على الظفيري: مغامرة الجزيرة.. قصّة المنافحه وكسب الرهان
GMT 20:30:00 2009 الأحد 3 مايو
سعيد الجابر
--------------------------------------------------------------------------------
خريج علم النفس الذي وجد نفسه فجأة بين تيارين:
على الظفيري: مغامرة الجزيرة.. قصّة المنافحه وكسب الرهان
سعيد الجابر من الرياض: اكتسى صوت الإعلامي السعودي على الظفيري بالأسى وهو يتحدث عن الأشهر التي تلت انضمامه لقناة الجزيرة القطرية، قبل خمسة أعوام من الآن، بعد أن وجد أن الظروف المحيطة به في الداخل لا تشجع على التطور. "اتُهمت بالعمالة ضد الوطن"، تلك هي آخر جمله نافح بها الظفيري عن قضيته التي دامت طيلة أعوام مغامرته بالعمل في قناة الجزيرة الفضائية، في حين كانت قناة العربية الفضائية قد خطبت ودّه للعمل في محطتها، بينما تسلّم مكافأةً لنهاية خدمته في وزارة الإعلام السعودية "فصلاً تعسفياً" رداً على طلبه بالاستقالة.
التحدي كان أحد أهم أسباب انتقاله إلى الجزيرة القطرية، التي لم تكن خياره الأول بعد أن طلبت منه قناة العربية أن يلتحق بها، وبعد إجراء الاختبار وقبوله جاء الرفض من وزارة الإعلام السعودية التي رفضت انتقاله " بالإعارة" دون إبداء أسباب واضحة.
وعن هذه المرحلة يقول الظفيري: هذا الطلب احتاج إلى 6 أشهر للبت فيه، وتم رفضه ليس بطريقة رسمية ولكن عن طريق التجميد. "وقتها شعرت بأن الأمور ساءت خصوصا حين تكون لديك رغبة وتشعر أنك مقبول من فضائيات عربية ويأتي الرفض بهذه الطريقة".
دخل الظفيري في الإعلام بمحض الصدفة لأنه خريج علم نفس تربوي من جامعة الكويت عام 1997 وكان يتمنى أن يعمل في مجال التعليم ولكن شاءت الظروف والصدف أن يلتحق بوزارة الإعلام.
والتحق على الظفيري بوزارة الإعلام السعودية أواخر عام 1999 من خلال دورة للجامعين نظمتها وزارة الإعلام وكانت سنة دراسية صعبة في جامعة الملك سعود قسم الإعلام. بعد نهاية الدورة تم تعيين ثلاثة أشخاص في الرياض وتم تعيين الظفيري في تلفزيون الدمام – شرق السعودية- الذي عمل فيه بجانب الإذاعة لمدة 3 أعوام ونصف.
بعد رفض وزارة الإعلام السعودية التحاقه بالعربية، عاد الظفيري للعمل في القناة السعودية الأولى، ولكنه تفاجأ بتحويله من مذيع نشره إلى " مذيع ربط" وشعر وقتها بأن هناك نوعا من التهميش حوله.
يقول الظفيري: لم استطيع الاستمرار، ووجدت أن الانضمام للجزيرة أفضل خيار لي وحين انضممت لها عشت 9 أشهر صعبة خصوصا ممن نظروا للأمر وكأنه عماله ضد الوطن أو من باب الخيانة الوطنية بينما هو عمل صحافي فقط.
الظفيري الذي لقي احتفاءً كبيرا من الإعلاميين الذين تواجدوا في الحاضرة، جابه الموقف إنصافاً للإعلام الحر والمهنية، التي كان يبحث عنها. رغم من راهنوا على فشله باعتباره انضم للجزيرة لكونه سعوديا وليس لكفاءته كما صوّر البعض الأمر.
حينها بدأت قضيته واسترسل ينافح عنها هنا وهناك إلى أن ختم محاضرته في النادي الأدبي بالعاصمة السعودية الرياض حول تجربته الإعلامية في قناة الجزيرة بقوله: "لقد مرّت تلك الأعوام وأنا أجابه الاتهامات وأنافح عن القضية ، والليلة أتمنى أن تكون آخر تلك المجابهات".
علي الظفيري مذيع قناة الجزيرة الفضائية، المسجّل ضمن قائمة كبار المذيعين بها، أكّد أن مهنية قناة الجزيرة لا تراعي حساسية الموقف الذي تتخذه الحكومة السعودية حيال أي قضيه، وبيّن أن الحساسية السعودية تجاه القضايا، والخلاف السياسي بين قطر والسعودية في التسعينات ومطلع الألفية، تطلّب منه "موقفاً" واضح وهو " أن يكون "صحافياً" فقط، بعيداً عن الانتماء والتحزب والانحياز". وهو ما تشير إليه بوصلة قناة الجزيرة "قطرية الصنع، عالمية التجميع".
وطالب الظفيري في معرض حديثه جميع الدول في الوطن العربي أن تفتح المجال أمام المؤسسات الصحافية العربية كما هو الحال لبعض المؤسسات الصحافية العالمية، حيث أن ذلك سيفتح أفقاً للإعلام العربي كي ينقل الحقائق، دون الخوض فيما يتعلّق بالعنصرية.
كما أثنى علي الظفيري على " الإستراتيجية التي يتبنّاها معهد الأمير أحمد بن سلمان للتدريب الإعلامي في العاصمة السعودية الرياض، وتمنّى أن يوفق القائمين عليه في استقطاب المتدربين من الشباب السعودي الذين يشكّلون 40% من كل دورة يعقدها معهد قناة الجزيرة الفضائية للمتدربين".
ويؤكد الظفيري أن "اللافت في تجربتي القصيرة جدا هو أن جدلا كبيرا أثير حولها وان هناك من اللغط والضبابية كبيرة حول انتقال صحافي سعودي إلى قناة الجزيرة القطرية. والمؤسف أن هناك من تناول هذه المسالة من جوانب عدة وطنية وسياسية ولكن لم يتم تناولها من جانب مهم وهو أن هناك صحافي انتقل إلى مؤسسة صحافية أخرى".
ورداً على مداخله لأحد الحضور حول ردّة الفعل الإسرائيلية تجاه النقل الحي الذي تبنته قناة الجزيرة الفضائية حيال مشاهد القتل في ثنايا الحرب على غزة مؤخراً، أكّد الظفيري أن "قناة الجزيرة عقدت عدّة اجتماعات داخلية للخروج بموقف حيال الحرب على غزة دون أن تفقد مهنيتها، ونفى أن يكون قد تم اغلاق مكتب الجزيرة في فلسطين على خلفية ذلك".
ونفى علي الظفيري تحيّز قناة الجزيرة إلى جانب موقف منظمة "القاعدة"، وذلك حينما تبث القناة أشرطة القاعدة المسجلة دون مبالاة للأطراف المتعلقة بمضمون تلك الأشرطة، في حين أكّد أن للقضية طرفان هما الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش وأسامة بن لادن، وحينما يظهر الرئيسي الأميركي للحديث حول الحرب على الإرهاب وتبني القاعدة للعمليات الإرهابية، فالإعلام الحر يتطلب سماع وجهة النظر الأخرى وهي التي تعكسها أشرطة القاعدة المسجّلة لدى الجزيرة.
وأضاف "لقد حصدت قناة الجزيرة ملايين الدولارات مقابل بث تلك الأشرطة وتغطية أحداثها، كون الإعلام المرئي الخاص يحفظ حقوق النشر لدى المصدر مما يستدعي طلب شراء البث من قناة الجزيرة بمبالغ ضخمه ولمصلحة قنوات وفضائيات عالمية".
ولا ينسى الظفيري أن يشكر النادي الأدبي في الرياض على هذه الدعوة، التي وجدت صدى كبيراً في نفسه: أولا لأنها تأتي من بلدي لأنني في الخمسة أعوام الأخيرة لم احظي بدعوة رسمية من المؤسسات الرسمية في السعودية رغم إنني حصلت على دعوات كثيرة من دول أخرى".
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhas...436300.htm