Array
اضغط هنا على سيكلوجية العدوان

قتلت فرج فودة
(f)

وقتلت المسلمين المدنيين والعلمانيين والقوميين !

تعددت الأسباب والموت واحد

(f)
[/quote]

عزيزي البشري .:97:
عندما ياتى المساء و يغطى الظلام الكون بوشاحه فان حشدا كبيرا من الناس يسلك افراده مسلكا ينم عن اخلاقيات الزحام التى تكمن فى العربدة و الانفلات و التحريض على العدوان.
لن أجد أبلغ من هذه العبارة في وصف المجرم الذي يحرض على العنف و الإرهاب ،و الذي يرتكب العنف و الإرهاب ،و أيضا الذي يبرر و يسوغ و يزين ..
أخلاقيات البؤس و الزحام و ليل الذئاب .
إن الحرية و التنوير و التقدم و التسامح كلها قيم حضارية تنتصر في كل مكان و لن نكون استثناء طويلا .
إن تضحيات فرج فوده توحي لنا ليس بتضحيات جديدة ولا إنتقام لا يليق بصناع الحضارة و قادتها .. بل بانتصار يتناسب معها .
وهو قادم .:9:

للجميع تقديري ..
عندما كان الحكام يتسولون الرضا من شيوخ الإرهاب .. عندما كان المفكرون يلتمسون بركة البترول الخانقة .. عندما كان أسود الغابة و الوديان يرتعبون من رصاصات الإرهاب ..
كتب فرج فوده .
.................................
السائرون خلفاً..
الحاملون سيفاً..
المتكبرون صلفا..
المتحدثون خرفاً..
القارئون حرفاً..
التاركون حرفاً..

المتسربلون بجلد الشياه..
الأسود إن غاب الرعاة..
الساعون إن أزفت الآزفّة للنجاة..

الهائمون في كل وادٍ..
المقتحمون في مواجهة الارتداد..
المنكسرون.. المرتكسون في ظل الاستبداد..

الخارجون عن القوانين المرعية..
لا يردعهم إلا توعية الرعية..
ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية..

Array
يا أخ إسماعيل: من يحدد أن فلان قزم وفلان عملاق؟ لا أنا ولا أنت؛ ومن هو قزم في نظرك ربما هو عملاق في نظر الآخرين. [/quote]

هذا صحيح على الصعيد الفردي..
أما على صعيد الأمة فرأينا الفردي محدود في حنايا الرأي الأوسع...
هذا ما قالته القاعدة الأخلاقية المجمع عليها:
(حريتي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين)
وهو هو ما تقوله القاعدة الديمقراطية:
رأي الأكثرية أحق بالتقدير من رأي الفرد
وهو هو ما دعا له الدين أزلا، حين دعا لامتثال رأي الأمة: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً}النساء115

قد يكون لي رأي في أن فلانا أفضل من فلان، والمثل الفلاني أعلى مقاما من سواه، غير أنني أخضع كفرد من المجموع لما تقوله الأمة...
أما التمرد للتمرد
وتقديس النكرات الخارجين على مجتمعاتهم
فما له صلة بالشهادة ولا الأديان ولا الأعراف ولا ليلى الديمقراطية التي كل يدعي وصلا بها، وهيهات أن تقر للأدعياء بذاك الوصال!



Array
لكن المأسوف له أنك لا تدين قتل إنسان عبر عن رأيه بمنتهى الحرية. كيف تنتظر أن ينصفك الآخرون وأنت لا تقف في صف المظلوم؟ هل جزاء الكلمة الحرة أياً كانت هو سفك الدماء؟ أهذا هو الإسلام والذي هو الحل الذي ينادي به أهل السنة والجماعة ومن لفّ لفيفهم؟ أهذا مصيرنا إذا ما اعتلى الإسلام سدة الحكم وصار هو الذي يقضي في أرواحنا؟ أرجوك أريد إجابة صادقة وبعيد عن العظات الدينية وتخاطبني فيها إنساناً لإنسان. [/quote]

أنا يا صاح لم أبرر القتل للقتل، ولا أدافع عن القتلة، سواء أولئك الذين يسفكون دماء الإنسان أو شرفه أو كرامته...

من يقتل الإنسان بإراقة دمه
ومن يقتل إنسانية الإنسان بحيونته وإطلاقه من عقال الأنسنة والضمير الآدمي
ومن يقتل الإنسان بوأد كرامته واستباحة عرضه
ومن يقتل الإنسان بتعبيده لإنسان مثله حتى ولو كان غربيا يملك من السطوة والتقنية ما لا يملكه الشرقي المستباح...
ومن يقتل الإنسان بتجريده من إنسانيته الدينية والحضارية والقومية
كلهم قاتل، وكلهم مدان..

نعم ...تعددت الأسباب والقتل واحد

وأنا لم أتعود عظة من هو على غير ديني يا أخي إبراهيم وأنت تعلم ذلك، لأنني أخاطب الناس بما يعقلون، ومحال أن أعظك بما لا تدين له، فلا تقمصني دورا ما فعلته يوما، وأرجو أنك تعلم عني ذلك حتى لا أفقد تواصلي معك، فأنا حتى الساعة أكن لك احتراما وتقديرا...




Array
كثيرا ما أتألم لأجل اغتيال الشهيد سيد قطب وأعتبره أديب عظيم ومفكر يشهد له نجيب محفوظ شهادة عظيمة في مواضع متعددة من كتاباته وهذا يدفعني للسعي لأن يصل صوت المسفوك دمه ظلماً وغيلة، أي الشهيد سيد قطب، لكل سامع ولكل من له أذنان للسمع. هذا معناه الوقوف في صف الحق. تولستوي قال إنه يؤثر الوقوف في صف المسيح على أن يصف في صف الحق واليوم أقول لك يا عزيزي إني أؤثر الوقوف في صف الحق على الوقوف في صف المسيح. وعليه، أسألك يا إسماعيل، هل تقف في صف الحق أم تقف في صف الحمية الدينية؟ أتنصر أخاك عندما تراه مظلوماً وكل جريمته أنه فتح فمه للكلام؟ شكرا لك يا أخ إسماعيل وأنتظر منك كلام تنصف فيه لا الإسلام ولكن الحق.. لا أريد أن أنصف أنا المسيح أو المسيحية ولكن أن أنصف الحق. وأنتظر منك ذات المعيار ونحن تقريبا نعرف بعضنا بعضاً وليس بيننا أقنعة أو خطب عنترية. تحياتي لك أخي العزيز.
[/quote]

لي على هذه المداخلة الغريبة ثلاث ملاحظات:

1- مع احترامي لك ولما تنقله عن تولستوي غير أنني لست معك ولا معه، فأنا مع الحق ومع المسيح لأنني أعتقد بأن المسيح مع الحق، بل هو الحق..
لولا المسيح ما عرفت أنت ولا أنا الحق، ولولا الحق ما صدقنا بالمسيح عليه السلام، وعليه فلست في وارد المفاضلة بين المسيح والحق، هذا من جهة...

2- من جهة أخرى قتل المقتول لا يعني دائما وأبدا أنه أصبح حقا يقتضي إيمان الأحرار به، وإلافقد يلزمني ويلزمك أن نؤمن بإسحاق رابين، لأنه قتل هو الآخر!
ومن يدري فربما ألزمنا هذا بأن نقدس يهوذا الإسخريوطي وأبو جهل لأنهما قتلا أيضا!!
منطق عجيب والله.

3- لست في وارد الخطابة ولا العنتريات، بل حري أن توجه كلامك لأصحاب تلك الألقاب المزعومة من عيار شهيد التوير ومحراب الفكر إلى آخر ذلك العلك المصدي الذي نعرف بواعثه ومراميه، كل ما قلته هنا اليوم ومن قبل، أنني لا أرى لذلك القزم قامة إلا قامته الوضيعة، ولن يغير من الحقيقة شيئا أن يرى مجنون ليلى في سمرائه البدوية ملاكا فتانا لا يضاهيه مثال..


وعلى كل حال فأنا أكرر ما دعوته من قبل بأن يرحم الله موتانا أجمعين...

كم يحتاج (فرج) لهذا الدعاء ممن يزعم أنه مخلص له، فقد أفضى لما قدم، ولن ينفعه أن ترفعوه فوق مقامه، وهو في دار الحق، أدرى بما أفضى إليه، ولعله يرجوكم أن تخففوا عنه بلاءه، وكم يعذب الأموات بما يفعل الأحياء من حماقات!

واسلموا لود واحترام:redrose:

اقتباس:هذا صحيح على الصعيد الفردي..
أما على صعيد الأمة فرأينا الفردي محدود في حنايا الرأي الأوسع...

وماذا يعني إجماع الناس على شيء ما؟ ألا ترى في المجتمع العربي بوجه عام نموذج لسيكولوجية هستيريا الجماهير؟ يكفي أن واحد يقول: حرامي! ويصيح الجميع وراءه حرامي! أيضا، ومن جهة أخرى، التفكير الشمولي الذي يسعى لفرض رأي المجموع على الفرد هو أمر مخيف حيث رأينا الشيوعية ومخاطرها وفيها تضيع هويتي كفرد.

اقتباس:وهو هو ما تقوله القاعدة الديمقراطية:
رأي الأكثرية أحق بالتقدير من رأي الفرد

ليس هذا صحيح يا أخ إسماعيل فما هكذا تكون الديموقراطية. الديموقراطية تأخذ بجميع الأراء ويتم التصويت ويتم سماع الجميع ودون رهبة أو خوف أو قمع أو بلطجة. في الديموقراطية رأي إسماعيل أحمد كفرد له قيمته ولا يقل أهمية عن رأي رئيس الجمهورية شخصياً. أخشى أن المجموع يمكن أن يصل في يوم من الأيام ويهدد كينونتي كفرد ويلغيها وكأنها لا تساوي جناح بعوضة.

اقتباس:وهو هو ما دعا له الدين أزلا، حين دعا لامتثال رأي الأمة: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً}النساء115

أوافقك أن الإسلام في جوهره يضع مصلحة الأمة فوق مصلحة الفرد. من جهة الآية الكريمة أحب أن أسألك: كيف يشاقق فرج فودة الله والرسول بتعبيره عن رأيه؟ بالعكس، بإسكاتك فرج فودة تخلق مليون فرج فودة. عندما خرجت من مصر كان أول شيء في بالي أن أبحث عنه في مطار باريس هو أن أجد مجلة جنسية وأشاهدها لأننا تعودنا على الكبح والحرمان. الآن الأمر يختلف ولا أريد أن أرى أي صورة مبتذلة احتراماً لنفسي أولاً وأخيراً. الأمر اختلف لأني هنا أختار دون أن أخشى إله أو نبي ولكن كاقتناع شخصي وترفع شخصي كذلك.

اقتباس:قد يكون لي رأي في أن فلانا أفضل من فلان، والمثل الفلاني أعلى مقاما من سواه، غير أنني أخضع كفرد من المجموع لما تقوله الأمة...

ولماذا تخضع لما تقوله الأمة يا أخ إسماعيل؟ هل الأمة بمعصومة؟ أليس كلنا بشر نصيب ونخطيء؟ ألم يحدث أن تجمع الأمة حتى في عقائدياتها على ضلالة؟ هذا مجرد مثال...

اقتباس:وتقديس النكرات الخارجين على مجتمعاتهم

ومن الذي دفع بالنكرات للخروج على المجتمع يا أخ إسماعيل؟ هل كان خروجهم من فراغ أم أن هناك مهازل ومآسي استدعت خروج النكرات لتتحدث ويكون لها صوت يسمعه عابرو السبيل؟

اقتباس:أنا يا صاح لم أبرر القتل للقتل، ولا أدافع عن القتلة، سواء أولئك الذين يسفكون دماء الإنسان أو شرفه أو كرامته...

كنت أتمنى منك أن تقول شيء بسيط مثل أنك تدين القتل وأن قتل فرج فودة ليس من الإسلام في شيء وأن الإسلام يقدس آدمية النفس البشرية إلخ إلخ. نعم، أنت لم تدافع عن القتل يا إسماعيل ولكنك تفعل ما فعله بيلاطس البلطي حينما صبوا على يده ماء من إناء أو إبريق ثم قال متلمساً البراءة: اللهم إني أبرأ إليك من دم هذا الرجل! هل هذا يكفي يا إسماعيل؟ أيكفي أن تقول: اللهم إنا نبرأ إليك من دم فرج فودة ولكنه يستحق ما لاقى إلخ ؟

اقتباس:ومن يقتل الإنسان بوأد كرامته واستباحة عرضه
ومن يقتل الإنسان بتعبيده لإنسان مثله حتى ولو كان غربيا يملك من السطوة والتقنية ما لا يملكه الشرقي المستباح...
ومن يقتل الإنسان بتجريده من إنسانيته الدينية والحضارية والقومية
كلهم قاتل، وكلهم مدان..

نعم ...تعددت الأسباب والقتل واحد

نعم، القتل بشع، سواء كان قتل للجسد أو قتل للنفس مرة تلو المرة. لهذا أعتبر حافظ الأسد مجرم بحق ما فعل تجاه الإخوان في سوريا وأتأثر عندما أتذكر المذابح التي لحقت بهم في بتر جماعي. هنا لا أتضامن مع الإخوان ولكني أتضامن مع الإنسانية بما تحمله مع قناعات وأقف مع الحق.

اقتباس:وأنا لم أتعود عظة من هو على غير ديني يا أخي إبراهيم وأنت تعلم ذلك، لأنني أخاطب الناس بما يعقلون، ومحال أن أعظك بما لا تدين له، فلا تقمصني دورا ما فعلته يوما، وأرجو أنك تعلم عني ذلك حتى لا أفقد تواصلي معك، فأنا حتى الساعة أكن لك احتراما وتقديرا...

لم أقصد أن تعظني بالإسلام فأرفض الوعظ الإسلامي وأنا غير مسلم. لم أقصد هذا أبداً. كل ما قصدته هو تسمية الأشياء بإسمها في "كلمة ورد غطاها". يبدو أني أسأت استخدام التعبير وأعتذر لك. ودوماً أكن لك كل الاحترام والتقدير يا أخ إسماعيل.

اقتباس:1- مع احترامي لك ولما تنقله عن تولستوي غير أنني لست معك ولا معه، فأنا مع الحق ومع المسيح لأنني أعتقد بأن المسيح مع الحق، بل هو الحق..
لولا المسيح ما عرفت أنت ولا أنا الحق، ولولا الحق ما صدقنا بالمسيح عليه السلام، وعليه فلست في وارد المفاضلة بين المسيح والحق، هذا من جهة...

تضامنك هنا مع المسيح هو تضامن مبني على الإيمان بما لم تره ولم أره أنا كذلك. ما طلبته هو أن نأخذ موقف حازم أمام ما نراه بما أن كل شيء حوله يصيح بأنه على حق، على الأقل من وجهة نظري، وبهذا نتضامن مع ما نراه وندع جانباً قناعاتنا الإيمانية دون أن تتداخل وتغطي حدقة العين بفيلم شفاف من العاطفية الإيمانية الممزوجة بالحماس والغيرة الدينية.

اقتباس:ومن يدري فربما ألزمنا هذا بأن نقدس يهوذا الإسخريوطي وأبو جهل لأنهما قتلا أيضا!!
منطق عجيب والله.

تصور معي أننا نسمع الرواية من فم يهوذا الإسخريوطي لا من رواة الأناجيل............

وتصور معي أننا نسمع الرواية هذه المرة من هذا الرجل صاحب الوجه القبيح أحد الكفار المشركين كما يحرص أصحاب المسلسلات الدينية على عرضهم لنا شفقة بنا وبعقولنا الطفولية .. ذاك المدعو أبو جهل..

وتصور معي أننا نسمع الرواية هذه المرة من فرعون ويقوم فرعون هنا بمسك القلم وتدوين سفر الخروج من وجهة نظره!

ماذا يكون حال الدنيا عندما نسمع التاريخ من فم الطرف المغضوب عليه وربما كان في ما قال شيء من الصدق ونحن لم نسمع الرواية بأية حال إلى الآن إلا من طرف واحد.

اقتباس:3- لست في وارد الخطابة ولا العنتريات، بل حري أن توجه كلامك لأصحاب تلك الألقاب المزعومة من عيار شهيد التوير ومحراب الفكر إلى آخر ذلك العلك المصدي الذي نعرف بواعثه ومراميه، كل ما قلته هنا اليوم ومن قبل، أنني لا أرى لذلك القزم قامة إلا قامته الوضيعة، ولن يغير من الحقيقة شيئا أن يرى مجنون ليلى في سمرائه البدوية ملاكا فتانا لا يضاهيه مثال..

التنوير مش كلمة يا أخ إسماعيل. عندما حدث التنوير في أوروبا فكان فعلا هناك تنوير. التنوير ليس معناه الخروج على الدين أو الحط من قدره ولكن معناه أعظم وأسمى مما تراه في الدعوة إلى التنوير. يكفي أن تكتب على الانترنت شيء من قبيل http://en.wikipedia.org/wiki/Age_of_Enlightenment
أنا شخصيا يسيل لعابي كلما قرأت مقالات ومواد من هذا النوع عن التنوير في أوروبا. هذه بلاد كان فيها عالم الرياضيات لايبنيتس Gottfried Leibniz بارع في السياسة والفلسفة والفيزياء وكل ما يخطر على بالك. نحن ماذا صدرنا كعرب إلى العالم الآن؟ هل يرانا العالم في المجتمع الدولي ويتبسم الثغر ويتهلل لسماع صوتنا أم أننا صرنا كدر العالم بأسره؟ على مسافة من بيتي يوجد محل للكتب المستعملة أذهب إليه وهناك رف للكتب المجانية وأذهب لجمع ما طابت لي نفسي من الروايات والكتب التي يستغنون عنها. فجأة رن جرس التلفون وردت صاحبة التلفون بالفرنسية وكانت تعمل في هذا المحل. كونها فتحت فمها وتكلمت بالفرنسية جميع الأنظار اتجهت لها بمن فيهم أنا وتمنيت لو أني أتقن الفرنسية بشكل أفضل مما أنا فيه من غباء الآن! وعندما عادت زوجتي حكيت لها قصة التفات الأنطار لمن تحدثت في التلفون ثم مازحت زوجتي وقلت لها: كانت تتكلم بالعربية وعندما سمع الناس الحاضرين في المحل اللغة العربية طربت آذانهم وقالوا ما هذا الصوت الملائكي فنحن نحب العربية ونحب سماع هذه الأصوات الموسيقية! طبعاً قلتها بحسرة لأني كنت أتمنى فعلا أنه عندما أفتح فمي للكلام بالعربية في أي محفل دولي يحدق الناس أنظارهم تجاهي بتقدير وحنان لا نظرات الخوف والارتباك التي صارت ماركة مسجلة ملازمة الآن لكينونتنا كعرب. ماذا فعلنا لجذب الناس إلينا كما تنجذب أنظار الناس تجاه هذا الصوت الأنثوي الناطق بالفرنسية كأنه كروان؟ سؤال سيجيب عنه كل واحد منا بطريقته الخاصة.

شكراً لك يا أخي إسماعيل على ردودك الجميلة وصبرك معي وتحية خالصة كذلك لأخي بهجت الذي أتاح لنا فرصة اللقاء في موضوعه هنا. لكما خالص حبي وتقديري.

:redrose::redrose:

القضية و ليس الموت تصنع الشهادة

Array
(f):redrose:(f):redrose:

وكل ورود الارض لن تكفيه او توفيه حقه.

العظماء عبارة عن طفرات جينية يندر وجودهم في كل المجتمعات بل ربما لا يتكررون غالبا في نفس المجال وفي نفس المجتمع ولهذا تولي كل شعوب الارض المتحظرة العظماء والعباقرة الكثير من الاهتمام حتى يبدعوا وينتجوا , ولكن مع الاسف نحن الوحيدون الذين نجبر المبدعين على السكوت والسكون والا كان مصيرهم السيف !!!

تعسا لامة تريد حياتها فتريد قتلك.
[/quote]
الأخ الكريم إيراني قح .:97:
تحية .
طفرة جينية .. هي كلماتك
و
موسوس بالحقيقة .. هوس الحقيقة ..
هذه هي الكلمات محارب النور في مكان آخر ..
كلاكما مصيب و أعتقد أني سأكون مصيبا أيضا لو قلت ..
..................................
إن المفكرين و المصلحين و الأنبياء .. كلهم أدوات للحقيقة يخدمونها بلا تعمد .. هناك قوى قاهرة غير محسوسة تجعل قلوبهم معلقة بالأفكار الإنسانية العظيمة و بالقيم النبيلة .
إنهم يبحرون ضد الرياح و الأمواج لا يقودهم سوى صوت مقدس داخلهم ، هذا الصوت يهتف بهم ..
فلتملأ قلبك بقضية الحرية ،ولا تترك فراغا حتى لرثاء الذات .
فلتكور قبضتك و لتهزها في وجه العالم .
فمن جاش بالوحي المقدس قلبه..
لا يحتفل بجسامة الأنواء .. ولا رصاصات الأغبياء ..ولا بصيحات الغوغاء أبناء العشويائيات .. عشوائيات المدن و عشوائيات الفكر .
يا عزيزي ..
إن العالم اليومي يجرنا خلفه مثل عبد رقيق خلف عربة قائد منتصر، و على الإنسان أن يتعلم كيف يقطع الحبل ، و يسمح للعقل أن ينطلق ، و أن يغدوا واعيا لقرابته بالشمس و السماء ،.
هذا ما يفعله قلة من البشر و لكنها القلة التي تتقدس بها الحياة ..
إنهم طوال الوقت يترقبون الفرصة السانحة لينطلقوا ، إنهم يحبون الخطر و يعلمون أن الإنسان يجب أن يخاطر بحياته ليشعر بالحياة .
إن هذا الشخص أنبل حتى من أن يخضع لقانون أخلاقي ، لأنه يستسلم لمبدأ جمالي هو أناقة الضمير .. إرهاف النفس ..عشق الكمال !.
هكذا عرف التاريخ كل الشهداء العظام .
عرف الحسين بن علي .. و
و جان دارك وبرونو و حسين مروة و فرج فوده و الحلاج و السهروردي و توماس بيكيت و توماس مور و ياسر عرفات و جبران تويني و جيفارا و .....
القضية و ليس الموت تصنع الشهادة .

Array
وماذا يعني إجماع الناس على شيء ما؟ ألا ترى في المجتمع العربي بوجه عام نموذج لسيكولوجية هستيريا الجماهير؟ يكفي أن واحد يقول: حرامي! ويصيح الجميع وراءه حرامي! أيضا،
.....................................

[/quote]


الأخ العزيز إبراهيم .:97:

وماذا يعني إجماع الناس على شيء ما؟.

و الله لك أن تعجب .
إجماع الناس مرة واحدة ؟.
دعني يا إبراهيم يا عزيزي أذكرك بقول راجل من الناس هو جون ستيوارت مل ، يقول مل فيما طرحته من شريط الحرية :
" إن أخطر ما يتعرض له الفرد هو استبداد المجتمع ، الذي يسعى لإخضاع أفراده إلى تقاليد و عادات ، قد يسندها العقل أو تقوم على الأهواء ،وأظهر ما يكون ذلك في العقيدة الدينية .
أدت الصراعات التاريخية إلى تقرير الحريات الدينية ، فالصراعات الدينية تعكر على المجتمع صفوه" .
وهناك جزء آخر أكثر تحديدا سيرد في الفصل الثاني من كتاب مل الذي سأطرح موجزه في المداخلة القادمة من شريط ( عن الحرية ) بعنوان حرية الرأي و المناقشة .. يقول مل :
" لا يجوز لأية سلطة سواء بنفسها أو بتأييد الشعب أن تخرس فردا واحدا عن إبداء رأيه ، فليس الإجماع دليلا على الصواب و ليست القلة دليلا على الخطأ ،و حرمان الفرد من إبداء رأيه هو حرمان للمجتمع من الاستفادة منه ، و حجب دواعي الرقي عن الإنسانية" .
.. أكرر أي رأي حتى تلك الآراء المناقضة لمعتقدات كل منتجي البترول و موزعي مداخيله في العالم العربي بما في ذلك إجماع مجهول لشعب مأسور يؤمن بصحيح معلوم من نوعية إرضاع الكبير إلى إغتيال المخالف و التداوي بالبول و جناح الذباب ، و غير ذلك من مقدسات يجب أن تنزوي لو قدر الله لأمتنا المصابة بها أن تتعافى .
أنت تعيش يا صديقي في الغرب منذ فترة ولابد أنك تعرف بأن ما أقوله هو بديهيات و مسلمات و شروط مبدئية كي ينتسب الإنسان للحضارة ، لا يمكن أن نبدأ الحوار مع الأصوليين كل مرة من العصر الجليدي ، فالبشرية قطعت شوطا طويلا يغنينا عن البدايات . إن المناقشة العقلانية المثمرة مستحيلة ما لم يتقاسم المساهمون فيها إطارا مشتركا من الافتراضات الأساسية أو على الأقل ما لم يتفقوا على مثل هذا الإطار لكي تسير المناقشة بشكل مثمر . وهذا الإطار يعني الاشتراك في مجموعة من المبادئ أو الافتراضات الأساسية conjecturesأي أنه إطار عقلي للمتحاورين ، و من هذا التصور يمكننا القول أنه من المستحيل منطقيا التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة التي تفصلها قطيعة معرفية تامة كما هو الحال بين العقلاني و الأصولي ، و طبقا لهذا التصور أيضا تكون الحقيقة أو الصدق فقط بالنسبة للإطار الواحد و لكنه يختلف من إطار إلى آخر ولا يمكن تعميمه بين الأطر المختلفة وهذا يقودنا إلى ما يمكن أن نطلق عليه النسبوية Relativism ، أنت مهتم بالحوار المسيحي العلماني في الغرب ،و لو تعمقت أي حوار أساسي ستجد أنه حوار يخضع للعقلانية ، حتى رجال الدين في الغرب لا يمكن أن يطالبك بالإعتقاد في نص ديني دون أن يضعه في نسق فكري منطقي ، لن يمكننا قبول مناقشة شرعية الإغتيال مثلا لأن هناك عقليات منغلقة تراه دينا ، فهذه الأفكار يجرمها القانون في كثير من المجتمعات كدعوة للعنف و الإرهاب ،أما القتل فهو بالقطع جريمة سواء كان باسم الله أو الشيطان .
أريد ان أحيلك إلى كتابين أحدهما ربما كان موجودا على الشبكة هو كتاب برتراند راسل الرائع ( لماذا لست مسيحيا ؟)WHY I AM NOT A CHRISTIAN? و به حوار شهير أورده نصا ، هذا الحوار تم بينه و بين الأب ( كوبليستون ) و أذيع في لبرنامج الثالث لهيئة الإذاعة البريطانية عام 1948 ، وكان بعنوان ( وجود الإله ) ،و في هذه المناظرة اتخذ راسل جانب اللاأدريين Agnosticism بينما اتخذ الأب كوبليستون جانب المؤمنين في حوار فائق المتعة و الموضوعية ، وكم أتمني أن يتم ترجمة هذا الكتاب حتى يتعلم منه أكبر عدد من المثقفين كيف يكون الحوار الديني على أساس عقلاني لا يفرض فيه أحد أفكاره باسم إله ما ، الكتاب لدي بالإنجليزية منذ سنوات طويلة ولا أتوقف عن قراءة فقرات منه كمتعة روحية و ذهنية مجردة ، هناك أيضا للفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي كتاب ممتع هو ( كيف صنعنا القرن العشرين ) ، في هذا الكتاب يتحدث جارودي عن تأسيسه و رئاسته لمركز الدراسات و الأبحاث الماركسية ( أثناء عضويته في اللحنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي وقتها ) ، و كيف قام المركز بإدارة حوار بين الماركسيين و المسيحيين على مستوى الغرب المسيحي من ألمانيا و إيطاليا إلى كندا و الولايات المتحدة ، شارك في هذا الحوار كبار علماء اللاهوت المسيحيين ، و نشر جارودي موقفه و رأيه في هذا الحوار الماركسي المسيحي في كتاب نال شهرة وقتها هو ( من اللعن إلى الحوار . ماركسي يتحدث إلى المجمع ) ، من يعرف شيئا عن التقاليد الثقافية في الغرب لن يعجب أن يجد إسم الأب رانر على مقدمة الترجمة الإنجليزية لكتاب جارودي الماركسي ، في هذا الكتاب مقارنة رائعة بين الفكر الماركسي الذي يقدم التفسيرات النهائية قبل الأخيرة كما يرى الأب رانر و الفكر المسيحي الذي يقدم التفسيرات النهائية (المسيحية دين المستقبل المطلق) ، في رده البديع على الأب رانر يقول جارودي المادي الماركسي ( وقتها) :" لنعمل معا كاثوليك و ماركسيين من أجل الوصول إلى النهايات قبل الأخيرة ، و إذا تصورنا – نحن الماركسيون – أننا وصلنا إلى نهاية التاريخ ، فإنه سيسعدنا أن تكونوا أنتم أيها المسيحيون بجوارنا كي تقولوا لنا : يجب أن نذهب أبعد من ذلك ، ولكن ليتكم لا تقولوا لنا ذلك مبكرا ، حتى لا نضطر أن نبتعد عن طريق النضال في اتجاه الهروب التقي " ، ذكرت هذه النماذج و ما أكثرها كي ألقي ضوءا ولو خاطفا على معنى الحوار الحقيقي و محتواه ، لم نجد رجل الدين يكيل اتهامات التكفير و التخوين على رأس جارودي و راسل ثم يتهددهما بنار عرضها السموات و الأرض ، و لكن يحاورهما على قدم المساواة دون محاولة الهداية في صيغة التعالي التقليدية ، هل نتصور أن يقبل المسلمون اليوم مثل هذه الحوارات التي يشارك فيه كبار فقهاء المذاهب الإسلامية و بحماس و على قدم المساواة بالعلمانيين ؟ ، هل تتصور أن يتحاور الفقيه السني و نظيره الشيعي و المفكرين الليبراليين في مناخ عقلاني متسامح لا يتوخى سوى الحقيقة و مصلحة الأمة ؟.
حسنا هل يمكن ذلك بينما يحاول متفقهي السنة المتعصبون تمرير جريمة الإغتيال كمعلوم من الدين ؟
ثم بعد ذلك هل نعجب لو سأل أحد
ماهو الفرق بين المتدين و المجرم ؟.
وما هو الفرق بين المرشد الروحي و الأب الروحي ؟.
ودمتمجميعل لكل خير .:97:

آه يا سيدي ما أسرع الأيام
15 عامًا مرت على رحيل الرائع فرج فودة
الرائع بفكره والأروع بشجاعته وتضحيته في أشد أوقات الظلاميين قوة وتوحشًا ..
عندما قتل فرج فودة كان عمري 17 عامًا وكنت أدرس بالمرحلة الثانوية وكنت قبلها بثلاث سنوات وقعت فريسة للإخوان المسلمين عن طريق ذهابي للمسجد لحفظ القرآن في ظل غمرة المشاعر الدينية الملتهبة التي تسيطر على الكثيرين في سن المراهقة خصوصًا , وكنت أقرأ في كتاباتهم التي تهاجم الرجل دون أن أقرأ له , ثم سيطر علي ساعتها فكر الجماعة الإسلامية الأشد تطرفًا ولحسن الحظ أن هذه الفترة لم تستمر في حياتي طويلاً , وحينها قرأت للراحل العظيم بالصدفة كتاب الحقيقة الغائبة فوجدته مقنعًا بأكثر من هؤلاء الذين يهاجمونه وقرأت بعدها كتابه زواج المتعة فراودني نفس الإحساس بأن هذا الرجل مفكر موضوعي وأن حرية النقاش وتصارع الآراء أمر لابد منه وليس الأفكار الجاهزة المعلبة التي يريد لنا الظلاميون أن نصبها في عقولنا دون تفكير تحت التهديد بالنار والقتل , ثم كانت عملية القتل البشعة حيث قتلوه باستخدام سلاح آلي يصل مداه إلى حوالي 5000 متر من مسافة أمتار قليلة مما قتله بطريقة غاية في البشاعة ..
آه يا سيدي فرج فودة
هنيئًا لنا فكرك وشجاعتك
وإن كنت دفعت الثمن حياتك ودموعك زوجتك وأبنائك إلا أن التغيير في حياة الناس قادم ولابد أن ندفع جزءًا من الثمن
حياتك ورحيلك دافع وحافز لنا أن نحاول أن نسير على دربك وأن نفعل شيئًا وإن كنا لن نصل إلى ما فعلت من إبداع وتضحية ..
وردة على قبرك المهيب .. وآلاف الدمعات

Array
آه يا سيدي ما أسرع الأيام
15 عامًا مرت على رحيل الرائع فرج فودة
الرائع بفكره والأروع بشجاعته وتضحيته في أشد أوقات الظلاميين قوة وتوحشًا ..
عندما قتل فرج فودة كان عمري 17 عامًا وكنت أدرس بالمرحلة الثانوية وكنت قبلها بثلاث سنوات وقعت فريسة للإخوان المسلمين عن طريق ذهابي للمسجد لحفظ القرآن في ظل غمرة المشاعر الدينية الملتهبة التي تسيطر على الكثيرين في سن المراهقة خصوصًا , وكنت أقرأ في كتاباتهم التي تهاجم الرجل دون أن أقرأ له , ثم سيطر علي ساعتها فكر الجماعة الإسلامية الأشد تطرفًا ولحسن الحظ أن هذه الفترة لم تستمر في حياتي طويلاً , وحينها قرأت للراحل العظيم بالصدفة كتاب الحقيقة الغائبة فوجدته مقنعًا بأكثر من هؤلاء الذين يهاجمونه وقرأت بعدها كتابه زواج المتعة فراودني نفس الإحساس بأن هذا الرجل مفكر موضوعي وأن حرية النقاش وتصارع الآراء أمر لابد منه وليس الأفكار الجاهزة المعلبة التي يريد لنا الظلاميون أن نصبها في عقولنا دون تفكير تحت التهديد بالنار والقتل , ثم كانت عملية القتل البشعة حيث قتلوه باستخدام سلاح آلي يصل مداه إلى حوالي 5000 متر من مسافة أمتار قليلة مما قتله بطريقة غاية في البشاعة ..
آه يا سيدي فرج فودة
هنيئًا لنا فكرك وشجاعتك
وإن كنت دفعت الثمن حياتك ودموعك زوجتك وأبنائك إلا أن التغيير في حياة الناس قادم ولابد أن ندفع جزءًا من الثمن
حياتك ورحيلك دافع وحافز لنا أن نحاول أن نسير على دربك وأن نفعل شيئًا وإن كنا لن نصل إلى ما فعلت من إبداع وتضحية ..
وردة على قبرك المهيب .. وآلاف الدمعات
[/quote]
الأخ رائف .:97:
يا عزيزي ..
الأفكار لا تموت باستشهاد المفكر ،و لكنها تحيا بالدماء و تتغذى بالرصاص الذي يطلق عليه ، فكل دماء الشهداء مقدسة و بها وحدها تنبت زهور الحرية ، إن فرج فوده الذي يتباهون باغتياله لم يكن يحمل سيفا بل قلما ،و لم يكن يطلق نارا بل أفكارا ، و لكن الإسلاميين لا يفكرون بل يرتلون ، لايحاورون بل يقتلون ، لا يناقشون بل يلعنون .. نعم 15 عاما انقضت فلم يحققوا شيئا سوى إفتضاح أمرهم ، كان هناك فرج فودة واحد و اليوم هناك مئات بل ألوف فرج فوده يلاحقون المسخ الأصولي بالكلمات و بالأفكار و يعرون وجهه القبيح ،نعم يمكنهم قتل المزيد من المفكرين و يمكنهم نشر اليتامى و الأرامل في كل مدينة و قرية ،و لكنهم لن يذهبوا بعيدا فقد خسروا معركتهم بالفعل منذ 15 عام .

صديقي بهجت:

أشكرك جزيلاً على الاقتباسين الجميلين من جون ستورات ميل، وكم هي منعشة وهذه أشياء نقرأها بتأني ونسأل أنفسنا أين نحن منها. المشكلة يا أخ بهجت أن الشرقي، قبطي كان أو مسلم، صار تقريباً فاقد الأمل في الحياة ولا يعرف أن الحياة يمكن أن تـُعاش لذاتها ويمكن اغتنامها بصرف النظر عن النعيم الأخرويّ. بالأمس قابلت سيدة قبطية في محل حكومي هنا كان شبيه إلى حد ليس بقليل بمستشفيات القرى عندنا. المهم، كان معها شابة وفرحت أني أجد من يتحدث بلغتي العربية والناس لبعضها. قالت لي الشابة بنتها إن زوجها صار مؤمن جداً ( وكأن بالإيمان يتساقط منه رويداً رويداً من الخلف كلما سار! ) إلى درجة أنها لو قالت له: "ربنا يحميك يابني من المصايب وترجع لنا بالسلامة". يكون رده الديني هو: "يا حماتي، دي بركة، إزاي مش عايزة أني أكون في السماء دلوقتي مع المسيح وألزق في الأرضيات.. حد تيجي له السما ويفضل يعيش في الأرض هنا؟!". الحقيقة يا أخ بهجت أن مثل هذه العقلية متوغلة في شعبنا بشكل مزعج ومقزز وصرنا لا نقدس الحياة. كيف أقدس الفردية وأنا غير مؤمن بالحياة وما يمكن أن تهبه لي الآن؟ ولأن الناس تفكيرهم "أخروي" فتراهم كثيرا ما يجنحون للتفكير بعقلية "الأمة" أو "الجماعة" أو "One Christian Nation Under God" كما تسمع من بسطاء العقول في الولايات المتحدة. وهنا لابد أن يبدأ العمل على خفيف وبالتدريج كأنك تقنعه مثلا بأن "لا تنس نصيبك من الدنيا" وأن"النعيم والفردوس السمائي يبدأ هنا على الأرض" إلخ. عندما نستعيد ثقتنا في الحاضر وفي ما نمكن أن نعمله كأفراد ولصالح المجتمع ككل سنعمل بحماس ولصالح "الأمة" بصدق وليس عن رياء.
في الحقيقة يا أخي العزيز لم أجد في حياتي من يشرع الاغتيال ويهدأ له باله لأي سبب من الأسباب من بين الأسوياء. لي صديق لا يزال منزعج من هذا اللاهوتي ديتريش بونهوفر والذي أعدمه هتلر عندما عرف أنه يخطط لاغتياله.. وصديقي الذي أعرفه يقول لي: كيف يكون مسيحي ويؤمن بالمحبة ويخطط لاغتيال هتلر! طبعا أنا شخصيا مقتنع باغتيال هتلر لأن هتلر أزهق أرواح وأرواح ولكن فرج فودة لم يضر إنسان ما ولكن كل ما كان يملك هو القلم وصوته، ولا أكثر من ذلك. لم يضر أحد بالمرة.
أوافقك القول بشدة أن برتراند رسل عملاق ولم يكتب حرف إلا وقرأته بتدبر وتأمل وغيرة لأني أتمنى لو أن لغتي وفكري يصلا إلى ربعه. كنت نزلت تسجيلات صوتية من النت قديما ومن بينها تسجيل كان قدمه لمحطة البي بي سي وأتمنى أني لم أفقده. بالنسبة لكتابه الرائع "لماذا لست مسيحي" فقد فهمت من قراءاتي لمجلة العصور لـ إسماعيل مظهر أن هناك من قام بترجمته وقام بتغيير عنوانه قليلاً. سأحاول قدر الإمكان الحصول على هذا العمل القديم وعمل مسح ضوئيscan له ونشره على النت. تبسمت عندما قرأت اقتباسك لإسم اللاهوتي كارل رانر ولم أكن أعرف أن له حوارات مع جارودي وعادة هذه الحوارات تكون على مستوى راقي ممتع جداً. سمعت مثلا أن هناك حوار بين الكاردينال كارلو ماريا مارتيني وكذلك الروائي الإيطالي العظيم أمبرتو إيكو عن وجود الله. والحقيقة هي أننا نتعلم من اختلافاتهم وطريقة عرض كل واحد لأفكاره وقناعاته وصياغة هذا العرض. استمتعت كثيرا يا أخ بهجت بقراءة مقارناتك الممتعة بين جارودي وغيره وعرضك الشائق له.
من جهة سؤالك:
Array هل نتصور أن يقبل المسلمون اليوم مثل هذه الحوارات التي يشارك فيه كبار فقهاء المذاهب الإسلامية و بحماس و على قدم المساواة بالعلمانيين ؟ [/quote]

وأنا هنا عندي لك خبر سار حيث أذكر عندما كانت تصلني محطة تيلي لوميير من لبنان مجاناً وكانوا يعقدون لقاء بين أب كاثوليكي وشيخ مسلم كنت أنبهر كثيرا بأخلاق الشيخ المسلم وأراه أحيانا يتفوق على الكاهن الكاثوليكي في هدوئه ورقته وطيبته. حتى زوجتي كانت تشاهد كل ذلك وتنبهر من جمال نفسه وهدوء سريرته. باعتقادي يا صديقي أن الشيعة في لبنان أحرزوا تقدم غير عادي وانطلقوا لخطاب الفلسفة والفكر والوجدان وهذا شيء يفرح القلب جداً. أعرف أصدقاء من الأباء الجزويت تربطهم حوارات ممتازة وعلاقات تعاون مع مشايخ الشيعة وبل رؤساء مثل الرئيس خاتمي ويتحدثون دوما عن "التعايش". أنا متفائل جداً لمستقبل المجتمع المسلم في الشرق لأجل ما أراه من تحركات الشيعة المنفتحة فكرياً واجتماعياً. يكفي أن دار رياض الريس للنشر المنفتحة ليبرالياً تطبع للشيعة ومفكريهم الكثير من الكتب القيمة والتي أحرص على اقتنائها وقراءتها:
http://www.elrayyesbooks.com/
أذكر أني تصفحت الإنترنت ذات مرة بحثاً عن مقولة أعجبتني وهي "لا مقدس في الحوار وأن المتحاورون هم القدس الوحيد" وإذ بي أجدها في مقولة لـ السيد محمد حسين فضل الله على هذا الموقع:
http://arabic.bayynat.org.lb/

الحوار معك ثريّ ولم أشأ أن أرد بسرعة وخاصة لو كنت أشعر بدوخة ما أو إرهاق ولكني اليوم سررت جداً بقراءة كل ما كتبت. طاب يومك جميلاً.
صديقك:
إبراهيم

الصديق العزيز بهجت
الاصدقاء المشاركون
تحية الحياة وبعد فانني اسعد دائما لهذه الحورات وانتظر منها ان تكون تمهيدا لتطلب معيارية منطقيه بالاستناد الى تواصل البداهة كونيه للمصالح
وهذا يعني تجاوز اوهام القطيعه المعرفيه ؟؟ وتجاوز لجداران الاطر المعرفيه المسبقة الصنع
التي تمنع الحوار والتفاهم

الاصدقاء الاعزاء بدون شك اعجبني كتاب فرج فوده واسمه ربما كان الحقيقه الغائبه كما لمحت هنا في احد المداخلات
ولكني لا اعرف كتبه الاخرى؟
وسبب سؤالي هو وجود رغبة في مقايسة نص مقال صغير له لايزيد عن 5 صفحات او صفحه واحده ان امكن ؟؟
اخشى ما اخشاه ان حكم قياس المنطق الحيوي عليه وعلى اعماله قد يئدي الى كون فرج فوده لم يصل الى مستوى مصالح الاحتواء والتجديد على الاقل ..؟؟
وثمة اسأله فيما اذا كانت مصالحه توحيديه تتضمن الصراع ام صراعيه فقط
عل كل اكون شاكرا جدا لو ان اي من الاصدقاء يمكنه تزويدنا بنص مقال قصير لمقايسته هنا
فنضرب عصفورين بحجر
الاول نمتحن دقة احكامنا
ونمتحن اهمية معايير حكمنا
وبانتظار من يهدينينا المقال او يتعب نفسه بوضعه او كتابته من جديد
مع جزيل الشكر
ودمتم لتحقيق ارادة الحياة : الحريه