{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تعاسة العرب المعاصرين
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #21
RE: تعاسة العرب المعاصرين
السودان المفترى عليه جدا

حافظ الشيخ صالح

في تاريخ الوطن العربي الحاضر لم يتعرّض نظام عربي لمثل هذه الحملة من الأراجيف والافتراءات مثل الحملة التي تعرّض لها، ولا يزال يتعرّض لها، نظام السودان بالذات، وعلى وجه التحديد منذ "ثورة الإنقاذ" في عام 1989، ويتولّى كِبَرَ هذه الحملة الهائلة والموصولة والمتمادية إعلام مرئي وإعلام مسموع وإعلام مقروء وإعلام على شبكة الانترنت كلّه ينضح بروائح البترول وتضخ فيه بالملايين مضخات البترول ذي الرائحة الخانقة الكريهة.

منذ ما بعد "ثورة الإنقاذ" تيسّر الخبز للمواطنين والقاطنين وتيسر الغاز والوقود للمخابز والمصانع والبيوت وعادت المصابيح إلى الإضاءة ورجع الماء يتدفّق في المواسير وعملتْ المراوح والمكيفات وتسهّل النقل العام وتنظفت المدن والقرى من القمامة وأقامت ثورة الانقاذ علائق دولية منها الممتاز ومنها المعقول مبنية حصراً وقصراً على المنافع المتبادَلة والمصالح، أيْ في معزل عن الايديولوجيات والعقائد الدينية والسياسية.

كانت "ثورة الانقاذ" قد ورثت اعباء مثقلة مهولة، في مقدّمها بنية تحتية متآكلة ومتهرئة جدا وشبه معدومة، في الريف كما في المدن، ولكنْ في سبع أو ثماني سنين أعادت الثورة البناء وشيّدتْ بنية تحتية جديدة، إذا هي غير قوية جدا فهي في الأقلّ معقولة ومقبولة، واغتسل السودان بماء طازج طهور لم يكن له عهد به من قبل "ثورة الانقاذ" في عهود الفساد السابقة.

طبعاً الحملة الظالمة والضارية على السودان ليست من غير أسباب طاغية، فالسودان هو الدولة العربية الوحيدة التي لم تنسج ولم تُجرِ علائق أو اتصالات من أيّ نوع وعلى أيّ مستوى مع الكيان الصهيوني، والسودان على سبيل المثال في أثناء حرب الصهاينة على غزة في شتاء العام الماضي هو البلد العربي الوحيد الذي قاد فيه رئيسه عمر البشير بنفسه مظاهرات ومسيرات الاحتجاج والغضب، وسط الشوارع وفي وسط الجمهور الغفير من غير حراسةٍ تحوطه.

أيْ أنّ السودان في حملات الافتراءات عليه، مع محاصرته هكذا ومحاولة خنقه، إنما يسدّد نيابة عن الأمة كافة بعض فواتير الشرف والشموخ والعزّة.
12-30-2009, 09:56 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبو نواس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,485
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #22
RE: تعاسة العرب المعاصرين
(11-06-2009, 02:01 PM)بوعائشة كتب:  نكبة كيانية كبيرة وشيكة في مصر والبلاد العربية

حافظ الشيخ صالح

ولذلك فإذا صحّتْ بعد برهة الأقاويل، وصدقتْ المقدمات، وتحقّقتْ التسريبات، وجاء في مصر على رأس الحُكْم ابن رئيس الجمهورية الحاضر، فتلكم ولا ريب انقلابة رهيبة، وردّة مروّعة، وهي نكبة كبيرة توشك أنْ تضرب في ضراوة غير مسبوقة المراكب الاجتماعية والسياسية في مصر وفي البلاد العربية.

عجيب أمر هذا الكاتب !..
لماذا نسي ملك البحرين والبرين وما بينهما من ملوك وأمراء وشيوخ ؟.. 24
12-30-2009, 11:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #23
RE: تعاسة العرب المعاصرين
صفّ الأقليات في صف واحد: فلسفة عون الآن السياسية

حافظ الشيخ صالح

انقلابات ميشيل عون السياسية في السنوات الأخيرة تبعث على الحيرة وتخلط الألباب، فمن عدو في السابق لدود لدمشق إلى صديق لها الآن لصيق، ومن خصم من قبلُ بالغ العتوّ لمنظمة "حزب اللّه" إلى حليف سياسي لها الآن حميم، فهو انقلاب في العقيدة السياسية لعون وفي ثوابته القديمة التي طالما تبجّح بها في السابق بخاصة تجاه نظام دمشق النصيري.

رستْ سفينة عون الآن على عقيدة سياسية، تنظر إلى جميع المشرق العربي في بانوراما واحدة، قوامها انه لمواجهة الغالبية السنية في هذه الأقاليم، ولمعالجة الإرث السني الطبيعي المهيمن، فلا بد من جمع الأقليات وقواها في صف واحد، وفي جبهة واحدة، من اجل الانفلات بفضل هذه الوحدة المرتجاة من هيمنة أهل السنة في المشرق العربي وعلى أمد المستقبل، وهكذا يحاول عون إيجاد مكان قيادي له بين نُصيرية القرداحة ودمشق الأقلية وبين حليفاتها من قوى الاقلية الشيعية في لبنان، وهو ها هنا قد يفلح في حيازة هذه المكانة ولعب هذا الدور لأنّ وجود وجه ماروني قيادي في الصورة العامة يفعل فعله الراجح لمصلحة الاقليتين الشيعية والنصيرية ويخدم مصالحهما في الوقت الحاضر وفي المدى المباشر.

تبقى عند عون معضلتان. أولاهما المعضلة المسيحية، وبخاصة المارونية، ففي قلوب وعقول الموارنة بعامة نفور شديد من النصيرية، ومن ان يعقدوا حلفاً معهم، وهذا يصدُق على الشيعة فالنفور الماروني من الشيعة عندهم شديد وبعيد الغور، فلا يمكن لقوى مارونية معتبرة وذات ثقل في الميزان أنْ تتحالف مع قوى الشيعة.

ثانية المعضلتين هي الدروز، فالعُمق العروبي الفطري لدى الدروز، وقتل كمال جنبلاط على يد النُصيرية، هما معاً يصنعان ذاكرة متماسكة وعنيدة تأبى التحالف مع الأقلية النصيرية في الاقليم وبالتبعية تمنع التحالف مع الشيعة كذلك.

انتهازية عون قادته الى هذه الفلسفة ولكنها فلسفة خربة ومنخورة سوف يحاولها وسوف يفشل.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-31-2009, 03:09 PM بواسطة بوعائشة.)
12-31-2009, 03:08 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #24
RE: تعاسة العرب المعاصرين
موارنة لبنان وسُنتها في مركب واحد

حافظ الشيخ صالح

لم تكن بين أهل السنة والموارنة في لبنان وقائع دموية كالتي حصلت في حرب 1860 بين الموارنة والدروز، ولم تكن لهم بالتالي ذاكرة دموية وبينهم ثارات، ولكنْ منذ ما قبل الاستقلال، وبعد الاستقلال، كانت بين الطرفين الرئيسين المكونين للبنان توترات شديدة وتجاذبات قاسية عنيفة، دارت أساساً حول انتماء لبنان العربي والعروبي، في مقابل "استقلاله" و"سيادته"، وحول التفاسير لتاريخه، وحول الترسيم لمستقبله، وهذه كلها تجمّعتْ في الخطاب وفي السلاح فانفجرتْ في حرب 1958، التي اشتدّ ضرامها لسبب منافسات وصراعات خارجية وإقليمية.

بمجيء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية هدأتْ الأحوال برهة ولكنّ الجمر بقي متوهّجاً تحت الرماد ما مهّد في جدارة لحرب 1975 المديدة التي هدّتْ الكيان اللبناني، وعمليّاً أسقطتْ الدولة، وبعثرتْ الجيش، وأحالت الأمن إلى وضع الغاب، فكانتْ في واقعها حرباً متعددة الأسباب وذات تجليات شتى وذات معان منوعة، إلا أنّ طرفيها الرئيسين الفاعلين كان الموارنة وكان أهل السنة قد انفجرتْ بينهم الذاكرة فأخذوا في ذبح بعضهم البعض.

ربما كان المفترض أنْ تتمادى العداوة بين أهل السنة والموارنة لولا أنّ ظرفاً غير محسوب حسابه قد طرأ على لبنان من منتصف الثمانينيات، فلقد رفع رأسه التهديد الفارسي الصفوي للبنان، ولأصل وجود لبنان، وقد كشّر هذا التهديد الطارئ عن عداوته للموارنة خصوصاً ولأهل السنة أيضاً خصوصاً، وإذْ استشعر هؤلاء وأولئك التهديد الصفوي الفارسي الذي يريد النيل من وجودهم جميعاً، يدعمه نظام الأقلية النصيرية الضئيلة في القرداحة ودمشق، فقد طوى الطرفان صفحات الماضي المصبوغة بالدم وشرعا في تفاهم تأريخي جديد قد جَمَع أقوى ما في الصفين وقد شمل الوجدان أيضاً والمزاج.
01-01-2010, 01:46 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #25
RE: تعاسة العرب المعاصرين
عاشوراء الشهداء والدماء الإيراني ضد جبروت الكهنوت

حافظ الشيخ صالح

عندما تبلغ الحال الثورية وملحمة الشهداء والدماء في إيران يوم عاشوراء، بالذات وعلى وجه خصوص الخصوص، في مجابهة ومواجهة جبروت الكهنوت الشانئ الشائن فمعنى ذلك أنّ الثورة المقبلة حتما وصلتْ إلى مرحلة متقدّمة ومتهيئة ووشيكة، وأنها أوغلتْ في عَصَب المجتمع الإيراني، وفي شرايين الثقافة السياسية الإيرانية، فليوم عاشوراء دلالته المقدّسة جدا، أكثر من كل أيام العام، وله معانيه العظيمة والمتمادية عند شيعة إيران، فلا يحصل فيه احتجاج على الكهنوت ولا يحدث فيه صدام مع الحرس الثوري والاستخبارات إلا من بعد بلوغ الأمور حالاً من السخط العام غير مسبوقة قبل الانفجار المقبل العام والشامل.

هذه كلها من إرهاصات الثورة ضد الكهنوت، المتأهبة والمتهيئة، إلا أنّ عاشوراء الدماء والشهداء أبلغها حتى الآن في الدلالة وأعمقها إلى الآن في المعنى، وهو يوم في التاريخ الإيراني المعاصر عظيم، يؤسّس لما بعده من فصول ملحمة دموية مديدة، ربما تتمادى أعواماً، وهي تكبر وتندلع نيرانها في جميع إيران، فهي الآن ثورة في طور جَمع الحطب ونشر الوقود إلى اليوم النهائي الموعود.

لسوف يدخل هذا اليوم من الباب الوسيع تاريخ إيران، ولسوف يصبح، عندما يأتي الصباح وتشقشق بتباشير الصبح الطيور الطازجة الندية، علامة طريق كبرى وشديدة الإضاءة ومتوهجة جدا في تاريخ إيران المقبل، ولسوف ينكب المؤرخون في إيران وفي خارجها على فحصه وتمحيصه والتدقيق الشديد في دقائقه وتفصيلاته ومعانيه، ولسوف يُعنى طلبة التاريخ بتسجيله في اهتمام كما تُعنى الأجيال الإيرانية الجديدة والطازجة بحفظه عن ظهر قلب بعد أنْ يزول عن صدورها الكابوس الكهنوتي الكريه الجاثم على صدورها منذ 1979 .

سوف تسمّيه الأدبيات في المستقبل "عاشوراء الشهداء"، أو "عاشوراء الدماء"، أو "عاشوراء الدماء والشهداء" ولسوف يأخذ مكانته الجدير بها في ذاكرة المستقبل الإيراني الجديد والطازج والبديع.
01-02-2010, 02:08 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #26
RE: تعاسة العرب المعاصرين
المسألة السورية

حافظ الشيخ صالح

منذ 1963 والمسألة الداخلية السورية مستمرة ومسترسلة، فمنذ ذلكم الوقت استطاعت قلة من أقلية، هي عشيرة النميلات من نُصيريي جبال اللاذقية، السطو على السلطان في البلاد، مهمّشةً عنوةً وعن تخطيط سرّيّ سابق الأغلبية الساحقة من أهل السنة في سورية، وحاكمة إيّاهم بالبطش الشديد وضروب الإكراه والقمع بالحديد والنار.

سوف تستمرّ وتسترسل هذه المسألة السورية في المدى القريب وفي المستقبل إلى أنْ يحصل ما من شأنه تصحيح الوضع وتعديل الموازين، ولكنْ نظراً إلى أنّ سورية غير مستعدة الآن لثورة، وإلى ان الجيش والاستخبارات و"سرايا الدفاع" وغيرها من أفواج البطش كلها واقعة بين أصابع النصيريين، فلربما يحتاج التغيير الجذري إلى سنوات طويلة أو بضعة عقود إلى أنْ تعاد الأمور إلى نصابها ويستعيد أهل السنة والجماعة مكانتهم الطبيعية في البلاد ووصايتهم البديهية على الأشياء.

سنة 1982، في فبراير بالضبط منها، قاد "الإخوان المسلمون" الحمويون والحلبيون وفي مدن أخرى ثورة ضدّ النظام الطائفي، قد كانت تتجمّع في السماء وتحت الأرض وئيداً منذ السبعينيات، ولكنّ الثورة أخمدتها قوى البطش الطائفي بمقتل ما لم يقلّ عن ثلاثين ألف مواطن في حماة وفي أجزاء من حلب وفي مدن وبلدات أخرى، وسوّيتْ الدور والأسواق بالأرض.

منذ ثورة فبراير 1982 دخل المجتمع السوري مرحلة فقدان الأمل وضياع الوجهة والانسحاب من السياسة إلى كثافة اللامبالاة، إلا أنّ انتفاضة إيران هي وسيلة إيضاح بأنّ المشيئة إذا قادها قادة مستبصرون يمكن ان تقشع القنوط المركوم وتضيء سراج الأمل.
01-03-2010, 04:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #27
RE: تعاسة العرب المعاصرين
الأردن والمغرب: استئصال الصفوية في مهادها

حافظ الشيخ صالح

في اليمن منذ التسعينيات أو منذ الثمانينيات لعب علي عبداللّه صالح لعبة مع الصفويين محظورة جدا، ومحظورة بالفطنة والبديهة في الممارسات السياسية، فهو أراد الانتفاع منهم وتحريكهم مع زحمتهم وزخمهم ضد خصومه السياسيين ومنافسيه في الساحة من قوى وطنية وإسلامية، ولذلك غضّ الطرف عنهم واسترضاهم بضروب الاسترضاءات وتركهم ينشرون دعوتهم ويذيعون إعلانهم ويجمعون الأنصار والأجناد ويكدّسون في وعورة جبال صعدة السلاح، لتبرهن له الحوادث فيما بعدُ أنّ هؤلاء ليس يمكن احتواؤهم ولا مراضاتهم، فهم أصحاب منهج استئصالي ليس تصلح معه الحلول السلمية والمساومات والمقايضات، ولا شكّ اليوم أن صالح نادم شديد الندامة على فعلته وعلى سياساته المبكّرة والسابقة مع الصفويين الذين لا أمان لهم ألبتة ولا ذمة ولا عهد ولا ميثاق.

إذا كان المثل اليمني هو هكذا كئيب ومفجع وموجع فعندنا في الوطن العربي ما يناقضه وما يشهد على النجاح في وأد الصفوية عندما هي تكون في بواكيرها المتبرعمة وفي أيام نشأتها الأولى، من غير مهادنة لها ولا مداهنة.

في المملكة المغربية شمّتْ المخابرات روائح سموم تنبعث من المكتب (أو المركز) الثقافي الإيراني، وأيضاً من سفارة إيران في الرباط، وجرت تحريات عاجلة على أعلى المستويات، تستقي من ماء حصافة سياسية بليغة الدقّة وبصيرة تاريخية، للتاريخ الإسلامي بعامّة، شديدة الذكاء، فلم تضيّع الرباط وتهدر وقتاً إضافيا وهي تتفرج على الشرارة الأولى، مثلما فعلتْ صنعاء، وانما بادرتْ إلى الحسم فأغلقتْ المركز الثقافي الفارسي وطردتْ من البلاد موظفيه ومبشّريه، ثم بعد برهة أغلقتْ السفارة الفارسية وطردتْ السفير الفارسي على نحو نهائي وبلغة فصيحة وحاسمة لا غموض فيها.

في الأردن جذب أنظار بعض الصفويين العرب (وليس فيهم أردني واحد بتاتاً) قبر مهجور في بعض نواحي البلاد، فجيء من الخارج بأموال طائلة لنفخ الحياة في القبر، وتحويله إلى ضريح ذي بناء وأعلام وبهارج وزينات، وإلى مزار يُحَجّ إليه من جانب الصفويين من كل فج عميق، ويكون البؤرة الأولى للصفوية ودعوتها في الأردن.

ولكنّ حكومة الأردن فتّحتْ عيونها في سرعة إلى الشرارة الناشئة، فأغلقتْ الضريح وقوّضت البناء وأفسدت الزخارف وتلاوين القماش، وطردتْ الصفويين من البلاد شر طردة، فتطهّرت المملكة الأردنية الهاشمية من لوثتهم وبلائهم.

فكأنما المغرب والأردن كانا يستطلعان مستقبل اليمن وان الشرارة الأولى هي الجديرة بالاطفاء الحاسم السريع فيسلَم البلد كلّه من العواقب الفاجعة.
01-05-2010, 04:36 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #28
RE: تعاسة العرب المعاصرين
دبلوماسية "حماس"

حافظ الشيخ صالح

ليس هذا الوقت عالميا وعربيا وقت حركات التحرّر الوطني، أيْ مثل الخمسينيات والستينيات من القرن الميلادي الماضي، فمحمود عباس يقول في المكروفونات بعد الحرب على غزة في الشتاء الماضي: إذا كانت المقاومة ستدمر شعبنا فلا نريدها، وهذا كلام خطير جدير فقط بلسان مهزوم مدحور ليس بالتأكيد ينفع لقيادة شعب فلسطين وإنما يصلح فقط للتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني.

من طبائع الأشياء أنْ تجد حركة "حماس" نفسها معزولة في الدبلوماسية أو شبه معزولة، فدبلوماسيتها هي من صنف دبلوماسية المقاتل والمقاوم، والمحرّر وطنه والمحرّض على القتال، وهذه ليست تنسجم ألبتّة مع دبلوماسية المنخذلين والمندحرين والمنهزمين وباعة أوطانهم وباعة ذمتهم في السوق الرخيص، وعلى "حماس" أنْ تنكث بمواعيدها ومواثيقها وتتخلى نهائيا عن ثوابتها ومبادئها حتى تنتج لها دبلوماسية من النوع نفسه يَرضى بها الكيان الصهيوني وترضى عنها الولايات المتحدة وتقبل بها منظومة الأنظمة العربية الراهنة، ولكنّ الثمن هنا عال جدا ليست هي مستعدة لدفعه ولو بقطع رقابها بالحديد وسلخها عنوة من جلدها.

مع ذلك فلقاء سعود الفيصل مع خالد مشعل، في هذا الأسبوع، يشير إلى حراك دبلوماسي نشِط من جانب "حماس"، مثلما يومئ إلى موقف سعودي إيجابي تجاه الحركة، مثلما يدل إلى أنّ الاتصالات الدبلوماسية مع جُملة مهمة من الانظمة العربية الفاعلة في الساحة، منها السعودية ومصر، ليس لها أنْ تنقطع أو تتراجع وإنْ هي اختبرت فترات من التأزّمات والتجاذبات على عهد العرب في عصرهم الحديث.

فإذا مازج الاسلام حركة "حماس"، على نحو ما هو ممازجها، اشتدّت معضلة الحركة وكثرت العقبات في طريقها وتألّب عليها الأعداء من كل صوب، فحركات الاسلام غير مقبولة عربيا وعالميا وحركات التحرر الوطني غدت اليوم مرفوضة عالميا وعربيا، فالاعاقة إذن ها هنا مضاعفة والكيد لـ "حماس" شديد.

ومع ذلك إنْ "حماس" صبرتْ على الحال سنين أو عقوداً فلسوف تُنتج لها دبلوماسيتها الخاصة بها، الشديدة والمرنة، باب الثبات والمفاوضة من مركز القويّ والمقاتل والمقاوم.
01-10-2010, 01:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #29
RE: تعاسة العرب المعاصرين
المسألة اليمنية

حافظ الشيخ صالح

إذا كان اليمن في التسعينيات الماضية قد شهد نُذُر انفصال وقيام دويلة مستقلة في محافظاته الجنوبية والشرقية، مدعومة من اطراف إقليمية قريبة في الجغرافيا، فإنه الآن على موعد مع نُذُر تفتيت داخلي شامل، سياسي واجتماعي وكياني، بخاصة اذا تحقّق الانذار الأمريكي والأوروبي بالتدخل مباشرة من أجل ضرب قواعد منظمة "القاعدة"، فهذا التدخل المحتمل ليس يتحقق إلا ومعناه انهيار قوة السلطة في صنعاء وتضييعها البوصلة وفقدانها قدراتها على الضبط والربط، على نحو ما حصل في الصومال وفي أفغانستان وقبل ذلك بقليل في لبنان، وهكذا تعمّ الفوضى في البلاد المستعدة جدّاً للفوضى وتتعدد أطراف الصراع وتكون في المستقبل المجهولات المصيرية أكثر من اليقينيات.

إذا حصل التدخل الأجنبي عنوة وقسراً فسوف تكون أولى الضحايا في حمامات الدم والمجازر هي الدولة اليمنية الراهنة، فأسباب السخط العام والثورة أكثر من وفيرة وهي ستكون الوقود المشعل للقيام الشعبي العام في حال عموم الفوضى البلاد.

ثم تكون الضحية الأخرى هي الوحدة الترابية للجمهورية اليمنية، فتقوم في شمال الشمال دويلة للصفويين الحوثيين، وتنهض في الوسط دويلة ربما تكون تحت إمرة "القاعدة"، وتتأسّس في الجنوب لـ "حراك الجنوب" دويلته أيضاً، وبذلك تنهار كل الأشياء.

كانت في الأسبوع الماضي حكمة يمانية وبصيرة سياسية أنْ يرفض اليمن "التدخل الأجنبي المباشر" في اليمن ضد منظمة "القاعدة" وأنْ يدعو القوى الأجنبية الخائفة من وجود "القاعدة" في اليمن إلى التروّي الحكيم.
01-16-2010, 10:19 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #30
RE: تعاسة العرب المعاصرين
"القاعدة"

حافظ الشيخ صالح

اليمن وباكستان (فضلاً عن أفغانستان بالطبع) هي الآن التي تواجه فيها الولايات المتحدة منظمة "القاعدة" الإرهابية التي برهنت الأيام الطوال على قدرتها النادرة على الاتساع والاستطالة، وعلى الصمود والصعود والتمادي، محبطةً في كلّ مرة وفترة بعد أخرى حسابات الأمريكان وتفاؤلاتهم واستبشاراتهم، وكلّ حسابات خصومها الآخرين.

ظهرتْ "القاعدة" أول مرة استجابةً لتحديات الامبريالية الأمريكية ضد المسلمين والعرب، وخصوصا بعد "عاصفة الصحراء"، وكانت الاستجابة عنيفة جدا، لغتها الوحيدة هي لغة النار وخطابها الوحيد هو خطاب الحديد، فيما تراجعتْ إلى الوراء جدا أساليب الدعوة الإسلامية بالحسنى، وصارت شريعة التنظيم الوحيدة والغالبة هي تفجير جماجم الأبرياء وقتل المسالمين بكل الوسائل المتيسّرة، على نحو ما حصل في سفارات أمريكية في شرق أفريقيا ومثلما حدث في مجزرة المركز التجاري العالمي في نيويورك، وفي مجازر في المملكة العربية السعودية، وفي مجازر لاتزال تحصل في باكستان وأفغانستان، وفي غير مكان من أوروبا والعالم الإسلامي.

لم تؤد كل هذه الجرائم الإرهابية إلى إيذاء أو ردع الامبريالية الأمريكية وانما على العكس من ذلك ازدادت بطراً وبطشاً، وزادت من إرهابها ومن عدواناتها، وجعلها ذلك تشتدّ على أنحاء غير انسانية ألبتة تأخذ الأبرياء بجريرة المجرمين، وما غونتنامو سوى أحد أبشع النماذج على الفعل الأمريكي الذي طال مسلمي أمريكا وعربها، فآذاهم جدا وحصد معايشهم وأفقدهم أحلامهم وأمانيهم وسكينة نفوسهم.
01-20-2010, 06:52 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بعدما ابتزوا أوربا .. اليهود العرب بدأوا حملة لابتزاز العرب ... نسمه عطرة 10 2,638 10-28-2006, 07:40 PM
آخر رد: shahrazad
  صولون العرب (السنهوري باشا) عندما علم العرب القانـون وضاح رؤى 10 3,838 10-12-2006, 07:44 PM
آخر رد: Bilal Nabil

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS