{myadvertisements[zone_3]}
ابن حوران
عضو رائد
المشاركات: 776
الانضمام: Aug 2003
|
|
11-25-2007, 02:46 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
coco
عضو رائد
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
محمد ولد السلطان
كما الصوفي في عودته إلي العالم من بعد أخذ الجذب له و لا يستطيع التعبير عنه بالكلمات نري الطوزي , عند الصوفي فإن الكلمات تكون عاجزة عن التعبير عن ماهية الجذب ومحتواه والسبب أن الصوفي عندما ينجذب ويذوب في الحال فإن التجربة تكون ذوقا وكيف يمكن التعبير بالكلمات عن ذوق فوق التعبير وفوق القبض عليه وتقييده داخل الكلمات ولذلك نجد لغة الصوفي لغة تمتلئ بالرموز والإشارات لأنه يدرك أن اللغة عاجزة عن تملك ما عاشه أثناء حال الجذب , فهو صراع بين اللغة والحال , الصوفي يحاول التعبير عما عاناه واللغة عاجزة عن التعبير
يقول الطوزي : (القلم يدور بين أصابعي، يرسم في قلق بعض الكلمات الباهتة، يختفي في خجل بين الصور المرمزة، يكتفي بالصمت حينما يخشى الأفول... )
ويقول : ( ليست الكلمات كما أردتها تبعث على غموض الوجد؛ إنّها مفارقة لمخاض الكون، عاجزة عن إثبات مطلق ... )
ويقول : (سئمت الكلمات القلقة، الخائفة، المعذبة. أحاول أن أجتذب خفّة النطق الغبيّة، لكنّي آسف؛ لأنّه عليّ أن أفشل مثل الجميع. لن أفهم أبدا غربتي بين الكلمات ... )
وبالرغم من هذا الهم الأولي في الفجوة الكائنة بين الحال واللغة فإن الصوفي لا بد له من البوح . البوح يحرقه و لابد له من تقييد سواء لنقله إلي الآخرين أو إلي ذاته الواعية التي لم تصاحب كشفه إلا بقدر ما تتذوق وليس بقدر ما تعي , وبذلك تنشأ الفجوة بين ما يعبر عنه الصوفي والمتلقي ويحدث سوء الفهم الذي قد ينتهي بتكفير الصوفي وما حوادث التاريخ منا ببعيد
يتوسل الطوزي بتجربة الصوفي في تعبيره عن غربته في العالم يقول :
( كان المكان صامتا مختنقا، و الأفكار تتلاحق في ذهني بتوتر حاد. الأشياء على توزيعها المعتاد، دون تحريف أو تغيير؛ الطاولة تتوسط الغرفة في وقّار مخادع، الكراسي تلازمها في خفّة النفاق، السرير في عزلة كئيبة تعلوه صورة رخيصة معلّقة بإهمال على جدار قديم، كتب تتناثر في فوضى اللامعتقد، و لا شيء آخر... )
ويقول : (الطريق يغشاه النور بقسوة، ألوان ساطعة مشوّهة لبيوت أرهقها الثبات عند حافة الهاوية، و كائنات مزعجة تمرح بتحذلق على حبل دقيق يربط برجين. ألج في صمت الضياع مقهى مدخل المدينة، أجلس على طاولة تعتزل الجماعة، أدقق النظر في وجوه أخرى شاردة تبحث في قلق الفراغ عن صمت معتاد )
عالم الأشياء الضاغط علي الروح , عالم مخادع مخاتل , عالم الظواهر , ما يبحث عنه هو العالم الحقيقي , عالم الشئ في ذاته بلغة الفلاسفة , أما العالم الذي يراه فهو عالم مشوه لا يدل علي حقيقته فما السبيل ؟
الفجوة القائمة بين نسبيته في العالم والتاريخ ورغبته العارمة في التعالي عليه و معانقة اللانهائي والكلي
يقول : (أقارن نفسي بفضاء المطلق البعيد، فأنتفي صاغرا كهشاشة التفاهة؛ نقطة صغيرة تالفة في مدى الهياج؛ كائن سقيم في عمق الاتساع. أحتقر ملامحي القاصرة عن إدراك سأمي... )
والآن بعد أن حاولنا استعراض تلك التجربة يبقي سؤال , هل تصلح مثل تلك التجارب
لعالم القصة ؟
واضح أن الهم الفكري هو المسيطر علي العمل ومحاولة جذب الجمالي يعانده سيطرة الفكري علي العمل وتحدث الفجوة في إيصال المغزي للمتلقي , فالقصة عادة تتوسل بجمالياتها الخاصة من بناء خاص يحاول القاص أن يودع فيه شفرات خاصة بالقص ويستعين فيه بأدوات القص التي يصطنع فيها من الحيل ما يبدي هذه الجماليات الخاصة وبالتالي فإن الكاتب مسئول وهو يكتب خلال قالب معين أن يحترم طرائق هذا القالب ويبدع فيها وليس العكس بأن يخضع أدوات القص لسيطرة الفكري , فالشخصية كأداة في القص علي سبيل المثال يجب أن تكون مهمومة بتجربة حياتية يستطيع المتلقي أن يعيشها معها لا أن تواجه تجربة فكرية خاصة .
اللغة جاءت معبرة عن تلك الحالة التي حاول الكاتب أن ينقلنا إليها وإن جاءت ملغزة أحيانا وقد سبق أن بينت الفجوة القائمة بين التجربة المنقولة واللغة ولكن علي الكاتب رغم أن يتحري طرائق التعبير ومثالها هذه الجملة
(الثقل ميثاق التقوى، الحركة المتزنة تنشؤ راهبا آخر، و الميزان كما تعودته يقارن كلّ شيء بشيء واحد... )
وبالنهاية فنحن أمام كاتب يكفيه شرف المحاولة وننتظر منه الكثير
كوكو
|
|
12-06-2007, 08:42 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
طارق الطوزي
عضو فعّال
المشاركات: 78
الانضمام: Mar 2007
|
محمد ولد السلطان
الردّ الثاني : المطلق؛ السؤال المؤلم، أم هو العجز المطبق ؟
في تأمل استبطاني للفعل الجمالي، نرصد حال من القلق الإبداعي؛ تتمثل في هاجس اكتمال الرؤيا الإبداعية داخل الموضوع الجمالي المثبت، ثمّة قراءة ما تتوهم اعتقاد البلوغ إلى تلك الحال، ربما هي أمل بلوغ المطلق الجمالي...
هي وهم، قد يرفضها الفكر النقدي المعاصر، لكنّها رؤية مترسخة تعابث الواقع النقدي، و تحاول أن تكون غصبا في واقع خيالي...
غاية الإطلاق الجمالي، ترسم نسقا كئيبا، متمردا، مجنونا. قد تحاول أن تتساكن من أجل منافقة الفضاء التقييمي الثقافي، لكنّها لا تنفر من فرارها المؤلم.
إنه أمل وهمي، يخلق كيانا بليغا.
في المقابل، الجميل داخل الطوق الثقافي العربي الإسلامي، يواجه دائما بتقييم مقارن مع الحصيلة الثقافية المطلقة ( القرآن، الحديث، الخطب، الوصايا )، فنجده يحاول أن يتكيف مع نوع من الخطاب الجميل المتبرئ من الإطلاقي...
كان الخطاب الجمالي يبرز من رحم الإعجاز، يحاول أن يرسم ملامح تبتعد به عن التشبّه، و كثيرا ما كان الفعل السلطوي المراقب يتربص بالجميل لكي يحافظ على جلال ديمومة إطلاق القديم ( ابن المقفع، الجاحظ، الحلاج، المعري... )
ثمة خوف رهابي يتخلل الناطق الجمالي من تهمة الإطلاق...
القصة تتمحور حول هذا المفهوم؛ حول التطلّع الهوسي إلى المطلق، و الخوف الرهابي من المطلق، جنون الذات العربية الإسلامية داخل هياج فعل منفتح تأملي، قلق التوازن المرعب و العظيم في آن واحد، ربما تكون النتيجة فرار إلى ساحة النقصان الأزلي كميدان آخر متوهم لفتنة رؤيا جمالية تنفر من عذاب المطلق...
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-09-2007, 07:25 PM بواسطة طارق الطوزي.)
|
|
12-09-2007, 07:23 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}