حذرت مسودة وثيقة أعدها كبير المفاوضين في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من إمكانية التخلي عن حل الدولتين المبني على اتفاقية أوسلو التي وُقعت عام 1993، واللجوء بدلاً من ذلك إلى تأسيس دولة مزدوجة القومية بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
وذكرت وكالة "معا" الفسطينية أن عريقات أعد مسودة الوثيقة في كانون الأول (ديسمبر) 2009، بعنوان "الوضع السياسي في ظل التطورات مع الإدارة الأميركية، والحكومة الإسرائيلية، واستمرار الانقلاب الذي قامت به حماس".
وحسب الوكالة، تطرح مسودة الوثيقة طرقاً عدة للمقاومة "اللاعنفية" في ضوء استمرار تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط. ومن بين هذه الطرق وضع حد للتعاون الأمني مع إسرائيل، وهذا يعني حل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي جرى تدريبها على يد المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في المنطقة الجنرال كيث دايتون، ما سيؤدي إلى تعزيز دور حماس في المحافظة على الأمن في الضفة الغربية.
كما تطرح الوثيقة إمكانية إلغاء اتفاقية أوسلو أو حتى حل السلطة الوطنية الفلسطينية، ما سيتسبب بحالة من الفوضى تدفع إسرائيل إلى إعادة فرض سيطرتها الكاملة على الضفة الغربية.
أما الخيار الثالث الذي تطرحه مسودة الوثيقة، فهو التخلي عن المطالبة بحل الدولتين، والعمل على الوصول إلى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية على أرض فلسطين التاريخية كاملة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن عريقات قوله أن الخيار الثالث ليس خياره المفضل، لكنه نابع مما سماه مواصلة إصرار إسرائيل على عدم العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس ما تم الاتفاق عليه بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في عهد الإدارة الأميركية السابقة.
وتابعت الصحيفة "إن مسودة الوثيقة المؤلفة من 21 صفحة أرسلت إلى العديد من خبراء السياسة الذين يعمل معظمهم في أوروبا. ويلخص عريقات في وثيقته التفاهمات التي تم التوصل إليها في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، بما في ذلك رغبة السلطة الفلسطينية في التوصل إلى تسوية حول قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين والذي طالما أصر عليه الفلسطينيون".
وحسب نص الوثيقة فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن حكومته ستكون مستعدة للقبول بعودة 150 ألف لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل في إطار اتفاق الحل النهائي.
وتضيف الوثيقة التي أعدها عريقات أن الفلسطينيين وافقوا على عودة 150 ألف لاجئ سنوياً على مدار 10 سنوات، وبعد ذلك سيسمح لهؤلاء اللاجئين بالاستقرار داخل إسرائيل من خلال اتفاق يعقد بين الطرفين. ولا تذكر الوثيقة بنصها العربي كم سيكون عدد اللاجئين الذين سيسمح لهم بالعودة إلى ما يُعرف حالياً بأنه دولة إسرائيل.
ويصف عريقات حماس في الوثيقة بأنها عقبة تعترض التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. ويوضح أن قيادة حركة فتح ستدفع مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في ليبيا الشهر المقبل باتجاه مطالبة حماس بتحديد موقفها من اتفاق الحل النهائي، من أجل تحديد فيما إذا كانت حماس ستقف إلى جانب التوافق العربي أم ستكون تابعة للسياسة الإيرانية.
http://www.alarabiya.net/articles/2010/0...01644.html