه الحاقد يقيه من الانفجار :D


يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "

هذه اخلاقية ومُثل يشجع عليها الاسلام وألاديان .. ولكنهم يتطاحنون في سبيل الدفاع عن الدين ولايلتزمون بمثله العليا


النقد .. هناك النقد البناء والنقد الهدام والنقد الموضوعي
ولكل نقد له اسلوبه والهدف من ورائه

الإستهزاء و السخرية ماهما سوى تحقير و نفي للآخر، بينما النقد غهو قائم على "الدليل" و "الحُجّة" و يحافظ على كرامة الآخر بتلمسه للموضوعيّة.

السخرية مادة غير مقبولة عندما تجرح الآخرين و يجب محاسبتها قانونيا، أو إيقافها بأشد الطرق عنفا بحال تواطأ القانون معها.

العنف ليس خطأ عندما يكون السبيل الأوحد.

لكل شخص -ايا كان- مقدسات و حرمات و امور حساسة, يتطلب التعامل معها الحرص و الحكمة و الحذر....

النقد بامكانه ان يتعامل مباشرة مع جوانب محددة لتلك الامور الحساسة و بهامش واسع من الموضوعية و حسن النية (مع افتراض وجودهما)

بينما ان السخرية تتعمد المواربة و اثارة الغبار و التعرض بشكل غير محدد للامور الحساسة برمتها و تتركها لتقدير المستمع كما تهمل تقديم البدائل و سبل الحل فضلا عن انها تثير الضحك و التهكم و المس بتلك المحرمات.....





الان بخصوص تلك المحرمات او الامور الحساسة التي قد يعترض عليها اللادينيين:

هي امر مشترك عند جميع البشر متدينين كانوا ام علمانيين, مسيحيين ام ماويين ام بولشوفيين, حتى الفوضويين و الهيبيين بل و العراة nudists دعاة العودة الى الغابات عند احدهم امور حساسة يتطلب منك الحذر عند تناولها كطول العضو التناسلي (اذا كان قصيرا) مثلا:hii:, فيمكنك ان تفتح ذلك الموضوع معه من وجهة نظر علمية جنسية او اجتماعية, بينما ان تسخر و تتهكم و تعلق على شكل عضوه قد يتسبب لك بلكمة و عطب مستديم:23:!!!!!



امور اخرى مقدسة / محرمة / حساسة عند معظم بني البشر مماثلة للمقدسات الدينية عند المتدينيين:



موضوع الوالدة الفاضلة (ايحبذ احدهم نقد تصرفاتها باسلوب اجتماعي مهذب ام السخرية منها؟)

موضوع الميول الجنسية (هل يرضى احد بأي تهكم على ميوله او تفضيلاته الجنسية من الزملاء؟ )

موضوع اخلاقه و كرامته و مروءته ( هل مناقشة تصرفات بعينها و نقدها مماثلة للتهكم و السخرية و التحقير؟)



و امور اخرى عديدة تشكل منظومات عند اغلب البشر عند التعرض لها ينبغي التعامل بموضوعية و احترام و حكمة....

السخرية هي نوع من أنواع السلبية، والنقد هو نوع من أنواع الإيجابية

النقد علم و السخرية فن و كلاهما يرومان البناء أو الهدم.