(03-01-2010, 12:08 PM)observer كتب: للتاريخ وجه آخر، غير ذلك الوجه الذي يظهر به في مناهجكم المدرسية الصادرة عن وزارات التربية و التعليم في بلدانكم، و غير ذلك التاريخ الذي تجترونه ليل نهار في صحفكم المرئية و المكتوبة و المسموعة. بل يوجد الكثير من الحقب التاريخية التي لم يقل التاريخ فيها قولته بعد. فلو اخذت حرب النكسة مثلا و التي حدثت بالامس القريب اي قبل حوالي 42سنة فقط و ليس بالقرون الوسطى، تجد لها خمسين رواية تتحدث عن اسباب الحرب و دوافعها و سير المعارك فيها و نتائجها.
عزيزي أوبسرفر
تكون قد أفحشت الخطأ إذا اعتقدت بأنك الوحيد في هذا العالم، الذي يقرأ التاريخ من خارج المنهاج المدرسي.
خادمكم المتواضع أيضا تجرأ على ذلك ... و لن أتباهى بعدد الكتب التي قرأت في الموضوع الذي أرقني منذ مراهقتي ... و لكن القراءة وحدها لاتكفي و إنما استخلاص النتائج و العبر بموضوعية و علمية.
(03-01-2010, 12:08 PM)observer كتب: فوجد رواية واحدة عن تاريخ الكنيسة و الروب الصليبية يعزز المبدأ القائل، التاريخ يكتبه المنتصرون.
لقد بحثت عن هؤلاء المنتصرين، الذين تعني، فلم أجدهم بين المسلمين العرب، الذين لعنت سنسفيلهم الحرب، و أنهت دولتهم فالتهمها آل عثمان بكل سرور و يسر.
و بحثت عنهم بين مسيحيي الشرق الذين كان منهم الولاة و وزراء الدفاع و المالية و خاصة في عهد بني أمية (سرجون بن بولوس مؤسس الأسطول الحربي - سلف القديس يوحنا الدمشقي) و أطباء الخلفاء (يختوشع بن نون - طبيب المأمون الذي رفض الجواري المهداة له قائلا له: ديننا لا يسمح لنا إلا بامرأة واحدة. فلم يجد الخليفة غضاضة من اهدائه المال الوفير بدلا منها). و منهم حراس الثغور (حرس الحدود بمفهوم اليوم و هم الجراجمة - أسلاف الموارنة الذين لم يدفعوا الجزية بل كانوا يتقاضونها لقاء خدمتهم العسكرية و كان يحق لهم الاحتفاظ بغنائمهم الحربية أسوة بالجنود المسلمين ).
والمسيحيون كانو يشكلون غالبية أهل الشام قبل قدوم الصليبيين.
و بحثت عنهم في القسطنطينية التي نهبها الصليبيون و دمروها (الحملة الصليبية الرابعة) ثم أنهكوا مخزونها المادي و الديمغرافي الاستراتيجي (الأناضول) لتسقط لقمة سائغة بيد محمد الفاتح العثماني في وقت كان فيه تجار البندقية الكاثوليك يحصلون منه على امتيازات تجارية في الأراضي الواقعة تحت سيطرته.
(03-01-2010, 12:08 PM)observer كتب: قبل حوالي اكثر من سنتين كتب زميل لنا اسمه ابن العرب، رواية اخرى عن محاكم التفتيش، بين بها كم ظلمت الكنيسة بالصاق تلك المحاكم بها
لن أعلق بل سأكتفي بذكر الأسماء ... بعض الأسماء ...
لن أذكر غاليليو التي تراجع عن الحق لكي لا يفقد حياته و لن أذكر كوبرنيكوس ...
هل تعرف من هو جوردانو برونو و كيف مات ميتة شنيعة و مشرفة في آن واحد؟
هل تعرف من أصدر حكم الموت حرقا على جان دارك التي تعتبر اليوم في مصاف القديسين؟
ما هي نهاية أريوس؟
حسنا ناهيك عن المشاهير ... هل تعرف أنه كان يكفي لإدانة المرأة بالسحر و من ثم لإحراقها علنا أن يكون لون شعرها أحمرا؟
الثابت المشترك هو أن هذه الجرائم تمت برعاية المؤسسة الدينية و هذا
لا يعني أبدا أنني أقصد المسيحية كمعتقد، بل على العكس. و هذا ما أحاول أن أسوقه بين المسلمين أيضا ... بمعنى أن الإسلام أيضا بريء كمعتقد
من جرائم مؤسسته الدينية.
علينا ألا نتبادل الاتهامات، و لنكف، بل و
لنتب عن التباهي بمن قتل أقل، فهذا طريق مسدود.
علينا البحث في أساليب مدنية تحد من تكرار المآسي التي جلبها العنان المطلق للمؤسسة الدينية.
(03-01-2010, 12:08 PM)observer كتب: و للحروب الصليبيية اسبابها ايضا، غير تلك المتعلقة باطماع امراء اوروبا بالشرق، فلم يذكر التاريخ المدون في مناهجكم مثلا ان قبل الحروب الصليبيية كان المسلمون دائمي الاعتداء على الحجاج الاوروبيين، و لم يذكر ايضا ان السبب المباشر لارسال اول حملة صليبية كان بسبب هدم كنيسة القيامة.
كل هذه المقدمة لتقول لنا هذا
أنت تحج و الناس راجعة ... فلم تأت بجديد و قد سبقتك في طرح الموضوع
أنظر هنا:
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35683&page=2
علما بأن الكنيسة جددت قبل بداية الحملات الصليبية و في ظل الحكم الفاطمي ... فانتفت الحجة، و لكن الحملة لم تتوقف.
هل نهب القسطنطينية في الحملة الرابعة كان ضروريا "لتحرير" كنيسة القيامة؟
(03-01-2010, 12:08 PM)observer كتب: هي الكنيسة التي عرضت على مسلمين سويسرا استعمال ابراجها كمآذن عندما منعتهم الحكومة من بنائها، هو راس الكنيسة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي جائه رئيس بلدية روما يستشيره في السماح لبناء اكبر مسجد في اوروبا فقال له البابا الراحل، انا لا اطلب منك السماح لهم ببناء المسجد فقط، بل ارجوك ايضا منحهم قطعة الارض التي سوف يبنون عليها مجانا.
هذه ليست كنيسة الحروب الصليبية، مطلقة العنان في السلطة الزمنية. بل هي كنيسة عصر العلمانية و المدنية التي حدد لها أطرها ضمن المجتمع لا فوقه.
أعود و أكرر، أننا لم نجتمع لنتباهى بمن قتل أقل أو أكثر باسم الدين، بل لنناقش معضلة اجتماعية، قدمها مشكورا زميلنا إبراهيم، فلنتعاون على تشخيصها بدلا من اللت و العجن.