السلام على من اتبع الهدى

كثيراً ما سمعنا هذا التعبير وكأنه سيف يشهره البعض في وجوه غير المسلمين من أهل الكتاب من اليهود والنصارى وربما غيرهم. ولكن إذا تأملنا هذا التعبير نجده تعبير جميل يساء فهمه أشد الإساءة، ويحسن بنا لو قرأناه في ضوء علوم اللغة والدين. عندما نقول "السلام" ليس المقصود مجرد تحية عابرة بل السلام في جميع اللغات السامية يشير إلى "السلامة" أي إلى النجاة على وزن "رضاع" و"رضاعة".

حرف الجر "على" هنا يأتي بمعنى اللام حيث الأصل في اللغات السامية عند الحديث عن السلام والصلاة والإتيان والقدوم والخروج إلخ هو حرف الجر "على" والذي تطور فيما بعد إلى حرف الجر "إلى". "على" هنا بمعنى "اللام" أي لمن اتبع الهدى. يمكن قراءة العبارة كاملة هكذا "السلامة لمن اتبع الهدى".

والتوراة فيها- بحسب القرآن الكريم- هدى وبينات وبالتالي تابع "الهدى" ليس بالضرورة أن يكون مسلم فقط على وجه الحصر أو الاستثناء بل المراد هو كل من يتبع هدى الله أي ما يهديه الله إليه من نورٍ منبثق منه تعالى. هو، إذا، يهتدي بهديٍ من الله والله هاديه الرئيسي حيث من يهتد الله يهتدي. إذاً ليس المراد الإقصاء وإنما التأكيد على أن السلامة تصاحب من يجعل الله هادياً له ويستضي بنوره تعالى؛ وأما من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

Array
السلام على من اتبع الهدى

كثيراً ما سمعنا هذا التعبير وكأنه سيف يشهره البعض في وجوه غير المسلمين من أهل الكتاب من اليهود والنصارى وربما غيرهم. [/quote]
اسمح لي ياإبراهيم لا أعتقد إن هناك أحد من المسلمين يفسر الآيه كما ذكرت.. نحن نعرف ديننا جيداً ونعرف أن المقصود أن السلام سيكون لمن اتبع الهدى .. والآية مذكورة في سياق أخروي بعدة أشكال، ويقال دار السلام ، والسلام عليكم دار قوم مؤمنين.. ولو كانت مثل مايفسرها المسيحيين لما بقي مسيحي واحد في الشرق، ونحن نعرف أن المسيحيين كانوا يصلون إلى رأس الدولة وفي بداية الحكم الإسلامي من قصة القبطي مع عمر إلى إحراق جامع بني أمية وسكوت معاوية عنهم حتى جاءه المسيحيين معتذرين، إلى الشاعر الشهير الأخطل وهو مسيحي من عرب الشام ( الأخطل من قبيلة تغلب العربية وهو قبيلة مسيحية بالكامل أعفاها عمر بن الخطاب من الجزية لوقوفها مع الفاتحين العرب أثناء الفتح الإسلامي ).



Array
ولكن إذا تأملنا هذا التعبير نجده تعبير جميل يساء فهمه أشد الإساءة، ويحسن بنا لو قرأناه في ضوء علوم اللغة والدين. عندما نقول "السلام" ليس المقصود مجرد تحية عابرة بل السلام في جميع اللغات السامية يشير إلى "السلامة" أي إلى النجاة على وزن "رضاع" و"رضاعة".

حرف الجر "على" هنا يأتي بمعنى اللام حيث الأصل في اللغات السامية عند الحديث عن السلام والصلاة والإتيان والقدوم والخروج إلخ هو حرف الجر "على" والذي تطور فيما بعد إلى حرف الجر "إلى". "على" هنا بمعنى "اللام" أي لمن اتبع الهدى. يمكن قراءة العبارة كاملة هكذا "السلامة لمن اتبع الهدى".

والتوراة فيها- بحسب القرآن الكريم- هدى وبينات وبالتالي تابع "الهدى" ليس بالضرورة أن يكون مسلم فقط على وجه الحصر أو الاستثناء بل المراد هو كل من يتبع هدى الله أي ما يهديه الله إليه من نورٍ منبثق منه تعالى[/quote]
يعجبني تفكيرك

بس لأنك كنت مسلم .. ففاهم الموضوع صح .. لكن وش يفهم الناس اللي قاعد ينغسل مخها في الكنائس؟





Array
إذا، يهتدي بهديٍ من الله والله هاديه الرئيسي حيث من يهتد الله يهتدي
[/quote]
اللحين بس أثبت لي إنك كنت مسلم ؟!!!








أخيراً، يازميلي العزيز: إبراهيم، رغم إحترامي الشديد لك ولإسلوبك المهذب في النادي ..إلا أني أتمنى عليك أن تعيد التفكير في موضوع الدين .. لأنك على مايبدو إرتكبت أكبر خطأ في حياتك.

Array
السلام على من اتبع الهدى

كثيراً ما سمعنا هذا التعبير وكأنه سيف يشهره البعض في وجوه غير المسلمين من أهل الكتاب من اليهود والنصارى وربما غيرهم. ولكن إذا تأملنا هذا التعبير نجده تعبير جميل يساء فهمه أشد [/quote]

بالنسبة لى لا أشعر بأى إساءة عند سماعى هذا التعبير
و لكن حين يقول لى أحد هذا التعبير بقصد الإقصاء يكون ردى عليه هو " لا سلام قال الرب للأشرار " !!!

الموضوع بسيط جدا .. !

الاهمية ليس في " المعنى التشريحي" للتعبير اللغوي وانما في المعنى المقصود ايصاله الى الاخر، فاللغة اداة تواصل وليس التواصل في ذاته. ولذلك، ليس المهم ما تتوصل انت اليه، وانما مايريد ان يوصله مستخدم التعبير الى محاوره.

عندما يصبح متفقا على معنى فعلي للتعبير في الاستخدام والتلقي، لايمكن القول ان المعنى اللغوي للتعبير ليس كذلك، وبالتالي فالاستخدام سليم، وضمير الجميع يمكن ان ينام مرتاحا...

مثلا، لو اتفق طرفين على اطلاق اسم الثلاجة على الغسالة، فسيكون معلوما لديهم عن ماذا يجري الحديث، بغض النظر عن ان الاسم المستخدم خاطئ.. ولكن بعد فترة سيصبح هو الاسم الصح، والعودة الى الاصل هو الخاطئ.

هناك العديد من كلمات اللغة العربية التي كانت في الاصل تعني العكس تماما، مثل تعبير " الحنفي" التي كانت تعني " الوثني"، وتعبير مقدس، التي كانت اسم عاهرة المعبد...

ولذلك العبرة فيما تفهم من التعبير وليس في القواعد.. ويقول المثل الانكليزي: ليس المهم ماذا تقول، وانما كيف تقوله. ويقول: الشيطان يسكن في التفاصيل. :98:

طريف:

أعجبني تحليلك. تحليل ممتاز. وكما اعتدت أن أقرأ وأسمع لك.

الأهمية هي في المعنى المقصود إيصاله للآخر.

مادة ما كتبته أعلاه استوحيتها من كتاب ليهودي مصري اسمه "مراد فرج" وعنوان الكتاب "اليهودية" حيث يأتي مخاطباً المسلمين على لسان شخص يهودي مفوه يخطب في الجامع الأزهر في عشرينات مصر.

ومهما بذلنا من مجهود في تحليل اللغة وتشريحها فهذا للأسف لا يلغي روح الإقصاء بأمنياتنا وسعينا لتجميل الواقع المؤلم.

أعتقد أن ردك يا طريف هنا هو أيضا رد على كل أصحاب المدرسة التجديدية في قراءة الإسلام ومن يبذلون مجهودات حداثية جبارة مشكورون عليها ولكن بماذا يفيد هذا كله وما ترسخ في أعماق النفوس من معاني يرمي في معظم الأحيان إلى الإقصاء. وعليه فالعبرة حقاً تأتي من التعبير لا من فيلولوجيا أمنياتنا.

يا أخ marine: لي سؤال فضولي واسمح لي به لو تكرمت. مادمت ترى أن المسيحية هي "أكثر الأديان تعلو بالإنسان إلى أسمى ما فيه" ما المانع أن تؤمن أنت بالمسيحية مثلما عملت أنا من قبل؟ هل هناك ما يمنع؟ لو رغبت في المساعدة فأنا جاهز لأي شيء مادام في استطاعتي. على فكرة ومادمت تتحدث عن الرقي الإنساني والذي توافقني إنه موجود في المسيحية أريد أن أهديك بعض الكلمات التي كتبتها وتقول لي رأيك فيها فقد كتبتها من صميم أعماق قلبي وليس تراص أو تنميق للأفكار:

http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=15858

هى حصلت يا ابراهيم انك تقتبس كلماتى حرفيا وتستخدمها فى مقالاتك ؟؟ ...

Arrayلكن في الإسلام من لم يكن ذكراً مسلماً فمصيره المصاغرة بشكل أو بآخر. كثيرا ما يتحجج إخواني المسلمون فيقولون لي ما نصه بالحرف الواحد كالآتي:

الصغار هو الالتزام بالدفع ( يعنى هتدفع هتدفع , سواء بمزاجك او غصب عنك) يبقى الاحسن تدفع بمزاجك , هذا هو الصغار , ومن كان يلتزم بالدفع كان يعيش كريما لا ذليل او مهان .
ثم ان الجزيه كانت عرفاً سائداً , فالقوى كان يفرض شروطه على الضعيف , والدول القويه كانت تاخذ الجزيه من الدول الضعيفه وهذا قبل الاسلام , فمن اين جاء العرب بتلك القوه اللتى اهلتهم لهزيمه اكبر امبراطوريتين فى الشرق والغرب معا وفى ان واحد وفرض الجزيه عليهم؟؟

وردي على هذا بسيط:

إن كانت المصاغرة هنا تعني الالتزام بالدفع، فلماذا لم نسمع القرآن يقول لنا إن المسلم سيدفع الزكاة عن يد وهو صاغر؟[/quote]


وتلك هى كلماتى اللتى اقتبستها انت بالحرف :

Array
الصغار هو الالتزام بالدفع ( يعنى هتدفع هتدفع , سواء بمزاجك او غصب عنك) يبقى الاحسن تدفع بمزاجك , هذا هو الصغار , ومن كان يلتزم بالدفع كان يعيش كريما لا ذليل او مهان .
ثم ان الجزيه كانت عرف سائد , فالقوى كان يفرض شروطه على الضعيف , والدول القويه كانت تاخذ الجزيه من الدول الضعيفه وهذا قبل الاسلام , فمن اين جاء العرب بتلك القوه اللتى اهلتهم لهزيمه اكبر امبراطوريتان فى الشرق والغرب معا وفى ان واحد وفرض الجزيه عليهم؟؟
ثم ان الايه 29 من سوره التوبه تامر المسلمين بقتال من لا يؤمنون بالله واليوم الاخر حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون , فهل ضمنت لهم تلك الايه انهم هم من سينتصرون؟؟ واذا كان العكس وانهزم المسلمون فماذا سيكون الوضع؟؟
[/quote]


ساقاضيك للحصول على حقوق الملكيه الفكريه , حيث انك استخدمت كلماتى دون اذن منى , وانت حر بقه هههههههه

انا بهزر معاك , حيث فوجئت ان كلماتى لها عندك وزن واعتبار, بحيث انك تستشهد بها فى مقالاتك .

تحياتى لشخصك الكريم ( ورده)

Array
انت تعلم يا ابراهيم تمام العلم ان الاسلام الاصيل يرفض الآخر رفضا تاما ، والآية واضحة وصريحة : "ان الدين عند الله الاسلام" [/quote]

الدين عندالله الاسلام ....

فالله هو من يقبل او لا يقبل سوى الاسلام او غيره من الاديان .

الاسلام هنا دين كأى دين , فهو لا يقبل او يرفض , الله سبحانه وتعالى هو من يقبل او يرفض .

بمعنى اخر .... كل شخص يحق له اعتناق ماشاء من اديان , لكن الله سبحانه وتعالى لا يقبل سوى الاسلام كدين للتقرب به اليه, والاسلام هنا ليس قاضى ليحاكم البشر على قناعاتهم وعقائدهم , لكن الله سبحانه وتعالى فى النهايه هو من يحاكم ويحاسب .

﴿وَإِنّآ أَوْ إِيّاكُمْ لَعَلَىَ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ. قُل لاّ تُسْأَلُونَ عَمّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمّا تَعْمَلُونَ. قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبّنَا ثُمّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقّ وَهُوَ الْفَتّاحُ الْعَلِيمُ﴾ (سبأ 24: 26)

كل فرد حر فى خياراته وقناعاته , وفى النهايه يجمع الله سبحانه وتعالى بيننا , ثم يحكم بيننا من خلال انه لا يقبل سوى الاسلام دينا .

كل ذلك لا علاقه له بالاقصاء ورفض الاخر , والايه توضح ذلك , فمن الادب القرأنى انه يعتبر اننا نحن المجرمين , وان اعمالكم مجرد اعمال , وفى الدنيا لا احد له الحق ان يسألنا عن اجرامنا او ان يسألكم على اعمالكم , والحساب فى النهايه .

ارجو ان تكون الصوره قد اتضحت.

تحية
الزميل
marine

(((المشكلة تكمن فى العبث ، عبث الوجود ، والخلق والاله ، والفداء ، كل هذا عبث فى عبث ، العبث ضارب فى جذوره وفى جوهره )))))

أحسنت..............

(f) (f) (f) (f) (f)

Array
اشكرك يا ابراهيم على تعليقك على ردى المتواضع ، واسمح لى ان اوضح لك بعض الامور
لقد ولدت مسيحيا ، ونشأت على الايمان المسيحى ، لكن الفلسفة حولت اتجاهى ، فبعد ان درست جميع الاديان دراسة مقارنة اكتشفت ما لخصته لك فى السطور القليلة التى كتبتها ، فى واقع الامر انا امل من الكتابة وانظر بغبطة كبيرة الى هؤلاء الذين يكتبون صفحات وصفحات دون كلل او ملل ، يتصارعون كصراع الديوك والمحصلة صفر ولكنهم لا يعلمون

لقد قرأت مقالك وانا متيقن من صدقك تمام اليقين ، لانك انسان حقيقى انا لم اقابل مثله منذ زمن ، وقد لا تعرف اننى ادخل هنا الى النادى لاتابع ما تكتب ، واشعر بسرور كبير عندما اكتب ردا على موضوع لك

نعود الى موضوعنا ، ما المشكلة اذا ؟
المشكلة تكمن فى العبث ، عبث الوجود ، والخلق والاله ، والفداء ، كل هذا عبث فى عبث ، العبث ضارب فى جذوره وفى جوهره ، وبالرغم من كلامى هذا الا اننى مقتنع بأن الايمان تجربة ذاتية تخرج عن اطار العقل الواعى والقوة الفاهمة ، لذلك قلت لك بأننى متيقن من صدقك فيما قلت عن المسيحية ، لانك انسان حقيقى والانسان الحقيقى لا يكذب على نفسه ابدا

مساء الخير يا ابراهيم
[/quote]

أخي الحبيب:

ماذا تريد من الفلسفة؟ الفلسفة للعقول وأما القلب فلا يشبعه سوى خالقه. سأقول لك ما قلته لأخ مسيحي ترك المسيحية وداوم على المعبد اليهودي لأجل زوجته اليهودية الأرثوذكسية. قلت له: من الرائع أنك تتمتع بتراث كتابك المقدس بالعبرية ولكن لا تترك مسيحك. المسيح يهودي ويمكن أن تقرأ ما شئت في اليهودية دون أن تدير ظهرك للمسيح. أقول الكلام ذاته لك يا أخي الحبيب. أطلب منك أن لا تدير ظهرك أبداً للمسيح. راسلني في أي وقت تشاء. مستعد أن أتصل بك بالتلفون في أي وقت تريد أو نتحدث بالـ سكايب. لكن لن تجد صديق أفضل من المسيح.

والوجود ليس عبث يا صديقي. مادام الله حاضر فيه فالوجود له معنى. المسيح قال لنا: "أتيت لتكون الحياة للناس ولتفيض فيهم"(يوحنا 10/ 10). فيض الحياة في قلبك لا يسمح بأي مجال للعبث. ولك أن تتصور معي ما عناه هذا الرجل اليهودي الشرقي المسمى يسوع المسيح عندما تحدث عن عبارة "الحياة". إنه قال ما يمكن أن نكتب فيه مجلدات ومجلدات. الحياة هي الله ذاته يا صديقي.

ربما نمر بظروف قاتمة تشعرنا بعبثية الحياة ولا ألومك أبداً على شعورك أو شعوري بهذا ولكن كل هذا سيمضي وننطلق نحو الأفق الأبدي يوماً تلو يوم ونقبض على الحياة من واهبها بل نقبض عليه هو ذاته بجملته ونقول له ما قاله يعقوب: "لن أطلقك إنْ لم تباركني".

أرجو أن تكون على يقين أني مستعد أن أفعل أي شيء لأؤكد على صداقتي لك. أنت مهم عندي جداً. أنت مهم عند ربنا جداً. يترك الكون بأسره وما فيه ويجري هو وراءك. إنْ لم تصدقني إقرأ مثل المسيح عن الخروف المفقود. هو يجري ويسعى في أثرنا سعي حثيث لا مثيل له.

أريدك اليوم أن تغلق الباب وتقول لربنا عبارة واحدة: "إنْ لم تباركني الآن فلن أطلقك".

وراسلني على الإيميل إنْ شئت وهناك مليون وسيلة ووسيلة للتواصل معي.

ودم لأخيك الذي يحبك.

Array
الاهمية ليس في " المعنى التشريحي" للتعبير اللغوي وانما في المعنى المقصود ايصاله الى الاخر
....
ولذلك العبرة فيما تفهم من التعبير وليس في القواعد.. ويقول المثل الانكليزي: ليس المهم ماذا تقول، وانما كيف تقوله. ويقول: الشيطان يسكن في التفاصيل.
[/quote]

في الأصل كانت العبارة من باب السلام بصفة خاصة على من يُراد دعوتهم بصورة ما للإسلام الحنيف ، ثم مر وقت طويل جهل فيه أبناء الإسلام لغتهم وكيفية التعبير عن ولائهم للدين فاختاروا أن تُنطق العبارة لإيصال معنى ذي دلالة معينة بصورة أوضح (كما ينطق مثلا أحد الممثلين عبارة :ثكلتك أمك) فيصبح الإطار مضحكًا للغاية ، شخص يريد أن يريك أنه هو وحده على الهدى ، فإن اتبعته واستجبت لأمره صرت من أهل الهدى وعليه تستحق السلام .. فالسلام أصبح هنا ممنوحًا لك إن وافقت على الهدى (الإسلام) وستُحيّا بتحيته مباشرة دون قيد (على من اتبع الهدى) ، في المنسوب إلى النبي محمد "ألق السلام على من عرفت ومن لم تعرف" وهو نص لا يتم الالتفات إليه كثيرًا في واقع المسلمين المُعاش ، فبعض أصحاب اللحى والمتمظهرين بالشكل الإسلامي في الثياب -كما خيّل لهم فهمهم- لا يلقي حتى السلام على المسلم إلا إذا صار على نفس صورته (جلباب ولحية /أو على الأقل تبدو في صورته ملامح المسلم الشكلية من زبيبة صلاة في جبهته ...) .. هذا يحدث في الواقع .. لكن للحق لم أر في الواقع من يلقي التحية على هذا الشكل للآن (السلام على من اتبع الهدى) ولا يوجد بحسب ما رأيت إلا في دنيا الإنترنات (التي تقوي الصغير وتفتل عضلاته وتلبسه لبوسًا يرى نفسه بعد الفراغ كالطود الشامخ ) فيطلق عبارات مثل هذه بدلالته كي يُري غيره مدى قوته وثباته على الحق ، عجبًا لأمر صغار العقول (هداهم الله).

بالطبع تجميل إبراهيم للعبارة غير مقبول حتى عند قائليها ، لأنهم يعتبرونها تحية خاصة للمخالف مرهونة بالقيد الوادر فيها ، وإن كان في تراث الإسلام ما يشير إلى غير هذا اللون مثل دعاء النبي ليهودي "جمّلك الله" ومثل قول الشعبي رادًا على معترضٍ حين أنكر عليه ردّ السلام على كافر "وعليكم السلام ورحمة الله" قال : "أليس يعيش في رحمة الله".

مارين
كما يقول بعض الكاثوليك من المسيحين إن الملكوت يدخل فيه الجميع ، والكل مقبول ؛ يرى ذلك بعض المسلمين ، ويتم الاستناد إلى آيات مثل آية سورة المائدة 48 ، ومؤخرًا قرأت شرحًا لها أظنه جميلاً -اطلبه في مقال لعبد الوهاب المؤدب- لكني أظن أن المؤمن بأنه وحده الممتلك للحق والعارف بالمطلق وغيره يعيش الخطأ ، هو المحافظ أو صاحب الفهم الكلاسيكي أو السطحي ، هم كثير نعم كثير ، لكن هناك طوائف في كل دين تقبل بالغير وترى أن للحقيقة قراءات متنوعة ، وكل يسير على ما يُسّر له أن يتابع فيه .. حتى الآية التي استندت إليها في أن الإسلام لا يرى غيره دينًا ، تفسر عند البعض على نحو شامل يدخل فيه الكل ، فالإسلام فيها برأي البعض هو إسلام الوجه والتسليم لله (إن الدين عند الله الإسلام) وليس إسلامًا يخصّ محمدًا وحده (آخر ما استمعت إليه يؤكد هذه القراءة أستاذ أزهري وليس مفكرًا تنويريا) فتدبر أخي الإنسان ... ولا تستمع لكلام إبراهيم أبعد أن هداك الله بالابتعاد عن عبث المسيحية تعود إليها ..