{myadvertisements[zone_3]}
Fadie
عضو متقدم
   
المشاركات: 447
الانضمام: May 2007
|
الفاصلة اليوحناوية
الشق اللاهوتى
القضية الاولى: طبيعة الكتاب المقدس
بدايةً , الكتاب المقدس يحوى شيئين: الرسالة , الحرف الذى صاغ الرسالة. هذه الرسالة مُقدسة , بينما الحرف الذى صاغ الرسالة ليس مقدس. لذلك قلت سابقاً ان الكتاب المقدس ليس مقدس لذاته , اى ليس مقدس لأن حروفه و عباراته و جمله و صياغته مقدسة , بل لأنه يحوى الرسالة المقدسة. تماماً مثل التقليد الرسولى , و الذى خلطت بينه و بين التقليد الكنسى رغم تحذيرى من هذا سابقاً , هو مُقدس ليس لأن ناقليه و حامليه مُقدسين , بل لأنه يحوى الرسالة المقدسة. كذلك المجامع و الليتورجيا و الفن المسيحى , كل هؤلاء على قِدم المساواة بالكتاب المقدس , فجميعهم ليس مُقدس لذاته , بل مُقدس لأنه يحتوى على المُقدس , الا و هى الرسالة المسيحية نفسها. لهذا نرى فى الكثير من القوانين الكنسية المُبكرة , مُساوة تامة بين كتب الكتاب المقدس و كتب الآباء القديسين (مثل القانون 68 من مجمع ترولو)!! بينت فى الفصل الاول من كتابى , و بعدة شهادات , كيف ان تدوين الحرف كان هدفه الأول هو عدم نسيان الرسالة المسيحية الشاملة , بأمثلة عديدة لتدوين انجيل يوحنا و مرقس , و أمثلة أخرى غيرهم يشهد لها التاريخ.
لهذا , فمصدرية التعليم المسيحى فى الإيمان المسيحى , هو الكنيسة المسيحية اولاً. فالكنيسة المسيحية موجودة قبل ان يُوجد الحرف , و الكنيسة المسيحية تسلمت الإيمان من المسيح و تلاميذه و تلاميذهم , ليس على أساس حرف المسيح , بل على اساس رسالة السيد المسيح. و فى مقالة سابقة , بينت كيف ان كتبة البشارات أنفسهم , لم يلتزموا بحرف المسيح نفسه , لأن حرف المسيح ليس هو المصدر لإستقاء التعليم , بل المصدر هو السيد المسيح نفسه. ليس حرفه , و لكن رسالته. تماماً كما عبر لوقا قائلاً:" اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ" (أع 1 : 1 – 2). فهذا هو "إنجيل لوقا" , ليس حرفه , و إنما فعل و تعليم يسوع حتى صعوده. وجود الحرف كوالد للإيمان , هو واقع غير حقيقى على الإطلاق. و ايضاً قد بينت سابقاً , كيف آمن استفانوس و استشهد لأجل المسيح , دون ان يكون لديه حرف مكتوب , حيث يذكر لوقا:" أَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ». فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي». ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ" (أع 7 : 55 – 60). هل كان لديه حرف ليؤمن؟! هل كان لديه كتاب مسطور به ليستقى إيمانه منه؟! على الإطلاق , لم يكن لديه حرفاً يستقى منه رسالته!! و هذا يقطع , بكل السُبل , أن الرسالة المسيحية كانت قائمة دون قيام الحرف!! بل لنرى , هل آمن الأقدمين عن طريق الحرف , ام عن طريق الرسالة؟! لننظر الى عظة بطرس يوم الخمسين:" فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي لأَنَّ هَؤُلاَءِ لَيْسُوا سُكَارَى كَمَا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ لأَنَّهَا السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ النَّهَارِ. بَلْ هَذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ. يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ. وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَماً وَنَاراً وَبُخَارَ دُخَانٍ. تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ. وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ». «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذَلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُوراً مَعَ وَجْهِكَ. أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً». فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا بُطْرُسَ وَسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا». وَبِأَقْوَالٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: «اخْلُصُوا مِنْ هَذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي». فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ. وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ." (أع 2 : 14 – 42).
أخبرنى عزيزى , هل ما قاله بطرس هذا حرف ام رسالة؟!
ليعلم القارىء , ان هذا الرجل عاين المسيح , عاش مع المسيح , ليلاً و نهاراً مع المسيح. و الآن انظر لعظته هذه و أخبرنى: هل نقل حرفاً واحداً عن فم المسيح؟!!!!
كلا , لم ينقل حرفاً واحداً عن فم المسيح , بل نقل رسالته , نقل خلاصه , نقل مهمته التى تجسد لأجلها. و مع هذا , و رغم انه لا يُوجد حرف مكتوب , ولا يُوجد ما أسماه الزميل "منطوق المسيح" , فنجد هؤلاء القوم "نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ" ثم "قَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ. وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ". أليست هذه هى الرسالة المسيحية التى نُعلم بها اليوم؟! أو ليس هذا هو عين الكرازة المسيحية فى كل أزمنة و عصور الكنيسة المسيحية؟!!!
بل ان العهد الجديد نفسه , يشهد قائلاً:" فَكِّرْ بِهَذِهِ الأُمُورِ مُنَاشِداً قُدَّامَ الرَّبِّ أَنْ لاَ يَتَمَاحَكُوا بِالْكَلاَمِ words، الأَمْرُ غَيْرُ النَّافِعِ لِشَيْءٍ، لِهَدْمِ السَّامِعِينَ" (2 تى 2 : 14) , "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيماً آخَرَ، وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى فَقَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئاً، بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ words الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالاِفْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ" (1 تى 6 : 4).
العهد الجديد يشهد , أن الكلمات غير نافعة لشىء , بل إنها تهدم السامعين. العهد الجديد نفسه , يُقر بأن التقوى هى فى "التعليم" , بينما نراه يُشير الى الحروف بأنها شىء جدلى!!! بالتأكيد , ولا ننتظر غير هذا , فهو الكتاب الذى قال ايضاً:" وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ" (رو 7 : 6) , "لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي" (2 كو 3 : 6). إن التحرير المسيحى , لا يقف عند حد العتق من عبودية الناموس , و لكنه إنطلاق نحو الله لا يُقيده الحرف القاتل!!
انا لا أُلزم احد ان يؤمن بقدسية هذا التعليم , و لكن إن كنت تعتبر المسيحية الأرثوذكسية هى فكر بشرى بحت , فأنت مُلزم بقبول هذا التعليم , لأنه فكر هذه المسيحية الارثوذكسية , ولا مفر من قبول واقعيته فى تاريخها!
القضية الثانية: مصدر التعليم الكنسى , شفاهيةً ام كتابةً ام كلاهما؟
اول أمر يجب ان ينتبه له زميلنا و قارئنا , هو انه لو ان الكنيسة المسيحية تؤمن بقدسية الحرف , كما يدعى الزميل و فيما سنُثبت بطلانه الآن , لما إتبعت شىء اسمه "التعليم الشفاهى". بديهياً , فإن التعليم الشفاهى لا يرتبط بحدود معينة , ولا يرتبط بتدقيق مُعين , ولا يرتبط بشواهد معينة , ولا يرتبط بإلتزامات تُحد ما يُذكر. هذا الخلاف بين الحرف و الإرتجال , لا يُمكن مهما حدث , هدمه او إزالته.
و بالتالى , فكون ان الكنيسة المسيحية قبلت الإرتجال فى نشر الرسالة , فهذا يعنى ببساطة أن الحرف غير لازم لها , و غير مُهم لها. قبول الكنيسة المسيحية للإرتجال , يشهد بقوة الى ان الحرف لا قدسية له , و الى ان التقيد بحدود فى نشر الرسالة لا وجود له.
الآن , فإن اول ما يجب ان نعلمه عن طبيعة هذه المنهجية , هو هل هى من إختراع آباء الكنيسة , او هى من إختراع الكنائس المسيحية اليوم , او هل هى من إختراع فادى؟! مرة أخرى , أعود الى عظة بطرس , و أُذكر زميلنا و قارئنا , بأنه لا يُوجد حرف واحد نطقه المسيح , أخبر به بطرس ثلاث آلاف انسان , بل إن تعليمه كان إرتجالياً بحت. تعليماً عاشه و عاينه و آمن به و شهد له أمام هؤلاء البشر من كافة الأجناس!! ليس بطرس فقط , بل عبر سفر أعمال الرسل بأكمله , لا نرى التقيد بالحرف ابداً فى نشر الرسالة المسيحية. كم عظة وردت فى أعمال الرسل؟ و كم كرازة قامت فى أعمال الرسل؟ رحلات و رحلات كرازية , لا نرى أثر فيها لأى تقيد حرفى. بولس رسول المسيحية الأول , لم يلتزم بحرف ابداً , بطرس لم يلتزم بحرف ابداً , يوحنا و برنابا لم يلتزما بحرف ابداً. على العكس تماماً , حينما حاول بطرس ان يعود الى عبودية الحرف الناموسى , و هو قد رجع عن هذا و ندم , رأينا بولس يُجاهره بأنه مُرائى!!! فالعهد الجديد نفسه , يشهد قائلاً:" فَاثْبُتُوا إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا" (2 تس 2 : 15). حرف مكتوب , رسالة شفوية , فلا قداسة لكليهما , بل القداسة و كل القداسة للرسالة نفسها!!
بل دعونى أُوجه هذا السؤال المفتوح: هل طلب السيد الرب من تلاميذه ان يكتبوا؟!!! هل طلب منهم ان يُسجلوا شيئاً مُدوناً؟!!!! كلا , كانت وصيته لهم:" فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (مت 28 : 19) , "وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." (مر 16 : 15).
نخرج من هذه الشهادات , بأن التعليم الإرتجالى الذى يشهد للرسالة المسيحية بشكل عام , هو تعليم الرب نفسه , و رسل الرب أنفسهم , و ليس من إختراع الكنيسة المسيحية ولا من اختراع فادى!!
النقطة الثانية فى هذه القضية , و هى الخلط بين التقليد الرسولى و التقليد الكنسى. حذرت من هذا الخلط سابقاً , و أكدت على انهما شيئين مُختلفين , و مع هذا رأيت زميلنا يقول:" ويكفي للقارئ الإطلاع علي اي كتاب بروستانتي يهتم بنقد التقليد"!!!
التقليد الرسولى هو المجرى الذى يسير فيه كل منابع الرسالة المسيحية , لا مجال أصلاً لأن يرفض اى مسيحى مفهوم "التقليد الرسولى". أما التقليد الكنسى , فهو الخاص باللاهوت الطقسى لكل كرسى رسولى. التقليد الكنسى هذا هو ما نجد فيه الإفتراق بين اللاهوت البروتستانتى و لاهوت الكنائس الرسولية. و قد قلت سابقاً و أكدت , ان التقليد الرسولى شىء , و التقليد الكنسى شىء. و رافضى التقليد الكنسى لا يرفضون التقليد الرسولى , و أكدت ان دساتير إيمان كنائس الأرض قاطبةً , تؤمن بالتقليد الرسولى إيمان قاطع. يستطيع زميلنا و قارئنا مُراجعة مُقدمة كتاب شبهات وهمية كمثال , و خاصةً فى إثبات قانون العهد الجديد , ليرى إيمان الكنائس الإنجيلية بالتقليد الرسولى. و أضع بين يدى القارىء هنا , شهادة الكنيسة الفاتيكانية فى "الوثائق المجمعية للمجمع المسكونى الفاتيكانى الثانى" , حيث نقرأ:"تشهد أقوال الآباء القديسين بحضور التقليد المُحيى الذى يفيض من ثرواته على أعمال الكنيسة و حياتها و إيمانها و صلاتها. فبفضل هذا التقليد يتضح للكنيسة قانون الأسفار المقدسة بكامله , بفضله ايضاً تفهم الأسفار المقدسة نفسها فهماً أعمق , و تُصبح فعالة بإستمرار. و هكذا فإن الله الذى تكلم قديماً , لا يزال يكلم خطيبة ابنه الحبيب و الروح القدس الذى بفضله يدوى فى الكنيسة و بواسطتها فى العالم صوت الإنجيل الحى , يقود المؤمنين الى كل حق , و يجعل كلمة المسيح تحل فيهم بغزارة" (المادة و ل 8).
التشكيك فى ايمان الكنائس المسيحية بالتقليد الرسولى , هو أمر ساذج يستحيل إثباته , لأن الإيمان الجامع للكنيسة المُقدسة ثابت فى دساتير الكنائس المسيحية!!
لن أُعلق على مفهوم زميلنا للتقليد , الذى قال عنه بأنه:" ان التقليد لا يؤخذ من إجماع الآباء وإنما يؤخذ من بحث أسباب الخلاف أو الإتفاق"!!!!
و أنا لست على إستعداد لأن أشرح التقليد الرسولى من بداياته الى نهاياته , و أُحيل زميلنا و قارئنا الى كتاب "علم اللاهوت العقيدى , الجزء الأول" لعالم الكنيسة القبطية موريس تاوضروس , خاصةً الباب الخامس "التقليد الرسولى". أو الى كتاب الأب متى المسكين "التقليد و أهميته فى الإيمان المسيحى" , لدراسة مفهوم التقليد الرسولى المسيحى , و ليس المفهوم المتأسلم الذى وضعه زميلنا!!
كذلك , أنا لست مستعداً للرهان على قضية خاسرة , و هى مفهوم الآباء لإستحالة قدسية الحرف. فانا أثق أن هذه قضية خاسرة لمن يُريد مُضادتها , و سأذكر فيما يلى طرفاً من كتابات الآباء التى تشهد لتقديس التقليد الرسولى نفسه لا الحرف المكتوب:
اوريجانيوس: تأملات على المزامير 1 : 4 , تأملات على ارميا 39 , تأملات على متى 16 : 12 , على حزقيال فصل 10.
جيروم: الرسالة 27 , تأملات على حزقيال 1 : 1 , الرسالة الى جالات , الرسالة 48 الفصل 8 , مقدمة رسالة فليمون.
باسيليوس: عن الإيمان , الفصل السادس.
امبروسيوس: عن الأرملة فصل 1 , 2.
غريغوريوس النيسى: ضد يونيموس , فصل 12 , على المزامير 2 : 11.
غريغوريوس النزينزى: الخطب اللاهوتية 2 : 105.
ذهبى الفم: على التكوين 15 : 1 , على رؤية الرب 2 : 2.
اغسطينوس: عن الزنا 18 – 21 , عن المونارشيين فصل 7.
و يكفى للقارىء , ان يُتابع أعمال أثناسيوس ليرى كيف ان التقليد الرسولى هو المصدر للتعليم المسيحى. هؤلاء الآباء المذكورين هم مجرد طرفاً , من كوكبة آباء الكنيسة الذين آمنوا بالتقليد الرسولى المسيحى. ولا أحتاج لأن أكرر , بأنه لا يُوجد أحد فى آباء الكنيسة نادى بقدسية الحرف ابداً!!!! على اى حال , سأضع بعض هذه النصوص و غيرها تباعاً.
فهل فعل أغناطيوس الأنطاكى؟!
لمن لا يعرف , فإن أغناطيوس الأنطاكى هو "أب الكنيسة" , لأنه اول من تكلم عن الدور الفعال للكنيسة الرسولية فى المجتمعات المسيحية. ولا يُمكننا ان نقول بأنه يُنادى بعصمة الحرف او بقدسية الحرف , للحرف ذاته!! بل إنه يُنادى بعدم إهمال الكتاب المقدس فى دور الإنسان المسيحى , لا بقدسية الحرف!! و الدليل على ذلك هو أنه يقول:" المخطوطات بالنسبة لى هو يسوع المسيح , المخطوطات هى صليبه و موته و قيامته و الايمان الذى من عنده , بهذا اريد ان اتبرر بصلاواتكم". فهو لا يتكلم عن حرف المخطوطات (و إن كانت الترجمة الدقيقة هى "الكتب المقدسة") , و إنما يتكلم عن التعليم الوارد بها: صليبه و موته و قيامته و الإيمان الذى من عنده!!!
على أية حال , فإن معنى هذه العبارة هو أمر مشكوك به جداً , على حد تعبير فيليب تشاف و فريقه فى الترجمة. ذلك ان هناك مخطوطات للرسالة تقرأ ما يُشبه النص المُطول للرسالة , و الذى يقلب مفهوم النص رأساً على عقب , اذا قرأه اى قارىء!!!!!!!!!!
ANF , Vol 1 , P. 84
الأمر الذى لم يلتفت له زميلى , هو أننى لا أقول بان الكتاب المقدس ليس مُقدس!!!! ولا أقول بانه ليس مصدراً للتعليم المسيحى المُستقيم , و الذى رأيت مُحاولات فى إظهاره بتقديم الآباء على انهم يستشهدون بالكتاب المقدس!!!!
هذا تطرف عجيب و غريب , فأنا اؤمن بما يشهد له هذا الكتاب , و اؤمن به مُقدساً و ليس كما تُحاول عزيزى ان تُبين , بأننى أُهمش دور الكتاب المقدس فى حياة الإنسان المسيحى. فلا أرى اى داعى , للقول بأن الآباء كانوا ليشهدون لعقيدتهم بالكتاب المقدس , هل ترانى أُخالف هذا المبدأ؟!! انا استشهد بالكتاب المقدس لأنه سلطة authority , و لكن سلطته ليست أعلى من سلطة الكنيسة المسيحية , بل أقل منها!!
القضية الثالثة: الآباء و سلطة التقليد و سلطة النص
" العقائد والممارسات التي تقبلها وتحفظها الكنيسة بعضها يستند على التعليم الكتابى والبعض قبلناه سرًا وهو تسليم الرسل وهذان هما دعامة الإيمان الصحيح ولهما نفس القوة" باسيليوس الكبير عن الروح القدس 2 : 27.
هكذا تؤمن الكنيسة المسيحية بالتقليد , وتعتبره جنبًا إلى جنب مع الكتاب المقدس مصدرًا للإيمان وللحياة المسيحية لكل أعضاء جسد المسيح.
ونقصد بالتقليد كل الحقائق الإيمانية التي كُشفت وأُعطيت بواسطة الإله المتجسد الابن "وكلمة الله" تلك التي سلمها هو لتلاميذه ورسله القديسين. هذه الحقائق الإيمانية الفريدة قد تمت صياغتها بواسطة آباء الكنيسة وبإرشاد من الروح القدس في المجامع المسكونية، كعقائد وقوانين إيمان. وبالتالى فالتقليد يمثل حس الكنيسة الواعى وتدبيرها الأصيل ، الذي ينعكس لا فى عبادتها الليتورجية فقط بل وبصفة عامة في حياة المؤمنين وأفعالهم. وبعبارات أخرى يمكننا أن نقول أن التقليد المقدس هو التعاليم الشفاهية للإيمان المسيحى التي علّم بها "الإله" المتجسد والتي سلّمت بواسطة الآباء الرسل للكنيسة، والتي قامت الكنيسة بدورها بتسجيلها وحفظها. وكما هو معروف فلقد سبق التقليد المقدس كتابة العهد الجديد. إذ أن الكنيسة الأولى قد عاشت هذه الحقائق الإيمانية وكرزت بها وسلمتها بطريقة شفهية. وكثيرًا ما نجد إشارات لهذا في العهد الجديد نفسه. فيوحنا يؤكد بكل وضوح في نهاية إنجيله قائلاً:"وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (21 : 25). وأيضًا في رسالته الثانية يكتب عن هذا التقليد الشفهى فيقول:" إذ كان لي كثير لأكتب إليكم لم أرد أن يكون بورق وحبر لأني أرجو أن آتي إليكم وأتكلم فمًا لفم لكي يكون فرحنا كاملا" (ع 12). والقديس بولس يوصى تلميذه تيموثاوس أن يبقى أمينًا ويحفظ "وديعة " الإيمان، وأن يتجنب "الكلام الباطل الدنس ومخلفات العلم الكاذب الاسم" (1 تى 6 : 20). بل أن السيد المسيح لم يكتب بنفسه ولم يعطى وصية لتلاميذه أن يكتبوا كتبًا بل أنه أرسلهم ليكرزوا بكلام بشارة الخلاص المفرحة لكل المسكونة (مت 28 : 19)، وهكذا صاروا هم "شهودًا" له في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (أع1 : 8).
يؤكد آباء الكنيسة ومعلميها على أهمية التقليد الكنسى، فنجد على سبيل المثال أن العلامة أوريجينوس يدعو الكتاب المقدس "أبًا" كما يدعو التقليد الكنسى "أمًا". كما أن يوسابيوس القيصرى يشير إلى أن التلاميذ "قد سلموا إلينا لا نصوصًا فقط بل تقليدًا شفهيًا غير مكتوب". ويصف كليمندس الأسكندرى الهراطقة بأنهم "لا يملكون تقليدًا بخصوص المسيح" . ويكتب القديس ذهبى الفم وصفًا رائعًا للتقليد فيقول:"إن الرسل لم يسلموا لنا الإيمان عن طريق رسائلهم فقط بل وأيضًا بتعاليم شفهية كثيرة. وكما نثق في أشخاصهم هكذا نثق أيضًا فيما سلموه إلينا، وهكذا يكون التقليد الكنسى مصدر وثقة ولا ينقصه شيئًا بالمرة" (على تسالونيكى الثانية 2 : 24) .
ومن كل ما سبق تتبين المكانة العالية التي تعطيها الكنيسة للتقليد المقدس إذ هو مع الكتاب المقدس شامل لكل الحقائق الإيمانية التي سلمها الإله المتجسد بنفسه لتلاميذه القديسين الذين هم بالتبعية قد سلموها للكنيسة كلها كما سبق القول. وهكذا صار التقليد الرسولى هو تقليد الكنيسة. فالتقليد الشفهى صار ميراثًا وحياة للكنيسة , وبمرور السنين سجلت بالكتابة هذا التقليد الشفهى بطرق عديدة نذكر منها:
1 ـ قرارات وقوانين المجامع المسكونية المعترف بها من الكنيسة الجامعة. فالكنيسة الأرثوذكسية تعطى لقرارات المجامع ـ فيما يختص العقيدة ـ قيمة مطلقة غير مشكوك بالمرة في صحتها بل أنها تمثل "الأداة" التي تعبر بها الكنيسة عن "عصمة" عقيدتها. ولهذا فقوانين الإيمان التي صاغتها المجامع المسكونية تستخدم كمصادر رئيسية وهامة للتعاليم العقائدية في الكنيسة الأرثوذكسية.
2 ـ نصوص قوانين الإيمان. فكما هو معروف أنه بجانب قانون الإيمان الذي صاغه مجمع نيقية ومجمع القسطنطينية والذي يعتبر هو قانون الإيمان بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية، فإنه توجد نصوص قوانين أخرى مثل قانون إيمان الرسل وقانون الإيمان للقديس أثناسيوس.
3 ـ نصوص القداسات الإلهية وباقى النصوص الليتورجية، والتي تمثل تعبيرًا واضحًا عن العقيدة الأرثوذكسية.
4 ـ وأخيرًا كتابات آباء الكنيسة وبالأخص تلك التي تتعرض لأمور عقائدية وحقائق إيمانية سواء مَن كان منها يدافع عن الإيمان المسيحى ضد الهراطقة أو مَن كان منها ذات طابع تعليمى للشعب. وهنا لابد أن نشير إلى أن كتابات الآباء هى ضمن التقليد الرسولى طالما أنها تعبر عن رأى الكنيسة الواحد من جهة الإيمان ولا يجب أن ننظر إلى الاتفاق في الرأى على أنه اتفاق حرفى بل هو اتفاق بالروح الواحد واتفاق على الحقيقة الواحدة. و لعل بهذا يكون تصريحى بإيمانى بوحى كتابات أثناسيوس يكون اتضح للقارىء.
ايريناؤس:"و حينما نعتمد على التقليد الذى انحدر إلينا من الرسل محفوظاً بالتسليم على التتابع بيد الشيوخ و الكهنة و الأساقفة فى الكنائس , نجدهم يُقاومون التقليد نفسه (يقصد الهراطقة) مُدعين انهم أكثر حكمة من الشيوخ بل و من الرسل ايضاً". و ايضاً يقول:"و إن كان الرسل قد احتفظوا بمعرفة الاسرار فى الخفاء و التى علموها كاملين سراً و فى الخفاء ايضاً بعيداً عن انظار الآخرين , فإنهم سلموها بتدقيق للذين استأمنوهم على الكنائس ذاتها. لأنهم أرادوا أن الذين سيخلفونهم فى نفس مراكزهم و بنفس تعاليمهم يكونون كاملين بكل تأكيد بلا لوم". و يقول عن الكنيسة المسيحية:"نحن لا ينبغى قط ان نفتش عن الحق و نطلبه من الىخرين , لأنه يسهل الحصول عليه بواسطة الكنيسة. لأن فيها استودع الرسل وديعتهم , كما يصنع الأغنياء , إذ سلموها بكل ما يتعلق بالحق , حتى ان كل من أراد يستطيع ان يأخذ منها ماء الحياة. فالكنيسة هى باب الحياة و الآخرون سُراق و لصوص. و علينا ان نتجنبهم و نلتصق بكل غيرة الحب لكل شىء داخل الكنيسة و نتمسك بالتقليد الحق". (الإقتباسات الثلاث نقلاً عن كتابه الكرازة الرسولية).
كليمندس السكندرى:"الذى يزدرى بالتقليد الكنسى لا يعود يُحسب مع اولاد الله" (المتفرقات 7 : 16).
اوريجانيوس:"لا يُعتبر اى امر انه حق إلا إذا كان لا يتناقض قط مع التقليد الكنسى الرسولى" (عن المبادىء 1).
أثناسيوس:"علينا ان نعتبر جداً هذا التقليد الذى هو تعليم و إيمان الكنيسة الجامعة الذى أعطاه الرب منذ البدء , و كرز به الرسل , و حفظه الآباء , و الذى عليه تأسست الكنيسة و قامت" (الرسالة الى سيرابيون 1 : 28).
أغسطينوس:"انا لا اؤمن بالإنجيل الا كما يوجهنى سلطان الكنيسة" (ضد المانويين 1 : 1).
بل أنظر القديس باسيليوس فى دفاعه عن التقليد الرسولى و هو يقول عنه انه الإنجيل نفسه:"فإذا حاولنا ان نرفض هذه العوائد بحجة انه لا يُوجد ما يُدعمها كتابةً او على اساس انها ذات اهمية بسيطة , فنحن دون ان ندرى نُسىء الى الإنجيل فى صميم حيويته حيث يُصبح ترديدنا العالم لمنطوق الإيمان مجرد جمل و كلمات" (الروح القدس 27)!!!
حتى ان جيروم صرح قائلاً:"خارج الكنيسة لا يُوجد إنجيل إلهى"!!!!!!
إذا أردت الحديث فى الدليل الآبائى لصالح التقليد الرسولى , فأنا اعرف نفسى لن أقف ولن أنتهى , و اكتفى بما ذكرته بالأعلى.
القضية الرابعة: التقليد الرسولى و التقليد الكنسى
ناقشتها سابقاً , و بينت ان مفهوم "التقليد الكنسى" اليوم يختلف عن مفهوم "التقليد الرسولى" , لذا أُحذر من الخلط بينهما.
القضية الخامسة: مفهوم الإجماع الآبائى
الإجماع ببساطة هو ان يوافق غالبية الآباء على شىء ما , فحينما أقول "اجمع الآباء" او "الإجماع الآبائى" , فأنا أعنى ان غالبية الآباء اتفقوا معاً. طرح زميلنا مثالاً عاقراً , مُحاولاً نقض الإجماع الآبائى و الإستدلال به. أقول عاقراً , لأنه مثالاً ألبس الحق بالباطل.
من تفسير الأب متى المسكين الذى أحالنا إليه , يجتمع لدينا عدداً من الآباء اشار الى ان متى كتب انجيله بالعبرية , و هم:"اوريجانيوس , يوسابيوس , كيرلس الأورشاليمى , ابيفانيوس , جيروم , غريغوريوس النزينزى , ذهبى الفم , اغسطينوس" مُضافاً لهم ما ذكره الأب متى المسكين بـ "بقية الآباء" (تفسير متى , ص 25 – 27).
إذن نحن أمام إجماع بأن إنجيل متى كُتب بالعبرية. و لكن هل نحن أمام إجماع بان المُترجم مجهول؟!! ذكر لنا الزميل إثنين من الآباء هم: بابياس و جيروم , و قال لنا بالحرف "هذا هو الإجماع الآبائى"!!!!
الإجماع الآبائى على ماذا عزيزى؟!!! على أن انجيل متى كُتب فى اصله بالعبرية ام على ان المُترجم مجهول؟!!! فإن كان الأول , فما هى مشكلتك بالضبط؟! و إن كان الثانى , فأى إجماع هذا تُحدثنى عنه؟! إجماع إثنين من ثمانى أسماء مذكورة غير "بقية الآباء"؟!!!
لأجل الإجماع الآبائى , فلا يهمنى هل قال جيروم بأن مرقس اخطأ ام ماذا (و أرجو ذكر مرجع كلام جيروم لأطلع عليه بنفسى , و فضلاً تذكر مرجع كلام جيروم نفسه و ليس لشخص نقل عنه , كى أراجع الكلام فى سياقه) , و إنما يهمنى ماذا قالت الكنيسة المسيحية , الإجماع الآبائى المعصوم عن الخطأ و الزلل!
كما ان فادى لا يُريد من أحداً ان يؤمن بشىء , لا بموروث لاهوتى ولا بإيمان ولا اى شىء , حتى تسألنى زميلى ما الذى أُريدك ان تؤمن به!
القضية السادسة: نص الفاصلة اليوحناوية فى الكنيسة المسيحية
بدايةً , لا وجود لهذا النص فى نُسخ العهد الجديد بأى لغة قبل القرن السابع.
و انا قلت مراراً , لا يُوجد دليل واحد يُثبت ان الكنيسة المسيحية , المؤسسة الدينية المسيحية , هى التى أدخلت هذا النص فى متن العهد الجديد لأجل تقوية عقيدتها فى لاهوت المسيح. هذا قول ساقط لا دليل عليه بالمرة. و قلت سابقاً , لا يُوجد احد عاش من كنيسة توما الأكوينى فى كنيسة كبريناوس , و تجاهلت كلامى ببساطة و كأنى لم أقل شيئاً!!!
النص الذى يُقال عنه انه اشهر نص للثالوث , هو أشهر نص للثالوث فى عهدنا الحالى , و ليس فى عهد الكنيسة المسيحية الأولى. الكنيسة الأولى لم تعرف هذا النص على الإطلاق , و لم يعرفه احد من آباء الكنيسة ابداً. و قلت سابقاً ايضاً , لو ان هذه نية الكنيسة المسيحية الأولى , لكانت الكنيسة الشرقية أول من فعلها لا الكنيسة الغربية. فكل البدع التى تعرضت للاهوت المسيح من قريب او بعيد ظهرت فى الشرق لا فى الغرب!!!!!
اى لو أنه هناك نية من الكنيسة لتقوية موقفها للاهوت المسيح , لكانت الكنيسة الشرقية هى التى فعلت هذا و ليس الكنيسة الغربية ابداً!!! و بالتالى فهذا ادعاء ساقط علمياً لأنه لا دليل عليه , و ساقط منطقياً لأنه لا يستقيم مع وجود الهرطقات الخاصة بلاهوت المسيح الأكبر فى الشرق و ليس فى الغرب!
هذا عن الشق اللاهوتى , و يتبعه الرد على الشق النصى
|
|
11-03-2008, 11:54 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Fadie
عضو متقدم
   
المشاركات: 447
الانضمام: May 2007
|
الفاصلة اليوحناوية
الشق النصى
بدايةً , التأكيد على وجود نص العهد الجديد فى شواهد نص العهد الجديد , هو تأكيد غالبية علماء النقد النصى اليوم. كرت و بربارا آلاند ليسوا بهذه السذاجة ولا بهذه المنزلة المتدنية , حتى أراك تُحقر من رأيهم امام رأى ايرمان!! ففى نفس كتابهما المُشار اليه ايضاً , نراهما يؤكدان قائلين:"إنتقال التقليد النصى للعهد الجديد , يتميز بدرجة مؤثرة من التماسك الى ابعد حد" (نص العهد الجديد , ص 291) , "حتى بعيداً عن مخطوطات كتب القراءات الكنسية , فهناك برهان 3200 مخطوطة تقريباً لنص العهد الجديد , دون ان تُذكر الترجمات القديمة و الإقتباسات الآبائية. نحن نستطيع ان نتأكد انه بداخلهم (اى الشواهد) , يُوجد مجموعة من الشواهد و التى تحتفظ بالشكل الأصلى للنص" (السابق , ص 292). بل استمع لهذا التصريح المُدهش لكرت حينما يقول ان تاريخ نص العهد الجديد "نستطيع ان ندرسه فى أصوله" , مُشيراً الى ان الشكل الأصلى للعهد الجديد موجود فى البرديات و مخطوطات الحروف الكبيرة بين القرنين الثالث و الرابع (فى مقالته: الفترة الفاصلة فى القرن العشرين للنقد النصى للعهد الجديد). هكذا فهم ايلدون ايب ايضاً , مُوضحاً أن آلاند فى أماكن اخرى كثيرة , يُساوى بين "النص الأصلى" و نيستل آلاند و يو بى اس!!! ( Prespectives On New Testament Textual Criticism , P. 558) , و لست بحاجة لأن أُعيد ثانيةً , أن دانيال والاس , يؤمن ان نص نيستل آلاند هو نص العهد الجديد الأصلى , و الذى جاء على ذكره فى مقالته التى أضمنتها فى كتابى.
و لكن انا لى إعتراض شديد , على حصرك لـ "التقليد النصى" الذى أخبر به آلاند , فى المخطوطات اليونانية فقط!!! عبارة آلاند تقول:" أن اى قراءة وردت فى التقليد النصي للعهد الجديد , بدايةً من الأصول و ما يليها , حُفظت فى فى التقليد (النصي) و فقط تحتاج الى تحديدها" , فعلى اى اساس حصرت "التقليد النصى" فى المخطوطات اليونانية فقط؟! بل ان التقليد النصى هو كل مصادر نص العهد الجديد , و ليس الشواهد اليونانية فقط!!! قس على ذلك الآن ان نكتشف ان احدى قراءات الآباء غير الواردة بالمخطوطات اليونانية , هى القراءة الأصلية. او لم نكن نمتلكها قبل هذا الإكتشاف؟! و بالتالى , فنحن حينما نتحدث عن "التقليد النصى" للعهد الجديد , فنحن نتحدث عن كل مصادر نص العهد الجديد , و ليس مصدر واحد فقط.
حسناً , انا اعرف تماماً ان فترة القرن الثانى هى فترة حرجة فى تاريخ النص , لأن غالبية القراءات نشأت بها. و لكن السؤال الجوهرى: ما هو تأثير ذلك على إعادة تكوين النص و تاريخ النص؟! بمعنى مُبسط: هل ننتظر ان يُقدم لنا القرن الثانى أكثر من 400000 قراءة لنص العهد الجديد؟! او هل يُمكن ان تكون القراءة الأصلية لنص العهد الجديد بأكمله , اختفت فى القرن الثانى الميلادى؟! كل هذا ليس سوى إحتمالات , لا يشهد لها التاريخ النصى , حتى انك فضلت ان تأتى لنا بنموذج نصى من العهد القديم لا العهد الجديد (النص الخاص بمزمور 96) , الأمر المُثير للسخرية حقاً! أتذكر أحدهم كان يسألنى:"ما هى أقدم مخطوطة للديداكية؟" , ولا أعرف هل من حقى ان اسأله الآن:"ما هى أقدم مخطوطة لرسالة برنابا؟". انه فقط , "توضيح للمنهجية"!!
إعتماداً فقط على ان كل القراءات نشأت فى القرن الثانى , هو دليل يعجز على إثبات ضياع القراءة الأصلية. لأن هذه القراءات , وجدت لها طريق الى التيار النصى فى الشواهد المتوفرة الآن. و أرد على أدلتك فى احتمال ضياع القراءة الأصلية بالتالى:
1. وجود إقتباسات آبائية لقراءات غير موجودة فى المخطوطات اليونانية , يشهد على براعة حفظ التقليد النصى لهذه القراءات. أرى ان هذا الإستدلال , هو أحد وجوه الفهم الخاطىء لعبارة كرت آلاند. و حتى ان وُجدت قراءات معينة فى كتابات الآباء , فإن هذا لا يعنى بالضرورة انها هى القراءة الصحيحة. و بما اننا نبحث فى إمكانية فقدان القراءة الصحيحة , فإن هذا يتطلب معرفة القراءة الصحيحة فى الأوتوجراف نفسه , و بهذا نحن ندور فى داخل دائرة!!
2. تعبير "أفضل المخطوطات" , لم ياتى من فراغ , كى نقول ان المخطوطات الأقدم عرضة لوقوع الخطأ لدرجة فقدان القراءة الأصلية. بل ساهم البرهان الداخلى فى تحديد أفضل المخطوطات , بدرجة عالية من الحيادية. فعن طريق تفعيل البرهان الداخلى فقط على القراءات دون البرهان الخارجى , ينتج لدينا قراءة واحدة هى المُفضلة. فإذا ذهبنا لتفعيل دور البرهان الخارجى , و وجدنا ان المخطوطات الأقدم فى غالبية الحالات , تُؤيد القراءة المُفضلة التى توصل لها البرهان الداخلى , فإن هذا يعنى بحق ان هذه المخطوطات هى الأفضل. و بالتالى , فالمساواة بين خطأ مخطوطة من النص البيزنطى , و خطأ مخطوطة من النص السكندرى , هو أمر غير علمى على الإطلاق. لست بحاجة لذكر , ان علماء النص النقدى يرون بالفعل فى مخطوطات النص السكندرى هى الأفضل , و انها تحتفظ بالقراءة الأصلية. هل يُوجد أكثر من ان رائد النقد النصى فى القرن العشرين يؤمن بوجود النص الأصلى فى هذه المخطوطات؟!
3. الإتجاه الى التحرر من قيد الحرف فى القرن الثانى , كنت انا اول من آشار له بالعربية , و انا اؤمن بهذه الحقيقة. و لكن هذه الحقيقة لا تعنى ان كل النُسخ المتوفرة مُتحررة نصياً ولا تملك القراءة الأصح. فرغم اننا الآن فى خارج إطار العصمة اصلاً , و لكن رغم هذا فأستطيع الإستدلال على حفظ القراءة الاصلية فى المصادر المتوفرة. فمن المستحيل , ان يكون كل نُساخ الأرض بأجمعهم , وقعوا فى نفس الخطأ. ما فائدة التوزيع الجغرافى إذن؟! فلو ان ناسخ فى اورشاليم وضع قراءة ليست صحيحة , فمن غير المعقول منطقياً و بكل المقاييس العقلية , أن يكون كل النُساخ فى بقية الأنحاء وقعوا فى نفس الخطأ!! و هذه هى فائدة كثرة النُسخ , و هذا هو الغرض وراء تباهى المسيحيين بكثرة النُسخ! ايرمان نفسه يُؤكد هذا قائلاً:" أنه من الآمن ان نقول ان نسخ النصوص المسيحية القديمة كانت عملية مُحافِظة جداً. النُساخ ....... كانوا مُتعمدين الحفاظ على التقليد النصى الذى كانوا يدونوه. كان تركيزهم الجوهرى ألا يغيروا التقليد , و لكن الحفاظ عليه لهم و للذين يتبعونهم. بلا شك , فإن معظم النُساخ حاولوا بإيمان ان يتأكدوا ان النص الذى أنتجوه مثيل الذى إستلموه" (سوء اقتباس يسوع , ص 177). كما ان ذكرك أن كل البرديات هى من النص السكندرى هو غير صحيح , فلدينا عدد من البرديات يشهد لأنواع النصوص الاخرى. أتذكر منهم الآن البردية 5 التى تتفق مع النص الغربى.
4. التعامل العقيدى مع النص , له حدود و اطارات معينة. إن أكبر استدلال يستطيع الفرد ان يطمئن له لوجود هذه الحدود , هو ان يقرأ ما كتبه ايرمان نفسه , خاصةً فى الإفساد الارثوذكسى للكتاب المقدس , ليرى مدى المحدودية التى تفرع لها هذا التعامل , او ليقرأ النسخة الشعبية منه "سوء اقتباس يسوع". فلم نرى ناسخاً مثلاً , حذف قراءة "و كان الكلمة الله" , لأنه لا يؤمن بلاهوت المسيح. بل و حتى الامثلة التى وضعها ايرمان للتدليل على التعامل الغير ارثوذكسى مع نص المخطوطات , تتضارب مع الحقيقة. فكيف سأرى مخطوطة يؤمن ناسخها بأن يسوع تُبنى من قِبل الله , و يعمد الى تغير النص الى مُعتقده بتبنى يسوع من قبل الله يوم معموديته , فى الوقت الذى تشهد فيه هذه المخطوطة للاهوت المسيح من الأزل؟!!! بل دعنى أتخذ المثال لو 24 : 42. فلو أننا أتخذنا موقف إضافة النص من قِبل أحد النُساخ لصالح اللاهوت الطقسى للكنيسة , فإن هذا ببساطة ربط بين المعمودية و قيامة الرب من مُنطلق إيمان كتابى كنسى. فهذه عادة كنسية مُستمرة حتى يومنا هذا , عند إتمام المعمودية. و يُراجع كتاب الأب متى المسكين "المعمودية" فى إيصاح الربط الكتابى الكنسى بين المعمودية و قيامة الرب. و لعلنا نُلاحظ هنا هشاشة التدخل الأرثوذكسى فى النص , فهو لم يتدخل ليُثبت عقيدة قيامة الرب , و إنما لأجل إضافة لمسة طقسية رائعة على إيمان سليم!!
5. أشرت سابقاً , الى ان قراءة صلاح الآب , هو تفسيرى عقيدى آبائى , معمول به من قِبل الآباء , و حتى يومنا هذا!!! فلو افترضنا صحة هذه العبارة , فنحن نؤمن بإستقامة مُحتواها حتى اليوم , بل انه التفسير الرئيسى للكنيسة المسيحية الآبائية. غير ان مثالك هذا يتعارض مع موقفك بأن الكنيسة مُتمثلة فى الآباء , كانوا يعرفون بعدم أصالة الفاصلة , ثم معرفتها بين حين!! فهذا التفسير مُنتشر بكثرة فى كتابات الآباء , فكيف تُفسر اختفاؤه و هو ثابت فى التعليم الآبائى؟!! هذا يحتاج الى شرح مُفصل. رغم هذا , فإن هذا النص ثابت فى مخطوطتين لاتينيتين (و قد اخطأت فى المدخل اذ نفيت هذا) , و بالتالى فالقراءة ثابتة فى التقليد النصى فى مصدرين: الترجمة , الآباء!! و المُلاحظة التى يجب الإلتفات لها , هى ان حتى ثبوت هذه القراءة فى اى مخطوطة , لا يعنى ببساطة انها هى القراءة الصحيحة , حتى نفترض أنها كانت مقبولة لاهوتياً ثم رُفضت , بغض النظر عن خيالية هذا الرفض المزعوم!!
6. لا يُوجد اى تغيير لاهوتى فى نص العهد الجديد , كان هدفه إثبات عقيدة جوهرية غير موجودة فى اساس النص نفسه. بمعنى , أننا لا نجد ان التعليم المسيحى فى لاهوت المسيح او الثالوث او صلب الرب يسوع...إلخ من العقائد الأساسية , هو نتيجة إستحداث نص يهدف لإرساء هذه العقيدة. لذلك انا اؤمن ان إضافة الفاصلة اليوحناوية , لم يكن لإستحداث عقيدة الثالوث فى الألفية الثانية!! و لست بحاجة لذكر الترديد الدائم للعلماء , أنه لا توجد عقيدة تتعلق بإختلاف قرائى ابداً , انا شخصياً مللت من كثرة تكرار هذه العبارة!!!
7. إستخدامى للبرديات كعامل هام فى إثبات ان إكتشاف الأقدم لا يُؤثر على على النص , يبدو انه قد فُهم خطأ من جانبك. فأنت تقول بكل بساطة:"البرديات لم تكتشف لنا نصاً جديداً" , و كأن هذا يُحسب ضد نص العهد الجديد!! بل إن إكتشاف الأقدم , و ها هو نموذج أمامنا , يكون لصالح نص العهد الجديد لا عليه. إذا قمنا بعمل مُقارنة بين نص ويستكوت و هورت الذى لا يعرف البرديات , ونص نيستل آلاند الذى يعرف البرديات , فالنتيجة لصالح نص العهد الجديد ام ضده؟! هذا هو السؤال. و بيترسين يقول فى نفس المقالة:" بإختصار , السبب فى ان البردي سجلت أهمية يصعب المغالاة فى تقديرها , هو انهم يُؤكدون إتجاهنا - بكلمات أخرى , يؤكدون توجهاتنا" New Testament Textual Criticism, Exegesis, and Early Church History , P. 139. و بالتالى , فإن شهادة برديات القرن الثانى و الثالث , هى لصالح نص العهد الجديد لا عليه , فلا عجب إذن ان نجد رائد النقد النصى فى القرن العشرين , يؤمن ان النص الأصلى موجود بهذه الشواهد.
8. إستخدام الإحصائيات , و بالأخص التى قدمتها كشاهد على إستقرار النص عبر الألفية الأولى , لا يندرج تحت ما تُسميه "عدم إستقرارية النص". لأن الإحصائية بالفعل هى بين وثائق من القرن الثانى و الثالث و وثائق من نهايات الألفية الاولى و بدايات الثانية. و القارىء إذا قرأ المقالة التى أرفقتها , و سأقوم بترجمتها للعربية قريباً , سيرى ان كل مقارنات روبينسون (و هو ليس كبرجون و ميلر كما زعمت) , هى بين برديات القرن الثانى و الثالث و بين النص البيزنطى نفسه!! فنتخيل مثلاً , ان الإختلاف بين نص العهد الجديد فى القرن الثانى ضمن الوثائق المتوفرة , و بين نص العهد الجديد فى القرن العاشر ضمن الوثائق المتوفرة ايضاً , هو متوسط 9 – 10 % , فكم ستكون نسبة الخلاف بين البرديات و النص النقدى؟!!! لم أحسبها بالضبط , و لكنها لن تزيد بأى حال عن 5 – 3%!!! فالمساواة بين إحصائيات برجون و ميلر من ناحية , و بين إحصائية موريس روبينسون من ناحية , هى مُساوة ساقطة لا تصح.
9. من العجيب حقاً , أن تعطى مثالاً تُدلل به على عدم إستقرارية نص العهد الجديد فى القرن الثانى , بنموذج من العهد القديم!! لا أملك تعليق عليه , لأنه نموذج لا يصح ولا يستقيم مع الإفتراض الواجب تدليله. و من العجيب ايضاً ان تستدل بمثال واحد , على المجموع , و كأنه امر واقع. فأنا لا أريد ان اتحدث عن حالات فردية , و إلا , فكم تتوقع ان تكون نسبة نجاح مقصدك , امام نسبة نجاح مقصدى , اذا أتيت بالنصوص البردية , و التى تتفق مع النص النقدى و أخذ بها العلماء؟! لا داعى لهذا الإسلوب فى الطرح , لأنه يُفهم خطأ و كأن هذا هو الحال فى كامل النصوص البردية. بل إنك إذا أتيت بكل النصوص التى اختلف فيها العلماء بين البرديات و النص النقدى , و إذا أتيت انا انا بكل النصوص التى إتفق فيها العلماء بين البرديات و النص النقدى , فنسبة نصوصك ستكون شبه مُنعدمة!!
هذه هى إستدلالاتى على خطأ إستدلالتك فى نظرى , وبالطبع كل منا له حرية الفكر.
فى المشاركة السابقة , بينت بإستدلالين ان القراءة الأصلية يستحيل ان تُفقد من بين الشواهد المتوفرة. و فى هذه المُشاركة , سأضع بعض الإستدلالات الاخرى , و أُحب ان ابدأ بعرض السيناريو الإيرمانى.
الإستدلال الأول: لا تأثير لخلاف عقيدى على النص
تبدأ القصة بموت يوحنا , و يبتدأ القرن الثانى حيث تظهر للوجود بعض الحركات الفكرية , التى ترفض يسوع إلهاً. و يظل الصراع بين آباء الكنيسة و هذه الحركات الفكرية عبر قرنين من الزمان.يُمثل فكر هذه الحركات , بحسب السيناريو الإيرمانى , أبوكريفا العهد الجديد , و التى تعكس تطورات الفكر العقيدى فى هذه المرحلة. و يُمثل فكر الأرثوذكسية كتابات الآباء بدايةً من المرحلة التى سبقت عصر مُعلمى العقيدة. فتتسلح الأرثوذكسية بالإمبراطور الرومانى , لأجل القضاء على الفكر المُخالف فى هذا العصر. و هكذا , تنتصر الأرثوذكسية!
هذا الفكر لا يخص بارت ايرمان وحده , و إنما هو يخص بالدرجة الاولى , المُتخصصين فى الأدب الأبوكريفى المسيحى , من أمثال ألين باجيلز و فى الشرق ابراهيم الطيالسى. و لكن إيرمان الوحيد , الذى يُنادى بإنعكاس هذا الفكر على نص العهد الجديد. و بتنقلات سلسة , إستطاع ان يقلب التوجه النصى , من وجود تدخلات هرطوقية فى النص , الى وجود تدخلات أرثوذكسية فى النص. هدفى من هذا السرد , هو فى عرض الإستدلال الأول: لا وجود لتأثير خلاف عقيدى على النص. سآخذ مثال: أثناسيوس و آريوس.
مرحلة أثناسيوس و آريوس , نستطيع تسميتها بتاج الصراع الفكرى بين الأرثوذكسية , و الحركات الفكرية الأخرى. ففيها ظهرت كل معالم التيارين. و رغم هذا , و رغم الحرب الشعواء بين الأرثوذكسية و الآريوسية , لم تُسجل لنا السجلات و الوثائق و كتابات أثناسيوس و آريوس أنفسهم , أنه كان هناك تأثير للخلاف العقيدى على نص العهد الجديد. كلى إيمان و ثقة , أن نُسخ العهد الجديد المُستخدمة فى مجمع نيقية , كانت تحتوى على قراءات , لا تقل عن القراءات الموجودة فى نُسخ القرن الرابع و الخامس. و مع هذا , لم نجد إتهاماً واحداً , سواء من أثناسيوس لآريوس , او من آريوس لأثناسيوس , بوجود تأثير خلافى فى العقيدة على نص العهد الجديد!! و قد حرصت منذ فترة , على قراءة أعمال مجمع نيقية كاملةً , و قراءة القوانين الصادرة عنه , و قراءة أعمال علمية كثيرة حول هذا المجمع , و لم اقرأ تصريحاً واحداً بوجود خلاف عقيدى أثر على نص العهد الجديد!!! فأيهما أقرب الى الحقيقة ان يتم: وجود تأثير لخلاف عقيدى من قِبل التبنويين على النص , ام وجود التأثير من قِبل الأريوسيين على النص؟! أى خلاف هو بالحقيقة أشرس فى الهجوم و الدفاع؟!!! العقل و المنطق يقولان , بأن لو كان لهذا المجال وجود , لكان ظهر بقوة فى مرحلة الصراع الكريستولوجى , الأمر الذى لم يحدث , و به ينتفى وجود هذا المجال!!
الأمر نفسه ينطبق على الصراع الكيرلسى – النسطورى , و الصراع الخلقيدونى! و بالمناسبة , سيكون هناك ردود كثيرة مُشتركة مع القمص بسيط لتخصصه المشهود له فى تاريخ العقيدة المسيحية , حول هذا المنظور.
الإستدلال الثانى: وجود النص الأصلى فى المتن او الهامش
لقد بينت سابقاً , كيف ان نسبة عدم ورود القراءة الأصلية فى مصادر نص العهد الجديد , تكاد تكون منعدمة و ذلك فى مقالى "التحريف و العصمة فى ضوء النقد النصى". رغم هذا , فإن كل قراءة لها وزن , قد تكون وُجدت فى احدى المصادر , فإنها موجودة حتماً فى النصوص اليونانية الأشهر اليوم. فإذا فتحت نص نيستل آلاند , فستجد أمامك نص الخاتمة بالعدد الثامن فى مرقس , و نص الخاتمة الطويلة , و نص الخاتمة القصيرة. لنفترض أن أحدهم يؤمن بأن خاتمة مرقس جزء قانونى من انجيل مرقس , فهل هذا يعنى ان نصه اليونانى "نيستل آلاند" لا يحوى الخاتمة الطويلة , فقط لأن مُعديها لا يؤمنون بأصالتها؟!! كلا , إفتح اى نُسخة نقدية للعهد الجديد اليونانى , و ستقرأ به الخاتمة الطويلة. فالنص الأصلى موجود , و لكننا فقط لا نستطيع تمييزه هل هو فوق الخط ام تحت الخط كما عبر والاس؟!
من هذا الإستدلال , نخرج بنتيجة صلبة: إجماع علماء النقد النصى اليوم , على ان القراءة الأصلية موجودة. و كما أشرت سابقاً , فالتنقيح الحدسى لا يفترض عدم وجود القراءة الأصلية فى النُسخ المتوفرة , و انما يفترض عدم صحة اى منهم ضمنياً و ليس نصياً , و هو لا يوجد سوى فى مكانين فقط على الأكثر. الأسباب المنطقية , التى تُؤكد هذا الإعتقاد , شرحتها بالتفصيل قبلاً.
و يبقى المفتاح الرئيسى , لهذا السؤال هو عدد النُسخ و زمنها. فلو اننا لدينا نُسخة واحدة فقط نُسخت عن الأصول , ففى هذه الحالة يستحيل علينا ان نتأكد من مدى دقتها. و لكن , لو أننا لدينا مئة مخطوطة , فهذا يعنى ضمناً أن القراءة الأصلية موجودة بلا أى نزاع. السبب بسيط جداً , فلو ان واحد اخطأ , فيستحيل على التسعة و تسعين الآخرين ان يخطأوا نفس الخطأ!! بل بكل تأكيد , أحتفظ الكثير منهم بالقراءة الأصلية.
سأشرح هذا الإستدلال بتوسع أكثر و أكثر عبر الحوار , و سأذكر فى مشاركات تالية عدة إستدلالات أخرى , تُفيد بان القراءة الأصلية محفوظة عملياً فى مصادر نص العهد الجديد.
هذه أدلتى , لك و للقارىء ان يقبلها , و لكم ان ترفضوها.
نهايةً لردى , أود ان أُلفت النظر الى اننا لا نتحدث عن عصمة الكتاب المقدس , فنحن الآن خارج إطار عصمة الكتاب , بعدما بينا ان حرفه لا قدسيه له. لكننا الآن نتحدث بطرق علمية و عملية , على ان حتى هذا الحرف الغير مُقدس , فهو محفوظ فى التقليد النصى للعهد الجديد. الحوار إنتقل بهذا الموضوع الى سيناريو إنتصار الأرثوذكسية , بالتشكيك فى إستقرارية النص فى القرن الثانى. بهذا , اكون قد أتممت عملى , و بينت أن النقد النصى لا يُوجه اية شكوك لعصمة الكتاب المقدس الجوهرية الروحية الفكرية المعنوية. لينتقل الحوار من التشكيك فى عصمة الكتاب المقدس عن طريق النقد النصى , الى التشكيك فى عصمة العقيدة المسيحية فى القرن الثانى و الثالث و الرابع. و انا أثق , كما نجحنا فى شرح المفاهيم الصحيحة للوحى و عصمة الوحى فى الإيمان المسيحى , نستطيع ايضاً ان نشرح المفاهيم الصحيحة لمراحل نُضج الإيمان المسيحى من القرن الثانى و حتى القرن الرابع!!
مرة أخرى , لا يُوجد مخطوطة واحدة تُشكك فى اى عقيدة مسيحية راسية اليوم , ولا أى تعليم كتابى مسيحى مُستقيم. و أقول , لا يُوجد اى مخطوطة تُشكك فى عصمة الكتاب المقدس , بمفهومها الصحيح على الإطلاق. نعم هناك اخطاء , نعم لا نملك الأصول , نعم هناك نصوص ليست من نص العهد الجديد أُدخلت فى المخطوطات , نعم هناك أخطاء لاهوتية. و لكن , كل هذا لا يعنى , ان يسوع الأصول ليس هو يسوع نيستل آلاند , هذه هى القضية!! يسوع الأصول هو هو يسوع نيستل آلاند , هو هو يسوع عبر التاريخ المسيحى بأكمله. كل هذه الاخطاء الموجودة بالمصادر النصية , لا ترتقى لأن تظهر حتى الى سطح النقاش , حول يسوع الأصول و يسوع نيستل آلاند!!! كما قال أحدهم , أن وجود آلاف التغييرات فى وثائق تاسيتوس , لا يعنى على الإطلاق ان تاسيتوس كتب شعراً يتغزل به فى نيرون!!! تماماً كما ان آلاف التغييرات فى وثائق مرقس , لا تعنى ابداً ان مرقس كتب قصة رفع عيسى ابن مريم الى السماء و كيفية إحلال الشبيه بدلاً منه!!!
هذا هو مربط الفرس...
تحياتى للجميع
|
|
11-03-2008, 11:56 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم
عضو رائد
    
المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
|
الفاصلة اليوحناوية
بسم الله والصلاة والسلام علي الرسل أجمعين
الشق النصي
عذراً لكني سأكتفي بما يتعلق فقط بالموضوع دون غيره
1- مقوله كورت حول حفظ التقليد لكل القراءات
تلك المقوله التي لا يشهد لها التاريخ النصي كما تزعم بل العكس صحيح
وكما بدوت عزيزي فادي مضطربا وانت تزعم انني رددت علي كورت بمثال مزمور 96 رغم ان ذلك المثال جاء للرد علي الفترة الزمنية الكافيه للتحريف وليس له دخل بمقوله كورت اصلاً !!
عدم وجود دليل عند الزميل يدعم تلك المقوله يجعلنا نختصر الوقت ونفند تلك المقوله بالشكل المطلوب للإنتهاء منها تماما
مقوله كورت مبنيه علي قاعدتين بدون ثالث لهما:
أ- مصادر النص ( المتاحه )
1- اول سؤال يتعارض مع تلك القاعده الا وهو مدي كفاية ( تلك المصادر ) للوصول الي النص المفقود ؟!
ذكرنا قبلاً ( مداخله 9 ) شهادة القديس مارتر الشهيد وإيرناؤس التي تفيد بأن المسيحية في ذلك الوقت ( القرن الثاني ) قد إنتشرت في أنحاء الأرض وهو ما يجعلنا نتخيل وجود ألاف المخطوطات لخدمة الكنائس والقراءات الكنسية فضلاً عن خدمة الشعب نفسه
The Identity of the New Testament Text II, Wilbur N. Pickering
تلك الالاف من المخطوطات تعد الأن ( مفقودة ) بشكل كامل سواء علي المستوي المحلي او الجغرافي
ولم يعد منها علي الإطلاق سوي بضعة برديات ذات توزيع محلي الا وهو ( مصر ) فقط
مقارنه مع تلك الالاف المفقودة فإنه لا يمكن تخيل ان ( كم ) القراءات بين تلك الألاف المفقودة
يُمكن ان يُحفظ فقط من خلال تلك البرديات القليلة !!
ليس بالضرورة كما شط الزميل ان نبحث عن النصف مليون قراءة الموجدين حاليا بين المخطوطات المتاحه
فالزميل يخلط بشده بين ماهو متاح وبين ماهو غير متاح أصلاً
مع الأخذ في الاعتبار ان البرديات لا تغطي مساحة العهد الجديد بأكمله
وهو مايعني اننا سنواجه مشكله الإنتقال الإجباري من مرحله البرديات الي مخطوطات القرن الرابع في بعض الحالات !
2- شهادة علماء القرن الثاني امثال اكلمندس السكندري بالميل السائد للتحريف وأيضا القديس أوريجانوس الذي أفاد بأن الإختلافات بين المخطوطات في تلك الفترة وصلت لحد ( عظيم / great ) - سوء اقتباس يسوع ص52 -
يجعلنا بديهيا نقول إن أوريجانوس ما كان يتحدث عن الإختلاف بين ( بردية ) ومخطوط يعود لقرون بعده
بل كان يتحدث عن كم من المخطوطات الحاله بين يديه علي أقل تقدير !!
3- قراءات الآباء التي لا محل لها من الوجود حالياً في ضوء المخطوطات المتاحه
مثل ماذكرته في مداخله 17 :
متي 21/9،15 فبدلاً من قراءة ( ابن- uiw ) فإن إوريجانوس يُظهر وجود قراءة أخري هي ( بيت - oikw )
متي 13/35 فبدلاً من قراءة ( النبي ) فإن جيروم يؤكد وجود قراءة ( إساف ) في اقدم المخطوطات
تلك القراءات لها شهادتين تهدم مقوله كورت من جذورها وتتمثل فيما يلي:
- زمنية تلك القراءات ومكانها الجغرافي
- وجود مخطوطات تحوي تلك القراءات ( مفقودة ) بشكل كامل
قول الزميل :
Array( و حتى ان وُجدت قراءات معينة فى كتابات الآباء , فإن هذا لا يعنى بالضرورة انها هى القراءة الصحيحه )[/quote]
إنما هو محض كلام تالف
لأن قولنا ( قراءة صحيحة / غير صحيحه ) يقتضي إسقاط تلك القراءات علي مراحل علم النقد النصي
فإذا كان علم النقد النصي معني بالضرب بين القراءات في المخطوطات المادية ( الموجودة )
فكيف ستجري تلك المراحل أصلا علي المخطوطات الغير مادية ( الغير موجودة ) !!
بكل بساطة علم النقد النصي لايمكنه التعامل مع تلك القراءات بالشكل التام نظراً لقصور المعلومات المتوافره حولها !!
وبالتالي فلا يمكن الجزم بانها صحيحه او غير صحيحه خصوصاً مع الإتجاه بين العلماء حالياً لقبول القراءات
حتي ولو كانت مسطورة في مخطوط واحد فقط !! - ومخطوطات ترجمات لا تزيد عن اصابع اليد الواحده -
ومثله قول الزميل:
Array. لأن هذه القراءات , وجدت لها طريق الى التيار النصى فى الشواهد المتوفرة الآن[/quote]
وهو الأمر الذي لا يشهد له أيضاً التاريخ النصي بل العكس وبكل قوة
لأن كل قراءة وجدت قديماً ليس بالضرورة ان يكون لها شاهد متوافر حالياً
فكما ذكرنا من قبل عن حال المخطوط W وهي المخطوط الوحيد في العالم كله الذي وجدت فيه الإضافة
التي اشار اليها القديس جيروم بين العدد 14 و15 بنهاية مرقس !!
نورتن الملقب بحامي الأناجيل عندما تعرض لمقوله أوريجانوس - السابق ذكرها عن الإحتلافات - خرج بإكتشاف
ان أوريجانوس لم يتعرض لكل الأنواع التي ذكرها كأسباب للإختلافات بل ان معظم الإختلافات التي أشار إليها
في المخطوطات - والتي لا تتناسب أبدا في كميتها ومداها مع قوله - عظيم - إنما هي إختلافات شكليه بسيطة
وهو الأمر الذي يجعلنا نجزم بأن أوريجانوس ماتعرض لحصر وسرد كل أنواع الإختلافات التي أشار اليها
يمكننا ان نستفيد من ذلك ان القراءات التي لا مجال لها الا كتابات الآباء ليست دليلاً علي البراعه
وإنما عبارة عن أشارات متناثره ليس هناك من سبيل لإصباغها بصيغه الحصريه
ويشهد لذلك ان الأمر قد لا ينصرف بشكل أساسي مع شهادات آباء القرون الأربعه الأولي بل قد يصل للقرن العاشر
حيث شهادة القديس Arethas القيصري لقراءة رومية 3/9 ( katechomen perisson )
والتي أشار الي وجودها في أقدم وأدق المخطوطات وهي الأن غير موجوده في اي مخطوط في العالم !!
وهو مايعني انه حتي القراءات التي قد تستمر للقرن العاشر من خلال شهود لا مجال للعثور عليهم الأن
ب- مهام النقد النصي
علماء النقد في محاوله لمواجه تلك المشاكل في الأعلي جعلوا امامهم هدفاً مُحدداً الا وهو:
تقييد النقد النصي علي ما هو متوافر حالياً من المخطوطات والتراجم مع قصر الناتج علي انه:
( أقرب صورة للعهد الجديد ) وليس ( العهد الجديد نفسه )
أول بكل بساطة : عمل النقد النصي ينتهي مع أقدم مخطوط متاح
قد يُعد ذلك الناتج إشارة واضحه لقصور المصادر المتاحه حالياً إلا انه وعلي الرغم من ذلك فهو لا يخلو من التعارض
سواء بالقول المباشر من خلال الإقرار بجواز خطأ كل المخطوطات اليونانية - ويستكوت -
ام من خلال القول المباشر بأن الصحه قد تنصرف الي مخطوط او مخطوطتين او بما يعادل عدد الأصابع فقط - إيهرمان بارت -
او من خلال الإعتراف بأن المصادر الحاليه غير كافيه بالأساس للحكم بين صحه قراءتين
كل هذا جعل العلماء يطرحون سؤالاً حول مستقبل النقد النصي ؟
هل النقد النصي وصل الي النتيجة المنشودة منه ام انه لا يزال قاصراً علي ماهو متوافر لديه من مصادر ؟
العالم - إلدون ايب - يخبرنا عن مستقبل النقد النصي ص 229 قائلاً:
(( إنضباط النقد النصي للعهد الجديد ، مع او بدون إكتشاف مخطوطات جديدة له مستقبل واعد وحيوي ، لكن دعونا نأمل ان التشاؤم بخصوص الإكتشافات الجديده لن يتحقق وأن الباحثين الشبان سيصبحوا مُعلمين ، بالأحري النظر للمستقبل بالترقب والتفائل ))
في ضوء ذلك كان لزاماً علي كثير من علماء النقد النصي تحريم أبواب معينه منها باب التنقيح الحدسي
وتهميش دور فاعليه بعض المصادر كالآباء والترجمات القديمة
وذلك لأن النقد النصي وقتها سيقف عاجزاً عن البت بين المخطوطات إلا من خلال طريقة الدليل الخارجي فقط
وهي الطريقة التي أثبتت الكثير من الحالات النقدية عدم فاعليتها وقصرها علي ظاهر الوضع الحالي
الخلاصة:
نظرية كورت و بربارا في حقيقتها ليست قائمه علي واقع النقد النصي وإنما قائمة علي نتائجه فقط
فالعلماء يأملون في ان يجدوا في علم النقد النصي الخط الذي يقودهم للنص الأصلي المفقود
وبناءاً علي ذلك فكل الكلام المُعول علي نتاج النقد ليس له القيمة المذكورة لنفس الكلام المبني علي مجال النقد نفسه
2- التحرر النصي خلال القرن الاول والثاني
المشكلة في ذلك العنوان هي اننا نقره ونثبته لكننا لا نملك الوسائل الكافيه لحصره
الزميل طرح عده أوجه من شأنها في نظره حصر ذلك التحرر لكن كلها تالف غير صالح
فمنها مثلا قوله:
Array فمن المستحيل , ان يكون كل نُساخ الأرض بأجمعهم , وقعوا فى نفس الخطأ. ما فائدة التوزيع الجغرافى إذن؟[/quote]
الطريف انه لا يوجد مستحيل فعلاً في عملية نقل النص المقدس خلال القرون الأولي
فكل شئ يبدو مستحيلاً لنا هو في واقع الحال قد يكون من المسلمات العادية جدا في ضوء تاريخ الكنيسة الأولي
مبدأ ( التوزيع الجغرافي ) بداية نقول انه ليس دليل حسم وإنما دليل مساعد وهو بذلك يفقد قيمة التقرير المنفرد
فأغلب العلماء الذين فضلوا قراءة ( غضب ) علي قراءة ( تحنن ) في مرقس 1/41 لم يعيروا التوزيع الإهتمام الكافي
في ضوء ضغيان الدليل الداخلي علي قوة ذاك التوزيع الواقعي
ومثله في ذلك لوقا 20/1 حيث أهمل تشندروف وغيره دور التوزيع الجغرافي بشكل كامل ( قبطي - سرياني - لاتيني )
مفضلين في ذلك قراءة ( الكهنة ) بدلاً من قراءة ( رؤساء الكهنة )
فمن تلك الحالات وغيرها الكثير يمكننا ان نستنتج أمرين:
1- القراءات قديمة جدا تصل لمرحله ماقبل الإنتقال الي الترجمات الحاليه
2- الترجمات الحاليه قد تكون في واقعها قائمة علي قراءات فاسده
وفي ضوء ذلك يتحدث العالم بيرنارد وايس في مقدمته ص428:
(( لكن مخطوطاتها - الترجمات - الموجودة متفاوته مثل المخطوطات اليونانية ، وموضوعه تحت شبهة التحريف بعد النص اليوناني الحالي ))
فليس في الأمر نوع من أنواع التباهي بل هو للأسف حسره شامله علي ان مابين أيدينا من الاف قد يقام علي اصول فاسده
ولهذا فقول إيهرمان والذي تفضلت حضرتك بالإشارة اليه يعوزة الكثير من التحقيق
خصوصاً وان إيهرمان نفسه يعلم ان كورت - ويعارضه في ذلك - قسم البرديات القديمة الي أنواع مثل الصارم والعادي والحر
ومثل نوع الحر بالبرديات P9, P37, P45, P69, P78
فعلي الرغم من ان في ذلك التقسيم رد مباشر علي نظرية ( الأمانة ) النسخيه لدي نساخ القرن الاول والثاني
فالتقسيم في الحقية فاشل بشكل جذري لأنه يقوم علي المقارنه بين إستقرارية النص في البرديات مع ما بعدها من المخطوطات
وهو بذلك لا يمكنه منع اي نوع من الإنصراف علي تلك الحقيقة
فما نراه من النوع الصارم يصلح فعلا للقول بأن الناسخ كان أمينا في نسخ مابين يديه
وبالمثل فالنوع الحر يصلح أيضاً للقول بأن الناسخ كان امينا في نسخ ما بين يديه والذي يتعارض الأن فعلاً مع ماهو موجود
تلك الشواهد وغيرها تجعلنا نقرر ماذهب اليه روبرت شيدنجير ص465:
(( عمل هؤلاء الباحثين يُفهم بـأن نص العهد الجديد كان سائلاً بشكل ملحوظ ، خصوصاً خلال القرن الأول والثاني من وجوده المُعترف به عموماً ، هذا الامر لم يأتي كمفاجأة ، العديد من الباحثين لاحظوا ان النص السائل كان متوقعاً نظراً للرؤية المذهبية واللاهوتيه السائلة في في القرنين الأول والثاني ))
ويوافق ارنيست كولويل في النقد الكتابي ص 10 ذلك قائلاً:
(( العهد الجديد الاصلي يشبه مجموعة من الألبسه ، هذه الألبسه اُبليت وقطعت ووضعت في سله النفاية ، تلك العلمية إنتهت في القرن الثاني . ثم جاء المسيحيين الكادحين والمتواضعين وبحثوا عن مادته داخل السلة صانعين منه لحاف مرقع ، عندما إفتقدوا منه قطعه وجدوها في مكان أخر ، وإذا شوهت قطعه فإنهم زينوها لكي تلائم ))
ولا داعي للإلتفات لقول الزميل:
Arrayكما ان ذكرك أن كل البرديات هى من النص السكندرى هو غير صحيح , فلدينا عدد من البرديات يشهد لأنواع النصوص الاخرى[/quote]
لأني لم أقل ذلك اصلا وإنما قلت بالحرف الواحد
Arrayدعونا نذكر بأن كل البرديات القديمة نابعه من توزيع جغرافي واحد ألا وهو مصر وبالتالي فالقضية ليست فيما تشهد ل[/quote]
فلعل الزميل غفل ان هناك فرق بين قول توزيع جغرافي واحد وبين ما يسميه محليه النصوص
وكأن قولي ( مصر ) هو إشارة عنده للنص السكندري فقط !!
3- القضية اللاهوتيه في فكر النساخ
أحب الإشارة في اننا لسنا بمعرض الحديث عن نصوص لاهوتي وإنما في تقرير وقوع ذلك فعلاً
لعل أبسط شهادة توضح لنا حال النساخ في القرون الأولي هي قول شهادة سيليوس الوثني القائله:
(( بعض المؤمنين ، كما لو أنه قد أصابهم نوبة سكر ، ذهبوا لحد معارضة أنفسهم ، مُعدلين النص الأصلي للإنجيل ثلاث او أربع أو عدد لا ينتهي من المرات ، وقد غيروا أحرفه ليمكنوا أنفسهم من إنكار الصعوبات في ضوء النقد ))
- سوء اقتباس يسوع ص52 -
تلك الشهادة التي تعود الي بداية القرن الثاني تظهر الصورة التي تعاملت بها الكنيسة مع النص المقدس في مواجهه المخالفين
فحصر مشكلة التحريف العقائدي وقصره علي الأرثوذكس وطقوسهم الرائعه لا يصلح لإقناع طفل صغير
فإذا كان العالم أرنيست كولويل صرح في ضوء القراءات المتوافره حالياً :
(( أغلب القراءات المختلفه في العهد الجديد وضعت للأسباب اللاهوتيه )) ص52
فإن بروس متزجر سرد الحقيقة بواقعها قائلاً ص201:
(( عدد التعديلات المُتعمدة الموضوعة لصالح المذاهب صعبة التقدير ))
وهو الامر المنصرف بالشد والجذب بين الهراطقة والكنيسة او من خلال الكنيسة نفسها داخلياً كما قال بعدها :
(( حتي ضمن حظيرة الكنيسة الواحده ، في أغلب الأحيان قد يتهم الحزب الاخرين بتحريف النص المقدس ))
عملية التغيير اللاهوتي ليست مقصورة كما ذهب زميلنا الي حذف او غير حذف
عملية التغيير اللاهوتي في حقيقتها مبنيه في ضوء تعامل الناسخ مع النص الذي بين يديه
او كما يقول إريك فاشير ص12:
(( تعديلات / تحريفات النساخ تتحرك بين النص والنسخ ، ويجبر تعديلاته / تحريفاته علي قراءة اللاحقين ))
فمن خلال نظرية ( مُحب الحقيقة ) عند اكلمندس السكندري الي نظرية ( الكذب المادي ) عند اوريجانوس
الي قسم أريناؤس علي النساخ عدم تحريف كتاباته الي إتهام مارتر الشهيد لليهود بتحريف نصوصهم الداله علي لاهوت يسوع
يتضح لنا حاله الهوس التحريفي التي كانت منتشرة بشكل كبير في القرن الثاني
القضيه ليست في إختراع عقيدة لا هوتيه وإنما الفكره في وجود الدافع من الأساس وبساطة إنتشار ذلك الدافع
فبديهيا لو كان العهد الجديد به ما به من النصوص الكافيه لإثبات الثالوث فليس هناك من حاجه لوجود الفاصلة
لكن القضية كما ذكر زميلنا فادي في مقدمته ص306 :
(( ليس كل نص يُقر بإلوهية المسيح يعني ان أتباعه قانعين ان هذا النص يُشير الي لاهوت المسيح ))
( فالناسخ او الكنيسة ) الذي أضاف الفاصله إنما أضافها لعدم وجود ما يقنعه كدليل علي وحده الثالوث !!
تلك الفكره المنصرفه علي كل الإضافات اللاهوتيه لا يستقيم معها تعزيز الفكره مع تشبعها فعلاً
4- قراءة ( ليس أحد صالحاً إلا أبى الذي في السموات )
تلك القراءه التي تصدي للدفاع عنها العالم ( وليام بيترسين ) مبيناً انها أقدم من اي قراءات اخري في النص
وان سبب طردها من النص المقدس هو : " أنها لم تعد مقبوله لاهوتيا "
قول الزميل فادي حول كونها مجرد تفسير آبائي يتطلب دليل يفتقده الزميل بشكل كبير
خصوصاً وان النصوص المتوزاية لنص متي عند لوقا ومرقس لا تحوي تلك الإضافة التفسيريه !!
بالإضافة الي ان وجود القراءة في مخطوطتين من النوع اللاتيني يُضعف من كونه مجرد تفسير آبائي في أصله .
فضلاً عن ان التعويل ليس هو نظر الكنيسة في زمننا وإنما رؤية الكنيسة للنص في زمنه ( القرن الثاني )
فليس بالضرورة ماتراه الكنيسة اليوم مستقيماً من جهه الإيمان هو نفس ما تراه الكنيسة قديماً
5- استقراريه النص خلال القرن الثاني
النقاط 7-8-9 في مداخلتك لم تأتي باي جديد بل علي العكس أنت اثبت كل كلامي
ففي البداية نكرر ان الإحصائيات بين البرديات والمخطوطات اللاحقة في حد ذاتها لا تصلح بحال
نظراً لان التعويل إنما هو بمدي إستقراريه نص البردية في ضوء مقارنتها مع المخطوطات اللاحقة
وهو الأمر الذي لا تقدمه لنا البرديات بشكل واضح للعيان
مسألة القياس الزمني ليس بالمخترعه او المكتشفه عند ( روبينسون )
فعلم النقد يعج بمثل تلك القياسات في ظاهرها مثل إعتداد المخطوط اللاتيني ( C ) من افضل المخطوطات
علي الرغم من انه يعود للقرن الثاني عشر !!
وبالمثل المخطوطه ( 33 ) والتي تلقب بالملكة ولا غرابة في ان نراها تعود للقرن التاسع
إذا فكره القياس الزمني بين المخطوطات ليس بالغريب او المستحدث او حتي المهمة عند العلماء
ولكن الفكره ليست في ناتج القياس وإنما إستقراريه النص المقدم خلال زمنيه القياس
فمع إعتراف كافة العلماء بعدم إستقرارية النص خلال القرن الثاني فإن ذلك يعد تصريحاً بشكل يصل لحد التهميش
بأن اي محاولة لقصر ذلك النص ( الغير المستقر ) في بضعه برديات أمثال بردية 66 وغيرها
بل ان ( بيترسين ) الذي لم تفهم عبارته إنما هو ينكت عليه أصلاً علي بعض العلماء
فالعلماء لم يأخذوا البرديات كنوع من المخطوطات المؤصله للنص بها كالمخطوط الفاتيكاني او السينائي
بل يشير ( بيترسين ) الي انه لا توجد حاله واحد قامت علي قراءة منفرده للبرديات سواء في نستل الاند او UBS
وهو مايعني ان البرديات لا يمكنها تقديم نص في حد ذاته وإنما هي ( نص مساعد ) للمخطوطات اللاحقة
ولهذا قال ( بيترسين ) : (( الجواب ان البرديات لا تقدم حقاً النص الأقرب للأصل ))
ولهذا كانت إحصائيات ( روبينسون ) فاشلة في حقيقتها مثلها في ذلك مثل إحصائيات الآباء عند برجون وشيعته
فالمساواه ليست كما توهمت حضرتك في نوعيه الإحصاء وإنما في نتاج الإحصاء وأساسه القائم عليه
تلك القضيه الأولي ، أما القضيه الثانيه فهي المتعلقة بإستقراريه الفكر والأصوليه في القرن الثاني
انت إعتمدت علي نتاج إحصائيات ( روبينسون ) الغير صحيحه للقول:
Array! فكم يكون اذا قلصنا هذا الفاصل الزمنى الى قرنين فقط؟!! [/quote]
وهو الأمر الذي لا يصلح مع الفكر السائد في القرن الثاني
فانا قدمت دليلا واضحا وضوح الشمس عند اي منصف في ان تاصيل فكره في القرن الثاني بسيط للغايه
ويكفي توثيقا لصحه مثالي هو صمتك عنه وإكتفائك بالسخريه !!
غرض المثال ليس معني بحال من الأحوال بكونه من العهد القديم او الجديد فهو في النهاية يندرج جميعا تحت إسم :
(( الكتاب المقدس ))
وإنما كان المعني من المثال هو ماذكرته بالحرف:
ماهو المقدار الزمني لإنتقال تلك الفقرة من حيز ( التحريف الشخصي ) الي ( التقرير العلني ) كجزء أصيل من مزامير داود ؟!
بكل بساطة لم يحتج ( تحريف ) الناسخ لأكثر من فترة زمنية تكاد تكون معدومة لتجد تلك الفقرة صداها في الكنيسة وبين الآباء !!
ولا يحتاج الأمر لأكثر من تلك الفترة الزمنية الضئيلة جدا جدا لتقرير أصولية الفقرة بشكل نهائي
بل والخروج علي اليهود منددين بتحريفهم للكتاب المقدس وإزالتهم لتلك الفقرة كما فعل القديس ( يوستينوس الشهيد ) ق2 !!
فببساطة شديده يمكننا ان نقول ان النص حرف القرن الثاني
ودخل الكنيسة في القرن الثاني
وقُنن كأصل صحيح للمزمور في القرن الثاني
وخرج رجال الكنيسة ينددون بذلك التحريف الوهمي في القرن الثاني
إذا الفكره او النص في الكنيسة يمكن ان يتأصل خلال ( قرن واحد فقط ) بحد أقصي
هذا التأصيل الفكري يصل لمرحله الدخول في مناظرات مباشرة مستعينين بتلك النصوص المحرفه اصلا
فإذا كان هذا هو فعل المسيحيين الاوائل مع كتاب اليهود فما بالك في تعاملهم مع كتابهم
خصوصاً مع الواقع الأليم بعدم وجود اي مخطوط يوناني واحد يعود لتك الفترة من الزمان
فإذا كان الامر مبني برمته علي وجود بردية في القرن الثاني
فما من بردية واحده حتي الأن يشار اليها علي انها النسخ الاولي من الاصل المفقود
بل كلها نسخ عن نسخ عن نسخ الي ماشاء الله
تلك الحلقات ( النسخ ) المفقودة كلها عرضة للتحريف في ضوء جواز وقوع ذلك في القرن الثاني كما أثبتنا
السخريه وحدها لا تكفي عزيزي فالمهم عند القارئ هو الدليل الذي يقدم اليه
شكراً
|
|
11-09-2008, 12:53 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|