اذا وضعنا مآثر اكبر الزعماء و القادة الذين انجبتهم البشرية امام مآثر محمد , لبدت الاولى ضئيلة , قميئة معيبة امام الثانية
فقد كان محمد نبيا جاء بدين ناجح و سياسيا بنى اساس دولة ورثت الامبراطوريات القديمة و مشرعا وضع قانونا عبقريا يشمل العقوبة الجنائية و العلاقات الشخصية و الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية , و بليغا جاء بجوامع الكلم و اعتبرت احاديثه قبسا من الحكمة , و قائدا عسكريا مظفرا , و مثلا اعلى فى الخلق الكريم ..
من ذا يسامى هذه المآثر او يظفر بمثل هذه المنزلة ؟
لقد كان الاسكندر فاتحا عسكريا مظفرا , و تتلمذ على يد اعجوبة البشرية ارسطو و لكنه لم يكن المشرع و لم يكن النبى
و كان اعجوبة البشرية ارسطو فريدا فى الفلسفة و المنطق و الاداب و العلوم , و لكنه لم يكن رجل الدولة و لا رجل الدين و لا القائد العسكرى .
و كان قيصر رجل دولة و رجل سياسة و اداب و قائدا منتصرا , و لكنه لم يكن رجل الدين او المشرع ...
و كان نابليون رجل دولة و رجل سياسة و قائدا عسكريا و مشرعا , و لكنه لم يكن صاحب الدين او رجل اللغة و الادب او المثل الاعلى فى الاخلاق
و كان كل من شكسبير و جوته علما من اعلام الادب و الشعر و المسرح و لكنهما كانا اصفارا فى السياسة و التشريع و القيادة العسكرية او الرسالة الدينية
ان الشخصية الباهرة غير العادية للرسول قد فرضت نفسها ..

اذا لم يكن هذا وحيا و اذا لم يكن محمد نبيا فان البديل الوحيد هو ان يكون محمد كما كان يرى اليونان و الرومان الها او نصف اله !

محمد ما هو إلا نبي ديني ناجح فقط .. فاق بنجاحه باقي الأنبياء، وبذلك يستحق أن نلقبه بـ عبقري الديانات أو النبوات.

لكن كل هذه العبقرية لم تخرج لنا مطبعة يوهان غوتنبيرغ .. أليس كذلك!

كان محمد نبيا جاء بدين ناجح

و كان اضافة الى ذلك :
1- سياسيا بنى اساس دولة ورثت الامبراطوريات القديمة
2- و مشرعا قدم قانونا عبقريا يشمل العقوبة الجنائية و العلاقات الشخصية و الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية
3- و بليغا جاء بجوامع الكلم و اعتبرت احاديثه قبسا من الحكمة ,

4- و قائدا عسكريا مظفرا ,
5- و مثلا اعلى فى الخلق الكريم


فما يكون المدعو جوتنبرج او غيره فى جنب هذه الكمالات التى اعترف اعتى خصوم محمد بانها لم تجتمع فى انسان ؟

يقول القس يوسف الحداد :
(كانت شخصية محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ، النبى العربى ، مجموعة عبقريات مكنته من تأسيس أمة و دين و دولة من لا شىء .
و هذا لم يجتمع لأحد من عظماء البشرية . كان محمد عبقرية دينية ... و كان محمد عبقرية سياسية ... و كان عبقرية دبلوماسية ... و كان محمد عبقرية عسكرية ... و كان محمد عبقرية إدارية ... و كان محمد عبقرية تشريعية ... و أخيرا كان محمد عبقرية أدبية) القران و الكتاب /1065-1067

و نحن نقول هى نبوة لا عبقرية

فان تبلغ الذروة فى الخطابة فانت ديموستين .. و ان تبلغ الذروة فى الشعر فانت بيرون , و ان تبلغ الذروة فى الزعامة فانت بركليس , و ان تبلغ الذروة فى الحكمة فانت لقمان , و ان تبلغ القمة فى فنون الحرب فانت نابليون , و ان تبلغ الذروة فى التشريع فانت سولون
اما ان تكون كل هؤلاء , و ان تمتحنك الايام فى كل صفة فتبلغ فيها غاية المدى فهو الاعجاز بعينه
و اذا حدث هذا فانه لا يفسر الا بانه نبوة و مدد و عون من الله الوهاب وحده
و هذا هو برهانى على نبوة محمد
فها انت ذا امام رجل اذا تحدث كان ابلغ البلغاء , و اذا نطق كان افصح الفصحاء .. و هذه احاديثه المجموعة تشهد لنا بانها من جوامع الكلم
فاذا ذهب هذا المحدث الهادىء ليحارب راينا فيه مقاتلا فذا و مخططا عسكريا من الطراز الاول ..
هذا محمد النبى و قد اجتمعت فيه كمالات بلغ فى كل منها الذروة , فهو العابد المبتهل الذى يذوب خشوعا و يفنى حبا , و هو المقاتل الصنديد الذى يتعرض لجحافل الموت ثابت القدم .. و هو المخطط العبقرى الذى يرسم الخطط فيتفوق على اهل الحرفة , و هو السياسى الحاذق الذى يحرك المجاميع و يمسك بمقاليد المشاعر .. و هو المحدث الذى ينطق بجوامع الكلم , و هو الاب و الزوج و الصديق , و هو صاحب الدعوة الذى يقيم نظاما و ينشىء دولة من عدم ( من قبائل و شراذم متفرقة لا تعرف الا قطع الطريق و الثار و التفاخر بالاحساب و الانساب ) .. و هو الكريم الحليم الودود الرءوف الصبور الباش البسام اللطيف المعشر , لا تمنعه الاعباء الجسام من ملاطفة الطفل و الوليد فيحمله على كتفه راكعا و ساجدا و قائما , و لا من مغازلة زوجة فى حنان , لا ينضب لعواطفه معين , و كانه يستمد من بحر
هذه الذات هى المعجزة .

و اجتماع هذه الكمالات فى ذات واحدة معجزة و ليست عبقرية
فالعبقرية ان تتفوق فى صفة واحدة و حسب
اما ان تكون ذواتنا مجمع كمالات فهنا نبوة
هنا امر لا يمكن ان يكون الا بمدد الهى و عصمة و توفيق و تمكين و افاضة ممن عنده كنوز كل شىء

كل ما فعله النبي محمد هو إعادة اختراع العجلة فقط ( هذا مثال للتشبيه فقط )
الإنسان النبي ما هو إلا مظهر إنساني تواجد على مر العصور قديماً وحديثاً، فمن مشعوذ في قبيلة بدائية إلى قائد على رأس أمة تجد هذا الإنسان النبي ماسكاً لزمام الأمور بما يتوفر لديه من معرفة . لكنه لا ينتج شيئاً جديداً .. لهذا فإن غوتنبيرغ له فضل على العالم فوق فضل كل نبي.

نتحدث عن العظمة و كمالات الشخصية فيحدثنا عن الانتاج الصناعى !

تحياتى للقراء الذين فهموا الموضوع

نسلم بكل ما تقول يا كميل إلا الجانب الغيبي!
وكونه لا يتجاوز الغيب يعني أنه حتى لو وقعت منه أخطاء فهي محكومة ببشريته وظرفه الزماني..
وعليه محمد على العين والرأس لدينا.

تحياتي..

لو سلمت بكل ما نقول يلزمك الاعتراف بالجانب الغيبى
لانه يستحيل ان تجتمع كل هذه الكمالات فى انسان الا اذا كان هناك عامل غيبى وراء الظاهرة

Arrayلو سلمت بكل ما نقول يلزمك الاعتراف بالجانب الغيبى [/quote]

حسنا يبدو أني أخطات وجاملت بالزيادة نسلم بغالب ما تقول يا كميل فقد انهزم في معركة أحد وأشير عليه في بدر فلم يكن عبقريا بالحرب! هذه واحدة ، وما بعد العدد أن إدخال الغيب عليه يفسده!

تحياتي

لنترك احد اعتى خصوم الاسلام يرد على نفيك لعبقريته فى الحرب صلى الله عليه و اله


يقول القس يوسف درة الحداد :

"كان محمد عبقرية عسكرية و من اعظم قواد العالم العسكريين فى التصميم و التنفيذ ..
و هو يقود الغزوات و الحملات بذاته يعرف كيف يهيىء الحملة و كيف يقودها و كيف يعود منها غالبا و كيف ينقلب مغلوبا , و التصرف فى حال الهزيمة ابرع من نشوة الظفر , يتوسع بالجهاد كلما ازداد قوة , و لا يعلن عن اهدافه الا متى حان وقتها . يعرف كيف يستشير و كيف ياخذ براى صائب , و كيف يفرض رايه فى الظرف الحاسم و لو خالف راى زعماء الصحابة كما حدث فى اسرى بدر و صلح الحديبية و غزو تبوك
و يكون هو بذاته الاسوة الحسنة فى المعركة
فلولا موقفه البطولى فى هزيمة احد , و حصار المدينة لقضى على الاسلام , و لولا موقفه الجرىء فى معركة حنين لخسر فتح مكة و نصر الاسلام"

يا كميل أنت تتكلم عن حالة ناجحة بالتاريخ وكونها نجحت هو ما يجعلنا نتحدث عنها اليوم فمن الطبيع تجاوزه للمعارك التي خاضها وإلا لقضي عليه وانتهى ذكره كما يحدث بالتاريخ عادة ولو نجحت تلك الحالات التي فشلت في مهدها لأصبح الناس يتحدثون عنها اليوم فلم نختلف على نجاحها لكن اختلافنا في كونك ترى عملة مرتبط بالغيب فقط لكونه حقق نجاحا كحال من يرى وصول القرآن مخطوطا دليل على أنه وحي من الله وفاتهم ان ملحمة جلجامش وغيرها وصلت مخطوطة من دون تحريف أو تبديل من أكثر من ضعف الفترة التي ظهر بها القرآن1!

ثم هل تستدل بقول شخص على قضية ؟

!ذا ما حاجتنا للنقاش؟!