أخي ابراهيم:
صباح أو مساء الورد.. ومرحبا بك ويسعدنى مشاركاتك وبيننا من الود سابقًا ما بيننا.
اقتباس:كما تعرف يا عزيزي أنا مرتد عن دين الإسلام وأعتز بذلك. ارتدادي كلفني ولا يزال يكلفني الكثير. قتل المرتد لم وليس ولن يكن اختراع مسلمين متعصبين بل هذا تشريع إسلامي. وأحاديث قتل المرتد صحيحة وتصرفات محمد تجاه من اعتبرهم أعداء الإسلام واضحة وكلنا يعرفها ولا داعي لـ اللت والعجن فيها.
الحق يقال يا صديقى اننى بحثت عن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل من تحول عن الاسلام اثناء بحثى فى الانترنت عن حد الردة وكان بحثى بين ردود الفقهاء الذين يأكدون على وجوب حد الردة فيمن اعتنق دين آخر بعد ان كان مسلماً ولكننى لم اجد منهم ردا فى هذا ، فأرجو ان يكون لديك معلومات تساعدنى بها حتى لا اقول ما لا اعلم.
ولكنى لم أجد فكرة حد الردة لمن اعتنق دين أخر وكذلك الرجم مطبقة بنص مقدس إلا فى العهد القديم كما يلى :
(وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ * مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا * فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ * بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً * تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ * فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ)
لذلك لا يستريح قلبى إلى أن الشريعة الاسلامية تبيح الرجم ولا قتل المرتد عن دينه لاعتناق دين اخر وأميل الى الاعتقاد بأنها مدسوسة على الاسلام .. ولكن لازلت ابحث عن الحقيقة.
اقتباس:من جهة حروب الردة فهي حتمًا في أساسها حروب ضد من قاموا بمنع الزكاة وأرادوا الرجوع لعوائدهم القديمة بصرف النظر عن هذه العوائد حيث الإسلام كان عبء عليهم من الناحية المالية.
لا اعتقد بصحة هذا القول حيث أن للزكاة ضوابط شرعية وأحكام فى المال والتجارة والزراعة والعقارات ومثلها مثل الجزية لا يجوز اخذها قسرا مع العلم بعدم قدرة الشخص على دفعها، وكان من الممكن للقبائل الممتنعة عن الزكاة ان يكون لها الحجة على ابو بكر رضى الله عنه لو كانوا فعلاً لا يملكون المال.
اقتباس:لو أنا استخدمت منطقك هذا فإذ ذاك يحق لنا قتال كل من تسول له نفسه "منع الزكاة" بحجة أنه ينقض الإسلام و"يبدل" في الدين كما قلت.
يحق لنا !!!
من نحن .. هل تقصد ان نطبقها على بعضنا البعض.. ام تقصد أن يطبقها الحاكم طمعاً فى المال .. عموما لكى تتضح الصورة لك اكثر فإننى اسوق لك مختصر عن حروب الردة
أسباب حروب الردة:
1) موت الرسول صلى الله عليه وسلم , فبعض القبائل قالت :-" لو كان نبياً ما مات" , تجاهلوا قوله تعالى :-" إنك ميت وإنهم ميتون ".
2) بعضهم اعتقد أن النبوة ولَّت بموت الرسول .
3) بعض القبائل أسقطت من حساباتها الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام.
قالوا لما استخلف أبو بكر رحمه الله ارتدت طوائف من العرب ومنعت الصدقة وقال قوم منهم : نقيم الصلاة ولا نؤدي الزكاة , فقال أبو بكر رضي الله عنه :" لو منعوني عقالاً لقاتلتهم ".
4) رفض خلافة أبي بكر الصديق .
5) انزعاج القبائل العربية من السلطة المركزية في المدينة وخاصة الرسل الدينيين الذين يُعلّمون الناس الدين على أصوله ويجمعون الزكاة . هذه القبائل كانت تمقت الغريب .
6) ظهور أشخاص ادَّعوا النبوة وأشهرهم مَسلَمة وقد دعاه المسلمون مُسيلمة من باب التصغير والتحقير وقد تأثر بالأفكار المسيحية وقد اتبعه بنو حنيفة , ونجاح التيمية من بني يربوع كانت تدَّعي الكهانة تحالفت مع مالك بن نويرة ثم لقيت مسيلمة وتزوجته ,وكان مسيلمة قد أرسل إلى الرسول وهو على قيد الحياة رسالة عجيبة:
" من مُسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله , سلام عليك أما بعد فاني قد أُشركت في الأمر معك , وان لنا نصف الأرض , ولقريش نصف الأرض, لكن قريش قوم يعتدون " .
فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم :- " من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ( السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " .
وقد توفي الرسول قبل أن يُسَيِّر له حملة عسكرية للقضاء على أحلامه وافتراءاته .
اقتباس:ماذا يعني يبدل في الدين؟ أيكون الدين بهذه الهشاشة حتى لو أن واحد ارتد عنه يتفكك الدين ويتم تقويضه من أساسه؟
إنك يا إبراهيم تخلط بين ترك الدين لدين آخر وبين التغيير فى تعاليم وشرائع الدين والبقاء عليه محرفاً.
اقتباس:الإسلام حتمًا يشجع على قتال المرتد ومحاربته والتضييق عليه وعلى من تسول له نفسه ترك الإسلام. عندما كان عمري ١٨ سنة خطر ببالي الارتداد وتساءلت: لماذا يقضي الإسلام بحكم قتال المرتد؟ فأجابني "الأخ سليمان" وهو من الناس الذين كانوا مثل أعلى لي في الإخوان فيما مضى بأن الهدف هو "منع الفتنة". اتقاء الفتنة.
أي مجتمعات هذه يا أخي "مواطن مصري"؟ هؤلاء معاقون في الذهن والإرادة حتى إنهم يقيسون سلامة مجتمع بقرار شخص ما ويجبرون الناس على النفاق.
اتقاء للقتل يا أخ مواطن مصري اضطررت أن أطوف حول قريتنا وأنا أقول بصوت مرتفع "لا إله إلا الله محمد رسول الله" متظاهرًا أني أشهر إسلامي وأتراجع عن الارتداد. قلتها وأنا أتألم لسبب واحد وهو أن مجتمعاتنا بدائية جدًا وتجبرك على أن تنافقهم حتى يرتاح بالهم. الإسلام هو من غرس فيهم كل هذا يا عزيزي ولم يأت هذا إليهم من فضاء خارجي.
تصور مجتمعاتنا حرة كما كانت قبل الإسلام وحال الجزيرة العربية قبل الإسلام ومجيء الإسلام وتضييق الخناق علينا كعرب منذ ذلك الوقت فصاعدًا.
بدون شك الإسلام كان وسيظل عندي تذكار بالقمع والخوف والرعب. هو السبب الرئيسي لاغترابي عن موطني وعن أهلي إلى يومنا هذا. أنا في أميركا منذ عام ١٩٩٢ ولم أرجع لمصر إلى الآن ولا أنوي الرجوع إلى مصر. الإسلام غرس كل هذه الحواجز وعززها.
الناس في قريتنا يتساءلون: هو إبراهيم لا يريد أن يكون مسلم لماذا؟
يجيب أخي: إبراهيم مسلم متصوف.
لا حول ولا قوة إلا بعشتار!!
شفت القرف!! هذا هو الإسلام يا عزيزي.
قصتك غريبة يا إبراهيم... فقد لاحظت تناقضات فى روايتك مثل
جمعك بين تيار الاخوان المسلمون وبين الصوفية .. وهما طرفى نقيض فى المنهج الاسلامى.
لجوئك الى الطواف فى القرية مرددا الشهادة وكان يكفى ان تصلى فى مسجد القرية صلاة الجماعة لتنفى عنك فكرة ترك الاسلام.
واسمح لى يا ابراهيم .. إما أنك لم تكن مسلما من الاصل
أو كنت مسلما بحكم الميلاد وبطاقة الهوية ولا تعرف شئ عن الاسلام.
ولك منى كل الود.