يحاول العلمانجي دائما اقناعنا عبر اصواته ولغته بوجود هوة ثقافية بين الانسان المسلم و والانسان الاوربي والغربي عموما
و هذا خطاب تروجه اغلب حركات العلمانجية العربية بل نراه حاضرا حتى في الدراسات التحليلية لباحثين كانوا يحسبون انفسهم على اليسار المتحرر فيما مضى
بينما يتضح يوما بعد يوم بان الصراع المزعوم لا وجود له بهذا الشكل الثنائي لان ما يجمع هذا الفكر العلمانجي و الفكر الارهابي الاسلامجي هو وحدة عضوية في المنطلقات و النتائج .
فالاسلامجي ينظر الى الاخر بوصفه هوية دينية ضالة ، نصارى ويهود ، كفار مشركين تجب محاربتهم بناء على هويتهم وتوصيفهم
والعلمانجي ينظر الى المسلمين جميعا بوصفهم متخلفين لانهم مسلمين وليس لاي سبب آخر
الاسلامجي لا يميز بين الانسان كقيمة يتعين احترامها فوق كل اعتبار فكري أو ثقافي ولا يمكن ان يتصور رابط علاقة تعارفية و تواصلية معه الا (اسلم تسلم )
والعلمانجي يتصور بانه ليس في كل الامة مسلما واحد يستحق الاحترام
الاسلامجي لا يميز بين الاسلام و قراءته للنص الديني (قرآنا او حديثا )
فيجعل من التاويل و القراءة هو الاسلام نفسه
ويمكن هنا مراجعة مقال زميلنا المنار في هجر (التخنث الفكري) للدلالة
http://www.hajr-network.net/hajrvb/s...hp?t=402698899
العلمانجي يعيد تأكيد وتبني هذا المنطلق الاسلامجي كما ورد في (التخنث الفكري) بحذافيره بل ويحاسب أكثر من مليار مسلم على قراءاته الخاصة لما يعتبره اسلاما .
الاسلامجي يقرأ ايات و أحاديث الجهاد و السيف خارج سياقها الزمني فيمنحها صلاحية مطلقة بغض النظر عن التاريخ او التحقيق .
والعلمانجي ايضا يعترف علنا وضمنا انه لا يستطيع احترام النبي والقرآن والاسلام مستشهدا لتبرير ذلك بنفس ادلة الروايات والايات التي يستعملها الاسلامجي ، وخارج دلالتها التاريخية .
عندما وضع الرسام الدنماركي قنبلة على رأس الرسول (بالرسم ) ثارت حمية الاسلامجيين وغصت الشوارع بصيحات الويل والثبور للدنمارك .
و عندما قامت قوات (المجاهدين ) بوضع قنبلة على رأس مرقد أبن رسول الله (تفجيراً حيا لا رسما ) في سامراء
لم نجد الا الصمت الاسلامجي والعلمانجي والغربي الخانق الذي ما انطلق بعضه الا للتنديد برد الفعل على تفجير رأس ابن النبي صلى الله عليه واله .
انا لا ادافع عن عمل الدنماركيين او الاوروبيين الغير اخلاقي لأنها صورة مخالفة لواقع حال تصور الرسول عندهم لأنه وصفٌ له بالإرهابي القاتل
ولكن لماذا ينزعج الإسلامجيون ؟ وهذه هي الصورة الحقيقية للرسول عندهم التي يتبجحون بها وبصورته القاتلة وشخصيته القلقة التي لا يمكن أن يتخلصوا منها إلا بانقلاب فكرهم .
فهو الداعية لقتل البشر حتى أتباعه بحجة البدعة ....
وهذه الممارسات اليومية للقتل بحجة البدعة ومخالفة الدين في مرتكزاته، وغير ذلك من اختراعات تلصق زورا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
فهل جاء الرسام الدنماركي وقبله سلمان رشدي بشيء من جعبتهم ؟
بالنسبة للدنمارك والغرب عموما
والاتجاه العام الذي تسير فيه عملية التشكيل الايديولوجي لصورة العربي و المسلم في الغرب . لم يكن الرسام الدانماركي المغمور يرسم وجه الرسول (ص)
و انما كان يرسم صورة المسلم في العقل الغربي الجمعي
وهذا ما يخرج التصرف الدانماركي من دائرة التعبير الحر ، و يدخلها عبر بوابة ايديولوجيا الحقد الثقافي و كراهية المسلمين وتكرار نشر نفس الرسوم اليوم اكثر من مرة واكثر من بلد اوروبي لغرض في نفس يعقوب ، نجد انفسنا فعلا امام حقيقة تصنيع ايدلوجيا الحقد والكراهية عن سابق اصرار وتصور وتخطيط
وهل من شك ان هناك في الغرب من يعيد انتاج المقولات الاساسية للاسلامجيين بدءأ من محاضرة بابا الفاتكيان الحالي بندكتوس في احدى جامعات المانيا السنة الماضية وليس من خلال الرسومات فقط