شكرا لك الاصدقاء المتابعين , اصبروا قليلا هناك ملحق اخير وضعته المجلة على هامش البحث فاعتقد ان
من الواجب الاستئناس به ومن ثم اضع بعض التعلقات واحب ايضا من الزميل كولومبو ان يوضح اكثر حول
الفقرة السابقة ..
-------------------------------------------------------------------------------------------------
أين يمكنهم الاختباء(***)
يبدو أن مجرتنا تخلو من حضارات بالغة الرقي، إلا أن حضارات أقل تقدما ربما استعصت على الاستكشافات الجارية.
<J.A.لُپيج>
لم يستطع أي برنامج للبحث عن الكائنات خارج الأرض تسجيل أية إشارة راديوية غريبة موثوقة. فماذا تعني هذه النتيجة السلبية؟ إن أي جواب عن هذا السؤال يجب أن يكون محددا جدا، لأن البحث بعيد تماما عن الكمال؛ ومع ذلك، تمكن الباحثون من إيراد بعض الاستنتاجات الأولية فيما يخص مدى تعقيد تقانة الحضارات الأخرى وعددها.
إن أكثر القنوات التواترية frequency channel فحصا وتمحيصا حتى اليوم هي قناة تواترها نحو 1.42 گيگاهِرتز، وهي توافق خط إصدار أكثر العناصر شيوعا في الكون وهو الهدروجين ـ مفترضين منطقيا أنه إذا كان على الكائنات الذكية خارج الأرض اختيار تواتر ما لجذب انتباهنا فإن التواتر السالف الذكر سيكون اختيارهم الطبيعي ـ إن المخطط المعروض في الصفحة المقابلة، وهو الأول من نوعه، يبين بدقة كيف جرى البحث المكثف في الكون عن إشارات من التواتر السابق نفسه أو قريبة منه؛ ولكن لم تسجل إطلاقا أي منها، ويعني ذلك أن أيا من الحضارات المبحوث عنها إما واقعة خارج مجال الكشف أو أنها لا تبث بطاقة كافية للتسجيل على أجهزتنا. ولذلك فإن تلك النتيجة السلبية لا تنفي احتمال وجود بعض الأنماط من الحضارات، بما في ذلك الحضارات البدائية القريبة من الأرض والحضارات المتقدمة البعيدة جدا عنها.
يصيغ المخطط هذه النتيجة كميا، إذ يُظهر المحور الأفقي البعد عن الأرض، في حين يعطي المحور العمودي الاستطاعة المشعة المتناحية الفعالة EIRP 8 للمرسلات transmitter. إن الاستطاعة EIRP هي أساسا استطاعة المرسل مقسومة على الجزء من السماء الذي يمسحه الهوائي antenna. وتساوي الاستطاعة EIRP في حالة مرسل في جميع الاتجاهات omnidirectional استطاعة المرسل ذاتها. وأكثر المرسلات استطاعة على هذا الكوكب هو حاليا المقراب أريسيبو Arecibo الراديوي المقام في بورتوريكو والذي يمكن استخدامه كنظام رادار ضيق الحزمة وتساوي قيمة استطاعته EIRP نحو 1014 واط.
يمكن أن تستخدم الاستطاعة EIRP دليلا تقريبيا على المستوى التقاني لحضارة متقدمة وفق المخطط الذي وضعه رائد البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا (SETI) الروسي <S.N.كارداشيڤ> في أوائل الستينات، والذي وسعه فيما بعد <C.ساگان>. تستطيع الحضارات من النمط I إرسال إشارات ذات استطاعة مكافئة لكل ضوء الشمس الساقط على كوكب يشبه الأرض، نحو 1010 واط. أما الحضارات من النمط II فيمكن أن تُسخر كامل الاستطاعة الخارجة من نجم يشبه الشمس، نحو 1027 واط. والنمط III من الحضارات، وهو أعظم من سابقيه، يتحكم في استطاعة مجرة بأكملها، نحو 1038 واط. وعندما تقع مقدرة الحضارة فيما بين تلك القيم يحصل عندئذ على نمطها بالاستقراء لوغاريتميا، فمثلا نجد استنادا إلى خرج أريسيبو(9)، أن البشرية تصنف على أنها حضارة من النمط 0.7.
وعند الجمع ما بين البعد واستطاعة المرسل، يبين المخطط ما الجزء من النجوم الذي جرى مسحه حتى الآن من دون أي نجاح. وتمثل المناطق البيضاء والملونة الحضارات التي يمكن الجزم بعدم وجودها بدرجات متفاوتة من الثقة. وتمثل المنطقة السوداء الحضارات التي قد تكون استعصت على الكشف. وتزداد مساحة المنطقة السوداء باتجاه اليمين ـ أي كلما ابتعدنا عن الأرض. تستبعد برامج البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا تماما البث الراديوي من مستوى أريسيبو إلى أبعد من نحو 50 سنة ضوئية، إذ يمكن عند أبعد من ذلك نفي وجود أكثر المرسلات استطاعة. وعندما نبتعد إلى ما وراء درب التبانة فإن البحث عن الكائنات اللاأرضية يفشل كليا؛ لأن الحركات النسبية للمجرات ستحرف بالتأكيد أي إشارات إلى خارج حدود نطاق الكشف detection band.
إن ما سبق لا يمثل نتائج عديمة الفائدة، فقبل أن يبدأ العلماء بالبحث ظنوا أن حضارات النمط II أو III قد تكون في الواقع شائعة جدا، ولكن الأمر كان غير ذلك. وتتوافق هذه النتيجة مع بيانات فلكية أخرى. وتحتاج الحضارات الراقية، ما لم تستطع بأعجوبة مخالفة القانون الثاني في الترموديناميك (الديناميك الحراري)، إلى طرح نفايتها الحرارية فيظهر ذلك عند الأطوال الموجية تحت الحمراء. ومع ذلك فإن الأبحاث التي أنجزها <J.جوگاكو> [من مؤسسة أبحاث الحضارات في اليابان] وزملاؤه لم تظهر طرح مثل هذه النفايات حتى مسافة 80 سنة ضوئية. وإذا ما فرضنا أن الحضارات تتوزع عشوائيا فإن هذه النتائج تضع حدودا لمتوسط مجال الحضارات؛ وبالتالي لاحتمال انتشارها في مناطق غير مدروسة من المجرة.
ومن ناحية أخرى، قد يكون هناك ملايين الحضارات غير المكتشفة التي تملأ درب التبانة والتي ربما لا تكون متقدمة إلا قليلا على حضارتنا. وكذلك قد تشاركنا في مجرتنا واحدة من مئة حضارة أو أكثر من النمط I. ويتعقد الأمر أكثر فأكثر إذا ما أخذنا بالحسبان إمكانية استخدام اللاأرضيين تواترا آخر أو البث بطريقة متقطعة. إن برامج البحث عن الكائنات اللاأرضية استطاعت التقاط العديد من الإشارات الخاصة بأحداث لاأرضية ذات شدة تبعدها عن احتمال أن تكون مجرد ضجيج؛ ولكن لم يكن قط بالمستطاع إعادة التقاطها. إن مثل هذه الإشارات قد تكون موجات راديوية متقلبة صادرة عن هواتف خلوية cell phones في الجوار أو عن إذاعات خارج كوكبنا متقطعة. وعلى الرغم من أن الحد القاطع للتقانة جعل البحث عن كائنات ذكية خارج أرضنا أكثر مضاء من أي وقت مضى، فإننا لم ننجز بعد سوى جزء بسيط مما هو ممكن.
يلخص هذا المخطط نتائج برامج البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا. تبين المنطقة السوداء الحضارات التي استعصت على بحثنا الراديوي، إما لكونها بعيدة جدا، أو لأن مرسلاتها ضعيفة. ولكي نستفيد من هذا المخطط علينا اختيار قوة ما للمرسل (المحور العمودي) ثم ننتقل حتى حدود المنطقة السوداء ونهبط عندئذ لمعرفة قيمة البعد عن الأرض (المحور الأفقي). فمثلا يجب أن يكون مرسل من الصنف أريسيبو استطاعته 1014 واط على بعد أكبر من 4000 سنة ضوئية لكي يستعصي على الرصد بجميع أشكاله. ويعطي الكود اللوني معلومات أكثر تفصيلا، وبالتحديد النسبة المقدرة لعمر كل المنظومة النجمية المبحوث فيها عن المرسلات التي لها استطاعة تساوي حدا معينا أو أكبر.
===================================================================
المؤلف
Andrew J. Lepage
فيزيائي بمؤسسة فيزيدين في برلينگتون حيث يقوم بتحليل بيانات الاستشعار من بعد التي تقدمها السواتل. كتب مقالات عدة في البحث عن كائنات ذكية خارج كوكبنا.