الموضوع بالنسبة ليس ليس موضوع حيرة
فأنا لا أشعر أنني يجب ان أقف بجانب إتجاه ضد آخر، هو تراث إنساني، أحاول فهمه في سياقه وأجد المبررات والتفسيرات له، ولذا فليس لدي مانع من قراءة ابن عربي وابن تيمية.
أظن أن المشكلة أننا ننظر إلى الأمور من منظور واحد دائماً، ونتوقع أن نرى مباحث في الرياضيات والمنطق، ولكني أذكر أن أحد الفلاسفة قال إن كل فلسفة عظيمة لا تخلو من تناقضات، وبهذه المناسبة فابن عربي كتب رسالة إلى حاكم سأله عن أحكام أهل الذمة فأكد على وجوب الإلتزام بالعهدة العمرية، ولا ننسى أن Bernard de Clairvaux كان من منظري الحروب الصليبية.
بالنسبة لي: الحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها فهو أولى بها، وأتعامل مع التراث الإنساني بمبدأ: نأخذ أحسن ما عملو ونتجاوز عن سيئآتهم

برنارد كليرفو كان من المدافعين عن الحروب الصليبية؟ متأكد من ذلك؟

وابن عربي يدافع عن العهدة العمرية؟

شيء لا يخطر بعقل ولا بال بالمرة. ومحزن ولكن هذا هو الإنسان في كل تناقضاته وفي حيرته أمام ميراثه وتعصبه له...

التناقضات مش مشكلة عندي ولكن لما واحد زي مارتن لوثر يتكلم عن اليهود وأكاذيبهم ويحرض على عداء اليهود بهذا الشكل الصارخ فصعب أني أحتفظ بالمصداقية والاحترام لهذا الشخص كما كنت من قبل. من المؤكد أن الصورة تهتز وتهتز كتير قوي.


سؤال في موضوع آخر يشد تفكيري الآن: هل اضطلعت على مقامات الهمذاني؟ وجدت نسخة منها على موقع الجوجل للكتب. هل هي موجودة حاليًا على الانترنت؟ هل تفيدني في بناء لغتي؟ لو هي لم يسبق لها الخروج للنت يمكن رفعها دون أي مشكلة، وسوف أقوم برفعها أو يقوم صديقي روقة مشكورًا بذلك:

http://books.google.com/books?id=a7cpAAAAYAAJ&printsec=frontcover&dq=%22Maq%C4%81m%C4%81t%22&lr=&as_brr=1&cd=4#v=onepage&q=&f=false

شكراً يجعله عامر على "البقاعى" ولبقيّة الأخوة الكرام على آرائهم بخصوصه، والتى وجدتُّ متعة كبيرة فى مطالعتها ..
والشكر، كلّ الشكر لشبكة المعلومات الدوليّة إبتداء من مخترعها ومروراً بمطوّريها واتتهاء بمستخدميها، والتى بفضلها أصبح كلّ هذا ممكناً.
يُقال، ليس هنالك من كتاب بمقدوره أن يغيّر الإنسان، إذ على التغيير أن يبدأ أوّلاً بداخل الإنسان، ثمّ قد يكون للكتاب بعد ذلك دور فى دفع عجلة التغيير. ولكى يبدأالتغيير، يكون من الواجب تفعيل الشكّ، والبحث عن المُغاير الذى لم تعتاد النفس على قبوله، والأقبال علي ذلك المُغاير بعقل وقلب مفتوحَين.
والإختلاف بين علماء أفذاذ على مرّ العصور يتماشى مع سنّة كونيّة تقضى بأنّ البشر متفرّدون، وبأنّ كلّ كائن بشرىّ أصيلٌ فى حقيقته، وأنّ التشابه قائم فقط فى المستوى القاعدى، أى فى مستوى الإدراك الحِسّى، تماماً كما تلتقى أغصان الشجرة عند ساقها، وتفترق فى قممها، عندما يتّجه كلّ منها بذاته نحو ضوء الشمس، أى ضوء الحقيقة.
نعم، الحقيقة واحدة، ولكن لكلّ منّا جانبه من تلك الحقيقة، وقصارى ما يمكن للإنسان بلوغه هو حقيقته الخاصّة، وبوسائله الخاصّة.

شكراً لكم مرّة أخرى.