جميعنا ينزع للحفاظ على ذكرانا أو أعمالنا في عقول من سيبقوا بعدنا ... لكن ما الفائدة التي سنجنيها بعد رحيلنا ...
لا شيء ..

لقد فكرت كثيراً في هذه الإشكالية ولم أصل إلى حل مرضي لها ... إن من يعيش حياة شقية يتساوى مع من يعيش حياة مفعمة بالراحة بعد الموت ...
لا بل أعظم العظماء ببساطة شديدة يتساوى مع أي إنسان مجهول على هذه الأرض أتى ورحل ولم يشعر به أحد ..
إن وجود ذكرى -سيئة أو جيدة عظيمة أو بسيطة - لشخص معين في ذاكرتنا بعد رحيله لا قيمة لها فعلاً بالنسبة لهذا الشخص (لأنه ميت) ... بل لا قيمة لها أبداً ...!!

أتدركون معي صعوبة المأزق ...
الميتة العنيفة والميتة الهادئة ، الميتة العظيمة والميتة الدنيئة ، الميتة السريعة والميتة البطيئة ... كلها تتساوى لدى الميت ...!!
والسؤال الكبير ماذا تنفع التصنيفات إنسان نكرة وآخر عُدَّ عظيماً بعد أن يستقرا في القبر ... ؟
وماذا يضير المجرم أن يكون مجرماً وماذا يفيد الطيب أن يكون طيباً بعد أن يرحلا ...؟


وللحديث معكم بقية

(10-13-2009, 02:44 AM)The Holy Man كتب:  أتدركون معي صعوبة المأزق ...
الميتة العنيفة والميتة الهادئة ، الميتة العظيمة والميتة الدنيئة ، الميتة السريعة والميتة البطيئة ... كلها تتساوى لدى الميت ...!!

صدقت. كلها تتساوى عند الميت، ولكنها تختلف بالنسبة لنا نحن الأحياء.
لقد لونت النوعين الأولين بالأحمر لأنهما الوحيدان المهمان بالنسبة لي. فأنا لا أريد الميتة العنيفة لأنها مؤلمة، وأفضل الميتة الهادئة التي لا يصاحبها ألم، وإذا كان لابد من الألم فليكن أقل ما يمكن. أما الأنواع الأخرى فأترك مناقشتها لغيري من الزملاء المهتمين بها مثل بهاء الذي لا يريد أن يموت قبل أن تضاف "ال" التعريف إلى اسمه ويظن أنها ستحدث فرقاً بين ميتة وأخرى.
ولكن، لماذا هو مأزق صعب؟
لأننا لا نريد أن نصدق أن الموت واحد مهما تعددت أشكاله.
بل لأننا لا ندرك تماماً حتمية نهايتنا وعبثية حياتنا.

(10-13-2009, 02:44 AM)The Holy Man كتب:  والسؤال الكبير ماذا تنفع التصنيفات إنسان نكرة وآخر عُدَّ عظيماً بعد أن يستقرا في القبر ... ؟
وماذا يضير المجرم أن يكون مجرماً وماذا يفيد الطيب أن يكون طيباً بعد أن يرحلا ...؟

الإجابة المرّة التي نرفض الاعتراف بها:
لا شيء

لا أريد أن أكرر ما قلته في مواضيع سابقة، لذا أدعوك يا عزيزي هولي مان إلى قراءة هذه المواضيع:
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟
لماذا الخوف من العدم؟
إذا فهمت الموت لن تخافه

(10-13-2009, 05:44 PM)4025 كتب:  ولكن، لماذا هو مأزق صعب؟
لأننا لا نريد أن نصدق أن الموت واحد مهما تعددت أشكاله.
بل لأننا لا ندرك تماماً حتمية نهايتنا وعبثية حياتنا.

ليست المشكلة في عدمية الوجود بالنسبة للفكر ... بل المشكلة كما قلت في عبثية الحياة نتيجة عدمية الوجود
وبذلك تصبح هناك أسئلة ضخمة يعجز الجميع الأجابة عنها ...
والمشكلة ليست في العجز بقدر ما هو أنها ستظل أسئلة توصلك إلى طريق مسدود والطريق المسدود بالنسبة للوعي أمر خطير يؤدي إلى انحرافات رهيبة في السلوك تظهر فيما بعد ...
والمشكلة الأكبر في هذا الانحراف لن تكون مشكلة على المستوى الفردي الذي ينحصر أذيته في حلقة ضيقة مهما اتسعت .. بل على المستوى الإنساني فيما لو تحققت موارد وإمكانيات توفر لهذه الشخصية المنحرفة التأثير على الآخرين في الحياة ، وبذلك رغم عبثية حياتنا سوف تصبح عبثية مؤلمة بكل ما للكلمة من معنى (وهي كذلك في كثير من الأحيان) قد تؤدي إلى محو الحياة أصلاً ... هذا من وجهة نظر الحياة لا الموت

(10-13-2009, 05:44 PM)4025 كتب:  لا أريد أن أكرر ما قلته في مواضيع سابقة، لذا أدعوك يا عزيزي هولي مان إلى قراءة هذه المواضيع:
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟
لماذا الخوف من العدم؟
إذا فهمت الموت لن تخافه

قرأت المواضيع والحقيقة أنها تحوي مداخلات مفيدة جداً وأنصح الجميع بقراءتها ...
لكن ما أريد طرحه مختلف قليلاً
لقد استطاع الزملاء في المواضيع السابقة أن يطرحوا تساؤلات كثيرة مهمة وعميقة ... وتحدثوا عن الوعي
لكن
بقوا يتكلمون على حيطان الموضوع الأساسي الذي أريد الخوض فيه ويمنعني وقتي ومزاجي من الخوض فيه ... ألا وهو الوعي ...
لقد استنتج الجميع أن الاشكالية تكمن في الوعي ...
لكن لم يقاربوا الإشكالية المهمة والسؤال الأهم وهو :
هل نحن في الحصيلة النهائية جسد أم وعي ؟

طبعاً أتمنى من الزملاء أن لا يستعجلوا ويعتبروا أن السؤال بسيط أو سخيف ....
أو أن يجيبوا أننا جسد ووعي ... لأني سأطرح إشكالية أهم للذين يتبنون هذه النظرة ...

على كل حال إلى هنا وأتوقف ... وسأعود عندما أجد وقت كافي لطرح بعض الأفكار علّنا نجد خيط نور بتلاقح الأفكار ...

وللحديث معكم بقية

وحيداً في الفراغ

بين جسدي والوعي حبل رفيع إذا انقطع لا أعرف ما المصير الذي سيئول له أنا
وأنا ليست بالكلمة البسيطة ، فهي تحمل معاني الألم والسعادة ،القهر والمقدرة ، الذل والعنفوان ... أنا المريضة والسوية .

تجربة عمر وما أصغره هذا العمر في عمر الكون ...
تجربة عمر وما أقصره هذا العمر في مسافات الكون ...
تجربة عمر وما أسرعه هذا العمر في حنايا الكون ..

ومع كل هذا لا زلت مصمماً أن أثبت أني كنت موجوداً هنا يوماً من الأيام الأرضية القصيرة في ليل الكون المديد .
هذا هو الإنسان الطفل الذي يرفض أن يكبر ويفهم أن الموضوع أبعد من هذه النظرة الطفولية لنفسه وما حوله...

الشهرة المال السعادة النساء الأصدقاء الأولاد الأهل والجميع ... سوف يذهبون وأبقى أنا وحيداً مع نفسي .... ولكن أين سأكون أنا ، وهل سأكون أصلاً ...؟!

إن المحتوم آت لا محالة وسأخلع هذا المعطف الرمادي الثقيل عني ...
ولكن هل سأخلع معه عني الأنا ...؟
إذاً أنا لم أكن يوماً
.
.
.
أصحو لأجد نفسي وحيداً في الفراغ ...

The Holy Man تحياتي
لقد كنت مهتما بالموت من صغري عندما ماتت جدتي ., وكنت كثيراً ما أفكر في الموت وأسعى للبحث عن كل ما يتعلق بالموت .
وهذا ما توصلت إليه :
http://arabic.nabeelnayef.com/index.php?...om_content&task=view&id=193&Itemid=27

جاري يا حمودة

كنت أقف على سطح منزلي عندما رأيت جاري "الختيار" يجلس على كرسيه في شرفة منزله (Balcony) واضعاً رجلاً على رجل ، غافياً تحت أشعة الشمس الهادئة ...

جاري لديه من العمر ما ينوف عن الـسبعين عاماً ، متوسط الطول ، أسمر البشرة ، أصلع الرأس ، بدين الجسم ...
غالباً ما أراه يعتمر القبعة (hat) كلما أراد الذهاب إلى السوق ليتمشى بين الناس ...
يعاني من تقلب المزاج ... يقترب من حالة اللا إستقرار النفسي .. فمرة تجده منزعجاً دون أذى ومرة تجده سعيداً دون ضجة ... وكل هذا دون معرفة سبب حقيقي لتقلب مزاجه بين ساعة وأخرى وبين يوم وآخر ...
ففي يوم قد يرد التحية بأفضل منها وفي غيره قد لا يرد التحية أبداً ويتجاهلك ...
وفي مرة يصفك بالبيك وفي غيرها قد لا يلتفت لهذا البيك "المفترض" من أصله ...
وكم من مرة استوقفني في وسط الشارع ليختبرني في الإعراب أو ليسألني ما هي الأسماء الخمسة أو رأيي في أمور لا يهم ما هو رأيي فيها أصلاً ...
يعيش حياة هادئة بين مزروعاته البسيطة في حديقة المنزل ...
وبين هذا وذاك كلما لمحته أرى كيف توقف الزمن عنده ... أرى تلك السكينة الغريبة التي يحياها رغم تقلب مزاجه .
ولكن في ذلك اليوم من على سطح منزلي ، رأيت كيف يقضي بقية أيامه في سكينة رهيبة أقرب إلى الصمت الرهيب ..

غريب ... كلما اقترب الإنسان من حافة عمره في الظروف العادية كلما ازدادت السكينة من حوله رغم صخب العالم ...
لقد كان ينشر السكينة من حوله في تلك الجلسة الهادئة على شرفة منزله وهو يغفو تحت أشعة الشمس الدافئة ...
لطالما ذكرتني تلك الصلعة السمراء اللامعة تحت أشعة الشمس بألواح الطاقة الشمسية ، التي توضع على أسطح المنازل منتظرة أشعتها في كل يوم جديد لتسخن الدماء في شرايين المخ ... أقصد الماء في أنابيب اللوح ..

وبينما هو يمضي بهدوء نحو نهاية العمر .. أمضي أنا بسرعة نحو نهايتي ...
وما أعظم الفرق بين النهايتين ...

توقفت قليلاً لأتأمله وأحسده على هذه السكينة وقلما أحسد أحداً على شيء ...
وحدها السكينة هي ما تستطيع أن تواجه بها الموت ولا شيء آخر ... لا المعرفة ولا العلم ولا العقيدة ولا شيء آخر ...
فكم من إنسان أقنع نفسه بعقائد معينة ليكتشف بحلول لحظة الموت أنه غير جاهز للمواجهة البتة ...
نعم لقد اكتشفت منذ زمن هذا الموضوع ، ولكن لم أستوعب بعد كيف أن المعرفة التي أعدها أهم شيء في حياة المتعضية التي تدعى (الإنسان) لا تنفع عند أهم حدث في حياته ألا وهو نهاية هذه الحياة ، وما ينفعه شيء آخر تماماً لا علاقة له بمعرفته أو علمه أو عقائده ..
.
.
.
وللحديث معكم بقية ...

(10-21-2009, 06:59 AM)نبيل حاجي نائف كتب:  The Holy Man تحياتي
لقد كنت مهتما بالموت من صغري عندما ماتت جدتي ., وكنت كثيراً ما أفكر في الموت وأسعى للبحث عن كل ما يتعلق بالموت .
وهذا ما توصلت إليه :
http://arabic.nabeelnayef.com/index.php?...om_content&task=view&id=193&Itemid=27

السيد نبيل المحترم :
شكراً على الوصلة ... والحقيقة يحضرني سؤال يتصل بالموضوع ...
ما رأيك بالدراسات النفسية والتجارب التي تطبق على ما يسمى "العقل الباطن" بواسطة التنويم المغناطيسي ... هل قرأت عنها شيء وما هي قناعاتك كباحث إذا كنت قد قرأت في هذا المجال .. ؟

تحياتي