مرحباً للجميع :
(03-25-2010, 01:12 PM)عاشق الكلمه كتب: الزميل هولى مان زميل عزيز وأتذكر اننا سجلنا بالنادى فى اسبوع واحد وتحاورنا قبل ذلك بمنتهى الود والاحترام واكن له عظيم التقدير , الا انى لم اشأ ان اصف تعليقاته على كلام القرضاوى بأنها تعليقات سخيفه لا تستحق عناء الرد حتى لا يغضب منى , واذا كنت معجب كثيرا بنقد الزميل هولى مان وتراه نقدا كاسحا فيمكنك اقتباسه فى كتاب من تأليفك للرد على القرضاوى ........
هل عندما سأل القرضاوى لو ان استاد القاهره فتح على مصراعيه للحضور، فأي الفريقين سيكون أكثر عددا، وأعز نفرا؟! واجاب اقرارا بالواقع والحقيقه بأن أنصار الإسلام ـ ولا ريب ـ سيكونون هم الأكثرية العظمى. وستكون قلوب الجماهير الحاضرة وعقولها وآذانها مع التيار الإسلامي ودعاته , فهل يكون هذا داعيا للرد بأن الندوات الحوارية هي مباريات كرة قدم بالنسبة للقرضاوي ليس أكثر ..!! , وتطالبنى سعادتك بالرد على هذاالنقد الكاسح !!
عزيزي عاشق :
إذا ما تركنا ساحة العواطف من تبادل ود وتقدير مشترك وخرجنا أنا وإياك إلى فضاء الأفكار الرحب ، فحقيقة أنا لست غاضباً منك بقدر ما أنا حزين ... فأن تكون قد قرأت لي ولأسلوبي الرمزي في التعبير عن ذاتي وأفكاري ولم تلتقط مضمونها فهذه إشكالية عويصة في التواصل بيننا ، تبين بما لا يقبل الشك افتقادك لملكة النقد في التفكير ....
إن ما اعتبرته سخافة في تعليقي لم يدلك إلى سخافة طرح القرضاوي ، واستخفافي بكلام القرضاوي لم يدلك على استخفاف القرضاوي بعقولنا بل دلك فقط على خفة طرحنا ...!!
وهذا إن دل على شيء فيدل على عدم استعمالك لملكة النقد تجاه الطروحات التي تقتنع وتنادي بها ...
تعال لأبسط لك الفكرة دون رمزية ... حتى ترى أن طرح القرضاوي تافه وغير ذي قيمة وغير علمي أساساً وفوق هذا وذاك متناقض مع نفسه ...
لقد استشهد القرضاوي هذا "العلم من أعلامك" على حد تعبيرك بكثرة العدد وعزة النفر ... طيب المسيحية أكثر عدداً وأعز نفراً من الإسلام حول العالم هل هذا يؤدي إلى أن طروحاتها صحيحة ... ؟!
وكنت في موضوع سابق قد طرحت فكرة الأمة وإجماع الأمة ، وبينت أن هذا الطرح سخيف لا قيمة فكرية له فكثرة العدد والإجماع على رأي لا يعني أنه صحيح بالضرورة ... وإلا فإن إجماع جهل البشرية على أن الشمس تدور حول الأرض كان أصح من عالِم واحد قال بخطأ هذا الطرح ... هلى تعرف من هو هذا العالِم ...؟!!
تعال لنفصل القضية أكثر.... الإسلام ... لقد اعتبر القرضاوي نفسه ممثلاً للحق الذي هو الإسلام والذي كرمه "الله " بالدفاع عنه ...
طيب نريد أن نسألك كون القرضاوي "علم من أعلامك" عن أي إسلام يتكلم وعن أي إسلام يدافع ...؟!!
الشيعي أم السني ، الصوفي أم السلفي ، الأزهري أم الإخواني ...الإثني عشري أم الاسماعيلي ؟!
أي فكر بالضبط وأنت تعرف والجميع يعرف لو أراد القرضاوي أن يتكلم باسم أحد فهو لا يمثل إلا جماعة معينة وإسلام معين .... فأنا أتحداك أن تأتي بشيعي واحد (مثلاً) ليفوض القرضاوي كي يتكلم عنه باسم الإسلام الذي يفهمه ... بل أنك لا تستطيع إنتزاع تفويض من الأزهر أو الإخوان حتى (مع أنه كان منهم حسب قوله قبل أن يصبح سلفي) بأن يتكلم عنهم ....!!
كثرة عدد ماذا وعزة نفر ماذا ...؟!
إن طروحات القرضاوي تلتحف بلحاف "الإسلام" ... ذلك المفهوم الرمزي الفضفاض الذي يحمل في ثناياه ألف تناقض وتناقض فكري بين طوائفه وملله ونحله قبل أن يتناقض مع الآخرين ....
يا رجل حتى عندما استشهد القرضاوي "علمك" بإسرائيل وأنها انتصرت على المسلمين بتوراتها وهو "ليس دين الحق" والمسلمين ليس معهم إسلامهم دين الحق ... و "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة" القرآن قال لكم ذلك ولم أقله أنا ... فقد ناقض نفسه في طرح قضية الإيمان وكثرة العدد بالنسبة للعلمانية فماذا لو كانوا العلمانيين "كاليهود" (بعض المسلمين يسعدهم هذا التشبيه) مؤمنين بقضيتهم وعددهم قليل سوف يهزمون المسلمين الذين ليسوا مع إسلامهم ... أي أن القضية ليست عدد ولكنها إيمان ...!!
وعلى نفس منوال القرضاوي وبنسيج فكره ننسج .. حزب الله تلك الفئة التي تمسكت بإسلامها انتصرت على إسرائيل الأكثر عدداً وعدة ،فلماذا لم نراه يتشيع ويتبع الإسلام الذي يمثله حزب الله أم حزب الله ليس مسلماً ..؟!
يا رجل القرضاوي بين فكرة وفكرة متناقض وبين جملة وجملة متذبذب فهو مرة يقول بالإيمان ومرة يقول بالعدد ومرة يقول بالاثنين معاً ، وكلاهما لا وزن لهما في تقييم مدى صحة القضية (تذكر قصة العالم الذي قال أن الأرض تدور حول الشمس) .. وتذكر أن العدد والإيمان "قد" يثبتك في نصرة قضية ما ولكن يجب أن تتذكر أكثر أن هناك فرق بين الثبات على القضية وبين صحة القضية ... أم ماذا رأيك ..؟!
وحتى أوضح لك أكثر وأكثر دون رمزية وبطريقة مباشرة تفاهة فكر القرضاوي سوف أورد لك مثال بسيط ...
هل رأيت في حياتك عالم يخاطب عقول الجماهير "في استاد" أو مفكر يتوجه لعقول الجماهير "في استاد"... العالم والمفكر ميدانهما مدرجات الجامعات والمراكز الثقافية والندوات العلمية والفكرية المتخصصة المتوجهة للنخب والتي ستؤثر بدورها على "الجماهير" فيما بعد بوسائلها الخاصة والمتنوعة ...
بينما وفي المقابل تستطيع أن ترى سياسياً "في استاد" يلهب مشاعر الجماهير ، مغنياً في "استاد" يغني للجماهير ، القرضاوي في "استاد" يتكلم إلى الجماهير أو نجوى فؤاد في "استاد" ترقص بين الجماهير ...
أن القرضاوي يصلح لأن يخاطب جماهير كرة قدم في استاد وليس خطاب أناس لديها ملكة النقد وإلى أن نصل إلى مرحلة كشعوب تستطيع التفريق فيها بين مدرجات كل من الجامعات والمراكز الثقافية (أمكنة العقول) وبين الاستادات (أمكنة المشاعر والأهواء) أتمنى أن تكون فكرتي المرمزة "السخيفة" قد وصلتك يا عزيزي ...
تحياتي للجميع