{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أبو رياض مين قدو
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #21
RE: أبو رياض مين قدو
«فوضى هادئة»: الحزن الكبير يكسر سجن الحياة
الجمعة, 25 سبتمبر 2009
092504b.jpg
شريف حتاتة *
Related Nodes:
092504b.jpg

عرض في مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط أفلام عدة ومنها فيلم «فوضى هادئة» الذي حصل على جائزتي أحسن عمل سينمائي وأحسن ممثل. قصة الفيلم تدور حول بييترو بالاديني وهو رجل أعمال في الثالثة والأربعين من العمر. نراه في البداية منهمكاً مع أخيه كارلو في لعبة كرة المضرب على الشاطئ. يسمعان صرخات استغاثة فيندفعان إلى المياه، ويسبحان بقوة ليُنقذا امرأتين من الغرق في البحر.

عندما يعود بييترو بالاديني إلى بيته الريفي يُفاجأ بزوجته راقدة على حشيش الحديقة فاقدة الحياة، وشرائح من الكانتالوب متناثرة حولها، كما يفاجأ في الوقت نفسه بابنته الصغيرة كلوديا وفي عينيها نظرة اتهام تُردد باكية، صارخة «اتصلت بك ثلاث مرات ولم ترد».

ويضاعف من الصدمة التي أصيب بها بييترو شعوره بتأنيب الضمير، وبالمسؤولية إزاء ابنته الوحيدة لا تتعدى سنها العشر سنوات. طفلة جميلة وذكية تتعامل بعد الصدمة الأولى مع فقدان أمها المفاجئ بهدوء ظاهري كأنها تحملته. ولأن بييترو تربطه بابنته علاقة حب قوية، يظل إلى جوارها أثناء الجنازة. وفي اليوم التالي يصطحبها إلى المدرسة ممسكاً بيدها حتى الباب إلى أن تسحبها منه. هناك يقف محاطاً بأفواج الأمهات متردداً، مرتبكاً، وفجأة يُنادي عليها وهي تصعد السلالم «سأنتظرك أمام المدرسة حتى ساعة الانصراف» مدفوعاً بإحساس تلقائي استولى عليه.

تبدّل عميق

ويتحول هذا الوعد إلى عادة يومية يتمسك بها، فيترك عمله في شركة التلفزيون التي يحتل فيها منصباً مهماً، ويتخلى عن كل أنشطته لينتظر ابنته يومياً في متنزه أمام المدرسة، جالساً على دكة، أو في سيارته عندما تهطل الأمطار. هذا على رغم نصائح المحيطين به والمحاولات التي يبذلونها لإقناعه بأنه لا يتحمل أدنى مسؤولية فيما جرى لزوجته حتى يتراجع عن قراره. لكنه يُصر أن يبقى طُوال اليوم منتظراً خروج ابنته من المدرسة ليصطحبها إلى البيت حيث يقضي معها الوقت في قراءة قصص للأطفال، أو اللعب معها، أو في حوار لا ينقطع سوى ساعة خلودها الى النوم.

يُؤدي هذا بالتدريج إلى تبدل عميق في حياته. فأثناء ساعات الانتظار التي يقضيها جالساً في المتنزه يُطل على ما يدور من حوله، على الناس الذين يعبرون المكان، أو يوجدون فيه، على الأمهات والأطفال وبعض المدرسات يتبادل معهن الكلام. أحياناً تنشأ بينه وبين بعض الناس صلات، أم تتنزه مع ابنها المعوق يومياً يبتهج عندما يُضيء بييترو بلادينى إشارات سيارته، ويُلوح إليه مبتسماً فيحرص على تكرار ما يفعله كلما مرا أمامه.

صاحب مطعم يتناول عنده طعام الغداء. أخت زوجته امرأة عيناها في زرقة البحر العميق تُعاني من توتر نفسي، ومن مشاكل علاقتها برجل متزوج وتُصرح له أنها حملت منه، وتسأله نصائحه وتحتضنه بحب. خياط يقوم بتصميم بنطالات «الجينز» يتحدث معه عن السوق ومتاعبها. رجل مسن يسكن في الدور الأول لعمارة تُطل على المتنزه يدعوه لتناول طعام الغداء معه بعد أن شاهده جالساً وحده أياماً متتالية.

زملاء له في الشركة مُهددون بفقدان وظائفهم نتيجة الاندماج الوشيك مع شركة أميركية ضخمة تعمل في مجال الاتصالات، ومن بينهم صديق له قريب منه يُعاني من مشاكل زوجية، ويُواجه بمناورات أصحاب المراكز الرئيسية في الشركة.

مسؤولون كبار في الشركة يأتون إليه ليعرضوا عليه منصباً عالياً بعد أن يتم الاندماج ليضربوا به منافسين لهم. شابة جميلة تتنزه في هذا المكان يومياً مع كلبها الضخم تُشاهد الناس الذين يُقبلون عليه ليتحدثوا معه، ويحتضنونه بحرارة كأنه شخص عزيز عليهم، قريب منهم، فتُفتتن بهذا الشخص الذي يجلس وحده طُوال الساعات ومع ذلك يُقبل عليه مُحبون كثيرون بحرارة تدل على العواطف التي يحملونها له.

في الوقت نفسه لا ينقطع الحوار الدائر بينه وبين ابنته. مع ذلك كله يظل يُعاني من حزن كبير يحرص على إخفائه تحت مظهر خارجي هادئ، وخادع لا يتخلى عنه إلا نادراً عندما يبكي بكاء مُراً وهو جالس وحده في سيارته، أو أثناء لقاء يتم بينه وأخيه «كارلو» الشاب الوسيم، والمستهتر إلى حد كبير الذي يُقنعه بتدخين سيجارة محشوة بالأفيون في مشهد سينمائي مؤثر، وفي مرة ثالثة عندما تزوره المرأة زوجة رئيس الشركة التي سمعت عرضاً من أخيه أثناء حفلة عشاء أنه هو الذي أنقذها من الغرق، ثم عاد إلى البيت ليكتشف وفاة زوجته. أثناء هذه الزيارة يتم بينهما لقاء جنسي محموم، وعنيف كأنهما يخترقان جدران الكبت التي أحاطاها بأحزانهما.

دوافع عاطفية

لا أعرف إن كانت الأسباب التي دفعت اللجنة إلى منح هذا الفيلم جائزة أحسن عمل سينمائي، وأحسن ممثل، هي الأسباب ذاتها التي جعلتني أجد فيه عملاً فنياً راقياً، يُعمق الوعي بالكثير مما يتم دفنه في زحمة الحياة اليومية للناس. عندما قرر بييترو بالاديني أن يعتزل عمله في الشركة على رغم المسؤولية المهمة التي كان يقوم بها، وفرص توليه منصباً عالياً للغاية بعد إتمام عملية الاندماج، وعلى رغم الوظيفة التي كانت تُوفر له قدراً كبيراً من الرفاهية والاستقرار، عندما اتخذ قراره ربما لم يُدرك ما سيترتب عليه من فرص لتجربة في الحياة مختلفة عن تلك التي كان يعيشها من قبل. كان مدفوعاً بعوامل أقرب ما تكون إلى الدوافع العاطفية منها إلى الاعتبارات العقلانية الهادئة.

مع ذلك فتح أمامه القرار الذي اتخذه مسالك لمعايشة الحياة بطريقة أعمق، وأكثر ثراء على رغم خسائرها المادية. وجد نفسه مُحاطاً بصداقة وحب عدد من الناس، واضطلع على جوانب للحياة كانت خافية عليه. اتضح له أن العواطف الإنسانية قد تقود إلى معرفة جديدة لا يقود إليها العقل. ولكن ربما الأهم من كل ذلك هو أنه، عندما قرر الاستغناء عن رغد الحياة، وضماناتها، عندما أصبح لا يُريد شيئاً من الناس أو مكاسب مادية إضافية، سعوا إليه وبحثوا عنه. عندما غاب عنهم أدركوا قيمته وعندما أصبح يقضي الساعات الطويلة منتظراً ابنته أُتيح له أن يتأمل ما يدور حوله، تأمل الناس، ومشاكلهم بينما قبل ذلك كان لا يرى إلا في حدود ضيقة فرضها السريان العادي للأحداث التي يعيشها في الشركة أو في البيت. الصدمة التي أصابته، والحزن العميق الذي ألم به قاداه إلى مفهوم جديد لمعنى الحياة وأبعادها، إلى علاقات جديدة مع ابنته ومع الناس فأدرك قيمته كإنسان.

الممثل ناني موريتي الذي قام بدور الشخصية الرئيسية أدى دوره بطريقة لافتة في مستواها العالي. إنه ممثل قدير كما انه مخرج مميز قام بأدوار رئيسية في أفلام أخرى حققها بنفسه، وأساساً في فيلم «غرفة الابن» الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي عام 2001، وفي فيلم «مفكرتي العزيزة». في فيلم «فوضى هادئة» شارك أيضاً في كتابة السيناريو مع لاورا باولوتشي وفرانشيسكو بيكولو.

استطاع المخرج أنتونيالو جريمالدي أن يصنع فيلماً جميلاً لا سيما عبر طريقة تحريكه للممثلين، وعلى الأخص ناني موريتي، وأليساندرو جاسمان الذي قام بدور الأخ الأصغر. أما الطفلة ابنة بييترو بالاديني الطفلة «بلودي مارتينو» فاستطاعت أن تقوم بدورها على نحو مقنع على رغم صعوبته، وعلى رغم اضطرارها للانتقال بين مختلف الحالات التي يمر بها صغار السن على نحو متتال، وسريع أحياناً.

الفيلم مأخوذ عن رواية لساندرو فيرونيزي. ولكن في الكتاب يظل «بييترو بالاديني» رجل الأعمال جالساً في سيارته خارج المدرسة، أما في السيناريو فاستبدل الجلوس في السيارة بحديقة للنزهة ما أتاح مساحة لتحرك الشخصيات المختلفة، ولحدوث اللقاءات التي تتم بينهم، وهي فكرة أضفت على الفيلم ثراء في تصوير الطبيعة والأحداث بطريقة مقنعة، ومُريحة تعددت فيها اللقطات وتنوعت.

ينتهي الفيلم بأن تطلب الطفلة «كلوديا» من أبيها أن يتوقف عن انتظارها خارج المدرسة حتى وقت الانصراف قائلة له ما سمعته في دراسات الطبيعة من إحدى مدرساتها بأن هناك عمليات في الوجود يُمكن أن تعود إلى حيث بدأت لكن هناك عمليات لا رجعة فيها، وتطلب منه أن يعود إلى حياته كما كان يُمارسها فيستقل الأب سيارته وينصرف.

الفيلم هادئ لكنه إطلالة عميقة على حياة الإنسان النفسية والوجدانية، على علاقته بغيره من الناس المحيطين به وعلى مختلف الظروف التي قد يمر بها، وتأثيرها عليه وعلى مسار حياته. البعض لم يستسغ المشاهد المتعلقة باللقاء الجنسي بين «بييترو بالاديني» و «إليا نورا» التي كان قد أنقذها من الغرق لعنفها وصبغتها الحيوانية، لكنها في الحقيقة كانت تُعبر عن الحالات المبالغ فيها التي يمر بها الإنسان أحياناً عندما يضيق بالقيود الثقيلة التي تُكبل حياته.

* روائي مصري
09-25-2009, 12:21 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #22
RE: أبو رياض مين قدو
ما هو مدى واقعية فيلم بولانسكي الجديد "الشبح"؟
رومان بولانسكي

بولانسكي جعل امورا معقدة جدا تبدو سهلة وبسيطة في الفيلم

يتناول "الشبح" وهو الفيلم الجديد للمخرج رومان بولانسكي قصة رئيس حكومة بريطاني سابق مهدد بالمثول امام محكمة جنائية دولية لارتكابه جرائم حرب.

"الشبح" في فيلم بولانسكي هو مذكرات رئيس الحكومة ادام لانج (وهو شخصية خيالية) الذي استوحيت شخصيته الى حد بعيد من شخصية رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير اذ ان القصة تتناول عدة ابعاد تتعلق تحديدا وبشكل اساسي بالحرب على العراق وبالعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

والفيلم مستوحى من رواية للكاتب روبرت هاريس الذي قال انه تأثر بموجة الغضب ضد بلير وسياساته ومطالبة الكثيرين بمثوله امام محكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ولكن ما هو مدى الواقعية الذي يتمتع به هذا الفيلم؟ وهل من الممكن ان تقوم يوما ما اي محكمة جنائية دولية بملاحقة بلير او غيره من رؤساء الحكومات البريطانيين؟

ان ذلك ممكن من جهة اذ تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بصلاحية ملاحقة اي رئيس دولة حالي او سابق، ولكن المشكلة تبدأ في المرحلة الثانية وهي معرفة ما اذا كانت هذه المحكمة هي الجهة الصالحة للبت بالقضية.

وفي الفيلم، يتهم ادام لانج بالتخطيط والامر بخطف 4 مواطنين بريطانيين يشتبه بعلاقتهم بـ"منظمات ارهابية". وتجري عمليات الخطف في باكستان تنفذها القوات الخاصة البريطانية التي تسلمهم بعد ذلك الى الاستخبارات الامريكية (سي آي ايه) التي تمارس عليهم التعذيب ما يؤدي الى مقتل احدهم.

ويقول الخبراء في مجال القانون الدولي انه يمكن تصنيف ما جرى بجرائم الحرب او الجرائم ضد الانسانية وهما المجالان اللذان لدى المحكمة حق النظر بهما.

ولكي تصبح المحكمة الجنائية جهة صالحة لملاحقة المجرمين يجب على الجرم ان يتضمن تهجير او القتل عمدا يكونان من ضمن سياسة تطبق على نطاق واسع.
تبسيط

اما في الفيلم، فان الجريمة المرتكبة ربطت باطارها الاوسع وهو قضية الحرب على العراق ويتضمن مشاهد لمناهضي الحرب يتظاهرون امام منزل لانج مطالبين باحالته الى المحكمة.

هذا ما حصل على ارض الواقع لان مدعي عام المحكمة الجنائية قام بالتحقيق بدور بريطانيا في حرب العراق، الا ان خلاصة التحقيق الحقيقي آلت الى الاعلان ان المحكمة الجنائية الدولية ليست الطرف الصالح للبت بالقضية، بينما في الفيلم، هناك امكانية بأن تسير الامور في منحى آخر.

وينجح الفيلم كذلك في عملية تفسير وتبسيط لقضايا مثل القانون الدولي وجرائم الحرب وخطف المشتبه بهمم وتسليمهم لاستخبارات بلد آخر، كما ينجح في جعل هذه الامور، وهي عادة بالغة التعقيد، بسيطة يسهل فهمها.
03-28-2010, 07:39 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #23
RE: أبو رياض مين قدو
http://international.daralhayat.com/inte...140994#new


مهرجان كان: «روبن هود» للصراع الطبقي و«كارلوس» للسجال الملتبس حول الإرهاب
الجمعة, 14 مايو 2010
140507b.jpg
كان (جنوب فرنسا) – ابراهيم العريس

عندما يقول الناقد والمخرج الفرنسي أوليفييه السايس وهو يقدم فيلمه الذي أضيف في شكل متأخر الى لائحة الأفلام التي تعرض في التظاهرة الرئيسية لـ «كان» إنما في عرض خاص خارج المسابقة ان «فيلمي ليس عن حياة كارلوس بل عن الإرهاب المعاصر»... يكون من الواضح انه يوجّه هذه الدورة من «كان» على عكس الوجهة التي كانت تبدو لها حين أعلن قبل اسابيع قليلة عن اسماء الأفلام المشاركة. ففي البداية بدا وكأن دورة هذا العام، باحتفائها – الذي بدا غير ذي اساس لاحقاً – بما سمي «سينما المؤلف»، ستبدو بعيدة من السياسة بعض الشيء، مقارنة بدورات الأعوام السابقة. بل حتى توقّع كثر يومها ان يكون للاقتصاد أولوية على السياسة (ولا سيما من خلال فيلمي جان – لوك غودار – «اشتراكية/ فيلم» – وأوليفر ستون – «المال لا ينام»). ولكن بعد ذلك تمكنت السياسة من ان تشن هجوماً مضاداً، وكانت الإشارة الأولى، تحديداً، من خلال الإعلان المتأخر عن عرض فيلم أوليفييه السايس «كارلوس» في إطار المهرجان. والحقيقة ان هذا العرض لم يكن متوقعاً لأن «كارلوس» فيلم تلفزيوني يستغرق عرضه أكثر من خمس ساعات ونصف الساعة، ومبرمج ليعرض على قناة «بلوس» الفرنسية مقسمة على ثلاثة أيام 19 و26 أيار (مايو) والثاني من حزيران (يونيو) المقبل.

السياسة تعود

طبعاً يمكن القول هنا ان «كارلوس» سيثير، وبدءاً من اليوم تحديداً، سلسلة من السجالات، منها ما يتعلق بالعلاقة بين السينما والتلفزيون وهجمة التلفزة على الشاشة الكبيرة في عقر دارها: مهرجان «كان»... غير ان من الواضح ان السجالات الكبرى حول هذا الفيلم، سجالات سياسية، وربما سيكون في مقدمها الالتباس الذي سيجده البعض في تناول السايس لموضوعه الشائك. وهناك اذ نتحدث عن «كارلوس» الذي سنعود إليه بتوسع في رسالة مقبلة، لا نقول ان السياسة تطغى الآن على المهرجان، نقول فقط انها عرفت كيف تطل برأسها أكثر مما كنا نتوقع، داخل الأفلام ومن حول الأفلام... ويعزز هذا طبعاً، دخول كين لوتش على الخط بفيلمه الجديد «طريق ايرلندا» الذي لم ينجز ويعلن عن دخوله المسابقة الرسمية إلا يومين أو ثلاثة قبل افتتاح المهرجان. ومعروف عن لوتش انه حتى في فيلم «رياضي» عرضه في «كان» العام الفائت، لم يتمكن من البقاء خارج السياسة، فهذا الفنان السينمائي البريطاني الذي يلقب بـ «آخر اليساريين المحترمين» في السينما المعاصرة يعرف كيف يجعل من السياسة الغاضبة والتقدمية، توابل كل فيلم يحققه. فهل سيعيد الكرة هذه المرة؟ (راجع مكاناً آخر في الصفحة).

وفي الانتظار، وحتى تتضح الهوية الفكرية الحقيقية لمعظم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية أو خارجها، نظل عند ردود الفعل التي كانت لفيلم الافتتاح «روبن هود» الذي عرض خارج المسابقة الرسمية، ووسط صخب إعلامي – سينمائي كبير. ومن المؤكد ان معظم ردود الفعل انطلقت من تمكن ردلي سكوت (مخرج «روبن هود») من ان يفاجئ... ففي حين توقع كثر ان يكون فيلمه «مسلياً... لا أكثر، وفيلم مغامرات لا أكثر، ونظرة بارعة – على الأقل – لأسطورة شعبية سبق للسينما ان تناولتها عشرات المرات من قبل. وفي حين توقع آخرون ان يأتي «روبن هود» اشبه بإعادة إنتاج، منزاحة زمنياً لفيلم «المصارع» الذي حققه سكوت قبل عقد وأدهش به عالم السينما معيداً الاعتبار للأفلام القديمة ذات الهوى الروماني، اتى الفيلم الجديد، مخالفاً لكل تلك التوقعات، أتى فيلماً معاصراً تماماً، يسيطر على موضوعه تماماً، بل يسيّس هذا الموضوع الى حدود لم تعهدها أسطورة روبن هود من قبل... حتى وإن ظلت حكاية الغرام هي الغالبة هنا وربما يمكننا ان نقول، مع حفظ الفوارق طبعاً، ان سكوت، وكاتب السيناريو الذي كتب النص شراكة معه، فعل ما كان فعله بيار باولو بازوليني قبل عقود طويلة بحكاية السيد المسيح. كان ذلك حين قدم بازوليني في «الإنجيل بحسب القديس متى»، صورة مسيسة نضالية للمسيح، لم يكن للسينما عهد بها من قبل. هكذا، ايضاً، في «روبن هود» ردلي سكوت: لم يعد التركيز هنا على الجانب المغامر والعاشق فقط، والمدافع عن الملك والوطن للبطل الأسطوري، بل صار التركيز أكثر على البطل الشعبي، اللص الظريف الذي إذا كان يسرق في الغابة من الأثرياء، فإنما لكي يعطي الفقراء... ولئن كان هذا الجانب «الطبقي» من الأسطورة معروفاً دائماً، فإنه هذه المرة يصبح الجانب الطاغي في الفيلم. ومن الواضح ان هذا البعد، إذ يأتي في أزمنة التأزم الاقتصادي التي نعيش، يتخذ كل دلالاته.

وبهذا قد يكون من المنطقي، هنا، ان نضم «روبن هود» – أو هذا الجانب السياسي/ الاقتصادي البارز منه على الأقل – الى الفيلمين الأكثر تأميناً لحضور الاقتصاد السياسي في عالم «كان» ونعني بهما طبعاً فيلمي أوليفر ستون وجان – لوك غودار، مع إشارة اساسية هنا الى ان فيلم سكوت، الذي ستكون عروضه العالمية بدءاً من اليوم سيكون اكثر فاعلية بكثير، في وقت يبدو واضحاً امام نخبوية غودار انه يبشر بين مؤمنين، وأمام شعبوية ستون، أنه يخوض موضوعاً سبق له ان خاضه مرات عدة، من قبل... كما سبق له هو نفسه ان بدل مواقفه وابتذلها أحياناً الى درجة فقد معها صدقيته. ومع هذا، نعتقد ان الوقت لا يزال أبكر من ان يتيح لنا ان نلقي نظرة حقيقية متفحصة على هذين الفيلمين، ومن دون ان ننسى هنا ان الصحافة الأميركية المتخصصة تتوقع منذ الآن ان يكون «روبن هود» الفيلم الأكثر مشاهدة ونجاحاً في الولايات المتحدة خلال موسم الصيف السينمائي الذي يفتتحه الفيلم نفسه باكراً هذا العام. اما الفعالية فيؤمنها كون الفيلم يطاول مباشرة قضية انزياح طبقات بأسرها نحو الفقر تحت وطأة الأزمة الاقتصادية.

من الأسطورة الى المجتمع

ومع هذا كله سيكون من الظلم التحدث عن فيلم «روبن هود» وكأنه أطروحة سياسية لا أكثر. إذ، بعد كل شيء، ومن الناحية الفنية، أجمعت ردود الفعل ان سكوت حقق هنا واحداً من افضل افلامه منذ «سقوط الصقر الأسود» – فيلمه الشهير عن التدخل الأميركي العسكري الفاشل في الصومال -. والحال ان تفوق سكوت في هذا الفيلم، يبدو اشبه بـ «معجزة صغيرة» على ضوء ما كان عليه المشروع أول الأمر، وقبل ان يقع بين يدي ردلي سكوت ونجمه المفضل راسل كرو (روبن هود في الفيلم). فالمشروع، بداية، كان يحمل عنوان «نوتنغهام»، وكان همه ان يتحدث عن الأسطورة الشعبية نفسها إنما من منظور شريف مدينة نوتنغهام، الذي يتجابه حيناً، ويتحالف حيناً، مع روبن هود المدافع عن الملك ريتشارد (قلب الأسد) قبل ان يحل الملك جون محل هذا الأخير ويخذل روبن هود ويسعى الى تحطيمه. من هذا المنظور كان المشروع ينظر الى روبن هود بصفته شخصاً قاسياً شريراً. لكن راسل كرو إذ قرأ السيناريو الأول وكان في ذلك الحين يشتغل على «رجل العصابات الأميركي» مع سكوت نفسه، وأدرك ان ثمة من سيدفع 130 مليون دولار لتحقيق الفيلم ان هو شارك في بطولته، رأى انه لن يعمل فيه إلا بشرطين، أولهما ان يكون إخراجه لسكوت، وثانيهما ان يتبدل كل شيء بحيث يضفي على الفيلم طابعاً اجتماعياً ويعود التركيز فيه على روبن هود... 140506b.jpg وقد آن اوان تقديمه كبطل شعبي يدافع عن الفقراء، بقدر ما دافع سابقاً عن الملك... وهكذا كان.

وانطلاقاً من هذا الذي كان صار في إمكاننا هنا ان نعيد الفحص على شخصية «اسطورية/ حقيقية» أخرى تقدم في هذه الدورة، أي شخصية كارلوس تحديداً، للتساؤل، عما سيكون عليه رد الفعل العام على الالتباس الذي احاط به مخرج «كارلوس» الشخصية، وهو التباس مكنه من ان يصوّر في سورية ولبنان والأردن والمغرب، وتحت إشراف إدغار راميرز الذي قام بدور «الإرهابي» الذي من المؤكد انه كان يشرف على كل شيء من بعيد، وطبعاً من المحتمل الآن ان يكتشف هؤلاء كلهم توجهات الفيلم بعد جمهور «كان»، أي حيث يشاهده كارلوس نفسه في عروضه التلفزيونية. عند ذاك من المؤكد ان سجالات أوسع ستدور حول الأمر برمته.
05-17-2010, 11:57 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #24
RE: أبو رياض مين قدو
مهرجان كان: فيلم مؤثر عن مقتل الرهبان السبعة في الجزائر
قصي صالح الدرويش

GMT 16:26:00 2010 الأربعاء 19 مايو



قصي صالح الدرويش من كان: بكثير من الجمال والحكمة والاتزان شاهدنا فيلما فرنسيا قويا مؤثرا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان. فيلم عنوانه {رجال والهة} للمخرج إكزافييه بو فوا، ويتحدث عن خطف ومذبحة سبعة رهبان مسيحيين كانوا يعيشون في دير منعزل في الجبال الجزائرية، ولهم علاقات طيبة مع الجزائريين المسلمين، ينصرفون للصلوات والأغاني الدينية. أحداث الفيلم مستوحاة من المجزرة الفظيعة التي وقعت عام1996 والتي كتبها بحرية من أفكار الرهبان التيبيين الذين عاشوا في الجزائر منذ عام 1993 وحتى خطفهم. والرهبان الذين خطفوا ثم ذبحوا هم الأب كريستيان دو شيرجي 59 سنة وكريستوف ليبريتون 45 سنة وسيلستين رينغارد 62 سنة وبرونو لومارشوند 66سنة والاخوة لوك دوشيير 82 سنة وبول فافر ميفيل 57 سنة وميشيل فلوري 52 سنة.
كان الرهبان الثمانية يعيشون بهدوء وسط المسلمين بتفاهم من دون اية مشكلة، لكن الأزمة السياسية فجرت العنف المتزايد وقد حاول المتمردون المسلحون طرد الاجانب من الجزائر، لكن الرهبان القائمين هناك لم يعتقدوا انهم مهددون، خصوصا وان بعض المسلحين، احتاجوا الى الأدوية، فاعطوهم، والمخرج لم يتول عن القتلة، أو عن الذين قاموا بعملية الخطف وكأنه يعتبر الارهابيين هم الذين قاموا بذلك، انسجاما مع الرواية الرسمية، وقد اثيرت اسئلة كثيرة حول هذا الموضوع بين اراء مختلفة ومتناقضة. وان كان الكراس الصحافي قد نشر سلسلة من التواريخ للأحداث السياسية من الانتخابات التشريعية في 26 ديسمبر 1991حيث فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بها، ثم حالة الطوارئ عام1992 ثم مقتل الرئيس محمد بوضياف بعدها بايام والاعلان عن الجماعة الاسلامية المسلحة الارهابية، وتبني هذه الجماعة المسلحة الارهابية لاختطاف الرهبان في 18 ابريل 1996 والاعلان عن قتلهم بعد شهر ويومين من ذلك، وقد وجدت رؤوس الرهبان مقطوعة مرمية على الطريق يوم 30مايو 1996 ووقعت مذبحة فظيعة في بن طلحة خلفت عددا كبيرا من الضحايا الأبرياء يوم 22 سبتمبر 1997. وفي عام 1998 خف العنف نسبيا، وبدأت العدالة الفرنسية التحقيق حول اختطاف الرهبان وقتلهم، من دون التوصل الى نتيجة، وفي 29 سبتمبر 2005 اعلن الرئيس الجزائري بو تفليقة المصالحة الوطنية، الأمر الذي اعفى بعض الجمعيات المسلحة عن اعمالها التي قامت بها بعد 1990 في اطار شروط خاصة. ويوم 20 نوفمبر 2009 رفعت اسرار الدفاع، ما سمح بكشف وثائق للمستشار العسكري الفرنسي في الجزائر بان الجيش الجزائري هو الذي قتل الرهبان السبعة عن طريق الخطأ. وقد حاول بعض الممثلين الفرنسيين المشاركين في الفيلم اتهام العسكريين الجزائريين بالفساد مثل ليمبيرت ويلسون. رغم الأحداث السياسية ومآلها، فان الفيلم كان اكثر واوسع افقا من الحدث السياسي الضيق، فالفيلم ليس سياسيا مغلقا. او ليس مغلقا فقط. وليس في الفيلم اية حساسيات دينية بين مسيحيين والمسلمين، فهو يميز بين المسلمين والتزمت الضيق. الفيلم جميل من هذه الزاوية وفيه افاق رحبة عن المحبة والتسامح، تبين ان معاناة المسيح كانت طريقا للخلاص والمحبة والتسامح. والفيلم صور بحساسية مرهفة، وباداء تمثيلي رائع، وقد اثار تصفيق النقاد الأمر الذي يسمح بالتطلع إلى جائزة من جوائز المهرجان. وكان مخرج هذا الفيلم قد حصل على جائزة التحكيم عن فيلمه السابق الذي عنوانه لاتنسى انك ستموت. عام1995. كما حمل قميصا عليه دفاع عن المخرج البولوني رومان بولانسكي. وكان المدافعون عن بولانسكي في بداية المهرجان قد صمتوا اثر الفضيحة الجديدة التي اتهمته الممثلة البريطانية شارلوت، وشاركت في فيلمه {القراصنة}، باغتصابها له قبل ثلاثة ايام من تصوير فيلم القراصنة وكان عمرها انذاك ستة عشر عاما فقط، وقد رفعت قضية ضده بواسطة اشهر محامية بالدفاع عن النساء، وكان وزير الثقافة الفرنسية فردريك ميتران قد دافع عنه بحرارة، لكنه التزم الصمت بعدها. كما رفض نجوم كبار الدفاع عن بولانسكي مثل مايك دوغلاس، اما رئيس مهرجان جيل جاكوب فقال {ان بولانسكي مخرج كبير لكن الجميع يخضعون للمساءلة } ان الفضيحة الجديدة تبدو غريبة لان بطلتها مثلت فيلمه بعد ثلاث سنوات من اغتصابها حسب قولها، وينفي المخرج هذه التهمة، ويرفع دعوى قضائية ضدها، خصوصا ليس عندها ما يثبت التهمة، وليس عنده ما ينفيها، وتجدر الاشارة إلى ان التونسي طارق بن عمار هو الذي انتج فيلم القراصنة، وبتمويل الشيخ صالح كامل، وقد فشل هذا الفيلم من الناحية الفنية والنقدية والتجارية، بل انه افشل فيلم للمخرج البولوني رؤمان بولانسكي، وهو مخرخ كبير جدا سواء يحب الفتيات الصغيرات، ويغتصبهن او لا.
05-20-2010, 06:02 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #25
RE: أبو رياض مين قدو
انتصارات عربية في «كان» (3): «المصير» ليوسف شاهين
الجمعة, 21 مايو 2010
210510b.jpg
ابراهيم العريس
Related Nodes:
210510b.jpg
انتصارات عربية في «كان»(2): «خارج الحياة» لمارون بغدادي

في أواخر شهر أيار (مايو) 1997، خرجت الصحف المصرية وبعض الصحف العربية الأخرى، بعناوين عريضة مفادها ان دورة ذلك العام لمهرجان «كان» السينمائي منح سعفته الذهبية لفيلم «المصير»... وعلى الفور فيما بدأت أفلام تمتدح الفيلم وصاحبه على اعتبار أنه أدخل السينما العربية، من جديد، في «العالمية»، راحت أفلام أخرى، في مصر وخارجها، تشن الهجوم المعتاد: «فيلم «المصير» يساير الغرب وهو يمالئ الصهيونية ولولا هذا لما كان حقق أي فوز!». كانت الأسطوانة المعهودة في كل مرة يحقق فيها مبدع عربي، سينمائي أو غير سينمائي، فوزاً في الخارج. غير أن هذا كله لم يكن مفيداً يومها، لا للذين امتدحوا الفيلم و «فوزه الكبير»، ولا للذين أغاظهم ذلك «الفوز» واعتبروه إطلالة على زمن العالم لا يريدونها على الإطلاق... وذلك لأن فيلم «المصير» لم يفز في «كان» يومها بأية جائزة خاصة به. صحيح أنه كان مشاركاً في المسابقة الرسمية، وأن معظم الذين شاهدوه رأوا انه، حقاً يجدد، شكلاً ومضموناً وأجواء ولغةً سينمائية ليس فقط في السينما المصرية والعربية ككل وينهل من قلب التاريخ شخصية فكرية عربية فذة (الفيلسوف الأندلسي ابن رشد)، غير أن الفيلم لم يفز لا بالسعفة الذهبية ولا بغيرها. كان يوسف شاهين هو الذي فاز وعن مجمل إنتاجه السينمائي. أما الجائزة فكانت واحدة من أرفع الجوائز التي منحها مهرجان «كان» لفنان مشارك فيه، طوال تاريخه. والحكاية هي أن المهرجان اعتاد أن يمنح في عام تحمل دورته رقماً مدوراً، جائزة كبرى لمبدع من كبار مبدعي السينما في العالم. وكان قد فعل ذلك في الدورة العشرين للمهرجان حين أعطى «سعفة العشرينية» للمخرج السويدي الكبير انغمار برغمان. ولما كان عام مشاركة يوسف شاهين بفيلم «المصير»، العام الخمسين لانطلاقة المهرجان، أي لوبيله الذهبي، قرر أهل المهرجان عامذاك أن تمنح «سعفة الخمسينية» ليوسف شاهين، مكافأة وتتويجاً لعمله السينمائي ككل. وعلى هذا يمكن القول ان شاهين بعد برغمان حصل في ذلك العام على واحدة من أكبر الجوائز التي منحها لمبدع في تاريخه. وهي جائزة لن تمنح ثانية إلا في الدورة الخامسة والسبعين، أي بعد 12 سنة من الآن.

> غير أن توضيح سوء الفهم الذي أحاط العام 1997 بمسألة حصول شاهين، أو حصول فيلمه، على السعفة الذهبية، يجب ألا ينسينا أبداً أن فيلم «المصير» كان فيلماً كبيراً، وان جمهور «كان» من أهل السينما في شكل عام، أو من النقاد، استقبله استقبالاً طيباً، معتبراً أن صاحب «الأرض» و «العصفور» عرف هنا مرة أخرى كيف يمزج اللغة الفنية باللغة الفكرية، والسيرة الغاربة بالسيرة الذاتية، وكيف يطل على الماضي العربي المجيد من خلال زمننا الراهن، كما أطل على هذا الزمن الراهن من خلال الماضي ودروسه. ولعل علينا هنا، قبل أي شيء آخر ان نقول ان فيلم «المصير» يمكن اعتباره واحداً من أهم الأفلام التاريخية في السينمات العربية، كما انه واحد من أهم الأفلام السياسية المعاصرة.

> للوهلة الأولى، إذاً، يحاول «المصير» ان يقدم سيرة ما، لأبي الوليد ابن رشد، المعتبر واحداً من أكبر الفلاسفة في الفكر العربي والإسلامي، كما انه من كبار المفكرين الذين ربطوا بين الفكر اليوناني القديم (من خلال شروحاته المنطقية على أرسطو، والسياسية على أفلاطون)، والفكر المعاصر في زمنه... غير أن الجمهور، «النخبوي» أول الأمر، الذي اندفع لمشاهدة «المصير» وهو يتطلع للتعرف الى تفاصيل حياة ابن رشد وفكره وكيف يمكن الفنّ السابع ان يقدمهما، أدركوا بسرعة، كما أشرنا يومها، الى ان «المصير» ليس تماماً الفيلم الذي كانوا يعتقدون وينتظرون. وبسرعة أيضاً فهموا ان البيئة الحقيقية التي يتحدث عنها الفيلم ليست بالتمام اندلس القرن الثاني عشر، بل هي مصر وربما العالم العربي كله، في القرن العشرين أو في شكل أكثر تحديداً، اللحظة الانعطافية بين القرن العشرين وما يليه. والحقيقة أنه نادراً ما كان تمكن فيلم عربي قبل «المصير» من أن يتأرجح بين الماضي والحاضر كما فعل «المصير»، ونادراً ما كان تمكن فنان قبل شاهين من أن يقيم ربطاً بين العام والخاص كما فعل صاحب «المصير». ومع هذا فإن ما نراه على الشاشة هو «ابن رشد» ومدينة قرطبة و «الخليفة المنصور» وبضع شخصيات، عربية واسبانية وغير ذلك، تضعنا منذ لحظات الفيلم الأولى في قلب القرن الثاني عشر بزهوه وقسوته، بآلامه وتناقضاته، القرن الذي يعبّر شاهين عن نظرته اليه والى ازدهار التاريخ العلمي العربي فيه بكل بساطة ومباشرة. فمن ناحية لدينا هنا عند بداية الفيلم، مفكر فرنسي يدعى جيرار بروي، يحرق بأمر من السلطات المدنية والكنسية في اقليم اللانغدوك الفرنسي، تحديداً لأنه متأثر بمؤلفات «الكافر» ابن رشد ويؤلف على منوالها. وبروي يحرق مع كتبه ومع مؤلفات ابن رشد في الوقت الذي يقرر فيه ابنه جوزيف ان يتوجه الى مدينة قرطبة الأندلسية ليتابع رسالة والده الفكرية وتتلمذ هو الآخر على صاحب «فصل المقال». وهكذا يتيح لنا انتقال يوسف من اللانغدوك الى قرطبة، مكانة يقيمها شاهين بين «عصر الظلمات» الأوروبي، وعصر التنوير العلمي العربي في الأندلس، حيث إن مرور يوسف في سوق قرطبة، سيضعه أو يضعنا، (نحن المتفرجين طبعاً) على تماس مباشر مع حضارة تُشترى فيها كتب الفكر في الساحات العامة، ويتنافس فيها طلاب العلم الفقراء على شراء الكتب والمخطوطات مع الخليفة وكبار أعيان المدينة. وبعد ذلك عندما ينضم يوسف (جوزف) الى حلقة الأهل والأصدقاء المحبطة بابن رشد، تكون النقلة قد تمت وترسم أمامنا على الفور صورة العلاقة بين المثقف والمدينة، ومن ثم بينه وبين سلطة المدينة في أندلس الموحدين، وهذه العلاقة سرعان ما تقودنا بالطبع الى علاقة ابن رشد بالخليفة المنصور لنكتشف مدى التداخل بين الفيلسوف والحاكم ونمط العلاقات (حتى العائلية) التي تربط بينهما.

> انطلاقاً من تلك اللحظة، يدخل الفيلم في تشابكات العلاقات السياسية والفكرية، ويروي لنا حظوة ابن رشد لدى الخليفة، ثم محنته ومحنة الكتب والفكر معه، حين تتحول الأمور السياسية من وضع يحتم على الحاكم سؤال المثقف والتحالف معه، الى وضع تنتفي فيه الحاجة الى ذلك. وفي هذا السياق، من الواضح ان فيلم «المصير» اعتباراً من تلك اللحظة لا يعود فيلماً تاريخياً، يتصرف في العلاقات والشخصيات بعض الشيء، بل يبدأ المزج والخلاف وذا الدلالة بين التاريخ وزمننا الراهن، لينقل الينا رسالته الرئيسة. إذ هنا مرة أخرى، من الواضح ان درس التاريخ ليس هو ما يهم يوسف شاهين مرة أخرى ليس التاريخ بالنسبة الى شاهين أكثر من ذريعة لرحلة مكوكية بين الماضي والحاضر، رحلة ستشتغل في شكل أساسي من طريق اللغة، إذ هنا لن يبدو من البراءة بمكان ان يكون يوسف شاهين قد اختار العامية المصرية اداة التعبير في الفيلم. إذ كان في وسعه أن يختار عربية فصحى بعض الشيء، للوهلة الأولى للوصول الى حل تقني بحت. بيد أن نظرة معمقة الى «الخطاب» الخفي للفيلم، سيكشف لنا الدور الرئيس الذي أُريد للغة النطق في الفيلم أن تلعبه. إذ اننا ان أغمضنا أعيننا واستمعنا الى الحوار سنفاجئ أنفسنا وقد دخلنا زمن الراهن مباشرة. وأكثر من هذا ها هو شاهين، في الفيلم، ومباشرة بعد محاولة قتل الشاعر مروان، يجعل محاول قتله، الشاب المتطرف، يتلفظ أمام ابن رشد، القاضي الذي يحاكمه، بالعبارات نفسها التي تلفظ بها في تسعينات القرن العشرين في مصر ذلك الشاب المتطرف الذي طعن نجيب محفوظ في عنقه محاولاً قتله.

> لقد كان واضحاً انطلاقاً من هذا المثل ان يوسف شاهين انما وقف، في هذا الفيلم، في قلب الراهن المصري والعربي. ومن هنا عبثاً نحاول أن نعثر في كتب التاريخ المعتمدة على سيرة لابن رشد تشبه ما شاهدناه في الفيلم. والحقيقة ان هذا البعد لم يسهُ عن بال وإدراك كبار النقاد العالميين الذين حيّوا الفيلم في «كان» 1997 وصفقوا له... لكنهم فهموا ان السعفة يجب أن تذهب، هذه المرة، لا الى الفيلم نفسه بل الى مبدعه.

alariss@alhayat.com
انتصارات عربية في «كان»(2): «خارج الحياة» لمارون بغدادي
الخميس, 20 مايو 2010
052004b.jpg
ابراهيم العريس
Related Nodes:
052004b.jpg

في ذلك الحين بالكاد كانت السينما اللبنانية بدأت تعرّف بنفسها في العالم... كانت سنوات قليلة تفصلها في ذلك الحين عن بدايات إعادة التأسيس التي كانت، أساساً، على يدي برهان علوية ومارون بغدادي، من أبناء ذلك الجيل الذي كان قد سمي بجيل الحرب. ومن هنا حين أعلن في الحفل الختامي لدورة عام 1991، من مهرجان «كان» السينمائي، ان فيلم «خارج الحياة» للسينمائي اللبناني مارون بغدادي، فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى، شراكة مع فيلم «أوروبا» للدنماركي الذي كان صاعداً بقوة في فضاء السينما العالمية في ذلك الحين، صمت كثر مدهوشين متسائلين من هو هذا المخرج... بل ما هي هذه السينما اللبنانية التي يراد منا ان نصدق انها صارت فجأة جزءاً من السينما الكبيرة في العالم. يومها لم تكمن أهمية الحدث في أن مارون بغدادي فاز بالجائزة عن فيلمه ذاك... بل كانت كذلك في شراكته مع واحد كان العالم كله ينظر إليه على اساس انه رمز للطليعة السينمائية الشابة. حدث ذلك في عام 1991، بعد ست عشرة سنة من الانتصار العربي الأول الكبير في تاريخ «كان» مع فيلم «وقائع سنوات الجمر» لمحمد الأخضر حامينا. ويومها، كما حدث في الجزائر، وفي بعض المناطق العربية، من تنديد بالفوز بوصفه صنيعة الفرنسيين الذين «سرّهم ان يوجه حامينا سهام نقده الى بعض ممارسات الثورة الجزائرية»، حدث بالنسبة الى «خارج الحياة» إذ بسرعة فهم الفيلم من قبل كثر من الصحافيين العرب على انه ممالأة للفرنسيين، عبر تصوير القسوة التي عومل بها مواطنهم الصحافي حين خطفه مسلحون مسلمون في بيروت وأسروه لفترة طالبين فدية مقابل إطلاق سراحه. ومع هذا كان من الواضح ان مارون بغدادي، في فيلمه لا يدين الخاطفين بالمطلق، بل ينظر إليهم نظرة إنسانية، يصورهم كائنات بشرية وضعتهم ظروفهم في هذا المكان. وهو الأمر الذي سيبدو واضحاً مع نهاية الفيلم ان بطله، المخطوف المحرر، يشارك فيه. وأكثر من هذا: يشاركه فيه بخاصة بعد ان يحرر ويجد نفسه في مقهى باريسي تواقاً الى التحدث إليهم ومعرفة مصائرهم.

> طبعاً مثل هذا الموقف الجدلي، لم يكن من السهل إدراكه بالنسبة الى صحافيين وحتى مثقفين اعتادوا على ثنائية الأبيض والأسود ولم يستسيغوا ان يصور فيلم «عربي» مأساة صحافي فرنسي أرادت الحرب ان تدمره، هو الذي لا ناقة له فيها ولا جمل. ومن «براهين الإدانة» التي استخدمت ضد «خارج الحياة» انه فيلم من إنتاج فرنسي. والحقيقة ان مارون بغدادي، كان قد انتقل الى فرنسا قبل أعوام من تحقيقه هذا الفيلم، بعد ان أتعبته الحرب اللبنانية، التي كان لسنوات طويلة جزءاً منها، حيث كان قد وضع موهبته السينمائية التي لا شك فيها، في خدمة ما كان يسمى في ذلك الحين «الحركة الوطنية» اللبنانية، التي كانت أشبه بتحالف بين قوى تقدمية ويسارية لبنانية، وبين المسلمين الذين كانوا انتفضوا لدعم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، ومن ثم الاستفادة منه لإعادة التوازن الى أوضاع سياسية واجتماعية في لبنان، وذلك على الضد من القوى المسيحية التي كانت توصف بـ «اليمينية» والتي أرعبها، منذ أواخر سنوات الستين ذلك الوجود الفلسطيني المسلح نفسه. ومنذ بداية الحرب الأهلية (1975 – 1989) كان مارون بغدادي اختار موقعه، محققاً عدداً لا بأس به من أفلام لمصلحة الحركة الوطنية، منها فيلم عن ذكرى رحيل كمال جنبلاط، وأفلام عن شهداء الجنوب. بل كان فيلمه الروائي الطويل الأول «بيروت يا بيروت» (1975) نوعاً من الإرهاص بما سيحصل... ومن موقع يميل تماماً الى اليسار ومسلميه. غير أن هذا كله لم يشفع للرجل، الذي سيموت في حادث مفجع بعد فوزه الكبير في «كان» بأكثر من عامين، وبعد أن كان حقق فيلماً فرنسياً أخيراً، هو «فتاة الهواء»، وكان يستعد لتحقيق فيلم موضوعه، عودة شخص يشبهه الى لبنان بعد غياب سنوات طويلة خلال الحرب.

> وهنا في عودة الى «خارج الحياة»، قد يكون من المفيد ان نشير في شكل مسهب بعض الشيء الى ما هو أساسي، في هذا الفيلم، أي المكان الذي ينظر منه صانعه الى موضوعه. ولا شك في ان جدلية الفيلم الأساسية تكمن هنا، وتخلق بالتالي ذلك الالتباس، الذي جعل سوء فهم كبيراً يدور حول الفيلم، لا سيما بالنسبة الى الجمهور العربي العريض. ففي السينما، كما في كل فن جدي آخر، يتخذ الموضوع أهميته من المكان الذي تنظر منه الى الموضوع. من وجهة النظر، أنت هنا ام هناك؟ ومن المؤكد لمن يشاهد «خارج الحياة» ان مارون بغدادي، كاتب السيناريو والمخرج، إنما وضع نفسه انطلاقاً من وجهة نظر المخطوف أكثر مما وضعها من وجهة نظر الخاطفين. وطبعاً لم يكن هذا انطلاقاً من هوية المخطوف أو من هوية الخاطفين. تموضعه في مكان المخطوف كان بالنسبة الى مارون بغدادي، من دون ريب، مسألة ذاتية: فهو رأى فيه مصوراً شاباً كان يخيل إليه ان في إمكان المرء ان يخوض الحرب من دون ان تطاوله «قذارتها»، لكنه، وكما سنكتشف في سياق الفيلم، حين صار معصوب العينين، في سجنه المتنقل، ووسط عذابه الدائم، مادياً ومعنوياً، تمكن من ان يرى أكثر كثيراً وأفضل كثيراً، مما كان يشاهده بعينيه الطليقتين، وبكاميراه الحرة. لقد أصر مارون بغدادي، ضمن هذا السياق على ان يقول لنا انه حين كان ذلك الصحافي طليق العين، كان ينظر الى الحرب بتبسيطية الصحافي المتنقل، الشاهد غير المتورط الذي لا يهمه من الحدث سوى شكله الخارجي كمادة تصوّر. بعد ذلك حين اختطف وغرق في السواد والألم، حين عصبت عيناه رأى – وبالمعجزة الفن! – الحرب الحقيقية: «رأى» صراخ النساء والأطفال، «رأى» الرعب والألم، و «رأى» ايضاً لحظات الحنان الصغيرة: امرأة تقدم إليه ليمونة، طفلاً يلجأ بالقرب منه، مقاتلين يتحلقون كالأطفال من حول جهاز تلفزة يبث مسلسلاً مصرياً، المقاتلين في لحظة فرح حين ينتهون من إعادة طلاء سيارة (سرقوها). كل هذا يقول لنا مارون بغدادي في «خارج الحياة» ان المصور «رآه» وهو معصوب العينين، وهو يصغي الى صوت القذائف، ويتلقى الضربات الجدية أو المازحة، ويتساءل بين لحظة وأخرى (كما يفعل ك. في رواية «المحاكمة» لفرانز كافكا) متى يبدأ التحقيق معه؟ ولماذا هو هنا؟ وحين ينتقل الصحافي المصور من التساؤل الصامت الى السؤال الصاخب ينهره سجانوه من دون ان يردوا عليه... ليس له ان يسأل! لماذا؟ بكل بساطة لأنهم هم انفسهم لا يعرفون لماذا هو هنا... بل أحياناً لماذا هم هنا. وهو حين يطيعهم ويهدأ يعطونه مكافآت صغيرة: مثل حديث عن بلده فرنسا من هنا، خبر عن اعتزال لاعب الكرة بلاتيني من هناك... بل ان المكافآت تصل الى مستوى غير متوقع: عشية عيد الميلاد الذي يهنئونه على حلوله يعطونه صورة صغيرة لصديقته الفرنسية. أما حين لا يطيعهم فإنه سيعيش جحيماً يقترب، امام كاميرا بغدادي، من حدود السادية... فلماذا لا نقول هنا: من حدود المازوشية، تعذيب النفس ايضاً، طالما ان هؤلاء الجلادين، عبر تعذيبهم الصحافي إنما يعذبون انفسهم ايضاً. لأن الكل، سيقول لنا مارون بغدادي ضحايا في شكل من الأشكال، وجلادون في شكل من الأشكال.

> لقد حقق مارون بغدادي (1951 – 1993)، عبر هذا الفيلم انتصاراً كبيراً في «كان» كما في غيره، يحسب لهذا الفنان الذي مرّ كالشهب في سماء السينما، كما يحسب للسينما اللبنانية وربما العربية ايضاً، على رغم ان مرارة مارون بغدادي من ردود الفعل التي طاولت فيلمه، جعلته يدلي بتصريحات غاضبة. ومن المؤكد أن غضب مارون بغدادي، لم يكن للهجوم على فيلمه، بل لأن الفيلم قد أسيء فهمه تماماً، من قبل أشخاص لم يحاولوا حتى الدخول في ثناياه وفهم جدليته. لكن الفيلم نجح وحقق شهرة له وللسينما اللبنانية، لم تكن متوقعة اصلاً.

alariss@alhayat.com
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-21-2010, 01:12 AM بواسطة بسام الخوري.)
05-21-2010, 01:11 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #26
RE: أبو رياض مين قدو
جوائز الدورة 63 لمهرجان «كان» السينمائي: ختام بارد كالجليد والفوز لفرنسا وجيرانها
الإثنين, 24 مايو 2010
240573a.jpg
كان (جنوب فرنسا) ـ ابراهيم العريس
Related Nodes:
240573a.jpg

وكأن الدورة الثالثة والستين لمهرجان كان الدولي السينمائي آثرت ألا تنتهي الا غريبة ومتقشفة غرابة وتقشف أيامها المنقضية. وكأن رئيس لجنة التحيكم تيم بورتون آثر أن لا ينهي مهمته الا وقد أصاب بعدوى غرابة أطواره زملاءه في اللجنة. وهكذا بدت معظم التوقعات التي سادت خلال الأيام الأخيرة من المهرجان، غير صائبة. فيما بدا البعض الآخر محقاً. ولكن المفاجأة الكبرى كانت ذهاب العدد الأكبر من الجوائز إما الى فرنسا وإما الى أفلام لفرنسا يد فيها، منتجة أو موزعة أو مساندة على الأقل. لكن الخاسر الأكبر، ونقولها منذ الآن، كان الفيلم الذي نال اجماعاً منذ البداية باعتباره الأفضل: «عام آخر» لمايك لي. لم يحصد أي فوز، هو الذي منذ عُرض كان واضحاً انه سيُدخل بريطانيا نادي الفائزين حتى وان كان متوقعاً سلفاً ان فرنسا ستكون صاحبة حصة الأسد. اذ كان الشعور سائداً بأن المعركة في نهاية الأمر فرنسية فرنسية.

مهما يكن، اذا كانت الفرنسية جولييت بينوش التي فازت بأفضل تمثيل نسائي فرنسية، فأنها فازت عن فيلم ايراني، تبعاً لجنسية مخرجه وايطالي تبعاً لانتاجه. ومع هذا لفرنسا يدٌ فيه، لكن بينوش فازت عن جدارة اذ ادت هنا واحداً من أجمل أدوارها في السنوات الأخيرة.

نتحدث طبعاً عن «نسخة طبق الأصل» لعباس كياروستامي. جدارة فرنسية أخرى ومهما كان رأينا اتسمت بها جائزة لجنة التحكيم الكبرى، اذ ذهبت الى الفيلم الذي روهن عليه منذ البداية أيضاً، «عن البشر والآلهة» لكزافييه بوفوا. واحد من أفضل الأفلام الفرنسية التي حققت في السنوات الأخيرة. لجنة التحكيم اعطته جائزتها الكبرى. لكنها فضلت عليه للسعفة الذهبية فيلماً غريب الأطوار تحمس له كثر، ولكن غادر الصالة ايضاً كثر خلال عرضه. هو فيلم من النوع الذي يحبه تيم بورتون بالضرورة، نعني «العم بونمي» للتايلندي أبيشاتبونغ فيراسيتاخول. صُفق لفوزه كثيراً في حفل الختام. ونسي كثر انه هو أيضاً من انتاج فرنسي.

فرنسا أيضاً ولكن في فيلم التشادي محمد صالح هارون «الرجل الذي يصرخ» اعطي جائزة لجنة التحيكم الخاصة. فرنسا ايضاً وايضاً في فيلم «جولة فنية» لماتيو أمالريك الذي نال جائزة الاخراج. في المقابل قد يبدو ان الفيلم الذي نال جائزة السيناريو كوري، هو «شعر» للي تشانغ دونغ. لكنه ايضاً من انتاج فرنسي، ومن بطولة كورية صينية ستينية تعيش في فرنسا منذ زمن طويل. ما الذي يبقى؟ جائزة التمثيل طبعاً. هذه خسرتها فرنسا.

ولكن فازت بها جارتاها الأقرب، اسبانيا ومن طريق الرائع خافيير بارديم في الفيلم الأروع «بيوتيفول» لأليخاندرو غونزاليث ايناريتو والذي كان يستحق أكثر أيضاً. ولكن لم يكن وحده. شاركه في الجائزة الايطالي ايليو جيرمانو، بطل فيلم «حياتنا». هذا كل شيء، ولكن بالتأكيد لنا أكثر من عودة الى كل هذه الأفلام وحكاياتها.
05-24-2010, 08:39 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #27
RE: أبو رياض مين قدو
"زمن في القاهرة" يعرض جوانب من الحياة فيها
استمع الى اذاعة بي بي سي



تستعد شركة آي إف سي للأفلام الأمريكية لإطلاق فيلمها الجديد (زمن في القاهرة) في يوم السادس من أغسطس آب المقبل.

تؤدي دور البطولة في الفيلم الممثلة الأمريكية باتريشيا كلاركسون ويشاركها البطولة الممثل البريطاني السوداني الأصل الكسندر صديق.


http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2...time.shtml
07-28-2010, 03:27 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #28
الرد على: أبو رياض مين قدو
«الشبكة الاجتماعية».. محيط من البشر ابتدعه شاب منطو خدع أقرب الأصدقاء إليه

المخرج أثرى مادة فيلم كان من الصعب الاعتقاد بأن أحدا يستطيع صنع عمل ترفيهي مثير وعميق منه
جيسي أيزنبرغ يؤدي بطولة «الشبكة الاجتماعية»
محمد رضا
المشكلة لم تكن يوما مولد النجم، بل المشكلة هي بقاؤه نجما لما بعد الرحيل. سعاد حسني، وشارلي شابلن، وجون واين، وفريد شوقي، ومارلين مونرو، وغاري كوبر، وألفرد هيتشكوك، وصلاح أبو سيف، هؤلاء وسواهم كانوا نجوما حقيقيين حين عاشوا وبقوا نجوما، كل في مجاله، إلى أن رحلوا.

مارلين مونرو هي الأخرى نجمة.. ما زالت موجودة. مثيرة للاهتمام. ما فتئت أيقونة تعود إليها السينما ويذكرها الإعلام بتقدير، علما بأنه في حياتها اعتبرها الكثيرون مجرد ممثلة شقراء جميلة وغبية.

حاليا في بريطانيا يصورون فيلما عن زيارتها سنة 1956 عندما اختارها الممثل المسرحي والسينمائي البريطاني لورانس أوليفييه لتشاركه بطولة «الأمير وفتاة الاستعراض». حينها طلب من شخص اسمه كولن، أن يكون تحت تصرفها ومرافقها والجاسوس عليها، وكولن وضع خلاصة تجربته الفريدة مع مارلين في كتاب يستوحي منه الفيلم أحداثه. إنه لا يمكن أن تكون غبية من وصفت تمثال الأوسكار وصفا دقيقا: «صورة لشخص فقد جزءا من رأسه. الجزء الذي يكمن فيه العقل».

أي مارك زوكربيرغ صنع «فيس بوك»؟ زوكربيرغ المرفوض من المرأة؟ زوكربيرغ العبقري؟ زوكربيرغ الخائن لأصدقائه؟ أم زوكربيرغ ذو الروح المغلقة؟

أول وصف له يأتي في مشهد رائع في مقدمة فيلم ديفيد فينشر الجديد «الشبكة الاجتماعية»، عندما تقول له الفتاة التي كان يصادقها: «اسمع.. سوف تصبح شهيرا وثريا، لكنك ستمضي في هذه الغاية معتقدا أن الفتيات لسن معجبات بك لأنهن يعتقدن أنك فريد. وأريد أن أخبرك من أعماق قلبي أن هذا ليس صحيحا. الصحيح هو أنك أحمق».

رائع.. ليس بسبب هذا الوصف، على أهميته، بل لأن المخرج فينشر، صاحب «زودياك» و«قضية بنجامين بوتون الغامضة»، يبدأ مع بداية اللحظة الأولى للصورة كما لو كنا في منتصف الفيلم لا في مطلعه، ولأن المتحاورين مارك زوكربيرغ (جيسي أيزنبرغ) والفتاة إريكا (روني مارا) يجيدان توجيه الكلمات كطلقات رشاش ناري. حوار طويل. محدد الكلمات. سريع الوقع والإيقاع على عكس آخر الكلمات التي تقال في الفيلم، على الرغم من أنها تؤدي المعنى الذي في الكلمات الأولى، حين تخبره محامية شابة: «إنك لست إنسانا عاطلا، فقط تحاول جهدك أن تبدو أحمق».

والكاميرا تنتهي بالتركيز على مارك وهو جالس وحده في غرفة نصف مضيئة وأمامه الكومبيوتر. روح معزولة فوق جزيرتها رغم كل المعطيات التي كان يمكن أن تخلق منه إنسانا اجتماعيا داخل أو خارج الشبكة الاجتماعية التي ابتدعها.

هذا الأحمق هو الذي ابتدع «الفيس بوك».. ذلك المحيط الصاخب بنحو خمسمائة مليون مشترك حول العالم. المجتمع الذي لا يمكن الوثوق بما يرد به، ورغم ذلك أصبح المنبر بين الناس والملجأ لجيل ترك التكنولوجيا تنتصر عليه وتستعبده عوضا عن أن تكون مطواعة له. وهو أصغر ثري في العالم إذ تقدر ثروته بـ25 بليون دولار، وهو لا يزال دون الثلاثين من العمر.. لكن كيف استطاع زوكربيرغ الوصول إلى هذا النجاح هو أمر آخر. في عالم مادي بحت كالذي نعيش فيه، فإن القليلين يكترثون.

انتقل إلى عالم من الحقيقة والفن كما الحال في فيلم ديفيد فينشر الجديد، لكي ترى أن المسألة تستحق النظر، وبالتأكيد تستحق الفيلم.

* صنعه حلم

* الفيلم من سيناريو وحوار شخص بارع اسمه آرون سوركين، ومأخوذ عن كتاب وضعه بن مزريش مستقى من حقائق ومعلومات حول مارك زوكربيرغ وبعض معلوماته وفرها له إدواردو سافيرين، وهو صديق لمارك من جامعة هارفارد. السيناريو يتبلور سريعا حول شخصية زوكربيرغ من دون الوقوع في أسرها ومع الابتعاد كليا عن الوله بها وبنجاحها. هذا ليس فيلما عن كيف تصنع الحلم الأميركي وتعيش سعيدا إلى الأبد، بل عن كيف يصنعك الحلم الأميركي من دون أن يغيرك تماما. يجعلك أكثر ثراء، لكنه لن يبدل ما فيك من خصال سواء أكانت حميدة أو ذميمة.

بعد انصراف إريكا غاضبة نرى زوكربيرغ جالسا مع بعض زملاء الجامعة يستمع إلى فكرة يتداولها الأخوان وينكلوفس (يقوم بهما معا، وبفضل التكنولوجيا، أرمي هامر)، وصديق لهما حول القيام بإنجاز محطة إلكترونية على الإنترنت تكون بمثابة مكان تواصل بين الطلاب الباحثين عن علاقات عاطفية، كل مع الجنس الآخر، من دون اعتماد أسلوب التعارف المعتاد وما يحمله من احتمالات صد وعزوف. زوكربيرغ يعود إلى غرفته ويطلع صديقه إدواردو على الفكرة معترفا بأنه سمعها من الأخوين وينكلوفس، ويطلب منه أن يساعده لتحقيقها. هو سيهتم بالجانب التقني، وعلى إدواردو تأمين ألف دولار لولادة المشروع. حال إنجاز هذه الخطوة التي تبدو من موقعنا اليوم بسيطة للغاية، يكتشف زوكربيرغ نجاحها السريع بين طلاب الجامعة إذ أخذ يؤمها عشرات ثم مئات، مما دعاه إلى توسيع رقعتها لتشمل جامعات أخرى. هنا أفاق الأخوان وينكلوفس وصديقهما على فعلة زوكربيرغ واعتبروها سرقة. ومن هنا هي معركة بين الطرفين يتحول فيها زوكربيرغ إلى فاعل وأصحاب الفكرة الأساسيون إلى منتقدين، لكن زوكربيرغ شخصية معقدة، مثل «الفيس بوك» الذي أسسه قد يكون قريبا منك إذا ما كان بحاجة إليك، أو بقدر حاجتك أنت إليه، وبعيدا عنك لأنه أشبه بشبح ليس له حضور فعلي. ومثله أيضا، يمتلك شخصية منعزلة وغير معزولة. من يدمن «الفيس بوك» يخبرك بأنه في لحظة يصبح على اتصال مع من يريد، لكنه يبقى نقطة في محيط، ونقطة منفردة ليست واثقة من ذلك المحيط. على عكس الصداقات الإنسانية في زمن مضى، فإن العلاقة هنا سطحية واهية وسلعية، ورغم ذلك هي من الانتشار كأي ثورة اجتماعية.

زوكربيرغ، حسب الفيلم، أسس لأسلوب تواصل، بينما تخلو حياته من كل قدرة على التواصل. الرابط الوحيد بينه وبين الآخرين هو كم سيستفيد من وجودهم في مسار حياته. لذلك، وحين بدا له أن إدواردو لن يقدر على الانتقال بهذا المشروع من موقعه الاجتماعي إلى نشاط تجاري مركز ومتطور، يسعى إلى إدخال سواه في اللعبة مستغنيا، ليس عن خدماته وأمواله المحدودة فقط، بل عن صداقته أيضا. شركاء زوكربيرغ الجدد هم رجال أعمال يشاركونه الرغبة في الارتقاء، وهم الذين ساعدوه - كل حسب حصته من الكعكة - للوصول إلى النجاح الذي حققه.

* صورة امرأة

* هذا الانقلاب على إدورادو حدث حين تعرف على شون باركر (جوستين تمبرلايك)، رجل أعمال شاب يعرف كيف ينتهز الفرص ويتسلق السلالم سريعا. حين التقاه زوكربيرغ في مطعم نيويوركي أدرك أنه هو المرحلة الجديدة التي يبحث عنها. أما إدواردو فلم يعجبه شون، وشون أدرك ذلك، لكنه لم يكترث لمجابهة يعلم أنها ستقع لاحقا حين يصبح ذا شأن أقوى في المؤسسة النامية. في ذلك المشهد هناك حركة واحدة تنبئ بشخصية إدواردو غير الواثقة.. بطيبة قلبه وبكونه الأكثر عرضة للأذى بسبب ذلك، شون ينظر إلى صديقة إدواردو ويقول شيئا قصد به أن يكون لماحا لمهارته. إدواردو يسارع لوضع يده وراء كتف صديقته لكي يخبر شون بأنها ملكه. بضم تلك الحركة إلى خلو قلب زوكربيرغ من الحب وفشله في إيجاد الشريك الأنثوي العاطفي المناسب، يكون فينشر قدم لنا مجتمعا ذكوريا جديدا لا يختلف إلا قليلا عن المجتمع الذكوري التقليدي السابق الذي كان يسقط الجانب الإنساني من العلاقة مع المرأة من الاعتبار. إنها (المرأة) متعة. فهمها هو إكسسوار حياتي لا قيمة له. الفتيات اللاتي حول زوكربيرغ وشون و- إلى حد - حول إدواردو، يأتين ويذهبن، لأن هذه هي الطريقة المثلى لمعاملتهن.

لكن الفيلم يقدم صورة أخرى. هناك فتيات لا يدخلن ضمن هذا الوصف، يرفضن أن يظهرن في هذه الصورة، من بينهن إريكا ومن بينهن أيضا المحامية (مطلع الفيلم ونهايته). لكن هذا الطرح لا يستولي على الفيلم أيضا. زوكربيرغ ومنوال حياته وانغلاقه على مصالحه المادية ونبذه للآخر وتعاليه هو ما تتألف منه الصورة. والمخرج يحسن الانتقال بين الحكاية الماثلة وبين النهاية المجسدة. فما هو معروف أمامنا قصة تقع على نحو مزدوج مثل: في غرفة اجتماعات لمؤسسة محاماة يجلس فيها زوكربيرغ ومحاميه في ناحية، وإدواردو ومحاميته ومجموعة الأخوين وينكلوفس ومحاميهم من ناحية أخرى. عبر ما يجري في تلك الغرفة ننتقل إلى مراحل من حياة زوكربيرغ. فالفريق الآخر لجأ إلى القضاء لكي يأخذ حقوقه، وإذ يسرد كل فريق جزءا من الأحداث، ينقلنا فينشر إلى هذا الجزء في مشاهد مصاحبة. بذلك لا يمارس المخرج نقلا بالغ الدقة فنيا وروائيا فقط، بل يثري مادة فيلم كان من الصعب الاعتقاد بأن أحدا يستطيع صنع عمل ترفيهي مثير وعميق منه. وإذا ما كان البعض قال عن أن ستيفن سبيلبرغ يستطيع تحويل دليل الهاتف إلى فيلم مثير، فإن فينشر ينجز هذا بالفعل عبر «الشبكة الاجتماعية».

إنه يذكر بفيلم ألان ج. باكولا «كل رجال الرئيس» (1976)، من حيث قيام الحوار والمشاهد المحبوسة بتسيير دفة الفيلم في إثارة وتشويق فعالين، وفي الوقت ذاته التعليق على مرحلة من حياة البشر. في هذه المرة.. البشر هم نحن الذين انتمينا إلى عصر ربما كان من الأفضل لو أنه لم يقع.


http://www.aawsat.com/details.asp?section=25&issueno=11644&article=590937&feature=1
10-17-2010, 05:37 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #29
RE: أبو رياض مين قدو
2332233223322332
سلاف فواخرجي وغسان مسعود يوافقان على بطولة فيلم " الدمشقيون"
شارك

قبل الفنان غسان مسعود والفنانة سلاف فواخرجي القيام ببطولة فيلم "الدمشقيون" الذي يعيد شخصية "الحكواتي" إلى الذاكرة العربية والسورية.

ونقل موقع mbc.net عن مؤلفي الفيلم الحائز على الجائزة الثانية في مسابقة منحة الشاشة التي تقدِّمها لجنة أبو ظبي للأفلام سنويًّا ضمن فعاليات مؤتمر "ذا سيركل" أنس خلف ورنا كزكز أن "موافقة النجمَيْن السوريَّيْن جاءت بعد أن قاما بعرض سيناريو الفيلم عليهما خلال المهرجان".



وأوضح مؤلفا الفيلم اللذان فازا بالجائزة الثانية، وهي عبارة عن رحلةٍ لمؤلفَي الفيلم إلى مهرجان "مالبورن" بأستراليا للترويج لفيلمهما لدى المنتجين هناك أن "الفيلم الذي يحظى بتمويل سوري - فرنسي، يعيد شخصية (الحكواتي) إلى الذاكرة العربية والسورية، والذي كان عاملاً أساسيًّا في تشكيل الوجدان والثقافة العربية والشرقية في السنوات الماضية، وقبل ظهور وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة".



وقال أنس خلف إن قصة فيلم "الدمشقيون" تدور حول شخصية "أبو الخير" (غسان مسعود) الحكواتي الوحيد المتبقي في العالم العربي، والذي يعيش في دمشق، وإصرار ابنته، التي تؤدي دورها الفنانة سلاف، على الحفاظ على مهنة والدها؛ ما يدفعها إلى رفض عرض من هوليوود للمشاركة في أحد الأفلام، وهو القرار الذي يعارضه الأب الذي يحاول اختيار "حكواتي" جديد يحل محله من عالم الدراما التلفزيونية.



وأضاف خلف "سعينا إلى إسناد دور بطلة الفيلم (شهرزاد) إلى النجمة سلاف فواخرجي؛ لأنها الأكثر قربًا من الشخصية كما تخيلناها خلال كتابة العمل".



وبدورها أوضحت رنا كزكز أن "الفيلم الذي يشارك فيه أيضًا الممثل قيس الشيخ نجيب، يسعى إلى تقديم الثقافة الدمشقية؛ ليس إلى العالم العربي والشرقي فقط، ولكن إلى العالم أجمع، ولذا سيتم تصويره بمقاييس ومستوى عالمي".



ولفتت كزكز إلى أنها وشريكها يستعدان حاليًّا لتصوير فيلم مشترك بعنوان "يوم الصم"، وهو فيلم قصير سيتم تصويره في سوريا، ويعتمد على اللهجة الشامية العامية الجديدة، وسيُجرى تصويره في الأحياء والحارات الدمشقية القديمة، ومن المتوقع أن تكون مدته ساعتين.



ومن جهته, أشاد "ديفيد شيبرد" مدير لجنة أبو ظبي للأفلام بسيناريو "دمشقيون"، مؤكدًا أنه "سيحظى بدعم ومساندة لجنة الأفلام، من خلال إجراء اتصالاتٍ بالمهرجانات وصناديق التمويل وشركات الإنتاج حول العالم ليرى هذا الفيلمُ النورَ".



وضاف و أضاف شيبرد "اعتدنا متابعة كافة سيناريوهات الأفلام المتقدِّمة إلى منحة الشاشة لدعمها دوليًّا في كافة المناسبات، مثلما حدث مع الفائزة بمنحة العام الماضي المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والتي حصلت على عقد مع شركة إنتاج أمريكية ضخمة لإنتاج فيلمها الفائز".



وكانت لجنة أبوظبي للأفلام أعلنت يوم الأحد عن اختتام أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر"ذى سيركل"بنجاح في فندق إنتركونتيننتال في مدينة أبو ظبي.



يذكر أن الجائزة الأولى- وقيمتها 100 ألف دولار أمريكي لمسابقة منحة الشاشة التي تقدِّمها لجنة أبو ظبي للأفلام سنويًّا ضمن فعاليات مؤتمر "ذا سيركل" ذهبت مناصفةً إلى كلٍّ من المصري قاسم خرسا عن فيلمه "الملجأ"، والأردنية ديما حمدان عن فيلمها "الاختطاف".



يُعدّ مؤتمر "ذى سيركل" حدثاً سنويّاً يُعنى بتقديم متحدّثين رئيسيّين ومحاضرات احترافيّة وجلسات حوار تهتمّ بمناقشة التوجّهات العالميّة في الإنتاج والتمويل والتوزيع، وتأثيرات التقنيّات الرقميّة، وتطوّر صناعة الأفلام والتلفزة في أبوظبي.



سيريانيوز
10-17-2010, 05:53 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS