{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
مسودة
11 نوفمبر 2008

بسم الله الرحمن الرحيم



البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني
"فتح"


المقدم إلى المؤتمر العام السادس للحركة









مقدمة:
ما أن بدأ القرن الماضي يخطو خطواته الأولى, حتى كانت الهجمة الاستعمارية البريطانية, التي استهدفت أرض فلسطين بموقعها الإستراتيجي وبقيمتها التاريخية والرمزية, فاستصدرت وعد بلفور لتزرع استعماراً استيطانياً عنصرياً صهيونياً كانت نتائجه هبّات وثورات شعبية بدأت بعد هذا الوعد استشهد فيها مئات من أبناء فلسطين وفلذات أكبادها مروراً بالثورة الكبرى من 1936 - 1939 التي قدم فيها شـعبنا الفلسـطيني ثلاثين ألف شـهيد، واسـتمرت الثورات حتى كان قرار التقسـيم 181 في نوفمبر 1947 ثم النكبة عام 1948 الذي هجّر فيها شعبنا الفلسطيني من %78 من أرضه التاريخية إلى الشتات، وإلى جزء تبقى من أرضه في الضفة الغربية وغزة، بعد أن ارتكبت العصابات الصهيونية عشـرات المذابح الهمجية ضد أبناء شـعبنا.
جمدت قضيتنا الفلسطينية، فلا حرب يشنها العرب لاسترداد فلسطين, بعد أن فشلت حربهم الأولى ضد العنصرية الصهيونية عام 1948، ولا سلام ينشدونه ويعملون من أجله لاسترجاع أجزاء من فلسطين, وإعادة اللاجئين الى بيوتهم. شهد عقد الخمسينات من القرن الماضي إرهاصات لواقع قادم يحمل رائحة الإصرار والمقاومة، من ثورة يوليو52 في مصر، الى بدايات الكفاح المسلح الفلسطيني الذي قاده أبو جهاد في غزة, وتشكيل قوة للفدائيين الفلسطينيين في غزة بإشراف القيادة المصرية، وأيضاً انطلاق رابطة الطلبة في القاهرة والتي انطلقت منها الاتحادات الطلابية والمهنية الفلسطينية والتي أصبحت فيما بعد رافداً أساسياً متميزاً وهامة للثورة الفلسطينية، إلى انطلاق حركات التحرر الوطني في الجزائر وفيتنام وفي آسيا وأفريقيا، كانت تلك التربة الخصبة لانطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" في الربع الأخير من عام 1957 والتي بدأت تجمع طلائعها في الشتات الفلسطيني، في القاهرة والكويت وقطر والسعودية ولبنان وسوريا وألمانيا وفي ما تبقى من الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتشكل نقطة تحوّل هامة وتاريخية في مسيرة النضال الفلسطيني. بلورت فتح برنامجها النضالي الذي أدرك أهمية تعبئة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وطبقاته وأماكن تواجده، وتجنب الصراع الطبقي والفئوي والطائفي والإقليمي، والعمل على استعادة الهوية الفلسطينية للأرض والشعب وأهمية ترسيخ استقلال الإرادة الفلسطينية وتعظيم ارتباطها بالأمة العربية واستقطاب دعمها وحمايتها, وبدأت فتح في الإعداد لانطلاق الكفاح المسلح من خلال قوات العاصفة.

ولدت فتح من رحم المعاناة لتحول صورة الشعب الفلسطيني من لاجئين إلى شعب له حقوقه الوطنية التي يجب أن تحظى بدعم المجتمع الدولي والشرعية الدولية. ومثّل انطلاق الحركة بالكفاح المسلح في يناير 1965 ولادة حقيقية لحركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة بعد النكبة، لتعيد معه "فتح" الاعتبار لهوية الشعب وشخصيته الوطنية وتعيد الاعتبار وتلفت كل الأنظار إلى القضية الفلسطينية وعدالتها ومكانتها بين حركات التحرر في أرجاء العالم، انطلقت الثورة المسلحة التي مثلت رأس الحربة لتحرير فلسطين, ثورة فلسطينية الوجه، عربية القلب، إنسانية الأبعاد.
وفي نفس الوقت شهدت الساحة الفلسطينية ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وتشكيل جيش التحرير الفلسطيني، ثم كانت هزيمة 1967 واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة. قررت "فتح " تصعيد الكفاح المسلح داخل الوطن, ودخل أبو عمّار ورفاقه إلى أرض الوطن المحتل لتدعيم جهاز فتح السري وتوسيعه وبناء الخلايا الجديدة، ثم كانت معركة الكرامة رمز الصمود الفلسطيني الأسطوري، ليزداد بعدها عنفوان فتح وعنفوان المقاومة.
وتمر الحركة بمنعطفات شكلت خطورة كبيرة على وجود المقاومة وبقائها، قاتلت فيها فتح مضطرة دفاعاً عن استقلالية العمل, والقرار الفلسطيني. وكانت أحداث أيلول 1970 ثم أحداث لبنان التي بدأت عام 1976، لكن مسيرة الكفاح استمرت وتزايدت حتى كانت ملحمة البطولة والصمود في بيروت في يونيو 1982 في وجه الغزو الإسرائيلي للبنان, والتي تبعها تشتت قوات الثورة الفلسطينية وقيادتها في عدة أقطار عربية وواجهت الحركة انشقاقات ومؤتمرات كادت تعصف بها، لكنها استطاعت أن تحافظ على لحمتها وبقائها.
ثم انفجر الغضب الفلسطيني في وجه الاحتلال في 9 ديسمبر 1987 وانطلقت انتقاضه الحجارة التي زلزلت الأرض تحت أقدام الاحتلال، ليعلن بعدها المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر في 15 نوفمبر1988 قيام دولة فلسطين والتي اعترفت بها 52 دولة قبل مرور عشرة أيام على هذا الإعلان. وجاءت حرب الخليج في أغسطس 1990 وانهيار الاتحاد السوفيتي وخسارتنا لصديق كان دائماً إلى جانبنا, وخسارتنا العربية في العراق والخليج, وبروز القطب الأمريكي الأوحد في العالم، فكان لزاماً علينا إعادة النظر في إستراتيجيتنا المرحلية واغتنام فرصة التحرك بالسلام، فكانت عملية السلام وقيام السلطة الوطنية التي فتحت الأبواب لتحرير المدن الفلسطينية وبناء مؤسسات الدولة المستقلة القادمة, ولاعتراف دولي كبير وعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية مع دول العالم, وانجازات داخلية كثيرة على الصعيد السياسي والدستوري والاقتصادي , كان للسلطة الفلسطينية إيجابيات أخرى كثيرة، لعل أهمها عودة 200000 فلسطيني الى الوطن ونهاية الإبعاد من الوطن, وكان للسلطة أيضاً سلبيات وعثرات.
شهدت نهاية عام 2000 فشل مفاوضات كامب ديفيد في الوصول الى حل نهائي ما أدى الى تعثر عملية السلام, والى انفجار الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ظل السلطة الوطنية, بعد الانتفاضة القصيرة التي انطلقت إثر إحداث النفق عام 1996.
اشتد الحصار الإسرائيلي وتصاعد الاستيطان, واجتاحت القوات الإسرائيلية الغازية الضفة الغربية بأسرها, وتصاعدت المقاومة، وكانت الصدمة الكبيرة برحيل الفارس القائد الشهيد أبو عمّار، في العام 2004 بعد سنتين من الصمود الأسطوري في وجه الحصار. دفعت حركة فتح برمز من رموزها ليقود المسيرة في تلك الظروف الصعبة، وتولى الأخ أبو مازن دفة القيادة، لكن الحصار الإسرائيلي استمر وتصاعد الاستيطان.
في يناير 2006 أعلن الرئيس أبو مازن عن انتخابات تشـريعية فازت فيها حماس، تبعها حصار إسـرائيلي ودولي, تشـكلت على أثره في مطلع العام 2007 حكومة ائتلافية للوحدة الوطنية نجحت جزئياً في فك الحصار، وفي يونيو من نفس العام قامت حماس بانقلاب عسـكري في غزة، احتلت خلاله مؤسـسـات السـلطة وقامت بفصل غزة عن الضفة وفرضت نظاما عسـكريا قمعياً صارما أنهى الشـرعية الديمقراطية في غزة.
اسـتمرت حماس بعد انقلابها في تعميق الهوة بين غزة والضفة وفي إقصاء كل من يخالفها الرأي، وفي إنشاء مؤسسات بديلة وموازية لمؤسسات السلطة, واستخدمت أدوات القمع في كبت الحريات, ومحاربة تنظيمنا, والفصائل الأخرى, مستبدلة مشروعنا الوطني الفلسطيني, والشرعية الديمقراطية بمشروعها الخاص. وانطلقت حماس في مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل الى اتفاق بهدنة مع اسرائيل, فرضتها على التنظيمات الأخرى بالقوة المسلحة, ما شكل حماية غير مسبوقة للحدود الإسرائيلية, واعتبرت حماس أن أية محاولة للتصدي للتهدئة تشكل عبثا بالمصالح الوطنية, متناسية ادعاءاتها ومقولاتها السابقة عن استمرار المقاومة، التي استخدمتها لتبرير محاولاتها المستمرة لتدمير اتفاقاتنا مع اسرائيل التي حققت في 1994 و 1995 انسحابات واسعة من الضفة وغزة. أصبحت سيطرة حماس على قطاع غزة هي هدفها الأول أيا كانت النتيجة على الوحدة الوطنية الفلسطينية, ومصالح شعبنا وبالأخص في قطاع غزة.
ولكن حركة فتح ظلت أمينة لمبادئها، وعملت من خلال السلطة على توفير الدعم لغزة، وبقيت جاهزة دائما للتعامل الجاد مع أي مشروع وحدوي يعيد اللحمة والوحدة لشعبنا وسلطتنا، ويحافظ على شرعية واحدة في التمثيل تكمن في منظمة التحرير، وفي الشرعية الديمقراطية التي تكمن في الشعب الذي يعبر عنها بالانتخابات. استجابت فتح للمبادرات العربية, وآخرها المصرية, لإنهاء الانقسام والعودة الى الوحدة, واستمرت حماس في إفشال هذه المبادرات، واللجوء الى الذرائع الكاذبة، والقمع الوحشي في غزة.
كان للسـياسـة الأمريكية فـي المنطقة فـي السـنوات السـبع الأخيرة دور مهم فـي تدهور الأوضاع، وفـي تأييد ودعم السـلوك العدواني والاسـتيطاني الإسـرائيلي، فقد اسـتخدمت إدارة بوش الأمريكية القوة المفرطة في التعامل مع الدول العربية والإسـلامية، وقامت بتدمير العراق وأفغانستان ولبنان. تصرفت أمريكا بقيادة الرئيس بوش بالمنطق الأحادي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة، لا تعترف بالتعددية الدولية ولا تدخلها في حسـاباتها، ولا تقبل بحياد أي دولة، متبنية منطق "إما أن تكون معنا وتنصاع لسياستنا ومطالبنا، أو نعتبرك عدوا لنا". أدت هذه السـياسـة إلى تقسـيمها للدول العربية الى "معتدلين" و "متطرفين", كما أدت الى بزوغ إيران كلاعب إقليمي رئيسـي، وأدى الصراع الأمريكي– الإيراني إلى تحالفات وتوازنات جديدة غذت الصراعات الداخلية فـي العراق ولبنان وفلسـطين، وأثرت سـلبا على اسـتقلال القرار الوطني فـي بلادنا وفـي لبنان والعراق.
هبت رياح التغيير في أمريكا بنجاح باراك أوباما والحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة, وبالأخص بعد أعاصير الأزمة المالية الكاسحة, التي انطلقت من الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة لولاية الرئيس بوش. لعل العالم يتجه بعدها الى مزيد من التعددية, وبالأخص بعد نمو قدرة روسيا والصين والاتحاد الأوروبي الاقتصادية والعسكرية والسياسية, ولعل ذلك يؤدي الى التزام أكبر بالقانون الدولي, واستخدام أقل للقوة المفرطة للدول الكبرى في قمع الشعوب وسلبها حريتها واستقلالها. لكن ذلك لن يعود علينا بأدنى فائدة إذا استمر الانقسام الفلسطيني والضعف العربي. بناء حركة فتح وتجددها ووحدتها, وقيادتها لشعب فلسطيني موحد هي طريقنا الى القوة, والى الاستفادة من رياح التغيير العالمية.
مازالت غزة تعاني من الحصار الإسرائيلي, ومن القصف والاجتياح والاغتيال, تفتقد إلى الوقود والكهرباء ومستلزمات الإنتاج الزراعي والصناعي, بل والغذاء والكساء والدواء والأمن والاستقرار, كما أنها تفتقد الوحدة مع الوطن وحرية الحركة للأشخاص منها وإليها. ومازالت الضفة تحت الاحتلال الإسرائيلي, تتقلص مساحتها بالاستيطان السرطاني وتحيط جدران الفصل العنصري بمدنها وقراها, وبخاصة عاصمة بلادنا القدس التي يتهددها التهويد, وأسرانا الأبطال يملئون سجون إسرائيل, والوطن يفتقد الوحدة الوطنية والشرعية الديمقراطية والأمان.
هذه الصورة الفلسـطينية القاتمة يجب أن تحفزنا إلى المزيد من العمل والنضال وليس للهم والاسـتسـلام، فقضيتنا مازالت حية فـي كل بقاع العالم. مازال شعبنا على اسـتعداد للتضحية من أجل حريته واستقلال الوطن، يتحمل بصمود مذهل أصعب الظروف دونما أي إشـارة إلى اسـتعداده للتنازل عن ذرة تراب من وطنه وحقوقه، وهو باق على أرضه لا يهاجر، ينمو ويتكاثر محافظا على عروبة الأرض وهويتها الفلسطينية وإسرائيل لا تنعم بأي أمان دائم واستقرار، وثلثي مواطنيها غير متأكدين، عند سؤالهم في آخر استقصاء، ما إذا كانت إسرائيل ستبقى بعد الستين سنة القادمة.
مازال العالم يعترف بحقوقنا, ويرى أن السلام واستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا بحل قضيتنا حلا عادلا نرضه، ومازالت قضيتنا المحرك الأسـاسي للشـارع العربي والإسـلامي.
اكتسبنا خبرة كحركة تحرر وطني وثورة فلسطينية, أضيفت لها خبرة التنمية والتطوير وبناء مؤسسات الدولة، وكلها خبرات ساهمت فـي بناء كوادر قادرة على الاستمرار والتعلم من الأخطاء، والبناء على المنجزات. ولكن هذه الحركة الرائدة تجد نفسها اليوم أمام تحديات جسـام وتغييرات خطيرة تهدد بانهيار مشـروعها الوطني في إقامة الدولة الفلسـطينية الديمقراطية وإعادة الحقوق المغتصبة. تواجه حركتنا خسارة ما بذلت من أجله الغالي والرخيص: قافلة من الشـهداء يقودها رجال عظام من كوادرها ومن لجنتها المركزية وفي مقدمتهم الشـهيد القائد ياسر عرفات، آلاف الكوادر من خيرة شـبابها، يملأون سـجون الاحتلال, وآلاف المعاقين من أبنائها وفلذات أكبادها، ويعيش حاملا الحلم والأمل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ورجال مؤمنون بأصالة وفلسطينية حركتهم، لا يزال يملؤهم الأمل في أن تنهض حركتهم من كبوتها وتعالج أوجاع وآلام المرحلة.
علينا أن نتحرك وأن نبادر كما فعلنا دائما، لا نقبل بالجمود أبدا، نناضل من أجل حريتنا واستقلالنا وعودتنا، ونحقق السـلام العادل. وها هي فتح تنطلق في مؤتمرها السادس بما حققته من إنجازات وانتصارات وما تحملته من سلبيات وهزائم، وما ارتكبته من أخطاء، يتم تقييمها بصدق وموضوعية من أجل وضع خطة مرحلية لتحقيق النصر معتمدة على ثوابت الحركة، ومستندة الى تحليل الواقع المتغير.
تبرز أهمية البرنامج السياسي في رسم استراتيجيات العمل خلال المرحلة القادمة كدليل عمل سياسي لقيادة فتح وكوادرها وأعضائها ومناصريها وفي تفصيل خطة العمل المرحلي للحركة, ما يشكل مرشدا ودليلا لأنشطة وأعمال ممثلي الحركة في كافة مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وفي علاقاتنا العربية والدولية كافة.
تنتظر الجماهير الفلسطينية برنامج الحركة لكي تستمد منه الأمل في المستقبل, ولكي تجدد الثقة في القيادة المنتخبة, وقدرتها على حماية المشروع الوطني واستعدادها لمواصلة النضال بحكمة وشجاعة حتى تحقيق النصر. وينتظر أعضاء الحركة وكوادرها نتائج انعقاد المؤتمر السادس وإقرار البرنامج السياسي الجديد بفارغ الصبر، لتحقيق انطلاقة جديدة للحركة تستعيد من خلالها عافيتها وفاعليتها، ولكي تتجدد قيادتها وتتحقق وحدتها في ظل الثوابت والشرعية.
(راجع المقدمة التاريخية لهذا البرنامج السياسي التي تقدم شرحا وتحليلا أكثر تفصيلا لانطلاقة حركة فتح, ونضالها ودورها في قيادة الشعب الفلسطيني الى التحرير والاستقلال والعودة, نستخلص منها في الصفحات التالية أهداف حركة فتح, وثوابتها الإستراتيجية, وأسلوبها في النضال, وتطور خططها وسياساتها, وصولا الى البرنامج المرحلي التفصيلي المقترح على المؤتمر السادس للحركة).

الثوابت الإستراتيجية والسياسات المرحلية لحركة فتح
انطلقت فتح من رحم شعبها وأمتها، حركة للتحرر الوطني للشعب الفلسطيني وثورة تستهدف تنوير الشعب الفلسطيني وتوحيده وتنظيمه وتحرير إرادته لكي ينهي الجمود الذي أحاط بقضيته فيما يسمى بحالة اللاحرب، واللاسلم، ولكي يأخذ زمام قضيته بيده فيدفعها من الجمود الى الحركة لإنهاء الاحتلال والاستيطان.
رسمت فتح إستراتيجية وطنية حكمت رؤيتها وأولوياتها وحركتها عبر نصف قرن من الزمان. ولكنها كانت تضع برامج مرحلية منطلقة من الثوابت في إستراتيجيتها، آخذة في الاعتبار إن العالم الذي تعمل فيه دائم التغيير يحمل لها تطورات مستمرة فلسـطينيا وإسـرائيليا وعربيا ودوليا، وتؤثر هذه التطورات في عوامل القوة والضعف للحركة، فيما تتيحه من فرص على الحركة الاسـتفادة منها وما تحمله من مخاطر عليها تفاديها.
أهداف حركة فتح وإستراتيجيتها حددت أسـلوبها وميزت شـخصيتها عن الحركات والأحزاب الأخرى في المنطقة، وبعضها انتهازي يغير جلده وأهدافه ووسـائله عند كل تغيير في الأوضاع ومعادلات القوى، وبعضها ظل جامدا لا يتطور في وجه تطورات دولية هائلة مما أدى الى سـقوطه وتلاشـيه وزواله من السـاحة. يقال إن الثابت الوحيد في العالم هو التغيير، ولكن قدرة أي حركة سـياسـية على الحياة والاسـتمرار لا تعتمد فقط على قدرتها على مواجهة التغيير أو التكيف معه أو مواجهته، وإنما في إحداث التغيير وقيادته والاسـتفادة منه، تفعل ولا تكتفي برد الفعل. ولعل فترات النهوض في فتح كانت تلك الفترات التي بادرت فيها الحركة بالفعل والتغيير، وان فترات جمودها كانت عندما اكتفت بالخضوع للتغيير الآتي من خارجها والاكتفاء برد الفعل. عندما تقوم الحركة الثورية بإحداث التغيير تحتفظ دائما بعناصر ثابتة في أهدافها وأسـلوبها، تميز شـخصيتها وتحقق اسـتمرارها، بما يحفظ ولاء أعضائها وانتماءهم لها والتفاف الجماهير حولها.
تتجدد الحركة الثورية فـتصحح أخطاءها وتتجاوز قصورها وتنمي عناصر قوتها، وتفعل ذلك وعيونها ثابتة على أهدافها الإستراتيجية ومصالح شعبها العليا، وذلك سر حركة فتح واستمرارها نصف قرن من الزمان رائدة للمشروع الوطني الفلسطيني.
نأت الحركة في ثوابتها عن تبني فكر حزبي أحادي، باعتبارها حركة تحرر وطني تمثل الشعب بطوائفه وطبقاته وقطاعاته كافة, وفتحت الباب أمام تيارات سياسية وفكرية، هي تيارات النهضة الثلاثة: الإسلامية والقومية واليسارية، وانصهرت هذه التيارات في رحاب حركة فتح لتؤسس فكرا وطنيا ثوريا فلسطينيا ينتمي للفكر العربي والإسلامي, اغتنى وتطور في ضوء الممارسة والكفاح، وتعمق محتواه الكفاحي والديمقراطي أيضا.

في الإستراتيجية:
يمكن تلخيص الأهداف والرؤى الثابتة في إستراتيجية حركة فتح بما يلي:

1. تحرير الوطن وإنهاء اسـتيطانه والوصول إلى الحقوق الثابتة للشـعب الفلسـطيني:
تحرير الوطن هو محور نضال حركة فتح، ويشـمل ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وهو حق ثابت غير قابل للتصرف لا يسـقط بالتقادم اعترف به وأكده المجتمع الدولي، وهو يشمل حقه في إقامة دولته المسـتقلة ذات السـيادة وعاصمتها القدس الشـريف على الأرض الفلسطينية المحررة التي احتلتها اسرائيل بعد الرابع من حزيران 1967، وحق لاجئيه في العودة والتعويض، استنادا الى ميثاق الأمم المتحدة, وقرار الجمعية العامة رقم 194, ويتركز في الأجل المنظور على التصدي للاستيطان وإنهاؤه.
انطلقت فتح بالكفاح المسلح لتحرير الوطن, وهو وغيره من أساليب المقاومة المشروعة حق معترف به للشعب الفلسطيني طالما بقي الاحتلال على أرضنا. تتبنى الحركة السـلام العادل والشامل خيارا اسـتراتيجيا، تتعدد الوسـائل للوصول إليه ولكنها لا تقبل الجمود بديلا، وهي تتبنى النضال بأدواته المختلفة وسـيلة للوصول إلى السلام.
ترى الحركة أن تناقضها مع الاحتلال هو التناقض الرئيس، وان كل الصراعات الأخرى تمثل تناقضات ثانوية، وأن حقوق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم، ولكنها تبرز وتنضج بالنضال، وأن كل بقعة ارض فلسطينية مقدسة ومهمة مثل غيرها، مع أولوية خاصة للقدس عاصمة بلادنا الأبدية, ودرتها ورمزها، أولى القبلتين، ومحط أنظار المؤمنين الموحدين في العالم بأسره.

2. أساليب النضال وأشكاله:
ينطلق النضال من حق الشـعب الفلسـطيني في مقاومة الاحتلال، وفي النضال ضد الاسـتيطان والطرد والترحيل، والتمييز العنصري، وهو حق تكفله الشـرائع والقوانين الدولية. انطلق نضالنا الثوري بالكفاح المسـلح في وجه الاغتصاب المسـلح لأرضنا، ولكنه لم يقتصر عليه أبدا، وتنوعت أدواته وأسـاليبه لتشمل الكفاح السـلمي كما مارسته الانتفاضة، والمظاهرات والاعتصام والعصيان المدني والمواجهات ضد عصابات المستوطنين، والنضال السياسي والإعلامي والقانوني والدبلوماسي، والمفاوضات مع سـلطة الاحتلال، ولكن حق الشعب الفلسـطيني في ممارسـة الكفاح المسـلح ضد الاحتلال المسلح لأرضه يبقى حقا ثابتا أكدته الشـرائع والقوانين الدولية. اختيار أسلوب الكفاح في الزمان والمكان يعتمد على القدرات الذاتية والجماهيرية، وعلى الأوضاع الداخلية والخارجية، وحسـاب معادلات القوى وضرورات الحفاظ على الحركة، وعلى قدرة الشـعب على الثورة والصمود, والاسـتمرار في الكفاح.
الغايات لا تبرر كل الوسائل في حسابات فتح، فهناك وسائل تتناقض مع الأهداف العامة على المدى الطويل، وبخاصة أن فتح طرحت منذ البداية حلولا إنسانية تكفل التعايش المستقبلي بين المسلمين والمسيحيين واليهود في دولة ديمقراطية واحدة. رفضت حركة فتح منذ انطلاقتها ضرب المدنيين وإرهابهم، كما رفضت نقل المعركة الى الخارج, ولم تقاتل خارج الوطن إلا دفاعا عن النفس، ولذلك فهي رفضت خطف الطائرات، واخذ الرهائن من النساء والأطفال، والقيام بالعمليات التفجيرية التي تستهدف المدنيين الأبرياء، وإطلاق الصواريخ محدودة التوجيه ضد أهداف مدنية، كما رفضت فوضى السلاح وسوء استخدامه والفلتان الأمني.

3.الشخصية الوطنية المستقلة, والهوية الفلسطينية:
ارتكزت إستراتيجية حركة فتح على الشعب الفلسطيني ونضاله,وأنه لا بديل له عن وطنه, ولذلك فقد بذلت الحركة جهودها في كل الميادين لتأكيد الشخصية الوطنية المستقلة, ولتثبيت الهوية الفلسطينية, هذه الهوية هي مرتكز حقنا في بلادنا، ورفضنا إعادة التوطين في الأقطار العربية المجاورة (باعتبارنا عربا في بلادنا وجوارنا)، أو في أي وطن بديل. وترى الحركة أن تأكيد الشخصية الوطنية يتطلب الاهتمام بالانتماء للجماهير والوطن والمكونات الاجتماعية الأساسية.
الانتماء الى الهوية الفلسطينية هو جزء لا يتجزأ من الانتماء للدائرة الحضارية العربية الإسلامية ومن الانفتاح الإنساني، ولكن الحركة تصرفت دائما على أن انتماء الحركة هو بالأساس وطني فلسطيني، وان هذا الانتماء هو الذي يقرر الحركة السياسية وأولوياتها. انطلقت الحركة في زمان تشتت فيه الانتماء الفلسطيني الى أحزاب قومية وأخرى دينية وثالثة أممية إيديولوجية، بما يؤدي إليه ذلك أحيانا من فقدان الهوية الأصلية والسقوط في كمين التبعية للخارج وأهدافه، ولذلك فهي منذ انطلاقتها رائدة المشروع الوطني وحاميته في المراحل كافة على قاعدة الشخصية الوطنية المستقلة والبرنامج الوطني لتحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. ناضلت الحركة في أصعب الظروف دفاعاً عن استقلال القرار الوطني الفلسطيني.

4. الوحدة الوطنية الفلسطينية:
الشـعب الفلسـطيني شـعب أصيل واضح الهوية والانتماء الى وطنه تمسـك بهما وناضل قرنا من الزمان من اجل العودة الى فلسطين، وتحريرها من الاحتلال والاسـتيطان، والشعب العربي الفلسـطيني وحدة واحدة داخل الوطن، في الضفة وقلبها القدس، وفي القطاع، وخلف الخط الأخضر، وخارجه في الشـتات. تعرض هذا الشـعب لمحنة تاريخية أدت الى تفرقه الجغرافي داخل الوطن وخارجه، والى تركز جزء كبير من أبناء شـعبنا في مخيمات اللاجئين داخل الوطن وخارجه, ولكن الشعب الفلسطيني ظل متمسكا بوحدته في كل آن ومكان. شـعبنا بمسلميه ومسيحييه شعب مؤمن ملتزم يحافظ على عقيدته وتراثه ويحرص على وحدته الوطنية. شعبنا كله أينما كان, في الداخل والخارج, في القرى والمدن والمخيمات, وأيا كانت عقيدته, مسلما كان أو مسيحيا, هو شعب واحد لا يتجزأ. وحدته الوطنية هي سر قوته وصموده, وتحقيق هذه الوحدة والانطلاق منها, مرتكز استراتيجي للحركة.

تنطلق فتح من تحملها مسـؤولية الشعب الفلسـطيني أينما كان، والى أي طائفة انتمى. تحملت الحركة مسـؤولية الفلسـطينيين الذين طردوا من ليبيا الى الحدود الليبية المصرية، وكذلك أخوانهم الذين طردوا الى الحدود العراقية الأردنية والسـورية، ولعب الشهيد أبو عمار دورا متميزا في رعاية أبناء شـعبنا في كل مكان. وظلت قضية تقلص أعداد الفلسـطينيين المسـيحيين بالهجرة أو التهجير من الضفة الغربية تؤرق فتح وقيادتها، وكان علينا في كل هذه الأحداث البحث عن حلول سـريعة وأخرى طويلة الأجل لحماية شعبنا.
انتمى أبناء شعبنا الى حركة فتح، والى فصائل ومنظمات وأحزاب أخرى، وانضم بعضها الى منظمة التحرير، وبقي البعض خارجها. تؤمن فتح بوحدة الشعب الفلسطيني أيا كانت الأحزاب أو الفصائل التي انتمى لها، وتعمل لتحقيق هذه الوحدة الوطنية والدفاع عنها وحمايتها باعتبار ذلك عنصر رئيس في إستراتيجية الحركةً. ترفض فتح الاقتتال الفلسطيني وتدينه، وتعتبر الدم الفلسطيني خطا أحمر، وإراقته جريمة وخطيئة.
ناضلت فتح من اجل وحدانية التمثيل السـياسـي للشعب الفلسـطيني في منظمة التحرير الفلسـطينية ومازالت تعمل لاسـتمرارها ممثلا للشـعب الفلسـطيني تنضوي تحت لوائها الفصائل والأحزاب والشـخصيات الوطنية المستقلة كافة. حاولت حركة فتح دائما تجنب الصراع الداخلي، طبقيا كان أو إقليميا أو طائفيا أو إيديولوجيا لكي تسـتطيع توحيد الشعب ومواجهة التناقض الرئيس مع الاحتلال الاسـتيطاني الإسرائيلي.

5. علاقاتنا العربية:
الشـعب الفلسـطيني شـعب عربي، وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية، نصادق من يصادقها ونعادي من يعاديها. ناضل الأحرار العرب معنا وانتمى الكثير منهم الى حركتنا. قدمت لنا أمتنا الدعم والحماية، وشـاركتنا في معركة التحرير بدماء أبنائها وإمكانياتها، وهي ترى أن المشـروع الاستعماري الاستيطاني الذي استهدفنا إنما يستهدف وطننا العربي. علاقات فتح العربية, وتنميتها والحفاظ عليها, منطلق استراتيجي لحركة فتح, ومصدر قوة لشعبنا رغم الخلافات العربية, عبرت عنه الحركة في أدبياتها بشعار "فتح فلسطينية المنطلق وعربية القلب والعمق، وتحرير فلسطين واجب قومي".
منظمة التحرير الفلسـطينية عضو كامل العضوية في الجامعة العربية، وسـوف نعمل لكي تسـتمر الدولة الفلسـطينية عضواً أسـاسـيا فاعلا في جامعة الدول العربية. علاقتنا بالحكومات العربية هي أفضل العلاقات السـياسـية الأخوية، ونحن كحركة نلتزم بقرارات الجامعة العربية، ولكننا لا ندخل في تحالفات جزئية مع بعض الدول العربية ضد دول عربية أخرى، وندرك الأهمية الخاصة لدول الجوار وفي طليعتها مصر، ولكننا نسعى للحفاظ على أفضل العلاقات بالجميع. لا نقبل الوصاية والتبعية لأحد، ونسعى للوحدة العربية المنشودة بكل قوانا. هذه السمة الواضحة في إستراتيجيتنا: التوحد مع الجماهير العربية ورفض الوصاية والتبعية لأي من الدول العربية, تطلبت منا الدخول في مواجهات مكلفة دفاعا عن القرار الفلسطيني المستقل, ما جعل الاستقلالية أحد السمات الرئيسية في إستراتيجية فتح. ناضلنا من اجل قرارنا الوطني المستقل.

04-14-2009, 04:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #2
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

6. الإسلام والمسيحية في إستراتيجية فتح:
فلسطين هي الأرض المقدسة للأديان السماوية، والإسلام هو دين الأغلبية من أبناء الشعب الفلسطيني، وهو الدين الرسمي للسلطة والدولة, وللمسيحية نفس القدسية والاحترام، ولا تسمح حركة فتح بأي تمييز بين الفلسطينيين على أساس دينهم وعقيدتهم أو مقدار إيمانهم، ونحترم حرية العبادة للجميع، بما فيهم اليهود، وقد انطلقت حركتنا تدعو لدولة ديمقراطية لا طائفية للمسلمين والمسيحيين واليهود.
تستلهم الحركة القيم الروحية والدينية من الإسلام أساسا, ومن المسيحية, فهي حركة شعب يحافظ على القيم الأخلاقية والروحية، ويؤمن بالله ورسله وكتبه، ولكن فتح حركة لا تقبل الطائفية وترفض الاقتتال والصراع الطائفي والمذهبي، وترفض التعصب والتطرف وترى أن الدين الصحيح يحض على الإخاء والتسامح وطلب العلم والتعايش بين الشعوب.
منظمة التحرير عضو مؤسس لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي نشأت نتيجة لحريق المسجد الأقصى، وكان الرئيس الراحل النائب الأول لرئيسها مدى الحياة, وسوف تبقى دولة فلسطين عضوا فاعلا في هذه المنظمة الهامة.

7. دور العلاقات الدولية في إستراتيجية فتح:
لا توجد علاقات دولية ثابتة، وإنما تسـتند العلاقات الدولية الى المصالح والرؤى والقيم المشـتركة، ومعادلات القوى، ولكنها تسـتند أيضا في عصرنا الى الحق والعدالة والقانون الدولي. تسـعى الحركة دائما الى تنمية علاقاتها الدولية وتطويرها موسـعة دائرة أصدقائها وحلفائها، ملتزمة اسـتراتيجياً بالقانون الدولي، وبشـرعة الأمم المتحدة، ملتزمة بميثاقها، مسـتندة دائما في حركتها الشـعبية والرسـمية إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحقه في الاسـتقلال والعودة، كما أنها تسـتند إلى الحمايات التي كفلها القانون الدولي الإنسـاني وبالأخص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب، وأحكام المادة 49 منها والتي كرست لحماية المدنيين تحت الاحتلال الأجنبي، وأحكام القانون الدولي والعهود الدولية التي أكدت حق جميع الشعوب في مقاومة الاحتلال والحق في الكفاح من أجل حريتها واستقلالها وتقرير مصيرها. ستعمل فتح لكي تصبح دولة فلسطين المستقلة عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة, ومنظماتها المتخصصة.
تنطلق الحركة من أن القانون الدولي يشـكل حماية للشـعب الفلسـطيني من محاولات سـلطة الاحتلال الاستفراد بنا واعتبارنا "قضية داخلية" تتعامل معها بعيدا عن القانون الدولي الإنساني وحمايته، ما يمكنها من الاستمرار في الاسـتيطان والتهجير. وهنا تبرز الأهمية البالغة لوعي حركة فتح بطبيعة هذا الصراع بين شـعبنا والاحتلال العسـكري الإسـرائيلي, على أنه صراع للتخلص من الاحتلال بكافة أشكاله العسـكرية والاقتصادية والسياسية لأرضنا, وليس نزاعا على أراض لا حق واضح لأحد فيها، وهناك فرق كبير بين الحالتين، فالنزاع على الأرض يعني أن الأرض متنازع عليها وهي ليست لأحد بعينه، وفي هذه الحالة يفقد شـعبنا حقه بالأرض، كما يفقد إمكانية تطبيق أحكام القانون الدولي على حقيقة الصراع، وبالتالي نزع صفة الاحتلال الإسـرائيلي عن الأرض الفلسـطينية وهذا ما تريده إسـرائيل وتتصرف على أسـاسه.
بنت الحركة علاقات وثيقة بالدول والقوى الإسلامية, باعتبارها دولا حليفة تربطنا بها وشائج الدين والثقافة والمصالح والرؤى المشتركة, كما أنها بنت علاقات قوية بدول عدم الانحياز الأخرى في آسيا وإفريقيا, وقد لعبت حركة عدم الانحياز دورا هاما في دعم حقوقنا الثابتة ونضالنا من أجل تحقيق هذه الحقوق في الأمم المتحدة ومختلف المحافل الدولية.
قامت الحركة أيضا ببناء علاقات خاصة بروسيا والصين الحليفتين التاريخيتين للشعب الفلسطيني.
سعت الحركة لبناء علاقة خاصة بأوروبا رغم تاريخها الاستعماري في بلادنا والعلاقات التاريخية التي ربطتها بإسرائيل, وقد انطلقت الحركة لتحقيق ذلك بداية ببناء علاقات متميزة بالأحزاب والقوى اليسارية في أوروبا وبخاصة مع الأحزاب الاشـتراكية، والتي كان لها أبرز الأثر في تعمق وتجذر علاقاتنا مع أوروبا، خاصة وأن هذه الأحزاب تصل دوريا الى السـلطة، وقد أدت تلك العلاقات الايجابية الى انضمام الحركة الى منظمة الاشـتراكية الدولية. ولكن علاقاتها الأوروبية امتدت لتشـمل الأحزاب كافة. ثمنت الحركة دوما دور حركة التضامن الشعبي الدولي، ويلعب الشـيوعيون والاشـتراكيون الأوروبيون دورا رياديا فيها، والتي تجلت بالدور الذي قام به المتضامنون الدوليون في التصدي للغزو الإسـرائيلي للبنان في العام 1982، ثم في تواجدهم التضامني في مختلف مواقع الكفاح الشـعبي أثناء عملية السـور الواقي وحصار الرئيس عرفات، وأثناء المقاومة في قرية بلعين وغيرها من الفعاليات الشعبية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري.

8. سمات أخرى مميزة في إستراتيجية حركة فتح
تتبنى فتح العقلانية والاعتدال والواقعية السياسية والديمقراطية والتسامح، ومواكبة العصر، ورفض التطرف والإرهاب, وهي سمات ميزت أسلوبها, وكسبت دائما جماهيرها وساعدتها على توسيع دائرة أصدقائها وحلفائها, ولكنها تنطلق جميعها من الثوابت، ومن الرؤية الداخلية للنضال الضروري لتحقيق الأهداف, وبذلك فهي تشكل جزءا هاما من منطلقاتها الإستراتيجية. العقلانية في مفهوم فتح لا تعني التفريط بالحقوق والثوابت, وإنما استخدام العقل والعلم في تحقيق هذه الأهداف, والاعتدال لا يعني الجبن والهروب من المشكلات, وإنما رفض التطرف, ورفض الاستعراض ومحاولة تغطية العجز بالمبالغة والتهور, والديمقراطية لا تعني الرضوخ للقوالب الأمريكية, أو التسليم بالآراء الخاطئة, أو المضللة, وإنما بالعودة الدائمة للجماهير ورفض الدكتاتورية وحكم الفرد, والتسامح لا يعني التهاون والنكوص, بل رفض التعصب الأعمى, ورفض تغليب الأحقاد على الوفاق الاجتماعي والتوحد الوطني, ومواكبة العصر لا تعني القبول بالتغريب والعولمة, والهيمنة الغربية, وإنما الأخذ بالعلم والتقنية الحديثة سلاحا لتحقيق أهدافنا, وقد التزمت حركة فتح بالتقدم ومواكبة العصر في مواجهة خصم متقدم علميا وتقنيا، ولبناء وطن تحيط به التحديات من كل مكان.
تبنت فتح هذه السمات لأنها انطلقت كحركة للشعب الفلسطيني كله وليست حزبا نخبويا، ولأنها في تحليلها للمعطيات قررت أن تعمل للأجل الطويل، بعيدا عن الانتهازية والمغامرة، ولأنها آمنت بالديمقراطية والوحدة، التزمت بالحوار والاعتدال، ولأنها طرحت مشروعا إنسانيا تقدميا على عدوها، كان من الضروري أن ترفض التطرف والإرهاب، وفي هذا السياق لا بد من التمييز بين الإرهاب الذي يقتل المدنيين لأهداف سياسية عدوانية وهو يشمل إرهاب الدولة، وبين المقاومة المشروعة للاحتلال الأجنبي وكفاح الشعوب من أجل حريتها واستقلالها وتقرير مصيرها. لذلك نحن نقف مع دول العالم التي تطالب بتعريف الإرهاب وإبراز الفرق بين أعمال الإرهاب المرفوضة والمدانة وبين حق الشعوب في كفاحها من أجل التخلص من الاحتلال الأجنبي والاستعمار وكل أشكال السيطرة والهيمنة الأجنبية.
تتمسـك الحركة بالقيم الإنسـانية، قيم العدل والسـلام وحقوق الإنسـان، والمسـاواة، والحوار بين الأفراد والجماعات، وبين الثقافات والحضارات، وتقف بقوة الى جانب أهداف ورسـالة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، وخاصة أهداف ورسالة منظمة اليونسكو في تأكيد دور الثقافة والتربية لتوطيد الأمن والسلم الدوليين، وكذلك إيمانها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، والإعلان العالمي للتنوع الثقافي الصادر عن اليونسكو الذي يعتبر أن ثقافات العالم هي ملك للبشرية جمعاء، والذي يقف بقوة الى جانب الثقافات المهددة بسبب الاحتلال.
هذه هي الرؤى والالتزامات الثابتة التي تشكل إستراتيجية حركة فتح، وتمثل مجموعة الأهداف والوسائل والرؤى هذه أسلوبا خاصا لحركة فتح، وشخصية مميزة وخطا استراتيجيا نضاليا تنطلق منه في التعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية. تعيش فتح في عالم دائم التغير وتخطط له من خلال برامج مرحلية ضمنتها برامجها السياسية التي اعتمدتها مؤتمراتها العامة، ما يتطلب تحديدا واضحا لمهام المرحلة القادمة، وهو موضوع الفصل الرابع لهذا البرنامج.




مهام المرحلة القادمة

تنطلق "فتـح" من مؤتمرها السادس لقيادة مرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني الفلسـطيني، وإذا كانت المراحل السابقة جميعها قد انطوت على صعوبات كبرى وتهديدات جسام لمسـتقبل قضيتنا الوطنية فإن المرحلة المقبلة تبدو أكثر تعقيداً وأشـد خطورة, بحكم تضافر عوامل خارجية وداخلية متنوعة ومتعددة أهمها الانحياز الأميركي لإسرائيل, وعلى الأخص في ظل الإدارة الأمريكية السابقة, وانقسـام الموقف العربي, والانشقاق الداخلي الفلسطيني, الذي ألحق أفدح الأضرار بقضيتنا وبوحدتنا الوطنية وبقدرتنا على مواجهة الاحتلال.
تدرك "فتـح" أنها ستواجه المرحلة المقبلة وستجتازها مظفـرة كما واجهـت ما سبقها مـن مراحل وتمكنت من اجتيازها، وإنها تملك من عناصر القوة ما يهيؤها للانطلاق بقوة نحو المستقبل:
1) شعب ملتزم بقضيته مؤمن بعدالتها يستمر في النضال رغم المعاناة دون تردد أو تهاون.
2) أُمة عربية ما زالت قضية فلسطين تحرك ضميرها، وأُمة إسلامية تزداد تعاطفاً مع شعبنا مسلوب الأرض والحقوق.
3) خصم يقف مع حليفه الأميركي في مواجهة الأُسرة الدولية، والقانون الدولي, ويعاني من الفضائح والتراجع التدريجي في موقفه وقدرته على رسم المستقبل على قياس مصالحه التوسعية, وكان لهزيمة غزوته ضد لبنان, وفي صمود الشعب الفلسطيني دور مؤثر في تحقيق هذا التراجع.
4) رياح التغيير تهب على الولايات المتحدة, والأرجح أن يبتعد العالم عن الأحادية, ويتجه نحو مزيد من التعددية والتوازن, والالتزام بالقانون الدولي.
5) الدولة الروسية الصديقة تزداد قوة واستقلالا، وتصميما على المواجهة المحدودة والمدروسة، والصين والاتحاد الأوروبي والهند وجميعهم أصدقاء, تنمو قوتهم واقتصادياتهم، والأقطار العربية البترولية الشقيقة تزداد قوة وتحقق نموا اقتصاديا سريعا، بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، وقد لا يكون هناك حل للأزمة المالية الدولية دون دور كبير تلعبه دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية، وكذلك الصين بصناديقها المالية السيادية الهامة.
6) ذلك كله يعد بتقليص الأحادية في السـياسـة الدولية، وهو الأمر الذي سـاد في عالمنا منذ نهاية الحرب الباردة بسـقوط الاتحاد السـوفيتي.

في المقابل هناك عناصر سلبية في حساباتنا:
1) نحن ندرك أن العدو رغم كل تناقضاته ما زال يتمتع بقدرات هائلة: داخليا وخارجيا, وبدعم استراتيجي من أمريكا.
2) الساحة الفلسطينية مازالت منقسمة ومحاصرة سياسيا وجغرافيا, ولعل ذلك أخطر نقاط ضعفنا.
3) الأنظمة العربية لا تقدم لنا الدعم الذي يكفي لخلق توازن مع قوى العدو, أو للحفاظ على القدس عربية إسلامية, كما أنها لا تجهز جماهيرها لمواجهة جادة: سياسية واقتصادية, مع الاحتلال الإسرائيلي, ولدى بعضها الاستعداد للقبول بالضغط الأمريكي للتطبيع المجاني مع اسرائيل.
4) الدعم الأوروبي تقلص عما كان عليه في التسعينات, نتيجة لتوسيع عضوية الاتحاد الأوروبي, وللضغط الأمريكي, والابتزاز الإسرائيلي.
هنالك نقاط قوة في موقفنا, وهناك نقاط ضعف ناقشناها. هناك أخطار علينا مواجهتها أو تجنبها على الأقل وأهمها الانقسام الداخلي, والتمحور الإقليمي, وهناك فرص علينا اقتناصها، ومن بينها الفرصة التي تتيحها هزيمة المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط, ونهاية حقبة الرئيس بوش التي استندت الى استخدام القوة المفرطة في إدارة السياسة الأمريكية في المنطقة, من خلال رؤية أحادية للعالم ترفض التعددية, والمشاركة الدولية في اتخاذ القرارات. وعدتنا إدارة بوش بدولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية 2008, ولكنها قدمت دعما لا محدود للسياسة الإسرائيلية, بما في ذلك سياسة الاستيطان والحصار, كما أدت سياستها الى محورة المنطقة حول الصراع الأمريكي-الإيراني, مما أذكى نيران الفتنة والانقسام في وطننا ومنطقتنا.
قد تتاح فرصة أفضل في ظل الإدارة الأمريكية القادمة.
تلك هي العناصر الرئيسية لبناء الإسـتراتيجية: تبنى الإستراتيجية على أساس أهداف وطنية واضحة وثابتة ومعطيات راهنة دائمة التغيير, وتستند الى عناصر القوة, وعناصر الضعف الداخلية, والى الفرص المتاحة, والأخطار المهددة خارجيا,
إن مواجهة المرحلة المقبلة تتطلب، قبل أي شيء آخر، تعريفاً دقيقاً وتشخيصاً واضحاً للمهام الكفاحية التي تطرحها تلك المرحلة، باعتبار ذلك القاعدة الأساس لصياغة سياسات وآليات وأدوات المواجهة:
مهمتنا الأولى هي دحر الاحتلال وتحرير الوطن, وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وكفالة حق اللاجئين في العودة والتعويض. تحليلنا للمرحلة القادمة يوضح المهام المرحلية في هذا المجال وتتلخص في مواجهة الاحتلال الاستيطاني والحفاظ على الأرض والمقدسات وعروبتها, وبخاصة في القدس, والتمسك بأهدافنا الإستراتيجية الثابتة, واستنهاض النضال بأشكاله المختلفة لدحر الاحتلال,وتصحيح المسار التفاوضي دون الاقتصار عليه, ومحاولة الحصول من خلاله على تقدم باتجاه أهدافنا، واستكشاف بدائل إستراتيجية للمواجهة إذا فشلت عملية السلام في شكلها الحالي,والعمل على الإفراج عن الأسرى, والاستمرار في بناء القوة الذاتية لاستمرار هذه المواجهة.
المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها الكفاح المسلح حق من حقوقنا التي تعترف بها الشرائع الدولية, ولولا انطلاقة حركتنا بالكفاح المسلح ما وصلنا الى اعتراف العدو بنا, ودعم العالم لتفاوضنا معه, ولكن أوضاعنا الداخلية والعربية والدولية تتطلب الحذر والحكمة والشجاعة في تقرير أساليب النضال الأكثر فاعلية لتحقيق أهدافنا المرحلية.
إن أداء مهامنا النضالية في مواجهة الاحتلال يتطلب أداء مهام ذاتية ذات طابع ملح, الفشل في انجازه قد يسبب كارثة لحركتنا وشعبنا, وهذه المهام هي:
1. تجديد حركة فتح وتصحيح مسـارها وإعادة بنائها بالشـرعية الديمقراطية. إن تحقيق ذلك يمنحنا القدرة على تحقيق المهام الأخرى.
2. استعادة وحدة الوطن وحكومته الشرعية وجماهيره, كأولوية وطنية.
3. إعادة بناء, وتفعيل منظمة التحرير الفلسـطينية ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا.
4. استمرار العمل على بناء السلطة الوطنية حاضنة للدولة المستقلة القادمة.
5. تفعيل العمل مع أبناء شعبنا في الضفة وغزة والقدس, وفي الشتات, وخلف الخط الأخضر, لاستقطاب جهدهم لأداء المهام المرحلية, على طريق تحقيق أهدافنا الإستراتيجية.
6. استقطاب الدعم العربي الفاعل.
7. إعادة بناء علاقاتنا الدولية في ظل ظروف متغيرة.
نجاحنا في اسـتعادة دور حركتنا وتجديد شـبابها واستنهاض كوادرها، واسـتعادة وحدتنا الوطنية, سوف يمكنا من تطوير نضالنا الوطني لتحقيق أهدافنا في العودة والتحرير وإقامة الدولة المسـتقلة وعاصمتها القدس, وهو الهدف الرئيس ومحور إستراتيجيتنا الدائم. علينا أن نتفق على ترجمة هذه التوجهات الرئيسة الى مهام مرحلية تفصيلية لتحقيق أهدافنا في المرحلة القادمة, وهو ما سنعرضه فيما يلي:

04-14-2009, 04:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #3
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

مواجهة الاحتلال الاسـتيطاني واسـتمرار النضال من أجل التحرير والاسـتقلال:
1. استمرار الالتزام بالثوابت وفي مقدمتها تحرير الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في يونيو 1967 إلى (خط الهدنة لسنة 1949)، لإقامة الدولة الفلسـطينية المسـتقلة كاملة السـيادة وعاصمتها القدس، وتحقيق حل عادل لمشكلة اللاجئين استناداً إلى القرار 194.
2. تتمسـك حركة فتح بحق اللاجئين في العودة والتعويض واسـتعادة الممتلكات، وبوحدة قضية اللاجئين دون النظر لأماكن تواجدهم، كما ترى ضرورة المحافظة على المخيم الى أن تحل قضية اللاجئين، كشاهد سـياسـي أسـاسـي للاجئين الذين حرموا من العودة لديارهم، وضرورة التمسـك بوكالة الغوث كعنوان دولي واعتراف بقضية اللاجئين الى حين عودتهم الى بيوتهم وبلادهم، مع العمل على تحسـين أوضاع اللاجئين والمخيمات, ومع التأكيد على أن منظمة التحرير هي المرجعية السـياسـية للاجئين الفلسـطينيين.
3. تتمسك حركة فتح بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال, بما في ذلك حقه في ممارسة الكفاح المسلح, طالما استمر الاحتلال, والاستيطان, وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الثابتة.
4. تتبنى حركة فتح القيام بأشكال النضال المشروع واسـتعادة المبادرة لكسر الجمود ورفض واقع اللاحرب واللاسلم الذي تحاول إسرائيل فرضه، مع التمسـك بخيار السـلام، دون الاقتصار على المفاوضات لتحقيقه, ومن بين أشكال هذا النضال التي يمكن ممارستها بنجاح في المرحلة الراهنة:
‌أ) استنهاض النضال المناهض للاستيطان وبخاصة الكفاح المدني محدود العنف والسلمي, ونموذجه المعاصر الناجح هو المواجهة المستمرة في بلعين ونعلين ضد الاستيطان والجدار, ولإنقاذ القدس ورفض تهويدها, وتعبئة المواطنين جميعا للانخراط في أنشطتها, وتحقيق المشاركة العربية والأجنبية الشعبية فيها, وتقديم كل العون من أجهزة السلطة لإنجاحها, وتصدر القيادات الحركية والشعبية والرسمية لأهم فعالياتها.
‌ب) إبداع أشـكال جديدة للنضال والمقاومة عبر المبادرات الشـعبية ومبادرات كوادر الحركة، وتصميم شـعبنا على الصمود والمقاومة بما تكفله الشـرائع الدولية، وثوابت الحركة فيما يتعلق بأسـاليب المقاومة.
‌ج) مقاطعة المنتجات الإسـرائيلية في الداخل والخارج من خلال التحرك الشعبي، وعلى الأخص ما يتعلق بالسلع الاستهلاكية التي يتوفر لها إنتاج محلي بديل, وممارسـة أشـكال جديدة من العصيان المدني ضد الاحتلال, والعمل على تصعيد حملة دولية لمقاطعة إسـرائيل ومنتجاتها ومؤسساتها بالاسـتفادة من تجربة جنوب إفريقيا.
‌د) طرح بدائل إسـتراتيجية فلسـطينية في مؤتمرات علنية شـبه رسـمية، إذا تعذر تحقيق التقدم من خلال المفاوضات الحالية، بما في ذلك طرح فكرة الدولة الديمقراطية الموحدة، التي ترفض العنصرية والهيمنة والاحتلال، وتطوير النضال ضد الأبارتهايد والعنصرية الإسـرائيلية، أو العودة إلى فكرة إعلان قيام الدولة على حدود 1967، وغيرها من البدائل الإسـتراتيجية.
‌ه) العمل المستمر للإفراج عن الأسرى والمعتقلين, وإنهاء الحواجز وتحقيق حرية الحركة.
‌و) العودة الى الأمم المتحدة ومجلـس الأمن لتحميلهم مسـؤولياتهم في حل الصراع وإنهاء الاحتلال.
‌ز) اسـتعادة علاقتنا المباشـرة والقوية بمعسـكر السـلام الإسـرائيلي، وإعادة تنشـيطه للعمل من أجل السـلام العادل.
5. تطوير أدائنا في المفاوضات وصيانة حقوقنا بما يلي:
1. التفاوض على أساس الشرعية الدولية وفي إطار المبادرة العربية للسلام, طالما كان هذا الاستمرار يحقق أهدافنا الإستراتيجية والمرحلية.
2. الإصرار على وضع جدول زمني للمفاوضات.
3. الإصرار على وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات.
4. رفض تأجيل التفاوض على القدس أو على قضية اللاجئين، أو أي من قضايا الحل النهائي.
5. رفض فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة.
6. رفض الاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية"، حماية لحقوق اللاجئين ولحقوق أهلنا عبر الخط الأخضر.
7. رفض دعوة إسرائيل بإنهاء المطالب الفلسـطينية قبل الوصول إلى حل نهائي، وعلى الأخص فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين.
8. الذهاب إلى اسـتفتاء شـعبي لاعتماد اتفاق السـلام الذي يتم الوصول إليه عبر المفاوضات النهائية.
9. الإصرار على آلية للتحكيم عند حدوث خلاف على تنفيذ الاتفاقات, تكون ملزمة للطرفين.
10. الإصرار على رقابة دولية وآلية حفظ سلام دولية.

إن استمرار النضال من أجل تحرير الوطن لإقامة الدولة المستقلة وعودة اللاجئين يتطلب تفعيل وتوحيد حركتنا المناضلة, وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والقيام بمهام ضرورية في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية نفصلها فيما يلي:
أولاً: إعادة بناء الحركة وتفعيلها وتوحيدها:
فتح هي أداة الثورة وقيادتها التي تتحمل مسئولية حماية المشروع الوطني الفلسطيني, وتحقيق أهدافه, وصولا الى الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس, التي تحرر الأرض الفلسطينية المحتلة وتعيد اللاجئين الى بلادهم. بدون فتح قادرة وموحدة وفاعلة يصبح هذا الهدف, في الأجل المنظور على الأقل, صعب المنال. ولذلك فإن المهام الأساسية للمرحلة القادمة تنطلق من تطوير الذات, وتصحيح الوضع الداخلي.
يتعرض البرنامج التنظيمي للحركة لهذه المهام باستفاضة، ونوجز فيما يلي هذه المهام لضرورة تحقيقها ما يسمح بتفعيل الخط السياسي المقترح للمرحلة القادمة، وتنفيذ مهامه.
المهام الأساسية لإعادة بناء الحركة وتفعيلها وتوحيدها هي:
1. العمل على استعادة الدعم الجماهيري للحركة بالعودة إلى المبادرة والفعل واستعادة الخط النضالي لتحقيق السلام العادل, والتأكيد على استمرار حركتنا كحركة تحرر وطني, لا تتخلى عن مقاومة الاحتلال, والحفاظ على النقاء الثوري الذي ميز الحركة عند انطلاقها, والحرص على أخلاقيات أبناء الحركة وسلوكهم في التعامل داخل الحركة ومع الجماهير، وبتأكيد قيم الالتزام والمحاسبة, والعدالة, وتمتين الالتزام بعقلية المؤسسة الواحدة, وبتجديد "قانون المحبة" في التعامل بين أبناء الحركة للحفاظ على وحدتها.
2. إعادة البناء الحركي، واستمرار الانتخابات والحوار الديمقراطي الايجابي داخل الحركة، وانتظام عقد المؤتمرات الحركية, وتطوير أشكال تنظيمية تحفظ السرية وبالأخص في المناطق التي تتطلبها.
3. استمرار الالتزام بالتربية النضالية والاستعداد الدائم للانخراط في االمقاومة والتضحية من أجل الوطن, وتثقيف الكادر بالاجتماعات الحركية المنتظمة وبالدورات التثقيفية.
4. تحقيق وحدة الحركة بين الداخل والخارج وبين الضفة والقطاع وبين شباب الحركة وشيوخها.
5. الحرص على استقلال الحركة, في إطار منظمة التحرير الفلسطينية .
6. تنمية مالية الحركة بالاعتماد على الذات والجماهير الفلسطينية في الشتات أولاً.
7. تجديد شباب الحركة، والتعاون بين الأجيال، والعمل على جسر الهوة ومد جسور العلاقة بين الكوادر الشابة, وبين الأجيال التي أسست الحركة, وتمرست بالخبرة الطويلة, والعمل على تنمية الكوادر الشابة, وإتاحة الفرصة لها لاكتساب المزيد من الخبرة والممارسة الثورية والحنكة السياسية، لإعدادها لتولي قيادة الحركة وضمان استمرارها.
8. إعادة هيكلة وتفعيل منظمة الشبيبة الفتحاوية لتلعب دورها الأساسي في تأهيل وخلق كوادر فتحاوية شابة، ولكي تلعب دورها المستقبلي بفعالية ونجاح، والاهتمام بالأشبال والزهرات, وخلق إطار حركي متميز لرعايتهم وتوجيههم كقاعدة أساسية عريضة تمثل مع الشبيبة مستقبل الحركة.
9. تنمية دور المرأة، وإعداد كادر نسوي مؤهل علميا وثقافيا وسياسيا، وتوسيع ودعم دور المرأة في الحركة، لقد نما دور المرأة الفلسـطينية في المقاومة وفي نضالنا السياسي والاجتماعي، وأثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة الحاجة الى تطوير دور الكادر النسائي للحركة، وتجديده بالشـابات، في ظل الفرصة العريضة المتاحة لتمثيل المرأة في الحياة النيابية الفلسـطينية.
10. القضاء على الظواهر السلبية وفي طليعتها مراكز القوى، بفصل الأجهزة الأمنية عن التنظيم المدني، وبرفض أي تمويل خارجي للكوادر أو الأجهزة والمؤسسات الحركية دون رقابة مركزية، وبالحفاظ على الشرعية والتراتبية التنظيمية والانضباط الحركي، وبتصعيد المحاسبة.
11. استكمال بناء المفوضيات والمؤسسات الحركية في الوطن وفي الخارج.
12. إعادة النظر في الخطاب الإعلامي للحركة وتسليم مسئوليته لمتخصصين قادرين على خلق المواصفات المطلوبة لنجاحه من وضوح وصدق وتكامل وإقناع, وتبني مبدأ المبادرة وليس رد الفعل وإشراك كافة مستويات الحركة في صياغة مفاهيمه.
13. تكريس التوجه نحو تقديم الحركة للخدمات المجتمعية، وبخاصة في مجال الصحة والتعليم والثقافة والتراث.
14. الاهتمام بالتعبئة الفكرية والتوجيه من خلال التأكيد على الاجتماعات الحركية وإصدار التعميمات الحركية.
15. تكريم قدامى المناضلين ورواد حركة فتح والاستفادة من خبراتهم, وتكريمهم وتوثيق تجاربهم ومسيرتهم للاستفادة منها في توثيق مسيرة حركة فتح عبر نصف قرن من الريادة والنضال.
16. الاستمرار في تعبئة كوادر الحركة وجماهيرها بتراث الكفاح المسلح الفلسطيني, بالاحتفال بمعاركنا و تاريخ نضالنا, وبالاستعداد الدائم للعطاء.
ثانياً: منـظمـة التـحريـر الفلسـطينيـة:
منظمة التحرير هي السـلطة الأعلى لمؤسـسـات الشـعب الفلسـطيني والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، والمجسدة لوحدته الوطنية، وضمن هذا الإطار تلتزم حركة فتح بما يلي:
1. تأكيد دور منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية أعلى للسلطة الفلسطينية، وصياغة الأسس الدستورية التي تنظم العلاقة بين المنظمة والسلطة، باعتبار المنظمة هي المخولة بالتوقيع على أي اتفاق سياسي نهائي ينجز الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
2. تفعيل مؤسـسات المنظمة ودوائرها وممثلياتها وهيئاتها داخل الوطن وخارجه, والعمل على ضم القوى والفصائل الفلسطينية الجديدة الى المنظمة، بما يؤدي الى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في مجلسها الوطني, في إطار الالتزام بأهداف المنظمة وميثاقها وإستراتيجيتها والتزاماتها، والعمل على إجراء الانتخابات للمجلس الوطني كلما أمكن, وعلى أساس التمثيل النسبي، والعمل على عـقـد المجلس الوطني والمجلس المركزي بانتظام.
3. تحديث مفاهيم وآليات والتزامات مشاركة الفصائل والقوى في مؤسسات المنظمة بما يكفل الالتزام بإستراتيجياتها ومنطلقاتها ويحد من تفاقم التناقضات الثانوية.
4. تعـزيـز حضـور المنظمـة فـي أوساط اللاجئيـن الفلسـطينيين في الشـتات وخاصة في المخيمات.
5. إحياء وتفعيل روابط المنظمة مع قـوى التضامن العالمية مع الشـعب الفلسطيني.
6. تطوير علاقات المنظمة على المستويين العربي والدولي، شعوباً وأحزاباً وحكومات.


ثالثا: تحقيق وحدة الوطن والتصدي للحصار:
1- المضي قدما لتحقيق النجاح للحوار الوطني الشامل بما في ذلك الحوار مع حماس على قاعدة إنهاء الانقسام في غزة وقيام حكومة توافق وطني تقوم بتنظيم انتخابات رئاسـية وتشـريعيه متلازمة، على أسـاس التمثيل النسبي الكامل، وتوحيد الأجهزة الأمنية كأجهزة وطنية تحمي أمن الوطن والمواطن، ومعالجة آثار الانقلاب والانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية.
2- إعداد ميثاق شرف وطني ينظم الخلاف في الساحة الفلسطينية ويحدد ما هو مسموح وما هو غير مسموح به من أشكال الخلاف وأدواته, وتأكيد الشرعية الديمقراطية بالإصرار على الأساس الانتخابي لتشكيل الحكومة الفلسطينية, والتداول السلمي للسلطة وحقوق وواجبات الأكثرية والأقلية.
3- تعزيز صمود غزه في وجه الحصار، ومنحها الأولوية في تقديم الدعم الوطني من خلال مالية السلطة والمنح الدولية.
4- إطلاق حمله دولية إنسانية مناهضه للحصار والتجويع وتعريف العالم بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق المواطنين في غزه.
5- الفك التدريجي لارتباط غزة بالسوق الإسرائيلية خاصة في الكهرباء والوقود والغاز والمواد الغذائية الأساسية، والاستعاضة عنها بالسوق المصرية والعربية.
6- العمل على تنفيذ الاتفاقية الدولية لمعبر رفح، ومحاولة تطويرها بما لا يعطي الاحتلال فرصة التحكم بفتح وإغلاق هذا المعبر الحيوي الهام.

رابعاً: القدس:
القدس الشريف، عاصمة فلسطين وقلبها، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومدينة السلام ورمز الأديان السماوية. لا سلام بدون عودة القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، وتعتبر فتح كل قرارات إسرائيل بضم القدس واستيطانها وتهجير أهلها وتغيير معالمها، قرارات باطلة ولاغيه ويجب إزالة ما ترتب عليها, والعمل على تطبيق الشرعية الدولية التي أدانت كل محاولات تهويد القدس، فهي جزء لا يتجزأ من ارض فلسطين التي احتلت عام 1967.
تلتزم حركة فتح بالمهام التالية فيما يتعلق بالقدس:
1. تجسـيد القدس الشـريف عاصمة سياسية أبدية لفلسـطين, وعاصمة روحية للوطن العربي والعالم الإسلامي والمسـيحي.
2. التمسك المطلق بقرارات الشرعية الدولية وفتوى محكمة العدل الدولية حول القدس الشريف التي تؤكد بطلان قرارات إسرائيل بالضم والاستيطان,وبناء جدار الفصل العنصري, وأن القدس الشريف جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عدوان عام 1967.
3. توفير وسائل الدعم المتعلقة بالحفاظ على القدس ومقاومة محاولات تهويدها واستيطانها وعزلها عن باقي الأراضي الفلسـطينية.
4. تقديم جميع التسهيلات التي يمكن للحركة تقديمها, وتلك التي تقدمها السلطة الوطنية لدعم صمود واستمرارية أهلنا في القدس, ودعم المشـاريع التي تقدم خدمات أساسية لسكان القدس لتعزيز صمودهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والحضارية.
5. دعم المؤسسات المقدسية والحفاظ على استمراريتها في خدمة صمود أبناء القدس الشريف, والعمل على بناء مؤسسات جديدة تحافظ على عروبة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة.
6. فتح قنوات حركية, ومن خلال السلطة الوطنية, مع الدول العربية والإسلامية والصديقة لتنفيذ مشاريع خاصة للحفاظ على هوية القدس وعروبتها لمواجهة هجمة الاستيطان والتهويد.
7. إنشـاء صندوق خاص باسم القدس يسـتقبل التبرعات المحلية والإقليمية والدولية لدعم صمود أهل القدس.
8. إصدار مواد إعلامية ودراسات تاريخية وثقافية عن مدينة القدس وإبرازها إعلامياً لطرح قضية القدس على المستوى العالمي.

سادساً: مهام السلطة الوطنية الفلسطينية:
قامت حركة فتح وقياداتها بإنشاء السـلطة الوطنية الفلسـطينية في عام 1994 بقرار من منظمة التحرير الفلسـطينية وقادتها سـنين طويلة، وتولت كوادر حركة فتح غالبية مسـئولياتها القيادية والإدارية، ولكن السلطة يملكها الشعب الفلسـطيني ويتداولها بالانتخاب، كما أنها جسـم مسـتقل عن الحركة تمتلك فتح القدرة على التأثير عليها وبالأخص عندما تتولى قيادتها مباشـرة. لابد للحركة من تكوين رؤية واضحة عما تريده من السـلطة وما هي المهام المسـتقبلية التي تلتزم فتح بتنفيذها من خلال السـلطة عندما تقودها من خلال الشـرعية الديمقراطية، وتلك التي سـتطالب بتنفيذها إذا كانت خارج السـلطة. فيما يلي هذه المهام باختصار، وان كان تفصيلها هو مهمة "برنامج البناء الوطني" المقدم الى المؤتمر السادس للحركة:
1. التأكيد على مبادئ الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وتعميق هذه الأسس وحماية حرية الأفراد وحقوقهم باعتبارها أسس بناء الدولة.
2. تحقيق الأمن والأمان واحترام القانون، وإعادة بناء وتنظيم الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية.
3. استكمال بناء وإعادة بناء مؤسسات الدولة، والحفاظ على الدستور والقوانين المنظمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
4. تنمية القيم والمفاهيم ـ المستندة إلى أسس حضارتنا العربية والإسلامية, والى المعايير الدولية ـ إزاء المرأة والطفل والأسرة والشباب والحقوق السياسية والمدنية والحريات العامة.
5. تعزيز دور المرأة، ومنع كل أشكال التمييز ضدها، وحمايتها من العنف الأسري والاجتماعي, والعمل على تمتعها بكافة حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومنح الأهمية الخاصة لبرنامج صحة المرأة والصحة الإنجابية والثقافة الصحية.
6. محاربة الفسـاد وتحقيق الإصلاح الجذري في إدارة السلطة والقضاء وتوفير حمايته، وتنفيذ إحكامه واسـتقلاله واحترام القانون، والعمل على بلورة آليات الحكم والفصل بين السـلطات، وتنفيذ قانون "من أين لك هذا".
7. تعزيز حضور ومشـاركة منظمات المجتمع المدني, التي تضطلع بدور وطني مشهود وفعال.
8. تطوير الاقتصاد الوطني على أسـاس الفاعلية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والتكافل، ودعم قطاع خاص قوي، وآلية سـوق سليمة تحافظ على المنافسـة الفاعلة المشـروعة وتقيد الاحتكار وتحقق الحماية للمسـتهلك، وخلق مناخ اسـتثماري مشجع، ومنح التسـهيلات للمستثمرين في القطاعات ذات الأولوية، وبما يحقق التوازن بين الأقاليم والمحافظات، والعمل على تنمية الطاقات والموارد البشـرية وصيانتها، وعلى تدبير أفضل الشـروط للتجارة الدولية الحرة لتيسـير ودعم الصادرات، وتوفير شـبكة أمان وحماية للفئات الأكثر معاناة في المجتمع، وللذين قدموا أرواحهم وصحتهم وحريتهم من أجل العمل الوطني: أسر الشهداء, والجرحى والمعوقون والأسرى والمعتقلون في سجون العدو وقدامى المجاهدين وأسرهم.
9. التركيز على دعم القطاع الخاص لتحقيق إنتاج اقتصادي قادر على المنافسة وتحقيق عماله كاملة.
10. احترام حق كل فلسطيني في العمل والسعي الدائم لتوفير فرص العمل، والالتزام بحد أدنى للأجور، وتفعيل ودعم الأطر والنقابات العمالية.
11. تشجيع صندوق الاستثمار الفلسطيني والقطاع الخاص للاستثمار في قطاع الإسكان, وبالأخص في ضواحي المدن المهددة بالاستيطان, وتوفير مساكن ذات أسعار في متناول ذوي الدخل المحدود, والمتوسط.
12. العمل على توفير كل سبل الدعم للجرحى والأسرى وتطوير برامج متخصصة لتأهيل المحررين وتطوير برامج رعاية أسرهم.
13. كفالة حق المشاركة في الحياة الثقافية بكل أبعادها، واكتشاف ورعاية المواهب والمبدعين، والاهتمام بالإرث الثقافي الفلسـطيني وحمايته، وإبرازه في كافة المحافل والمؤسسات.
04-14-2009, 04:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #4
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
سابعاً: المهام تجاه الشعب الفلسطيني في الشتات:
أبناء شعبنا في الشتات جزء هام لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. انطلقت الثورة في الشتات وقدم لها شعبنا آلاف الشهداء, وتحمل خسائر ضخمة واضطر لهجرات جديدة لكي يحقق لها الاستمرار, واستمر يقدم لها الدعم المادي والمعنوي دون تردد أو كلل. لكل الفلسطينيين في الشتات حق العودة الى بلادهم وفتح تلتزم بالعمل لتحقيق العودة لكل من أراد العودة منهم. الفلسطينيون في الشتات مصدر قوة حقيقية لوطنهم ولحركتهم, بمساهماتهم الشخصية والمالية وبتطوعهم لخدمة وطنهم, وبتأثيرهم على المجتمعات التي يعيشون فيها لصالح وطنهم. ولكن تفعيل قوتهم يتطلب القيام بالمهام الآتية:
1. ضرورة تفعيل وتعزيز دور الجاليات الفلسطينية ودعم كوادرها النضالية والمهنية وتفعيل الاتحادات والتنظيمات الشعبية في كل مناطق التواجد الفلسطيني في الشتات, وتعزيز علاقاتهم مع حركتنا ومع منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها, والعمل على خلق تمثيل حقيقي لهذه الجاليات في أطر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية, عبر انتخابات دورية لاختيار ممثليها .
2. إشراك الفلسطينيين في الشتات في أنشطة الحركة والمنظمة, وفي اتخاذ القرارات المصيرية, وتوصيل المعلومات لهم عن كل ما يحدث في الوطن, وتجنيد طاقاتهم لدعم الوطن في الدول التي تستضيفهم, وفتح الباب أمامهم للاستثمار في فلسطين.
3. التصدي لمساعدة أبناءنا في الشتات عند تعرضهم للأخطار, والعمل على تجنبهم أخطار الدخول في المعارك الداخلية للدول المضيفة, وتشجيعهم على الاندماج في الحركة السياسية والاقتصادية والفكرية في المجتمعات التي يعيشون فيها, والمحافظة على مكتسباتهم السياسية والمادية والمدنية في الدول المضيفة.
4. المحافظة على ثقافة وانتماء أجيال أبناء الجالية خارج الوطن العربي, من حيث دعم صلتهم بالوطن, ووضع برامج لتعليم أبنائهم اللغة العربية, وتاريخ وطنهم ونضال شعبهم, والحفاظ على انتمائهم وعلى حقهم في العودة الى وطنهم.
ثامناً: المهام تجاه شعبنا خلف الخط الأخضر:
الفلسطينيون خلف الخط الأخضر ( أهلنا في إل 48) جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني, حافظوا علي هويتهم الوطنية وتراثهم وانتمائهم, وإيمانهم بقضية شعبهم العادل, ودفعوا ثمنا فادحا لصمودهم على أرض الوطن, فهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية ويعيشون تحت خطر "التهويد" و"الترانسفير" أي الطرد من بلادهم. ولذلك فان هناك مهام ضرورية تلتزم فتح بأدائها في المرحلة القادمة تجاههم وأهمها:
1. ترفض حركة فتح الدعوة لإعلان “يهودية" دولة إسرائيل, وتتبنى مطلب فلسطينيي الخط الخضر بأن إسرائيل دولة لكل مواطنيها, وأن على إسرائيل الاعتراف بهم كأقلية قومية لها حقوقها وثقافتها ولغتها.
2. ترفض حركة فتح دعوات الترانسفير العنصرية من أحزاب اليمين الإسرائيلي, مؤكدة حقيقة وجود أبناء شعبنا الطبيعي والتاريخي في وطنهم فلسطين قبل قيام إسرائيل واغتصابها لأرضنا.
3. تدعم فتح كل ما من شأنه تحقيق مطالب شعبنا خلف الخط الأخضر بالمساواة وباستعادة حقوقهم وبتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وتعليمية لهم ولمناطقهم ومدنهم وقراهم.
4. تدعم حركة فتح تحقيق الوحدة وقيام تحالف بين القوى الفلسطينية في إسرائيل بما يحقق حصولهم على نسبة من المقاعد البرلمانية في الانتخابات الإسرائيلية توازي نسبتهم من عدد السكان, ما يزيد من قدرتهم لتحقيق مطالبهم العادلة.
5. تعمل حركة فتح على تعزيز التفاعل والتواصل بين أهلنا الفلسطينيين في إسرائيل والجماهير والهيئات والمنظمات الأهلية في الضفة وغزة لتعزيز اللحمة بين أبناء الشعب الواحد.
6. تعمل فتح على تعريف العالم بالوجود الفلسطيني في إسرائيل, وعلى دعم هذا الوجود في مختلف المجالات الإنسانية والاجتماعية والثقافية, والتصدي لسياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين.
7. تدعم حركة فتح تشكيل أطر ولجان مشتركة من أبناء شعبنا في إسرائيل مع قوى ودعاة السلام في إسرائيل ضد الاحتلال والاستيطان لأرضنا الفلسطينية ومن أجل قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
تاسعاً: مهام تفعيل العمل العربي والإصرار على اسـتقلال القرار الوطني الفلسـطيني:
1. العمل على توفير أكبر قدر من الدعم العربي، بالعمل المكثف مع الدول العربية ثنائياً، وعلى الأخص مع دول الجوار مصر والأردن وسـوريا ولبنان والسـعودية، ومع الجامعة العربية والأطر العربية المشـتركة، ومع المؤسـسـات الجماهيرية العربية، وتعزيز الالتزام العربي برفض التطبيع مع إسـرائيل قبل إنهاء الاحتلال الإسـرائيلي التزاما بمبادرة السلام العربية، والعمل مع أشقائنا العرب على فرض إجراءات مقاطعة إسرائيل ومعاقبتها على جرائمها وسلوكها وبخاصة إذا أصرت على استمرار الاستيطان.
2. ربط أوثق الصلات مع الجماهير العربية، من خلال إعادة بناء أوثق العلاقات بالمؤسسات والأحزاب الجماهيرية العربية، والعمل على إعادة تشكيل لجان الدعم والمساندة الشعبية لدعم كفاح الشعب الفلسطيني.
3. بناء علاقات خاصة بدول الجوار كما يلي:
• الاستمرار في بناء علاقة سياسية خاصة مع مصر لدورها القيادي العربي والدولي، ولأنها دولة الجوار الأساسية لقطاع غزة.
• الاستمرار في بناء علاقة خاصة بالأردن لتداخل الشعبين الفلسطيني والأردني وللوجود الشعبي الفلسطيني القوي في الأردن، ولأنها دولة الجوار للضفة الغربية.
• الاستمرار في بناء علاقة خاصة بسوريا لدورها التاريخي القيادي ولعلاقاتها المائية الهامة بفلسـطين، وللتواجد الشعبي الفلسـطيني القوي في سوريا ولبنان.
• الاسـتمرار في بناء علاقة خاصة بلبنان، حيث المشـكلة الأساسية للاجئين الفلسـطينيين في الشتات، والحرص على الحيادية في الشـئون الداخلية اللبنانية، ورعاية مصالح اللاجئين ورفض التوطين، والحرص على الوحدة الوطنية اللبنانية.
4. الاسـتمرار في بناء علاقة خاصة بالمملكة العربية السـعودية وبدول الخليج، لدورها التاريخي ومكانتها العربية والدولية ولدعمها الكبير والدائم سـياسـيا واقتصاديا، والاسـتمرار في إقامة علاقات متميزة مع تونس، التي احتضنت القيادة الفلسـطينية في أصعب الأيام، والجزائر التي دعمت فتح منذ انطلاقها ورعت المجالس الوطنية، والمغرب راعية لجنة القدس وصندوقها، ودول الخليج لدعمها السـياسي والمالي ولاحتضانها لجالية فلسطينية هامة، واليمن والسودان وموريتانيا لدورها السـياسـي الرائد ولاحتضانهما لأبناء شـعبنا وحركتنا.
5. العمل على تعزيز دور الجامعة العربية، بيت العرب، كمركز للتضامن والتعاون والعمل العربي المشترك، في القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية كافة والعمل على تطويرها وتطوير منظماتها المتخصصة.
6. الحفاظ على استقلال القرار الوطني الفلسـطيني، ورفض سـياسـة المحاور في الوطن العربي، والحفاظ على مسـافات متسـاوية مع الأشقاء العرب فيما يتعلق بمشاكلهم العربية والدولية مع الانحياز إلى الديمقراطية والتعددية.
7. التأكيد على شمولية الحل السلمي مع إسرائيل أي بشموله المسارات السورية واللبنانية.
8. العمل على تحقيق احترام حقوق اللاجئين الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في الأقطار العربية التي تستضيفهم, وحقهم في العمل والعيش بكرامة، في طل احترام القوانين المعمول بها في هذه الدول، ورفض التوطين القسري في أي دولة عربية.

9. التضامن مع الشعب العراقي الشقيق بما يضمن سيادته ووحدة أراضيه، وتخلصه من الاحتلال الأمريكي، وقوفنا إلى جانب سوريا في سعيها لاستعادة الجولان المحتل، وتأكيد حق لبنان في استعادة مزارع شبعا والعمل على إحياء التضامن العربي. والوقوف إلى جانب السودان والصومال في سعيهما لتحقيق الوحدة الوطنية والسلام والاستقرار.
عاشراً: العلاقات الدولية:
علينا أن نستفيد من التغيرات الدولية التي تعطي العالم الفرصة للتخلص من الأحادية الأمريكية, نتيجة هزيمة مشروع الرئيس بوش في منطقتنا بشكل خاص, ونمو القوى الأخرى وفي مقدمتها روسيا والصين والاتحاد الأوروبي, ونجاح إدارة أمريكية جديدة في طرح مشروعات تعترف بالتعددية, وتعلن استعدادها للحوار والالتزام بالشرعية الدولية. تستند هذه الخطة المرحلية لسياستنا الدولية الى الخطوات التالية:
1. تكثيف الحركة والاتصالات الثنائية والدولية المتعددة الإطراف لتعزيز الدعم الدولي للحقوق الفلسـطينية وللتصدي للاسـتيطان والحصار والجدار ولحماية القدس والإفراج عن الأسـرى والاسـتمرار المعونات المالية والاقتصادية، والاسـتعداد لتصعيد الحملة الدولية ضد الممارسـات العنصرية الإسـرائيلية وصولا إلى المقاطعة الدولية تمثلا بالخبرة جنوب الإفريقية.
2. تعمل الحركة على تكثيف علاقاتنا مع هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، من خلال السلطة والمنظمة, تأكيدا للشرعية الدولية ودورها، والعمل مع محكمة العدل الدولية واللجنة الرباعية والمؤسسات الدولية المختلفة وعلى الأخص لجنة حقوق الإنسان والأطراف السامية المتعاقدة لاتفاقية جنيف الرابعة لمواجهة الحصار والاستيطان.
3. توجيه المنظمة والسلطة لتمتين العلاقة الفلسطينية الخاصة بروسيا, وبالصين, الصديقين التاريخيين لفلسطين, ولحركة فتح, وبالاتحاد الأوروبي ومؤسساته.
4. الحرص على بناء علاقة قوية بين منظمة التحرير والسـلطة الوطنية الفلسـطينية والولايات المتحدة الأمريكية، ورئاستها الجديدة، رغم الانحياز الأمريكي التاريخي لإسـرائيل وإقامتها علاقات تحالف خاصة معها؛ علينا أن نبني علاقة تتجنب الوقوع في شـرك التبعية، وترتكز على التذكير بالالتزامات الأمريكية بعملية السلام، وبحقوق الشـعب الفلسـطيني، وبحق الشعوب في الحرية والاسـتقلال، وعلى مصلحة أمريكا في تحقيق الاسـتقرار الذي يقوم على الحل العادل لقضيتنا، والتذكير بفشـل السـاسـة السابقة. والعمل على أن تقيم حركة فتح علاقات متوازنة مع الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، وأن توسع دائرة الاتصال بالكونغرس، والمؤسسات الأمريكية الفاعلة، والعمل على الاستفادة من التغيير القادم في الولايات المتحدة، وتفعيل دور الجاليات الفلسـطينية والعربية والإسـلامية في دعم القضية الفلسـطينية.
5. حفز المنظمة والسلطة بشكل خاصة لتطوير العلاقة مع دول صديقة هامة في قارات العالم الثالث نمت قوتها السياسية والاقتصادية وتصاعد نفوذها الدولي, وفي مقدمتها البرازيل, والهند وماليزيا واندونيسيا وتركيا, وجنوب إفريقيا ونيجيريا وكذلك دول أوروبا غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها النرويج وسويسرا، والعمل على فتح حوار استراتيجي مع إيران, وقيام فتح بتصعيد العلاقة مع القوى السياسية والمؤسسات الشعبية في هذه الدول.
6. تعميق العلاقة مع الحكومات والمؤسسات الإقليمية والتجمعات السياسية، كمنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة ودول عدم الانحياز والاشتراكية الدولية، بما يلتزم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وبما يخدم الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
7. الاهتمام بالعلاقة مع الأحزاب والتجمعات السياسـية الإسلامية والآسيوية والإفريقية وكذلك مع الأحزاب الغربية، في إطار يعتمد الاحترام المتبادل، وبما يحقق دعم القضية الفلسـطينية.
8. بناء علاقات جديدة بمعسكر السلام الإسرائيلي, تقوم على المصلحة المشتركة في قيام السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، والأمن للإسرائيليين.
9. الانحياز إلى البيئة الدولية الداعية الى الالتزام بالقانون الدولي وتشـجيع التعايش السـلمي ونبذ العنصرية والاحتلال والتوسـع والإرهاب والتطرف، مع التمييز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة.
10. العمل على الانضمام للحملة العالمية ضد التسـلح النووي، والتذكير المستمر بالسـلاح النووي الإسـرائيلي، والعمل على إخلاء الشرق الأوسـط من هذا السلاح.
04-14-2009, 04:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #5
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
الاخوة الاعزاء جميعا ساعدونى باعطاء ارائكم
04-14-2009, 04:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #6
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
Array
الاخوة الاعزاء جميعا ساعدونى باعطاء ارائكم
[/quote]

تحياتي دكتور، كيفك؟ أرجو أن تكون وعائلتك بخير وصحة وعافية.

ما أزعجني (وأكيد أنك تتوقعه) بعد قراءة أولية سريعة عابرة (طبعاً سوف "أفصفصه" بعدين) هو التالي:
Array

بسم الله الرحمن الرحيم

6. الإسلام والمسيحية في إستراتيجية فتح:
فلسطين هي الأرض المقدسة للأديان السماوية، والإسلام هو دين الأغلبية من أبناء الشعب الفلسطيني، وهو الدين الرسمي للسلطة والدولة[/quote]

بالنسبة لي لا أعرف لماذا نبدأ برنامجاً سياسياً "بالله الرحمن الرحيم" (صيغة دينية اسلامية) فهناك في "فتح" من لا يؤمن بالله ولا برحمته. ولكن، اذا كانت صيغة "بسم الله الرحمن الرحيم ممكن تجاوزها" فإن جملة "الإسلام هو الدين الرسمي للسلطة والدولة " تقضي - عندي - على "الديمقراطية" نفسها وتوقعنا في دولة "ثيوقراطية" (وقد تحاورنا في هذا كثيراً كما تعلم).

(f)

واسلم لي
العلماني
04-14-2009, 07:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
observer غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,133
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #7
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
ليت الأمر مقتصرا على البرنامج السياسي لحركة فتح، ولكن تم استنساخ الدستور الفلسطيني من الدساتير العربية البالية فأصبح مطابقا لها في بعض جوانب التخلف، فجعل الدين مصدار اساسيا من مصادر التشريع و اصبح للدولة دين رسمي و تراجعت بذلك شريعة حقوق الانسان الى الدرك الاسفل. هذا ما تتحفنا به على الاقل المسودة الاولى للدستور الفلسطيني العتيد.

بالمناسبة لم افلح بعد أن افهم ان للدولة دين. فكل ما اعرفه ان الدولة عبارة عن نظام اجتماعي سياسي يربط الناس بعضهم ببعض على اساس المواطنة و ليس على اساس معتقد ليس له علاقة بالارض.

شتان ما بين ميثاق منظمة التحرير و مسودة الدستور الفلسطيني سيئة الذكر
04-14-2009, 09:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #8
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
Array
ليت الأمر مقتصرا على البرنامج السياسي لحركة فتح، ولكن تم استنساخ الدستور الفلسطيني من الدساتير العربية البالية فأصبح مطابقا لها في بعض جوانب التخلف، فجعل الدين مصدار اساسيا من مصادر التشريع و اصبح للدولة دين رسمي و تراجعت بذلك شريعة حقوق الانسان الى الدرك الاسفل. هذا ما تتحفنا به على الاقل المسودة الاولى للدستور الفلسطيني العتيد.

بالمناسبة لم افلح بعد أن افهم ان للدولة دين. فكل ما اعرفه ان الدولة عبارة عن نظام اجتماعي سياسي يربط الناس بعضهم ببعض على اساس المواطنة و ليس على اساس معتقد ليس له علاقة بالارض.

شتان ما بين ميثاق منظمة التحرير و مسودة الدستور الفلسطيني سيئة الذكر
[/quote]

:thumbup:صح ...

ما هي حاجة السلطة والدولة إلى "دين"؟

من الأكيد أن "الدين" هو مجموعة نظم وأحكام تنظم علاقة الإنسان ب"ما وراء الطبيعة" أساساً. وفي الدين الإسلامي والمسيحي أن الإنسان يؤجر (يدخل ملكوت السماوات عند المسيحيين) في "الحياة الآخرة" إذا ما "صلى وصام" وقام ببضعة أعمال ترضي الله (حسب مزاج الله طبعاً، فالله المسيحي ليس الله الاسلامي ومزاجه في حاجات أخر).

من الأكيد أن "السلطة والدولة" لن تمثل أمام وجه الله في الآخرة، ولن يحكم عليها بالنعيم أو الجحيم. فهي "سلطة دنيوية" محضة بهذا المفهوم، فلماذا يكون لها "دين"؟

أعتقد أن مشكلة "فتح" اليوم هو الخطأ الذي وقعت فيه جميع الأنظمة العربية أمام الإسلامويين. فالأنظمة العربية، عوضاً من أن ترسي قيم العلمانية والفصل بين الدين والدولة في أذهان الشعب أمام زحف "التخلف الإسلاموي"، فإنها راحت "تؤسلم" المجتمع وتزايد على "الإسلامويين" وتساهم بيدها في استفحال داء "الدروشة والقروسطية وتعزيز الذهنية الدينية والرجوع إلى الخلف" حتى أصبحنا اليوم في حال لا يحسد عليه.

على الساحة الفلسطينية، لجوء "فتح" إلى المزايدة على "حماس" في "مزاد الجهاد في سبيل الله" أدى إلى تعاظم قوة "حماس" أكثر فأكثر، وعوضاً أن "تقطع فتح العرق وتسيّح دمه" وتعود كي تتبنى المباديء التي صنعت "فتح" في الستينيات والسبعينيات، فإننا نراها تقدم التنازلات في "مسائل جوهرية" مثل هذه المسألة، الأمر الذي من شأنه أن ينسف كل مشروع وطني حقيقي للدولة الفلسطينية في المستقبل. فمعادلة "الإسلام دين الدولة" تعني التالي:

الإسلام دين الدولة = الإسلام "على راسه ريشه" (= ليس هناك مساواة في الأديان)
الإسلام "على راسه ريشه = المسلم" "على راسه ريشه" ( = ليس هناك مساواة بين الأشخاص من أديان متنوعة)

من ناحية أخرى، فالمعادلة تعني أيضاً:

الإسلام دين الدولة = الدولة لا تستطيع أن "تخالف" الإسلام.
الدولة لا تستطيع أن تخالف الإسلام = الدولة تتبنى الأحكام والفتاوي الإسلامية وعلى رأسها "المنظومة الجزائية الإسلامية" (الجلد والبتر والرجم والجدع ... إلخ).
المنظومة الجزائية الإسلامية = عودة إلى عهد "الردع الجسدي بممارسات وحشية بربرية بعد أن ترك العالم كله هذه المنظومة العقيمة واتجه إلى "إعادة التأهيل للمجرمين والمنحرفين" منذ أكثر من قرن من الزمان.

من ناحية ثالثة تعني المعادلة التالي:

الإسلام دين الدولة = على الأحزاب السياسية أن تكون موافقة للإسلام (شو مع الحزب الشيوعي الفلسطيني مثلاً؟)
الإسلام دين الدولة = عرض كافة قوانين الدولة على الشريعة الإسلامية، فما وافقته الشريعة يُقر وما خالفته فإنه يبعد إبعاداً تاماً.
عرض القوانين على الشريعة الإسلامية = سؤال "الشيوخ والفقهاء" رأي الإسلام بخصوص كل مادة ومادة من قوانين الدولة، فما أقره "شيوخ الإسلام" هو النافذ وما لم يقره فيستبعد و"يلقى في النار".
سؤال الشيوخ والفقهاء رأي الإسلام بخصوص كل مادة ومادة من قوانين الدولة = الشيوخ والفقهاء هم من يقرروا لدولتنا العتيدة ما يصح وما لا يصح من أحكام ومن قوانين.
الشيوخ والفقهاء في موقع القرار = دولة ثيوقراطية وذبح للديمقراطية على الطريقة الإسلامية ...


يعني شو؟ يعني "جملة مثل هذه الجملة فوق "(الإسلام دين الدولة) في "دستور فتح" مثله مثل "حبة البندورة المعفنة في سحارة بندورة طازجة"، هذه "الحبة" تستطيع أن تسمم كل "السحّارة (الصندوق)". بالنسبة لي، على الصعيد الشخصي، لو تبنت "فتح" مثل هذا "البرنامج" فلسوف أخلع نفسي منها وأهاجمها بضراوة ما بقيت هذه الجملة في "برنامجها ودستورها". أما عندما تصل هذه "الجملة" إلى الدستور الفلسطيني فإنني سوف أعتبر هذا "خيانة للقضية الفلسطينية" وأعتبر فلسطين مغتصَبة (بفتح الصاد) من جديد، وأعلن "الحرب على هذه الجملة حتى يتم تعديلها أو أموت (للقرد:)، أو كما يقولون عندنا: لا حدا حوّل:) )...

واسلموا لي
العلماني
04-14-2009, 11:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #9
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
عبارة الإسلام دين الدولة هي عبارة مضللة للغاية، تستخدم للتخدير والتضليل.

الدولة كشخصية اعتبارية لها مبادئ وأفكار موجدة لها، ونظم ومعاملات تسير أمورها.

الإسلام كمبدأ ينظم علاقة الإنسان بربه ونفسه وغيره قد يكون موجدا لدول منظما لها، لكنه ليس بالتأكيد دينها، لأن التدين فردي.

وجود الإسلام كقاعدة موجدة للدولة يقتضي أن العقيدة الإسلامية المتمثلة بالإيمان بالخالق المدبر هي أساس الدستور والقوانين والنظم الهيكلية للدولة، ولا يوجد في الدولة من فكرة غير مبنية على العقيدة ولا نظام لا ينبثق منها.

هذا الحال ليس ما يراد إيجاده في مشروع فتح، وأقصى ما هنالك من تفسير قانوني لهذه العبارة المضللة هي أن تراعى العطل الرسمية في يوم الجمعة والأعياد الإسلامية، وأن لا يوجد مخالفة فجة واضحة لأمر لا لبس فيه، كالسماح بالإجهاض الغير مرضي أو زواج المثليين، وما يشاكله من نظم.

أدعو مع العلماني هنا للبعد عن التضليل السياسي، ونزع مثل هذه العبارة المضللة المخدرة، حينئذ قد ترضى الأمة بمشروع لا علاقة له بالإسلام، أو قد ترفضه لأنه لا علاقة له بالإسلام. لكنها حين ستفعل ذلك ستفعله بكل وضوح وكل صراحة دون خداع ودون تمييع.

من الصحيح أن الإسلام دعا لتنظيم الحياة العامة للمجتمع والدولة والمجتمع الدولي، وشرع مجموعة أنظمة للقيام بهذا التنظيم، وليس صحيحا أبدا أنه ولد محصورا في مسجد وسيبقى محصورا فيه، تلك دائرة أخرى يحكمها الإسلام أيضا وهي علاقة الإنسان بربه. لكن ليس صحيحا أن ننتزع من الإسلام إسمه لنسمي به غيره، فنسمي المشروع مشروع دولة فلسطينية إسلامية رغم أن هذا الاسم ليس صحيحا، والمشروع ليس له مصدرية إسلامية لينسب إلى الإسلام، ولا يمكن التدليل على هذه العبارة من النصوص الشرعية مطلقا.

عزيزي العلماني،

ملاحظة في الهامش، هل ترى فعلا أن الشريعة الإسلامية هي جدع أطراف وسحولة معارضين؟ إن كنت ترى ذلك فهلا خبرتني سبب اختزالك أنظمة الحياة والمجتمع والدولة في قانون العقوبات؟ وهل قانون العقوبات هو الذي ينتزع منه وصف النظام والدولة؟ وهل رفضك للشريعة أصولي أم فروعي؟

أسأل طامعا منك بالشرح، فلست راغبا ضمن ما أخوض به من دراسات لما سبق من أفكار ومفاهيم أن أحاور قبل الانتهاء من المراجعة الكبرى! يعني فيك تعتبرها أسئلة عصف ذهني brainstorming!
04-14-2009, 11:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
observer غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,133
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #10
البرنامج السياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
عزيزي العلماني
تحليلك رائع

الزملاء الاعزاء

ببساطة شديدة جدا، أي دستور لا يقوم على مبدأ حقوق الانسان و لا سيما التساوي فيما بين الناس بغض النظرعن الدين و العرق و اللون و الجنس، يعتبر دستورا متخلفا بكل المقايس و العلماني شرح فأفاض في مسألة حشر جملة الاسلام دين الدولة في الدستور الفلسطيني حتى و لو افترضنا جدلا ان الدستور وضع لشعب فيه نسبة المسلمين مائة بالمائة، فعندها سيتم التفريق بين المواطنين على اساس الجنس يعني بين الذكر و الانثى، و لن يرحم مثل هكذا دستور اي مواطن يراجع عقله ليخرج عن ملة الاسلام


بالمناسبة احد اهم اسباب تعثر صدور دستور للاتحاد الاوروبي هو مطالبة الفاتيكان و بعض الدول بعبارة تؤكد فيه على الجذور الثقافية المسيحية للاتحاد، وليس جعل المسيحية دين الاتحاد

ملاحظة للعزيز خالد
مع قبولي و اتفاقي معك للكثير مما ذكرت، الا اني اود القول ان مسألة الاجهاضو غيره مسائل اخلاقية لا حاجة لحشر الاسلام في الدستور لمنعها، فحق العيش لكل انسان هو المبدأ الاول من مبادئ حقوق الانسان
04-15-2009, 10:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحزب الشيوعي الفلسطيني وتاريخ النضال Dr.xXxXx 27 4,326 12-21-2013, 04:49 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  الاغتيال السياسي وذاكرة سليمان الحلبي فارس اللواء 1 664 10-06-2013, 01:25 PM
آخر رد: observer
Question مخاطر الإسلام السياسي على حركة التحرر العربي ..الاسلام بشقيه بخدمة الغرب الامبريالي زحل بن شمسين 3 1,150 06-16-2013, 07:55 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb هكذا كان تأثير المقاومة الوطنية العراقية قبل تسع سنوات...وهكذا سوف يستمر حتى التحرير زحل بن شمسين 5 1,497 06-12-2013, 07:01 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  مغربنا في التحرير والتنوير Sheshonq 0 656 03-23-2013, 11:37 AM
آخر رد: Sheshonq

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS