وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
اسمعي يا مصر
في القرن الخامس قبل الميلاد جاء الى مصر رجل مجنون هارب من جريمة في بلاده يدعى "هيرودوت" هذا الرجل المجنون الذي يمشي اثناء النوم ويحدث نفسه كثيرا ،لاحظ ان المصريين في غاية الجنون فهم عكس مواطنيه يعبدون الالهة كالبهائم وان رجال الدين اعدادهم كبيرة للغاية و لهم نفوذ قوي ، ان هذه الدولة في نظره ليست سوى معبد كبير..
لكن بالرغم من ذلك ومن هيمنة الدين الشديدة على هؤلاء المصريين التعساء لاحظ هيرودوت انهم شعب مرح للغاية يحبون الحفلات ويرقصون ويغنون ويتساقطون من الضحك والانسجام ويشربون الخمر والنبيذ الاحمر ماركة "اهناسيا" بشراهة ، وبالرغم من ذلك فهم يتطهرون حين يذهبوا الى المعبد يوميا ويحرصون على الحج سنويا ، لذلك تحكي احد البرديات الفرعونية عن ان فلاحة من احد اقاليم مصر الشمالية كانت حزينة لانها لم تلتحق بركب الحجاج المبحر الى "آباتون" أي (الارض الحرام) بجنوب البلاد لانها لم تملك حق الاجرة ولا ثمن الهدايا التي ستقدما لأوزير كي يشفع لها عند الهها..
مصر مغرمة بالدين لانها كانت في حاجة للنظر فيما وراء الطبيعة فهي تعتمد على نهر لا ترى منابعه وتجهل كل شيء عن مساره فهو فوق الارادة الانسانية لذلك كانت تلك دوافع مصر الى الرجاء والى الدعاء والى الصلاة وهكذا تم الربط بين المعبد والمجرى فدخلت جينات العبادة اجسام المصريين ، ان مصر في راي "أندرية مالرو" مفكر فرنسا الحديثة ببساطة هي التي اخترعت الدين واخترعت الله وهذه شهادة حق..
لكن دين المصريين تكيف مع واقعهم فالهتهم ارتبطت بنهرهم لذلك انتجوا حضارة وابداع لم تصل اليه اي امة غيرهم ، لكن سكانها تخلوا عن الهتتها واتجهوا صوب صحراء السامرة والحجاز يستوردون من هناك ما لذ وطاب من الالهه التي لاتتكيف مع واقعهم.
ان مصر او اي بلد اخر لن تستطيع ان تتكيف مع عقائد اجنبية غريبة عن ارضها فالافريقي لا يستطيع ان يتخيل اله من التلج يعبد في النرويج والمغولي لا يستطيع ان يعبد الهه كريت لانه لم يرى البحر ، فالالهه هي نتاج وعي الانسان فالهه الصحراء لايهمها الزرع بقدر مايهمها تنظيم القوافل التي تعبر الصحراء
ان مصر واقعا تبنت الاسلام واصبح يشكل كل ثقافتها لذلك هي لا تسعى للتقدم بقدر ما تسعى جاهدة كي تتكيف مع الصحراء حتى ترضي عنها الهتها وهو ما حذر منه كاهن فرعوني من عصر الدولة الحديثة موجها رسالته اليها قائلا (اسمعي يا مصر حين تتركين الهتهك فقد طلبتِ خرابك ) والحقيقة انها تطلب خرابها بنهم شديد...
|
|
09-02-2007, 08:09 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
اسمعي يا مصر
اخ جعفر كلامك صحيح فالمصريين مهرة وبارعين في تسويق ثرثرتهم جيدا سواء كانت رديئة او جيدة ولو ان الغالب عندهم ان العملة الرديئة هي التي تطرد الجيدة من السوق
فمن مصر على مر المراحل الابراهيمية خرجت البدع الشاذة الاولى تلو الاخرى تدعو الى الجنون بدء من البدعة الاريوسية التي تسببت في شق العالم المسيحي ، الى بدعة "باخوم" الذي بنى اول دير بالعالم ليعزل الانسان ويفصله عن الحياة ، بل وصل الامر بجنون العبادة عند المصريين بذهاب ثلاثمائة الف مصري الى الموت طواعية بعصر دقلديانوس !!هل رايت جنون هكذا ؟
ومنها ايضا خرجت هرطقة "موسى بن ميمون" التي زادت من عزل اليهود في "جيتو" خاص بهم لانهم ابناء الاله ....
عزيزي ابن نجد
الحضارة الفرعونية ليست حجارة ومومياوات كما تتصور والمصريين ان تجانسوا مع من جاء الى بلادهم من الشمال والشرق الا انهم في نهاية المطاف من السهل عليهم ان يختاروا الطريق المصري ، وساعطي لك مثالا مشابه لمصر وهي اليونان فهذه الدولة ظلت قابعة وفي تراجع حضاري مميت منذ وصول بولس الى الاكربولس وفقدت دورها الريادي بالعالم وتحول شعبها من فلاسفة يضعوا قواعد العقل الى مجرد مجانيين يضعوا عقولهم وافكارهم تحت سيطرة الكنيسة البيزنطية وقسوسها ، وغيرت المسيحية انثروبولوجيا في اليونان فيوناني اليوم ليس لهم صله بيوناني افلاطون وارسطو فدولة الايمان الارثوذكسي قضت على القومية اليونانية فجلهم منحدر (حاليا) من سلالة السلاف والالبان الجهلة الاجلاف وتغيرت لغتهم الى Romaic ودخلت الكلمات التركية واللاتينية والسلافية لدرجة انها تشكل الـ 80% من لغة اليونانيين اليوم وان ظلوا يكتبون بالاحرف اليونانية القديمة الا انهم كانوا حتى القرن التاسع عشر لا يدرون شيئا عن منظومات هوميروس ومآسي اخيلوس.
ولكن فجاة نهضت القومية اليونانية بالقرن التاسع عشر مدينة الى وحي الماضي الغابر رغم انهم واقعا لا يرتبطون باي شئ مع هذا الماضي الذهبي وهكذا ولدت امة جديدة بفضل إلهام حجارة الماضي..
|
|
09-05-2007, 12:01 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
اسمعي يا مصر
نعود من جديد الى اصل الموضوع وهو التاثير العربي البدوي في الاسلام ...
ينسب الى عمر بن الخطاب مقولة (العرب مادة الاسلام) وهي مقولة تؤكد ان العرب هم مصدر الكثير من الاحكام والانظمة والاعراف والتقاليد التي جاء بها الاسلام ، فالدين هو وعاء ثقافة المجتمع الذي يتكون به ...
بداية من الشعائر التعبدية : كتعظيم الكعبة والحج والعمرة وتقديس شهر رمضان وتحريم الاشهر الحرام وتعظيم ابراهيم واسماعيل والاجتماع العام يوم الجمعة ، مرورا بالشعائر الاجتماعية كالرقي والتعاويذ والعناية بالابل والانعام وتعدد الزوجات والتميز بين العرب والاعراب والشعائر الحربية ...
والاهم من كل ذلك وهو ما يعنينا في بلدان الشام والعراق ومصر هي النظر الى اهل الزراعة فالعرب وبالتالي الاسلام يمتهنون الزراعة ، وقد اطلق العرب على الاعاجم الفلاحين لقب (العلوج) جمع (علج) وهو الاعجمي الذي ظل يعتنق دينه وهي قلب لكلمة (عجل) وهي كلمة طبعا توحي بالتعالي والتسلط والدونية من جانب من اطلقها
مؤسس الاسلام "محمد" لم يخرج عن تلك النظرة فالرجل عربي وكانت نظرته كنظرة بني جلدته ففي حديث له يقول ((اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم))
في الوقت الذي يحض فيه على رعي الغنم ويؤكد انها بركة قال (اتخذوا الغنم فانها بركة) وفي "البخاري" ( ما من نبي الا ورعى)
وكلنا في الهم علوج ..............
|
|
09-05-2007, 12:03 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}