بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT
الزميل المحترم الكندي .:97:
تحية طيبة
لسبب فني لم اتمكن من التعليق على مداخلتك القيمة سوى اليوم فقط .
للزملاء الراغبين في مزيد من التعرف على ظاهرة التناقض المعرفي ، هذه وصلة لموضوع طرحته عن هذه الظاهرة المعرفية .
HTTP://WWW.NADYELFIKR.NET/INDEX.PHP?SHOWTO...p;P=&#ENTRY
مبدئيا أود أن أوضح فكرتي عن التناقض المعرفي بأنها ظاهرة ثقافية تصيب الأفراد و المجتمعات كلها ،و لكنها لا تكون بنفس الحدة دائما ، و أن توصيف الفرد أو الجماعة بأنها أصولية أو ليبرالية يأتي لاحقا نتيحة طبيعة الإستجابة للتناقض المعرفي و ليس سابقا لها ، إني معني كثيرا بظاهرة الأصولية ، وهي كما أراها ظاهرة معقدة و أيضا حالة مراوغة متعددة الأبعاد ، فهناك جوانب معرفية و أبعاد اقتصادية و ثقافية و دينية ، إن الأصولية ليست صفة لدين أو عقيدة دون أخرى و لكنها .. حالة ، فهناك نماذج أصولية من الإسلام و أيضا المسيحية و اليهودية بل و الهندوسية و الماركسية و ... .
لو نظرنا للتناقض بين المعارف الدينية و العلمية سنجد أن لدينا حدين متناقضين الأول هو الإنسان الديني الذي يرفض المعارف العلمية التي تتناقض مع معارفه التراثية كلية بينما الإنسان العلمي هو على النقيض من ذلك ،و لكن كلاهما حالة افتراضية ، فلا يوجد إنسان ديني تماما ولا إنسان علمي تماما ، كلنا نقع على مسافات متفاوتة بين هذين الحدين ، بعضنا أقرب للإنسان الديني وهو من نطلق عليه صفة الأصولي بشكل عام و هناك من هو أقرب للنموذج العلمي وهو ما نعرفه بأنه مستنير أو تقدمي أو ليبرالي و هكذا ، هناك عوامل متعددة ترجح أي من النموذجين و تدفع به ليكون النوذج المعياري الإرشادي للمجتمع ، فالمجتمعات الغنية القوية تكون أكثر تسامحا وتتقبل الأفكار الجديدة و تتعايش معها بيسر ، على النقيض من المجتمعات الفقيرة و الضعيفة المحبطة فتكون متعصبة و لا تتقبل الأفكار الجديدة التي تتناقض ولو في القليل مع موروثها الثقافي ، بالطبع فإن ظاهرة مثل الأصولية لا يمكن اخضاعها للعوامل الإقتصادية فقط ، فهناك أيضا العوامل السياسية و الثقافية و الدينية .. الخ ، فالمجتمعات ذات الموروثات الثقافية الضعيفة مثل المجتمعات الإفريقية جنوب الصحراء تكون أكثر قبولا للأفكار الجديدة من المجتمعات ذات الموروثات الثقافية القوية المتناقضة مع الحداثة كالمجتمعات العربية .
إني مقتنع بالفعل أنه بالرغم من محنة الأصولية التي يعانيها العقل المسلم اليوم فليس هنالك شيء عضوي موروث في الإسلام يجعله بالضرورة متخلفا أو معاديا للحداثة ، إن الأفكار بطبيعتها متغيرة و ليس لها شكل نهائي دائم ، و الإسلام كأي دين كبير آخر هو مجموعة من التقاليد الثقافية التي نمت خلال تفاعلات تاريخية معقدة و تطورات في مسارات متعددة ، هذه التقاليد تشكلت دائما تحت ضغط المعطيات المادية التي تحيط بها ، و يمكنها أن تتغير بشكل جذري لو تغيرت المعطيات المادية في اتجاه آخر ، هذا ليس نوع من المساجلات لدعم الإسلام في مواجهة الإنتقادات العنيفة الموجهة ضده من أصوليات منافسة كاليهودية الأصولية ، و لكنها حقائق يدعمها الواقع التاريخي ، فحين كانت أوروبا ممزقة بفعل الحروب الدينية كانت المذاهب المختلفة تتعايش بسلام في الإمبراطورية العثمانية ، وحتى وبداية القرن الـ 20 كانت هناك توجهات إسلامية ليبرالية مهمة في مصر وإيران وتركيا ، نعم لقد خبا كل ذلك الآن ولا نرى سوى وهابية نجد السوداء أو التهويمات الخرافية لآيات الله في قم ،و لكن حتى في السعودية هناك 70000 شاب تعلم في الغرب ،و كل منهم قنبلة تنويرية ستنفجر يوما ما ، هناك من يتحدث اليوم ولو على حياء عن الحاجة للتعبير الحر عن الأفكار الدينية داخل معاقل الوهابية في السعودية و هناك مقاومة جدية تنمو باستمرار للتنطع الأصولي في مصر ، إن الأصولية تتهاوى في كل مكان و لا أعتقد أن العرب أو المسلمين سيظلون استثناء طويلا .
تقديري
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-25-2007, 03:05 AM بواسطة بهجت.)
|
|
03-25-2007, 02:50 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT
|
|
03-27-2007, 02:11 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}