Array
عندما كنا صغاراً كان الأهل والأقارب وكل من يعرفنا يطاردنا بالسؤال التالي:
ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟
في البداية قلت كما يقول معظم الأطفال "سأكون طياراً".
ثم تطورت الإجابة إلى "طبيب" لأن الطبيب أهم من الطيار.
ثم "باش مهندس" بسبب التأثر بالأفلام المصرية.
ثم "وزير" لأن منصب الوزير أكبر من الطبيب والمهندس.
ثم "رئيس" لأن الرئيس أكبر من الجميع.
ولكن إحساسي بالعولمة (قبل ظهور هذا المصطلح) دفعني إلى التفكير بمنصب عالمي مثل أمين عام الأمم المتحدة.
وبعد أن توسع إدراكي للكون ووصل إيماني بالله إلى طريق مسدود قلت لنفسي لمَ أقصر طموحي على كوكب الأرض فقط؟ لمَ لا أكون ربّ هذا الكون بكل ما فيه من مجرات ونجوم وكواكب؟
استمر هذا الحلم يراودني لسنوات، وما شجعني على تصديقه أني لم أسمع بأحد غيري يدعي مثله.
أما الآن فكل طموحي في الحياة أن أرحل منها بأقل ضرر ممكن.
[/quote]
قوية جداً جداً!
أنا حاعمل استعارة أدبية "بريئة" من الكلام ده واعمل منو قصيدة أحطها باسمي!

شاو

إن كل شيء يتمسك به العقل و يصر عليه و يطمئن إليه ينبغي وضعه موضع الشك . فرانسيس بيكون
...........................
مرحبا بالجميع في شريط يملكونه ، وما دوري فيه سوى المتابعة .:97:
أن نهتم بالأفكار و أن تؤثر أفكارنا في حياتنا دليل أننا صعدنا على سلم الإحتياجات إلى مرحلة إنسانية أكثر تطورا ، و لاشك أننا نستفيد من طرح أفكارنا فهي ستكون أكثر وضوحا أمام أنفسنا ، كما أن الآخرين سيستفيدون منها .
أتمنى من الزملاء شرح أفكارهم بشكل أكثر إسهابا و تفصيلا ، فأنت تعرف فكرتك جيدا و لكن ليس معنى هذا أننا نستوعبها بنفس القدر ، أتمنى من كل زميل أن يشرح فكرته خلال ما يعادل صفحة ورقية على الأقل .
و بالطبع قد يكون لدى كل منا فكرة أو إثنتين أو عشر أو أكثر ، و كلها كانت هامة في حياته ، فلم لا نعاود طرح تلك الأفكار ، هذا يجعل كل منا أكثر حكمة من إنسان واحد ، فبقدر مافي الحياة من حماقات هناك قدر آخر من الحكمة ،و بقدر البلاهة هناك العقل .
إننا نكون حكماء بقدر ما نفكر في الأفكار الرشيدة ، و بقدر ما نسعى لتطبيقها ، الحكمة لا نتعلمها فقط من الكتب و من المفكرين ، بل كثيرا ما نتعلمها من البسطاء الذين نقابلهم في الحياة حتى من بعض الأميين ، فالنبي محمد كان أميا ،و المسيح لم يحصل على جائزة نوبل . للأسف تضيع الأفكار السديدة في تفاصيل الحياة اليومية ، في زحام المواصلات و البحث عن الطعام ، تضيع في شجارات عائلية تافهة و في صراعات العمل ،و تضيع أيضا في أحقادنا و تحرقها الكراهية في القلوب السوداء ، هنا نحاول أن نعيد الحكمة إلى عرشها المسلوب ، و أن نصعد إلى الفكر في سمائه المنيرة .
قرأت للفيلسوف الليبرالي كارل بوبر مقال طويل يتحدث فيه عن وجود ثلاث من العوالم المختلفة ، العالم المادي و عالم الأحاسيس و عالم الأفكار ، في البداية – كمادي عتيد- كنت أنظر لتلك الأفكار بشيء من التوجس ، فطبقا للتقاليد الفكرية للمادية ، تصبح الأحاسيس و الأفكار مجرد ظواهر مادية يمكن تفسيرها ، و لكني عندما أعدت قراءة أفكار كارل بوبر ، بدأت النظر لعالم الأفكار كعالم مستقل ، فالأفكار التي نطلقها ستنتقل إلى عالم خاص بها ، و هي تتفاعل و تنتج أفكارا مخالفة في أماكن بعيدة ، كي تعود إلينا كأفكار أجنبية !، عالم الأفكار هو عالم غير مادي له طبيعة خاصة و الإنسان مجرد حاوية للفكر ، إن الأفكار الجيدة هي الأفكار التي نطلقها ثم نتعجب منها كما يفعل غيرنا تماما .
Array
..................

الفكره -او ربما المصطلح الافضل هو الnotion- هي "البروباجندا" ... ان لا اثق في اي كلام اسمعه ... كما يقول عالم اللغويات الامريكي تشومسكي الذي اقتبس له في توقيعي: "كلما زادت ثقة محدثك في المعلومات التي يسردها لك, كلما وجب عليك ان يزيد شكك فيها ووجب عليك ان تتثبت منها اكثر"

... ثم اخير -واهم اعتقاد- انه لا يوجد شخص بالضروره افضل منك وانه مهما كان ذكيا حاذقا فهو معرض للخطا وانه يمكنني انا ايضا ببعض التقصي والتفكر ان اخرج باراء لا باس بها ويمكن ان يكون لي دور, لا يجب ان تكون متخرج من كلية التجاره لتفهم خطوط الاقتصاد العريضه ولا ان يكون اباك سفيرا لتتحدث في السياسة وشؤون الدول ولا يجب ان تكون اديبا لتقول رايك في قصه

ربما اتحدث اكثر فيما بعد

ما رايك عزيزي بهجت؟
[/quote]
العزيز سيربيكو ..(f)
يحدثنا عن أننا نستمع عادة لمواد دعائية أكثر من كونها مواد أصيلة أو ذاتية المنشأ ، يقدم لنا ملاحظة سديدة ، علينا أن نكون أكثر يقظة عندما نستمع للآخرين ، خاصة عندما يكون هذا الآخر شديد الثقة في أفكاره ، هو أيضا يتوافق مع قول سديد ينسب للإمام علي بن أبي طالب ، ان الرجال يعرفون بالحق ،ولا يعرف الحق بالرجال ،وهو قول لو أدركناه لعظيم ، فأفكارنا ليست بقدرنا بل نحن بقدر أفكارنا .
مقولة تشومسكي تتطابق إلى حد بعيد مع تعبير سير فرانسس بيكون الذي قال فيه :" " إن كل شيء يتمسك به العقل و يصر عليه و يطمئن إليه ينبغي وضعه موضع الشك " فرانسيس بيكون" ، يا عزيزي .. أتفق معك أن أخطر الأفكار و أبعدها عن الصواب هي تلك التي نحصنها ضد النقد و لا نناقشها ، لهذا يجب إخضاع كل الأفكار للنقد ، حتى تلك التي تلقى قبولآ عامة ، بل خاصة تلك التي تلقى هذا القبول العام ، فمناقشة الأفكار الصائبة تلقى الضوء على فوائدها و تشرحها للناس ، و مناقشة الأفكار الخاطئة تساعدنا على تصحيحها أو حتى إزاحتها جانبا ، المهم في الحالتين ألا نكتفي بعرض الأفكار في المتاحف ثم نكتب عليها ممنوع اللمس !، الأغلبية منا تخشى نقد الأفكار التي تؤمن بها ،و ترى أن من يخالفها لا يفعل ذلك سوى لأنه خائن أو كافر أو عميل لجهة ما ، وهذا السلوك شائع بين العرب ، خاصة بين صبية المنتديات ، هناك تعبير يقتبسه كثير من زملائنا العقائديين حسما لأي نقاش ، و هو السؤال الإستنكاري " هل أصبحت الخيانة وجهة نظر ؟ " ، ولم أسمع تعبيرا أسوأ ولا أسخف ، هذا التعبير يعني أن الأفكار المخالفة ليست وجهات نظر بل خيانة ، الخيانة بالطبع ليست وجهة نظر ،و لكن تعريف ماهي الخيانة هي وجهات نظر .
و اتمنى ان نسمع منك المزيد حول هذه الفكرة و غيرها .

ما شددت الرحال إلى جزيرة إيثاكا .
فلتتمن أن يكون طريقك إليها طويلا
و أن يكون حافلا بالمغامرات
مليئا بالتجارب و المعارف
و لا تخف و أنت في طريقك من الغيلان ولا من جنيات البحر الغاضبة
فإنك لن تقابل شيئا من ذلك طالما كان فكرك ألقا
ومادامت العاطفة النبيلة الطاهرة تقود جسدك و روحك
فقط سوف تقابل الغيلان و جنيات البحر لو حملتها معك في أعماقك
أو عندما تتمثلها روحك أمام ناظريك كوهم تجسد
فلتكن أمنيتك إذا أن يكون الطريق طويلا
و أن يكون لديك العديد من أيام الصيف في ساعاتها الأولى المبكرة
و أن تدخل منتشيا في تلك الأوقات السماوية إلى موانئ تراها لأول مرة .
توقف عند الأسواق السورية و احصل على الأشياء الجيدة
الأصداف و المرجان و الكهرمان و الأبنوس و العطور الفواحة المنعشة
خذ على وجه الخصوص من تلك العطور قدر ما تستطيع
اذهب إلى كثير من المدن المصرية العتيقة لتتعلم من العلماء و العارفين .
هؤلاء الأنبياء الذين يمتلكون الحكمة ،و يهبونها لكل العابرين
حسنا ..لتكن جزيرة " إيثاكا " في فكرك دائما ،و ليكن وصولك إليها هو هدفك و مقصدك
لا تتعجل في سيرك ،و لتمض في طريقك إليها عبر سنوات عديدة ممتدة .
و أن تصل الجزيرة بعد المشيب
غنيا بما كسبته في الطريق
لا تتوقع أن تعطيك إيثاكا الثراء ، حسبها أن تمنحك رحلة جميلة
فما كان يمكنك أن تعبر كل هذا الطريق لولاها
و حسبها أن ألهمتك ذلك كله ففيه الكفاية
لو وجدت إيثاكا مجدبة فقيرة فهي لم تخدعك
وما دمت قد عبرت كل تلك البلاد و امتلكت هذه الحكمة الثاقبة
فلا بد انك أصبحت تعلم ماذا تعني هذه الجزيرة
و أي جزيرة أخرى .
الشاعر اليوناني السكندري قسطنطين كفافي 1873-1932 ( جزيرة إيثاكا ) [/quote]
عش يومك .
يقول الشاعر الهندي الشهير كاليداسا :
أنظر إلى هذا اليوم
إنه الحياة ، جوهر الحياة
ففي ساعاته القليلة .
تكمن حقيقة وجودك :
معجزة النمو .
ومجد العمل .
وروعة الإنتاج .
فالأمس ليس إلا حلما .
و الغد ليس إلا خيالا .
أما اليوم إذا عشناه كما ينبغي .
فإنه يجعل من الأمس حلما سعيدا ،و يجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل.
هكذا يجب أن نحيي الفجر .
هذه الأبيات لم أقرأها في ديوان لشعراء هنود تصدره وزارة الثقافة ،و لكني وجدتها في كتاب كان له تأثير السحر في حياتي ، هو كتاب ( دع القلق و ابدأ الحياة ) للكاتب الأمريكي ( ديل كارنيجي ) . قدر لي أن أعثر على هذا الكتاب في فترة مبكرة من صباي ، و كان لقاؤنا على سور حديقة الأزبكية للكتب المستخدمة في القاهرة . شرعت في قراءة الكتاب أثناء وقوفي ، و لم أصل إلى البيت حتى فرغت منه ، ومن يومها لم أتوقف عن قراءته ، و الآن أحتفظ في مكتبتي ربما بالنسخة الخامسة منه .
لا أعتقد أنني أبالغ لو قلت أن هذا الكتاب غير حياتي بشكل كامل ، فمنه تعلمت درسا لن أنساه أبدا و دائما أحاول أن أطبقه ، إنه .
الحياة في حدود اليوم ، عدم القلق على الغد ،و عدم الندم على الأمس .
*********************************************
إنني لن ادعي الحكمة ،و أجلس لإرشاد تلاميذي في رواق المتأملين ،و لكني فقط سأعرض أفكارا منطقية ، فلو ركزنا قليلا سنجد أن الماضي مجرد وهم لا معنى له ، لقد انقضى و أصبح ذكرى في عقلك يمكنك إغفالها ، أما المستقبل فهو مجرد خيال قد لا يأتي أبدا ، أما الحقيقة المؤكدة هي هذه اللحظة التي نعيشها ، هي لحظة فريدة لأنها موجودة و حية ، هي فقط التي تعني شيئا .
إنني لا أطلب أن نتوقف عن التفكير و التخطيط للمستقبل ،و لكن علينا بمجرد أن نصل لخطة ما أن نتوقف عن القلق حول النتائج التي يمكن أن تحدث ،و أن نخلي عقولنا و مشاعرنا لهذه اللحظة لا سواها .
لقد قرأ الطبيب الشهير سير وليم اوسلر كلمات الكاتب الإنجليزي الشهير توماس كارليل ، فأعانته أن يبدأ حياة جديدة لا تعرف القلق ، هذه الكلمات تقول :" ليس علينا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا على بعد ،و لكن علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بين ." فإذا أردت أن تطرد القلق من حياتك فافعل كما فعل :
اغلق الأبواب على الماضي و المستقبل و عش في حدود يومك .
******************************************
من تراه نظم تلك الكلمات التي تبدوا عصرية جدا :
" ما أسعد الرجل .. ما أسعده وحده ،
ذلك الذي يسمي اليوم يومه ،
و الذي يقول و قد أحس الثقة في نفسه
يا أيها الغد كن ما شئت
فقد عشت اليوم لليوم ، لا غده و لا أمسه ".
إنه الشاعر الروماني هوارس ، الذي كتبها قبل ميلاد المسيح بثلاثين عاما .
حسنا حتى الشعراء الرومان امتلكوا الحكمة التي نفتقدها و نحن نبعثر أيامنا قلقا و ندما ، فلماذا لا نتعلم منهم بعض الحكمة ؟.
***********************************************
إنني لا أريد أن أترك المتدينين بلا ( مرجعية ) يقبلونها ، فأحدثهم عن رجل حكيم و لا ينطق عن الهوى يقول :" لا تحزن على ما فاتك ،و استعن بالله "، نعم هو النبي محمد ، فإذا كنت لا تثق بحكمة سير أوسلر ولا تأملات كاليداسا ، فلماذا لا تطيع النبي محمد ، أما السيد المسيح الذي أدعوك لطاعته أيضا فيقول :" .. فلا تهتموا للغد ، لأن الغد يهتم بما لنفسه ، يكفي اليوم شره "، و لكن عليك أن تلاحظ جيدا أنه لم يقل لا تفكر للغد ، بل فقط لا تهتم له !.
************************************************
إنني لا أمتلك حكمة هؤلاء جميعا ولا تدخل كلماتي الجنة لمن يرددها ،و لكني أعلم ببساطة أنه لا يمكنني أن أغير الكون بل فقط أستطيع تغيير طريقة تفكيري فيما يحدث في هذا الكون ، و أعلم أنني لو فكرت بطريقة حكيمة ستكون حياتي أفضل كثيرا ، لهذا دربت نفسي منذ سنوات طويلة على أن أتحرر من الماضي و من المستقبل و أن أكثف وجود اللحظة في حياتي ،و أن أمارس كل عمل مهما كان تافها و بسيطا بكل جوارحي كما لو كان أهم عمل في الوجود ، و أشعر أنني بهذا أعيش ليس فقط حياة واحدة ، بل حيوات متعددة ملؤها الحماس و الثقة .
هل تمضي حياتي بلا مشاكل ولا نكبات ، أبدا فحياتي مثل الكثيرين سلسلة من المواقف بعضها قاسي و بعضها مرير ،و لكني أعرف طريقي إلى ايثاكا ، إن الحكمة هي أن تدرس المشكلة جيدا و تصل إلى أفضل الحلول ، ثم تشرع في العمل ، أما الحماقة فهي أن تلتف حول المشكلة بينما يفترسك القلق ، ثم تعض بنان الندم صائحا :" لماذا فعلت هذا بنفسي أو ربما لماذا تفعل هذا كله بي يا ربي !" . من يفعل هذا فربما لن يصل مطلقا على إيثاكا أو أي جزيرة أخرى ، بل سيكون نزيلا في أقرب المستشفيات الاستثمارية !.
******************************************
لماذا لا تطبع هذه العبارة التي صكها الرومان القدماء الآن على البرينتر و تضعها أمامك دائما ، كما يفعل صديقي أحمد طارق:
عش يومك
CARPE DIEM

لم أكن أريد أن اقطع الشريط بكلماتى فحسبى أن أقرأ روائع بهجت والزملاء وبصراحة أعتقد ان هذا الشريط سيكون " شريط العصارة " ففيه عصارة الأفكار وأسرارها

هناك أفكار جنونية كثيرة وأفكار أخرى أكثر معقولية ولنبدء بذوات المعقولية :

- أؤمن وأعتقد
أن الإنسان دمر حياته وأصبحت متشحة بسواد كالقار فى معظم مناحيها بينما يمكن أن تكون حياة متلألئة رائعة لو استطعنا استنباط نماذج أخرى للعيش وللحياة وللأفكار .. أعتقد أنه يمكننا أن نحافظ على نقائنا الطفولى وسعادتنا الأولية البسيطة ..

- أؤمن وأعتقد
أن الإحتلال للدول العربية خاصة مصر كان مفتاح النجاة لنا فى الوقت الضائع

- أؤمن وأعتقد
أن الإنسان سيستطيع احياء الخلايا الميته واحياء الموتى عموما فى المستقبل

- أؤمن وأعتقد
أن الكلمات - أى كلمات- لاقبل لها بالواقع - أى واقع - .. ولا طاقة عندها لمواجهته أو الوقوف فى طريقة

- أؤمن وأعتقد
أن النصب صفة مكتسبة تصقلها التجارب .. وهو نوع من العبقرية المفعله

- أؤمن وأعتقد
أن الأباء أصحاب فضل أكثر من الأمهات .. وأكثر تعبا فى الحياة .. وأعمق حبا .. لذا يرحلون مبكرا

- أؤمن وأعتقد
أن كل إنسان - مهما بدا ناعم المظهر - فإنه يمتلك وحشية وحيوانية كامنة تظهر عند الضرورة وقد لا يعلم صاحبها بوجودها

"أكثر الأكاذيب شيوعا هي الأكاذيب التي نوجهها لأنفسنا .. أن تكذب على الآخر فهذه حالة نادرة مقارنة بكذبنا على أنفسنا "
نيتشه ..

أذكر تماما .. كم بعثرت تلك الفكرة ازدحام أفكاري !!
وأذكر تماما أنها جاءت في وقت كنت بأمس الحاجة لها !!

كثيرة تلك الأكاذيب التي نكذبها على أنفسنا .. وكثيرة هي الأفكار التي نتبناها معتقدين أننا فعلنا ذلك لأنّها الأفضل في الحياة .. ولكنها بالأحرى الأفضل لنا أي الأفضل لتلبيّة احتياجاتنا وغرائزنا وأحاسيسنا .. يكفي دليلا على ذلك .. أنّه بمجرد تطوير الذات وفتح المجال لها لأن تشك وتدخل مجالات الفكر والمعرفة ..بعد مرور الزمن سنكتشف كم كانت الأكاذيب بدواخلنا متشعبة ..

وكم نلجأ لحيل نفسيّة مرات عديدة في ساعاتنا القليلة لنحافظ على شئ مكبوت نحن فعلا لا ندرك وجوده لأنّه عصي علينا أن نجده .. أليس تلك أكاذيب أيضا ؟؟
وكم هي تلك الأفكار التي نتبناها وهي مجرد غطاء لأفكار نريد حمايتها ولو بطريقة غير مباشرة ..

كم من الممكن !!!! أن تقول لفتاة بالأمس أنّك تعشقها حتّى الجنون هي بذاتها .. وتكون أنت بذاتك اليوم تحقّرها وتجعل منّها غلطة حياتك مع أنّها ذاتها التي تعرفها ..
لماذا لم تكتشف ذلك أثناءها ؟؟
أم أنّك كنت أعمى يكذب على نفسه ؟؟
كم تجد من حجج وأكاذيب لتجعلها مناسبة لك !! ومن ثم كم تجد من حجج وأكاذيب لتجعل منها غلطة سوداء وكبوة لن تتكرر !!

كم هم قلّة أولئك الذين ينقدون ذواتهم !!
ويحتفظون بأشرطة أفلام حياتهم .. يعيدونها ليس فقط ليتذكروها .. بل ليتبينّوا أخطاءهم وينقدوا تصرفاتهم ويكشفوا أكاذيبهم الكثيرة !!


ومن منّا لا يكذب !!


(f)للرائع الدؤوب العمل هنا ... "بهجت"
ولكل الأعضاء ..

Array
لم أكن أريد أن اقطع الشريط بكلماتى فحسبى أن أقرأ روائع بهجت والزملاء وبصراحة أعتقد ان هذا الشريط سيكون " شريط العصارة " ففيه عصارة الأفكار وأسرارها

هناك أفكار جنونية كثيرة وأفكار أخرى أكثر معقولية ولنبدء بذوات المعقولية :


[/quote]
بني آدم .
يا عزيزي .(f)
أنت لا تقاطع الشريط ، بل ستكون المقاطعة عندما أشرع في تحرير الشريط مستقلآ ، كعرض الرجل الوحيد one man show ، أعتقد أني طرحت أفكارا في ساحة الفكر الحر أكثر مما فعل أي زميل آخر،و بالتالي فلن يكون لدي الكثير مما أعرضه الآن !، عندما فكرت في طرح هذا الموضوع ( الجاد ) كنت أعلم أن طرحه في ساحة الفكر الحر الآن مخاطرة ، فالساحة صامتة تقريبا بعد واقعة غزة ، و إنحسار المساجلات مع و ضد حماس ، و لكن في جانب آخر ..أليس كل وقت هو وقت مناسب كي نراجع أفكارنا ؟ ، أتمنى أن نقرأ أفكارا مختلفة بل و متناقضة ، لماذا لانجد من يقول أنه تأثر بأفكار سيد قطب و أبو الأعلى المودودي ، لماذا لا نجد من أثرت فيه أفكار ميشيل عفلق وهو مفكر عربي كبير ، هل انتهى تأثير أفكار كارل ماركس على الشباب العرب ،و هل تبخرت أحلام جمال عبد الناصر من عقولهم ؟، إن الشبكة تتيح للجميع حرية غير مسبوقة في عرض الأفكار ، لقد قرأت لزميلة أن فكر أبو مصعب الزرقاوي لن يموت أبدا ، و زميل مسيحي يراه نموذجا للفكر الجهادي الرفيع ، ورغم أننا لم نعرف ماهو فكر الزرقاوي خارج الذبح الإسلامي ، إلا إننا نكتشف على الأقل كيف ينشأ الإرهاب و يتجذر في العقول ، بالطبع لا أتوقع أن يكون الجميع معجبون بالزرقاوي و فكره ، و لكن أتمنى أن نقرأ مختلف الأفكار الهامة التي تؤثر في العرب اليوم . بالإضافة بالطبع لفكر الزرقاوي و سيد قطب و الخميني و حسن نصر الله ، و غيرهم من رموز الإسلام السياسي ، هناك أفكار علمية و إجتماعية و ثقافية و سياسية و إقتصادية هامة شكلت حياتنا في عالمنا المعاصر ،ولا يعقل ألا نكون قد سمعنا أو تأثرنا بها .
أتمنى ان يشارك الجميع بقوة ،و ان يناقشوا أفكارهم بهدوء .

لفترة طويلة تأثرت بكتابات (محمد الغزالي ت 1996) وأظنه كان شخصا هاما في تاريخنا الثقافي بمصر وبدول عربية أخرى ، قرأت تقريبا كل ما كتب ككتاب كمقال كمادة مسموعة مرئية تعايشت معه لدرجة كبيرة ... أدين له بالكثير ، فالقراءة الأولى في الإسلاميات كانت له ، قارنت فيما بعد بينه وبين من كانوا معاصرين له ، فوجدته أفضلهم وحمدت الله أني لم أتابع معاصريه ، وكنت معه ..
وأنا معه كنت متلبس بأفكاره ، حتى أني بمجرد أن أسمع أن هذا جالسه أهرع إليه لأجالسه ليروي لي شيئًا عنه .. على المستوى الأخلاقي أحسده على ما كان فيه ، فعلى عكس طبالين الدعوة ونجومها الآن كان الرجل بسيطا للغاية لم يقل شيئا ويفعل خلافه ، مخلص ، آدمي حتى الثمالة ، في حديثه العادي كان يأسرني شخصيا فحين يتكلم عن المحبوب الأسمى يبكي كطفل ، ..........،
هناك ميسم بارز في هذا الرجل : سار منذ الصغر على خط لم يغيره ولم يتردد ولم يلتفت عنه ، فمن يقرأ (الحياة الأولى) كأنه يقرأ نظرات في القران أو أي من آخر ما خطه ..
ثم مرت أيام وبفضله هو كثائر على الفهم (البدوي) للإسلام انتقلته منه إلى غيره ، وخالفت كثيرا مما يراه ، بل كان أهم شيء في نقلتي انني ما عدت أنظر نظرة (مع أو ضد) بل هذا محتمل ، وذاك وارد ، وما هناك من كلمة أعظم من (ربــــــمـــا) فكل شيء في مجال الأدبيات (جائز / محال) (صحيح/خطأ) ..
من العجيب أن بعض ما قاله الشيخ على المستوى المجتمعي صحيح مئة بالمئة ، وعاينته من خلال مخالطتي بالمجتمع .. ومن يخالط فئات المجتمع التي تحدث عنها الرجل ، ويتحرى الصدق في مقاله سيرى ذلك ..
ومما هو جدير بالإشارة أن أكثر من 15 اطروحة علمية كتبت حول هذا الداعية ، لكن بظن ليست واحدة منها حللت فكر الرجل ودرسته كما يستحق ، كل ما فيها أنها مجرد أوراق تتراكم على الأرفف كي يستحق بها بعض الأفراد درجة علمية ليصبح موظف بدرجة دكتور لا باحث !


شخصية أخرى تأثرت بها ، هي شخصية المغفور له : زكي نجيب محمود ، كل ما كتبه برأيي أكثر من رائع ، لا أؤمن بما كتب حول تدرج أو مراحل حياة زكي نجيب محمود ، فالرجل برأيي واحد مر بمرحلة فكرية واحدة فليس هناك فارق بين (خرافة الميتافيزيقا) وبين (رؤية إسلامية) وإن اعتبره بعضهم ليس بذي قيمة فهو لم يكتب سوى خواطر! وبعضهم أعرض عنه لرؤيته الإسلامية في أواخر حياته ، وبعضهم اعترض على تقديمه وجبات الفلسفة للجمهور من خلال ما سطره على صفحات الجواهر ، وبعضهم اعتبره خائنا للغرب الذي صقله ! كل هؤلاء بظني مجرد أصنام تنتصر لنفسها ولما تراه حقا أوحدا فتزن الشخص بعيونها هي لا بما يكتبه هو .. أذكر أني كنت بصحبة أستاذ يدرس بالجامعة الأمريكية ، حين رأى معي كتاب إمام عبد الفتاح إمام (وهو برأيي شخص تافه على الرغم من لصق اسمه باسم هيجل ، يكفي تدميره لما كتب هيجل ويكفي أنه رهين خصمه الإسلامي والبحث لا يعرف أن تكون رهين نظرة فضلا عن أن يكون لك خصم ! لكن هكذا نحن أهلك الله العرب وأبدلهم بغيرهم حطموا الأصنام ونصبوا أنفسهم مكانها)
امتعض امتعاضة لن أنساها ونهرني لقرائتي عن زكي نجيب محمود ، فهو برأيه خائن باع نفسه لمن كيلوه بالذهب وقتل نفسه !

أيام في أمريكا .. وجهة نظر .. الخرافة .. الفكر العربي .. العبيط ! كلها ساعدتني كي أنظر برحابة أكثر .. حتى قذفني الله في بحر
عبد الرحمن بدوي ، وهو الله في علاه (كما وصف حسن حنفي رؤيته لنفسه) هذا الرجل كفيل لجعل الإنسان ساخطا لاعنا مدمرا لكل جميل ، وكفيل لأن ينقلك إلى بحر أنوار الذات الإلهية تسبح ولا ينقطع لك نفس ، تشك حتى تصل إلى الكفر ومن الكفر تصرخ كيسوع أو تشطح كالبسطامي تذوب مع رابعة تنطق الحكمة مع أفلوطين أو تسب دين سارتر وتمزق كتابه المقدس ، فمن سارتر ما هو إلا طفل في عين بدوي ، أليس الكل عيال الله ؟!
أخشى أن أطيل فأهذي أكثر من ذلك ..

منذ سنوات تدور بخلدى مقوله اعتبرها ملخص لكل افكارى والنور الذى اسير على هديه , وهى :

العاقل من لا يبطل حقا ولا يحق باطلا .

استاذ بهجت (f)

جميل جدا :98:
باختصار لأنه يصعب علي التفصيل:
أحدهم من أذكى من رأيت, و من أكثر الناس أدبا و أخلاقا. كنت أعتبره قدوتي في الحياة. كان يهمني رأيه دائما فيّ و في عملي . مع هذا كان لا يتردد في انتقادي و يدعوني أن لا أعجب بنفسي. فهمت مايريد عندما ردد مرة بيت المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا.... كنقص القادرين على التمام
منه أيضا تعلمت مبكرا معنى " استفت قلبك ولو أفتاك المفتون" و تجاوزت سلطة النصوص الدينية و كونت إيماني الخاص وصرت مثل نبي الله إبراهيم, أمة وحدي, لا أخاف من ربي و هو غنيّ عن عباداتي و لا أخاف من أن أفكر بلا قيود مع زملائي الملحدين. فقط أخشى أن تقودني أفكاري الإيمانية أو الإلحادية على حد سواء إلى ظلم غيري لأنه في اعتقادي الشخصي سأرى عاقبة هذا حتما.

أتمنى أن تكون هذه أفكاري حقيقة لا ترديدا باللسان فقط.

تحياتي