فلولا التطور اللغوي، والفضل للإنسان وحده، لما استطاع الله أن يخاطبنا.

مقولات الله الأساسية عرفها الإنسان وطبقها واحترمها قبل أن يقدم الله نفسه للإنسان.

- صفات الله صفات شيء مادي، لكنه شيء غير ملموس أو محسوس، وهذا تناقض لا يقبله المنطق الإنساني السليم

أن الكون يستطيع خلق نفسه بنفسه: قوانين الفيزياء لا تتعارض مع إمكانية أن يكون الكون قد أبدع نفسه.

ربما كان بيكون (القرن السابع عشر) من طلائع الفلاسفة الذين "تمردوا"على المعتقدات البشرية الدينية في ظل سيادة التعليمات المسيحية والكنسية. لقد فتح بيكون، بتمرده هذا، الباب مجددا لإخضاع الدين للمحاكمات العقلية.

إن الكون ليس في حالة استقرار إطلاقا، وهو لم يكن كذلك في الماضي. فثمة تطور يطرأ عليه باستمرار. المجرات تبتعد الواحدة عن الأخرى، والنجوم في طريقها إلى التفحم؛ بمعنى أنها لن تضيء إلى ما لا نهاية.

لا وجود لآله حيث لا يوجد إنسان، إنما يوجد إنسان حيث لا يوجد آله. ديموكريت يعلل هذا بالقول: إن الخوف من الظواهر العظيمة في الطبيعة هو الأساس الذي يقوم عليه الاعتقاد بوجود آلهة. من ثم، إذا كانت الآلهة موجودة حقا في مكان ما من هذا الكون، فأنه لمن المؤكد أنها لن تغير مزاجها أو توجهاتها تلبية للاستجداء البشري. وحين نفترض أن الآلهة هم ظواهر أو ظاهرة بين ظواهر الطبيعة الأخرى، فأنه يصبح من اليقين بمكان أنهم يخضعون هم أيضا للقوانين المتحكمة بظواهر الطبيعة كافة، وبالتالي ليس بوسعهم أن يفعلوا شيئا خارجا عن تلك القوانين أو ليس مسيرا بفعلها.

إن الله كتعبير هو نتاج بشري بحت، هو نتاج الذهن البشري وملتصق به دون غيره. الله كتعبير لا وجود له إلا في العقل البشري واللغة البشرية وبفضليهما.

إن الإنسان هو الذي بحث عن آلهته قبل أن يبحث الله عن الإنسان.

- إن الإنسان هو الذي خلق الرموز اللغوية التي استخدمها الله فيما بعد في مخاطبتة.

- إن الله ما كان بوسعه أن يخاطب الإنسان إلا ضمن الأطر اللغوية البشرية.

- إن الله كرمز لغوي هو من خلق البشر؛ رمزا قبله الله لقبا لنفسه.

نو نو نو

أن الإنسان توصل إلى معارف كثيرة عن الله قبل أن يقدم الله نفسه للإنسان.. هذا يعني أيضا أن الإنسان بمفرده، بقدراته العقلية الخاصة، انتج تعبير الله ونسب إليه بعض المضامين التي أكدها الله ذاته بعد ردح طويل من الزمن. والحال هذه، كيف يكون بمقدورنا الآن أن نفصل مفهوم الله كما رآه هو ذاته عن مفهوم الله كما رآه الإنسان؟