عزيزي ابراهيم

إذا كان لي أن أشكرك فلردك المهذب
ولا يسوؤني أو يحرجني أن أعتذر منك إذا ما كنت قد أسأت اليك دون قصد.

:98:

عزيزي زكي:

لا داعي لخلط الحابل بالنابل. ما قام به "بعض" العرب أثناء 11 سبتمبر حينما هللوا وفرحوا ووزعوا الحلوى هو أمر ينافي الأخلاق الإنسانية ويجب رفضه شكلاً ومضموناً. وعندما نرفضه يجب أن نرفض معه غزو بوش للعراق كذلك وما لحق ذلك من دمار أصاب بلد آمن واغتصاب لا مبرر له على الطراز الكاوبوي الدون كيشوتي ونعرة تكساس إياها.

رمي الحذاء مثلما فعل هذا الصحفي ليس تصرف رعاع الشعب العربي وإنما هو تصرف غضب وبركان ينفجر وكان متوقع أن يحدث لمن تعرض بلده للاغتصاب وأراد أن يضع بصمة النهاية على فترة بوش الرئاسية في ختامها.

وبوش يستحق تمثال من الذهب؟! الأميركان أنفسهم لا يقولون بمثل ما تقول يا عزيزي فماذا جرى لك؟ زوجتي أميركية ولا تقول أبداً بمثل هذا القول. أصحابي من المسيحيين أبناء التيار اليميني المحافظ لا يقولون بمثل هذا القول. رجاء اهدأ ولا تنفعل وتسرع في الحكم المنفعل على الأمور فتسيء التقدير. ولك رأيك في النهاية وأحترمه.
:98:

Array
عزيزي ابراهيم

إذا كان لي أن أشكرك فلردك المهذب
ولا يسوؤني أو يحرجني أن أعتذر منك إذا ما كنت قد أسأت اليك دون قصد.

:98:
[/quote]


احنا اخوات يا زكي ولا داعي للاعتذار بالمرة يا صديقي وأخي الحبيب .:h: كما قالت لي شابة سورية ذات مرة بالهاتف من السويد: "احنا عرب". كان هذا أعذب صوت سمعته منها. نعم نحن عرب كما قالت عبير صاحبتي ونحن أيضا humans مجموعة إنسان أو إناس.

وبما أنك عراقي كم أوحشني الطبخ العراقي وأقول هذا أمام أي ست مصرية ودون خجل أني متعصب للطبخ العراقي تعصب لا حدود له. :aplaudit:

نريد أن نراك في ساحة قرأت لك فالعراقيون يعلموننا الفصاحة دوماً ومنهم خرج شعراء أرباب الفكر والذوق العالي مثل هذا الشاعر الذي ترجم الرباعيات ترجمة وكأنها أسفار مقدسة. أحمد الصافي النجفي هو بعينه وأحلم أن نقرأ جميع أعماله ونتذوقها وخاصة الرباعيات. أحب أن نقرأها وتقول لي رأيك فيها في ساحة قرأت لك عندما يتيسر لك الوقت.

:redrose:

كلمة فت ، أفضل من عشرة لت !

:Asmurf:
---------------------------------------------------------------------------------



ديموقراطية النعال

تماماً وكما كان متوقعاً، فقد تعالت صيحات الإعجاب من قبل جمهور المأزومين والمحتقنين والمولعين بالنفاق طرباً لحذاء "الزيدي المنتظر" الذي عبّر عن مكنون صدورهم المفعمة باليأس والخيبات، وهذه ليست المرة الأولى التي يطرب فيها الأعراب لكل ناعق ودعيّ ومغامر، حتى لو كان الثمن من سمعتهم ومستقبل ذويهم، ألم يصفق هؤلاء من قبل لصدام حسين حين كان يخوض حروباً عبثية دفع ثمنها العراقيون من دمائهم وقوت أبنائهم، وهم أنفسهم الذين صفقوا للعقيد الليبي وهو يبدد ثروات بلاده بسفه جرياً وراء نزوات نووية تارة، وأخرى ثورية، وعنترية دائماً، وهم أيضاً الذين صفقوا لعبد الناصر حينما زج بخيرة أبناء مصر في حروب اليمن والجزائر وواق الواق، حتى حاقت بمصر أبشع هزيمة في تاريخها الحديث، واحتلت إسرائيل ثلث مساحتها، ومع كل ذلك لم نتعلم من خطايانا وكوارثنا، بل اكتفينا بلعبة التبريرات السمجة التي صارت سمة رئيسية في ثقافتنا ومنطقنا ولغتنا اليومية.
تخيلت لأول وهلة أن صدام حسين هو الذي كان يقف مكان نوري المالكي إلى جانب جورج بوش، وسألت نفسي: ترى هل كان يجرؤ الزيدي أو غيره أن يفعلها؟، أخذني هذا السؤال إلى منعطفات جديدة، فهل كان يجرؤ أي صحافي في أي بلد عربي آخر أن يفعلها مع حاكم بلاده؟، ولن أجيب، فيمكن للجميع أن يتوقعوا ماذا كان يمكن أن يحدث لهذا الصحافي ولعشيرته بأسرها، وهناك عدة سوابق في وقائع أهون شأناً لازالت حاضرة في أذهان الجميع خاصة في عراق صدام.
الأسئلة تنهمر لتدك رأسي دكّاً: ترى ماذا كان يفعل الزيدي في القاعة؟، ولماذا حضر المؤتمر الصحافي بالأساس؟، وهذه المرة سأجيب: فالصحافي شارك ليغطي الحدث، أي أنه كان في مهمة عمل ولم يكن يناضل، ولو شاء ذلك فلماذا لم يكن شجاعاً ويتسق مع قناعاته الفكرية، فيلتحق بعصابات تفخيخ السيارات واغتيال الناس عشوائيا بذريعة المقاومة التي قتلت من العراقيين أضعاف ما قتلته القوات الأجنبية هناك؟.
بالتأكيد بوش لا يستحق الدفاع، ولا يعنينا أمره من قريب ولا من بعيد، فالرجل غربت أيامه وليس بوسعه حتى حماية نفسه، لكننا ندافع هنا عن قيمتين: الأولى هي مهنتنا كصحافيين، فلسنا بلطجية نستخدم أحذيتنا بدلاً عن أقلامنا، كما نربأ بأنفسنا أن نكون مجرد عصي بيد أنظمة شمولية، فنحن نصنع الرأي العام، ولا ينبغي أن نتملقه وننافقه، بل نقوده لفضاءات أرحب أساسها الانتصار للعقل والحرية المسؤولة والإنسانية
أما القيمة الأخرى فهي الديموقراطية التي نزعم أننا نسعى إليها، والتي لا تعنى مطلقاً الفوضى ولا المهاترات، بل هي خيار مسؤول، فليس من باب التعبير عن الرأي أن نتراشق بالأحذية، الذي سيعقبه تراشق بالرصاص والقنابل، لقد أثبت سلوك الصحافي العراقي المأزوم أن طريقنا نحو الممارسة الديموقراطية المسؤولة لم يزل طويلاً، ليس لأن شخصاً مبتذلاً قرر أن يتحول من صحافي إلى صبي شوارع، فيتصرف بما يشبه أخلاق المدمنين، لكن ـ وهذا هو الأدهى ـ حيال هؤلاء الذين صفقوا له، ووضعوه في مصاف الأبطال القوميين، وخلال الأيام المقبلة لا أستبعد أن يطالب أحدهم بإطلاق اسمه على شارع أو ميدان أو مدرسة، وقد تستغل شركات الأحذية اسمه لتطلقه على أحد منتجاتها، قفزاً على حمى الإعجاب ببطل النعال، الذي تحول في منطقتنا إلى عنوان لطريقتنا في التفكير التي لم تزل أسيرة لغة قصائد الهجاء الفاحشة التي لا مثيل لها في ثقافات وآداب الأمم المتحضرة الأخرى.
بالتأكيد أتفهم جيداً لماذا يصفق لـ "بطل الحذاء" نواب حصلوا على مقاعدهم البرلمانية عبر انتخابات مزورة، وبالتالي يستميتون في الدفاع عن مصالحهم، كما أتفهم أيضاً أن تسعد الأنظمة العربية الاستبدادية، وتطرب ترحيباً بهذا السلوك الهمجي من قبل الصحافي المأزوم، لأنهم يخشون على مصالحهم وهم مستعدون لعمل أي شئ يؤدي إلى فشل التجربة الديموقراطية الوليدة في العراق، كي لا تتحول إلى سابقة في المنطقة تهدد العروش وتعيد الجيوش إلى ثكناتها، والوعاظ إلى منابرهم، وتدشن أول دولة عصرية في المنطقة، يجري فيها التدول سلمياً على السلطة، ويحتكم فيه الناس لانتخابات نزيهة.
تماماً كما انتفض العرب طرباً للكارثة التي أقدمت عليها عصابة بن لادن المسماة "القاعدة"، في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ووزع البعض الحلوى ابتهاجاً بما أسموه سقوط أميركا، وعندما راحت السكرة وجاءت الفكرة، راح العربان يندبون حظهم، ويمارسون هوايتهم التاريخية بالبكاء على الأطلال، ونغرق حتى آذاننا في مستنقع التفسيرات التآمرية التي وصلت لحد الهذيان حين اتهم البعض أجهزة الاستخبارات الأميركية بالضلوع في ارتكاب هذه الهجمات حتى يجد الساسة الأميركيون والغربيون ذريعة لاستهداف الإسلام والمسلمين، وكأن هؤلاء بحاجة إلى ذرائع تكبد شعوبهم كل هذا الثمن الفاحش.
وكأننا لا نتعلم من خطايانا، فها نحن الآن نحول شخصاً أرعن قرر بمحض إرادته أن يختزل الطريق للنجومية بخطوة واحدة، بعد أن فشل ومعه محطته في إنجاز ذلك النجاح عبر الأساليب المهنية الاحترافية، قرر أن يتحول من صحافي لبطل شعبي تتغنى به الركبان من خلال نعله الذي دعا نائب معارض في البرلمان المصري لوضعه في المتحف، ولا بأس من أن يتبرك به العاجزون نفسيا والمأزومون، الذين يعانون خللاً في "الكود الأخلاقي" النابع من ضمائرهم الغارقة في النعاس البليد.
قصارى القول فإن الفارق بين الفروسية والعنترية مجرد شعرة رقيقة، يعرفها جيداً أولئك القابضون على إنسانيتهم، فلا يستجيبون لغواية تصفيق الغوغاء، ولا يطربون لصيحات الدهماء، فالفارس لا ينتصر لذاته، بل لقيمة إنسانية رفيعة، وإذا فعلها تحول إلى مهرج أو بلطجي، حتى لو هلل له المأزومون تعويضاً عما يحاصرهم من شعور عميق بالانهزامية والفشل، وبدلاً من التسامي على مشاعر الإحباط لنلحق بالأمم المتقدمة، فإننا نعيد إنتاج خيباتنا ونجتر مراراتنا، وننساق وراء كل ناعق ومتاجر بآلامنا لا يقدم حلولاً، بل يسعى لبطولة وهمية، وكم دفعنا اثماناً فادحة لبطولات زائفة.. لكن يبدو أننا فعلا لا نتعلم.
نبيل شرف الدين


:Asmurf:

Arrayتماماً وكما كان متوقعاً، فقد تعالت صيحات الإعجاب من قبل جمهور المأزومين والمحتقنين والمولعين بالنفاق طرباً لحذاء "الزيدي المنتظر" الذي عبّر عن مكنون صدورهم المفعمة باليأس والخيبات، وهذه ليست المرة الأولى التي يطرب فيها الأعراب لكل ناعق ودعيّ ومغامر، حتى لو كان الثمن من سمعتهم ومستقبل ذويهم، ألم يصفق هؤلاء من قبل لصدام حسين حين كان يخوض حروباً عبثية دفع ثمنها العراقيون من دمائهم وقوت أبنائهم، وهم أنفسهم الذين صفقوا للعقيد الليبي وهو يبدد ثروات بلاده بسفه جرياً وراء نزوات نووية تارة، وأخرى ثورية، وعنترية دائماً، وهم أيضاً الذين صفقوا لعبد الناصر حينما زج بخيرة أبناء مصر في حروب اليمن والجزائر وواق الواق، حتى حاقت بمصر أبشع هزيمة في تاريخها الحديث، واحتلت إسرائيل ثلث مساحتها، ومع كل ذلك لم نتعلم من خطايانا وكوارثنا، بل اكتفينا بلعبة التبريرات السمجة التي صارت سمة رئيسية في ثقافتنا ومنطقنا ولغتنا اليومية.
تخيلت لأول وهلة أن صدام حسين هو الذي كان يقف مكان نوري المالكي إلى جانب جورج بوش، وسألت نفسي: ترى هل كان يجرؤ الزيدي أو غيره أن يفعلها؟، أخذني هذا السؤال إلى منعطفات جديدة، فهل كان يجرؤ أي صحافي في أي بلد عربي آخر أن يفعلها مع حاكم بلاده؟، ولن أجيب، فيمكن للجميع أن يتوقعوا ماذا كان يمكن أن يحدث لهذا الصحافي ولعشيرته بأسرها، وهناك عدة سوابق في وقائع أهون شأناً لازالت حاضرة في أذهان الجميع خاصة في عراق صدام. [/quote]

أخي العزيز أورفاي:

تحياتي لك...

نبيل شرف الدين صديق وأخ عزيز أحبه وأحترمه جداً وأتصل به بالتلفون وله مكانة خاصة جداً في قلبي. يجب التأكيد على هذا أولاً.

ثانياً، أرى أنه صاب جام غضبه على الشعب الغاضب ويستنكر عليهم غضبهم مع أنه كان أحرى به أن يعيش معاناة هذا الشعب ويتضامن معهم في غضبهم وهو يعرف معرفة جيدة أسبابه وسبب هذا الانفجار البركاني كما ظهر في صفعة الحذاء على جبين بوش. نعم هذا الجمهور الغاضب نقدر أن نقوله عنه كيت وكيت فيما يتعلق بصدام حسين ولكنه أخيراً غضب غضبة تضع ملامحها وبصماتها على جبين التاريخ، الأب الروحي للجنس البشري. نبيل يتحدث عن سمعة العرب وتفسيري لهذا أنه خجلان منهم وأقول له أن لا تخجل يا عزيزي نبيل بل من المقبول دائماً للطبيعة نفسها، أمنا جميعاً، أن تنفجر انفجارها العظيم في البيج بانج والثورات البركانية المختلفة ومنها "تولد" الحياة وتتجدد. لأننا نخشى ما يقوله الناس علينا من الناحية الحضارية نستنكر الغضب وما استنكرته الطبيعة نفسها في ذلك اليوم المشهود والذي حدث فيه هذا الانفجار العظيم "البيج بانج" ومخاض الطبيعة الذي يحدث تقريباً كل ثانية من لحظات وجودنا البشري. لا يجب يا جماعة الخير أن ننتظر من فتاة تعرضت للاغتصاب أن تبتسم طوال الوقت وعندك وطن بأكمله تعرض للاغتصاب من بوش على الطريقة التكساوية ونظام أهل تكساس بأسلوب الدون كيخوته والبلطجة ونريده حياً أم ميتا وسائر هذه الممارسات المعهودة عن من يزعمون أنهم أحفاد الكاوبوي وهم قطط مسمنة متخمة مدللة لا تعرف سوى القصور وترفها وبذخها كما في حالة بوش. نعم نتعشم للعرب أن يفعلوا مثل ذلك مع العقيد القذافي وغيره وغيره مع من يبددوون ثرواتهم ولكن هذا لا يعني أننا ننكر عليهم الغضب إزاء أوطانهم المغتصبة وحينما يذهب بوش وبكل بجاحة ويقول لهم في هذا اللقاء الصحفي إن غزو العراق كان مؤلماً ولكنه كان ضروري لضمان أمن أميركا. قال هذا بالحرف الواحد. قاله في العراق ويقوله هنا في أميركا مراراً وتكراراً. أريد لمسيحي من أبناء الحزب اليميني المحافظ من عبيد بوش أن يشرح لي كيف ضمننا أمان أميركا بغزو العراق؟ اغتصاب بلد حتى ما نحافظ على أمان بلد أخرى؟ أي عقل هذا؟ يقولون بالانكليزية: to rob Peter to pay Paul أي نسطو على بطرس حتى ما نسدد ديوننا لبولس. لا أعتقد أن نبيل صاحبي يوافق على أخلاقيات كهذه.

عزيزي ابراهيم
تحياتي
أرجو أن أكون واضحا بالنسبة لك ولغيرك من الأعضاء الأعزاء
يقول الشاعر:
لا يعرف الداء إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
ويقول المثل: وصاحب الدار أدرى بالذي فيها
وأنا واحد من ملايين العراقيين الذين ذاقوا ويلات الحكم الصدامي البغيض، ولنا الحق أن نفرح بسقوطه ونقدر من قام بالعمل الشجاع من أجل خلاص العراق من كابوس استمر جاثما على الصدور لأكثر من ثلاثين عاما بقدها وقديدها.
لم يكن العراق قبل الغزو الأمريكي، وهو غزو فعلا لا يختلف عن غزو العربي ـ البربري (الامازيغي) لجنوب أسبانيا، والغزو الصدامي للكويت، في وضع يستحق كل هذا الهياج من (الأشقاء !!). كان محكوما بقبضة من حديد ومخابرات وجلاوزة يقتلون دون رحمة أو شفقة، وكان (سيد شهداء العصر !!) يقتل بيديه فلا وقت لديه لينتظر حكم القانون الذي أصدره ووقع عليه بنفسه.
كان العراق محاصرا والعراقيون يعانون الفاقة حتى اضطر الكثيرون منهم الى بيع شبابيك منازلهم بعدما باعوا آخر ممتلكاتهم، ومنهم من قام بقتل أفراد اسرته حتى لا يعرضها لمزيد من العوز ولكي لا تضطر الى بيع شرفها.
وكان الجيش يقبع مهزوما في ثكناته بعد حربيين شنتهما (القائد الضرورة) ضد الجيران عدا حربه الدامية مع الأكراد.
كل ذلك يحدث و(الأشقاء) يتفرجون كما لوكانوا يشاهدون مسلسلا مكسيكيا مدبلجا. لم يرف لهم جف ولم يسمع لهم صوت، ولم تبد منهم حتى كلمة احتجاج واحدة على جرائم (حارس البوابة الشرقية).
...
...
...

لا أعتقد انني بحاجة الى مزيد من التفاصيل عن وضع كان جاهزا لاستقبال المخلص حتى لو كان الشيطان. حتى أقرب المقربين من (بطل التحرير القومي) كان على استعداد للتخلي عنه.
ولعلك سمعت وشاهدت ما فعل قائد قوات الحرس الجمهوري وهو ابن عم (القائد الملهم) حين اتصل بالامريكيين ليفتح لهم الطريق مقابل مغادرته الى امريكا مع بضعة ملايين من الدولارات، وبامكانك أن تتصل به فهو يسكن الآن قريبا منك في أمريكا. تماما كما فعل صديق العائلة الذي لجأ اليه عدي وقصي حيث باعمهما الى الأمريكيين مقابل فيزا واقامة في بلد العم سام.

أما (بطل القادسية الثانية) فهرب مثل جرذ مذعور..
وبقية الحكاية تروى الآن على كل لسان.

ونعود الى الحذاء.....

لست ضد الاحتجاج أو حرية التعبير، فأنا شخصيا أواجه معارضة أبنائي للكثير من قناعاتي، وبالمناسبة، كلهم يقيمون في عواصم غربية ومتزوجون من أجنبيات، وأشدهم معارضة لي أصغرهم رغم أنه عاش أغلب سنوات حياته خارج العراق.

كان بامكان الصحفي أن يقف ويوجه كلماته مباشرة الى بوش دون أن يستخدم حذاءه كأي عربنجي حين يتخاصم مع عربنجي آخر، غير أن المثير في الأمر أن تدق الطبول لهذا التصرف الأهوج الى حد وصف الحذاء بـ (حذاء الكرامة) والدعوة الى اقامة تمثال له.

أعرف ان الانسان العربي محبط ومأزوم نتيجة القهر المسلط عليه من أنظمته والقوى الظلامية المتأسلمة وبسبب أوضاعه السياسية والاقتصادية السيئة والتي تزداد سوءا، لكن جميع أحذية العالم لو رميت بوجه بوش لن تحل مشكلاته أو تخفف من وطأة آلامه، بقدر ما تعزز الصورة السلبية عنه.


...
لعلم اخي ابراهيم ان الصفات التي ادرجتها بين قوسين هي بعض من 100 صفة لـ (باني العراق الجديد) التي كانت تخط وتعلق على جدران الشوارع وداخل المؤسسات والمدارس والجامعات على غرار الأسماء الحسنى لله.

:97:

أخي زكي العلي:

أتفق معك مائة بالمائة أنه كان لخير العراق إزاحة صدام وإزاحة أي طاغية وأي وجه من وجوه الشرّ مثل صدام. وأنا سعيد أن هذا تم على أيدي القوات الأميركية. ولكن هذا دخلت أميركا حقاً للإطاحة بصدام أم لخلق ساحة قتال في العراق ومنازلة خصومها على أرض لا ناقة لها ولا جمل في أحداث 11 سبتمبر؟ دخول القوات الأميركية للعراق كان ليس بهدف السعي وراء ما هو خير العراق ولكن بهدف خلق قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط تنطلق منها أميركا لمنازلة الخصوم وعلى أرض عربية. بوش نفسه قال هذا الأمر أكثر من مرة. قال مثلا عبارات:

We take the battle to their lands instead of bringing the battle home.

ناخد المعركة إلى بلادهم لا أن نأتي بالمعركة إلى أرض الولايات المتحدة.

ما هو شعورك تجاه عقلية كهذه من بوش؟

نعم العراق ربح الكثير من وراء الغزو الأميركي ولكن عندما تقارنه بالخسارة ستجد أن الخسارات فادحة أيضا.

ما رأيك؟

ما رأيك في هذا الجزء يا أخي زكي؟

Bush said the work "hasn't been easy, but it has been necessary for American security, Iraqi hope and world peace."

http://www.cnn.com/2008/WORLD/meast/12/14/...iraq/index.html

بوش يقول إن الغزو كان هدفه الرئيس هو ضمان أمن أميركا. السياسة الأميركية لها مصالح ولا تعبأ لا بمصر أو العراق.

So, what kind of security did we really get here in America by invading Iraq?

وأي أمن حققناه هنا في أميركا بغزو العراق؟ أي أمن عاد علينا؟ زيادة عدد الأصوليين والمجاهدين؟ تهجير المسيحيين من الموصل وقتل الكهنة بعد أن كان الكل يحترم نفسه ويعيش معاً؟

عزيزي ابراهيم
تحياتي

أعرف تماما الأهداف الحقيقية وراء الغزو الامريكي للعراق، ولدي ملفان ضخمان ورقي وألكتروني عنه مازالا يزدادان تضخما مع الأحداث.
والغزو، كأي غزو، لابد من مبررات، فعندما غزا صدام الكويت كانت الذريعة النفط الذي شفطه حكامها بحسب الدعاية الصدامية، ولما استنكر العالم هذه الفعلة الدنيئة، تحول الأمر الى استجابة لدعوة كويتين قاموا بالثورة على آل صباح. وحتى يكتمل الحفل جاءوا بكويتي خريج العراق على أنه قائد الثورة وأحاطوه بعشرة أشخاص من الـ (بدون) كأعضاء في مجلس قيادة الثورة.
وقد وجد بوش الذي بدأ فترة ولايته الأولى معتزلا السياسة الخارجة مركزا اهتمامه نحو الداخل نفسه مجبرا على الخروج لمحاربة أخبث عصابة وأقذر جماعة دينية في محيطها وبيئتها الحاضنة، وكان الهدف هو السعودية التي لا يصدر منها إلا الشر، لأن من الصعب غزوها مباشرة وفيها الحجر والبئر اياهما، فوقع الاختيار على العراق فهو آنذاك يمثل الخاصرة الضعيفة، إذ يحكمه دكتاتور مكروه داخليا ومنبوذ من جميع الجيران، حتى الجار الأردني الذي ابتزه طويلا ونهب منه كل ما خف حمله وغلا ثممنه أدار وجهه عنه.

انني أعيش ليس بعيدا عنك، وكنت مليئا بالأمل أن تجعل أمريكا من العراق يابان ثانية، ولكن سرعان ما تبددت الآمال والأحلام، حيث تكالب القريب والبعيد على العراق لإجهاض تطلعات العراقيين الى بناء تجربة ديمقراطية يستظل بها الجميع، لأنها ستشكل تهديدا جديا للأنظمة المجاورة، وهكذا تحول العراق مرتعا لمختلف أجهزة المخابرات العربية والاجنبية، وفتحت الأردن وسوريا وايران والكويت والسعودية حدودها لعصابات القاعدة والتيارات الاسلاموية المتطرفة ليجدوا الملاجئ الآمنة التي وفرها لهم أيتام العهد المقبور والطائفيون المتضررون من سقوط الصنم.
هذا دون أن ننسى الأخطاء الأمريكية الفادحة لاسيما حل الجيش وتسليم الحكم الى أحزاب اسلاموية متخلفة وعديمة الخبرة في كل شئ.

انني مازلت على قدر كبير من التفاؤل ان العراق سيجتاز هذه الغمة ويستعيد أنفاسه من جديد، خاصة مع تواتر الأنباء عن تفكيك شبكات الارهاب ومقتل رؤوسها الاجرامية وفرار من تبقى من فلولها الى الخارج.
بالأمس قرأت عن فوز موسيقار عراقي بجائزة رفيعة في لبنان ووصول رواية عراقية الى القائمة الذهبية لجائزة الرواية العربية. ان شعبا يبدع وهو يتلقى الطعنات يوميا من أشقائه، ويواجه أعتى جرائم القتل الطائفي بالاقبال على الحياة والحب والجمال لهو شعب قادر على النهوض وصنع المستحيل.
انني أتحدث عن شعب عريق كريم وليس عن زبالة تعودنا منها الهتاف لكل جزمة وحذاء.

Array
فاقد الشئ لا يعطيه
والعبد لا يعرف معنى الحرية
وحقل الفول لن ينضج برتقالا
والعلمانية ليست ثقافة القطيع
ومن يستحق أن يرمى بالحذاء فعلا هم رعاع الشارع العربي الذين لا ننسى كيف هللوا وفرحوا ووزعوا الحلوى وهتفوا حتى بحت حناجرهم لطريد العدالة الدولية حين قامت عصابته من الارهابيين بارتكاب جريمة القرن في 11 سبتمبر 2001.
أما بوش فيستحق تمثالا من ذهب، ويكفي انه أطاح بدكتاتور دموي تافه، فلولاه لظل جاثما على صدور العراقيين هو وأبناؤه وأحفاده الى يوم يبعثون، ولظل ارهابيو القاعدة يتجولون في الشوارع.

ونصيحتي لك أن تكون "علمانيا حقا" لا أن تضع العلمانية على توقيعك مثل العجوز القرعاء التي تضع الشعر المستعار.
[/quote]

تدمير مبنيين وقتل 4000 شخص صار "جريمة القرن" بينما تدمير بلد بكامله ليس جريمة القرن؟ (هذا لو لم نضف ما حدث في هيروشيما وناغازاكي وفيتنام وغيرها إلى ضحايا الأمريكان). صدق "جبران" حيث يقول:
وسارق الزهر منبوذ ومحتقر
وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر

الحرية يا سندي هي "وقفة عز"، هي أن تكون مثل السيف؛ قاطعاً حتى لو انكسرت. فالحرية ليست أن "تعتمر" حذء أمريكياً وترقص فوق قبر "صدام حسين".
الحرية يا سندي ليس أن تستبدل سوط "صدام حسين" بسوط آخر، وهي - قطعاً - ليست التصفيق لمدمر بلادك، مهما كانت الظروف. وإن كان "صدام حسين" يستحق ألف حذاء فاستحقاق "جورج بوش" لحذاء واحد هو أمر بديهي، بعد كل ما فعله في العراق.

ليس هناك من فرق عندي بين "صدام حسين" و"جورج بوش"، فالأول كان يبطش في سبيل بقائه على سدة الحكم، والثاني جاء يدمر بلداً كاملاً من أجل نهب المنطقة. الأول قمع الشعب العراقي بوحشية ودموية، والثاني أسال الدماء العراقية بوحشية وبربرية ودمر جميع البنى التحتية للعراق. وإن كان يروق لك أن ترى بلدك يدمر فهناك الملايين في العراق قد عانت وما تزال تعاني من هذا التدمير، ولا شيء ينبيء أن العراق سوف ينتقل إلى حالة أفضل حتى اليوم.

أما قصة "العلمانية" ومعناها فأنت تضحكني حقاً، فإن كانت العلمانية تعني الاستخذاء وتقبيل قدم المستعمر الجديد وما يعلكه "الليبراليون الجدد" من صديد، فإنني سوف أخلع عني لقبي هذا منذ الآن، إلى غير رجعة. ولكن، ولله الحمد، لا علاقة للعلمانية بالخنوع والذل وتقبيل يد المستعمر والركوع أمام "الخواجات".