احترزوا من الأنبياء الكذبة.. تعقيبات على التعقيبات
فضلت أن أرد بموضوع منفصل على التعقيبات الواردة في المقال الأخير "اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ" نظراً لانشغالي في العمل ذلك اليوم بشكل مرهق. ولكن من الضروري أولاً أن أشير إلى أن المقال ليس المقصود به الإساءة للسيد المسيح عليه السلام أو المسيحيين بقدر ما هو نظرة موضوعية لما جاء في الأناجيل وخصوصاً على لسان بولس الرسول نفسه... لا بد من التأكيد أننا كمسلمين لا يصح إيماننا دون الإيمان بكافة الأنبياء ممن جاءوا قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... فلا يمكن للمسلم أن يؤمن برسول الإسلام أكثر من الإيمان بغيره من الرسل وإلا كان هذا الإيمان منقوصاً... وعلى هذا فإننا نُنزّه المسيح عليه السلام من أي عقيدة باطلة تسيء له أو للتعاليم السامية التي جاء ليُعيد تأكيدها... وأنا هنا أطلب من كُل مسيحي شريف أن يُمعن النظر في رسالة المسيح عليه السلام قبل ظهور بولس الرسول وبعد ظهوره هو ورسائله التي أُلحقت فيما بعد بالأناجيل والتي لا تمت بصلة لتعاليم يسوع..
توجه السيد حمورابي بهذا السؤال: من هو النبي الكاذب الاخر الذي جاء بعد بولس يا ترى؟
وقد وجه سؤاله بأسلوب تهكمي يقصد به أن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هو النبي الكاذب... وكإجابة على سؤاله نقول بأنه لم يثبت التاريخ الديني أن نبياً كاذباً كان سبباً في نشوء أمة عظيمة.. فلو كان السيد حمورابي مسيحياً أو يهودياً فيجب أن يعرف أنه بهذا القول يُشكك في صدق التوراة التي تعهد الله فيها بأن مدعي النبوة والمتقول على الله لا بد أن يُقتل... تقول التوراة:
وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ (التثنية 5:13)
أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِه. وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. (التثنية 20:18)
إن هذه النبوءات الواردة في التوراة تؤكد صدق محمد صلى الله عليه وسلم وتثبت كذب بولس الذي مات مقتولاً... إن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يبدأ في أول سورة منه بــ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) وكل آيات القرآن الكريم تبدأ بهذه الكلمات التي تدل على صدق نبوءة التوراة من أن الله سيقيم نبياً من وسط أخوتهم من نسل إسماعيل كموسى عليه السلام. وسوف يجعل الله كلامه الحرفي في فم هذا النبي فيتكلم باسم الله... والواضح أن هذه النبوءة العظيمة لا تنطبق إلا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... فلم يدّعي أحد أن تلقى كلاماً حرفياً من الله تعالى وأن هذا الكلام سوف يكون بمثابة الدين الأخير الذي سيحاسب الله الناس عليه إن لم يؤمنوا به.
كما انه من الضروري الانتباه إلى أن إيمان الأخوة المسيحيين بأن المسيح عليه السلام قد مات على الصليب فيه إساءة بالغة للسيد المسيح... فهو بناءً على ما جاء في التوراة ملعون وكاذب لأنه ادّعى النبوة ومات ملعوناً ومقتولاً على الصليب... فقد ورد في التثنية ما يلي: «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.
وقد جاء القرآن الكريم ليُنزه المسيح عليه السلام من الموت مقتولاً على الصليب.. إذ يقول الله تبارك وتعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (158) النساء
إن القرآن يؤكد ما جاء في الإنجيل من أن عيسى عليه السلام كان قد عُلق على الصليب لكنه لم يمت... فقد اعتقدوا بأنه قد مات على الصليب.. وقد جاء هذا أيضاً على لسان المسيح نفسه عليه السلام.. فقد بشّر تلاميذه بأنه سوف ينجو من الموت على الصليب فقد قال لهم: فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال. (متى 40:12)... والمعروف أن النبي يونان (يونس) قد دخل بطن الحوت حياً.. ومكث فيه حياً.. وخرج منه حياً... فكان هذا هو قصد المسيح عليه السلام من استشهاده بمعجزة النبي يونس عليه السلام... وإلا فما هو وجه الاستشهاد هنا؟؟
نأتي الآن لتعقيب الأخ منتظر الذي يقول فيه: لم يخالف بولس تعليم المسيح مرة واحدة.
وهذا الكلام غير صحيح مطلقاً... لقد تنكّر بولس للناموس كليةً في حين أن المسيح عليه السلام قد قال حرفياً ما يلي: لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. (متى 17-20:5)
وهذه الوصية الصغيرة دليل قاطع على الكذب الباطل الذي جاء به بولس الرسول..
وأنا هنا أود أن أتوجه بالشكر للسيد منتظر على رده الرصين وأرجو من الله تعالى أن تدوم المودة بيننا...
السيد سامي قال: بولس لم يقل أنه نبى وهو حقيقة ليس بنبى؟
وأنا أقول له نعم هذا صحيح تماماً... فهو ليس بنبي بل مجرد مدّعي... أما إذا كنت تقصد أن هناك فرقاً بين النبي والرسول فهذا لا يُبرأ بولس بل على العكس يُدينه... ثم يجب علينا ألا ننسى أن النص مترجم للعربية..
السيد عبد العزيز يقول: الاخ غالي اتمنى لو تحدّثنا عن الطائفة الأحمدية في مقالات قادمة .ولكم جزيل الشكر
والواقع أن هناك الكثير الكثير مما يمكن أن يُقال عن الجماعة الأحمدية المباركة... وبإمكانك أن تراجع موقع الجماعة فسوف تجد فيه كل شيء.. وأنا على استعداد لإجابتك عن أي استفسار.. كما يمكنك أيضاً أن توجه استفساراتك على نفس الموقع...
http://www.islamahmadiyya.net/default.asp
بالنسبة للسيد زاجال فردي عليه هو نفس ردي على السيد سامي..
السيد أبو علي يقول: اذا كان الاخ غالي المرداني احمديا فمن هو امام الزمان الآن وحبذا لو يكتب نبذة عن صاحب الزمان!!
إمام الزمان هو الخليفة الخامس للمسيح الموعود عليه السلام حضرة ميرزا مسرور أحمد...
السيد صباح إبراهيم والذي قد حذفت مداخلته لوصفه إياي بــ (القادياني) وهي صفة يطلقها علينا من يتهموننا بالكفر والزندقة... أقول له لا يوجد جماعة على وجه هذه الأرض تسمى بالقاديانية.. إن هذه الجماعة التي يروّج البعض الأكاذيب والافتراءات حولها لا وجود لها إلا في خيال هؤلاء المعترضين المكذبين... أتمنى من السيد صباح أن يتحلى بالموضوعية التي أظهرها السيد منتظر في رده.. وألا يرد على ما نقوله بتوجيه الاتهامات التي رددنا عليها سابقاً... ثم إن هذا الرد هو رد المفلس الذي لا يملك إلا التهجم على الآخرين.. وهذا هو ردي أيضاً على الأخ سركون البابلي الذي رد بذات أسلوب السيد صباح.
تحياتي للجميع