أخبار / سوريا
تقرير يفيد أن إيران تمّول حزب الله بـ 200 مليون دولار سنويًّا
واشنطن: الخيارات مفتوحة حال ثبت نقل سوريا صواريخ سكود
مصادر مختلفة
GMT 21:30:00 2010 الأربعاء 21 أبريل
A visitor looks at models of a North Korean Scud-B ...
في الوقت الذي إعتبر فيه جيفري فلتمان أن الولايات المتحدة تبقي "كل الخيارات" مطروحة إذا ما تبيَّن أن سوريا زوّدت حزب الله بصواريخ سكود التي تعتبر تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، أشار تقرير لوزارة الدفاع الأميركيَّة "البنتاغون" أن طهران باتت "أكبر قوة صاروخيَّة باليستيًّة في الشرق الأوسط"، وأنها تمول "حزب الله، شريكها الإستراتيجي"، بما يعادل 200 مليون دولار سنويًّا، وأن الحزب يقوم بدوره بنشاطات تدريبيَّة لميليشيات عراقيَّة في معسكرات خاصّة داخل إيران وخارجها.
واشنطن: افادت وكالة "رويترز" ان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى قال في حديث للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوم الاربعاء 21 نيسان/ابريل ان "جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة اذا ثبت تزويد سورية لحزب الله بالاسلحة.
وقال جيفري فلتمان "اذا صحت تلك التقارير، فسيتعين علينا دراسة كل الادوات المتوافرة لنا من اجل جعل سوريا تتراجع عن هذا العمل الاستفزازي".
واضاف الدبلوماسي الأميركي ان الولايات المتحدة تعتبر أي نقل لصواريخ سكود من سوريا الى حزب الله عملا خطيرا، وستبقي جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" .
وتحدث فيلتمان عن "المسائل المقلقة من سورية، والتي تضر بالمصالح الأميركية" مشيرا الى ان "أبرزها، (وهو) الدعم لحزب الله، وراء العقوبات المفروضة على دمشق"، والتي ستخضع للتجديد أو المراجعة أول الشهر المقبل.
واضاف انه "فيما تعامل الرئيس السابق حافظ الأسد مع حزب الله كأداة ضغط على اسرائيل، يعكس دعم الرئيس بشار الأسد السياسي والعسكري غير المسبوق للمنظمة نمطا مختلفا وأكثر اثارة للقلق"، معتبرا أن سلاح حزب الله فيه تهديد "للبنان واسرائيل، وعائق مستمر أمام السلام في المنطقة".
لكن المسؤول الاميركي لاحظ أن
علاقة سورية بايران "تستند الى مصالح سياسية وليس روابط ثقافية أو اقتصادية. وكجميع الشراكات هناك اختلافات في السياسة... مثل مصلحة سورية الواضحة في التفاوض حول السلام. واستعادة الجولان".
ودافع فيلتمان عن سياسة الانخراط، مشيرا الى أن "عزل سورية ورفضنا التعامل معها ديبلوماسيا قوض قدرتنا على السير بمصالحنا"،
وأعطى مثالا على ذلك أحداث بيروت في أيار/مايو 2008، وعدم حيازة واشنطن ما يكفي من الوسائل لنقل "قلقنا للسوريين لدعمهم حزب الله"، داعيًا الكونغرس على الموافقة على تعيين ستيفن فورد سفيرا في دمشق.
وخلص الى أنه "فقط التغييرات الحقيقية من سورية ستؤدي الى علاقة طبيعية ايجابية مع الولايات المتحدة"، محذرا انه "في الرد على السياسات السورية الحالية، سنكمل جهودنا مع المجتمع الدولي لتقويض قدرة سورية للحصول على تكنولوجيا لتطوير أسلحة دمار شامل
ورفع الثمن الاقتصادي والسياسي لانتهاجها سياسات مزعزعة للاستقرار".
قالت الولايات المتحدة الثلاثاء انها لم تتحقق بعد ما اذا كانت سوريا ارسلت صواريخ سكود البالستية الى حزب الله اللبناني. وصرح فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين في رد على سؤال حول ما اذا كان لدى واشنطن ادلة على ارسال تلك الصواريخ، "لم نتحقق بعد ما اذا كانت قد جرت عملية نقل" لتلك الاسلحة.
وطلب الصحافيون من كراولي توضيح سبب استدعاء الولايات المتحدة لدبلوماسي سوري رفيع الاثنين للمطالبة بالانهاء "الفوري" لعمليات نقل تلك الصواريخ الى حزب الله، فقال "كان هناك تصريح من قبل السفير يقول فيه باننا لم نتطرق معه الى هذه المسألة" مضيفا "والواقع اننا تطرقنا الى هذه المسألة مرارا منذ شباط/فبراير الماضي".
وختم المتحدث الاميركي "لقد استدعيناه لكي نتأكد من انه ادرك باننا نأخذ هذه المسالة على محمل الجد".
من جهته أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاربعاء عن أسفه لتورط الخارجية الأميركية في تبني مزاعم إسرائيل حول إدخال سوريا صواريخ سكود الى حزب الله.
وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اتهم في الاونة الاخيرة سوريا بانها زودت حزب الله الشيعي اللبناني صواريخ من طراز سكود.
لكن سوريا التي تحسنت علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد اعوام من التوتر
نفت المزاعم الاسرائيلية، متهمة الدولة العبرية بانها تمهد "لعدوان محتمل في المنطقة".
حزب الله... وقدرات إيران العسكرية
في غضون ذلك، جاء في تقرير رفعه وزير الدفاع روبرت غيتس الى الكونغرس، ما يعكس القلق الأميركي المتنامي من دور ايران في المنطقة ودعمها لمجموعات مسلحة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية وأفغانستان. ويؤكد التقرير عن "قدرات ايران العسكرية"، أن استراتيجية طهران تقوم على عقيدة "الردع"، انطلاقا من أن الأولوية السياسية للقيادة منذ الثورة الاسلامية هي "استمرار النظام" والسعي الى "أن تكون الدولة الأقوى والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط".
ويشير التقرير الى أنه "في السنوات الأخيرة تراجعت الأهداف الايديولوجية" للنظام الايراني الذي اعتمد "سياسات أكثر براغماتية"، ركيزتها حرص طهران على "ضمان تأثيرها السياسي والاقتصادي والأمني" في المنطقة، وخصوصا في العراق وأفغانستان ولبنان والأراضي الفلسطينية، من خلال تقديم "مساعدات عسكرية ضخمة لميليشيات شيعية ومتمردين أفغان وحزب الله ومجموعات فلسطينية". ولتنفيذ هذه السياسة، تستخدم ايران "الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس لفرض قدرتها العسكرية والاقتصادية".
ويشير التقرير الى أن "نشاطات الحرس تتضمن جمع معلومات استخباراتية، والقيام بأعمال ديبلوماسية سرية، وتدريب وتسليح وتوفير الدعم المادي لمجموعات ومنظمات ارهابية".
ففي لبنان، يصف التقرير "حزب الله" بأنه "الشريك الاستراتيجي" لايران، ويتحدث عن نشاط عناصر من "الحرس الثوري في معسكرات في لبنان حيث يشرفون على تدريب حوالى ثلاثة آلاف مقاتل أو اكثر من حزب الله".
ويفيد بأن ايران تقدم ما بين 100 و 200 مليون دولار سنوياً لـ "حزب الله" وأن ترسانة الحزب "تخطت نسب التسلح" التي كانت عليها في حرب تموز/يوليو 2006. ويأتي التقرير على ذكر اعتراض اسرائيل للباخرة "فرانكوب" في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت والتي كان تنقل مئات الاطنان من الأسلحة الايرانية المرسلة الى الحزب.
وبالنسبة الى قوة ايران العسكرية، يشير التقرير الى أن موزانتها الدفاعية تبلغ 9.6 بليون دولار، ولديها كحد أقصى 1900 دبابة، و 900 منصة للصواريخ، ، وأكثر من 5000 مدفع هاون وحوالي 2800 سلاح مدفعي. أما قوتها البحرية، فتشمل أربع غواصات و4 سفن حربية ومئات الزوارق الحربية و32 طائرة مروحية.
ويعتبر التقرير ان لدى ايران "أكبر قوة صواريخ باليستية منتشرة في الشرق الأوسط" وتقدر بحوالي 1000 صاروخ يراوح مداها بين 90 و 1200 ميل. ويكشف ان ايران تلقت مساعدة من الصين وكوريا الشمالية لتطوير هذه الصواريخ وأن بامكانها "عبر المساعدات الخارجية تطوير صواريخ باليستية قادرة على وصول الولايات المتحدة في 2015".