أيغضب أن يقال أبوه حر .. و يرضي بأن يقال بل هو عبد الأعراب الذليل !.
أيغضب أن تكون أمه سليلة آلهة النيل ..و يسعد بها محظية منتهكة تحت راعي البعير !.
صور من مقاومه الأقباط للإحتلال العربى الإسلامى .
1- تتسائل الاستاذة سناء المصرى فى كتابها الفريد " هوامش الفتح العربى لمصر : حكايات الدخول " ص 12 قائلة : "كيف كانت المواجهات الأولى؟ ، وكيف كان تصور كل طرف عن الآخر؟ ، وما الذى حدث حقيقة فى اللحظات الأولى للفتح قبل أن تستقر الأمور للعرب؟ . أمور شائكة مضى عليها أكثر من أربعة عشر قرنا , وأهال التاريخ على تفاصيلها رماده الصعب.. ولآثارها القليلة لا زالت تُروى وتتداول من خلال صوت رسمى ووحيد للمنتصر الغالب الذى استقرت له الأمور ، وانكمش أمامه الطرف الآخر رويدا رويدا ، انكمشت حتى كادت أن تمحى من كثرة التجاهل والنسيان. والآن هل نكتفى بمجرد ترديد ما سبق قوله ملايين المرات, ونسعد بالدوران فى نفس الفلك المعتم؟ ، أم نحاول أن ننبش معا ذكريات الماضى المنسى , ونُخرج بقايا أوراقه قبل الفتح وبعده؟ . ثم تضيف سناء المصرى فى نفس المرجع السابق و ص61 : (فى طريق الجيش العربى المنطلق من قرية إلى أخرى , ومن مدينة الى التى تليها كانت جموع الشعب المصرى العُزًل من السلاح ترقب بحذر وهلع أخبار المعارك الدائرة بين العرب والروم, ويكاد الخوف من الجانبين يعتصرهم , وذكرى حروب الروم والفرس لم تجف دماؤها بعد, وقد فضلت بعض قرى أسافل مصر (الوجه البحرى) الإنضمام الى جيش الروم , تقاتل معهم جيوش الغزو العربى) ، و في كتاب "تاريخ الكنيسة القبطية" للقس منسى يوحنا ص 306 نقرأ أن ( عمرو دخل مدينة العريش سنة 639م ومنها وصل الى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر ، واحتلت جيوش العرب الوجه البحرى فصاروا يرتكبون فيه الفظائع ، فوقف فى وجههم إثنان من الأقباط هما مينا وقزمان وترأسا جماعة مدربة فكانوا يدافعون عنهم غائلة الإعتداء الأجنبى عربيا كان أم رومانيا. قيل أن عمرو عندما وصل الى نقيوس فتك بأهلها فتكا ذريعا ولم يبق أحدا ممن كانوا فى الشوارع أو الكنائس . فكيف يدعى القوم أن الأقباط رحبوا بالغزو العربى الاسلامى لمصر؟ ، وتمر السنون ليكشف الاحتلال الاسلامى عن أبشع أوجهه وينكل بأهل مصر فى كل مكان مما دعا الاقباط ( وهم الشعب المسالم فى الغالب) الى القيام بالثورات تلو الثورات , وتم إعمال السيف الاسلامى فى رقاب المصريين صغارا وكبارا .
2- في بداية الغزو العربي هاجم العرب المسلمون مدينه الفرما المصريه (برمون) , كما سميت (بلوز) لانها تقع على الفرع البلوزي للنيل . أنشأ هذه المدينه الفراعنه وكان بها اثار مصريه قديمه ، وكانت توجد بها في ذلك الوقت كثيرمن الكنائس والاديره وهى مدينه محصنه ولها أيضا ميناء يتصل بالمدينه بخليج يجرى فى البحر وقريب منها الفرع البلوزى للنيل الذى يصب فى البحر، وبعد قتال ضارى إستمر شهر سقطت برمون فى يد العرب، فهدموا الحصن وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقيه . جاء حرق الكنائس وتدمير الميناء والحصن ليؤكد مدى إنتقام العرب نتيجه لما لاقوه من مقاومه إستمرت شهر أو شهرين ، وكان هذا الإنتقام أكبر دليل لمقاومه أهل الفرما من الأقباط وعدم تعاون القبطى مع هؤلاء الغزاه بل وقوفهم فى وجه الغزو.
3- قاومت العديد من مدن شمال الدلتا الغزو الإسلامى العربى لمصر بقيادة عمرو بن العاص ؛ مثل إخنا ، رشيد ، البرلس دمياط، خيس، بلهيب، سخا، سلطيس، فرطسا، تنيس ، شطا ، والبلاد الواقعه باقليم البحيره وغيرها ، أما مصر العليا (الصعيد) فقد ظلت منفصله تقاوم لمده سنه تقريبا .
4- عندما غادر العرب بابليون قاصدين الاسكندريه ، داهموا قرى الاقباط ومدنهم فقتلوا من قتلوا ونهبوا وسلبوا الامتعه والاموال0 فهرب الأهالى بمجرد سماعهم هذه الانباء المروعه الى الاسكندريه . وقال يوحنا النقيوسى ( أنه حدث ذعر فى جميع بلاد مصر إذ كان الاهالى يفرون الى الاسكندريه تاركين ممتلكاتهم ومواشيهم) ، ولما عقدت معاهده الاسكندريه طلب الاقباط من المقوقس أن يكلم لهم عمرو بن العاص لصلته الوثيقه به ، فلم يجبه عمرا لطلبه قائلآ ( ..لأن الصعيد كان ما يزال ثائرا فإذا رجع الاقباط إلى قراهم لانضموا الى المقاتلين وأصبحوا قوه عليهم ) .
5- نلاحظ تصاعد ثورة القبط علي الولاة العرب تزداد منذ عام 107 ه , وتتصاعد في سلسلة من التمرد والقمع يسجلها ساويروس بقوله : ( من بعد موت قرة أنفذ الوليد عوضة الي مصر والياً اسمة أسامة فلما وصل الفسطاط التمس علام جميع الكور وكتبها بالعربي وكان كثير الفهم , فلما بدأ بذلك حدث غلاء عظيم لم يسمع بمثلة من الجيل الاول ، ومات في ذلك الغلاء أكثر ممن مات في الوباء ، وأشرف جميع الاغنياء والفقراء علي الموت , ثم أن رخاء عظيماً أقبل حتي انتهي القمح الي خمسة وعشرين اردباً بدينار ، وبعد قليل وافي ايضاً وباء فأفني العالم ولو لم يرحم الرب من بقي منهم علي الارض لم يبق منهم أحد , وكان الامير مقيماً علي فعلة السوء ، وكل المسلمين والنصاري خائفون منه ثم تقدم الا يأوي أحد غريباً في البيع ولا الفنادق ولا في السواحل ، وكانوا خائفين منه وطردوا من كان عندهم من الغرباء ، وتقدم الي الرهبان أن لا يرهبوا من يأتي اليهم , ثم أحصي الرهبان ورسمهم كل واحد منهم بحلقة حديد في يدة اليسري ليعرف ، ووسم كل واحد باسم بيعته وديرة بغير صليب بتاريخ مملكة الاسلام ، وكان في سنة ست وتسعين للهجرة قلق علي الرهبان وضيق علي المؤمنين، واذا ظهروا بهارب أو غير موسم قدموه الي الامير فيأمر بقطع أحد اعضائة ويبقي اعرج ، ولم يكن يحصي عدد من شوه به علي هذه القضية ، وحلق لحي كثير وقتل جماعة وقلع اعين جماعة بغير رحمة وكان يقتل جماعة تحت العقوبة بالسياط ، وكان من محبتة للدنانير يأمر الولاة أن يقتلوا الناس ويحضروا اليه مالهم ، ويكاتبهم ويقول سلمت لكم أنفس الناس فتحملوا ما تقدرون عليه من أساقفة ورهبان أو بيع أو كل الناس فاحملوا القماش والمال والبهائم وكل ما تجدونة لهم ولا تراعوا أحدا , وأي موضع نزلتموه فانهبوه كانوا يخربون المواضع ويقلعون العمد والاخشاب , ويبيعون ما يساوي عشرة دنانير بدينار حتي صارت الفضة خمسة وثلاثين درهماً بدينار والقمح اربعين اردباً بدينار والنبيذ اربعين مطرا بدينار والزيت مائة قسط بدينار وكل من معه شئ يخاف عليه ان يظهره لئلا يعاقب , ومن الضيق والضنك هم الناس ببيع اولادهم واذا أعلموا الامير بهذا لم يرق قلبه ولا يرحم بل يزيد ). وتشدد الوالي في عمل سجل لكل انسان يكتب فيه اسمه وموطنه وعملة, ومقدار الضريبة المفروضة عليهم , ثم لا يسمح لاي إنسان بالتحرك من موضع الي آخر إلا بعد إظهار سجلة , وفعل نفس الشئ مع المراكب ومن لا يدفع ( تنهب المراكب وما فيها وتضرب بالنار) . ووسط هذه المسلخة العامة التي لم ترحم قبطياً سواء أكان تابعا للكنيسة أم غير تابع , من رجالها الرسميين أم من عامة الشعب . أما الرهبان الذين وجدهم بغير حلق في أيديهم ( فمنهم من ضربت رقبته ومنهم من مات تحت السياط ) وأغلق البيعة طالباً الف دينار غرامة مع غرامة دينار عن كل راهب . وهددهم إن لم يدفعوا هدم البيع وخربها وسرح الرهبان للعمل في مراكب الاسطول مما أقلق شيوخ الرهبان , فصاروا يجتمعون باعداد كبيرة للصلاة والتضرع .
6- انتقاض القبط . قال أبو عمرو محمد بن يوسف الكنديّ في كتاب أمراء مصر :" وأمرة الحرّ بن يوسف أمير مصر ، كتب عبد اللّه بن الحبحاب صاحب خراجها إلى هشام بن عبد الملك ، بأنّ أرض مصر تحتمل الزيادة ، فزاد على كل دينار قيراطًا ، فانتقصت كورة تنو ونمي وقربيط وطرابية وعامة الحوف الشرقيّ، فبعث إليهم الحر بأهل الديوان فحاربوهم فقتل منهم بشرا كثيرا ، وذلك أول انتقاض القبط بمصر وكان انتقاضهم في سنة سبع ومائة ، ورابط الحرّ بن يوسف بدمياط ثلاثة أشهر ، ثم انتقض أهل الصعيد وحارب القبط عمالهم في سنة إحدى وعشرين ومائة ، فبعث إليهم حنظلة بن صفوان أمير مصر أهل الديوان فقتلوا من القبط ناسًا كثيرًا وظفر بهم ، وخرج بَخْنَسْ رجل من القبط في سمنود فبعث إليه عبد الملك بن مروان: موسى بن نصير أمير مصر فقتل بخنس في كثير من أصحابه وذلك في سنة اثنين وثلاثين ومائة .
7- وخالفت القبط برشيد ؛ فبعث إليهم مروان بن محمد الجعديّ لما دخل مصر فارًا من بني العباس بعثمان بن أبي قسعة فهزمهم . وخرج القبط على يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة أمير مصر بناحية سخا ونابذوا العمال وأخرجوهم وذلك في سنة خمسين ومائة ، وصاروا إلى شبرا سنباط وانضم إليهم أهل اليشرود والأريسية والنجوم ، فأتى الخبر يزيد بن حاتم فعقد لنصر بن حبيب المهلبيّ على أهل الديوان ووجوه مصر ، فخرجوا إليهم القبط وقتلوا من المسلمين. فألقى المسلمون النار في عسكر القبط وانصرف المسلمون إلى مصر منهزمين.
8- وفي ولاية موسى بن عليّ بن رباح على مصر خرج القبط ببلهيب في سنة ست وخمسين ومائة ، فخرج إليهم عسكر فهزمهم وفي سنة ثمان وسبعين ومائة كشف إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس أمير مصر أمر الخراج وزاد على المزارعين زيادة أجحفت بهم ، فخرج عليهم أهل الحوف وعسكروا فبعث إليهم الجيوش وحاربهم ، فقتل من الجيش جماعة فكتب إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد يخبره بذلك ، فعقد لهرثمة بن أعين في جيش عظيم وبعث به إلى مصر ، فنزل الحوف وتلقاه أهله بالطاعة وأذعنوا بأداء الخراج فقبل هرثمة منهم واستخرج خراجه كله ، ثم أن أهل الحوف خرجوا على الليث بن الفضل البيودي أمير مصر، وذلك أنه بعث بمساح يمسحون عليهم أراضي زرعهم فانتقصوا من القصبة أصابع فتظلم الناس إلى الليث، فلم يسمع منهم فعسكروا وساروا إلى الفسطاط ، فخرج إليهم الليث في أربعة آلاف من جند مصر في شعبان سنة ست وثمانين ومائة ، فالتقى معهم في رمضان فانهزم عنه الجند في ثاني عشره وبقي في نحو المائتين فحمل بمن معه على أهل الحوف ، فهزمهم حتى بلغ بهم غيفة وكان التقاؤهم على أرض جب عميرة ، وبعث الليث إلى الفسطاط بثمانين رأسًا من رؤوس القيسية ورجع إلى الفسطاط وعاد أهل الحوف إلى منازلهم ومنعوا الخراج ، فخرج ليث إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد في محرم سنة سبع وثمانين ومائة وسأله أن يبعث معه بالجيوش فإنه لا يقدر على استخراج الخراج من أهل الحوف إلا بجيش يبعث معه ، وكان محفوظ بن سليم بباب الرشيد فرفع محفوظ إلى الرشيد يضمن له خراج مصر عن آخره بلا سوط ولا عصا ، فولاه الخراج وصرف ليث بن الفضل عن صلاة مصر وخراجها .
9- وفي ولاية الحسين بن جميل امتنع أهل الحوف من أداء الخراج فبعث أمير المؤمنين هارون الرشيد يحيى بن معاذ في أمرهم فنزل بلبيس في شوال سنة إحدى وتسعين ومائة وصرف الحسين بن جميل عن وولى مالك بن دلهم وفرغ يحيى بن معاذ من أمر الحوف وقدم الفسطاط في جمادى الآخرة فورد عليه كتاب الرشيد يأمره بالخروج إليه فكتب إلى أهل الحوف: أن اقدموا حتى أوصي بكم مالك بن دلهم وأدخل بينكم وبينه في أمر خراجكم فدخل كل رئيس منهم من اليمانية والقيسية وقد أعدّ لهم القيود فأمر بالأبواب فأخذت ثم دعا بالحديد فقيدهم وتوجه بهم للنصف من رجب منها.
10- وفي أمارة عيسى بن يزيد الجلوديّ على مصر ظلم صالح بن شيرزاد عامل الخراج الناس وزاد عليهم في خراجهم فانتقض أهل أسفل الأرض وعسكروا ، فبعث عيسى بابنه محمد في جيش لقتالهم فنزل بلبيس وحاربهم فنجا من المعركة بنفسه ولم ينج أحد من أصحابه وذلك في صفر سنة أربع عشرة ومائتين فعزل عيسى عن مصر. وولى عمير بن الوليد التميميّ فاستعدّ لحرب أهل الحوف وسار في جيوشه في ربيع الآخر فزحفوا عليه واقتتلوا فقتل من أهل الحوف جمع وانهزموا ، فتبعهم عمير في طائفة من أصحابه فعطف عليه كمين لأهل الحوف فقتلوه لست عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر. فولى عيسى الجلولي ثانيًا وسار إليهم فلقيهم بمنية مطر فكانت بينهم وقعة آلت إلى أن انهزم منهم إلى الفسطاط وأحرق ما ثقل عليه من رحله ، وخندق على الفسطاط وذلك في رجب وقدم أبو إسحاق بن الرشيد من العراق ، فنزل الحوف وأرسل إلى أهله فامتنعوا من طاعته فقاتلهم في شعبان ودخل وقد ظفر بعدة من وجوههم إلى الفسطاط في شوال ، ثم عاد إلى العراق في المحرّم سنة خمس عشرة ومائتين بجمع من الأسارى. ثم انتقضوا مع من انتقض في سنة ست عشرة ومائتين فأوقع بهم الإفشين في ناحية اليشرود حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون ، فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال، فبيعوا وسبى أكثرهم.
11- فلما كان في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين انتقض أسفل الأرض بأسره (عرب البلاد وقبطها) !، وأخرجوا العمال وخلعوا الطاعة لسوء سيرة عمال السلطان فيهم ، فكانت بينهم وبين عساكر الفسطاط حروب امتدّت إلى أن قدم الخليفة عبد اللّه أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر خلون من المحرّم سنة سبع عشرة ومائتين ، فسخط على عيسى بن منصور الرافقي وكان على أمارة مصر وأمر بحل لوائه وأخذه بلباس البياض عقوبة له. ثم عقد المأمون على جيش بعث به إلى الصعيد وارتحل هو إلى سخا وبعث بالأفشين إلى القبط وقد خلعوا الطاعة ، فأوقع بهم في ناحية البشرود وحصرهم حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين فحكم فيهم المأمون بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال فسبى أكثرهم ، وتتبع المأمون كل من يومي إليه بخلاف فقتل ناسًا كثيرًا ورجع إلى الفسطاط في صفر ومضى إلى حلوان ، وعاد فارتحل لثمان عشرة خلت من صفر وكان مقامه بالفسطاط وسخا وحلوان تسعة وأربعين يومًا. وكان خراج مصر قد بلغ في أيام المأمون على حكم الإنصاف في الجباية أربعة آلاف ألف دينار ومائتي ألف دينار وسبعة وخمسين ألف دينار.