الزملاء الأعزاء .
إن هدفي من استعراض هذه الشذرات المتفرقة من التطورات المنتظرة في المكون المادي لعالم الغد ليس أكثر من تلوين الصورة و إثارة الخيال و الدعوة كي يساهم كل منا في عرض التصورات عن المستقبل .

ثانيا: العقل البشري الإليكتروني .

ربما يكون أهم تطور تكنولوجي متوقع خلال السنوات 30 القادمة هو تداخل التركيب الكربوني و السيليكوني في جسم الإنسان ، و سيكون أهم تطبيقات هذا المنحى عن طريق توصيل "interfacing" الهارد وير بالعقل البشري ، و يمكن بذلك تكامل العقل البشري مع الكمبيوتر الذي سيفهم كيف يعمل العقل البشري و يتواصل معه ، و من التكرار القول أن النتيجة تصبح خطوة هائلة إلى الأمام ، لأنه سيمكن التعامل مع العقل البشري كمكون ضمن منظومة معلوماتية متكاملة ( بشرية – اليكترونية ) ، و يمكن بذلك أيضا تأمين ذاكرة قوية دائمة خلال رقائق اليكترونية متصلة بالمخ مباشرة و تعمل الذاكرة الأليكترونية بالتواصل عضويا بالمخ ، و ستكون غير قابلة للتلف أو الضعف كخلايا المخ العضوية ، وهناك أبحاث متقدمة تمت بالفعل بهذا الخصوص في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا (MIT) Massachusetts Institute Of Technology.
و هذا التطور الثوري سيكون بتضافر العلوم الطبية و الهندسة المدنية و الكمبيوتر و أيضا العلوم الحربية، و بمساعدة البرامج الإليكترونية سيمكن إصلاح أي عطب في أعضاء الجسم البشري و دفعها للعمل بشكل صحيح ثانية ، ويمكن بتوصيل العقل بالنظم المعلوماتية تلقي الإشارات من المخ مباشرة و ترجمتها إلى صور أو حتى أحاسيس ، كما يمكن إرسال الأوامر و التعليمات إلى المخ مباشرة للتنفيذ ، و هذا الإتصال بين المخ و الشبكات الإليكترونية يمكن أن يحدث للإنسان و الحيوانات على السواء ، وهناك تجارب أجريت بالفعل للرؤية خلال عين قطة عن طريق توصيل أعصاب الرؤية خلف العين بأجهزة تقوم بترجمة الإشارات و عرضها كصور على شاشة .
كذلك سيمكن إستقبال الإشارات من أعين البشر مباشرة على البعد خلال إرسال الصورة عن طريق جهاز إرسال ترانزسستور ، أي تتحول العين البشرية إلى كاميرا فيديو عن بعد ، و هناك بالفعل تجارب واعدة في هذا المجال . و من المنتظر أن يتم تحقيق كل الإنجازات السابقة بشكل عملي و تجاري في العام 2035 على الأكثر .

ثالثا : استنساخ الخلايا الجزعية Stem Cells. .

الخلايا الجزعية هي خلايا تتميز بإمكانية التطور إلى العديد من أنواع الخلايا المختلفة الموجودة في الجسم ، و هي بذلك تعمل كنظام إصلاح داخلي لأعضاء الجسم ، و يمكن لتلك الخلايا الإنقسام نظريا لتعويض أي عدد من الخلايا الأخرى داخل الجسم طالما ظل حيا ، و عندما تنقسم الخلية الجزعية فإنها تمتلك القدرة على تكوين خلية جزعية جديدة أو أي خلية وظيفية متخصصة أخرى مثل الخلية العصبية أو العضلية أو خلية الدم أو الخلايا المخية ، وهناك نوعان من تلك الخلايا أحدهما embryonic stem cells و تلك الخلايا تستخرج من الأجنة في مراحل النمو المبكرة ، و النوع الثاني هو adult stem cells و توجد في أنسجة الناضجين ، و نظرا للخصائص الفريدة لتلك الخلايا الجزعية أصبحت وسيلة واعدة للعلاج الطبي ،و يمكن الحصول عليها إما عن طريق الأجنة أو من النخاع داخل العمود الفقري ، و جميع التجارب التي تمت إلى الآن أجريت على خلايا أجنة الفئران ، (mES) أو خلايا الأجنة البشرية (hES). ، و كلاهما له نفس الخواص الخلوية ،و بالرغم من مرور 20 سنة من بداية إجراء التجارب على الخلايا الجزعية إلا أنه لا توجد حتى الآن أساليب معتمدة لإستخدام الخلايا الجنينية في علاج البشر من الأمراض او تعويض النسجة الحية التالفة ، نظرا لأن تلك الخلايا تكون في حاجة إلى محفزات خاصة و معقدة كي تنتج نوعا محددا من الخلايا المطلوبة و إلا لتوالدت الخلايا بشكل عشوائي منتجة العديد من الخلايا المطلوبة و غير المطلوبة مسببةteratoma و تدمير الجسم.
يعتقد الباحثون الطبيون أن العلاج باستخدام الخلايا الجزعية سيحدث تطورا دراميا في التغلب على الأمراض و إطالة عمر الإنسان ، و هناك بالفعل عدد من أساليب العلاج ولكن باستخدام الخلايا الجزعية للبالغين ، على سبيل المثال في علاج اللوكيميا ( سرطان الدم ) ، و من المتوقع أنه سيكون متاحا في المستقبل إستخدام أنواع من التكنولوجيا القائمة على أبحاث الخلايا الجزعية في التغلب على أمراض خطيرة مثل السرطان و مرض باركنسون ،و لكن الأمر ما زال في حاجة لمزيد من الأبحاث و التوعية الجماهيرية و أيضا الحوارات الأخلاقية العميقة ،و سوف يحدث ذلك في المستقبل بالتأكيد ، و هناك بالفعل أبحاث مكثفة تجرى الآن على الخلايا الجزعية في كل مكان من العالم المتقدم .
هذا لا ينفي أن قضية العلاج بالخلايا الجزعية هي قضية خلافية و لها جانبها الفلسفي و الأخلاقي ، بالطبع ليس كل قضية العلاج بالخلايا الجزعية هي محور الخلاف ، بل فقط العلاج باستخدام الخلايا الجزعية المستخرجة من الأجنة البشرية ، لأن التكنولوجيا المستخدمة في ذلك كانت تؤدي إلى تلف الأجنة أو استنساخها ،يخشى معارضو تكنولوجيا الخلايا الجزعية أن تؤدي إلى الإستنساخ البشري تدريجيا ، كما يرون الأجنة حتى في مراحلها الأولى حياة بشرية جديرة بالحماية ، بينما مؤكد مناصرو تلك التكنولوجيا على أهميتها الطبية و أنها لن تجرى سوى على أجنة متبرع بها و برضاء كامل من الآباء الواهبين ، هذا الجدل سوف يدفع السلطات في العالم المتقدم على وضع إطار قانوني و اخلاقي لإستخدام الخلايا الجزعية في العلاج ، و هناك تطورات أساسية حدثت لصالح المؤيدين في الأعوام الأخيرة ، فقد أمكن إستخراج تلك الخلايا من أجسام وحيدة الجنس أي غير ملقحة (single-cell biopsy) و بالتالي لن تتم التجارب و العلاج لاحقا باستخدام أجنة بالمعنى العلمي ،و قد شهدت الولايات المتحدة تذبذبات عديدة في التشريعات التي تبيح او تمنع إستخدام أجنة بشرية سواء عن طريق التخليق او الإتلاف في أبحاث الخلايا الجزعية ،و لكنها أصبحت تتجه نحو المزيد من الإباحة حتى تحت قيادة جورج بوش المحافظة ، الذي لم يفلح في حظر تلك التجارب .

Array
بعد 50 سنة ؟
اتوقع ان يكتب احد احتجاج في هذا النادي على ما تفعله تركيا بالاكراد .
و شكرا للزميل بهجت على هذا الموضوع الجميل .
و شكرا لمن رفع هذا الموضوع الهام جدا .

:97:
[/quote]
كلك ذوق .
أنتظر مشاركتك
أما عن الإحتجاج فأشك أنه بعد 50 سنة ستكون هناك تركيا او اكراد أو حروب .

حققت Exxon و هي أكبر شركة طاقة أمريكية أرباحا صافية تجاوزت التسعة و الثلاثين مليار دولار العام الفائت أي أن كل ثانية تمضي أعطت المساهمين 1270 دولار خالصة من النفقات و الضرائب، و بما أن المصادر محدودة على هذا الكوكب الذي حشرنا فيه مع العديد من محاور الخير و الشر فإن أرباح Exxon و غيرها تأتي بشكل أو بآخر من جيوبنا نحن، شعوب العالم الحر و غير الحر.

قيمة النقد في أيدينا تتناقص يوما بعد يوم و كذا فرص تحقيق الدخل، فالتضخم لا يرحم أحد، و من نجا هو و عملته من ترنح الدولار أصبح ماله القوي هما ثقيلا على من يريد أن يشتري منه ، أي أن العالم بشكل عام آخذ بالتوجه نحو الفقر لصالح قلة ممن أنعم الله عليهم بالقوة و المال، و هذا ليس مستغربا إذا سلمنا بمحدودية المصادر على كوكبنا و الطبيعة الاستهلاكية التي تتفشى بين الناس ، فلا يمكن للناس أن يعيشوا كالأمريكان دون أن يموت غيرهم ، و لو صار النمط الاستهلاكي للامريكي المتوسط هو السائد على أرضنا للزمنا ست كرات أرضية من المصادر و هذا النمط يستهلك مايزيد عن ضعف المعدل الأوروبي الذي يكتفي بكرتين أرضيتين و نصف.

إن العدالة في توزيع المصادر الطبيعية على سكان الأرض اليوم ليست تنظيرا سياسيا بل هي حاجة اليوم و نحن على مفترق طرق خطير يعيدنا إلى الإقطاع و العصور الاستعمارية بشكل مبتكر ، و إن لم تكن العدالة عملية أو منطقية فلنتخلص من الجزء غير المنتج من الأرضيين حتى نحافظ على العيش الرغيد للمنتجين.

نعيش اليوم كأرضيين مشكلتان أساسيتان، الأولى هي النمو الذي يفوق حجم المصادر، و الثانية هي استيعاب المشكلة الأولى.

(f)(f)

الصديق العزيز بهجت[b]

لفت نظري في تعقيبك الأخير جملة
أشك بعد خمسين سنة أن تكون هناك تركيا والأكراد

وهي تأخذ الموضوع إلى منحى تطور الدول وانقسامها، وذوبان الإثنيات

يهمني أن أقرأ ومن قلمك الرائع والموسوعي نبوءاتك حول هذا الموضوع فهل تفسح لنا المجال للتعمق فيما يدور في خلدك

ولي عودة أيها الصديق الرائع

دمت ودام جميع المشاركون
الليبرالي

(f)(f)

الطريقة الوحيدة للعثور على حدود الممكن هي الذهاب وراء هذه الحدود إلى غير الممكن .
الزملاء المحترمون .(f)
جميع المشاركات مرحب بها على نفس القدر ، و اسمحوا لي ألا أفسد مشاركاتكم بتعليقات ستكون غالبا سطحية و تقليدية في موضوع غير تقليدي ، دعونا نرى هذا الشريط كنافذة نطل منها جميعا على المستقبل و نطلق العنان لأفكارنا حتى ولو لم تكن من نوعية ما أطرحه من أفكار ( منضبطة نوعا ) ، فالطريقة الوحيدة لمعرفة الممكن هي الذهاب وراء هذه الحدود إلى غير الممكن ، إن عدم تعليقي على كل مداخلة طويلا لا تعني أنني لم أقرأها عميقا ، و لكني لن أكون معلقا بارعا عند الحديث عن المستقبل ،و في الحقيقة لا يوجد قط مثل ذلك المعلق البارع عن المستقبل ، فلا حدود لما يمكن أن يحدث ، و عندما يقول إنسان عاقل أن ثمة شيء ممكن ، يكاد يكون من المؤكد أنه على صواب ،و لكنه إذا قال أن ثمة شيء غير ممكن ، فإن الإحتمال الغالب جدا أنه على خطأ ، ولو نظرنا إلى الماضي القريب .. إلى العالم منذ 40 سنة في الستينات كنا كمن يذهب إلى العصر الجوارسي الذي انتهى منذ 135 مليون سنة ، و ليس من المدهش ان يشعر بعضنا انه عاش نصف تاريخ البشرية ، لأنه كان واعيا للتطورات التي حدثت منذ هبوط الإنسان على سطح القمر إلى اليوم .
الأخ A7mad (f)
Arrayبالمناسبة الstem cells بتاعتك اللي انت فرحان بيها اتوقف البحث(ايوا اتوقف قانونا...بقى ممنوع) فيها واتحرم العالم كله من فوائدها بسبب اوامر جت لبوش على خط التلفون الالهي المباشر ان البحث في هذه المنطقه بينزفز ابنه الدلوعه يسوع .[/quote]
سوف اقتبس جزءا من مداخلتي عن هذه القضية ،و هي " إن قضية العلاج بالخلايا الجزعية هي قضية خلافية و لها جانبها الفلسفي و الأخلاقي ، بالطبع ليس كل قضية العلاج بالخلايا الجزعية هي محور الخلاف ، بل فقط العلاج باستخدام الخلايا الجزعية المستخرجة من الأجنة البشرية ، لأن التكنولوجيا المستخدمة في ذلك كانت تؤدي إلى تلف الأجنة أو استنساخها ،يخشى معارضو تكنولوجيا الخلايا الجزعية أن تؤدي إلى الإستنساخ البشري تدريجيا ، كما يرون الأجنة حتى في مراحلها الأولى حياة بشرية جديرة بالحماية ، بينما مؤكد مناصرو تلك التكنولوجيا على أهميتها الطبية و أنها لن تجرى سوى على أجنة متبرع بها و برضاء كامل من الآباء الواهبين ، هذا الجدل سوف يدفع السلطات في العالم المتقدم على وضع إطار قانوني و اخلاقي لإستخدام الخلايا الجزعية في العلاج ، و هناك تطورات أساسية حدثت لصالح المؤيدين في الأعوام الأخيرة ، فقد أمكن إستخراج تلك الخلايا من أجسام وحيدة الجنس أي غير ملقحة (single-cell biopsy) و بالتالي لن تتم التجارب و العلاج لاحقا باستخدام أجنة بالمعنى العلمي" ،
و قد شهدت الولايات المتحدة تذبذبات عديدة في التشريعات التي تبيح او تمنع إستخدام أجنة بشرية سواء عن طريق التخليق او الإتلاف في أبحاث الخلايا الجزعية ،و لكنها أصبحت تتجه نحو المزيد من الإباحة حتى تحت قيادة جورج بوش المحافظة ، الذي لم يفلح في حظر تلك التجارب .وهذا ملخص بالتشريعات و التمويل المرتبط بهذا الموضوع حديثا في الولايات المتحدة .
1995 - U.S. President Bill Clinton signs into law the Dickey Amendment which prohibited federally appropriated funds to be used for research where human embryos would be either created or destroyed.
02 November, 2004 - California voters approve Proposition 71, which provides $3 billion in state funds over ten years to human embryonic stem cell research.
2001-2006 - U.S. President George W. Bush endorses the Congress in providing federal funding for embryonic stem cell research of approximately $100 million as well as $250 million for research on adult and animal stem cells. He also enacts laws that restrict federally-funded stem cell research on embryonic stem cells to the already derived cell lines.
5 May, 2006 - Senator Rick Santorum introduces bill number S. 2754, or the Alternative Pluripotent Stem Cell Therapies Enhancement Act, into the U.S. Senate.
18 July, 2006 - The U.S. Senate passes the Stem Cell Research Enhancement Act H.R. 810 and votes down Senator Santorum's S. 2754.
19 July, 2006 - President George W. Bush vetoes H.R. 810 (Stem Cell Research Enhancement Act), a bill that would have reversed the Clinton-era law which made it illegal for federal money to be used for research where stem cells are derived from the destruction of an embryo.
07 November, 2006 - The people of the U.S. state of Missouri passed Amendment 2, which allows usage of any stem cell research and therapy allowed under federal law, but prohibits human reproductive cloning.[42]
16 February, 2007 – The California Institute for Regenerative Medicine became the biggest financial backer of human embryonic stem cell research in the United States when they awarded nearly $45 million in research grants.[43]
شخصيا ..لا أجد سببا كي نعادي مثل هذه الأبحاث و الإنجازات الهامة حتى لو واجهت صعوبات في الولايات المتحدة ، إننا كمصريين محافظون بشكل بالغ جدا و نعادي التقدم بمختلف صوره بشكل غريزي ، وهذه ظاهرة محزنة و ليست مما يفخر بها أحد ، إن أي نقد للثقافة الأصولية السائدة في مصر ليست تحقيرا من قدر المصريين ،و لكنها أشبه بصوت النفير كي يستيقظ المصريون من سباتهم الطويل و يلحقوا بركيب الحضارة ، دعوة كي ينتموا لمستقبل العالم و ليس لماضيه ، لثروته و ليس لفقره ، لسعادته و ليس لشقائه ،و بمقدار الغيبوبة لابد ان يكون صوت النفير عاليا بل و منفرا و قبيحا أحيانا.
الأخ زياد .(f)
رؤية نافذة .. أتفق معك فيها .
بل هذه القضية بالذات كانت موضوعا لشريط طرحته بعنوان (كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟, الماضي .. الحاضر .. المستقبل)
اضغط هنا
و يسعدني اتفاقنا .

الأخ العزيز الليبرالي .(f)
يسعدني مشاركتك .. و كم أتمنى أن أكون عند حسن ظنك .
مستقبل الدولة القومية هو أحد التحديات الأساسية التي ستواجهنا خلال ال50 سنة القادمة ،و هذه التحديات هي ما أتمنى أن نطرحها جميعا و أن تشاركنا في طرحها أيضا ، فقط أطلب وقتا محدودا كي نفرغ ولو في عجالة من تلوين الصورة أو الخلفية للمكون المادي من حضارة المستقبل ( 50 سنة ) ، وهذا ما نفعله في المداخلات القليلة القادمة .
عزيزي ..
إن التفاؤل اللامحدود و التشاؤم اللامحدود بالمستقبل كلاهما يتساوى في مبرراته ،و لا أجد أي مكسب يمكن ان نحرزه بالتشاؤم ولا يمكن تحقيقه عندما نتفائل ، لهذا أفضل أن ننظر للمستقبل و نحن نرقب الشمس المشرقة بدلا أن نربطه بتلك الآفلة ، إن ظهور الإنسان وبقائه على هذه الأرض معجزة كاملة و تبرر كل الآمال .

عزيزى بهجت
لك التحية الجميلة لأنك جميل دائما

وللعزيز بيوتيفل مايند الذى أعجبتنى مشاركاته فى هذا الموضوع الرائع
وكنت قد سمعت مؤخرا محاضرة من الدكتور زويل عن نفس هذا المعنى ولكن أكثر ما شدنى فى التغيرات المتوقعة مستقبلا هو التطور الطبى بل الطفرات الطبية فى الهندسة الوراثية أو الهندسة الجينية كما اسماها الدكتور زويل

عالم بلامرض
عالم بلا حروب
عالم بلا كراهية
عالم بلا جوعى
عالم بلا مرضى
عالم بلا دجل

هو عالم فى قلبى دائما وأحلم به ليل نهار وعندى ثقة ان الإنسان سيحققه يوما لأنه لا حدود لقدارته وأنا اليوم مؤمن اشد الإيمان بالإنسان وقدراته وأعترف اننى طالما قللت منه ولكنه بالفعل يستحق منى ومنا جميعا الإنحناء احتراما لتاريخة البطولى ولإنجازاته الأسطورية فشتان بين الوقت الذى كان يبيت على الأشجار وفى الكهوف وبين الآن حين يتحكم فى الجنس البشرى ويبحث عن علاج لأمراض الطفل قبل ان يولد

فليحيا الإنسان صانع المعجزات

أي تكنولوجيا متقدمة تقدما كافيا لا يمكن تمييزها عن السحر .

أرحب بداية بالعزيز بني آدم ، و أشاركه حلمه الجميل.
الزملاء المحترمون .
هذه المختارات هي مجموعة من التوقعات في مجالات متعددة أعددتها بناء على متابعتي المتواضعة للتطورات التكنولوجية و العلمية في العالم ، و لهذا فهي ليست نوعا من الخيال العلمي ، بل مجرد توقعات مبنية على انجازات علمية و بحثية تمت بالفعل أو في سبيلها لذلك ، و عندما راجعت تلك التوقعات وجدتها متواضعة ، و لكني قررت الا أعدلها بل أترك للزملاء الذين يمتلكون خيالا أخصب و جسارة عقلية و روحية أكبر أن يضعوا هم تصوراتهم و توقعاتهم ،و أن يقودونا إلى عالمهم الجديد الحافل بالأمل ، إن أي تكنولوجيا متقدمة تقدما كافيا لا يمكن تمييزها عن السحر ، فهل لدينا بعض السحرة أم هم يخشون تطبيق حد السحر في إمبراطورية الظلام العربية ؟.

رابعا : كمبيوتر المستقبل .

نعلم أن الكمبيوتر يتكون من ترانزسستورات و أسلاك و يعمل بالكهرباء ، و لكن كمبيوتر الغد سيتكون من ذرات و ألياف و ضوء ، كمبيوترات المستقبل لن تكون ذات مقاسات صغيرة جدا فقط بل بعضها لن يكون حتى مرئيا ، فسوف تكون هناك كمبيوترات بيولوجية متناهية الصغر ( نانو ) تجول داخل جسمك بحثا عن أي اختلالات في نشاط أعضاء الجسم ووظائفه ، و ستكون هناك شبكات عملاقة من الكمبيوترات في ملابسك و بيتك و سياراتك تؤدي وظائف مختلفة دون حتى أن تشعر بوجودها ، لن يكون سهلا فهم النظريات التي تعمل بها تلك الكمبيوترات ، و نحن نعلم بالفعل المشاكل التي تواجهنا في فهم نظرية الكم المثيرة (الكوانتم) ، فما بالك لو كان هناك ما يسمى بالكمبيوتر الكمي quantum computers، و علينا أن نتخيل وجود مليارات من الكمبيوترات القوية و التي تحاكي حجم الهباء تحيطنا في كل مكان و تغير نوعية الحياة في المجتمعات البشرية ، و علينا مبدئيا أن نحاول معرفة ماذا يعني كل من .
Quantum Computers
Optical Computers
DNA Computers
هناك قانون معروف في الكمبيوتر هو قانون Moore's law ( أحد مؤسسي شركة IBM )، و هو يقول ببساطة أنه يمكن مضاعفة عدد الترانزسسوترات التي يمكن تعبئتها في نفس الحيز كل عام ، و لتصور ذلك علينا أن نعرف أن آخر الشرائح التي تنتجها شركة انتل حاليا تحتوي على مليار ترانزسستور ، و الكمبيوترات تزداد قدرة على الدوام و لكن أسعاراها تهبط أيضا ، وسوف يستمر هذا الإتجاه و لكن مع وجود آفاق ثورية غير متصورة نتيجة إستخدام تكنولوجيا معينة تسمى "through-silicon vias" ، هذه التكنولوجيا ستساعد على تعبئة المكونات في حيز أصغر كثيرا منتجة كمبيوترات تتميز بقدرات فائقة ، و يتوقع العلماء أنه بحلول عام 2020 على الأكثر سيكون لدى العديد منا 3 أجهزة رقمية على الأقل مغزولة في ملابسنا ، تقوم تلك الأجهزة بالعديد من الأعمال من تشخيص الأمراض التي قد نصاب بها إلى إعطاء الأوامر إلى برنامج ماكينة الغسيل .
يحمل المستقبل ما يمكن أن يسمى Proactive Computing ، و هو يعني عالم من الكمبيوترات النشطة و التي تعمل بمبادرة من نفسها لأجل مصلحتنا أي أنها أشبه بالمساعد الشخصي أو مدير مكتب رئيس المؤسسة ، فمع وجود الألوف من أجهزة الكمبيوتر الهبائية و لكنها القوية أيضا ، ستكون هناك حاجة للسيطرة عليها خلال عدد محدود من الكمبيوترات الرئيسية ، و بعضها سيكون له مستشعرات و يقوم بإجراءات خاصة به .
و سيمكن في المستقبل القريب تصنيع كمبيوتر مفكر أي أنه سيفكر لنفسه بنفس الآلية التي يفكر بها عقل الإنسان ، كذلك سيمكنه إعداد البرامج الخاصة به و بنفسه أي أنه سيطور نفسه و سيصنع غيره أيضا ، و تقوم وكالة ناسا NASA بتبني مشروع لإنتاج كمبيوتر يتخذ قرارات سريعة بناء على مايراه خلال مستشعرات فائقة الحساسية ، وهذا الكمبيوتر هو الذي سيقود مركبات الفضاء و يتخذ القرارات الخاصة بنقاط الهبوط خلال الرحلات في الفضاء ، و يعمل هذا الكمبيوتر بواسطة مجموعة متداخلة من الشبكات المركبة تشبه الأعصاب و يطلق عليها “synapses”.

خامسا : التطور في الإتصالات .

سوف تختلف الاتصالات في المستقبل كلية عن تلك القائمة حاليا ، فالتطور الحديث في التصوير و المسح ثلاثي الأبعاد سيجعل التواجد الإفتراضي في أماكن عديدة إحتمالية واقعية تماما ، و هناك بالفعل أبحاث ناجحة أجريت في أكثر من مكان تجعل عمل مسح ثلاثي الأبعاد لوجه إنسان يتم خلال جزء من الثانية ، و في هذا المجال نجحت مجموعة من المعاهد البحثية في تصنيع جهاز يقوم بعرض صورة ثلاثية الأبعاد "real 3D images" في الفضاء حيث لا يوجد حقيقة سوى الهواء ، و يتم ذلك باستخدام نوع معين من التكنولوجيا و هذه الصورة تتكون dot arrays ، و هذا معناه أن المشاهد سيرى أمامه عالما مجسدا من الصور لأحداث تجري بعيدا جدا و كأنها تتم أمامه مباشرة ، و بالقطع ستكون وثبة عملاقة إلى الأمام عندما ننتقل من التكنولوجيا المستخدمة الآن رغم روعتها إلى اليوم الذي سيمكنك أن تجلس و تشاهد أمامك في الفراغ صورة مجسمة لحفل سيمفوني يقام بالفعل على مسافة آلاف الكيلومترات ،أو مجموعة من رواد الفضاء يتحركون على سطح القمر أو فاتنات السينما في حفل توزيع جوائز الأوسكار يرفلن في ثيابهن الفاضحة !.
أما على مستوى الإتصالات الشخصية فسيمكنك خلال أسوارة على معصمك متابعة البرامج التلفزيونية أو استقبال المكالمات المرئية من على بعد مسافات شاسعة ، كما سيمكن نقل مئات الأفلام في نفس الوقت إلى مئات من دور العرض خلال كوابل الألياف الضوئية في نفس الوقت بحيث يتم عرضها جميعا في وقت واحد في مختلف بلدان العالم .

سادسا: تكنولوجيا النانو Nanotechnology
.

النانوتكنولوجي هو تعبير يستخدم للإشارة إلى عدد كبير من أنواع التكنولوجيا ولا تشترك سوى في أنها تعمل على أشياء صغيرة للغاية تقاس بوحدة النانو ،و النانومتر يساوي واحد على مليار متر ، و للمقارنة مثلا علينا أن نعرف أن قطر شعرة الإنسان تساوي 100,000 nm ، و بالرغم من وجود الأشياء التي تصل إلى أحجام متناهية الصغرإلا انه لم يمكن مشاهدتها سوى حديثا ، و ربما تكون البداية الحقيقية عام 1985 عندما اكتشفت مادة buckminsterfullerene (buckyball) ، وهي مادة كربونية ، و عندما اكتشف الياباني Sumi Ijima النابيب النانو عام 1991 ، و حتى الان فهناك عدد قليل من المنتجات التي تم انتاجها وفقا للنانو تكنولوجي و جرى طرحها في الأسواق مثل مصباح “jumbotron lamp و التي تنير العديد من الأستادات الرياضية في العالم ، و بامبرز السيارات و مستحضرات التجميل و الملابس التي لا تتسخ ،و لكن هناك العديد من إستخدامات النانوتكنولوجي في سبيلها للوصول إلى الأسواق ، مثل أجهزة التحكم في الأدوية و خاصة أدوية الأعصاب و المخ ، و فنيات تقسيم السرطانات ، التشخيص الطبي في الزمن الواقعي ، استشعار التلوث بالكيماويات و السموم المنتشرة جوا ، تطوير الخلايا الشمسية ، تطوير الكمبيوترات .
أما الإختراق الكبير لهذا النوع من التكنولوجيا فمن المتوقع أن يكون خلال ال 20 سنة القادمة ، حيث ستتأثر حياة كل إنسان بتكنولوجيا النانو ، وأهم إمكانية للنانو تكنولوجي هي في السيطرة على تركيب المواد على مستوى الجزيئ و الذرة و بالتالي تغيير الخواص الطبيعية للمواد كلية ، و النتيجة ستكون ابتكار مواد ذات صفات غير موجودة في الطبيعة أصلا ، منها مواد لها صلابة تعادل 15 مرة مثل صلابة الحديد ، و من أقسام النانوتكنولوجي نجد أنبوب النانو الكربوني ، , DNA .... .و باستخدام هذه التكنولوجيا سيمكن إنتاج مواد عديدة تحل محل الخامات القابلة للنضوب و التي تنتجها الدول النامية عادة ، و هذا التطور سيعمل على زيادة الهوة بين الدول الغنية و الأخرى الفقيرة التي ستفقد موردا هاما للحصول على العملة الحيوية لها ، رغم انها ستساعد على الخفاظ على الموارد المتاحة على الكرة الأرضية .
للموضوع بقية سريعة .. هانت :D:

الأخوة متابعو و مشاركو الشريط .
سأتجاوز التطور في االمواصلات مكتفيا بمداخلة بيتوفل مايند في هذا المجال .
.........................................

سابعا : طب المستقبل .

ستشهد السنوات الخمسين القادمة ثورة طبية شاملة ، و ستعتمد الثورة الطبية على الإنجازات الغير قابلة للتصديق و التي تم تحقيقها بالفعل أو هي في طريقها إلى ذلك ،هذه الإنجازات في مجالات متنوعة للغاية تشمل : النانوتكنولوجي ، التكنولوجيا الحيوية ، و الكمبيوتر، و المعلومات المتحصل عليها من فك شفرة الجينوم البشري human genome ، و غيرها من المجالات العلمية و الفنية الأخرى ، ومن المجالات الطبية التي ستشهد تطورات كبيرة : المستشعرات الحيوية Biosensors ، الوصلات المخية – الكمبيوتر Brain-computer interface ، روبوتات الرعاية الطبية Care giving robots ، التشخيص بالاستعانة بالكمبيوتر ، Computer aided diagnosis ،أجهزة الإمداد بالأدوية Drug delivery devices ، أجهزة السيطرة الجسمانية و الإنفعالية Emotional/physical control devices ،العلاج و التركيبات الجينية Gene therapy/manipulation ،التشخيص و المراقبة المنزلية Home/self monitoring & diagnosis ،استبدال الأعضاء التالفة و تعهدها بالنمو Organ replacement / growing organs،الجراحة باستخدام الروبوت Robotic surgery ،التشخيص الجيني و الجزيئي Molecular and genetic diagnostics ، و غيرها كثير .
بالرغم من النجاح الباهر للأنظمة الدوائية خلال القرن 20 إلا أنها لم تعد مقنعة للعلماء فمن المعروف أن الأدوية المستخدمة حاليا هي وليدة الإكتشاف عن طريق التجربة و الخطأ ، و بالرغم أن هذه الطريقة أنتجت العديد من الأدوية المفيدة إلا أنها كانت مضيعة للوقت من وجهة نظر العلماء ، أما دواء المستقبل فسيتم تصميم مكوناته حتى مستوى الجزيئ لتأدية وظيفة محددة بإستخدام الكمبيوتر كأي مشروع هندسي ، ثم يجرى تصنيعه باستخدام تكنولوجيا النانو ، وهذا الأسلوب يتم حاليا تطبيقه عمليا و لكنه مازال في طور البداية ، ومع دخوله حيز التطبيق التجاري سيفتح هذا الإتجاه أفاقا لا حدود لها .

ثامنا : السيطرة على المناخ .

مع منتصف القرن الحالي ستكون التنبؤات الجوية غاية في الدقة و الإحكام بسبب التطورات المنتظرة في الأقمار الصناعية و أجهزة القياس ، مما سيساعد العلماء على فهم أكثر دقة للسياقات المناخية على الأرض ، و لاحقا سيمكن أيضا التحكم في المناخ نفسه ، و ستعمل الحكومات في الدول المتقدمة على إجراء تعديلات مناخية ، بحيث يمكن زيادة المحاصيل و التغلب على التصحر عن طريق التحكم في الأمطار ، و سيمكن تقليل الآثار المدمرة للأعاصير ، كما يمكن أن تظهر استخدامات عسكرية لهذه الفنيات مثل تهيئة جو صحو لتنفيذ عمليات قتالية او سيول لإعاقة تقدم قوات العدو . بل و يأمل العلماء أن يستطيعوا تجنب وصول مثل إعصار كاترينا إلى الشواطئ يوما ما .

تاسعا : محاصيل تقاوم الجفاف و الملوحة.

توصل فريق من العلماء الى اكتشاف مهم في سبيل فهم الجينات التي تمكن بعض النباتات من مقاومة الجفاف. وقال العلماء الذين يقومون بابحاثهم في فنلندا والولايات المتحدة أنهم وجدوا الجين الذي يتحكم في كميات ثاني اكسيد الكربون التي تستوعبها النباتات وبخار الماء الذي ينبعث منها. ويعتقد أن هذه المعلومات ثمينة جدا في أبحاث الانتاج الغذائي والتحكم في ظاهرة التغير المناخي، حيث تلعب النباتات دورا بيئيا حيويا بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الهواء. وينبعث بخار الماء من النباتات عبر نفس المسام التي تستوعب منها ثاني اكسيد الكربون، وفي حالات الطقس الجاف للغاية، يمكن للنبتة أن تخسر 95 بالمئة من تلك المسام. ويحاول العلماء ايجاد الجين الذي يتحكم في فتح واغلاق تلك المسام منذ عقود، وهو ما يقول الفريق العلمي الفنلندي-الامريكي أنه توصل اليه. ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف سيمكنهم من تعديل النباتات وراثيا بحيث تستمر في استيعاب ثاني اكسيد الكربون بينما تسمح بانبعاث كميات اقل من البخار عبر مسامها، مما سيمكنها من مقاومة الجفاف لفترات أطول. ويقول البروفيسور جاكو كانجاس جارفي من جامعة هلسنكي ان هذا الاكتشاف أول خطوة في تطوير نباتات مماثلة، ولو أن ذلك قد يتطلب اعواما. وانجز الخبراء تجاربهم على نبتة الرشاد، لكنهم يقولون ان هذا الاكتشاف يمكن تطبيقه على مختلف النباتات الغذائية، بل حتى على الارز ، وهناك أبحاث في هذا المجال تحديدا ستمكننا من مضاعفة كمية الأرز المنتج، ويعتقد أنه قد يمكن استغلال هذا الاكتشاف على أرض الواقع في غضون العشرين عاما المقبلة ، و هذا الإنجاز سيمكن العلماء من استصلاح الصحارى الشاسعة ، كما أن هناك أبحاث واعدة في استخدام مياه البحر في ري بعض النباتات المعدلة جينيا و المقاومة للملوحة .
............................................................................................................
هذه مجموعة من التطورات التكنولوجية يمكن حصرها كرؤوس مواضيع ، بعضها سيكون في طور الإستخدام خلال ال 50 سنة القادمة و الآخر في البدايات الأولى او في مرحلة التجارب ،و لكن العالم سيكون قد تغير كلية .و سوف أتثبتها هنا
1- تكنولوجيا إطالة الحياة و صناعة الحيوات المخلقة .
2- إصلاح أو تركيب ال DNA.
3- إصلاح الأعضاء البشرية و تنميتها .
4- هندسة المواليد و تصميم الأجسام. ( التحديد المسبق لصفات المواليد )
5- التسجيل الكامل للحياة بشكل ديجتال .
6- توليف جزيئات المادة وفقا للرغبات و الإحتياجات .
7- التطورات في الروبتات و قيامها بالعديد من المهام .
8- النقود الديجتال .
9- الوجود و العوالم الإفتراضية . Virtual presence& worlds
10- إعداد الأدوية بشكل شخصي Personalized drugs
11- الآليات التي تعمل بلا سائق .
12- كمبيوترات تعمل بأسلوب مماثل للعقل البشري .
13- الاستنساخ البشري Human Cloning
14- السكنى في الفضاء و انتشار المركبات الفضائية .
15- نباتات مقاومة للجفاف و المياه المالحة .
.................................................................
بعد وقفة بسيطة لإلتقاط الأنفاس سنذهب إلى التحديات التي تواجه المستقبل .. و لكني سأرحب بأي مشاركة حول التطورات التكنولوجية في المستقبل في أي وقت .

(f)(f)

الصديق بهجت والأصدقاء جميعاً

إن التحكم بالمناخ هي واحدة من أمنيات الجنس البشري منذ القدم
وكانت الآلهة لمناجاة التحكم بالظواهر المناخية الجامحة

إلا أن السيطرة على المناخ بمعنى التحكم بكميات المطر وصنع التيارات المطيرة وتوجيهها هو هاجس لتلك الدول التي تعاني من التصحر والعطش، والأخرى التي تعاني من الفيضانات وتلك تكون أشد قسوة من الأولى .

لا أدري الكيفية، ربما الحديث عن ذلك أشبه بالخيال العلمي، لكن لما لا ؟
فجميع المنجزات العلمية كانت كذلك في بداياتها
والآن باتت ثوابت وبديهيات

موضوع الطاقة النظيفة، والموارد المستدامة والانفجار السكاني المستمر خاصة في الدول الفقيرة وتراجع الولادات لحدود مقلقة في الدول المتقدمة، الخطر من حرب عالمية تقضي على الجنس البشري وربما أغلب الكائنات، هي من التحديات الكبيرة التي سنبقى نواجهها في المستقبل
تأثير الكومبيوترات التي ذكرتها على السلوك الإنساني على اعتبار أن الاختراعات جميعها تضفي نمط حياة مختلف، ونحن صديقي بهجت رغم سننا ننتمي إلى زمن الإنترنت لأنه غير في حياتنا وقلل من زياراتنا واحتكاكنا بالأصدقاء، لكنه بالمقابل منحنا فرصة التعبير عن ذاتنا والحوار متجاوزين الزمن والجغرافيا

نعم لكل تطور علمي انعكاسه على سلوكنا، وطبيعة حياتنا ولكل اختراع آثار سلبية أيضاً، وستتطور الجريمة أيضاً وستتطور وسائل مكافحتها، وستخلق قوانين جديدة لم تكن موجودة من قبل .

أما عن تأثير هذا التقدم العلمي وثورة الاتصالات على حياة الأمم والدول والاجتماعات فنحن بحاجة إلى بعض التبصر.

إننا نعيش في مرحلة بات العالم مكشوفاً تماماً، والخبر يصلك بألف طريقة ساعة حصوله، والصورة تنقل لك ما يدور بالعالم، حتى لتستطيع متابعة الأصدقاء من خلال أجهزة الإنترنت مثال :

Google Street
حيث تذوب خصوصية الفرد شيئاً فشيئاً فبعد الموبايل وملاحقتك بالاتصالات أينما كنت هناك طرق تعتمد الأقمار الصناعية والهواء الطلق وسيتترصدك زوجتك من شاشتها في الساعة أينما ذهبت، وهذا لعمري كارثة:)

وفي عودة إلى الدول، إن تطور الميديا قد حدت من سحر الأشخاص التي كانت سائدة في أوائل القرن الماضين، فمهما علت أسهم القائد، يبقى الفريق الخصم قادر على تعريته وتشويه سمعته ..
سيغيب عنا عصر المردة الإعلاميين، ومعهم ستغيب نظرياتهم الأيديولوجية، الحوارات المتاحة ستخفف من غلواء البشر، ربما سيستغرق ذلك زمنا لكن الجميع سيعتمدها وستشرع كل أنواع المشاكل ومقترحات الحلول وستكون هناك حكومات إلكترونية تسهل عمل جميع معاملات الدول مع مواطنيها والمقيمين فيها

في النهاية صديقي بهجت أريد اليوم الاستيضاح منك، هل من طريقة مكتشفة اليوم لتوجيه التيارات المطرية الرطبة إلى الصحارى مثلاً ؟

[color=#009900]أنتظر منك إجابة
ودمت أيها الصديق العظيم
الليبرالي

(f)(f)

Array
(f)(f)

الصديق بهجت والأصدقاء جميعاً

.....................................
في النهاية صديقي بهجت أريد اليوم الاستيضاح منك، هل من طريقة مكتشفة اليوم لتوجيه التيارات المطرية الرطبة إلى الصحارى مثلاً ؟

أنتظر منك إجابة
ودمت أيها الصديق العظيم
الليبرالي

(f)(f)
[/quote]

الأخ الليبرلي .
عزيزي .. كما أعرف ففكرة السيطرة على المناخ Weather control تداعب أحلام الإنسان منذ القدم بل هي حتى موجودة في الميثولوجيا القديمة ، و حديثا استمعت لحوار شيق بين أكاديمي مصري و صديق له حول السحابة التي كانت تظلل النبي محمد في حله و ترحاله ،و هل هي معجزة به خاصة أم هي خدمة إلهية لكل الأنبياء المكرمين !.
أعلم منذ فترة طويلة أن هناك دراسات و تجارب عديدة أجريت لتثمير السحب Cloud seeding الممطرة و هناك مؤسسات بحثية و تجارية قائمة بالفعل بهدف السيطرة على المناخ لعل أشهرها مؤسسة Weather Modification Association في الولايات المتحدة ( كالعادة ) و من الدول التي تبذل جهودا كبيرة في هذا المجال الصين ثم روسيا و لسبب معروف فكلها دول شاسعة المساحة تمتلك مناطق صحراوية جافة واسعة ، كما أنها تمتلك الكوادر العلمية و الثروة التي تمكنها من العمل في هذا المجال ، هناك اتجاه متنامي بالفعل لإستخدام تلك التكنولوجيا Cloud seeding في الصين لتوفير المياة اللازمة لزراعة المناطق القاحلة ، و تقوم تلك التكنولوجيا على إطلاق صواريخ تحمل مادة يوديد الفضة silver iodide في الجو ، أما في الولايات المتحدة فتستخدم مادة الثلج الجاف أو يوديد الفضة لحقن السحب الخفيفة من أجل تكثيف المياه بها و بهذا تتحول إلى سحب مطيرة ، و اعتقد أن مثل هذه التكنولوجيا ستكون واسعة الإنتشار لتوفير المياه اللازمة للزراعة في المناطق شحيحة المطر كشمال إفريقيا و منطقة الخليج مثلا ، فالمجاعات المتوقعة لن تخدم اجندة القوى العظمى ، فلن يكون مريحا لمن ياكل الكافيار و الفيليه المشوي ان يفعل ذلك بينما الجوعى يرقبونه من خلف الزجاج .
و لأن الشيء بالشيء يذكر ، نعلم أن الصين أعدت إجراءات لمنع تساقط الأمطار الغزيرة على الملاعب خلال الدورة الأوليمبية القادمة 2008 ، و هي تستخدم من أجل ذلك 30 طائرة و 4000 قاعدة إطلاق صواريخ و 7000 مدفع مضاد للطائرات .
و هناك أيضا الكثير من الأبحاث التي تجرى على التخفيف من آثار البراكين و الأعاصير العنيفة ( التسونامي ) و نعرف خطورة بعضها مثل التسونامي الذي ضرب جنوب شرق آسيا خاصة إندونسيا و الذي يراه المتدينون عقابا إلهيا للشعب الإندونيسي الغلبان لأنه يرقص أحيانا !، و هناك أيضا بركان الفليبين الذي أدى لإغلاق قاعدة أمريكية رئيسية هناك ، يتداول العلماء العديد من النظريات و التجارب و الأساليب المقترحة و المنشورة ،و أعتقد أن بعضها له فرصة جيدة للنجاح ، و سيكون المستقبل القريب واعدا بتقدم حقيقي و كبير في هذا المضمار ،و شخصيا فإني من الذين يؤمنون بالقدرات اللامحدودة للعقل البشري على مواجهة التحدي ، و أعتقد دائما أن كل ما هو ممكن نظريا سيمكن تحقيقه عمليا طال الوقت أم قصر .
هناك أيضا مخاوف عميقة من إساءة استخدام فنيات التحكم في المناخ ، ففي عام 1976 صدر قرار الأمم المتحدة رقم 9614 بحظر كل الفنيات الخاصة بالسيطرة على المناخ لأغراض عسكرية أو عدائية و تم التصديق على الإعلان في جنيف عام 1977، أكثر من ذلك نجد أن وزير الدفاع الأمريكي في إدارة كلينتون وليم كون يشير في مؤتمر محاربة الإرهاب عام 1997 إلى كتابات المستقبلي الفين توفلر ( له مجموعة من الكتب المترجمة منها صدمة المستقبل و تحولات السلطة ) حول الإرهاب البيئي"eco-terrorism" و الكوارث الطبيعية المتعمدة .
و لكن هناك حاليا اتجاه في الولايات المتحدة لتنظيم أبحاث السيطرة السلمية على المناخ خلال لجنة خاصة هي Weather Modification Operations and Research Board ، و بالتالي تكثيف الجهود في هذا المجال Weather control مرة اخرى .