Those who know the truth are not equal to those who love it” Confucius
" لا يستوي من يعرف الحقيقة بمن يحبها". كونفوشيوس
إشكالية المساواة .
نتيجة التناول الجزئي للقضايا المطروحة ، و خلال آلية الرفض الشامل للسرد ، وقع الزميل مواطن مصري في تناقضات ذاتية خاصة في قضية المساواة ، هذه التناقضات هي نتيجة منطقية لغياب تصور مركزي لمبدأ المساواة لدى الزميل و استسلامه الكامل لظواهر النص الديني ، دون وعي بالتناقض في تلك النصوص ذاتها ،و هذا ما سنوضحه في النموذجين الآتيين .
ثانيا : يرى الزميل أن التفرقة على أساس الأنساب ليست من الإسلام ،و يستشهد بحديث محمد لفاطمة (يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت فإني لن أغني عنك من الله شيئا، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) .
أشير هنا إلى أحاديث متناقضة تنسب للنبي في هذه القضية ، فهناك هذا الحديث ،و هناك تحذيرات من العصبية المنتنة ، و لكن أيضا هناك ما يتناقض معهما ، حتى أننا لا نكاد نصدق أنها كلها صادرة من نفس المصدر .
1. الإمامة في قريش : هذا الحديث ينسف مبدأ المساواة من أساسه ، و هو أساس الحقوق السياسية في الدولة الحديثة ،و يعود بنا إلى شكل بدائي للمجتمع السياسي القائم على عصبية الدم و القرابة ، كما أوضحت في (أولآ) ، و كان لهذا المبدأ أسوأ الأثر في التاريخ الإسلامي .
روى البخاري ومسلم : ( الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم ) ، ( الناس تبع لقريش في الخير والشر ) ، ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ) .
الأئمة اثنا عشر كلهم من قريش . . روى البخاري ومسلم : ( إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) ، ( لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش ) .
2. عن قرابة النبي وصهره : قال النبي : (( كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي )) . الحديث صححه الألباني في صحيح الجامع(صحيح) انظر حديث رقم: 4527 في صحيح الجامع. و هنا تمييز لقرابة النبي بنص واضح لا يقبل اللبس ، ليس فقط في الحياة الدنيا و لكن في الآخرة أيضا
3. تمييز بني هاشم عمن سواهم : عن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ) . رواه مسلم ( 2276 ) . تمييز واضح لبني هاشم على أساس العرق و القرابة لا سواها ، فأين المساواة .
4. وعن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى " خُمًّا " بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَوَعَظَ ، وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : ( أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ ) فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : ( وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ) . رواه مسلم ( 2408 ) .
5. تمييز علي بن أبي طالب : حديث غدير خم : قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا: ثنا فطّر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة ، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله يقول: يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام كثير من الناس ، قال أبو نعيم: - فقام ناس كثير - فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: « أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ »، قالوا: نعم يا رسول الله. قال: « من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ». ورواه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عنه أتم من ذلك.
6. تمييز العلويين : أخرج ابن المنذر, وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم والطبراني في المعجم الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما, لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). قالوا: يا رسول الله , من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: علي, وفاطمة , وولداهما .
7. تمييز آل البيت : أخرجه الترمذي وحسنه، والحاكم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي. ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
أخرج الطبراني في الأوسط عن الحسن بن علي رضي الله عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الزموا مودتنا أهل البيت ,فاٍنه من لقي الله وهو يودنا, دخل الجنة بشفاعتنا , والذي نفسي بيده , لا ينفع عبدا عمل عمله إلا بمعرفته حقنا .
8. تمميز بني عبد المطلب : أخرج الطبراني,والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني عبد المطلب, إني سألت الله فيكم ثلاثا: أن يثبت قلوبكم , وأن يعلم جاهلكم , ويهدي ضالكم, وسألته أن يجعلكم جُوَدَاءُ نجداء رحماء . فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام , ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمد , دخل النار.
9. تمييز بني هاشم و الأنصار : أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بغض بني هاشم والأنصار كفر ,وبغض العرب نفاق.
.....................................................................
ثالثا : يرى الزميل أن عدم المساواة في الحقوق ( الأقدار ) صفة أصيلة في الطبيعة الإنسانية ،و لكنه أيضا يرى أن الإسلام ينادي بالمساواة .
أرى هنا أيضا تناقضات ذاتية ، فالنظم الحديثة كلها قائمة على المساواة بين المواطنين في الحقوق و الواجبات ،و التسليم بوجود تفاوتات بين البشر ، لا يترتب عليه تفاوتا في حقوقهم أو واجباتهم ، و بالتالي فالحضارة المعاصرة تفرض علينا إدانة و رفض أي تمييز بين حقوق الناس و ليس تبريره .
من جانب آخر فالإسلام لا ينادي بالمساواة كما يعتقد و يدعي زميلنا المحترم ، بل على النقيض يعترف و يقنن عدم المساواة .
1- لا مساواة بين المسلم و غير المسلم في الحقوق و الواجبات . أوضح درجات الحيف هو فرض الجزية . جاء في القرآن :" قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ التوبة -29 . يصل اضطهاد غير المسلم إلى حد التحقير و الإهانة . قال النبي : " لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ " . رواه مسلم 4030. وَلِهَذَا أيضا اِشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ عُمَر بْن الْخَطَّاب تِلْكَ الشُّرُوط الْمَعْرُوفَة فِي إِذْلَالهمْ وَتَصْغِيرهمْ وَتَحْقِيرهمْ وَذَلِكَ مِمَّا رَوَاهُ الْأَئِمَّة الْحُفَّاظ مِنْ رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْن غَنْم الْأَشْعَرِيّ قَالَ : كَتَبْت لِعُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حِين صَالَحَ نَصَارَى مِنْ أَهْل الشَّام بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا كِتَاب لِعَبْدِ اللَّه عُمَر أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نَصَارَى مَدِينَة كَذَا وَكَذَا إِنَّكُمْ لَمَّا قَدِمْتُمْ عَلَيْنَا سَأَلْنَاكُمْ الْأَمَان لِأَنْفُسِنَا وَذَرَارِيّنَا وَأَمْوَالنَا وَأَهْل مِلَّتنَا وَشَرَطْنَا لَكُمْ عَلَى أَنْفُسنَا أَنْ لَا نُحْدِث فِي مَدِينَتنَا وَلَا فِيمَا حَوْلهَا دَيْرًا وَلَا كَنِيسَة وَلَا قلاية وَلَا صَوْمَعَة رَاهِب وَلَا نُجَدِّد مَا خَرِبَ مِنْهَا وَلَا نُحْيِي مِنْهَا مَا كَانَ خُطَطًا لِلْمُسْلِمِينَ وَأَنْ لَا نَمْنَع كَنَائِسنَا أَنْ يَنْزِلهَا أَحَد مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي لَيْل وَلَا نَهَار وَأَنْ نُوَسِّع أَبْوَابهَا لِلْمَارَّةِ وَابْن السَّبِيل وَأَنْ نُنْزِل مِنْ رَأَيْنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَة أَيَّام نُطْعِمهُمْ وَلَا نَأْوِي فِي كَنَائِسنَا وَلَا مَنَازِلنَا جَاسُوسًا وَلَا نَكْتُم غِشًّا لِلْمُسْلِمِينَ وَلَا نُعَلِّم أَوْلَادنَا الْقُرْآن وَلَا نُظْهِر شِرْكًا وَلَا نَدْعُو إِلَيْهِ أَحَدًا وَلَا نَمْنَع أَحَدًا مِنْ ذَوِي قَرَابَتنَا الدُّخُول فِي الْإِسْلَام إِنْ أَرَادُوهُ وَأَنْ نُوَقِّر الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ نَقُوم لَهُمْ مِنْ مَجَالِسنَا إِنْ أَرَادُوا الْجُلُوس وَلَا نَتَشَبَّه بِهِمْ فِي شَيْء مِنْ مُلَابِسهمْ فِي قَلَنْسُوَة وَلَا عِمَامَة وَلَا نَعْلَيْنِ وَلَا فَرْق شَعْر وَلَا نَتَكَلَّم بِكَلَامِهِمْ وَلَا نَكَتْنِي بِكُنَاهُمْ وَلَا نَرْكَب السُّرُوج وَلَا نَتَقَلَّد السُّيُوف وَلَا نَتَّخِذ شَيْئًا مِنْ السِّلَاح وَلَا نَحْمِلهُ مَعَنَا وَلَا نَنْقُش خَوَاتِيمنَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا نَبِيع الْخُمُور وَأَنْ نَجُزّ مَقَادِيم رُءُوسنَا وَأَنْ نَلْزَم زَيِّنَا حَيْثُمَا كُنَّا وَأَنْ نَشُدّ الزَّنَانِير عَلَى أَوْسَاطنَا وَأَنْ لَا نُظْهِر الصَّلِيب عَلَى كَنَائِسنَا وَأَنْ لَا نُظْهِر صُلُبنَا وَلَا كُتُبنَا فِي شَيْء مِنْ طُرُق الْمُسْلِمِينَ وَلَا أَسْوَاقهمْ وَلَا نَضْرِب نَوَاقِيسنَا فِي كَنَائِسنَا إِلَّا ضَرْبًا خَفِيفًا وَأَنْ لَا نَرْفَع أَصْوَاتنَا بِالْقِرَاءَةِ فِي كَنَائِسنَا فِي شَيْء فِي حَضْرَة الْمُسْلِمِينَ وَلَا نَخْرُج شَعَّانِينَ وَلَا بُعُوثًا وَلَا نَرْفَع أَصْوَاتنَا مَعَ مَوْتَانَا وَلَا نُظْهِر النِّيرَان مَعَهُمْ فِي شَيْء مِنْ طُرُق الْمُسْلِمِينَ وَلَا أَسْوَاقهمْ وَلَا نُجَاوِرهُمْ بِمَوْتَانَا وَلَا نَتَّخِذ مِنْ الرَّقِيق مَا جَرَى عَلَيْهِ سِهَام الْمُسْلِمِينَ وَأَنْ نُرْشِد الْمُسْلِمِينَ وَلَا نَطْلُع عَلَيْهِمْ فِي مَنَازِلهمْ . قَالَ فَلَمَّا أَتَيْت عُمَر بِالْكِتَابِ زَادَ فِيهِ وَلَا نَضْرِب أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ شَرَطْنَا لَكُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْفُسنَا وَأَهْل مِلَّتنَا وَقَبِلْنَا عَلَيْهِ الْأَمَان فَإِنْ نَحْنُ خَالَفْنَا فِي شَيْء مِمَّا شَرَطْنَاهُ لَكُمْ وَوَظَّفْنَا عَلَى أَنْفُسنَا فَلَا ذِمَّة لَنَا وَقَدْ حَلَّ لَكُمْ مِنَّا مَا يَحِلّ مِنْ أَهْل الْمُعَانَدَة وَالشِّقَاق .
2- لا مساواة بين الرجل و المرأة . الرجل يمتلك جسد المرأة: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{222} نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{223}) البقرة. للرجل القوامة على المرأة: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا{34} وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا{35} ) النساء.شهادة المراة بنصف شهادة ،و ميراث المرأة نصف الرجل ، ولا ولاية للمرأة .
3- لا مساواة بين الحر و العبد : فالاسلام لا يقر فقط العبودية بل يضع العبيد في مرتبة أقل من البشر العاديين حتي في التكليف والعقوبات. ففي الآية 178 من سورة البقرة نجد: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) ، فحياة العبد لا تساوي حياة الحر، فلو قتل حرٌ عبداً لا يُقتل الحر بالعبد، ولكن يُقتل العبد إذا قتل حراً. أما الاماء فلا تساوي الواحدة منهن، حتى المسلمة، إلا نصف الحرة حتى في العقاب ، فالمرأة الحرة كلها عورة ولا يجوز أن تكشف أي جزء من جسمها غير وجهها ويديها، أما الأمة فعورتها من سرتها الى ركبتيها، ولذا يجوز لها أن تكشف صدرها أن أرادت ، والأمة اذا طُلقت أو مات زوجها فعدتها نصف عدة الحرة ، والأمة أو العبد لا يتزوج إلا بإذن سيده ، والأمة إذا كانت متزوجة وباعها سيدها، تُعتبر طالقةً من زوجها وليس له الحق في الاعتراض ، والآية 25 من سورة النساء تخبرنا عن الاماء: " وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (25) ". وعليه إذا زنت ألأمة لا تُرجم حتى وإن كانت متزوجة بل تُجلد خمسين جلدةً، ويُقاس عليهن العبيد كما يقول تفسير الجلالين[272] ، وأما نكاح الاماء فمباح للسيد متى ما شاء وأي عدد من الاماء شاء. ومن لم يستطع من المسلمين نكاح المحصنات المؤمنات لعدم مقدرته مادياً فلينكح أمةً بإذن اهلها، ولكن هذا غير مستحب لان أولاده منها يكونون ملكاً لسيدها .
كان محمد يمتلك الكثير من العبيد والاماء نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر: أسامة بن زيد بن حارثة، وأمه وكان اسمها بركة، كانت حاضنة رسول الله في صغره، ومنهم ابو رافع القبطي ومنهم أيمن بن عبيد بن زيد الحبشي ومنهم ثوبان بن يُجدد ويُقال له ابو عبد الكريم ومنهم حنين وهو جد ابراهيم بن عبد الله بن حنين، ومنهم رافع او ابو رافع ويقال له ابو البهي، ومنهم رباح الاسود ومنهم رويفع ومنهم زيد بن حارثة الكلبي ومنهم زيد ابو يسار، ومنهم سفينة ابو عبد الرحمن وهذا لقب اعطاه إياه الرسول، ومنهم سلمان الفارسي ومنهم شُقران الحبشي ومنهم ضُميرة بن أبي ضُميرة الحميري ومنهم عُبيد مولى النبي ومنهم فضالة ومنهم قفيز وكركرة وكيسان ومابور القبطي الخصي ومنهم مدعم وكان اسود من مولدي حسمي بارض الشام ومنهم مهران أو طهمان وميمون ونافع ونُفيع وواقد وهشام مولي النبي ويسار ويقال انه الذي قتله العرنيون ومثلوا به، ومنهم ابو الحمراء وابو سلمى راعي النبي وابو ضميرة وابو عسيب وابو كبشة الانماري وابو مويهبة. وكان له عدد كبير من الاماء.