{myadvertisements[zone_3]}
الواد روقه
عضو رائد
المشاركات: 1,170
الانضمام: May 2007
|
كـــعــــب الأحـــبــــار، الدكتور إسرائيل ولفنســـون
كعب الأحبار ومكيدة قتل عمر وأشياء أخرى*
ما يزال هنالك كتاب إسلاميون يؤكدون حتى الآن أن كعب الأحبار كان مسلما؛ ولا نريد بهذه المقالة رد هذه المسألة عليهم، ولكن سنحاول أولا معرفة ماذا يقول الإسرائيليون الحاليون عن كعب، ومن ثم لنستعرض وقائع كان له فيها دور أثبته المؤرخون من قبيل محاولته تغيير قبلة المسلمين إلى الصخرة، وتدبيره لمقتل عمر بن الخطاب، وأشياء أخرى.
تقول(الموسوعة اليهودية- النسخة الإنجليزية), عن كعب الأحبار:(إنه من جنوب جزيرة العرب والذي عاش زمن عمر بن الخطاب, الخليفة الثاني(634-644م), وعثمان بن عفان, الخليفة الثالث(644-656م). كان كعب ينحدر على الأرجح من الحميريين المتهودين. تحول إلى الإسلام أثناء حكم عمر. تشير صفة الأحبار(جمع حبر= عالم ديني يهودي غير مسلم) إلى أنه كان مصنفا بين العلماء. وبالفعل, فأقوال عديدة للحاخامين وكلمات من الأغاداه[الأدب الديني اليهودي غير التشريعي, مقابل الهالاخا التشريعية] مذكورة باسمه في الأدب الإسلامي, الأمر الذي نستنتج منه أنه كان يعرف الشرع الشفوي[التلمود]. كان كعب أحد أتباع عمر حين دخل الأخير القدس, وبناء على طلبه, حدد له المكان الذي كان الهيكل قائما عليه. وبحسب التقاليد, فقد حاول المسيحيون إخفاءه عن الفاتحين. وحين تم الكشف عن هذا الموقع, حاول كعب حث عمر على بناء المسجد(مسجد عمر) شمال الصخرة, بحيث تحول القبلة إليها بدلا عن مكة. لكن عمر رفض هذا الاقتراح, معتبرا أنه موحى بميول يهودية. ثم وبخ كعب بقسوة وجعل قبلة المسجد في مقدمة جبل الهيكل(جنوب الصخرة).
وينسب الجغرافي الهمذاني إلى كعب قولا يشهد على توقيرة للصخرة: (قال الله للصخرة: أنت عرشي ومنك صعدت إلى السماء...). وبحسب الطبري وابن الأثير, ظل كعب مع عمر حتى قتل. وقد حذر عمر قبل الهجوم عليه بأيام من أنه سيموت قريبا. وكان كعب حاضرا في بلاط الخليفة الثالث. وهناك كانت له بعض المشاحنات مع مسلم تقي, هو أبو ذر.يقول البلاذري:(إن عثمان سأل كعب ما إذا كان يسمح للحاكم بأن يأخذ نقودا من بيت مال المسلمين إذا كان بحاجة لذلك على أن يردها فيما بعد. ولم يجد كعب غضاضة في هذا العمل. فقال له أبو ذر عندئذ: أتعلمنا يابن اليهود؟).
روى الطبري والمسعودي حوادث مشابهة. وهذه الحوادث(إضافة إلى القصة المذكورة آنفا حول القبلة) تظهر أن موقف المؤرخين من كعب لم يكن متجانسا.ينظر إليه كأنموذج بدئي(للإنتهازية اليهودية).
أما(موسوعة الإسلام, النسخة الانجليزية), فتقول إن كعب الأحبار(جاء إلى المدينة أثناء خلافة عمر بن الخطاب, ثم رافقه إلى القدس عام 636م(الطبري 1/2408). وبعد تحوله[إلى الإسلام] صار على علاقة وطيدة بالخليفة, حيث تنبأ له بموته قبل ثلاثة أيام.
حاول معاوية جذبه إلى دمشق ليكون مستشارا له, لكن يبدو أنه انسحب إلى حمص حيث مات(طبري 3/2473).
إتهم عمر كعبا بالتهود حين تعامل مع جبل الهيكل في القدس كمكان مقدس(طبري 1/2408-2409).
ذلك ما قاله الإسرائيليون والمستشرقون المعاصرون عن كعب الأحبار: فما الذي يقوله الكتاب العرب المسلمون المعاصرون عنه؟
يقول أحمد أمين, على سبيل المثال:(كعب الأحبار, أو كعب بن ماتع, يهودي من اليمن, ومن أكبر من تسربت منهم أخبار اليهود إلى المدينة ثم إلى الشام, وقد أخذها عنه اثنان, هما أكبر من نشر علمه: ابن عباس- وهذا يعلل ما في تفسيره من الإسرائيليات- وأبو هريرة.. كل تعاليمه كانت شفوية, وما نقل عنه يدل على علمه الواسع بالثقافة اليهودية وأساطيرها. جاء في الطبقات الكبرى[7:79] حكاية عن رجل دخل المسجد فإذا عامر بن عبد الله بن عبد القيس جالسا إلى كتب وبينها سفر من أسفار التوراة وكعب يقرأ. وقد لاحظ بعض الباحثين أن بعض الثقاة كابن قتيبة والنووي لا يروي عنه أبدا.. ويروي ابن جرير أنه جاء إلى عمر بن الخطاب قبل مقتله بثلاثة أيام, وقال له: اعهد فإنك ميت في ثلاثةأيام.
قال: وما يدريك؟
قال: أجده في كتاب الله عز وجل في التوراة.
قال عمر: إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟!
قال: اللهم لا, ولكن أجد صفتك وحليتك وأنه قد فنى أجلك. وهذه القصة, إن صحت, دلت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر, ثم وضعها هو في هذه الصيغة الإسرائيلية.
ولسوف نتوقف هنا عند حدثين هامين في حياة كعب الأحبار الإسلامية: تصرفاته في القدس بعد ما فتحها العرب, ودوره في مقتل عمر. ثم نحلل الحدثين, ونطرح بعض الأسئلة.
روى الطبري أن عمر بن الخطاب, حين دخل القدس, قال أحد اليهود: (أتاك الفاروق في جندي المطيع, ويدركون لأهلك بثأرك من الروم). ويكمل الطبري:(لما شخص عمر إلى إيلياء[القدس], فدنا من باب المسجد, فقال: ارقبوا لي كعبا!
فلما انفرق به الباب, قال: لبيك اللهم لبيك, بما هو أحب إليك!
ثم قصد المحراب, محراب داود عليه السلام, وذلك ليلا فصلى فيه, ولم يلبث أن طلع الفجر, فأمر المؤذن بالإقامة, فتقدم وصلى بالناس, وقرأ بهم سورة(ص), وسجد فيها, ثم قام, وقرأ بهم في الثانية صدر(بني إسرائيل)[الإسراء], ثم ركع ثم انصرف, فقال: علي بكعب.
فأتي به, فقال[عمر]: أين ترى أن نجعل المصلى؟
فقال: إلى الصخرة!
فقال: ضاهيت والله اليهودية يا كعب, وقد رأيتك وخلعك نعليك!
فقال: أحببت أن أباشره بقدمي.
فقال: قد رأيتك, بل نجعل قبلته صدره, كما جعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) قبلة مساجدنا صدورها, اذهب إليك, فإننا لم نؤمر بالصخرة, ولكن بالكعبة).
يعرض ابن كثير الموضوع ذاته بإضافات أخرى, فيقول:(إن عمر حين دخل بيت المقدس سأل كعب الأحبار عن مكان الصخرة, فقال: يا أمير المؤمنين؛ أذرع من وادي جهنم كذا وكذا ذراعا فهي ثم.
فذرعوا فوجدوها وقد اتخذها النصارى مزبلة, الغرض أنهم اتخذوا مكان قبلة اليهود مزبلة. استشار عمر كعبا أين يضع المسجد, فأشار عليه بأن يجعله وراء الصخرة فضربه في صدره, وقال: يابن أم كعب, ضارعت اليهود! وأمر ببنائه في مقدم بيت القدس).
يكمل الطبري, فيقول:(ثم قام[عمر] من مصلاه إلى كناسة كانت الروم قد دفنت بها بيت المقدس في زمان بني اسرائيل؛ فلما سار إليهم أبرزوا بعضها, وتركوا سائرها, وقال: يا أيها الناس! اصنعوا كما أصنع!
وجثا في أصلها[...] فسمع التكبير خلفه, وكان يكره سوء الرِعة في كل شيء, فقال: ما هذا؟
فقال[بعضهم]: كبر كعب وكبر الناس بتكبيره!
فقال: علي به!
فأتي به, فقال[كعب]: يا أمير المؤمنين إنه قد تنبأ على ما صنعت الروم نبي منذ خمسمئة سنة!
فقال[عمر]: وكيف؟
فقال: إن الروم أغاروا على بني اسرائيل فأديلوا عليهم, فدفنوه, ثم أديلوا عليهم, فلم يفرغوا له حتى أغارت عليهم فارس فبغوا على بني اسرائيل, ثم أديلوا الروم عليهم إلى أن وليت, فبعث الله نبيا على الكناسة فقال: أبشري أوري شلم[القدس]! عليك الفاروق ينقيك مما فيك؛ وبعث إلى القسطنطينية نبي, فقال: يا قسطنطينية! ما فعل أهلك ببيتي! أخربوه وشبهوك كعرشي! وتأولوا علي! فقد قضيت أن أجعلك جلحاء[خالية من الشجر] يوما ما, لا يأتي إليك أحد).
فلنناقش ولنتمعن في:
1- لم يشارك كعب الأحبار في أي من معارك المسلمين, سوى ذهابه مع عمر بن الخطاب, لتسلم القدس(سلميا).
2- شك عمر الدائم بكعب الأحبار, باعتباره يهوديا: الطلب بمراقبة كعب بعد دخول القدس.
قوله لكعب: ضاهيت اليهودية.
قوله له أيضا: خلعت النعل, وهي عادة يهودية عند دخول مكان مقدس عندهم.
3- اكتفاء عمر بن الخطاب, وهو المعروف بالصرامة وبدرته الشهيرة, بتعنيف كعب شفويا, رغم محاولة الأخير تغيير قبلة المسلمين إلى القدس- هيكل سليمان.
4- تكبير كعب حين نظف عمر مكان الهيكل, وكان مسيحيون في القدس قد حولوه إلى مزبلة.
5- رغم شك عمر الواضح في تصرفات كعب اليهودية التي لا لبس فيها, فهو اختار أن يسأله عن موضع الصخرة و(يستشيره) في شأن بناء المسجد، مسجد عمر.
هنا لابد من السؤال: كيف استطاع كعب أن يكون له هذا الدور في عهد عمر, وهو الرجل الأقوى في زمانه؟.
لقد استطاع كعب, بذكائه الحاد وثقافته اليهودية العميقة, أن يلبي غرور عمر عن طريق اختلاق أحاديث عن أنبياء يهود تنبأوا بأن(فاروق سينقي أورى شلم مما هو فيها). لكن كل من له معرفة كافية بالشرعين اليهوديين, المكتوب والشفوي, تنفي تماما حكايا كعب المختلقة تلك.
مثلا: إرسال نبي إلى القدس ليخبرها بمجيء عمر!
تنبؤ نبي على ما صنعت الروم قبل خمسمئة سنة من وصول عمر إلى القدس!
إرسال نبي إلى القسطنطينية, ينذرها بأن الله سيجعلها جلحاء, الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.
لقد استغل كعب جهل العرب بثقافات الآخرين، فكان يختلق من الأخبار والأحاديث, وينسبها إلى كتب اليهود المقدسة, دون أدنى دليل وكانوا يصدقونه, لأنه لا يوجد فيهم من اطلع, أو بشكل أدق, سمح له بالاطلاع, على تلك الكتب.
والغريب أن يهود الزمن الحالي, استغلوا هذا الجهل العربي الموروث, في واحدة من أهم حروبهم ضد العرب:(العرب لا يقرأون)- هكذا قال بثقة سياسي اسرائيلي راحل.
لابد أن نذكر أخيرا, أن ألد أعداء اليهود, كانوا: الرومان والفرس, ومعروف أن عمر بن الخطاب, الذي ارتبط بكعب بعلاقة(استشارية), هز عرشي هاتين الإمبراطوريتين: فهل يمكن أن نربط بين المسألتين, خاصة وأن الكثير من خفايا التاريخ الإسلامي ما تزال غامضة؟ ولماذا قرأ عمر في صلاته مقاطع من سورتي(ص) و(الإسراء) في بيت المقدس, على وجه التحديد؟!
من قتل عمر بن الخطاب؟
من المتعارف عليه عموما أن قاتل عمر هو أبو لؤلؤة المجوسي. لكن كبار المؤرخين الإسلاميين أخبرونا أن كعب الأحبار جاء إلى عمر بن الخطاب قبل مقتله بثلاثة أيام, وقال له: إعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام؛ أو: قد فني أجلك!
وعمر لا يحس وجعا ولا ألما. فقال عمر: وما يدريك؟
قال: أجده في كتاب الله عز وجل في التوراة!
قال عمر: إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟!
قال: اللهم لا! ولكن أجد صفتك وحليتك وأنه قد فني أجلك!
فلما كان من الغد, جاءه كعب, فقال: يا أمير المؤمنين! ذهب يوم وبقي يومان! ثم جاءه من غد الغد, فقال: ذهب يومان وبقي يوم وليلة؛ وهي لك إلى صبيحتها! فلما كان الصبح خرج عمر إلى الصلاة؛ وكان يوكل بالصفوف رجالا؛ فلما استوت جاء فكبر. ودخل أبو لؤلؤة في الناس, في يده خنجر له رأسان نصابه في وسطه, فضرب عمر ست ضربات, إحداهن تحت سرته, وهي التي قتلته.
وقال عمر قبيل وفاته:
توعدني كعب ثلاثا أعدها ولا شك أن القول ما قال لي كعب
فلنتأمل قليلا:
1- قال الكاتب أحمد أمين, إن كعبا كان يقف(على مكيدة قتل عمر, ثم وضعها في هذه الصيغة الإسرائيلية). لكن يبدو أن كعبا رتب المؤامرة بكاملها, بعدما انتهى عمر من تحرير فلسطين ومحيطها من الروم.
2- عودة كعب هنا أيضا إلى إرضاء غرور عمر, بقوله إنه موجود في(كتاب الله) التوراة؛ وتعجب- أو إعجاب- عمر من ذلك.
3- ثقة كعب المطلقة بذاته وبسعة نفوذه, بحيث يأتي إلى عمر يوميا ليؤكد له موعد قتله.
4- اختيار عمر(اللامبالاة) أمام تهديدات كعب, رغم أن أخبارا كثيرة أكدت شكوك عمر الدائمة بنوايا كعب.
5- الغريب أن يخرج كعب من مأساة قتل عمر كالشعرة من العجين؛ لكن الأغرب أن يكون(حاضرا) في بلاط عثمان, خاصة وأن الجميع كانوا يعرفون حكايته في مقتل عمر: فهل يمكن أن يساعدنا ذلك في فهم جو الفوضى الذي عم أثناء خلافة عثمان بن عفان؟!
للقارئ اللبيب أي يجيب على كل تساؤلاتنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف عن كتاب نبيل فياض:(يوم انحدر الجمل من السقيفة) ط3 بيروت- ليماسول 1995م.
|
|
03-01-2008, 02:04 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
abadi1713
عضو فعال
المشاركات: 196
الانضمام: Aug 2007
|
كـــعــــب الأحـــبــــار، الدكتور إسرائيل ولفنســـون
|
|
03-03-2008, 02:45 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|