رواية رائعة، العنوان وحده يكفي لملاحظة تمكن الكاتبة وابداعها، لم أكد أمسك بالكتاب حتى غبت عن واقعي فيما يسرده ولم أتركه حتى أتيت عليه، أنا التي لم أعد أستطيع الامساك بكتاب أكثر من عشر ثوان!! النسخة التي معي الآن هي الطبعة الثانية.
قبله كنت أحاول قراءة طبعة سابعة من وليمة لأعشاب البحر ومللت وألقيته جانبا بعد صفحات قليلة لم أتمكن من اجبار نفسي على المتابعة لأرى لم أهدر دم كاتبه وكفروه!!

قرأت عنها الكثير , لكن هل هذه الرواية موجودة الكترونياً ؟

Arrayوكل ما يصدره الكتابان -في رأيي-، مجرد خطاب عاطفي احتجاجي، متشنج ومرتبك، تجاه من يعتقد صاحب الكتاب انه قام بإقصائه، إذ يقوم الخطاب على تصور متناهي في سذاجته، يخلص إلى حالة فرز بدائية بين معسكرين للخير الخالص، والشر التام، لتكون المعركة الكبرى بين ملائكة وشياطين، لا علاقة لها لا بالبشر، ولا بدنياهم، وبطبيعة الحال فإن البطل/الكاتب هو احد الملائكة التي تخوض حرباً مقدسة ضد الشياطين، وما لم يكن القارئ ساذجاً إلى الحد الذي يقبل فيه هذا التصور، فإنه لن يجد في الكتاب شيئاً يستحق القراءة.[/quote]

Arrayالنص إذن من الناحية الفنية، يفتقر إلى ابسط الاعتبارات التي تخول العناية به، أو تدعم افتراض أن ثمة باعث فني لكتابته، وهو في تقديري نموذج صارخ لكتابة الرواية الرديئة، أو لإطلاق وصف الرواية على مقالة وعظية، هي في أحسن الأحوال مكتوبة بأسلوب قصصي، وهي مقالة تراوح بين المباشرة الفجة، والتعبير الساخط عن الغضب، فضلاً عن تعمد إثارة الأسف وإبراز أسباب شعور المؤلفة بالمرارة والغبن، وكل ذلك تم خارجاً، على نحو لا لبس فيه، عن مفهوم الإيحاء، الذي أراه مركزياً، وضرورياً، للعمل الأدبي[/quote]

للاستزادة عن الكاتبة واراء القراء المتابعين للرواية النسوية المندفعة :
http://www.alarabiya.net/views/2008/02/22/45997.html

حالياً ، أجد أن "الرواية" أو "الروائية" السعودية - لا فرق ! - ليست أكثر من انفجار من تحت الرمال ، قرأت بعض الانتقادات للرواية ، جميل أن تحدث انتفاضة لـ تحريك أوضاع المرأة والمجتمع السعودي بشكل عام ، وجيد جداً أن يكون الأدب أحد المداخل لذلك ، لكن الرواية دون إبداع لا تعمّر أكثر من الفترة الزمنية التي تحدثها الهزّة !

مثل هذه التجارب تحتاج إلى نضج لكي تخرج عمل أدبي راقي فنياً يترجم أفكار الكاتب دون الحاجة لـ استخدام المفرقعات ..

كلامي هذا بشكل عام - حتى أكون منصفة - لأني لم أقرأ الرواية ، لكني لستُ متفائلة كثيراً بـ خروجها عن نطاق سابقاتها ؟ ،

..

حسنا.. بما أنني قرأت الرواية فأنا أعرف جيدا أن كل تلك الانتقادات كلام فارغ، الرواية متكاملة من الناحية الأدبية والحبكة والسرد وكل شيء، والغضب الذي تعبر عنه الكاتبة مبرر ويزيد الرواية تشويقا وحماسا، رأيت موظفات أجنبيات في السعودية لا يقرأن ولا يكتبن ولا يتكلمن العربية يحذرن بعضهن من توقيع أوراق باللغة العربية حين يطلب منهن ملتحو الهيئة ذلك، بل إن هناك في مؤسسات ضخمة وكبيرة موظفات متخصصات بحل مشاكل العاملات الأجانب مع الشرطة الدينية السعودية التي نعرف جميعا أنها تلفق التهم، وأن القضاء السعودي المتهالك قد يقبل اعترافا بالزنا باللغة العربية إذا اجبرت امرأة لا تعرف العربية على توقيعه.. هذه معلوماتي عمن تهاجمهم الرواية قبل أن أقرأ الرواية.

حين حاولت قراءة بنات الرياض نظرا لما أحدثته من شهرة لم أقرأ منها سوى عدة صفحات ولم استطع اجبار نفسي على اكمالها من شدة الملل، واحدة أخرى امتنعت عن قراءة روايتها لأن قريبة لي أخبرتني أنها لا تتكلم فيها إلا عن الشاذات بأسلوب فج وركيك، لكن الحق أقول أن سمر المقرن وبدرية البشر فاقتا كل توقعاتي وتفوقتا على أشهر الأعمال الأدبية من حيث الإبداع والتشويق.. قوة السرد وسحر الواقعية .. واقعية نجيب محفوظ وتشويق دان براون بدون أية مبالغة، والحق أن الشرطة الدينية في السعودية جعلت نفسها أضحوكة وهدفا للسخرية ومادة سخية لمن يريد أحداثا لرواية، فما الذي تعنيه صلاة يؤديها المرء بسبب صراخهم عليه؟ حتى المؤمن يشمئز من دعوتهم ويهرب منهم كي يشعر أنه يصلي بدافع من نفسه لا بدافع ملاحقتهم له في الشوارع حتى يدخل المسجد، كما جعلت هيئة الأمر بالمعروف نفسها عدوا صريحا للنساء، فإن استعملتهم النساء بعد ذلك مادة للحبكة الروائية وممثلا للشيطان فيداك أوكتا وفوك نفخ يا هيئة، بشكل عام ليس هناك ملائكة وشياطين في رواية سمر المقرن ، رئيف مثلا شخصية محيرة فنحن لا نعرف ان كان مجرد عبد لشهواته وزير نساء أم أنه شخصية مثقفة ومتحضرة أم هو انسان عادي تتنازعه دوافع ومشاعر شتى وقد أراد ألا يتخلى عن حبيبته حتى رأى أية مشاكل جلبتها له علاقته بها فقرر أن يسد الباب الذي تأتي منه الريح، ورغم أن الكتاب يدافع عن النساء ويقدمهن كضحايا مستقيمات ومكافحات إلا أنه قدم مشاعر الاحساس بالذنب والتردد في شخصياته النسائية كما قدم نموذج امرأة قاتلة قتلت بنت زوجها دون التعمق في الدوافع والأسباب ودون أن تقدم على أنها ملاك أو شيطان .. النقد المتهالك والتعميم المتغطرس الذي يوجه لهذه الروايات لمجرد أنها خرجت من الجزيرة العربية فليقله أصحابه عن أنفسهم لا عن هذه الابداعات الحقيقية.


تحية كبيرة للكاتبة الكبيرة والمبدعة والشجاعة سمر المقرن.. لقد استمتعت بوقتي أيما استمتاع وأنا أقرأ عملك وكأنه لا يتحدث عن أشياء ليست جديدة..:redrose:

موضوع ممتاز وسوف يحفزني شخصيا لقراءة هذه الرواية في القريب العاجل جداً.

هل قرأتِ الرواية يا شيرين؟ ما وجه اعتراضك عليها من الناحية الأدبية؟ كونها تحمل مفرقعات لا ينفي عنها صفة العمل الأدبي المتكامل صاحب النسيج القوي في بنيته الداخلية. أحب أن أسمع رأيك مشكورة بالتفصيل على أسباب تحفظك على هذا العمل.

شكراً جزيلاً يا شهر زاد أنك تضيفين إلينا معارف نجهلها وتفتحي أمامنا أفاق للاضطلاع لم أكن أعرفها لولا مرورك.. هكذا المرأة السعودية والخليجية بوجه عام: مثقفة وصاحبة فضل علينا في الثقافة ونعرف منها ما لم نكن نعرف من قبل.

Arrayهل قرأتِ الرواية يا شيرين؟ ما وجه اعتراضك عليها من الناحية الأدبية؟ كونها تحمل مفرقعات لا ينفي عنها صفة العمل الأدبي المتكامل صاحب النسيج القوي في بنيته الداخلية. أحب أن أسمع رأيك مشكورة بالتفصيل على أسباب تحفظك على هذا العمل.[/quote]

تكلمتُ بشكل عام ولم أختص حديثي بـ رواية سمر المقرن تحديداً ، قرأت مقتطعات من الرواية ، وكما يُقال .. نقطة من البحر تحوي البحر كله ! ، رغم أني لا أقيس الأمور هكذا عادة
بدأت الشرارة بـ رجاء الصانع وانفرط العقد..أصبحت السماء تمطر روايات سعودية بـ طابع أنثوي قوامها شيء واحد..اختراق المُغلق !

التسويق والدعاية المبالغة تمنح قيمة وهمية إضافية أحياناً..

عموماً..ربما كل ما في الأمر اختلاف ذائقة ورؤية يا إبراهيم !

..

مساء الفل يا شيرين:

بصراحة أنا فرحان أن فيه روايات سعودية وخرجت من هذه النوعية ولا يهمني قيمتها الأدبية بقدر ما يهمني فيها الصوت الجريء... فاكرة جورج إليوت؟ دي واحدة ست وكتبت بإسم جورج في زمن مش بسهولة الست كانت روائية والناس تسمع لها وكأنها على قدم وساق مع الراجل. نحتاج يا شيرين لطابع أنثوي متمرد يتكلم وصوته يسمعه الجميع في ثقافتنا العربية. لسنين سكتت المرأة ولا تزال ساكتة ولا يزال يوجد هناك من يريدون إخراسها في ثقافة قوامها: اختشي يا حرمة! حتى كلمة حرمة في حد ذاتها هي ما يثير سخطي. لابد للعقد أن ينفرط.. لابد للتمرد.. لابد من تخطي عقلية العيب والمنكر وكل هذه الأمور وتخرج فتيات جريئات ويشكلن جيل جديد حتى لو كتبن روايات قوامها شيء واحد..اختراق المُغلق ! وهو مغلق ليه؟ وهايفضل مغلق لحد إمتى؟ لابد من افتضاض هذا المغلق والتمرد عليه! . من طرائف الحياة يا شيرين أني لو تحدثت مع فتاة عربية في مناقشة مسألة متصلة الجنس تجدينها تستخدم المصطلح الانكليزي "سكس" أو سيكو سيكو وكأن كلمة "جنس" هي عيب بحد ذاتها وأشد وقعاً من الكلمات الأخرى. لابد من التجرأ وتسمية الأشياء بأسمائها. فرحت عندما رأيت كتاب مكتوب بهذا العنوان "إلهي لا نفع له". يا سلام! إيه الحلاوة دي! اللي عايز يفهمها بطريقته يفهمها واللي مش عاجبه يتفلق ويشرب من البحر. لكن لابد للناس أن تتخطى تابو التعبير وتابو التحريم وبالأخص المرأة. عندها ستخرج لمسات أنثوية فواحة كالنسمة العطرة لطيفة هادئة لا صاخبة ولا فجة ولا تتعمد الابتذال ولكن تنقلنا للواقع كما هو.

دي أول مرة أتفاعل معك في الحوار يا شيرين وأعتبر هذا شرف كبير أتقلده. أتمنى أن لا يزعجك رأيي.. أنا لا أعترض أبداً لا سمح الله على كلامك ولكن "أتفاعل" فقط. أسبوع جميل أتمناه ليك يا شيرين.

(f)

سوف تستمتع بقراءتها يا ابراهيم، أنا استمتعت بقراءتها مع أنها كما يفترض لا تنقلني لأجواء جديدة .. انها فعلا ( عمل أدبي متكامل صاحب نسيج قوي في بنيته الداخلية) ومع ذلك هي مشوقة كأنما صنعت لغرض التشويق وحده!

شيرين، إذا كنت ترين أن السماء أصبحت تمطر روايات سعودية فأرجو أن تتفضلي وتتحفينا بأسماء تلك الروايات ومؤلفاتها لأنهن على حد علمي لا تتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة.. وأين هي اسهامات النساء العربيات في عالم الأدب والرواية على كل حال؟

سبق لي وذكرت أن ثمة بونا شاسعا بين نساء المنكر وبين بنات الرياض، ولكن يبدو أنك لا تحبين أن تسمعي كلام أحد غيرك.

العامل المشترك الوحيد بين هذه الروايات هو أن أحداثها كلها وقعت على أرض سعودية، وما يجمع رجاء الصانع وبدرية البشر هو ما يجمع نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وليس أكثر من ذلك..

وباستثناء بنات الرياض لم يكن ثمة دعاية مبالغة أو غير مبالغة بل كانت عناوين روايات بدرية البشر وسمر المقرن على رفوف محلات الكتب وتصفحي لها هو الدافع الوحيد الذي حدا بي الى شرائها دون أن اسمع عنها من قبل.. وبعد أن قرأت كتابا واحدا لبدرية البشر بحثت كثيرا حتى تمكنت من الحصول على كتبها الأخرى التي كنت رأيتها في المرة الأولى ونفدت.

فلا تتحذلقي علينا وكأنك المثقفة العالمة ببواطن الأمور لو سمحت.. :hii:

مساء الخير إبراهيم..أشكرك جداً


شهرزاد..ما الداعي لكل هذا ؟ أنا أبديت رأياً فقط !

أما عن الرواية ، فإنها مُنحت اهتماماً وتسويقاً لافتاً من دار الساقي في معرض البحرين الدولي للكتاب ، بسبب منعها في الرياض !

وهذا كلام الكاتبة نفسها :

Arrayواعتبرت الروائية سمر المقرن، في حديث مع «الحياة»، أن «مقص الرقيب هو أفضل مسوق إعلاني، إذ إن الكتاب لاقى انتشاراً واسعاً بعد المنع في السعودية، وأُصدرت منه الطبعة الثانية».[/quote]

..