{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
سهيل
Homo Interneticus
   
المشاركات: 687
الانضمام: Mar 2006
|
العقــل الأسيــر .
ملاحظة هامشية :
لاعلاقة للخوارزمي بمفهوم اللوغاريتمات ولا بأسمه أيضا.
http://en.wikipedia.org/wiki/Logarithm#History
ربما قصدت -استاذي- كلمة "الخوارزمية "Algorithm " و قد استخدمها الاوربيون للدلالة على الخطوات المحددة المتبعة في الحسابات الرياضية لمسألة ما. و لاحقا, استخدمت بكثرة أيضا في مجال علوم الكمبيوتر و لغات البرمجة.
(f)
|
|
08-05-2008, 02:07 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
العقــل الأسيــر .
Array
ملاحظة هامشية :
لاعلاقة للخوارزمي بمفهوم اللوغاريتمات ولا بأسمه أيضا.
http://en.wikipedia.org/wiki/Logarithm#History
ربما قصدت -استاذي- كلمة "الخوارزمية "Algorithm " و قد استخدمها الاوربيون للدلالة على الخطوات المحددة المتبعة في الحسابات الرياضية لمسألة ما. و لاحقا, استخدمت بكثرة أيضا في مجال علوم الكمبيوتر و لغات البرمجة.
(f)
[/quote]
الزميل المحترم سهيل .
كل تقدير .:97:
أشكر لك دقة الملاحظة و التصحيح السديد ، فقد اقتبست المعلومة عن نسبة جداول اللوغارتيمات إلى الخوارزمي من كتاب د . عبد الرحمن بدوي ( دور العرب في تكوين الفكر الأوروبي ) مباشرة دون تدقيق ،و عندما قرأت تعليقك القيم ، راجعت الوصلة التي تفضلت بها ( الويكيبيديا ) ، و من الواضح أنه لا توجد علاقة بين اللوغاريتمات و الخوارزمي ، و كذلك بحثت عن كلمة (alguarismo) كما وردت في كتاب بدوي ، و مقابلها في الإنجليزية (algorism) ، وهي تنسب إلى أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي ، وقد وجدت معناها في أكثر من معجم ، وهي تعني بالفعل علم الحساب باستخدام تسعة أعداد إضافة إلى الصفر ، وقد توسع في استخدامها لاحقا لتعني أي عمليات حسابية باستخدام الكسور او النسب .. الخ ، و هي تعني أيضا سلسلة تفصيلية من العمليات التي تجرى لتحقيق واجب ما .
أكرر شكري و عرفاني .
|
|
08-05-2008, 02:59 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
عمر أبو رصاع
عضو متقدم
   
المشاركات: 334
الانضمام: Apr 2006
|
العقــل الأسيــر .
الفاضل المحترم الدكتور بهجت
سأمر مع طرحك الشيق فقرة فقرة في محاولة لاثراء النقاط المطروحة و فتح افاق الحوار حولها ، آملاً ان يكون هذا الشريط مكاناً ملائماً لحوارات قيمة.
Array
( 1 من 2 )
" إذا بحثت شعوب الأرض جميعا عن وطن واحد يضمها بلا تفرقة و يسعهم لهم بلا حدود ، كان هذا الوطن هو الحرية " . برتراند راسل .
لم أنكر يوما افتناني بالحضارة الغربية و قيمها العلمانية ، و لكن هذا الحب لم يكن أبدا ذلك العشق الأعمى ، بل هو الحب المبصر الذي يدرك أن المحبوبة ليست بريئة تماما ، و أن لديها سجلها الإجرامي الخاص ، فالحضارة الغربية لم تكن أبدا مبرئة من الشوائب و العيوب ، علينا بداية أن نتفق أنه ليس كل ما هو موجود في الغرب بالضرورة حضاري ، و أن الحضارة الغربية ليست كما واحدا ، بل هي كتلة من المتناقضات ، و القيم الغربية ليست كلها حضارية ، بل أقلها كذلك ، فالغرب الذي أعطى للإنسان حقوقا أصيلة و حقيقية لأول مرة في التاريخ ، قصر هذه الحقوق غالبا على مواطنيه ،و الغرب الذي صنع لنا كل تلك الأدوات التي طورت نوعية الحياة على ظهر الأرض ، هو الذي صنع القنابل الذرية وألقاها على البشر في اليابان ،و مارس الحرب الكيماوية و البكترولوجية . و الغرب الذي حرر فرنسا و بلجيكا و هولندا من محتليها هو الذي دمر فيتنام و احتل العراق و يدعم البغي الصهيوني .
بالإضافة إلى ذلك هناك دائما محاولات محمومة لتوظيف الفكر الغربي حتى العلمي و الأكاديمي من أجل أغراض سياسية ،وبأساليب متنوعة . هذا الاتجاه لتزييف العلوم الإنسانية أصبح سافرا في السنوات ال 30 الأخيرة نتيجة لتوظيف استثمارات هائلة في مجال البحث العلمي الموجه سياسيا . و لا نغفل الجهود الصهيونية لإعادة طرح التاريخ البشري كله من منظور توراتي مقنع بل و سافر أحيانا ، ولو استطردنا في ذلك لحولنا الموضوع كله عن هدفه . و لكن هذه الحقيقة لا يجب أن تصرفنا عن الثقافة العالمية المعاصرة ،و لا أن نتقوقع على تراثنا الميت نبكيه ، بل على النقيض علينا أن نبذل جهدا خارقا كي نتواصل مع هذه الثقافة العالمية بشكل فعال ، و أن يكون لنا كلمتنا على الأقل فيما يخصنا نحن ، و علينا ان نعرف انه لا يمكن كسب السباق بالخروج منه عند أول منحنى .
الحضارة الغربية بالقطع هي أكثر الحضارات دموية في التاريخ البشري و من أشدها تعصبا و استعلاء ، هناك قليلون من أصحاب الضمير يمكنهم نسيان كيف أحال الأوربيون إفريقيا – الموطن الأصلي للجنس البشري - إلى غابة كبيرة يصطادون منها البشر ، ثم يصدرونهم إلى مستعمراتهم في العالم الجديد كعبيد ، هناك قليلون ينسون فرض تجارة الأفيون على الصينيين ، و جرائم الفرنسيين في الجزائر ، و مجازر الإنجليز في الهند ،و القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما و نجازاكي في اليابان .
إن أكثر الهنود تسامحا لا يستطيع نسيان مقتل 379 من الأبرياء العزل الذين اجتمعوا للإحتجاج بشكل سلمي يوم 13 إبريل عام 1919 في مدينة أمريتسار ، ولا يستطيع المصري نسيان الأبرياء من ضحايا دنشواى و قتل الأسرى في سيناء بدم بارد ، بل و هل يستطيع الفيتناميون نسيان مئات الألوف من ضحايا الغارات الجوية الأمريكية ، أكثر من ذلك ربما تقودنا الذاكرة إلى الحروب الصليبية ،و يتذكر البعض منا كيف نحر الصليبيون أكثر من 70 ألف مسلم في يوم واحد عندما دخلوا القدس في 14 يوليو عام 1099 تقربا للرب .
رغم هذا فإن أسوأ ما فعله الغربيون ليس فقط الإستنزاف الإستعماري للعالم القديم ، و لكنه إذلال الشعوب الشرقية و قتل روحها القومية ، و حرمانها من الفخر و الإحساس بالعنفوان و الزهو ، فالسلوك الإستعماري كان دائما سببا في توليد شعورا قويا بالمهانة ،و عبئا ثقيلا من الإحساس بالدونية ، فالشعوب يمكنها العيش بقليل من الغذاء و لكنها أبدا لا تعيش بلا كرامة و بلا تاريخ يزينه أجداد تفخر بهم ، إن تأثير العامل المعنوي الذي يشكل موقف المسلم أو الهندوسي و البوذي من الغرب ، لا يقل بحال عن تأثير النفوذ السياسي و الإقتصادي غير العادل للغرب اللذي فرضته الحقبة الإستعمارية .
هكذا نجد أن الموقف المعادي الذي يتخذه البعض من الغرب ليس متجنيا و لكنه مبرر أخلاقيا تماما ، فقط سوف أردف قائلا أنه رغم ذلك سيكون موقفا خاطئا ، لأنه يعني أن يعيش الإنسان في الماضي و يستغرق فيه ، و سيكون ذلك على حساب الحاضر الذي تفسده المرارة و الكراهية ، كما سوف يدفع ثمنه من فرص المستقبل الذي يتسرب من بين يديه دون أن يشعر ، بينما عقله و قلبه مثبتان في حقبة تاريخية بعينها قد تجاوزها الزمان ، و في مثل هذه المواقف أتذكر دائما قول برنارد شو :" ذلك الذي يقتل الملك ،و ذلك الذي يموت من أجله ،كلاهما عابد أصنام " ، وهذه ليست مبالغة لأن كلاهما سيعيش مستغرقا في مشاعر الحب أو الكراهية تجاه هدف واحد فقط .
بمكننا أن نطلق تعبير (العقل المستعمَر) على ذلك العقل المتهووس دائما بالعلاقة الإرتجاعية بالقوى الإستعمارية الغربية و جرائمها ضد الشعوب الشرقية ، مثل هذا العقل سوف يجد صعوبة مستمرة في إدراك الذات بشكل سليم ، لأن هذا ( الإدراك الإرتجاعي) للذات ينشأ فقط خلال الإستحضار الإنفعالي للعلاقات التاريخية المجحفة بالغرب ، و بالتالي فمثل هذا العقل لن يدرك وجوده التاريخي الفريد في هذا الكون سوى كمجرد ضحية لآخر هو الغرب ، هو لن يدرك معجزة الحياة و فرصها و تحدياتها ،و بالتالي لن يدرك كم هو كإنسان متفرد عظيم و نادر و ثمين ، ولن يرى نفسه سوى قطرة من بحر الكراهية و الإنتقام ، و كي نوضح فكرة إدراك الذات الإرتجاعي ، نضرب مثلا يختص بتفسير ماضي المسلمين و بالتالي إدراك الهوية الإسلامية ، فالمسلم الحديث يقع تحت تأثير إنطباع طاغ بأن العلوم هي نتاج مادية الغرب ، لهذا يختار المسلمون ساحة أخرى لمنافسة الغرب ، و ذلك بتعزيز أفضلية المسلمين في الأمور الروحية و الدينية ، فالقوميات المعادية للإستعمار الغربي مثل تلك الإسلامية و الهندوسية و البوذية ، بدأت وقبل صراعها السياسي الطويل مع المحتل الغربي في خلق مجال نفوذها الخاص ، و ذلك بتقسيم العالم إلى عالم مادي يتعلق بالإقتصاد و السلاح و العلوم و التكنولوجيا ، و في هذا المجال يعترفون بتفوق الغرب الكاسح ، و حتمية تقليد الغرب في هذه المجالات الحيوية ، في المقابل فهناك المجال الروحاني ، حيث يتفوق الشرق و خاصة المسلمون كما يعتقدون في أنفسهم ، و كلما نجح الفرد أكثر في تقليد الغرب في المجالات المادية، كلما ازدادت حاجته للتمسك بالجوانب الروحية للحفاظ على الهوية المحلية من الضياع و الذوبان في الآخر ، و مع رفض الغرب الإعتراف بدور المسلمين و الهندوس و غيرهما من الشعوب الشرقية في صناعة الحضارة المادية ، نما الإتجاه بين المسلمين للتمسك بالثقافات الغيبية و تنظيمها و ترسيخها ، هذا التركيز الإنتقائي على الجوانب الروحية دون المادية ساهم - في جانب منه- في تقديم تعويض معنوي مؤثر لموازنة تخلف المسلمين ، و لكنه يسلم بتجاهل جزء هام جدا من ميراث العرب في العلوم و الرياضيات و الفنون ،و قد أدى هذا الموقف إلى ترسيخ الإحساس بين المسلمين – كغيرهم من شعوب شرقية عديدة – بأنهم يتميزون بهوية روحية خاصة و أنهم ( الآخر ) في هذا العالم ، و هكذا وجدنا العديد من الإتجاهات الإحيائية التي انخرطت في جهود عنيفة من أجل إعادة تعريف الذات ،و استكشاف الهوية الإسلامية الخاصة و تحديد ملامحها ، مثل الحركات الوهابية و المهدية و الإخوان المسلمين و الجماعات الجهادية ، و بالرغم أن تلك الجهود تهدف أساسا إلى مفارقة العصر الإستعماري و محو أثاره ، إلا أنها تعتمد في الأساس على الأفكار الغربية و لكن في شكل سلبي ، و هذا الموقف خلق ما يمكن أن نطلق عليه ( العقلية الأسيرة ) ، هذه العقلية التي سبق أن وصفناها ب (العقل المستعمَر) تقود المسلمين إلى إدراك الذات بشكل إرتجاعي ضيق و مشوه شديد الضحالة و التحيز ، إن هذه الطريقة الإنفرادية من التفكير يمكن أن تؤدي إلى نتائج متعددة ، رغم أنها تقوم على التركيز على فترة تاريخية واحدة و اعتبارها محور الوجود الإنساني ، مثل هذا العقل كما أوضحنا سوف يجد صعوبة مستمرة في إدراك الذات بشكل حضاري منفتح ، و ذلك كله يؤدي إلى آثار شديدة الوطأة على عالمنا المعاصر ، يدفع المسلمون ثمنه بالأساس ، سواء في تخلفهم و ضياعهم الفكري أو المادي على السواء .
[/quote]
يحتاج الفكر دائماً إلى نوع من التأصيل المعرفي للمصطلحات التي تعتبر مفاتيحاً في اي فكر ، لانه ان عامت الدلالة الموضوعية للمصطلح عام معها الحوار او التفكير نفسه و وصلنا إلى نتائج يعتريها الفقر للدقة و بالتالي الخطأ، من هنا اعتقد اننا بحاجة لمنطلقات معرفية تأسيسية في هذا الحوار القيم جدا و اعتقد ان البداية مع مصطلح حضارة.
باعتقادي هناك دائماً استخداماً ملتبساً لهذا المفهوم ، استخدام وصل في نتاجه المعرفي إلى حد تقطيع اوصال المنجز الانساني عامة و لعل البعض قد يقلل من خطورة المسألة فيما اعتقد ان تقسيم الحضارة الانسانية إلى مجموعة حضارات يضع المنجز الحضاري الانساني في مقابلة بعضه بعضاً و يدخلنا فلسفيا في ورطة عويصة و خطرة تنتج صراعاً موهوماً بين حضارات كما فعل هنتنغتون في كتابه (صراع الحضارات) او حتى كما فعل الجابري عندما تكلم عن عقلين انسانيين متمايزين (عقل على طريقة الجابري=عقل منتج حسب فهمه لاشكالية اندريه لالوند) ، المهم ، هل صحيح ان هناك حضارات انسانية ؟ ام ان هناك حضارة انسانية واحدة يختلف مركزها الثقافي الابداعي من حقبة تاريخية إلى حقبة أخرى ؟
ان هذا سؤال مبدئي ، هل هناك حضارة اغريقية و حضارة عربية و حضارة فرعونية و حضارة اوربية ........الخ ؟ ام هي حضارة الانسان التي كان مركزها الاشعاعي في هذه الحقبة بغداد و في تلك مصر و في ثالثة اغريقية وهكذا دواليك؟
اذا افترضنا انها حضارات فنحن نتعامل مع حركة الوعي الانساني كحركة مقطعة الاوصال ، هكذا ننفي التداخل الحضاري الذي يمثل مسيرة واحدة ، نعم لكل حقبة خصائصها بدون شك لاننا يمكن ان نميز تباين الأولويات من ثقافة مهيمنة إلى ثقافة أخرى و يمكن ايضاً ان نحدد سمات عامة لكل من هذه الثقافات التي قادت في حقباتها الحضارة الانسانية إلا ان غير الممكن هو ان نفصلها عن بعضها البعض تأثيرا و تأثراً ، الحقيقة التاريخية تفيدنا بأنه حتى و ان كان المركز الحضاري الاشعاعي في حقبة ما في متعين جغرافي ثقافي ما فإن اشعاع هذه الحضارة يسطع على الدنيا كلها فالثقافات ليست جزرا معزولة و الحضارة انسانية واحدة تختلف مراكز اشعاعها من حقبة إلى اخرى .
إذن من اول من اشعل ناراً و لغاية من يرسم خريطة الجينوم البشري اليوم نحن نطالع سلسلة حضارة الانسان التي فيها كل ثقافات الارض شريكة في انجازها و كذلك في الافادة من آثارها.
لهذا فإن افتتان الدكتور بهجت بالحضارة الانسانية بشكلها الناجز حالياً او بصورتها الاخيرة ان جاز التعبير هو امر طبيعي بل غير الطبيعي ان يتطلع الانسان لوجه الحضارة بنظرة المحتقر و إلا كان فاقد لأول مقومات الرشد إذا كان عاجزاً ان يفهم ان الحضارة الانسانية درجات و ان الولايات المتحدة الامريكية اليوم تقف في اعلاها و تقود حركتها و ان الثقافة الامريكية اليوم خصوصا و الغرب اوربية معها عموما هي الثقافة التي تقود اليوم الحضارة الانسانية و تحوي ابدع صورها.
لكن اعجاب الدكتور بهذه الصورة الحضارية الناجزة يجعله ايضا امام مفارقة ، المفارقة العجيبة بين هذا الجانب الحضاري من ناحية و جانب السلوك السياسي الذي انطوى على ما وصفه بما لا يقبل النسيان من ممارسات وحشية من ناحية اخرى .
انه التناقض ذاته الذي نلمحه عندما تمارس الدولة الممثلة للثقافة الطليعية في العالم ادواراً من هذا النوع ضد الشعوب الاقل تحضراً منها ، لعلنا نصوغ السؤال بهذه الكيفية : لماذا تمارس الدولة الممثلة للطليعة الحضارية سياسات لا تتماشى مع درجة تحضر ثقافتها؟
ليس الجواب سهلا على هذا السؤال اطلاقاً ، له بتقديري جانبين مبدئيين :
الأول : صراع الثقافات لا الحضارات
المشكلة ان الثقافة التي تهيمن و تقود حضارة الانسان تنظر باستعلاء إلى التكوين الثقافي للامم و الشعوب الاخرى ، انها ترى فيها اي ثقافة الشعوب الاقل تحضرا سببا في تخلف تلك الشعوب ، انها معادلة الانا و الآخر الثقافية ، و هنا نقف امام صراع ثقافات لا صراع حضارات صراع بين ثقافة تقود حضارة الانسان المعاصر من جهة و ثقافات غير منتجة في هذه المرحلة من جهة اخرى تحاول ان تتعاطى مع الابداع الحضاري للثقافات المنتجة و تقاوم تأثيرها عليها ، بالتالي من ناحية الثقافات المنتجة تنظر لتلك المتلقية نظرة استعلاء و تستعرض تكوينها باعتباره سبب لتخلف تلك الشعوب و الاهم انها تقدم وصفتها و هي الاحلال الثقافي كمدخل للانتقال من ثقافة سلبية متخلفة مستهلكة إلى ثقافة منتجة للحضارة ، الامر الذي تقابله الثقافات المتلقية بأزمة الانا الثقافية التي تتعرض للغزو و يجب الدفاع عنها.
الثاني : تكوين السلطة في الدولة الغربية
في النهاية الدول تنتج سلطات هي بالضرورة معبرة عن مصالح طبقات تهيمن على مجتمعاتها و تقوده ، و بدون الدخول في تحليل دقيق لبنية النخب الحاكمة في الولايات المتحدة و الغرب ، فإن السلطة تخدم بالضرورة مصالح الرأسمالية المالكة للشركات متعددة الجنسيات او عابرة الجنسيات و القوى ذات المصالح و مالكة عقد القوى المالية و الاعلامية ....الخ ، انها سلطات تنتج في كثير من الأحايين حتى تصورات دينية و ثقافية تروج لها خدمة لمصالحها ثلاثي النفط و المخدرات و السلاح يمثل لازمة قوة مزمنة تمارس ضغطاً عنيفاً فهي قوة مال هائلة ، ان فهم الاداوار التي تلعبها لوبيات القوة داخل البنية السياسية للنخب تجعلنا نفهم الاجابة على سؤال من عينة لماذا تقدم الادارة الامريكية الحرب على الارهاب بهذه الصورة و تمارس فيها هذا الدور فيما نعلم جيدا ان تأثير هذه الحرب و هذا الخصم على الولايات المتحدة لا يمكن مقارنته بتأثير المخدرات مثلاً فهل الارهاب اكثر تهديدا لها من المخدرات؟
إذن إلى اي مدى تنسجم الادارات السياسية مع القيم الحضارية لمجتمعاتها و مصالحها؟
سؤال يجعلنا في مواجهة اسلوب بناء السلطة نفسه و السؤال حول النخب و تكوينها و دورها في صناعة القرار و المؤثرات التي تتحكم فيها ، ان السياسي في امريكا او غيرها لا يتخذ مواقفه منطلقاً من القيم المجتمعية التي يؤمن بها مجتمعه و انما انطلاقا من جملة المصالح التي تهيمن على عقد النفوذ في بلده.
بالنسبة للثقافة السلبية في مجال انتاج الحضارة الانسانية فإن ازمتها هذه تجعلها تنتج من رحمها ردود فعل على ما تراه فنحن كما بدى عبر القرن الماضي كنا امام ثلاثة مواقف من هذا الصراع (صراع الثقافات)
اتجاه اول اتخذ موقف رد الفعل الرافض ، على طريقة (ظل من تدعون إلا الله) فهو شكل من اشكال الدفاع عن الهوية من خلال الانغلاق عليها و رفض اي انفتاح او تأثر بالآخر تحت مسميات كثيرة : كفر و تخريب و تبعية.........الخ انه الهروب إلى حصن الدين المنيع و كان هذا موقف السلفية الدينية خصوصاً.
اتجاه ثاني معاكس تماماً للأول يمكن ان نسمه بالاتجاه التغريبي ربما من امثلته او ألسنة حاله اعلاماً من مثل طه حسين ، رأت ان الاصلاح لا أمل فيه للثقافة القائمة و انه لا بد من انقلاب ثقافي و ان اللحاق بركب الحضارة الانسانية انما يتطلب تمثل المجتمع الغربي في كل شيء ، طبعاً وجه هذا الموقف بحدة و الحقيقة ان مجرد تخيل مطالبة الشعوب بأن تنقلب على ثقافاتها بين عشية و ضحاها مسألة غير معقولة و في الغالب تنتج في النهاية رد فعل اكثر حدة و ربما ضياع الهوية و عدم القدرة على الانخراط الحضاري كثقافة منتجة و انما ثقافة منسوخة ممسوخة.
اتجاه ثالث يمكن ان نسميه تيار التوفيق و ربما من اعلامه كان الامام محمد عبده و تلاميذه الذين ارادوا التوفيق بين الثقافة المحلية من ناحية و ثقافة الامم الاكثر تحضراً من ناحية اخرى و تبنته شعوبنا بدرجات متفاوتة و طرق متفاوتة ايضاً ، إلا ان خطورة هذا الخط انما تكمن بانقلاب التوفيق تلفيقاً عندما نصطدم بحقيقة عدم امكان توفيق ما لا يمكن اتفاقه.
تحياتي و محبتي و للحديث بقايا و بقايا
عمر
|
|
08-11-2008, 07:54 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}