مفكر إسلامي يدعو إلى إزالة القدسية عن تاريخ الصحابة ونبذ "التعصب الطائفي"
طالب المفكر القطري الإسلامي عبد الحميد الأنصاري بالعمل على إزالة القدسية عن تاريخ صحابة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والى نبذ "التعصب الطائفي" بين المسلمين والى "قطيعة معرفية مع التراث التعصبي" و "تخصيب المناهج بقيم التسامح والتقارب والقبول بالآخر".
ودعا د. الأنصاري العميد السابق لكلية الشريعة وأصول الدين في قطر في حديث لصحيفة "الراية" القطرية إلى "نزع القداسة عن التاريخ الإسلامي؛ لأنه تاريخ بشر يصيبون و يخطئون"، وأوضح انه "لا قدسية لصحابي ولا عصمة له، ومن حقنا ان نقيم تصرفاتهم السياسية سلبا أو إيجابا" مضيفا: "نعرف ان الفتنة الكبرى حدثت في عهدهم، وهي اكبر فاجعة قصمت ظهر المسلمين".
كما دعا الأنصاري الى "فصل الدين عن التاريخ في المناهج ليستقيم فهم الناشئة للتاريخ"، واكد انه "ليس من الأمانة حشو أدمغة الناشئة بالأمجاد والمآثر مع تجاهل تام للجوانب السلبية، فذلك يورث استعلاء وانتفاخا كاذبا".
وأوضح المفكر القطري ان "هذا المنهج الانتقائي الاستعلائي في تدريس التاريخ هو احد روافد الفكر العدواني الإرهابي الذي ابتليت به مجتمعاتنا".
حديث "بعثت بالسيف"
وشكك الأنصاري في بعض الأحاديث النبوية "التي يرددها بعض الخطباء المتعصبين"، ووصفها بـ"الضعيفة" مثل حديث "بعثت بالسيف" الذي قال انه "يتناقض مع النص القرآني؛ ولأنه يصور الامة الإسلامية في شكل مجموعة من قطاع الطرق التي تعتاش على ما تسلبه من أموال الآخرين عبر الحروب و الغارات باسم الدين".
وفي موضع اخر من تصريحاته الصحفية المثيرة، انتقد الدكتور الأنصاري "الدولة والأغلبية المسلمة"، وقال ان "الأقليات في مجتمعاتنا تعاني أوضاعا غير سوية، وممارسات غير عادلة، وأشكالا من التمييز من قبل الدولة نفسها او من الأغلبية المسلمة والعربية".
وحذر الانصاري من انه "اذا لم نتدارك لتصحيح تلك الأوضاع، وإنصاف مواطنينا فقد يكون ذلك ذريعة ومدخلا للقوى الأجنبية للتدخل في شؤوننا"، كما انتقد الصراع بين السنة والشيعة و"التعصب الطائفي" بين المسلمين ودعاهم إلى "قطيعة معرفية مع التراث التعصبي" والى "تخصيب المناهج بقيم التسامح والتقارب والقبول بالاخر".
وقال الأنصاري ان "التعصب هو اصل الداء ومصدر كل ما نعانيه من مظاهر التخلف والاستبداد والتفرق والتبعية والارهاب"، ووصف التعصب الطائفي بأنه "آفة قديمة بدايتها ذلك التكالب من قبل الفرق الإسلامية المختلفة على روايات الفرقة الناجية".
سنة وشيعة
واشار الأنصاري في معرض حديثه عن الخلافات بين الشيعة و السنة انه "ادعاء عجيب لكل فرقة بانها الفرقة الوحيدة الناجية (من النار)، وان الآخرين الى هلاك وكأن الجنة التي عرضها السماوات والأرض لا تتسع الا لواحدة".
واشارت صحيفة الراية الى انها ستنشر في الجزء الثاني من الحوار مواقف الدكتور الأنصاري من حكم المرتد في الإسلام وتأكيده ان "كلام الفقهاء عن قتل المرتد لا يلزمنا في العصر الحديث لانه يتعارض مع النص القرآني".
كما يعرض الانصاري مواقف اخرى تعتبر بالغة الجرأة حول "التفريق الذي كان قائما بين المسلم والذمي في صدر الإسلام" والذي اعتبره انه "زالت حكمته"، وايضا له موقف جريء من قضية "تعدد الزوجات التي تمارس الآن"، والذي يعتبر انه "أصبح مصدرا لمآس مجتمعية عديدة".
http://alarabiya.net/Article.aspx?v=9937